Thursday, April 28, 2011

محمد حسنين هيكل والصندوق الأسود


عندما أكمل الدكتور الفاضل والجليل عبد الوهاب المسيري رحمه الله "موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية"، تقدم بإهداء إلى المفكر والأديب والصحفي الأستاذ محمد حسنين هيكل الصديق والمعلم. والدكتور عبد الوهاب المسيرى يعني ما يقول ويدرك دلالته وهناك الكثير من أبناء مصر والوطن العربي يشاركونه هذا الرأي القائم على الاحترام والتقدير للمجهود الإنساني والالتزام المهني الخارق للعادة ورسوخ الموقف واحترام الذات. والإعجاب والاحترام ليسا لهما قيمة إن صدرا عن انبهار فقط فقراءة الأستاذ هيكل تستوجب من القارئ مجهود موازي ينزل الكلمات منازلها ويضع الخطاب في سياقه ويفهم أفق التحيز.
وفي قراءة لموقف الأستاذ محمد حسنين هيكل من الثورة المصرية والعربية نجده متوترا بعض الشيء، فقد علق الأستاذ على الثورة المصرية في بدايتها تعليقات كان لها أثر مهم وإيجابي ومؤيّد بدا فيها لأول مرة يخرج عن تحسبه وتحفظه الذي ألزم بهما نفسه. ولقد كان الزمن سخيا مع الأستاذ كما وصف، ونشهد له - بعد متابعتنا إياه على مدى تاريخه – بأنه تبادل مع الزمن هذا السخاء بدوره في إلزام نفسه بمهنية غاية في الدأب واحترافية غاية في الدقة بحيث أنه يكاد أن يكون صحفي الوثيقة، ولأن الثورة في ذاتها لا توجد لديها وثائق ولا شبكة اتصالات محلية ولا عالمية بل هي مزيج من الفعل التاريخي الذي يرتبط بوجدان الأمة ولا يدبر بليل ولكنه ينطلق كزلزال يحدث أحداثا يؤرخ لها، فلعل الأستاذ غلبه التحسب المهني فآثر الصمت.

وأظن -وليس كل الظن إثم- أن الأستاذ وفي هذا الظرف التاريخي الذي يجوز فيه مالا يجوز في غيره عليه ألا يكتفي بالإشارة عن العبارة وأعتقد أن استئذانه بالانصراف عن الكتابة إلى الكلام منذ عدة سنوات كان قرارا صائبا ولكن يجوز فيه الاستثناء الصائب أيضا لإن الكتابة تختلف عن الكلام وإن كان الكلام وثيقة بأدوات العصر أكثر إنباء من الكتب، إلا أننا نريده أن يخرج عن صمته للكتابة لا للكلام ليكتب موضحا ومفصلا عن موضوع الصندوق الأسود لطائرة النظام الذي أشار إليه في حديثه مع عمرو واكد منذ عدة أسابيع. والصندوق الأسود هو الذي يزود المحققين بالمعلومات المطلوبة بعد تحطم الطائرة لمعرفة أسباب وقوع الكارثة. فبالتأكيد هناك معلومات عن النظام المصري لم يستطع الأستاذ هيكل أن يتعامل معها أو يقترب منها في ظل بطش النظام وبلطجته. وإذا كان الأستاذ استطاع أن يمشى على حد السيف في السنوات الماضية ليقوم بتفكيك وقع كارثة 67على وجدان الأمة ووفى بعهده مع جمال عبد الناصر بقدر الممكن، فعليه الآن أن يكون كما كتب من قبل لمصرلا لعبد الناصر.

إن الصندوق الأسود يتعلق بحقيقة التزامات الدولة المصرية مع قوى الهيمنة في العالم ومنها ما باح به الأستاذ هيكل هو نفسه بخفه وحذر كوجود سفارة صغيرة في مصر لدولة نكرة ترتبط بشركة بلاك وتر المتورطة في العراق وغير ذلك من بعض المعلومات التي نشرها هنا وهناك عن الأمن القومي. فلعلنا إذا كتب الأستاذ هيكل عن الصندوق الأسود للنظام أن نجد تفسيرا مثلا لحادثة السيارة الدبلوماسية البيضاء التي سحقت المواطنين بجوار السفارة الأمريكية في فعل هستيري أثناء الثورة، فماذا كانت تحمل؟ هل كانت تحمل صندوق السفارة الأسود؟ ولماذا سارعت الولايات المتحدة بالإعلان عن سرقة السيارة كحيلة مراهق سرق سيارة والده وارتكب بها حادث؟ أو لعلنا نفهم ترشيح مصر الثورة لمصطفى الفقي كأمين للجامعة العربية فهل هذا الترشيح هدية أم رشوة؟ ولمن؟ ولماذا؟ والأهم من هذا وذاك أنه إذا تناول الأستاذ هيكل مضمون الصندوق قد نستطيع أن نفكك الثورة المضادة المحلية والإقليمية والدولية.
وأخيرا لأستاذنا الكبير هيكل التحية والسلام
وقبل ذلك وبعده الاحترام

Monday, April 25, 2011

حتى لاتبهتُ شعلتها في الضلوع

الكلمات والثورة
فيما سبق
الثورة تأتي فتفكك الواقع وتنفض الساكن وتكشف المسكوت عنه وتشرعن القول في الممتنع، وهى كالشمس تفعل فعلها بتخللها كل شيء فيظهر المخبوء وينجلي المدارى، وفي عجيج مولد الثورة، في تلك المساحة الزمنية التي يتأرجح فيها الفعل الثوري بين التأثير والتغيير تتوالي الحوادث ويتخلخل الزمن ما يؤجج لصراع الإرادات بين الشعب يريد وماذا يريد؟ بين من يخاطبون الشعب للتأثيرفي إرادته ومن يحاولون واهمين أو راهبين استلابها من جهة، وبين من يمزجون إرادتهم بإرادة الشعب من جهة ثانية وبين من لا يريد للشعب إرادة - ما اصطلح على اختصاره بالثورة المضادة - من جهة ثالثة. الثورة بتكوينها فعل تطهير وخاصية التطهير في الثورة لا تبدو كعملية هدم وبناء ولكن فيها من خواص الظواهر الطبيعية التفاعل والصهر والإذابة والتشظي والانفلات، واستلاب العادي لصالح الجوهري، وخلخلة الثابت لصالح النافع، وانتهاش الرسمي لصالح الشعبي،
فيما بعد
إذا كان هذا هو فعل الثورة وقد كان في بعض منه فما هو سبيل المتربصين بها والذين سلبتهم الثورة إرادتهم ونفوذهم وسلطتهم لصالح الشعب؟ فالدهاة منهم لايبدون صفحتهم في مواجهة الناس بل يسايرون الناس وإذا كان الناس ينسون خالقهم فكيف بخلقه والثورة بعض خلقه والنسيان آفة الإنسان أخرج أبويه من الجنة أفلا يخرجه من الثورة؟ وإذا كانت الثورة في الأساس قامت ضد الظلم فهل نأخذ الناس بالشبهات، وفي ذلك كل الظلم؟ وبالطبع لا نستطيع أن نشقق قلوبهم و لا نستطيع أن نعرف بدقه نواياهم ولا ما في نفوسهم ولا نأمن من كيدهم وما زالت أسرار الدولة وشبكة تواصلاتها السرية مع قوي الهيمنة الأقليمية والدولية وصندوقها الأسود في أيديهم فما العمل؟وكما قال الشاعر: متى يبلغ البنيان يوما تمامه إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم؟ نعم في وضوح الهدف والمثابرة واليقظة والانتباه ما يشكل سياج ضد الثورة المضادة، ولكن الديمقراطية هي الهدف الاول للثوارة وهي ايضا وسيلة الثورة المضادة في نفس الوقت لتكبيل الفعل الثوري، فالمتابع لوسائل التواصل الاجتماعي يلاحظ أن هناك خطاب يتشكل ببطء في التشكيك والتثبيط والتيئيس دوافعه مختلفة ومصالحه مختلفة ولكنه يشترك في عدائه للثورة يركب قطار الديمقراطية وفي قاطرته الأولى و يتزيا بزيها ويستخدم عبارتها ويتحصن بمنطقها وهو ليس منها في شيء فهل يعجزنا ذلك؟ وننتظر قاعدين حتى يفعل الزمان فعله كما فعل مع من هم مثلنا وخير منا، ولنا في التاريخ عبرة وأثر، هل هذا يجعلنا نشكك في جدوى الديمقراطية وننتظر المستبد العادل سواء كان مؤسسة أو حزب أو فرد ملهم؟
ونعيد الكرة مرة أخرى ونكون كما قالت العرب كالباحث عن حتفه بظلفه، التاريخ يقول لنا أنه وفي أتون ثورة الشعب المصري التي قيل عنها "هوجة" عرابي واختلف المؤرخون في شأنها، أنه بعد شهر من قيام الزعيم الوطني أحمد عرابي بصف قواته أمام قصر الخديوي وإجباره للنظام على قبول مطالبه الشعبية،نشر في القاهرة كتاب عنوانه "رسالة الكلم الثمان" ناقش الكتاب معني ثماني كلمات "دائرة على ألسن شباب زماننا" هي الأمة، الوطن، والحكومة،والعدل،والظلم، والسياسة، والحرية،والتربية. وقد كتبه حسين المرصفي الأستاذ الكبير بدار العلوم ، وعنوان الكتاب "الكلم الثمان" لايشير إلى المصطلحات السياسية موضوع النقاش، ولكنه يشير أيضا إلى السياسة ذاتها، ففي مقدمة أبن خلدون عندما عرض نظريته عن المجتمع الإنساني، وهي نظرية تخاطب أزمة عصره السياسية.كتب يقول إن مجمل نظرية حكم المجتمعات الإنسانية إذا درست بما تستحق من الاهتمام، يمكن فهمها باعتبارها تعليقا على حلقه من ثماني كلمات والمرصفي الذي ربما أخذ عنوانه من هذه الفقرة كان يكتب بدوره في فترة أزمة سياسية. وأزمة عصر المرصفي فريدة بالطبع، من وجوه عديدة، لأن تغلغل رأس المال الأوروبي قد أحدث ضعفا غير مسبوق في نوع السلطة المحلية التي أراد وصف طبيعتها.لكن ضروب ضعف هذه السلطة كانت شيئا خلقياً كانت سلطة تبدوا بالدرجة الأولى وكأنها غير مستقرة بطبيعتها.تميل إلي التوسع باستمرار،حتى تبدأ قوتها في التدهور فتتجه إلى التفتت وتصير مبعثرة. وفاعليتها تتناقص دوما باتجاه أطرافها، فتكون أضعف في الريف منها في المدينة وأضعف ما تكون حيثما يلاصق الريف الصحراء. قوتها تكمن في قوة من يحكمون، وقوة الروابط بينهم. وهي ،ثانيا، سلطة تستخدم بشكل خاص التفسير المرجعي للنصوص.كذلك تحمل النصوص سلطتها الخاصة، وهي سلطة تعكس سلطة السياسة في ميلها للتدهور بمرور الزمن لتصير فاسدة. وبهذا المعنى يكون الحفاظ على سلطة الكتابة وتفسيرها الملائمين موردا أساسيا للسلطة السياسية وقد خاطب ابن خلدون أزمة وسقوط السلطة السياسية ، بدورها، في علاقتها بتدهور وسقوط العلم. كان عمل وحياة المرصفي الثقافي جزءاً من محاولة،من جانبه ومن جانب غيره من الدارسين المتعلمين في الأزهر الذين دخلوا حلبة السياسة التعليمية، لتوسيع وتأمين السلطة السياسية في مصر، فهم المرصفي الأزمة السياسية التي كان يكتب في ظلها على أنها محاولة الجماعات الخاصة إضفاء معنى معين على الكلمات، من قبيل الحرية والظلم وهذه الكلمات عرضة لإساءة الاستخدام وإساءة التفسير. فمثل كل الكلمات، تحمل هذه الكلمات خطر وضعها خارج سياقها،أو التحدث بها بالمعنى الخطأ لها. وهذا الاحتمال اللفظي لم يكن نتيجة للاضطراب السياسي السائد، بل عرضاً وطبيعةُ للأزمة. لم يكن في هذا التناول فصل تحليلي بين الكتابة والسياسة، أو بين النظرية والممارسة. فكل فعل سياسي هو تفسير لكلمات، وبالتالي فعل نصي، قراءة. وهدف المرصفي نفسه هو تفسير"حقيقة" كل كلمة يتناولها، ومن هنا يرى ذلك المعنى وقد "تحقق" في الحياة السياسية. لم يكن العالم السياسي شيئا جامداً مستقلاً عن اللغة المكتوبة. ولم تكن الكلمات بطاقات تكتفي أن تسمى وتمثل الأفكار أو الموضوعات السياسية، بل تفسيرات يجب جعل قوتها واقعية.
حسناً ما هي الكلمات التي يستخدمها دهاه الثورة المضادة المسايرين للناس التي بدت في أفواههم والتي تدور على السنة الناس في الشارع وفي أجهزة الإعلام و الفضائيات التواصلات الأخرى لخلط الأوراق وزعزعة روح الشعب الثورية وتفتيت إرادته التي إراد بها الحياة؟
ولآن
فلنتأمل في تلك الكلمات على سبيل المثال ونفكر
الاستقرار، الفوضى، الأمن، الفتنة، هيبة الدولة، عفا الله عما سلف، حال البلد واقف، الحرية

Saturday, April 23, 2011

سوريا تحالف الفساد وديكتاتورية الحزب الواحد

ليس هناك ما يسيء إلى القيم مثل استدعائها إلى غير مجالها، فذلك يدفع إلى ميادين القتال جيوشا بلا خطط، ويحمل إلى المواقع ذخائر بغير مدافع، ويلقى على الأرض شحنات قابلة للانفجار دون قوة إطلاق تأخذ حمولات النار إلى هدف. هيكل.. الكتب وجهات نظر العدد الثامن عشر

يقول جون فوستر دالاس
إن سوريا موقع حاكم في الشرق الأدنى. هذه أكبر حاملة طائرات ثابتة على الأرض في هذا الموقع الذي هو نقطة التوازن تماما في الإستراتيجية العالمية... ثم يضيف: هذا موقع لا يجازف به ..أحد.. ولا يلعب فيه طرف

قلت في بداية الاحداث :نعم كان حافظ الأسد محنكا وبارعا في سياسته الخارجية ولكن على بشار أن يصنع معادله جديدة للسياسة الداخلية لسوريا وعلى تحالف الفساد وسدنة ديكتاتورية الحزب الواحد أن يدركوا أن الحرية كالمسمار كلما قرعته على رأسه كلما رسخ والشعب السوري كما يخبرنا التاريخ له صوله لا تبقي ولا تذر فلا تقطعوا شعرتكم التي
أخترعتوها مع الناس حينها كنا نظن أن هناك رؤية سياسية تحكم سوريا

، يحكي محمد حسنين هيكل عن موقف له مع ذلك الحزب عندما طلب منه حافظ الأسد الاجتماع برجال الحزب وفاجأهم هيكل بسؤال عن ماذا هم فاعلون إن اختفي حافظ الأسد وخيم الصمت على القاعة ولم يقطع الصمت سوى ضحكة من الوزيرة ، وبين جلجلة ضحكة الوزيرة في قاعة الاجتماع وصمت رجال الدولة تلخصت سياسة الدولة الداخلية، كانت سوريا تحكم بقبضة حديدية أموية الدهاء.

وعندما اختفي حافظ الأسد وجيء ببشار لحكم سوريا ولأكثر من عشرة أعوام فأين كانت السلطة ؟ في أول تعليق على انتفاضة الشعب السوري قال بشار انه لم يأمر بإطلاق النار فمن يطلق النار في سوريا؟
من الواضح أن هناك وضع شديد التعقيد في سوريا، عندما نطالع تلك الوجوه التي تعبر عن النظام في سوريا نشعر بنوع من الدهشة لغياب السياسة في هذا الخطاب الخشبي المتحذلق، نعم غاب الخطاب السياسي في تونس وفي مصر وفي ليبيا وفي اليمن وفي البحرين وحضرت القوة العارية والبلطجة و انتصرت إرادة الشعب في تونس وفي مصر وتسير على نفس الخطى في ليبيا وفي اليمن وفي البحرين في جدل وصراع داخلي وإقليمي وعالمي ستنتصر فيه الشعوب إذا أرادت ، ولكننا ومن خلال تموقع النظام السوري في موقع المقاومة والممانعة كنا نظن - وبعض الظن أثم- أننا سنجد للسياسة موضعا في الحالة السورية ولكننا وجدنا أن كل ظننا أثم في هذه الحالة. ها هي الحقيقة سافرة... بشار لا يملك من الأمر شيء وما هو إلا أسير تحالف الفساد وديكتاتورية الحزب الواحد، ويؤكد هذا مجموعة من الأحداث التي مرت عبر السنوات القليلة الماضية ومنها اغتيال عماد مغنية في سوريا وقبلها تصفية مستشار بشار الأسد العميد محمد سليمان وقبلها انتحار اللواء غازي كنعان فمن كان وراء هذه التصفيات؟ هل هي نفس اليد التي تطلق الرصاص الآن؟ يبدو الدخول في سيل التخمينات لن يفضي إلى شيء ولكنه يلقي ببعض الأضواء على مشاهد التصفيات العلنية للشعب السوري على قارعة الطرقات.

إذا كانت التصفيات الداخلية نجحت في تمكين قبضة الفساد وديكتاتورية الحزب في سوريا فإن تصفية الشعب السوري العلنية هذه ستضع السلطة في يد الشعب السوري لأول مرة منذ مئات السنين، فهبة الأمة هبة حقيقة لها مدها التاريخي والموضوعي أيضا، فالثورة ثورة الأمة وهذا ما لم تدركه كل النظم في المنطقة وهذا وهو نفسه سبب خروج أبواق هذه النظم بتلك الصورة الهزلية على شاشات الأعلام وهذا ما يجعلنا نوقن بأن الشعب السوري سينتصر وستنهض الأمة

Wednesday, April 20, 2011

يديرونني عن سوريا وأديرهم


ما يحدث في سوريا الآن للمتابع والمهتم بحال الأمة ومآلها شبيه بما وصفه هيكل بالمشي على حد السيف بعد هزيمة 67. وكأني بالأمة في كبوتها ونهوضها عليها مواجهة نفس التحديات التي واجهتها من قبل الثورات الشعبية التي هلت على الأمة بفضل شعوبها الشابة التي قررت أن تقطع شعرة معاوية مع النظم وتثور على الخريطة السياسية الإعلامية التي رسمت خطا فاصلا بين محور ما يسمى بالاعتدال ومحور المقاومة. وكان محور الاعتدال هو المحور الذي يخضع بالكامل لتعليمات الإدارة الأمريكية في تنافس انبطاحي أسقط كل أوراق التوت ما جعل المواطن العربي يشعر بنوع من استلاب الرجولة ("كيف تنظر في عين امرأة.. أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها؟ كيف تصبح فارسها في الغرام ؟ كيف ترجو غدا .. لوليد ينام—كيف تحلم أو تتغنى بمستقبل لغلام وهو يكبر- بين يديك - بقلب منكس؟)
كان معسكر المقاومة يضم سوريا والشرفاء في لبنان وغزة وبعض فصائل المقاومة الإسلامية بمساندة إيران تحت شرعية الثورة الأخيرة في الإقليم وقناة الجزيرة وقناة المنار وبعض منابر الرأي الشريفة. أما على رأس معسكر الاعتدال كان آل سعود وتابعهم قفة آل الصباح وبقية غلمان زايد ونهيان في المنطقة وجيش مرتزقتهم من إعلاميين وسدنة - خلص الله الأمة من عارهم- إلى جانب سمسار مصر الذي حول قلب الأمة العربية إلى دولة عميلة تقوم بالمهام القذرة التي تستنكف أي دولة تحترم نفسها القيام بها. في ظل هكذا موقف بدا الذين يمثلون معسكر المقاومة بالنسبة للمهمومين بحال الأمة كما قال الشاعر" يديرونني عن سالم وأديرهم...وجلدة بين الأنف والعين سالم" .

لقد نجح إلى حد كبير معسكر المقاومة ولكن سبب نجاحه ليس قدراته التي لاراد لها فقط . نعم نجح رجال حزب الله نجاحا منقطع النظير في مقاومة أشرس آلة عسكرية وأخطرها على المنطقة وهى الجيش الصهيوني، ولم ينجح في استرداد أرضه المحتلة وأسراه وشهداء المواجهات بل واستطاع إذلال هذا الكيان الغاصب وكسر هيبته وإرادته واختراق سماء الأراضي المحتلة التي كانت مغلقة، ولكن من أسباب النجاح أيضا هذا التأييد الكاسح لحزب الله من شعوب الأمة والإعجاب الذي رصدته مراكز بحثية محترفة، وهنا موضع حد السيف فما تم إنجازه لا يخفي فيه فضل سوريا وإيران، لقد كانت سوريا بمثابة الشريان النابض لحزب الله والغطاء الاستراتيجي، ولكن وضع الأمة قد تغيروخسر معسكر الانبطاح في مصر وتونس وقام الشعب الليبي بتحييد هذا المحتنك بشياطين الجن والإنس الذي يدعي معمر وشغل أبو جهل بثورة شعبه عليه في اليمن عن انبطاحه لإرادة آل سعود. لقد تكفلت الشعوب العربية بطغاتها وأذهلتهم عن طقوس عمالتهم بثوراتها وفي هذا التوقيت الدقيق كان خيار الشعب السوري هو الثورة وإرادته بالتغيير،وهنا يجب أن يكون "سالما " هو الشعب السوري وليس أي "حجاج " فلم تترك لنا دماء الشعب السوري موضع مداوره أو عذر- قد كنت أغفر لو أنني مت...ما بين خيط الصواب وخيط الخطأ.

Friday, April 15, 2011

الثورة بين سلفي الوهابية وسلفي العلمانية

الثورة تأتي فتفكك الواقع وتنفض الساكن وتكشف المسكوت عنه وتشرعن القول في الممتنع، وهى كالشمس تفعل فعلها بتخللها كل شيء فيظهر المخبوء وينجلي المدارى، وفي عجيج مولد الثورة، في تلك المساحة الزمنية التي يتأرجح فيها الفعل الثوري بين التأثير والتغيير تتوالي الحوادث ويتخلخل الزمن ما يؤجج لصراع الإرادات بين الشعب يريد وماذا يريد؟ بين من يخاطبون الشعب للتأثيرفي إرادته ومن يحاولون واهمين أو راهبين استلابها من جهة، وبين من يمزجون إرادتهم بإرادة الشعب من جهة ثانية وبين من لا يريد للشعب إرادة - ما اصطلح على اختصاره بالثورة المضادة - من جهة ثالثة. الثورة بتكوينها فعل تطهير وخاصية التطهير في الثورة لا تبدو كعملية هدم وبناء ولكن فيها من خواص الظواهر الطبيعية التفاعل والصهر والإذابة والتشظي والانفلات، واستلاب العادي لصالح الجوهري، وخلخلة الثابت لصالح النافع، وانتهاش الرسمي لصالح الشعبي، كل هذا يكون جدار شاهق أمام من يتصدون لفعل الثورة بالإحاطة سواء بالتنظير أو بالفعل السياسي، فالثورة لا تنتمي لأحد والكل ينتمي لها ولا تتيح الركوب في سفينتها إلا لمن يؤمن بها وحتى في حالة الركوب يتكفل الموج تحتها باقتلاع من يحاول التصدر من مقدمتها ليوجهها، وعندما يتحدث من يتحدث باسمها تغرقه في تفسير كنهها. ولذلك اصطلح قول أن الثورة تأكل أبنائها والأصح الثورة تأكل المنتسبين لها. عل ضوء تلك التأملات، هناك فصيلان بدا منهما نوع من الجرأة على تحديد مسار فعل الثورة ، ما أوقعهم في محك ارتطام بمفاعيل الثورة هما سلفيي الوهابية من جهة وما اسميهم سلفيي العلمانية، ولما لا؟ فكما وللوهابية سلفييها للعلمانية سلفييها أيضا ، وما عرضهم لهذا الارتطام بالثورة تطرف في التحيز يعلي الفكرة على الإنسان بحيث ترتبط قيمة الإنسان بمقدار اقترابه أو ابتعاده عن الفكرة وهو بالنسبة لسلفي الوهابية نوع من الشرك الخفي يتلبس تعاملهم مع النص، يجعل صاحبه يعارض الإرادة الإلهية في تكريم بني أدم، فالخطاب السلفي لا يحترم الضعف الإنساني وقد خلق الإنسان ضعيفا، بل تراهم يتعاملون مع الناس و:كأنهم أيقنوا أنهم الفرقة الناجية بالفعل و فرغوا من يوم الحساب لا تجد فيهم هذا التواضع للناس ولا لله فيضيقون الواسع والإنسان في نظرهم كائن هش وسريع العطب يحتاج التكبيل وهي هي نفس الآليات نجدها عند سلفيي العلمانية فاحتفائهم بالعقل الإنساني يجعلهم في عماء حقيقي عن قيمة الوجود الإنساني نفسه وافتتانهم بالحرية يذهلهم عن رحابة مفهوم الحرية ما يجعلها صنما لا آلية لتحرر الإنسان، بحيث أن المواطن في نظرهم غير جدير بمعرفة قيمة الحرية ما لم تتفق رؤيته مع طقوس حمايتها التي يعتقدون بصوابها، وفي الغريمين كثير من الصلف والغرور غير المعلن ما يفيض في طريقة تعاملهم مع البشر فإما رؤيتهم وإلا العطب والقصور، فيضيقون الواسع بدورهم أيضا وكأنهم يصدرون عن القدر.وهذا ما يفسر الوصائية التي تكتنف أسلوبهم، أنهم يتكلمون إلى الناس أحيانا ولكنهم لا يتكلمون مع الناس أبدا. معادلة الثورة وانتسابها تلخصها عبارة واحدة بعيدا عن كل سيول التحليلات وركام التأويلات هي عبارة "الشعب يريد" وبمقدار الاقتراب أو الابتعاد عن تلك الإرادة سيقييم الفعل الثوري لا حسب تصورات وأحلام مشروعة أو متخيلة تقدمها أية رؤية أو تيار أو قوى فئوية أو حزبيه أو طبقية ولكن حسب رؤية هذا الشعب الذي يريد أي حسب رضى الإنسان المصري العادي الذي يمثل الشريحة الكبرى من كتلة هذا الشعب فهو من تحمل وأبنائه كل تبعات هذا النظام وجرائمه الموشومة على تكونه الوجودي دفع ثمنها صبرا جميلا بدمه وزمنه وصحته وكرامته وبذلا غير منقوص لإحقاب متتالية حتى استوت واكتملت زلزالا صدع جدار النظام وكسر أنف الفرعون الذي لم يقسمه من قبل غير الله ويد الله مع الشعب فهو الجماعة الجامعة لهذا فهو وهو فقط من يمتلك صك ملكيتها ليواجه بها مستقبله المستحق ومن يريد أن يكون مع هذا الشعب وإرادته فعليه أن يستمع إليه أولا باحترام وانتباه قبل أن يطرح رؤاه فإن لم يرض الشعب فعليه أن يراجع نفسه في تلك الرؤيا وإلا فسوف يسقطه الشعب من الجولة الأولى بالضربة القاضية فقبضة الشعب لا راد لها... فكما يعلم سلفيي الوهابية يد الله مع الجماعة وكما يعي سلفيي العلمانية الخطاب الثوري خطاب شعبي فأين تذهبون؟

ما الذي يخيفهم من هذا الصوت؟

Friday, April 08, 2011

الإسم المستعار والوجه المستعار





يختم الكاتب المحترم بلال فضل مقاله عن ثلاث مكالمات شخصية مهمة ।almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=292797&IssueID=2098بقوله إذا كنت تقرؤني جيدا فلعلك تعلم أنني رغم كل تقديري للجيش وثقتي في قادته، قلت مرارا وتكرارا إنها ليست ثقة على بياض بل هى ثقة تقف على أرضية التعهد بتحقيق مطالب الثورة، ولعلك تعلم أن كل ما وجهته من نقد إلى المجلس العسكري فى أكثر من ملف شائك لم يقابل إلا بالاهتمام والاحترام والرغبة فى الحوار، الغريب أن ما تلقيته من هجوم كان من قراء أعزاء هم من ضحايا نظام التعليم المباركي الذي أنتج أجيالا لا تعرف الآراء المركبة ولا تعترف إلا بمن ينحاز عميانى لمن يقود البلاد أيا كان، هم يريدونك أن تحدد هل أنت ضد الجيش أم معه لكي يرتاحوا ولا يلجئوا للتفكير فيما تقول، ولهم أقول بكل وضوح وأنا رجل مستعد لدفع ثمن ما أكتبه ولا أختبئ خلف أسماء مستعارة: نعم نحن نثق فى الجيش ونحترم قادته ونقدر دوره الوطني العظيم ونعلم أنه العمود الفقرى الذي تستند عليه البلاد، لكن ذلك لن يمنعنا من التفريق بين الدور الوطني للجيش والدور السياسي للمجلس العسكري، وسنظل نوجه انتقاداتنا لأداء المجلس العسكري في إطار آداب الحوار، وسنبقى نحرس مطالب الثورة حتى تتحقق كلها دون أن تذهب دماء شهدائنا هدرا، والله من وراء القصد أو هكذا أزعم اعتبر نفسي من المعنيين بهذا المقال ككاتب تحت اسم مستعار أرسل لك ردا من خلال مدونته عن مقالة لك تتناول الموقف من الجيش http://baynalkitabah।blogspot.com/2011/03/blog-post_08.html


وبعد عندما طرحت سؤال مشروع هل الجيش المصري خائن؟ في مدونة بين الكتابة والكلام تحت عنوان اختبار كسر العظم http://baynalkitabah।blogspot.com/2011/02/blog-post.html


بتاريخ 3فبراير والتاريخ مهم تكلمت في إشارات اعتبرتها كافية عن بعض أشعار أمل دنقل ،وعن الانتباه للفتنة الشيعية السنية بسؤال متى كان المصرين أبناء عمرو ابن العاص ثم عن الكفاح في السويس ثم عن السياسة تحت قاعدة أن من تخادعتم له ونال منكم مأربه فقد خدعكم ثم أعقبتها بتدوينة اختبار كسر العظم2 http://baynalkitabah।blogspot.com/2011/02/2.html


وكانت عن الجيش حصرا كان السؤال (بجيب من الأخر) و في ضمير كل مصري معرفة الإجابة عليه وكان على قاعدة رؤية كلية وهي أن موقف الجيش المصري من الثورة هو رمانة الميزان ليس لإنهاء الثورة المصرية لأن الثورة المصرية لن تنتهي إلا بكسر إرادة الشعب المصري وهذا لن يتم بإذن الله تحت أي حال ولو اجتمع العالم كله ضد تلك الإرادة ولو قرأ ما تحت السؤال في تلك التدوينة سيجد أنني لم أتكلم عن الجيش المصري ولكن تكلمت عن الموقف الدولي أو موقف إدارة الهيمنة في العالم. والعقيدة القتالية الحقيقية له وعن عبد المنعم رياض فلأمر هنا ليس له علاقة بالتعليم المباركي إذا كان في عصر مبارك أساسا تعليم وليس تجهيل وتكتيم وتسطيح وتوبير وإذا كانت العقول لم تغادر بعد فيزياء نيوتن عن الفعل ورد الفعل إلى أفاق الفيزياء الحديثة والمابعد حديثة لما بعد اينشتين عندما اخترت التدوين للكتابة اخترته لأنه خارج هيمنة المركز والاسم المستعار له علاقة بالكتابة داخل عالم التدوين الذي أنتمي اليه والتدوين كما هو موضح في تدوينة حكايا التدوين والتعليقات التي جاءت عليها . http://baynalkitabah।blogspot.com/2007/04/blog-post_26.html


ثم ممن الخوف بالضبط إن من يخشى منهم على الحقيقة يعلمون في هذه اللحظة والثانية من أين أكتب وماذا أكتب ومن أنا بالتأكيد ولعل الكتابة تحت الاسم الحقيقي تحمي أكثر من الكتابة تحت اسم مستعار هذا خطاب لم ينتبه لمدى تغول السلطة المحلية و المهيمنة في العالم، ولكن أقول الكتابة هي في ذاتها سلطة أن كنت تدري أو لا تعلم. أقرأ لك ولكن لا اعتقد انك تقرأ لي فأنا لست من كتاب المركز ولكني من كتاب الهامش وأرى نفسي من العوام أليس لهم صوت أم أنه يجب أن يلجموا عن الكلام كما وصى أبو حامد الغزالي؟ الاحترام لمن يستحق فريضة ولم أكن أرد على من لا احترم فلاحترام عندي فعل تحسب عن قناعة ليس فيه رغبة أو رهبة. لا يقلقني موقف الجيش كما تعتقد فهو إن خرج عن إرادة الشعب وهو منها سنعني له بدلا عن مصر تتحدث عن نفسها أغنية ثورة الشك لأم كلثوم أيضا ، فقد حسم الشعب قضية السلطة في يوم 28فبراير فوق كبري قصر النيل على مستوي الواقع والرمز وسقطت كرة السلطة في قبضته وحسمها من بعده شباب الثورة عندما حطموا أسطورة البلطجي في الوجدان الشعبي وانتصر التلميذ على البلطجي انتصر حامل أداة العصر الكيبورد على حامل البلطة. وهو فعل ذو بعد عالمي مركزه هو ميدان التحرير وما يجري الآن من صراع هو على كيفية تفعيل ذلك وتجسيده في آليات تبلور إرادة الشعب وتطلعاته المشروعة والمستحقة،أما عن التنكر فالنص يفصح عن كاتبه بأبعد وأعمق بكثير مما تحمل صفحة الوجه أو ما يدعيه الكاتب عن نفسه لمن يفعل فعل القراءة لأن القراءة فعل وفعل شاق جدا كما تعلم. ملحوظة لقد علقت على التساؤلات في مقالك بالمصري اليوم بعنوان ابتسامة الغريب ولم ينشر كالعادة بالنسبة لي على الأقل بالقول لربما.. إذا التقت عيونكم بالموت في عيني : يبتسم الفناء داخلي لأنكم رفعتم رأسكم.. مرة "سيزيف" لم تعد على أكتافه الصخرة أمل دنقل


لك التحية والسلام وقبل ذلك وبعده


الاحترام

Sunday, April 03, 2011

انفجار الثورات واختلاق الأزمات



بين الثورة ،التونسية والثورة المصرية وفي تلك المساحة الجغرافية المشحونة بالبترول والدماء والمأسورة في أحبولة

الجنون والطغيان، انطلقت الثورة الليبية بكل عطش السنين للحرية والانعتاق من طوق هذا المخبول النزق وذريته اللعينة، وفى ظل تقدم الثورة تلقفت إدارة الهيمنة بزعامة الولايات المتحدة هنيهة ارتباك تسلل عبرها أذيالها وأزلامها الدائمين في العالم والإقليم ومكنوا لها فقامت بوضع اليد على مجريات الأمور لتأسر الذئب والحمل ويكون لها موضع قذف فيما بين الثورتين، وشاهدنا بعد ذلك خروج سماسرة النظام المعتمدين .سيحاول البيت الأبيض بقيادة

باراك حسين أوباما استخدام ورقة ليبيا في سياستها الداخلية. فهي ورقة تداعب المؤسسة العسكرية من جهة وترتدي قناع الإنسانية من الجانب الآخر وتكلفتها مضمونة نفطا ولها فيها مآرب آخرى لذلك سوف يختل زمن الثورة الليبية ما يناسب التوقيت الأمريكي وعلى الثورة الليبية أن تستعيد إيقاعها الزمني - نعم، تعيق أصابع الهيمنة الأمريكية الحركة الثورية في مصر وفي تونس بورقة الاستقرار وتبتز الثورة الليبية بمخالب الذئب المحاصر. ولما لا؟ فالحرب بكل مآسيها هي رأس الجبل الظاهر من أحبولة الهيمنة المقيتة هكذا يخبرنا التاريخ وبهذا تصرخ الجغرافيا، لقد واجهت الولايات المتحدة من قبل أنظمة ولكنها لم تواجه الشعوب العربية. وكأني بالتاريخ والجغرافيا يقولان لنشغلن المستكبرين عن وساوس الهيمنة بثورة شعوب العرب

ولكن ماذا عن دور تلك الدكتاتورية المحمية التي تسمى السعودية ودرعها الهذلي؟

Sunday, March 27, 2011

الثورة وشلل التحليل









فماذا إذا كان الشعب يريد إسقاط النظام

في تونس وفي مصر وفي ليبيا وفي اليمن وفي الجزائر وفي السودان في موريتانيا

وإذا كان الشعب يريد تغير النظام

في ساحل العاج وفي السعودية وفي البحرين وفي سوريا وفي الكويت وفي العراق وفي المغرب وفي الأردن وفي فلسطين ،

وإذا كانت الثورة نص يكتبه الشعب فكيف نقرأه ؟وبأية عدسات وبأية لغة؟

نعم لقد فككت الثورة الواقع وبددت النظام ولكن أين السلطة؟


نص

في السلطة

كلمة "سلطة" هذه يمكن أن يتمخض عنها سوء فهم كبير، سواء فيما يتعلق بتحديدها أو شكلها أو وحدتها.فأنا لا أعنى بالسلطة ما دئبنا على تسميته بهذا الاسم وأعنى مجموع المؤسسات والأجهزة التي تمكن من إخضاع المواطنين داخل نظاما من الهيمنة يمارسه عنصر على آخر ، أو جماعة على أخرى ، بحيث يسرى مفعوله ، بالتدريج في الجسم الاجتماعي بكامله . إن التحليل الذي يعتمد مفهوم السلطة لا ينبغي أن ينطلق من التسليم بسيادة الدولة أو صورة القانون أو الوحدة الشاملة لهيمنة معينة ؛ فهذه ليست بالحري إلا الأشكال التي تنتهي إليها السلطة يبدو لي أن السلطة تعني بادئ ذي بدأ علاقات القوى المتعددة التي تكون محايثة للمجال إلي تعمل فيه تلك القوى،مكونة لتنظيم تلك العلاقات؛إنها الحركة التي تحول تلك القوى وتزيد من حدتها وتقلب موازينها بفعل الصراعات و المواجهات التي لا تنقطع، وهى السند الذي تجده تلك القوى عند بعضها البعض،بحيث تشكل تسلسلا ومنظومة،أو على العكس من ذلك، تفاوتا وتناقضا يعزل بعضها عن بعض؛وهي أخيرا الاستراتيجيات التي تفعل فيها تلك القوى فعلها،والتي يتجسد مرماها العام ويتبلور في مؤسسات أجهزة الدولة وصياغة القانون وأشكال الهيمنة الاجتماعية.إن شروط إمكانية السلطة،أو على الأقل، إن وجهة النظر التي تسمح بفهم ممارستها وإدراكها حتى في أكثر مفعولاتها "هامشية" والتي تسمح كذلك بتوظيف آلياتها كمنظور لفهم الحقل الاجتماعي، إن وجهة النظر هذه لا ينبغي البحث عنها عند نقطة مركزية تكون هي الأصل، وبؤرة وحيدة للسيادة تكون مصدر إشعاع لباقي الأشكال الثانوية التي تتولد عنها؛ وإنما ينبغي رصدها عند القاعدة المتحركة لعلاقات القوى التي تولد دونما انقطاع، وبفعل عدم التكافؤ بينها، حالات للسلطة ولكنها دوما محلية وغير قارة. السلطة حاضرة في كل مكان، ولكن ليس لأنها تتمتع بقدرة جبارة على ضم كل شيء تحت وحدتها التي لا تقهر، وإنما لأنها تتولد، كل لحظة، عند كل نقطة، أو بالأولى ،في علاقة نقطة بأخرى.إذا كانت السلطة حالة في كل مكان،فليس لأنها تشمل كل شيء وإنما لأنها تأتي من كل صوب. وليست السلطة بصيغة المفرد، بما لها من استمرار وما فيها من تكرار وقصور وخلق ذاتي، ليست إلا نتيجة عامة ترتسم انطلاقا من جميع هذه الحركات، وليست إلا الرباط الذي يستند إلى كل حركة فيسعى إلى تثبيتها. لاشك أننا ينبغي أن نعتنق هنا النزعة الاسمية فلا ننظر إلى السلطة على وضعية إستراتيجية معقدة في مجتمع معين. هل ينبغي عندئذ قلب العبارة التي تقول إن الحرب سياسة لاتعتمد وسائل السياسة للقول بأن السياسة حرب لا تعتمد نفس الوسائل؟إذا أردنا أن نبقي على الفصل بين الحرب والسياسة فربما وجب أن نقول ،بالأحرى، إن هذا التعدد لعلاقات القوى يمكن أن يعبر عنه – في جزء منه وليس في مجموعه مطلقا – في صيغة "الحرب"أو في صيغة "السياسة"؛ فهاتان إستراتيجيتان متباينتان (ولكن يمكن لإحداهما أن تحل بسرعة محل الأخرى) لضم علاقات القوة، تلك العلاقات التي يطبعها اللاتوازن والتنوع والتوتر وعدم الاستقرار. بإمكاننا ،على غرار هذا النهج أن نقترح عددا من القضايا: إن السلطة ليست شيئا يحصل عليه وينتزع أو يقتسم، شيئا نحتكره أو ندعه يفلت من أيدينا ؛ إنها تمارس انطلاقا من نقط لاحصر لها وفي خضم علاقات متحركة لا متكافئة لا تقوم علاقات السلطة خارج أنواع أخرى من العلاقات (العلاقات الاقتصادية والعلاقات المعرفية والعلاقات الجنسية)، وإنما هي محايثة لها؛ إنها النتائج المباشرة التي تتمخض عن التقسيمات واللاتكافؤات والأختلالات التي تتم في تلك العلاقات؛ وهي الشروط الداخلية لتلك التمايزات. لاتقوم علاقات السلطة في بنية عليا، ولا يقتصر دورها على الحظر والتجديد، بل إن لها، حيث تعمل عملها، دورا خلاقا. إن السلطة تأتي من أسفل ؛ وهذا يعني أن ليس هناك، في أصل علاقات السلطة وكطابع عام، تعارض ثنائي شامل بين المسيطرين ومن يقعون تحت السيطرة، بحيث ينعكس صدى هذا التعارض من أعلى إلى أسفل، وعلى جماعات يزداد ضيقها إلى أن يبلغ أعماق الجسم الاجتماعي. ينبغي بالحري أن علاقات القوة المتعددة التي تتكون وتعمل في أجهزة الإنتاج والأسر والجماعات الضيقة والمؤسسات تكون حاملا للانقسامات التي تسري في الجسم الاجتماعي بمجموعه. حينئذ تشكل هذه الانقسامات العمود الفقري الذي يخترق المنازعات المحلية ويربط بينها؛ وكرد فعل ، فهي تقوم، بطبيعة الحال بإعادة توزيع تلك المنازعات وتنظيمها ومها وتوحيدها والربط فيما بينها وجمعها. وما أشكال القهر الكبرى إلا نتائج الهيمنة التي تدعمها على الدوام شدة كل تلك المواجهات والمنازعات. إن علاقات السلطة هي ، في ذات الوقت، علاقات قصديه ولا تصدر عن ذات فاعلة، والواقع أنها إن كانت علاقات معقولة، فليس لأنها،بالمعنى العلي، مفعول مستوى آخر، هو الذي من شأنه أن "يفسرها" وإنما لأن هناك حسابات تسري فيها، فلا وجود للسلطة من غير مجموعة من المقاصد والأهداف. ولكن ذلك لا يعني أنها تتولد عن اختيار ذات فردية وقرارها؛ فلا ينبغي أن نبحث عن الهيئة العليا التي تكون مصدر معقوليتها، فلا الفئة الحاكمة، ولا الجماعات التي تسهر على تنظيم شبكة السلطة التي تعمل في مجتمع معين (وتدفعه الى الحركة والعمل). إن معقولية السلطة هي معقولية التخطيطات التي غالبا ما تكون صريحة في المستوى المحدود الذي تتم فيهن وهذه التخطيطات تترابط فيما بينها وتتناشد وتنتشر واجدة دعامتها وشروط وجودها خارجا عنها، فترسم في النهاية تشكلات جماعية: هناك يكون منطق العمل واضحا صريحا كما تكون المقاصد بينة ظاهرة، وبالرغم من ذلك فقد يحدث أن لا يظل هناك من يكون قد تصورها، وأن لايبقى إلا القلة القليلة لصياغتها : تلك هي الخاصية الضمنية للاستراتيجيات الكبرى مجهولة الاسم التي تكاد تكون خرساء، والتي تنسق فيما بين التخطيطات الثرثارة التي غالبا ما يكون "واضعوها" أو المسئولون عنها براء من كل نفاق. حيث تكوم السلطة ،تكون مقاومة. ومع ذلك، أو على الأصح، بسبب ذلك فإن هذه المقاومة لاتقوم خارج السلطة، فهل يجب القول بأننا لابد وأن نكون "داخل" السلطة، وإننا لا "نفلت من قبضتها" ,إن لا وجود لخارج مطلق بالنسبة للسلطة لأننا لابد وأن نخضع للقانون؟أم ينبغي القول بأنه لما كان التاريخ مكرا للعقل، فإن السلطة مكر للتاريخ – وهو المكر الذي تكون له الغلبة؟من يذهب إلى هذا القول يتجاهل الطابع العلاقي لعلائق القوة. إذ لا وجود لهذه إلا بدلالة نقط مقاومة كثيرة. وهذه النقط تلعب في علاقات السلطة دور الخصم والهدف والدعامة والمتكأ. ونقط المقاومة هذه حاضرة في كل مكان من شبكة السلطة. فلا وجود إذن بالنسبة للسلطة لمكان وحيد هو مكان الرفض المطلق – وروح الثورة وبؤرة جميع التمردات والقانون الخالص للثوري. بل هناك مقاومات وهي حالات تنتمي إلى أنواع كثيرة: فهناك المقاومات الممكنة والضرورية وغير المحتملة والتلقائية والمتوحشة والمنعزلة والمدبرة والمستكينة والعنيفة والمتضاربة والميالة إلى الصلح، والهادفة الى مصلحة وتلك التي لا تتوخى هدفا بعينة ، وهذه المقاومات لا يمكن أن توجد ، تحديدا، إلا في حقل استراتيجي لعلاقات القوى. ولكن هذا لا يعنى أنها ليست إلا رد فعل وصدى، إنها تشكل بالنسبة للسيطرة الأساس وجهها الآخر المنفعل على الدوام والمعرض للهزيمة اللامتناهية. لا تنشأ المقاومات عن أسباب مغايرة،ولكن هذا لايعني أنها خديعة أو وعد لابد ألا يوفى به، إنها تشكل الطرف الآخر في علاقات السلطة، أنها ترتسم فيها كالمقابل الذي لايمحي، لذا فهي كذلك موزعة بطريقة لا انتظام فيها:إن نقطة المقاومة وبؤرها مشتتة تختلف كثافة حسب الزمان والمكان، فأحيانا تقيم جماعات وأفرادا لتواجه بصفة نهائية، وتوقظ بعض المناطق من الجسد، وتنعش بعض اللحظات من الحياة وتحي بعض أنواع السلوك والتصرفات ، فهل بإمكانها أن تحدث انفصالات كبرى جذرية، وانقساما ثنائيا هائلا؟أحيانا. ولكن في أغلب الأوقات نجد أنفسنا أمام نقط مقاومة متحركة مؤقتة تقحم في المجتمع صدعا متنقلا، فتعدد وحدات وتضم شتات جماعات، وتحدث انفصاما في الأفراد ذاتهم وتشتتهم وتعيد صياغتهم راسمة عليهم، وعلى أجسامهم ونفوسهم ، مناطق لا تمحي ،مثلما أن شبكة علاقات السلطة لابد وأن تشكل نسيجا سميكا يخترق التراتبات الاجتماعية والوحدات الفردية. وما من شك أن التنظيم الاستراتيجي لهذه النقط هو الذي يجعل الثورة ممكنة مثلما أن الدولة تقوم على ضم علاقات السلطة في مؤسسات. ففي هذا المجال لعلائق القوى ينبغي لنا أن نحاول تحليل آليات السلطة. وبذلك نتحرر من نظام القانون الأعظم الذي طالما سحر الفكر السياسي. وإذاا صح أن ماكيافيل كان من القلائل الذين حاولوا أن يفهموا سلطة الأمير بدلالة علاقات القوة ،فربما وجب أن نتقدم ،على غراره، خطوة أخرى فنستغني عن شخص الأمير في فهم السلطة لنتقصى آليتها انطلاقا من استراتيجية محايثة لعلائق القوة

ميشيل فوكو



----------------


إضاءات


شلل التحليل :نوع من التحسب يمعن فى المآل والعواقب بأكثر من اللازم ما يعيق الفعل ويزعزع اتخاذ القرار


علائقي


Relationally


إنْ تَقْطَعِ الأيّامُ منك عَلائِقي, فأنَا المُواصِلُ بالودَادِ الصَّادِق. أرضَى من العهِد القديمِ بِرَعْيهِ, ومن الزيارة بالخيال الطارق


أسامة أبن منقذ


محايث


Immanent


والمقصود بالتحليل المحايث أن النص لا ينظر إليه إلا في ذاته مفصولا عن أي شيء يوجد خارجه. والمحايثة بهذا المعنى هي عزل النص والتخلص من كل السياقات المحيطة به. فالمعنى ينتجه نص مستقل بذاته ويمتلك دلالاته في انفصال عن أي شيء آخر ومع ذلك، فإن المحايثة لها أصول أخرى غير ما أثبتته البنيوية في تفاصيل تحاليلها. فالمحايثة هي ما هو معطى بشكل سابق على الفعل الإنساني وتمفصلاته، فهي، كما يشير إلى ذلك لالاند في قاموسه،مرتبطة بنشاطين : نشاط يحيل على كل ما هو موجود بشكل ثابت وقار عند كائن ما ( والأمر يتعلق برؤية ستاتيكية )، وآخر يحيل على ما يصدر عن كائن ما معبرا عن طبيعته الأصلية ( رؤية دينامية). وفي الحالتين معا نحن أمام مضامين سابقة في الوجود على الإنسان ومعطاة مع الطبيعة ذاتها. وفي هذا السياق فإن المحايثة هي رصد لعناصر لا تفرزها السيرورة الطبيعية لسلوك إنساني مدرج داخل الزمنية التريخية باعتبارها مدى يخبر عن المضامين وينوعها. المحايثة إذن تأكيد على أن الأفكار لا تسقط علينا من السماء كما يرغب المثاليون أن يجعلوننا نعتقد بل تأتينا من الأرض كما من الجسد في تفاعله مع التاريخ، فوحدها الأفكار التي تأتينا ونحن ماشون ذات قيمة على اعتبار أن عملية التفكير لا تحصل لوحدها ولذاتها بل تتوقف على سلطة من القوى وتستجيب لعدد من الضغوطات. مسرح الفكر إذن خارج ما دأبنا على تسميته بالذات أو الوعي فهو دوما موصول مباشرة بشيء "خارج " عنه un dehors ".ونحن لن نبدع مفاهيم إلا في ارتباط بهذا "الخارج"أي هذا الشيء الذي يستدعي الفكر ويحثه إلى مواكبة السير في تلك الدروب الموصدة، تلك الدروب التي لا تؤدي إلى أي مكان رغم أنها تؤدي إلى كل الأمكنة على اعتبار أنها مكمن تلك الفرادات les singularités التي على حد تعبير دولوز ما أن نحدد العلاقات ونفك ألغاز الروابط الكامنة ما بينها حتى نستخرج المفاهيم

Friday, March 18, 2011

شباب الشعب وثورته




عادل وسعاد في الحقيقة

سعاد: سوف أصوت بنعم
عادل: إلا تخشي من الإخوان؟ انك تختلفي مع توجههم وتعتقدي أن مفهومهم للسلطة غامض
سعاد: لقد كانت السلطة كلها بيد مبارك ونظامه وحزبه وسدنته ومؤسساته و كان مدعوم من قوى إقليمية وعالمية ماذا فعلت له في مواجهة إرادة الشعب؟
عادل: ولكن الثورة لا زالت في عنق الزجاجة ومن الممكن اختطافها
سعاد: الثورة التي تختطف ليست ثورة
عادل : أليس في هذا مغامرة
سعاد: الثورة مغامرة تفجرها طليعة ويشرعنها الشعب ، أرادها بعد إن كبله
نظام هجين، استخف به واستباحه وخدش مفهوم التسامح الذي يمثل أساس نسيج وجوده
عادل: والدستور والثورة المضادة والمخاطر على حدوده و من حوله
سعاد: المهم بعد أن أسقط الشعب النظام أن يمتلك قراره في ممارسة أرادته فيولي من يولي ويعزل من يشاء
عادل : نعم تلك هي السلطة التي انتزعها على عين العالم بدمائه ولن يفقدها جيل وراء جيل بأذن الله
سعاد : ولن تنتزعها منه فلول نظام ساقط أو فئة أو مؤسسة أو حزب أو طبقه
عادل وسعاد : لقد انتصف الشعب لنفسه بنفسه وقرر إن يقدم لمستقبل مصر والعالم شبابه وثورته

Wednesday, March 16, 2011

أم الدنيا بلسان أَعْجَميٌّ



منشور رقم 1
لقد قدم أبناء ثورة شباب الشعب منشورهم الاول أمس للعالم
في أول أختبار حقيقي للمصداقية والديمقراطية أيضا
هامش
كَلاَمٌ أَعْجَمِيٌّ ".
ع ج م]. (مَنْسوبٌ إلى العَجَمِ). "إِنَّهُ أَعْجَمِيٌّ" : مَنْ كانَ غَيْرَ عَرَبِيٍّ. ¨ "
عنوان جانبي

زيارة السيدة العجوز و مسرحية ما حث في حي الضاهر

Tuesday, March 08, 2011

نصوص تبحث عن أزمنتها




تعليق على مقال الكاتب بلال فضل
المنشور بالمصرى اليوم بتاريخ 8/مارس/2011

بعنوان الجيش هو الهدف القادم لأذناب نظام مبارك

http://www.almasryalyoum.com/node/342988


لكي نبعد عن الظنون المشروعة وغير المشروعة ولكي نغيب شبهة القداسة عن القوات المسلحة ونتعامل معها كمؤسسة لها احترامها وتقديرها فلنعود لنص كتب من كاتب ثقة ليك ولغيرك كثيرين وهو من أئمة المتحسبين الذين يقدرون خطورة ومسؤولية الكتابة وكان المقال عن دور القوات المسلحة في مارس 1996 قبل الثورة بخمسة عشر عاما
وأظنها فتره كافيه تغنينا من توجسات يفرضها الواقع الآني والنص أي نص يكون معاصرا ومواكبا بقدر قدرته على الاقتراب من جوهر الموضوع المثار وماهيته


"مقاطع طبق الأصل من نص المقال "القديم

هناك دائما حرج من الاقتراب من موضوع القوات المسلحة. لان التفكير فيها والحديث عنها ، يعنى أننا نتكلم عن قوة السلاح . والناس تريد أن يكون السلاح خارج المناقشات
وأي حديث عن القوات المسلحة يحمل مظنة إقحامها في الصراع السياسي ،سواء بالاستعداء أو بالمشاركة في القمع بشكل أو بآخر . بينما نحن في حاجة إلى ترسيخ للدور الأساسي للقوات المسلحة
،فهي ظاهرة جديدة في حياتنا السياسية ،فلم يكن لدينا قوات مسلحة في عصرنا الحديث إلا منذ وقع هذا النوع من الاستقلال الذى حصلنا عليه عام 1936.قبل ذلك عشنا في ظل جيوش غازية وانكشارية وعثمانيين... الخ
حتى جيش محمد على الذي قامت بقاياه بالثورة العرابية ، لم يكن جيشا حديثا بالمعنى المفهوم. منذ معاهد 1936 بدأ بناء القوات قوات مسلحة مصرية ، وبعد الثورة أصبح لدينا قوات مسلحة وهى خبرة جديدة
،وهناك دائما حيرة إزاءها وحولها . أنها أحد مؤسسات الدولة ، ودورها هو حماية الآمن القومي ، ولكن التعامل معها ليس له قواعد مستقرة بعد ، وهناك دائما حساسية شديدة في الاقتراب منها . من المؤكد أن القوات المسلحة هي قاعدة الحكم ، هذه حقيقة اليوم أكثر من أي وقت مضى . ففي ظل حركة شعبية قوية وواسعة لا تحتاج الدولة إلى ممارسة القوة من الداخل ، ولكن في طل انحسار الحركة الشعبية تحتاج الدول أكثر إلى أجهزنها وأدارتها بما فيها القوات المسلحة

وهناك خاصيتان في القوات المسلحة . من ناحية هى جزء من الشعب تعيش مشاكله وتحس بأحاسيسه . وهى من ناحية أخرى كمؤسسة تملك السلاح . هناك حالة من القلق ناتج عن إدراكها أنها قاعدة الحكم . وفى نفس الوقت هناك رغبة في إقصائها عنه . وتزداد حالة القلق هذه فى ظل غياب نظرية للأمن القومي

كان لنا في وقت سابق نظرية واضحة للأمن القومي ، قائمة على تصور مشروع عربي معين تمارس من خلاله دورك في الأمة وفى الإقليم الآن مفهوم الأمن القومي غير موجود . اليوم القوات المسلحة لديها السلاح من غير نظرية للأمن . وهذا يزيد المخاوف المشروعة من استخدام القوات المسلحة في الأمن الداخلي وليس من أجل الأمن القومي

واقع الأمر أن القوات المسلحة في كل بلاد الدنيا هي قاعدة الحكم . تبعد المسافة بين هذه القاعدة والطليعة بمقدار قوة العمل السياسي وتنكمش بمقدار ضعفه وضيقه
فسلطة الدولة تتمثل في الشرطة والقضاء . ثم في القوات المسلحة اذا عجزت بأدواتها الأخرى عن فرض سلطتها

القوات المسلحة –فى الأساس- هي أداة الدولة لفرض إرادتها في الخارج ووجودها في حد ذاته يغنى الدولة عن استخدامها فى الداخل . إلا فى حالة ضعف الدولة
. نحن ننسى ان فرنسا حدث فيها انقلاب عسكري عام 1958 أتى بديجول للحكم ، وجرت محاولة انقلابيه عليه بعد ذلك ولكنها لم تنجح

نتذكر مرة أخرى أن القوات المسلحة في النهاية أداة الإجبار في الدولة . والمسافة بين السلطة السياسية وقوة الإجبار الرئيسية تتسع كلما كان العمل السياسي قويا ويحتل مساحة واسعة . وتضيق كلما انكمش العمل السياسي ، ومن ثم يزداد اعتماد الدولة على القوات المسلحة

