Wednesday, April 20, 2011

يديرونني عن سوريا وأديرهم


ما يحدث في سوريا الآن للمتابع والمهتم بحال الأمة ومآلها شبيه بما وصفه هيكل بالمشي على حد السيف بعد هزيمة 67. وكأني بالأمة في كبوتها ونهوضها عليها مواجهة نفس التحديات التي واجهتها من قبل الثورات الشعبية التي هلت على الأمة بفضل شعوبها الشابة التي قررت أن تقطع شعرة معاوية مع النظم وتثور على الخريطة السياسية الإعلامية التي رسمت خطا فاصلا بين محور ما يسمى بالاعتدال ومحور المقاومة. وكان محور الاعتدال هو المحور الذي يخضع بالكامل لتعليمات الإدارة الأمريكية في تنافس انبطاحي أسقط كل أوراق التوت ما جعل المواطن العربي يشعر بنوع من استلاب الرجولة ("كيف تنظر في عين امرأة.. أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها؟ كيف تصبح فارسها في الغرام ؟ كيف ترجو غدا .. لوليد ينام—كيف تحلم أو تتغنى بمستقبل لغلام وهو يكبر- بين يديك - بقلب منكس؟)
كان معسكر المقاومة يضم سوريا والشرفاء في لبنان وغزة وبعض فصائل المقاومة الإسلامية بمساندة إيران تحت شرعية الثورة الأخيرة في الإقليم وقناة الجزيرة وقناة المنار وبعض منابر الرأي الشريفة. أما على رأس معسكر الاعتدال كان آل سعود وتابعهم قفة آل الصباح وبقية غلمان زايد ونهيان في المنطقة وجيش مرتزقتهم من إعلاميين وسدنة - خلص الله الأمة من عارهم- إلى جانب سمسار مصر الذي حول قلب الأمة العربية إلى دولة عميلة تقوم بالمهام القذرة التي تستنكف أي دولة تحترم نفسها القيام بها. في ظل هكذا موقف بدا الذين يمثلون معسكر المقاومة بالنسبة للمهمومين بحال الأمة كما قال الشاعر" يديرونني عن سالم وأديرهم...وجلدة بين الأنف والعين سالم" .

لقد نجح إلى حد كبير معسكر المقاومة ولكن سبب نجاحه ليس قدراته التي لاراد لها فقط . نعم نجح رجال حزب الله نجاحا منقطع النظير في مقاومة أشرس آلة عسكرية وأخطرها على المنطقة وهى الجيش الصهيوني، ولم ينجح في استرداد أرضه المحتلة وأسراه وشهداء المواجهات بل واستطاع إذلال هذا الكيان الغاصب وكسر هيبته وإرادته واختراق سماء الأراضي المحتلة التي كانت مغلقة، ولكن من أسباب النجاح أيضا هذا التأييد الكاسح لحزب الله من شعوب الأمة والإعجاب الذي رصدته مراكز بحثية محترفة، وهنا موضع حد السيف فما تم إنجازه لا يخفي فيه فضل سوريا وإيران، لقد كانت سوريا بمثابة الشريان النابض لحزب الله والغطاء الاستراتيجي، ولكن وضع الأمة قد تغيروخسر معسكر الانبطاح في مصر وتونس وقام الشعب الليبي بتحييد هذا المحتنك بشياطين الجن والإنس الذي يدعي معمر وشغل أبو جهل بثورة شعبه عليه في اليمن عن انبطاحه لإرادة آل سعود. لقد تكفلت الشعوب العربية بطغاتها وأذهلتهم عن طقوس عمالتهم بثوراتها وفي هذا التوقيت الدقيق كان خيار الشعب السوري هو الثورة وإرادته بالتغيير،وهنا يجب أن يكون "سالما " هو الشعب السوري وليس أي "حجاج " فلم تترك لنا دماء الشعب السوري موضع مداوره أو عذر- قد كنت أغفر لو أنني مت...ما بين خيط الصواب وخيط الخطأ.

No comments: