Friday, November 02, 2007

قاموس الأبعاد المرئية



وشروق المعنى أيضا
قد لاتتحمله الرؤية
ثانية ويروغ المعنى
ينفرط الومض
تتهيىء عين
تتسرب في هاتيك
الأثناء
قرابين من أعوام
نتقرب للمعنى
نتأهل له

---------------------

هامش



Sunday, October 28, 2007

الخيط والأبرة





يقول واياوي في خماسيته الرابعة عشر بعدما مات موتته الأولى

أنهم يتكلمون و يكتبون وويسجنون يختفون ويقتلون وقليل من " يريد" أن يسمعهم وينتبه لهم ؟
يقول زاوي
يحدث هذا كما تعلمون كثيرا واسبابه كثيرة ايضا


Friday, October 19, 2007

أشواق الضوء للظلال



أما قبل فى تدوينة حكايا المدونات هل هو نوع أدبى جديد؟ وتحت عنوان الافتراضى: وفروضه وفرضياته وفرادته تناول لمعالم تشكل الحكي التدوينى أشرت فيه إلى أربعة مدونات اقتصرت عليها محاولات القراءة منهامدونة أيمن الجندي حريق الأبجدية وهذه القراءة تستلهم خصائص الحكي التدويني كما حاولت رصدها في حكايا المدونات سواء منها الخصائص النصية والخصائص التى تشكلها فروض وفرادة كل مدون وأنساق رؤيته التدوينية قراء ة فى نص: تعاريج من اللاوعي.....1 الصورة والعنوان بين الضوء والظل علاقة وجود كما هي العلاقة بين المعني والأثر ورغم أن توزيع الضوء على الأشياء يهمش المشد لصالح الجدران إلا أن الظل يبدو كداعم حقيقي للمعنى في الحقل البصري للصورة في حين يتعمد العنوان التباس كاد يتحول الى تلعثم لولا استناده الى حائط الرقم واحد بعد حرف" ال ي " المستريح على نقطتيه اللتين تبدوان وكأنهما قفزا الى أعلى من النص واستراحا يتأملان فى الكلمة السادسة من بداية النص بين كان وكانت متأرجحين بين اللاوعي ووعيه--- يعود الرقم واحد فى العنوان يوحى بدعم الحضور لهذا المنعتق الراسى أخيرا محتفيا بالوصول فى عيد ميلاد شمسه متجاوزا الوعي ومدعوما بشمسه غير الأرضية فلها أن تشرق على ما تشتهي فلغيرالأرضيين أن يسموا الأشياء كما يشاءون إذا كانوا تعلموا من قبل كيف ترانا الأشياء، نحن الأرضيون المحكومون بالوعي والمحجوبون عن اللاوعي وهكذا بين الصورة والعنوان تحترق الأبجدية والمعني أيضا ولكن كيف استطاع النص أن يستضيىء بشمسه غير الأرضية؟




النص




أيا كانت الطريقة التى أضاءت بها شمس الراوي غير الأرضية تلك الفجوة بين وعي الراوي ولا وعيه فقد نجح الراوى فى توهم وتهويم تلك الإضاءة خارج شروط الوعي فالا وعى لايظل كما هو إن كشف عمائه ففي ذات اللحظة يتحول ويفقد هويته ويخرج من فلكه مخلفا علامة فإذا استطعنا أن ننفذ لصدى خطاب الأغنية الشعبية التى تتغنى للحنطور والحنطره—درجن -- درجن وافترضنا أن التحنطر المشتهى هوتلك الصورة المتخيلة بكل شجونها لركوب الحنطور ومنها هذا الاسترخاء الذى يباغت الجسد فى حال استسلامه لاهتزازات عربة الحنطور المتناغم مع صدى حدوات الخيل –تلك الصورة المتوهمة عن امتلاك زمام الحركة من خلال التحكم فى إيقاع السرعة/الزمن/السير-- بأمر/ طلب مباشرلسائق الحنطور بالسرعة أو التباطؤ أوالتوقف فيبدو أن الراوي نجح فى نحت الكلمة "التحنطر" لتكون معبر / جسر يمرر من خلاله هذا الاضطراب المتعمد بين النص والعنوان ولعل التحنطر هنا هو الكلمة/الحالة /الثغرة التى تمثل ثقب المفتاح لباب النص ومنفذ التلصص لأجوائه وبهوه الداخلى ما يتراسل مع واقع يطرب لكلمات تشتق من خلال ترديدها منغمة بين الحبيب الذي غاية المنى عنده أن "يقعد قدام ويشد اللجام " وحبيبته والركوب بالدور ما يحتم حالة الالتباس/التعلثم فى العنوان وإن ظلت ظلال التكهن لها طقوسها التى لا تتعارض مع القراءة والعلاقة بينها وبين تفسير الأحلام فى عالم الحكي التدوينى فالعنوان له حمله ودلالته الحداثية والصورة تتراسل بظلالها فيما تتراسل مع التنوير /الحائط/ الجدار بكل تعاريج الظلال فيه وبينهما الراوي يحاول التملص من" رؤية الأشياء له وهو يراها كما تراه" فيما بين حريق الأبجدية وما يتشكل أوينطبع فى خاطره لقد ـ أخبرنا الراوى منذ شهور فى تعليقات" الحريق الرابع" التعليق الثامن عشر قائلا "انا راااااااااايح الجيش" --- والجيش لمن لا يعلمون" عالم له زمنه الخاص وعولمته الأخرى وشمسه الأخرى أيضا وجدير بتلك" الأنعم والأكرم فى نهاية النص، ورغم مشروعية قراءة النص منفصلا عن صاحبه بعد لحظة الأنشاء المتوهمة الا أن كاتب النص نفسه فى عالم القراءة يتبادل الحضوروالاختفاء مع النص ويبدو أحيانا كمشجب يتأرجح عليه النص كما يتأرجح البندول مجسدا حركة متخيلة للزمن يسمع نبضها وترصد حركتها فإذا كان الجيش /الحصان"كان يسحب"عربة/عالم الراوي ومصيره كمحطة/حاجز /قيد حتمي كما هو الشأن فى حياة معظم شباب المحروسة إلا من له "رحم" من دم أو نفوذ--- ما يؤدي إلى حتمية النظر فيما قبل وما بعد وليس المقصود هنا الحداثة ولكن ما قبل دخول الجيش وما بعده، بين قيود -- ما قبل—وبراح-- ما بعد-- أن أظل للبراح ظل من أتون شمس الواقع ووقائعها وهذا يلقي بظلاله أيضا فيما يلقي على مجمل رؤية الراوي قبل وبعد وما بينهما لقد كان العنوان معتصما باللاوعي الملتبس بغياب طويل عن إنتاج النصوص إلا إذا اعتبرنا كل ما سبق ومنه مدونة الراوي المحجوبة"مر الكلام زي الحسام " تمهيد للتلامس مع واحدة من تلك الدوائر التى بدأت الدوران فى فلكها الأهليلي حول رأس الراوي لتأسس لعالم غير العالم بداية الخلق لافكار غير الأفكار—كلمات غير الكلمات--- ليس هذا فحسب بل --- بداهات غير البداهات فالسقوط فى بئر الوعى (الجملة العلامة) والذي هو هنا منطقيا الاستيقاظ/الانتباه من الحلم ،كحتمية واقعة يبدو هنا وكأنه قيد للرؤية بحدها االبصرى المباشرالمحدود وتلاعب الحواس بها لأجد السمراء مازالت بجانبى— ولكن تظل تعاريج الوعى لها خيوطها ---أنا لم أفقد الوعي بعد فالتحنطر يبدوا كمرحلة ما بين تعاريج الوعى ولا وعيه المشتهى – قاب قوس أو قوسين يؤسس لسؤال بين الكاتب والقارىء مدشنا للنص بصمته فى صياغة حواريه خارج عوالم اللاوعي وإن بدت مختلفة قليلا أو كثيرا ليكون لسؤال -- ولكن ما أهمية ذلك؟؟ --- موقعة داخل مثلث الحكي التدويني نص وكاتب و قارىء فالنص يخبر عن كاتبه للقارىء كما تخبر صفحة الوجه عن حال صاحبها لا كما يقول هو عن نفسه هى ما زالت بجانبي وهذا يكفينى لاتأكد من أنى ما زلت فى صحراء الوعي وتلك الأفلاك الدائرة التى تحاول إخراجى قد فشلت تماما فى مهمتها إذا فتلك السمراء رغم أثر وجودها هذا الشىء العظيم— نعم ( فوجودالأنثى فى النص له جاذبيته فى عالم السرد شديدة الإغراء والأغواء بكل ممكنات هذا الوجود االذى يسع الوعى وكل ما يمكن من تعاريج اللاوعي وما يتيسر من فضاءات المخيلة-- ومآرب أخرى ما قد يضيف " لون " خاص ولو فى ذلة كلمة أو ذيل حرف) إلا إن كلمة "تلك "التى تسبق السمراء تسارع لتلبيث/ تهميش هذا الوجود وتزحزحه للظل الكثيف لتشكل حدا فاصلا بين الحلم-- والاحتلام لهذا الشاب المشرف على الخروج من الوعي داخل النص تبدأ /الحركة/البرجراف الثالث من النص— بنداء عقيري يمسرح حرف" الميم" بكرم حاتمى يضاعفها لأربعة عشر مرة -- يا عم فهممممممممممممممي لتلوح ظلال – عجوزالحريق الرابع -- بكل مهاراته التنكرية لتلقي على جانب النص أشباح الأنوار/التنوير بين العربة والحصان وأن سبقت العربة هنا الحصان فى قيادة لاواعية فالحصان ورغم سحبه لها إلا أنه ليس "فارسها/فرسها الأول فبين الغناء والحدو وشجن الحكى لسائق حنطور قديم وبين زر كاست عم فهمى ما يسع كل أدوات التنكر والمتنكر ذاته تتشابك الدلالات بين تلك الغنوه الشعبية" الحديثة" التى يغني فيها المغني لنفسه مشتهيا التحنطر والركوب قدام والغنوة القديمة--التى تغنى فيها الحبيبة والحبيب والأسطى للجوز الخيل والعربية طالبة منه أن يسوق لحد الصبحية على وحده ونص وليغنى الأسطى معها ياليل ياعين في تشابك لاتدعمه الكلمات فحسب ولكن اللحن والمعنى أيضا، ليشكل الحنطور وركوبه طقس كامل من الشجن مقابل أصمت ثم أسرح في صوت خطوات الحصان المنتظمة فتبادر هي.....سكت ليه؟؟....مش عايز تكمل؟؟ لا لا عادي بس سرحت "فالتحنطر" هنا وحالته التى تتلاحم مع العنوان وتعاريجه التى تتحنطرفي وعى الراوي ما يستدعي مآلات التحنطر في مقام بين الصبر الطيب والجزع كرافد من روافد اللاوعي يلقى بظلاله على كل ما تغني للحناطير وزمانها--- ينظر لي ببطء فرس نهر عجوز ثم ينظر للكاسيت الذي يصدح بأغنية شعبية تتحدث عن الحناطير والحنطرة ويتمايل معها لثوان ثم يلبي رغبتي يبدأ الراوى المقطع الرابع بسؤال يتخطى الأهمية الى الكيفية لست أدري لماذا كلما أحببت أن اتأكد من أنني لست أحلم وأن ما يحدث هذا حقيقي أنظر لها؟.....هي غير جميلة وأن كانت تحمل جاذبية شرقية تذكرك بالهنديات . حتي أنني لا أتذكر أين عرفتها ,هو بالتأكيد خلال الأيام الثلاثة السابقة حين بدأت أحلم وأهذي كثيراً إذا فذات الجاذبية الشرقية التى تواكب حضورها مع بداية الحلم والهذيان أصبحت بطريقة غامضة دليل الراوى بين الحلم والحقيقة فهى غير جميلة ولكن ما " يثير" فيها أنها كانت تحمل جاذبية شرقية تذكرك بالهنديات يربط الراوى بطرف خفى بين الذكرى والتذكر والأين والجمال هي غير جميلة--- حتى أننى لا أتذكر أين عرفتها ؟ يبدأ الراوي الحكى بحوار محذوف البدايات يستخدم الإشارة والحوار حاكيا على هامش النص فى الوعى وإن كان غير ذلك في ( لا وعي هذا الوعي) عن هذا الواحد صاحبه الأسبانى الذى "طقت فى نافوخه أن يزور مصر--- وبصرف النظر عن طريقة الطق فى النافوخ الأسبانى"بكل إرث مناطحة/مصارعة الثيران—إلا أن الراوي يواصل الحوار مع سمرائه عفوية الأسئلة بالتحسر على ما كان وما قدر-- مطعما الحكي بكثافة الغموض شايفة البيت ده ؟؟........ أيوه شايفاه...... البيت ده في الدور التاني كان ساكن واحد صاحبي أسباني كان عايش في بلدهم لا بيه ولا عليه لحد ماطقت في نافوخه يزور مصر ويا ريته ما زارها ثم وفى جملة حوارية من خمس كلمات وثلاث علامات للأستفهام يدعم الراوى الغموض خالطا بين التعجب والاستنكار ليه ....؟.....ليه يا ريته ما زارها ؟؟ فالجملة عبارة عن سؤال تعجب فى كلمة (ليه---) كجواب يعيد صياغة السؤال الكلمة مستنكرا السؤال تاركا السائلة والمتلقي من خلفها فى دهشة مضاعفة ما يفعل للراوى سلطة الحكي ويهيىء له تفعيل الغموض كوسيلة لمباغتة مخيلة المتلقي لنفوذ ما لايقال أو ما يسكت عنه وكأن ما لايحكيه الراوى هو جوهر الحكي نفسه، فقد يكون ما بين الزلطة التى تلعب جوه الدماغ والحرية بقدر ما يكون بين الصخر وعوامل التعرية من رياح وأمطار وحرارة وتفاعل بينهم ، بقدر ما يكون أيضا بين أغنية شعبية وحكي فى عالم التدوين يوضح الراوي قائلا :كان من النوع اللي مش مستريح وحاسس ان فيه حاجة غلط حواليه.....حاسس بزلطة بتلعب جوه دماغه......الحرية يا جميلتي الحسناء....الحرية...كان أنسان حر أوي وبصرف النظر عن المأساه أو الملهاة هنا وما يسوق اليه النص لينسج أسطورة آندى الذى يلف الغموض العلاقة بين موته وحريته وصديقه الراوي، بين الهجرة في الزمن والهجرة في المكان بين السفروالحرية والموت بين الفهم وعدم الفهم بين الوعي واللاوعي بين الحكي والمعنى بين جاذبية تلك الملامح الشرقية لتلك الفتاه غير الجميلة فى البداية وهى أيضا جميلتى الحسناء فى النهاية بين علامات عدم الفهم على وجهها والاستنكار والبلاهة فى مقابل فعل هذا الشاب الغربى آندى الذى استجاب للنداهة ليتحول لحكاية يحكيها راوى شرقي الهوية غربي الهوى بين آندى الرجل وأندى الأنثى ذات الجاذبيه يراوغ الراوى المعنى بين مد الألف وهمزها ،آندى/أندى/آندى ليعبد للتأويل تعاريجه شديدة الخطورة خلاسية النوع محاولا الانحياز لللاوعي داخل حلم لا يزال يتحنطر فى تعاريجه اللاواعية بهزيان يبدو كستار يتخذه الراوي ، الا أن ما يتحنطر هنا هو تلك المساحة والفجوة سحيقة الغور بين الهذيان كحالة لها ما يبررها لايؤاخذ عليها المرء من هم أوغثيان و مرض على المستوى الذاتى أو هامش خطاب ونسق على المستوى الاجتماعي وبين التهاذي كحيلة على الراوي ان يجتاز بها حلمه القادم بما يلائم صحو حلم واعي داخل تعاريج لاواعيه أمابعد إذا كانت الخصائص السياقية والنصية تمثل إطار عام داخل الحكي التدويني فإن هذا الأطار تعكس نقوشه الخارجية ظلال فرادة المدون وما تشكله قراءته لمدونة الزمن من خلال زمنه الخاص، فى حين يكون جوهر هذا الإطار شفرة المدون المعرفية وموقعه الايدولجي إلى جانب ما يتراسل داخل المدونة نفسها من نصوص بصرية وسردية وصوتية على ضوء رؤية المدون الخاصة للتدوين كوسيلة للتواصل والتلقي


Wednesday, September 19, 2007

مشكلة الحب



مشكلة الحب
أن هناك عقول
تلفظ ما يقتات القلب
توقف نبض الآهه
تغتال الحس
تفك التركيب
تملأ عين القلب الرؤيا
ينضبط السهم
يتلاشى الدفء
ويُتوج عقل
لايحمل إلا التشكيك

Thursday, September 06, 2007

انطباع من خارج الدائرة



تتماوج خطوط الأبعاد
تتداخل
تتوحد ...... وتقول
الأبعاد مراكز
والدائرة تدور
حتى يفلت معنى
مثل شهاب مقذوف
قرب مسارق سمع
ملتفٌ ببريق البوح
يخرق صدر الليل الجاثم
يتلقفه حضن العتمة
يدخله ثقب الصمت
الملتف كدائرة
حول غلاف الأرض
المفتوق
لاتسل المعنى بالكلمة
فوق الكلمة وجه
تحت الكلمة أوجه
وتظل الدائرة تدور
وتظل اللعبة تدور
يتسلى الطفل و يحتار
يخرج أشلاء اللعبة
يكشف سر الحركة
يبكي موت الحركة
يا طفلي إما الحركة
أو.... فالموت
وتذوب اللعبة في الأيام
بذورالزمن المحصودة
ويظل المعنى لقيط
يتولد داخل أحشاء
تحمله ولاتملكه
غلطة
عثرة
ذلة
وتظل الدائرة تدور
دون جنوح

Tuesday, August 14, 2007

عولمة وعوام


شلالات من فوضى
وسيول مجون
والزبد يطير رذاذ
يسكرك الإنعاش
يجتذبك تتقرب منه
يتقرب منك
وتهاجمك الشلالات
تقتحمك
دون إستئذان
دونما تبيان
شلالاتٌ من أسفل
تصعد تكتم أنفاسك
تسلبك ثيابك
وتعريك
تلعب بك
تخترم مسامك
تنفذ من فتحاتك
شلالات من صمت
تخرس شلالات
من بوح
شلالات فيك
والمجرى ذاتك
شلالات من فوقك
تمحو علاماتك
ترسم أجوائك
شلالات من حقد
تجرف اشراقات
من وجد
يقذفها طوفان هادر
ينشرها فى كل مكان

Thursday, August 09, 2007

الخيط والأبرة



يقول واياوي في خماسيته السابعة والأربعين بعدما مات الموتة الرابعة


الزمن ؟! جوهر الوجود وخدعته الكبرى


وادي حميثرا

Sunday, July 29, 2007

أبو الليل والحكي التدويني


تصميم أبو الليل


لماذا تبدع أحلامنا أكثر منّا؟

ربما لأننا لا نقدر على تحمل هذا الألم المدهش طوال الوقت..؟


إذا كانت "البداية هى نصف كل شىء " كما يقول لوقيان السوري صاحب أول قصة للخيال العلمي فى التاريخ فإن النهاية توهم" للنصف الثانى المشكّل لبداية هذا الشىء"-تحت حصار كل هذا الألم المدهش في محاولة لإطلاق سهم يمتد مخترقا هيمنة الخطابات المختلفة فى مجال الحكي منذ آلف الناس بطريقة غامضة فتنة الحكي، لأنهم هم من يجعلون الحكي ممكنا بهذا التواطىء الشفيف مع الراوي بإصغاءهم المنشود والذي ينسج البقاء للأثر—إذا كانت النصوص والقراءات التى تلاحقت بين فلان وعلان قد ساهمت بشكل مباشر فى الانتباه لهذا النوع الأدبى الذي اسميته الحكي التدوينى فإن الانتباه لنصوص أبو الليل كان داعما موضوعيا أسس للمساحة بين الكتابة والكلام على اعتبار أن الكتابة توثيق نصي يُلقى فى بحر التأويلات، فيغرق أو يسبح، يركب الموج أو يبتلعه الموج
ولكن لماذا أبو الليل و نصوصه؟
عندما أعود الى النصوص التى تسبق القراءات فى حكايا أبوالليل يستوقفنى تعليق أظنه لازال منشورا فى حوار مع أحد المهتمين بعالم التدوين جاء فيه : ما يخص الأخ ابو الليل أقول كما تعرف هناك مناهج كثيرة للتعامل مع النصوص من أرسطو الى جوليا كريستيفا. ولكن تبقى الموهبة عصية على أي منهج، كل مايستطيعه المنهج هو تأويل الأثر الذى تبثه الموهبة وفى حدود رؤيتى المحدودة - ودون أدنى حضور للسلطة - أعتقد أن أبو الليل يمثل صوت مفتقد منذ مدة طويلة وأعنى به صوت ابن البلد الواعي والمدرك والأصيل. لقد كان هذا الصوت ممثلا وبشدة فى الأربعينيات من القرن الماضى ولكن ضغوط الطبقة المتوسطة الواقعة تحت تحكم قوى الاحتلال وانتباهها الشديد لخطورة هذا الصوت وخضوع الصوت نفسه لهيمنة خطاب الطبقة المتوسطة وآليات الحجب والمنع المتنفذة كل ذلك ساعد على خفوته ثم تلاحم ذات الطبقة مع ثورة يوليو بعد ذلك الذى أثر على تمثيله فإذا اردت نفي هذا الصوت ضعه ضمن نظام وهذا يبدو واضحا وظاهر فى الشعر ولو توافرت دراسة متأنية قد توضح أن هذا الصوت كان مضطرا لإخفاء الجلباب واللاسة تحت عبائه ايدولوجية، الإشاره هنا لصلاح جاهين وآخرين، مما صبغ صوته بلكنة لاتخفى على مستمع فاهم وإن كان هذا الصوت اختار بعد ذلك أن يسكن فى زاويه محدودة ويتحايل على الهيمنة - بنص كلمة ،الإشارة لأحمد رجب، ------- أعتقد أن موهبة أبو الليل ظهرت لتبقى ليس لأنها مختلفة ولكن لأنها ذات جذور أعمق بأكثر مما يتخيله حتى صاحبها-- انتهي
وقبل التأمل فى تجربة أبو الليل فى التدوين والحكي التدويني التى جعلت البداية بما هي نصف كل شىء ممكنة فقد يكون من الملائم تقديم نموذجا لمجموعة من حكايا أبو الليل وقراءة علان لها من خلال افتراض "تشكل" بنية للحكي التدويني، في نصوص ترصد التفاعل بين الحكايا وقراءاتها تحت عنوان
ألعاب الضوء وهو جهد قام به كريما أبو الليل قبل ان يحيل بينه وبين تواصله الابدعى عبر التدوين تدهور في الحالة البصرية. شفاه الله وعفاه.

Sunday, July 22, 2007

صناع المعنى






ومضات المعنى عربيدة
تتوارى خلف الكلمات
هاربة من سجن
الجملة
من ضيق الحرف
قافزة عبر سراديب الاستفهام
الهرب من اللامعنى
يفسد خام المعنى
تراوغك الكلمات
تكتب تشطب ترسم
تخطف معنى
يخطفك
تأسر معنى
يأسرك
تسجن معنى
يسجنك
وأفول المعنى
معنى للمعنى
عينٌ تخرج
من ثقب المفتاح
عينٌ مفتاح
خلف جدارﹴ
مزعوم
خلف قميصﹴ
موهوم
راح المعنى
ذهب المعنى
غاب المعنى
قد يُحتمل الجب
لحظات من رعب
لا تُحتمل زليخة
فالجب هناك
والضعف يدب
عين تـُلصق بالثقب
ومضات المعنى
عربيدة
وسقوط المعنى
مفتاح

Tuesday, July 10, 2007

الخيط والأبرة























يقول واياوي: فى خماسيته السادسة و لم يكن مات بعد موتته الأولى


















كيف لي أن أدرك أنًي ولو مرة واحدة قبل




الموت كيف ؟


يقول زاوي : هذا السؤال يدور مع واياوي ولم نجد له إجابة وقد لاتكون ، و من منظور آخر قد يبدو إجابة في زى سؤال حال الانتباه فالإدراك احتواء والاحتواء تلبس و التلبس فرادة موهومة

Friday, June 29, 2007

بغتة المعنى بين الذاكرة والخاطر




فتنة الحكي

في مساء صيف من أصياف الثمنينات بين الفندق فى مدخل المدينة ومقام السيد أحمد البدوي وصدى إيقاع حدوات الخيل على الأسفلت يدوي
، حكى سائق الحنطور حكاية بين الشعر والنثركان قد سمعها من جدته تحكيها عن جدتها لزبونه المغرم بالحكي وصديقته، تقول الحكاية
مرة ثلاثة ولاد برغتش
اتنين عمي وواحد ما بيشوفش
اللي مابيشوفش لقى ثلاثة خردة
اتنين ممسوحين وواحد مابيروحش
اللي ما بيروحش جاب ثلاث طواجن سمك
اتنين فاضيين وواحد مفهش
اللي مفهش كفى ثلاثة
اتنين غضبوا وواحد مكلش
لم تبارح تلك الحكاية موقعها من الانتباه والتأمل بين الذاكرة والخاطر رغم أنها انتقلت لي شفاهة وعنعنة عن سائق الحنطور عن جدته عن جدتها منذ كانت هناك عملة فى الديار المصرية تسمى عشرين خردة سارية القيمة ولا زلت أشعر بهذا الخدر الذى لف كياني أول مرة سمعتها للحظات على أثر دوي المعنى عندما ينسج اللامعنى على نول الزمن وكأنها عملية انعتاق من أسر الزمن وانشطار في صمدية المكان، لقد انتقلت الحكاية بعدما تعاورها الرواة وقلصت حوافها الأزمنة ومص رحيقها وباء فقدان الخيال المكتسب، ولكن هكذا الحكي/النص المحنك له أحابيله منهاغرامه بالشكل والترتيب، فهناك ظلال لنظام سردي مرتب بصرف النظر عن اللغة والدلالة --- ثلاثة ثم اثنين ثم واحد-- نظام يعمل كحجاب يستبطن السخرية وفى نفس الوقت يحيط باللا جدوى المرصودة والعجز المقيم
اتنين عمي وواحد ما بيشوفش
اتنين ممسوحين وواحد ما بيروحش
اتنين فاضين وواحد مفهش
اتنين غضبوا وواحد مكلش
ليصوغ ذلك نصا حمال أوجه متعدد الحقول منفتح المواسم، يحكي و ينسج أحبولته ويرسم دائرته متهكما على الفعل الذى يحاكي طواحين الهواء باذرا مقدمات عاجزة حاصدا المستحيل ساخرا من اللغة نفسها موقعا النغم فى بحر من الغم ، ثلاثة فاقدين الرؤية يقوم بفرزهم فى مساحة لغوية تختلف فى الشكل والتشكيل وتشترك فى المعنى والتأويل ليقوم بتوظيف الشكل ضد المعنى
اللي مابيشوفش لقى ثلاثة خردة
اللي ما بيروحش جاب ثلاث طواجن سمك
اللي مفهش كفى ثلاثة
وهنا يفسح مبدع النص المجهول للتأويل أحجية فكونه " مابيشوفش" لا يعنى استحالة أن " يلقى " متكأ على رصيد ومدد من المخيال الشعبي عماده أمثال ومأثورات وحكم تمثل بنية وشبكة تحيط بالوعي مثل " تيجي مع العمي طابات" والحظ لما يآتى يخلي الأعمى ساعاتي" و"قيراط حظ ولا فدان شطاره" وأدينى حظ وأرمينى فى البحر- بختك يا أبو بخيت ، لهذا ايضالامانع أن يروح يوما ما اللي ما بيروحش ، مخصبا المعنى لاستيعاب أن يكفي اللي مفهش ، متعمدا الانحياز لللامعنى واللا معقول غير محتاج إلى أن يطلع الشجرة ليأتي ببقرة ، منشىء سردا لايبالي بمآل هذا الحظ الحاضر الغائب الذي يسير فى طريق دائري حابكا نسيج استدارة حكايته ليكورها فتغدوا سردية قابلة للاستمرار لما لانهاية دائرة مع اللغة والمعنى قدر ما تطيق اللغة ويتسع المعنى، ولايخطىء من يصيخ السمع ، أن يرصد صدى " وكأننا يابدرلا رحنا ولا جينا " مدمجا خلاصة سيرة بحجم سيرة بني هلال، وكأنك يأبو زيد ما غزيت، مطاردا بها كل أبو زيد فى أى زمان إلى جانب رصيدا من التناص بحجم اللامبالاة المقيمة
أحيانا يتسرب ضوء هذه الحكاية منعكسا من الذاكرة مباغتا الخاطر، فأعاود التأمل فيها مستحضرا الأثر ومحدقا في المعنى على ضوء ما استحدث من رؤا فتكشف بدورها عن بعد من أبعادها أحيانا أحاول الإضافة بدأ من واللي مكلش--- في ممكنات مختلفة و في رحلات مختلفة ولكن فى نهاية كل رحلة دائما ما أعود وأفكر في هؤلاء الثلاث الذين أبدعهم الراوي ليستنفذوا يومهم في الحصول على طواجن السمك الفارغة ليناموا فى النهاية من غير عشا

Thursday, June 21, 2007

فلان الفلاني والحكي التدويني







يقول لوقيان : البداية نصف كل شىء


فلان : كل مايحزننى ياوداد هو العمر الذى راح هو صمتك اللانهائى ، ربع قرن الان و لم يهدأ حزنك ابدا ، انا مستعد لاحتمالك حتى الموت وفى الباقى من ايامى سأجلس كما اعتدت الى جوارك و سااحكى لك بالتفصيل كيف استطعت وحدى الوصول اليك ، وكيف بقينا معا حتى الان ، رغم حسنى مبارك ، ورغم الآلام التى يسببها لى صمتك الابدى ورغم قلبى الذى مات نصفه من زمان .. ؟ من حكاية نصف قلبى مات علان : بين كل الحكايا وممهدات الحكي يتقاطع الزمن مع المعاش ولكن هذا المعاش بكل زخمة وتموضعاته وابتذالاته يتحول فى الحكايا الى ما يمكن القول عنه إعادة تركيب المعنى والزمن، ولكن أى زمن؟ فهنا يجب الانتباه! فعبارة الزمن الجميل يتداولها الإعلام منذ آمد فى تواطىء غامض على الزمن والذاكرة لتكون تلك العبارة لها فعل السكين فى الزمن تحفر أخاديد للتحسر والتباكي على الأوهام ---- فهى عبارة مجرمة تأسس للانقطاع، يتنكر فيها العجز فى ثياب الحنين، تلك العبارة المبتذلة عاطفيا والمهلهلة فكريا التى أصبحت لازمة فى التباكي على الزمن الجميل ويعقبها التحسرعلى ما لم يكن له وجود اغتيالا لماضي حقيقي كان و إهدارا لحاضرموجود مهدر الإمكانية، يواجه فلان هذا بسلاح الموت وهذا هو سر الموت عند فلان ، فالموت عند الراوى – الذي أصبح محولجى لقطارات الأزمنة داخل الحكايا- الموت /الحقيقة الوحيدة التى لاجدال فيها ولا مراء أصبح هو فاصلة العبارات داخل الحكايا...... يقول الراوي : ومن يريد النجاه إذا كان الموت هو شرط الوجود فى واقع (1) ميت




فلان(2) : قولها يا أخي قل أني متشائم


علان :التشائم أخى الحبيب أكثر تفائلا مما نظن فهو حيلة من حيل شهوة الوجود،هو أحد سجون الزمن السرية، الفنان يحتاج التشاؤم فهو المرآه التى يتجاوز من خلالها الممكن أن الأيجابى فى التشائم هو إدراك العجز بنيويا فى المقدمات فتخبو دهشة الترقب وتتحول لمتابعة لامبالية ، فالتشائم كالتفائل هامش من هوامش الوجود يقول المتنبى الالاارى الأحداث مدحا ولاذما-- فما بطشها جهلا ولاكفها حلما إن واقع الشرق فى تراجع منذ القرن الرابع يا فلان ورغم ذلك شهوة الحياة لازالت تملأ جوانب هذا الشرق العتيق ، هناك مستويات من الوعى تبتلع التشائم والتفائل معا وهذا هو دور الفن مع الفنان- إلا ليت شعرى هل أقول قصيدة – فلا أشتكى فيها ولا أتعتب-- فأحلامنا ظلت أحلام لأنضواء مفهوم الصراع فى بنية الوجود الشرقى والأرتكان إلى مفهوم الحق والعدل ،عندما حضر كرومر أحتفال وسمع المغنى يغنى ولاحظ أنسجام وتفاعل الحاضرين فسال عن المعنى فترجموا له قول المغنى حبيى فين يا ناس هاتوه فتعجب من هذا العاشق الذى يريد ان يحضروا له الحبيب ولكنه لم يكتف بالتعجب بالتأكيد، ولم يدرى حينها ان هذا المعنى له مثيل أقدم منه حيث يقول الشاعر :الا ليت ربى يأتنى بليلى ويبطحها ويلقينى عليها... وهكذا المعجزة هى المشكلةعندما تتحول الى عجز، وصف هيجل عمانويل كانط عاجزلأنه يطلب المستحيل وبالتالي لاينتهى إلى أى شىء واقعى. إن هذا الوصف يصدق أيضا على المتنبى الذى يعى بعمق أنه يطلب المحال من الزمن—أريد من زمنى ذا أن يبلغنى- ماليس يبلغه من نفسه الزمن--- ورغم علمه بالهزيمة سيعاود القتال إذا كان له فى هذا الدهر حق لن يقعد دونه مستكينا لنا عند هذا الدهر حق يلطه—وقد قل اعتاب وطال عتاب وهكذا يا أخى لا يسعنى القول لك أنك متشائم فما معنى قولى لفنان أنت(3) فنان


فلان: حين تحب المرأة رجلا تحبل منه ويمكنها ان تنجب طفلا يشبهه ، وحين تعشقه تحب لياليها معه


وتستطيع التمييز جيدا بين الليل الحقيقى والليل المزيف .. لكنها الوحيدة فى العالم التى تسمع زوجها وهو يشخر فى سره (4) دون ان يصدر عنه اى صوت ..؟ علان: النص يوحى بلون أدبى جديد تحول فيه التحليل السياسي من شكل المقالة الي المحكية التي تشبه القصة القصيرة فى عملية تهجين تحول فيها المعاش واليومي الى شكل يتراوح بين تقرير الواقع وتخيله من خلال الفن، بين المباشر والمفارق فى محاولة مستمرةلاقتفاء أثر المعنى واعتقال اللحظة قبل ان يغرقها الزمن ويدخلها مولد النسيان..... ما أقوله وما كنت أفكر فيه تحول من فكرة عابرة لم تبارح مكانها عندى منذ بوست هذا آوان الهلوسة 10/ 3 /2006 بوست الخبل .....؟13/3/ 2006 و ترواح النص عند فلان بين هذا الشكل الجديد والمقالة وكانت الصورة والعنوان نصوص موازية ومتناغمة فى كل بوست فى انسجام بين المرأى والمقروء، بين الصدمة والسخرية فى الحاح ودأب يشبه الصدمات الكهربائية لقلب متوقف ويبدوأن اللون الجديد كسب الجولة مع المقالة فى بوست جامعة الدول الوهمية ومؤتمر القمة المهلبية/3/2006 29 الذى هاجم بنية المعنى بتدمير اللغة نفسها ومنذ ذاك المقال وقّع الفن عقد توكيل مع الفنان لإنتاج هذا النوع الأدبي الجديد (genre) الذى يستحق الاحتفاء من النقاد، لم تختف المقالة التى وصلت معه الى ذروتها بل أصبحت لها وظيفتها التمهيدية والتفسيرية أحيانا كوسيلة ترسم طريقا للمعنى وتصقل شكلا لفن كشف أدواته لوعي الكاتب واحتفظ بأسراره داخل لاوعي الفنان وليدشن نوع من الكتابة ينتصرللفن من شح المعنى ويخطف العلامة والمعنى من بحيرة البجع ليضىء بها بحيرة الوجع....... لازلت فى شاطىء القراءة فى نصوص فلان---- (5) منذ أن تبدل الأسم من فلان الفلانى إلى حكايا فلان الفلانى حسم الفنان الأمر مع الكاتب ، ولكن الكاتب ولأنه فنان لم يستسلم وظل الفنان فيه يحكى للفنان ويحكى حتى جعل الفنان الكاتب يوافق ان يشاركه الكاتب الفنان البوح كشاهد رابع فى واقعة لا يعرف الى الآن ان كانت واقعة زنا (6)أم أغتصاب


فلان: أريدك أن تسمعني جيداً فتلك شهادتي الأخيرة، انظر: من أجل الحياة زينت رأسي مثل المجانين، فعلت مثلما فعلت الممثلة زينات صدقي في الأفلام المصرية القديمة، وضعت في شعري زهوراً يابسة وعصافيراً من ورق وكتاكيت وألعاباً صغيرة ولمبات ملونة ومضيئة، وقطع عملات معدنية عديمة القيمة، زينت رأسي أنا المنتحر الذي يملك وعياً ولا يملك نظرية معينة، هل من اللازم أن يصدر الناس أحكاماً على الناس وهل يفعل الذين يغرقون في أنفسهم هذه الأشياء، ربما أردت أن الفت أنظار الذين أحبهم،بعد لحظات قليلة لن أكون موجوداً، سوف اهرب وحيداً دون أثر أو(7) علامة علان: وهكذا بدون مقدمات موت معلن واع ومدرك ضعيف أمام الخلود لذلك حرص حرصا شديدا على تحديد الشهود وتحري الدقة فى الاطمئنان الى ان شهادتهم سوف تننتبه للفرق بين الجنون وأشياء أخرى، فإذا كان هناك أحياء بالمعنى الوجودى هم أموات فى حقيقة الأمر فبين الموت والحياة علاقة خلاسية بعض الشىء فالغرق من أسوأ خيارات الانتحار، يناسب أعمق الانتباهات للوجود من جهه أخرى ويتلائم مع معوقات الوجود، فإذا لم يجد الموت من اللذات ما يهدم ومن الجماعات ما يفرق فهو لا يجد ما يميت فقد أصابه ما أصاب العصر من بطالة مقنعة ويبدو أنه أصبح مكتئبا، مما يغري بوضع برامج ترفيهية له وتهيئة المسرح وإنتاج الدعايا وتقديم الدعوات. كانت النباتات أول من فض الأشتباك، أما النباتات فبينها وبين البنات ما بين النغمة والشجن وما ظهرت النباتات لكى تختفى ولكن أختفت لتظهر بمقولة هذا ليس أنا، فإن كنت قويا لاتنقذنى من هذا اليم فأنا أعرف جيدا فن الغرق كما تعرف أنت فن العوم!!!! وفى مواجهة نظريات اللاوعى سوف أظل متمسكا بوعيي لأننى ومنذ النشوة الأولى تعلمت كيف يكون اللامفهوم دفاعا عن المجهول، وحيلة أن تعرف عني مالاأعرف فأعرف عنك(8) ما لاتعرف


،فلان: عذاب ان تمسك بأدواتك وان تبحث عن طريقتك .. يصاحبنى هذا الغلب منذ العامود الذى كنت اكتبة فى جريدة الدستور الاولى - ذلك الاصدار الذى اغلقوه وكان وقتها صوتا متفردا وجديدا لازلت حتى وقتنا هذا افتش عن طريقة اعبر بها عن نص يخصنى عن شئ لااعرفه وربما كان ذلك هو السبب فى تغيير العنوان من فلان الفلان الى حكايات او الاصح كما قلت انت لغويا حكايا ..(9) رغم هذا فلست متأكدا بعد علان: أرتكزت القراءة على العلاقة بين دلالة العنوان والصورة والنص في بنية معنى الحكايا التي تجسد الذات/الموضوع والتدوين/التأريخ، فقد ساعد حرص الكاتب على التفرد-وليس التميز- داخل عالم الكتابة على ان يتميز فعلا وذلك من خلال لحظة لا تبتعد كثيرا عن قانون الصدفة والضرورة حيث تزامنت رحلة البحث الدؤوب عن المعنى والشكل وفضاء ظهورهما مع ظهور فضاء المدونات التى تتلاقى وتتقاطع بصورة تهدد مباشرة مراكز صناعة الموافقة عالميا وبالطبع محليا، فمن طبيعةالأفكار التى تؤدى للتغيير فى التاريخ وتمهد للقطيعة المعرفية أنها أفكار تنشأ فى هدوء وتنزلق لفعلها التاريخى بسلاسة دون أن يبين أثرسلطتها في الخطابات المؤسسة إلا بعد تمكنها، ، لذا ليس غريب أن تبدو بعض النصوص التدوينية وكأنها منشور سياسي- الكلمة صاحبة الإمضاء المجهول والعنوان الرمزى- الذي يحاول كشف المسكوت عنه والممتنع عن التفكير فيه وإزاحة التموية والتدليس قدرالأمكان عن واقع أو وقائع اللحظة التاريخية محاولا تثويرها/تغيرها ،وقد ملكنا التدوين- كتابا وقراء - فضاء نمارس فيه سلطة النشرالمباشر دون قيود سوى تلك التي تسربت إلى بنية وعينا من خلال الخطابات المهيمنة، وهذا ما يجعل البحث عن الأسلوب باب من أبواب الفعل التاريخى الحقيقى فهذا موقع وحقل شديد(10) الخصوصية والفرادة


وهكذا استمر الحوار بين فلان وعلان فى شهور طويلة تراكمت فيها تشكلات الأسئلة عن التدوين، والحكي التدويني،فى تواصل بين الإفتراضى وفروضه وفرضياته وفرادته وسوف أكتفى هنا بوضع حكاية واحدة من حكايات فلان وقراءة علان لها لرصد البدايات الأولى لتشكلات معالم القراءة فى الحكي وكيف كان التواصل مع مدونة الزمان والحال والمآل أوالشأن الجارى، بهذا الخيط الفريد من السرد وكأنه يكتب سناريو تدوينى على هامش المتخيل الجماعي لناس أصابتها الحبسة ،ففقدوا القدرة على البوح ينوء خيالهم بطبقات كثيفة من المعاش والعوز والحاجة تحيط بالوعى أحاطة الطوق بالرقبة منتجتا لامبالاة الغريق بماء المطر،مما جعل نص فلان يبدو وكأنه يبدأ من تلك المساحة التى أشار لها سارتر في الغثيان ،وما عبر عنه بعد ذلك بكون الحياة تبدأ من أقصي جوانبها قتامة لقد ساهمت خطابات متقاطعة وصدفه تاريخية "التدوين" ورؤية كانت تبحث عن وسيلة ساهم كل هذا فى ابداع هذا النوع الجديد من الأدب وكان فلان قادرا دائما على تحويل المعنى لصورة والصورة لرسالة مبينة العنوان مفتضا جسر بين كل هذه المكونات والوسائط مراسلا بينها ، في أحد التعليقات الأخيرة فى مدونة فلان قلت له بعد أن تشكلت معالم للرؤية ها أنت تسجل وتنقش شهادة على هوامش دفتر ضمير المصريين المحدثين ها انت تتأمل فى المساحة الخطرة بين التغابي والتغافل والتخادع والخضوع تلك الشعرة التى تبدو كالصراط الذي على أصحاب الهم المعرفي العبور عليه كل صباح حكاية أخواتى النباتات حكى فلان


بالمناسبه ،انا لست موضوع ما اكتب ، لذلك حين اخبركم ان امى تحولت الى حقيبة لاداعى لأن يسخر منى احدكم ويقول : يابن الحقيبه ، انا الان اقف امام المرآة ، اجرب الكلام الذى سأقولة للنباتات التى ستطلع فوق قبرى ، اسمعوا : اخوتى النباتات ، من قال ان ميتا يحزن حين تنمو فوق رأسه الورود كل مايشغلنى يااخواتى العزيزات جذوركن الطويلة التى تضرب فى الارض ، لانها اذا لامست بطنى فسوف اضحك ، فالموتى يضحكون ويبكون ويشعرون ، يقول بعض العارفين بالاسرار ان الزلازل تضرب الارض حين يصرخ الموتى معا فى وقت واحد ، اخواتى النباتات ستأتى أمى لزيارة قبرى فى العيد ، سوف تعرفونها دون اى خلط او جهد، هى ليست امرأة ككل النساء، هى حقيبة جلدية كبيرة يرقد بداخلها من كان يوما ابى ، استقبلوها فى فرح يا اخواتى النباتات واكرموها، كانت طيبة وكانت تحبنى حين ولدتنى كانت تضعنى على كف يدها الصغيرة وتنظر الى دون ان تنطق بكلمة واحدة، كأنها تنظر الى مأساة ، يالها من حلم جميل امى التى ماتت ، كانت تتشاجر مع ابى وكان يشاجرها ثلاث مرات فى اليوم، قبل الاكل واحيانا بعده ، فتصرخ كعادتها وتهدده بأنها ستضع على قبر ابى اكليلا من اللعنات ، وفردة الحذاء الحمراء التى كانت تحتفظ بها لسبب غير مفهوم ، منذ ولدتنى وحتى تحولت الى حقيبة من الجلد، كانت تكتب على ظهرى كل الاحداث المأساوية التى سأعيشها فى المستقبل ، احيانا انظر الى ظهرى فى المرأة واقرأ المكتوب ، ارى بوضوح عنوانا عريضا فى اعلى الظهر تحت عنقى مباشرة : كل شئ مقرر منذ الازل ، اريد ان اصوغ كلامى اليكن اخواتى النباتات بصورة غير ملتبسة ،لذلك احتاج لاعادة صياغته مرة اخرى ، فأنا لم اذكر لكن شيئا عن حياتى في مصر الخفيضة ومصر العالية ، او مصر القابضة ومصر الباسطه ، ولم ات اطلاقا على ذكر لمصر الخانقة ،ايضا لم اذكر لكن اننى لا اريد ان يكتب احدا على قبرى ولد ثم عاش ثم مات أوكتب ثم نشر ثم مات،اوقال ثم قرأ ثم مات ،اريدكن ان تحكين حكايتى للزائرين ايتها النباتات الطالعة على قبرى فالحكايات تختلف تماما حين ترويها الورود قولوا كان ياما كان ، حتى ينصت اليكن السامع ويمتلىء بالشغف والحنين ، اخواتى النباتات لو داعبت بطنى جذوركن الرفيعة الطرية وانا مستلق على ظهرى فى القبر سوف اضحك، فأنا رغم الاحداث المأساوية المكتوبة على ظهرى اضحك لاهون الاسباب، ضحكت على الاخرين وضحكت من نفسى،كنت استيقظ فى الليل العب مع احلامى الملونة واضحك، ضحكت كثيرا حين روت لى امى حكاية فردة الحذاء الواحدة الحمراء ، كان ابى فقيرا ومرهقا ، يخطف القرش من فم الاسد ،ولما طلبت منه امى حذاء جديدا ، لا ، سأرويها لكم بطريقة اخرى ، كان ياما كان فى سالف العصرو الاوان رجل أناديه ابى ، تزوج امرأة جميلة اسمها امى وذات يوم قالت التى اسمها امى للذى كان ابى اريد حذاءا جديدا احمر اللون ، فاشترى لها فردة حذاء واحدة ، ووعدها ان يشترى الاخرى حين يجرى فى يده القرش ، طال انتظارها عمرا بأكمله وظلت تحتفظ بفردة الحذاء الحمراء الوحيدة وتنتظر ، ذات يوم مات الذى هو ابى فجأة ، فصنعت التى هى امى من نفسها حقيبة ووضعن ابى فيها، ولم تنس قبل ان تغلق نفسها عليه ان تأخذ فردة حذاءها الوحيدة الحمراء ، قالت وهى تودعنى ، الذى بداخلى هذا ابوك ، سوف استرة فى موته لانه افنى حياته من اجل فردة حذاء واحدة ، أخواتى النباتات سأعيد صياغة حكايتى اليكن من جديد ، لاننى اغفلت اشياء فى غاية الاهمية ، بعضها بسبب الخجل والبعض بسبب الكذب ، سوف اكشف لكم مأساتى المكتوبة على ظهرى ، تماما كما كتبتها امى ، ستعرفون عنى كل الاشياء الحقيقية ، لان الورود لايروقها خجل الميتين ، والنباتات لاتزهر على قبر الميت الكداب 20/5/2006


قرأ علان


شفرة فلان ومتاهة النقطة بين النبات والبنات ومثلما يصالح الليل القمر فيكتمل له القمر بدرا. بادر أبو يوسف(11) ، ليعيد لعالمه أيقاعه وها هى المرأة تتجلي فى خفة الوجود الممكنة ، وصمدية الأمكنه فى القلوب ما لم يحولها محولها... تكتمل الدائرة والخط والشامة وتفكفك للعلامة شفرتها تلك العلاقة المنسوجة بين الأسم والصورة والعنوان لتتوسط بين الحرف وبين العبارة بين الزمان وبين المكان بين أبو يوسف وبين شريك الأسم.. لم يخبرنا أبو يوسف وكعادة الفلاح الفصيح والذى هو أريب فلا يكشف سر الحبيب ولا سر القبل فيدوم عالم التقبيل والقبل وتتورد الخدود وتلتقط العيون تلك النظرة الخاطفة التى تفضح الصب- أيحسب الصَّبُّ أن الحبَّ مكتتمٌ :ما بين منسجمٍ منهُ ومضطرمِ " أن الشروط للدخول عالم الوصل ان تكون كتوم... ولكن هذا نص جدير بالأحتفاء نص عاطفي شديد العزوبة يتسسلل الى البوح – ورغم كل الأسباب السبعة لحب فيروز(12) ، ونبع الحب الصافى لبهية ، الا ان لهذا النص قراءة موصولة بأعادة الاتزان يهل العنوان وكأنه قفز من البوسط السابق نافضا لجاجة الهامش وغبار الشبهة(13) ، الى أصل الوجود وأستقر به المقام بين البنات والنباتات بين نعومة الوجود وعبق الورود وطبيعة الصمت ذو الرائحة والندى وزهزهت الوصل وارتعاشات الأمكنة فى تلامسات خارج النوع خارج الفصل خارج الرؤية لم يستطع فلان أن يتحمل الأقتراب مع لا وعى مواقع عدو المرأة تلك الجملة الغبية التى راجت فى وقت ما فى زمن عدو لنفسه كيف يكون المرأ عدو لذاته.. وهكذا فلت العنوان نافضا غبار المسكوت علية تلك "الآفة" أما مع او ضد.. انت معايا ولا معاه هكذا المدخل الى عالم الصراع الحتمي مازال هذا السؤال المجرم يطل من أعوام الدراسة الأولى هذا السؤال الذى ينفي الأنا ويهرسها هرس ليؤدى فى النهاية لدهس الرأس بالنعال، اه من هذا الصمت أه " به استطاعوا خلفه دفنا-- لماذا النبات... لانه لايدافع عن نفسة لأنه صامت كتوم رسول العشاق .. و كما يلبد المطاريد فى الذرة أختبأ ابو يوسف واجاد الأختباء ، فالأختباء غير الأخفاء كما هو لأختلاف بين الذات وبين الكنز بين الخبيئة ... ونعود لشفرة فلان الصورة فتقديم الراس نهاية فتنه بداية فتنه . فلتقديم الرأس علامة فى تاريخ الدلالة لاتنتهى ، وقت مستقطع للجدل بين الفتنة والأخرى وليس كما قال الشاعر.. ألقت عصاهاوأستقر بها النوى--كما قر عينا بالأياب المسافر... بين الدفن والزرع شجون عودة البذرة لموطنها هذا الحضن الضام – بين الرأس وبين السيف مقام ، ورفعت الرؤوس على الرماح وحمل الرأس الى الخليفة— وعبث يقضيب كان فى يده بالشفتان— لطالما رأيت سيد الخلق يقبل هذا الفم وبكى... دون الماء رأسك يا... راس الفتنة.. وأية فتنة وكل الفتنة وهنا تخرج المرأة من الأنثى.. الشرف والدم المسكوب .. مسكوت عنه أخر بين الصورة والعنوان وكأن الفلاح الفصيح يحاول أخفاء الأسم كعادة المصرى القديم فأسم الأم هو مفتاح الشفرة وباب القلعة المحكم ومنفذ سحر الساحر يفعل الحجاب وينشط العمل المعمول ويكشف المستور ويتمم العدد ولكن كيف يصالح فلان الجمال بدون أن تفضح الصب عيونه .. فهذا يأخذنا الى داخل النص ورغم أن الأعتراف سيد الأدله .. وقد قام فلان بمد ظلاله على النص فى تعليقه على أحد المعلقين.. والظلال تحت الأشجارولكنها أيضا أمواج البحر من معنى من معانيها.. لهذا وجدت فى ذلك فرصة للقراءه" بين الرؤيه وبين الأثر" ينتصر وينحاز فلان للأم كما ينحاز لبهية تتبادل الأم وبهية الأدوار والموقع ونستطيع ان نلاحظ تلك العلاقة الملتبسة بين الأب وبين الأبنه/ الأبن – فالجزمة الحمراء- علامة ليعود للنقطه بريق بين البنات والنبات ،العلاقات فى هذا النص تتلامس بطرف خفى مع مملكة النحل وعندما يتحرك الأب حركاته الهامشية فى نص فلان يأتي ملبوسا بالقسوة سريعا ويغادر او يأتى ليموت ليكون بموته نواة الأسطورة للأم الشنطه الجلدية-- وهى غير شنطة الجد (14) ليكون الموت منصة تتويج لعطاء الأم اللانهائى— أمى هى ليست ككل النساء هى الحقيبة/الحقيقه، هى الوعاء الحافظ، وهى الأمن، والأمانة، وهى طيبة، وتحب، وحنونه فى صمت، هى الحلم الجميل، – يظهر الأب بعد الموت ليتشاجر ثلاث مرات فى اليوم الواحد كعلاج وكأنه فى تبادل أدوار مع الترياق وتحالف مع الألم يظهر ليحول الحياه الى جحيم الأم هى المستقبل فهى وان لم تكتب على الجبين الا انها تكتب فى مساحة اعرض على الظهر/الدهر فى تناص مع قدسية القدر المرسوم وفى تلك اللحظة تظهر بهيه/مصر بكل مستوياتها/ الخفيضه/ العالية/القابضه/الباسطه/الخانقه..." كنت أستيقظ فى الليل العب مع أحلامى الملونة" يظهر الأب مصاحبا للفقر/ والتعب/ والأرهاق ومع ذلك يخطف القرش من فم/ الأسد /الأب /الحاكم /الخطاب المهيمن/ الشيطان/وهكذا أبو يوسف ورغم الأختفاء المتعمد كان رقيقا كان حنونا وكان طيبا وكان مفتاحه فى هذا الصدق لهذا تكلمت معه النباتات وخليق به ان تحيه البنوتات فقد أنتصر لهم فى هذا النص بأكثر من محاولات البعض خمسين عاما فهذا نص يعيد للوجود أحلامه الملونه لهذا صدقناه وأنتبهنا الى نقطة الضوء فى عين الموناليزا كل المحبة والتقدير 21/5/2006


فلان : علان يا أخى لم ابك وانا اكتب عن امى-- بكيت حين قرأت كلامك لك السلام كلما اتيت -- ولك السلام فى كل (15) حين


علان: ها هى اللمحة في مدد الرؤا تنقش فى فضاء الاحتمال موقعها وتنتخب النشيد،تلتحم المعانى والمبانى تتقاسم الكلمات قوت الانتباه ترتدي صمت يُعَوِّزها الأشارة، لتستجيب الأحجية قول وبوح،--بوح يلائم الخاطرتلائمه الخواطر يرسل فى سماء الوصل ترنيمه،تستحيل شجونها رؤية وتنتخب العلامة لتكون واحتها السؤال ويكون منفاها الاجابة يتبادل الأسمان خلف النقش ظل للزمان وألف وجه يعزف اللحن القديم فتستهيم الأغنية،يعلن الوادى الهيام، صباحات تلملم من مزاجات السؤال متشابهات الأجوبة وتلفلف المعنى خبيئة بين وطء الاعتلال ، صورة تمحو من المعنى ثبات القول تنتخب الفضاء وتبتهج، نص يدور مع الزمان دورته ويلهمه التوكأ، يستفيق الجذب خلف حياد ظل الوجه بين الأسم والمعنى يلمس فى فضاء النقش منفاه ، يستعيد الأغنية مدد ووصل، بغتة المعنى من حيث لا يدرى الأثر


لك السلام أينما ذهبت - ولك السلام فى كل حين يا أخى فلان 21/6/2007


وبعد سوف اكتفي بهذا القدر من الحوارات بين فلان وعلان آملا أن يكون قد لامس كيفية تشكل وتراكم عناصر الرصد لهذا النوع الأدبي فى حكايا فلان الفلاني ؟ السؤال الذى أنتجه البوست السابق له ،مفسحا المجال فى هذا البوست لسؤال عن مجموعة من أدوات الفحص والمفاهيم تراكمت من خلال التأملات في عوالم التدوين، والقراءة في الحكي التدويني ، ما صبغ الرؤية لمنظور مدون هذه الكلمات لعالم للتدوين عموما واستمرت هذه الأفكار بفاعليتها قراءة وتأمل في عالم التدوين فضائه ونجومه آهليه والعابرين والمتلصصين والمتسامرين وأصحاب المآرب الأخرى واستمر التواصل مع الحكايا فى مدونة المبدع أبو الليل المنحاز كليا للهامش حتى الآن شفاه الله وعافاه وكذلك صاحب حريق الأبجديه أيمن الجندى والفاضله بعدك على بالى لنرى معا في قادم إن شاء الله ماهية هذه الأفكار والمفاهيم وعلاقتها بالقراءة وكيف عبرت الى نصوصهم ومواطن رسوها ------------------------------------------- الهوامش


(1)


علان تعليقا على - بوست جل من لا يشخر— لفلان الفلاني أبريل2006


(2) فلان تعليقا على تعليق لعلان في بوست بعنوان لا أحد يفصل الماء بالعصا ابداً 18/6/2006


(3) تعليق لعلان بوست لا أحد يفصل الماء بالعصا ابدا


(4) تعليق لعلان أبريل 2006 جل من لا يشخر


(5) تعليق لعلان بوست مغلق للتحسينات


(6) تعليق لعلان مغلق للتحسينات


(7) لا أحد يصرخ لا أحد يهرب لا أحد يبكى


(8) من تعليق على بوست لا أحد يصرخ لا أحد يهرب لا أحد يبكى


(9) فلان تعليق جل من لا يشخر


(10) علان- تعليق بعنوان بين الكاتب والقارىء مغلق للتحسينات29/6/2006


(11)


لقب لفلان الفلاني


(12) حكاية لفلان بعنوان سبعة أسباب لكراهية فيروز


(13) سبقت تدوينة أخواتى النباتات تدوينه شديدة السخرية عن عملية تغيير النسب من الأب الى الأم تناولت نوال السعدوي والدور الذي تقوم به بعض مدعيات الدفاع عن حقوق المرأة ، ولكن عند التحديق فى خطاباتهن وتفكيكها تبدوا في اغلبها خطابات نرجسية وشوفينية ملتبسة تنشد الخلاص الفردي متخذه من قضية حقيقية معبرا وجسر لفرض استيهاماتها ويأسها واحتقراها لمجتمعها مغاذله بذلك مراكز عالمية لها اجندتها الغامضة التى تقوم على مركزية العقل كما يتجلي فى الرؤياالأوربية والأمريكية له وهى للمفارقة رؤية مستغلة ومعاديه للمرأة فى جوهرها راجع خطابات "الفمنست" الفكر النسوي بالغرب


(14)


فى حكاية سابقه ضحك ولعب وجد وحب لفلان تكلم الراوى عن شنطة جده الجلدية المغلقه التى لا تخرج منها الهدايا


(15) تعليق لفلان فى 21/5/2006

Monday, May 28, 2007

حكي عن هوامش تشكلات السؤال



أنا علان العلاني أكتب عن فلان الفلاني لا تخلطوا بين فلان وبين شخص آخر لاترعكم سكرة الموت فما-- هى الا أنتقال من هنا


ماارى نفسي الا أنتم -- و اعتقـــــادى أنكم أنتم أنا


السهروردي


إهداء بيان رومانسي


إلى الصبي الذى زجره والده عندما اقترح غرفة للحوار في المنزل، وبعدما مرت الأيام وشاءت الأقدار قام هو بنفسه بإغلاق غرفة حواراته ،(ترى هل تذّكر) تلك الزجرة وابتسم؟ إلى من أدخلنا إلى حكاياه وأغلق الباب وأضاع المفتاح، إلى من اشتققت اسمي التدويني من اسمه، إلى فلان الفلاني الذى استجبت لقوله: إسمعونى أنا فلان الفلاني لا تخلطوا بينى وبين شخص آخر.


فى البوست السابق والأول عن حكايا المدونات كتبت هذا الكلام:" رغم أن حلقة من الحلقات المبكرة لبدايات هذا الرصد وتراكم تطوره قد اختفت من على شبكة التدوين باختفاء مدونة الفنان الكبير والأخ العزيز فلان الفلاني حكايات فلان الفلانى وكان علي أن أجعل لهذا الكلام المرسل سياقا، نظرا لأن تلك الحلقات المبكرة لبدايات هذا الرصد تشكل أهمية لمن يهتم حقيقة أوسوف يهتم بالحكي فى عالم التدوين، ولذلك سوف اعتمد مضطرا على ما حفظته لدي، فالفنان الكبير وبصرف النظر عن الأسباب التي جعلته يحجب حكايات فلان الفلاني له أثر فى عالم التدوين ما زال موجودا، وبرغم مرور شهور طويلة على غياب فلان ومدونة فلان لم اتأقلم مع فكرة الكتابة عن فلان وليس مع فلان ولكن هناك نص ظل يتراكم من فائض التأملات فيما بين فلان الفلاني وعلان العلاني، فالعلاقة بين فلان وعلان تمثل بشكل ما وجه من أوجه الفرادة أنتجها عالم التدوين لأنها علاقة بين نصوص بدأت من نص وتفاعلت بتبادل نصوص بيننا كما هو الحال بين فنان وقارىء فعلى امتداد تلك العلاقة كان التدوين وتبادل التعليقات هو وسيلةالتواصل الوحيده لم يحدث تواصل مباشر حتى عن طريق البريد الألكتروني رغم أنه كان متاح،ولم يكن السبب غامضا بالنسبة لى بل لعله كان مقصودا، أولا احتراما لرغبة فلان أن يكون فلان الفلاني ، وثانيا الرغبة فى الحفاظ على هذا التجريد المضاعف عندما يكون التواصل متحررا من كل "قيود المعرفة" فالأسم والشكل حجاب داخل عالم التدوين، وعلى أية حال لنتأمل فى حوارات فلان مع علان لنرصد معا البذور الأولى لتشكلات السؤال عن حكايا التدوين وهل هو نوع أدبى جديد؟ عندما أكتب عن فلان فلابد أن أحكي عن الحكايا وعن فلان بما يليق بفنان كفلان، ولكن كيف يكون الحكي "عن" فلان أو حكاية التدوين بين فلان وعلان؟ ويبدو أن فلان كان متحسبا وكان كريماولم يفوته ترك وصايا، فقد أوصي فلان من يريدوا أن يحكوا قائلا "قولوا كان ياما كان، حتى ينصت إليكن السامع ويمتلىء بالشغف والحنين."فلو بدأت الحكي عن أول تعليق لى عند فلان بتوقيع مجهول الذى كان عبارة عن بيتين من الشعر


لقد أسمعت لوناديت حيا--- ولكن لا حياة لمن تنادي فستبدو بداية الحكايا خالية من وصايا فلان التى تحث على جعل المتلقي ينصت ممتلأ بالشغف والحنين ولو بدأت الحكي من تلك القصيدة التى تكاملت بأكتمال الرؤيةوقمت بأهدائها لفلان وكانت بعنوان : بغتة المعنى من حيث لايدرى الأثر فلن أصل للمتلقي ما تقصدت له بطرح ظروف وأجواء عملية الرصد لهذا النوع الأدبى بكل بداهاتها وعبلها ، لهذا قد يكون من" الملائم" أن أحكي كيف كان أول بوست لي معلقا عند فلان أوبصياغة أخرى قصة أول بوست لعلان عندما قام بنشره فلان فى مدونته وكان تحت عنوان


