Wednesday, March 04, 2015

الأسئلة المحرمة 3

لوحة الحرية جمال السجيني



الكنز الاستراتيجي وحمايته


أى خطاب تتراكم في بنيته حدود ممكنه وحافة مستحيله
 
فماذا عن التطبيع  وهو سياسة المخلوع الوحيدة المعلنة على امتداد حكمه حتى خلعه؟
  
ما اثر هذه السياسة على آجيال مابعد كامب دفيد ومنهم النشطاء والثوار؟

فإذا كانت اتفاقية كامب دفيد خيار ساداتي عن قناعة أو اضطرار أو عمالة فهذا لن يغير من الأمر شيئاً، لن يغير حقيقة أن مآل هذه الاتفاقية ومجمل السياسات التى قامت عليها هو هذا النظام الذي عراه وانتهكه حدث 25 يناير الشعبى الثورى ولم يترك بينه وبين الناس حجاب .
 
ومحاولة " تدارك "  مدى اثر سياسة التطبيع وخطابه "على وفي"  مؤسسات النظام وأولها الجيش وعقيدته القتالية ثم الاجهزة الأمنية " مطلقة اليد بقانون طوارىء دائم على امتداد حكم المخلوع " مرورا الى وزاراته المختلفة كالتعليم والزراعة والصناعة و (الخارجية سفارة النظام العتيدة ) ثم الثقافة والاعلام

 وعلى قاعدة عراب الانقلاب هيكل نقول
أن كل قرار سياسة وكل سياسة قرار و إذا خطر لإحد بمظان المثاليه المجردة أن السياسة يجب أن تبتعدعن بعض الشؤون كالثقافة مثلا، فربما كان مناسباً أن نتذكرأن مثل هذه المظان مستحيلات وأول استحالاتها فى الثقافة ، ومهما يكن فإن عدم التدخل فى حد ذاته يصبح سياسة بعدم التدخل 


بالطبع هناك صعوبه في "تدارك "اثر سياسة التطبيع وهبنا تدراكناها فى الوعي فما بالنا بأثرها في لاوعي آجيال ولدت ونشأت  في مناخ سياسة التطبيع الرسمية والمعلنة هي إذا مهمة تكاد أن تكون مستحيلة وتحتاج الى سنوات من البحث والتنقيب والتفكيك وبالطبع سيكون _الاختـ ـلاف _ مشروع فكل اختيار سياسي -اوغيرسياسي-هو بطبيعته رهان على احتمالات لها اسباب، وعلى ممكنات لها تقديرات،لأن هذه جميعاً طرح  أمام أصحابها فرصاً تساوى الإقدام ، دون أن تكون لديهم تأكيدات تضمن النتائج
.
ولكن الاهم في بنية التطبيع هو تداركها في خطاب من  يقدمون أنفسهم كنشطاء وثوار وينتمون الى حدث 25 يناير وفيما يتوفر من نصوص  البعض منهم التدونية ما قبل حدث 25 يناير وما توفر لهم من نصوص بعدها ،وهي كافيه فالنص يصفح عن وعى ولاوعى صاحبه ويمثل شفره معرفية حرفياً

هناك اشكلية تتعلق بالظرف التاريخي وتتعلق بحقيقة أن سياسة التطبيع المعلنه فى مصر على مدى يزيد عن ربع قرن لايعلم أحد بدقة ماهو أثرها على عملية صناعة وتكوين الرأى الذى هو جوهر السلطة فرغم أنها تحولت الى سياسة شابها التطويع أضطرارياً عقب الانتفاضة الأولى حتى السنوات الأخيره من حكم المخلوع الا أنها بلا شك تمثل قشرة متيبسة عند البعض ورقيقة على سطح الوعى عند البعض الآخر ولكنها بدون شك تمثل أشكالية داخل الكيان والضمير والوجدان ، في منعطف تاريخي بين خطاب المقاومة وتوهيم السلام هذا بالنسبة إلى النخبة الا من قبع في الهامش لاحول له ولاقوة أو عكف على مشروعه المعرفي وهمه الفكري على تحسب 

فماذا عن الشباب الذى نشأ ونما فى ظل خطاب الكامب  ،ومنهم من يقدم نفسه بوصفه منتمياً لثورة الشعب وأرادته اسقاط النظام
الذى هو جوهرياً نظام الكامب وحدث 25 يناير الشعبي  الثوري بطبيعته كما لاحظنا يتخلل القواعد ثم يزحف على سطح الخطاب فهو يحاكى حراك السلطة بتوصيف ميشيل فوكو " السلطة تصعد من أسفل " أوعلى نهج المأمون في خلخلة الخطاب 

فبعيداً عن أحبولة الاستقطاب الموظف لتشتيت الصراع  وتبديد الرأى والمفعل
"بـ متروك النظام "  يتبدا فيما "يتبدا " أن مهمة  السيسي في مصروالأقليم  استراتيجياً  برضى قوى الهيمنة هي تسابق اضطرارى مع الزمن قبل وصول الحدث الثوري الى تعرية هذه القشرة المتيبسة من خطاب التطبيع، فالمخلوع لم يصنع سياسة والحدث الثورى مصطدم بحتمية مرصودة بالجذر والأساس القاعدي التكوينى للنظام أى مواجهة الخيار الساداتى فلم يكن  المخلوع وكل نظامه على الحقيقة  سوى  حجاب لهذه السياسة وهي فى جوهرها مصلحة صهيونية أولا وأخيراً في مقابل بقاء النظام وشبكة فساده ومنتفعيه مع فضل معونة وماتيسر من ما يلقى من فتات موائد الخليج المشروط بإذن قوى الهيمنة على المنطقة بالطبع فمليارات الخليج لاتتحرك بقرارات سيادية وموهوم من يعتقد أن القرار السعودي في الأقليم  يصنع في الرياض