انتهى نص المقال
وبعد
بين تاريخ كتابة هذه الكلمات وما نحن فيه الآن هناك مساحة زمنية كبيرة ولكن ما جاء فيه من أفكار يشكل نوع من الأساس لرؤية لأنه مبنى على ارتباط وثيق بالتاريخ وبالواقع وعلى قاعدة جيدة ودقيقه من المعلومات
لن يكون عصي على المهتم تغطية فجوة المعلومات عن مؤسسة الجيش المصري مما هو موثوق ومتوفر من مراجع والأهم المراقبة المنتبهة لتحركات القوات المسلحة وقراراتها الآن في ظل ظرف تاريخي نادر لم يتحقق من قبل للشعب المصري وفي ظل ظروف نادرة إقليميا وعالميا بكل معنى الكلمة علي المستوى الاستراتجي وعلي المستوى التاريخي وعلى المستوى الإنساني
الثورة الحالية وصفت من الكاتب نفسه بأنها ثورة كاملة وإنها ستعبر بالشعب المصري إلى عالم الشعوب الحرة
ودور الجيش مهم ولكن الثورة هي أداة التغير الوحيدة الآن بالشعب وللشعب والجيش ككيان هو من الشعب ولكنه كمؤسسه يتخذ قرار فما هي مرجعية هذا القرار وهنا بمقدار استلهامه و اقترابه من روح الثورة سيكون قرار ا شعبيا وإذا كان الشعب يد الثورة فسيكون الجيش ظهر الثورة الحامي والتاريخ له أعين وأذان

مرجع المقال هو العدد الثالث والسبعون من مجلة اليسار مارس 1996 حوار مع هيكل
أجراه حسين عبد الرازق

Saturday, March 05, 2011

بنية الثورة المضادة 4

السدنة ونزعة الهروب من الحرية
من السابق للأوان رصد تأثير زلزال الثورة الاجتماعي ولكن هناك تداخلات زمنية بين إيقاع زمن الثورة السرمدي وزمن الناس الذي يسيرون به وجودهم وبين تلك الأزمنة المتداخلة مساحة من التأمل لاتبتعد كثيرا عن بنية الثورة المضادة ولكنها ترقب من خلالها الإيقاع
نعم تتوالى الوقائع وتكاد تصيب المتابع والمشاهد بما يشبه شلل التحليل فإذا كانت شرارة تونس بداية المشهد فهذا يقلص الرؤية، ولكن قد تكون الانتفاضة الأولي حاضرة ،الصدر العاري أمام الدبابة - الحجر أمام الرصاص هل هناك من يستطيع أن يتكلم عن الثورة ويزحزح من مخيلته احتلال العراق أو ما سبق الانتفاضة من إدراك حال عربدة العجز
هل الثورة نص تكتبه الشعوب؟
هناك حالة من حالات التصيد تأتي من سدنة الهروب من الحرية تستوجب انتباه
أسلوب حوار الروائي الكبير والمصري الأصيل علاء الأسواني مع رئيس الوزراء تلقفه البعض من حسني النية بحجة مقام الكبير والأدب و والبعض الآخر من الغيورين على مقام الفرعون وسدنته وأزلام سدنتة وهو حوار بين مواطن في دولة أصبح لها مرجعيتها الثورية وبقايا نظام بائد
تصادمت في هذا الحوار مرجعيتان واحدة تمثل الثورة و واحدة تنتمي لنظام بائد بكل شبكة بلاهته ومنها السلطة الأبوية سلطة كبير العائلة المصرية السلطة الأبوية وهي تصلح لشعب مهاود ولكن عندما تحيد عن دلالاتها المعنوية يجابهها الوعي الشعبي بمقولة إن كبر ابنك خويه وهي نصيحة للأب أليس كذلك هذا الشفيق لم يكن بابا مبارك لقد كان محلل الطلاق البائن
والخطاب هنا للسدنه وليس لحسني" النيه" ثم إن السلطة الأبوية ولى زمانها وبعد الثورة جوهر السلطة هو إن الشعب مصدر السلطات لقد لاكت الألسن تلك الكلمة كثيرا ولكن الثورة بتفكيكها للواقع لها خاصية إنزال الكلمات في منازلها ،
قدم علاء الأسواني نموذج للفلاح الفصيح الموقن بسقوط الفرعون والفرعنة والمنتبه لحيل السدنة و السدنة هم من يصنعون الفرعون فالفرعنة لها صناع وحرفين هم حقل الطغيان البكتيري ولهم سمات تدل عليهم مهما تنكروا بوجوه جديدة ولسان جديد جاءوا من اليمين أو جاءوا من الشمال ولكن يفضحهم التأمل في خطابهم فهو خطاب مقيد بمرجعية هاوية
وهو ما يتلبس خطاب الثورة المضادة ويتخلل بنيتها ولأنها بنية سائلة بمعنى أنها تتوسل توقي سقوط النظام كيفما اتفق ونظرا لان قوى التثبت بوجود النظام لاتمتلك ولا تستطيع أن تفك شفرة الثورة الزمنية لأنه ببساطة لايتوفر لمفجري الثورة أنفسهم ولكنه يرتبط بتفاعلات قد تكون تكونت ببطء منذ مئات السنين مما يجعل الثورة بتكوينها فعل ميتافزيقى على الحقيقة لا على المجاز ففيها قصم لكل جبار عنيد وفي اتونها يغير الناس ما في نفوسهم وفيها ترتفع الأقنعة ويتميز الخبيث من الطيب وفيها تعاد للقيم مرجعيتها وفيها تتشبث الهوية بينابيعها وهو ما نختصره بمعنى التطهير
وفي إدارة أزمة النظام أمام الثورة كانت المحاولات المستميتة لصياغة نوع من التهديد بداية من التخويف بخروج المساجين ولكنها اصطدمت بالمثل الشعبي يا ما في السجن مظاليم ، نعم هناك الكثير من المجرمين الجنائيين ولكن أيضا هناك وفي ظل النظام البائد الكثير من المظاليم على مختلف الأصعدة
وعندما سحب النظام منظومته للأمن الداخلي لم ينسحب ذلك في المجمل إلا عليه فهو جهاز شوهت عقيدته التأسيسية وأصبح جهاز لحماية النظام مما جعله جهاز تجريمي مجرم يعتدي علي كرامة المواطنين ويستبيح أعراضهم فبدا في السنوات الأخيرة وكأنه قوى احتلال لدرجة إن كثير من الضباط ورجال المباحث هربوا ليس استجابة لأوامر ولكنهم يختفون لما جنت أيديهم في حق المواطنين المكلفون بحمايتهم
ثم بالتلويح بالمخاطر الاقتصادية ولكن الكشف عن مئات المليارات المنهوبة والمسلوبة كان المقابل الذي تلقفه الوعي الثوري للشعب المصري
تم محاولات مستميتة لإبطاء الاستجابة لمطالب الشعب والذي اصطدم بحقيقة عدم وجود قوة على سطح الكون تستطيع إن تمنع الشعب المصري من صلاة الجمعة
لقد خلع شفيق بعد لقاء الحوار مع الأسواني وقبل مشهد التحرير الأسبوعي
وذهب رئيس الوزراء الجديد إلى ميدان التحرير ليستمع لتوجيهات السلطة الجديدة سلطة الشعب ليس مهم الاسم ولكن المهم هل يستطيع رئيس الوزراء الجديد إن يستمع بانتباه لحكمة الفلاح الفصيح والخباز الفصيح والمواطن الفصيح وما أكثرهم في مصر
والسؤال الملح الأن هل ثورة مصر تدور في الفلك المصري وحسب؟
وهل الثورة المضادة على الثورة المصرية محلية و حسب ؟
ماذا عن مدارات الثورة الإقليمية والعالمية؟



Tuesday, March 01, 2011

ترميم الأسئلة


لماذا تدق صحف بريطانيا طبول الحرب؟
ولهذا فمتابعة" المتروك" من الأخبار المبذولة والشأن الجاري بانتباه تساعد في جلي عدسات الرؤية ومشاهدة هامش-- تآكل--- البنيات المشكلة للخطاب السياسي الذي يغطي السلطات النافذة و المهيمنة علي ما يسمي الشرق الأوسط، فهذا -- التآكل -- ظاهرة كونية يتفاعل بوتيرة خارج تحكم أي قوى سياسية متوهمة على الساحة وهو لذلك كما الكسوف يحتاج إلى مناظير خاصة لرؤيته في الأفق، وبالمجمل هناك حراك تاريخي بدون أي عدسة نظرية ترصد أو تستفيد من صيرورته أو حتى تتوقي رياحه ،لهذا فمجرد الانتباه يشكل حضور ، في تلك المساحة بين الحضور والغياب،

بنية الثورة المضادة3




كلام لم يشهد الثورة

في الجزء الثاني من كتابه شخصية مصر
دراسة في عبقرية المكان
طبعة دار الهلال ص594
وبعد تحليله لشخصية مصر الإجتماعية
تحت عنوان سلم المسؤلية يقول د جمال حمدان

أين الحقيقة العلمية الآن في هذا كله؟
حسنا آفة مصر ابتداء , اثنتان الطغاة في الداخل والغزاة من الخارج,الديكتاتورية في الداخل والاستعمار من الخارج , هاتان هما نقطتا الضعف الأساسيتان في شخصية مصر, ولا نقول النقطتين السوداويين في الشخصية المصرية, وهما قد تبدوان للوهلة الأولى شيئين منفصلين, ولكن الحقيقة أنهما جانبان لشيء واحد, والعلاقة بينهما مباشرة هي علاقة السبب والنتيجة, فنحن كشعب نخضع بانتظام لحكامنا الطغاة, وحكامنا يركعون بسهولة للأجانب الغزاة

ومن جانبنا كموطنين, فقد درجنا تقليديا على أن نبرئ ساحتنا كشعب من مسئولية هذا الوقر المزدوج القاصم لظهورنا, بمقولة أننا ببساطة شعب مغلوب على أمره مفترى عليه , وأن الفاعل المباشر هو الطغيان والمجرم الأكبر هو الاستعمار, ومن جانبه, فإن الطغيان الداخلي بدوره يزيح المسؤولية عن كاهله مسارعا, بكل ترحيب, بإلقائها على عاتق الاستعمار الإثم...الخ

والاستعمار ولاشك آفة وأفعى , احتلال وطغيان معا فى أن واحد, إلا أنه ليس رأس الأفعى ولا الآفة الوحيدة, كما يروج بعض السطحيين ومنظري عملاء الطغيان, والحقيقة أننا أسرفنا على أنفسنا في اتخاذ الاستعمار –كمشجب- نعلق عليه كل مآسينا وعيوبنا, ومشاكلنا سياسية وغير سياسية, أولا لأنه هدف وطني –أو ضد- وطني—سهل مباشر مشروع لا شبهة في عدائه وعدوانيته , وثانيا لأننا لا نكاد نجسر على أن نعلق الجريمة والعقاب في رقبة الطغيان المحلى لأنه الحاكم المالك وظل الله في أرضه أرض مصر...الخ
وبهذا وبذاك اصطنعنا لأنفسنا سلما مريحا ومرضيا – ولكنه كما سنرى مقلوب رأسا على عقب – من المسئولية , قمته الاستعمار , وقاعه الشعب نفسه , يأتي بينهما – على استحياء أحيانا – الطغيان المحلى

غير إن الحقيقة التاريخية التي تثبتها مرارا وتكرارا تجربة ألفي سنة ومازالت مستمرة معنا حتى اليوم , الحقيقة التاريخية هي أن كبرى الآفتين ليست الاستعمار الأجنبي ولكن الطغيان المحلى , ذلك أن الذي مكن للأول غالبا , بل استدعاه واستعداه أحيانا أمنا هو الحكم الداخلي بعجزه عن حماية الوطن فعلا أو بخيانته له علنا ومساومته وتواطؤه مع المستعمر ليحفظ على نفسه عرشه أو مركزه , إن الذي أتاح للاستعمار الخارجي أن يدخل ويبقى في كثير من الحالات بصورة غير مباشرة دائما وبصورة مباشرة أحيانا هو الطغيان الداخلي وحده لا سواه , انه فى كثير من الأحيان ( وجه مصر القبيح ) في الخارج كما فى الداخل تذكر فقد الخديوي توفيق

ليس هذا فحسب , إنما الحقيقة بعد هذا أن مسئولية الطغيان الحاكم تتضاءل بدورها أمام مسئولية الشعب نفسه , الشعب – ولا أوهام في هذا – هو المسؤل الأول والأخير , الأصلي والأصيل , حتما وبالضرورة , فإذا كان الحكم في مصر مأساة أو ملهاة , كارثة أو مهزلة ، فان سببها الشعب وحده نظريا وعمليا , وكم كان الكواكبي صحيحا صادقا حين قال إن مبعث الاستبداد هو غفلة الأمة ,ومرفوض مرفوض هو المنطق الانهزامي المعكوس الذي يعتذر للشعب أو عنه بأنه مغلوب عل أمره لا قدرة له على الثورة ,مكبل أعزل من السلاح...الخ

فالطغيان لا يصنعه الطاغية , وإنما الشعب هو الذي يصنع الطاغية والطغيان معا , والشعب مسؤل عن الطغيان مسئولية الطاغية نفسه وزيادة ,المثل الشعبي المصري نفسه يقول – قال فرعون من الذي فرعنك ؟قال لم أجد من يمنعني – والمثل الانجليزي المعروف يقول – القوة المطلقة مفسدة , كل سلطة فهي مفسده
All power corrupts
ليست مفسدة فقط , بل مذهبة للعقل أيضا , ويمكن للحاكم من خلالها أحيانا أن يرى كل حق باطلا وكل باطل حقا , وفى كل شيء عكس ما كان يراه من قبل بغيرها—وهذا وذاك جميعا ما عناه الكواكبي بعبارته النافذة الثاقبة – الاستبداد أمر طبيعي في السلطان

ومن هذه الزاوية فان الشعب لا يعفى من اللوم , وليس له إلا أن يلوم نفسه أساسا , فهو الجاني مثلما هو المجني عليه,الفاعل والضحية , ظالم لنفسه كما هو مظلوم بحاكمه بل ولعل الأوضاع السيئة التي يتردى وإليها كل يوم أن تكون العقاب الطبيعي المستحق لتفريطه في حق نفسه وتهاونه في الدفاع عن حريته وكرامته وعزته وسيادته , فالحاكم الرديء الطاغية إنما هو عقاب تلقائي وذاتي لشعبه الذي سمح له بأن يكون ويبقى حاكما – وقديما كان قادة التتار والمغول من عتاة السفاحين والطغاة يتوعدون ضحاياهم بقولهم عن أنفسهم إنهم لعنة الله على الأرض أرسلهم نقمه وعقابا...

أي أن خير عقاب لمصر دائما على ما هي فيه , هو ما هي فيه بالفعل , وكأنها بهذا أيضا تعاقب نفسها بنفسها بانتظام , والحديث يقول –كما تكونوا بول عليكم— بينما يذهب القول الفرنسي المأثور إلى أن –لكل شعب الحكومة التي يستحقها
Les peoples ont les governments quils deservent

وأخيرا وليس آخرا – فقل لي من حاكمك, أقل لك من أنت—قل لي من الحاكم , أقل لك من الشعب

علينا إذن أن نعيد ترتيب أولويات المسئولية : الشعب أولا وكسبب أساسي , الحكم ثانيا وكسب مباشر ثم الاستعمار أخيرا كثالثة الأثافي فقط , أما وقد أصبح هذا الأخير على أية حال من حديث التاريخ , فإن السلم الثلاثي الدرجات يعود فيختزل إلى معادلة ذات حدين وطنيين: الشعب كقطب موجب والحكم كقطب سالب – وليس العكس – وبهذا تتحول القضية إلى مسألة داخلية, مسألة عائلية بحته , وبهذا أيضا يبدو الخطر الحقيقي على مصر وهو ينبع من داخلها , هو مصر نفسها , أكثر من الآخرين أو الغرباء , هو بطش وعجز الحاكم من جانب ورد فعل الشعب أو سلبيته من الجانب الآخر, هو قضية الدكتاتورية ضد الديمقراطية أو باختصار مشكلة نظام الحكم , وذلك هو التحدي الأعظم الذي كان الشعب المصري يواجهه دائما ليثبت نفسه ووجوده وسيادته

الديمقراطية هي الحضارة

والديكتاتورية على المستوى الفردي هي تعبير مباشر وضمني عن النقص , فالحاكم الذى يعانى لأمر ما من مركب نقص شخصي أو فكرى أو عملي ....الخ
يعوض عن هذا النقص بفرض إرادته ومشيئته بالبطش والقهر والتحكم والطغيان ليثبت لنفسه وللآخرين أنه – الرجل القوى لا –الرجل الضعيف— ولا الرجل الصغير—كما يشعر في قرارة نفسه

أما على المستوى الجماعي فإن أصل الاستبداد والديكتاتورية هو بلا ريب التخلف , التخلف الحضاري بعامة , فالديكتاتورية هي نتيجة للتخلف وعلامة عليه , مثلما هي سبب أو مضاعف له أيضا , وكل مجتمع استبدادي سياسيا هو حتما مجتمع متخلف , والمجتمع المتخلف هو لامفر مجتمع استبدادي سياسيا ذلك أن الاستبداد والطغيان من خصائص وطبيعة مرحلة البدائية والطفولة في كل المجتمعات السياسية , وبينما تتناسب الديمقراطية تناسبا طرديا مع درجة التقدم الحضاري , تتناسب الديكتاتورية تناسبا طرديا مع درجة التخلف الحضاري, إن الديمقراطية هي الحضارة والحضارة هي الديمقراطية , بمثل ما أن الديكتاتورية هى التخلف والتخلف هو الدكتاتورية , وما الديكتاتورية في وقتنا هذا إلا الصيغة العصرية من عبودية العصور القديمة , فالفرد والمجتمع تحتها عبد للحاكم في صورة مقنعة أو مبرقعة , مخففة أو ملطفة
والطغيان والديكتاتورية في مصر هي ببساطة بقايا الماضي الطويل المحزن من ناحية والنواتج الطبيعية أو الجانبية لحاضر التخلف من الناحية الأخرى , فإلى جانب ارث الماضي التعيس , يأتي التخلف الحضاري ومعه التخلف الثقافي والفكري فيحكم على الشعب بالتخلف السياسي , حقا قد تكون شعبا عريقا فى التاريخ , ولكنها فى السياسة – كما في الديموغرافيا- حدث فتى للغاية أو صبى يافع .. فلقد يكون المصري شيخ التاريخ وحكيم الحضارة , إلا أنه جديد على كل ما هو جديد في الحضارة العصرية , بما في ذلك السياسة المعاصرة , ولا نقول كما يريدنا البعض أن نقول أقدم شعب تاريخيا ولكنه ليس بشعب سياسيا

لذا فهو من حيث الوعي والنضج السياسي الحديث قد لا يعدو مرحلة الطفولة الجديدة ولا نقول –الطفولة الثانية أو المرحلة البدائية, ودعك تماما من النظرية المزعومة عن الشعب المريض تاريخيا , وهذا ما يفسر كثيرا من مظاهر الشذوذ ولاضطراب التي نلمسها في العلاقة بين الشعب والحاكم , ومن المسلم به أنه كلما زاد ولاء الشعب وخضوعه وإتباعه للحاكم , ظالما كان أو غير ذلك , على خطأ أو صواب , حتى بغير قهر أو بطش , كلما دل ذلك على عدم نضج الشعب وضعفه وسهولة انقياده ولين عريكته , فحجم الحاكم ونفوذه ودوره كلها تتناسب تناسبا عكسيا مع حمية الشعب وصلابته وقوته ومقاومته

Sunday, February 27, 2011

خباز الثورة الفصيح




.بناء علي لقاء مجموعة من الائتلاف بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة اليوم نرجو أن يرد علينا المجلس بتحديد جدول زمني في تنفيذ أول ثلاث مطالب خلال يومين.


1
إقالة حكومة الفريق أحمد شفيق، وإعادة تشكيل حكومة تكنوقراط من غير الحزبيين، يترأسها شخصية وطنية متوافق عليها، في حد أقصاه شهر من الآن.


2
الإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين، قبل وبعد 25 يناير، في مدي زمني أقصاه شهر من الآن، والنظر في العفو عن المسجونين السياسيين في غضون شهرين من الآن.


3
تقديم كل المسئولين الحقيقيين عن قتل الشهداء بإطلاق النار، أو بإصدار الأوامر للمحاكمة العادلة، بتهم واضحة، في أمر أقصاه شهر من الآن.



في حالة عدم تحديد جدول زمني للاستجابة للمطالب المذكورة أعلاه سوف يتوقف الائتلاف عن التفاوض ويعمل مع جموع ثوار مصر علي الضغط من أجل تحقيقها كي يثبت أن هذه هي مطالب جموع المصريين الذين اعتصموا في التحرير وسائر مدن مصر ولم يرحلوا

الا عندما اعتقدوا أنها قيد التحقق

في حالة موافقة المجلس علي مطالب الثورة المصرية سننتقل الي التفاوض في بقية المطالب المتمثلة في التالي:


4
إعادة هيكلة وزارة الداخلية، بما يسمح بالإشراف القضائي الكامل عليها، والمراقبة الشعبية الحقيقية على أدائها، على أن يتولى رئاستها وزير مدني سياسي، في غضون الستة أشهر المحددة للفترة الانتقالية.


5
حل جهاز مباحث أمن الدولة في مدي زمني شهرين من الآن، وإلغاء توجيه المجندين لقطاع الأمن المركزي في غضون الستة أشهر المحددة للفترة الانتقالية.


6
الإسراع في تشكيل مجلس رئاسي مدني يضم شخصية عسكرية في مدي زمني شهرين من الآن ، مع تحديد صلاحيات المجلس ، ويتولي بنفسه مع الحكومة الانتقالية الإشراف علي تحقيق المطالب الثورية وإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية .


7
تقديم موعد انتخابات المحليات في حد أقصاه الستة شهور المحددة للفترة الانتقالية، وإعادة

النظر في قانون الحكم المحلي .


8
ملاحقة بقايا النظام من الفاسدين ، والمتربحين من دماء هذا الشعب ، وتقديمهم للمحاكمة العادلة ، ومصادرة أموالهم وممتلكاتهم .


9
الشكر والتقدير للجنة التي تم تشكيلها لتعديل الدستور برئاسة المستشار طارق البشري علي المجهود القيم الذي قامت به ، ونؤكد علي أننا في سبيل إعداد ورقة دستورية وقانونية للمشاركة بها في الحوار المجتمعي الدائر حول التعديلات والقوانين المكملة لها ، ولكننا نطالب المجلس العسكري بمطالبة اللجنة بإضافة قانون الأحزاب إلي القوانين المكملة للدستور والتي تعتزم اللجنة تعديلها أو تغييرها .



بيان ائتلاف شباب الثورة

27 فبراير

Saturday, February 26, 2011

بنية الثورة المضادة 2

رسالة الي نوارة نجم

نوارة

لا يوجد من يستطيع ان يزايد عليك ولا ينبغي

ولكن أقول شيل كفنك وانزل التحرير فلا وقت لحفر القبور
أقولها بشرعية الثورة تلك الشرعية التي اصطفاكم الله لتكونوا لسان حالها

الإشكالية إن الثورة في مصر مفتاح الشرق الأوسط كله هذا هو قدر مصر وقدرها

لذلك فإن الجيش في مصر لا يتفاوض مع قوى الهيمنة في العالم على حدود مصر ولكنه يتفاوض على دورها الإقليمي و ، بسب زخم الثورة هناك من الأخبار ما لم يتوقف أمامه الناس في زحمة الأحداث وهذا مفهوم وطبيعي منها تصريح لملك السعودية يقول فيه إن السعودية ستساعد مبارك إذا تخلت عنه أمريكا؟
تناقلت وكالات الانباء أن النظام المصري يرفض التدخل الأمريكي في شؤونه الداخلي كما صرح
وزير الخارجية المصري احمد ابوالغيط بقوله : إن الاتصال الذي جرى بين نائب الرئيس المصري
عمر سليمان ونائب الرئيس الأمريكي جون بايدن والذي دار حول تسريع انتقال السلطة وتشكيل
وزارة مؤقتة من المعارضة والحكومة الحالية التغير الدستور وإجراء انتخابات برلمانية حرة لاختيار
رئيس دولة قادم .
فقال احمد ابوالغيط إن مصر دولة ذات سيادة وثقل دولي وعربي لا تقبل أن تملي عليها أمريكا أو غيرها سياستها الداخلية أو تتدخل في شؤونها الداخلية.

بهذا التصريح قطع النظام المصري شعرة معاوية بينه وبين الإدارة الأمريكية مما يعني إن التدخل
الأمريكي في مصر سيتغير من تأييد النظام المصري إلى تدخل سافر من اجل التغيير بواسطة الجيش
أو بدعم إرادة الشعب المناهض للنظام الحالي بعد إن يفرض النظام الأمريكي شخصية مصرية
معارضة للنظام المصري ومقرب إليها يستطيع إن يبقي على مصالحها ومصالح إسرائيل وخاصة
المحافظة على الاتفاقيات الأمنية والعسكرية والاقتصادية الإسرائيلية المصرية الحالية.

ومن جهة أخرى تناقلت وكالات الأنباء أن السعودية والكويت والإمارات تعهدات هذه الدول للنظام
المصري إنها سوف تدفع له خمسة مليارات دولار سنويا في حالة توقفت المعونة الأمريكية لمصر
والتي تقدر ب خمسة مليارات دولار سنويا
وهذا يدل على إن السعودية والإمارات والكويت سوف تنافس أمريكا على مصالحها في مصر بتعهدها
المالي هذا وهو يعتبر تهديدا مباشرا لأمريكا وسياستها الخارجية الدولية فهل هذه الدول لديها القوة
في منازعة مصالح أمريكا في المنطقة؟

أم أن هذه الدول والتي تعتبر دول تابعة ومحتلة من أمريكا تسير حسب الخطة الأمريكية المصممة على
التغيير في مصر.

نعم كل هذا تجاوزته الإحداث وقامت الثورة بتفكيك الواقع ولكن الثورة كفعل تغيير هي حافز للتطهير وليست فاعل له ,التطهير هو ما تستقر عليه روح الثورة التي تحمليها أنت والثوار ولهذا الناس تسمعكم وتصدقكم وتستعد بما لاتتخيلوا ولا تتصوروا
هذه لحظة تاريخية قل أن يجود بمثلها الزمان لم يحدث من آلاف السنين أن يعبر الشعب المصري عن وجوده وقيمته للعالم على هذا المستوى وهى لحظه تعانق فيها الأرض السماء
لقد تساءلت يا نواره سؤال مشروع وهو هل الجيش المصري خائن؟ وإنما الشرعية – هنا- مصدرها الثورة التي تجب ما قبلها بافتراض بديهي هو أننا نعلم كلنا أن مؤسسات مبارك كلها كانت تدار من قبل قوى الهيمنة في العالم على المستوى الإستراتيجي فما الذي يجعل الجيش المصري عصى على إغواء السامري؟
أن الخوف من الجيش المصري والتعامل معه على أساس انه وطني حساب خاطئ فلم تثبت الإحداث ومنذ البكاء الوطني للمشير الأخير للجيش المصري عبد الغني الجمصي في حادثة فض الاشتباك الثاني بعد حرب أكتوبر
انه جيش وطني وفى كل ما حدث بدا الجيش المصري وكأنه دخل حظيرة الهيمنة العالمية ولم يخرج منها حتى الآن , نعم هناك رجال في الجيش المصري كشومان وغيره كثيرين وهناك من هم مثل مبارك داخل الجيش المصري ويجب أن تطهروا الجيش المصري ولن يتطهر إلا عندما تتخلصوا من وهم الجيش وتتعاملوا معه كمؤسسة وعلى الشرفاء في الجيش المصري إن ينقذوا الجيش المصري

إن الثورة كفعل تغيير قامت بتفكيك الواقع ولكنها كفعل تطهير إنما تكون بمدى إيمانكم بها كثورة وهنا كل حدود تفترضوها وهما أو تحسبا سوف تشكل وجه الثورة وكل ما تقدمونه من جسارة سوف يساهم في تحديد مستقبلكم
ومستقبل أولادكم وأحفادكم وقد يهون العمر إلا ساعة وتهون الأرض إلا موضعا
والموضع الآن هو ميدان التحرير وقوى الهيمنة حددت لكم هذا الموضع وسوف تقاتلكم عليه فهل انتم مستعدون؟

ما يحدث فى مصر يرتبط ارتباط جنيني بما يحدث في ليبيا ومصير مبارك يرتبط بمصير القذافى
فاجعلوه مصير الكلب السعران


ملحوظة
هل وثائق ويكي لكس تصدر عن وحى منزل من السماء؟
؟ أنها من أكثر النصوص قابلية للتأويل في العصر الحديث وما يخص الجيش المصري منها من الممكن قراءته قراءات مختلفة ومنها- إن صراع مؤسسة الجيش المصري مع الإدارة الأمريكية كان صراع على إمكانية استمرار مصداقيته وليس خلاف على الأهداف وهو خلاف لا يفسد للود مصلحة إن قوة الجيش المصري إنما هي في وهم ثقتكم بيه لا تثقوا إلا في ثورتكم فهى المقدس الوحيد فى هذا العالم الآن ولهذا فالدماء ترخص لها وبمقدار بعد اي مؤسسة عن بدا هات الثورة او قربها من هذه البد هات تكون مصدقيها لا استثناء في ذلك لحزب أو جماعة أو حتى جروب
إما عن الثورة المضادة فإياكم وشلل التحليل

وانتبهوا لخدعة عمر بن العاص برفع المصاحف على اسنة الرماح فإذا كان كتاب الله تم استخدامه كخدعة فهل تستعصى الديمقراطية فهناك من يستخدموا الديمقراطية ككلمة حق أرادوا بها باطل فمن يدافع عن النظام السابق انما يدافع عن الديكتاتورية ولا حل وسط فى الثورة

ومقدار ما يحمل الإنسان من كرامة هو نفسه قدر ما يستطيع أن يقدمه من كفاح

لابد أن يتخلص الجيش من أوهامه وهمليتيته فهى لا تليق ( برجال) اقسموا أن يدافعوا عن الشعب المصري أن يضربوا شبابه الثورين فلا شرعية إلا للثورة
ولتعلموا ان من تخادعتم له ونال منكم مأربه فقد خدعكم
أن الشعب المصري قادر علي تمويل جيشه بما يريد ويرضي وقادر أيضا على حمايته إن أراد الجيش المصري ذلك وحسم أمره

Wednesday, February 23, 2011

بنية الثورة المضادة 1

ميدان التحريروشرم الشيخ

لا يوجد من يعرف بالضبط ماذا يحدث هناك في شرم الشيخ,ولكن الشواهد والسوابق تبقى سبيل لمن لا يريد أن يتخبط فى متاهات السبيل , إن دائرة السؤال عندما تكون بين خيارات محددة سلفا لواقع مصنوع ناتج عن قراءة خاطئة ولا يعبرعن حقيقة مكوناته لن يؤدي السؤال إلى إجابة أصيلة، مما يستدعى سؤالا عن الواقع نفسه قبل الشروع فى تحليله عما إذا كان الواقع ليس الا وهما يجب تبديده أولا؟ فواقع منطقة الشرق الأوسط الذى وصل لانسداد تام في آفاقه المختلفة يحتاج إلى إعادة التفكير فى جوهره ليتسنى لنا إدراك العلة فيه من أجل أن نتمكن من السؤال عن إمكانية التغيير والسبيل إليها. ومتى يكون التغيير حقيقيا سوف يصنع آلياته التى تنعتق من خلالها امكانات مهدرة قد يستعيد بها الواقع حيويته الجدلية ليتفاعل مع جيل بل أجيال مغيبة عنه وبه، وقد يكون هذا بالضبط ما تحاول تداركه القوى صاحبة مشاريع الهيمنة فى المنطقة بضرباتها الاستباقية،

و هلت الثورة

أن رؤية ما يحدث
بين ميدان التحرير ومشاهده المهيبة وثورته المهييمنة على العالم كله فى قلب الشرق الأوسط من جهة وتلك الثلة المجرمة في شرم الشيخ من جهة أخري قد يبدو تبسيط مخل فإذا كان الطرح أن شرم الشيخ يجلس فيها رجل مريض يعوده بعض الزوار المخلصين لمواساته رجل حزين مكسور القلب مريض قرر أن يموت فى بلاده
إذا كان الأمر كذلك فلا حديثا عن ثورة مضادة.... ولكن هل هناك ثورة بهذا الحجم الغير مسبوق والتي سوف تؤثر علي العالم كله دون أدني شك تنفرد بعدم وجود ثورة مضادة لها ؟
وإذا كانت لها ثورة مضادة فمن يديرها؟ وكيف؟
لقد وصف الأعلام العالمي ما حدث في مصر بالأزمة فإذا كانت أزمة فهي أزمة لمن؟ ومن يديرها ويحاول احتوائها؟

أن من يحاولون احتوائها هم من وصفوها كأزمة

هل هناك من يعتقد أن شرم الشيخ تدار من قبل هذا الرجل الثمانين فهو واهم ومشتبه عليه أنه مجرد ألعوبة كما كان من قبل – وان كانت هناك محاولات تكبيل وخلط بين مفهوم الشرعية والسلطة برمزية وجوده هناك- ولهذا فشرعية السلطة في الوطن العربي تحتاج الي الكثير من التحديق ولابد ان الثورة المضادة منتبهة الي هذا ولكن من يدير على الحقيقة هذه الثورة المضادة ؟ هل هناك من يملك كنز ولا يحاول أن يحافظ عليه نعم مشروع لمن يمتلك كنز ان يحاول المحافظة عليه وقالها القادة في اسرائيل أن مبارك كنز استراتيجى؟

هل تستطيع الإمبراطورية الأمريكية أو أي إمبراطورية إن تترك الشرق الأوسط لشأنه؟

أن الغياب والحضور لعبه فيها ما فيها من المساومة. الغياب والحضور بين مشاهد ميدان التحرير ووكر شرم الشيخ يبدو كعملية شد حبل لها إيقاع زمني - خارطة طريق - كذا إذا كانت مصر تبحث عن دولتها فلن تحصل عليها الااذا سارت علي خطوات معدة سلفا وينشأ هنا حقل جاذبية بين شرعية السلطة وشرعية الثورة

فماذا يحدث في شرم الشيخ

أن الشرق الأوسط كتلة جغرافية تنظر لها القوي المهيمنة علي الخريطة القديمه أو-الجديدة - ككتلة واحدة نعم ولكن ميدان التحرير الاسم والمشهد والرمز يبدو شديد الغواية لعدسات صناعة الخبر في العالم
وإذا كانت مصر هي بؤرة الأزمة بالنسبة إليه فإن ميدان التحرير هو كادر المشهد وتحليل الصورة لحركة جماهير هادرة بأدائها ونسقيتها ونبضها وعدالة مطالبها ما قد يتخطي المشهد الأقليمى بفائض غير محسوب قد يؤثر علي فائض الفراغ السياسي في أوربا وغيرها في ظل أزمة أخري اقتصادية لم تبلغ مداها بعد


تبدو محاولات سحب الكاميرات من ميدان التحرير وتشتيتها مريبة

ان العنف والقتل والفوضى واللاعقلانية وعدم الأهلية هو الخطاب المشكل بدأب ومنذ أمد تكاد أن تستقر عليه صناعة الرأي العام عن الشرق الأوسط صورة العربي وبؤسه المقيم
ولكن إذا كانت الاتصالات والتنسيق بين إدارة الأزمة متعددة الجنسيات في وكر شرم الشيخ وجهاز أمن الدولة فى مصر وأدواته لتنفذيه من أجهزة مختلفة وشبكة مصالح رجال الإعمال والمتورطين والمنتفعين على مختلف الصعد وشتي المناحي تشكل صناعة القرار في بنية الثورة المضادة
فما هي آليات وأدوات تلك الثورة المضادة؟