ما يكتب وما لايكتب كتب علان يقول:-- يحكى لنا الكاتب الكبير محمود السعدنى انه عندما دخل على انور السادات بعد عودته الطوعية الى مصر بعد المنفى ،وفى أول لقاء كان السادات يجلس مزهوا بنفسه ومنفوخا فما كان من الكاتب الكبيرالا ان تقدم سريعا مدا اليه يده قائلا- والله منته قايم ياريس- خليك قاعد. لا أدرى لماذا تداعى الى ذاكرتى هذا النص الساخر ،عندما قرأت تلك المدونة رغم ماتحتوى من مرارة لقد لمست جرح نازف منذ ما قبل النكسة اى منذ أنفصال او ارتفاع قناع الحلم عن الوهم ، تقول لنا المصادرلقد امطرت الجماهير جيش مصر بقنابل من النكات حتى اضطرت القيادة السياسية ان تدخل متشفعة وتلك كانت اكبر نكتة، المشكلة يا فلان ان خمسون عاما فى تاريخ شعب ليس شىء ذى بال ولكنها العمر كله لجيل، وقديما قال معاوية عندما اكتملت عوامل الفتنة مهددا ومتوعدا جيل الصحابة اى جيل التاسيس ولم يكن مر اربعون سنه على الهجرة، وهو من الطلقاء وممثلا الأرستقراطية الأموية بعد التمكين قال معاويه للصحابة وفيهم المبشرون بالجنة واهل بدر--- إنما ينظر التابعون إلى السابقون، والبلدان إلى البلدين فإن استقاموا استقاموا.. وأيم والله لئن صفقت إحدى اليدين على الأخرى لايقوم السابقون للتابعين ولا البلدان للبلدان.. وليسلبن أمركم.. ولينقلن الملك من بين اظهركم فما انتم فى الناس إلا كالشامة السوداء فى الثور الأبيض، وقبلها كان توعد عماربن ياسر بالمدينة قائلا – ان بالشام مائة الف فارس ،كل ياخذ العطاء مع مثلهم من ابنائهم وعبدانهم لايعرفون عليا ولا قرابته، ولاعمارا ولا سابقته ولا الزبير ولا صحابته، وما اقصدة من سرد تلك الرواية انه فى التاريخ وحتى فى وجود بنيه مؤسسية متينة فإن الجماهير من الممكن التلاعب بها ،...وما هدد به معاويه بلغة العصر ... ان هناك من هم فى قطعية معرفية مع الجذورعلى هشاشتها وفى غيبوبة عن السياق رغم التباسه ولا يروا الا ما ارى نفس الخطاب الذى تستند اليه أي سلطة قاهرة يقول الكاتب والمفكر الكبير جمال حمدان فى مقدمة كتابه شخصية مصر تحت عنوان- مايكتب وما لايكتب- وبعد ان يحلل ما يسميه الشوفينية الساذجة البلهاء او الهوجاء . انه مركب عظمة بكامل ابعاده وبكل معنى الكلمة وهذا – سنرى ، بل ما نرى حولنا بالفعل --- مقتل حقيقى كامن للشخصية المصرية . فمن المحقق الذى لا يقبل الجدل أو لجاج ان كل مركب عظمة فعلي أومفتعل انما هومركب نقص مقلوب انه تعويض مريض عن شعور هو أصلا مريض :بعدم الثقة ، والعجز و القصور ، باليأس والضمور والإحباط والانحدار ...ألخ. ويقول المفكر الكبير -- لاغرابة ان نجد معظم ما يكتب عن مصر غالبا مايجنح الى المغالاة والتطرف اما نحوالتهويل او التهوين موضوع بلا موضوعية! عند هذه النقطة ، وبغض النظر عن التشهير والتشويه أو النقد المغرض الهدام البادى الدوافع والأهواء والعداء ، لايمكن لكاتب أوعالم او مفكر ان يوجه الى مصر نقدا موضوعيا بناء صادقا ومخلصا الا وعُدّ على التو والفور وللغرابة والدهشة : عدوا بغيضا أو حاقدا موتورا إن كان أجنبيا ، وخائنا أعظم او أحقر إن كان مصريا، وهذا وذاك إنما – افتراءات على مصر والمصرين- او أكاذيب واباطيل...ألخ . وبالاختصار ، فنحن المصريون اكبر جدا من النصح ، ومصر فوق النقد. موقف خطير للغاية، ويصل الى حد الارهاب الفكرى – والمصادرة على المطلوب— مسبقا . وهوببساطة مفجعة وأكبر ضمان للتدهور والانحدار الى ان يقول صاحب شخصية مصر - الغريب المؤسف ان الشعب المخدوع الساذج نصف الجاهل قد يستأسد ويبطش بابنه ناقده الوطنى الذى يريد له الخير والسيادة فيدينه ويسلمه تسليما لسوط الحكم، وذلك بالقدر نفسه الذى يخنع فيه ويخضع ويستكين تحت هذا السوط. وهكذا للغرابة والدهشة قد نجد الشعب المسكين المضلل _ولا نقول الخائف المروع_ يتبادل مع قيادته العاجزة الفاشلة الباطشة غالبا وجلاده الغاشم الخائن أحيانا أنخاب خداع النفس وعبادة الذات الأول يتغابى عن عيوبه الجسيمة بل ويتغنى بها، والثاني يلهيه ويخدره عن استبداده وقهره أو خيانته وغدره بأحاديث المجد والوطنية ولقد يشارك بعض زواحف الكتاب الانتهازيين والمأجورين والعلماء العملاء فى هذه المحاورة المخزية أو الديالوج المدمر ، فتمجد كل سلبياتنا ومثالبنا بأى منطق ، بل وقد تزين لنا العبودية فى الداخل و/أو فى الخارج أى للحكم الغاشم أو للعدو الغاصب على الترتيب. ولئن كان منطق عملاء الطغاة الزائف ليس الا منطق العبيد الا ان الناقد المثقف المفكر الوطنى الحق يجد نفسه هكذا فى النهاية محاصرا - للغرابة والدهشة أكثر--بين قوسين من الإرهاب والترويع الفكرى والجسدى، الحاكم الطاغية المغتر من جهة والشعب المكبل المقهور المغلوب على أمره من الجهة الأخرى. وهكذا يعود الناقد الوطنى مرغما مرة أخرى إلى المنطق المعكوس المرفوض، منطق (عيوب هذا الشعب وأمراضه ومآسيه ومآله ومصيره هى جميعا عقابه الطبيعى المستحق)--- انتهى--- وهكذا يا فلان المخلصين لهم عيون ترى مالايراه المنشغلون عن العيش بالمعاش يقول عبد الجبار النفرى كلما اتسعت الرؤية ضاقت العباره ، كيف تكون محبط بل المحبط الحقيقى هو من باع انت مناضل وستظل هذا ما تقوله نصوصك انت محب لبهية وهذا هو حال المحبين واسئل ابو نواره


عندما علقت بهذا التعليق عند فلان الفلاني حذف فلان الكلمات ذات اللون الاحمر باعتبارها فى مجال الخاص بين فلان وعلان فى التعليق ثم قام بنشرالنص/التعليق كبوست فى مدونته بعنوانه تسبقه جملة يقول علان العلاني و اتبعها بإعتذار عن النشر بدون أذن بل وعندما توالت التعليقات فإن فلان طلب علان ان يرد على ما يخص هذا البوست على المعلقين فكان هذا البوست اول بوست لى كمدون وكنت حينها أقوم بالتعليق داخل عالم التدوين مشفقا من التدوين وما يؤدى له من أغواء سلطة الكاتب واستبداد الكتابة، ثم توالت الحوارات والتعليقات والقراءات بيننا وتراكمت بحيث تصلح للنشر كنصوص ، تحت عنوان بين فلان وعلان فعندما اعيد النظر فيها وغزارة ما كتب اشعر ولا زلت بدهشة من الحجم الذى اتاحه لى فلان فى مدونته بكل سماحة ورحابة وسمو نفس ووضاءه تعكس روح فنان حقيقى واصيل يثق فى موهبته ثقة لا تتزعزع ولهذا هويحتفي بكل صاحب هم معرفي ، وأندهشت أكثر من الغفلة الكبيرة التي جعلتني اعتدي بشكل ما على ما يمكن ان يقال عليه خصوصية مساحة المدون والمدونة في المحتمل التدويني، عندما اتأمل فى ماحدث بين الكاتب الفنان هنا والقارىء والسياق الذى تم فيه تبادل الأدواربين كاتب/ قارىء/ كاتب أرصد جزء من تشكلات السؤال الخاص بسلطة الكاتب والكتابة داخل عالم التدوين ما كون فجوات لرصد تلك العلاقة فى المدونات المختلفه وبطرق مختلفه،ولكن كيف تشكلت وتراكمت عناصر الرصد لهذا النوع الأدبي فى حكايا فلان الفلاني هذا ما سأحاول طرحه في البوست القادم

Thursday, April 26, 2007

حكاياالمدونات هل هو نوع أدبى جديد؟







مجال(1) تشكلات السؤال


التدوين" حدث" انتشر ومازال يتشكل متخففا من قيود التكوين ولعل هذا هو سر الحميمية فيه وشفافيته، فرغم تكونه فى سياق مركزية العقل الغربى وعلى هامش تفاعلاته الداخلية، الا انه" أفلت" متخففا من تلك المركزية بحكم حتميات السوق ، فشكل ثغرة تاريخية لنوع من التواصل خارج آليات وحدود الخطاب بشكلها المعروف ،ما شكل فرصة نادرة لاختراق خطابات المركز المختلفة، ولعل هذا يفسر المحاولات المستميتة لتدجينه سواءالمباشرة (2) كرد فعل طبيعى من المركز، وغير المباشرة بمحاولا ت احتوائه من الداخل بالتعامل معه كسلطة منفلته خارج السيطرة يجب تقنينها وضبطها، مما يستدعي الانتباه قدرالوسع ليظل قطاع منه مثل البرق يلمع حيث هو خارج الجهة، متخلصا ما أمكن -فى حدود الوعي- من سلطة الكتابة والبقاء خارج سجن الإسم والرسم الافتراضي: فروضه وفرضياته وفرادته


على امتداد الشهور الماضية كان مدون هذه السطور يتلمس نوع من القراءة المتأنية الراصدة لما يعتقد انه نوع أدبي جديد هو شكل من أشكال الحكي أتاحه عالم التدوين، ورغم أن حلقة من الحلقات المبكرة لبدايات هذا الرصد وتراكم تطوره قد اختفت من على شبكة التدوين باختفاء مدونة الفنان الكبير والأخ العزيز فلان الفلانى- حكايات فلان الفلانى ولكن هذا اللون الأدبي وإن بدا شديد الوضوح فى مدونة فلان الفلانى إلا أنه له تواجده وتطوراته فى الفضاء التدويني ولعل هذا من ناحية أخرى ما أكد لي أن هناك نسق ما تجلى عن توافق تركيبة التدوين وبروز هذا النوع الأدبي وكان أن تابعت البحث فى المدونات وهناك ثلاث مدونات أخرى إلى جانب مدونة فلان الفلانى منها مدونة أبوالليل ، ومدونة أيمن الجندى حريق الابجدية، ومدونة بعدك على بالى كان لي حظ الانتباه إليهم والتواصل مع مدوناتهم، التي سأقتصرعليها في محاولة تطبيق القراءة التي أشير إليها. وهناك الكثير من المدونات التى تعتمد الحكي كوسيلة- خارج الشكل التقليدى للقصة القصيرة أوالأقصوصة (القصة القصيرة جدا)- يبدو فيها ظاهرا التراسل بين الفنون وإذا كانت كلمة "رواية


باللغة الإنجليزية "




التي تعود في أصلها اللاتينى إلى


NOVUS


بمعنى جديد، غير معتاد، خارق للمألوف، قد اصطلحت في الأدب الأوروبي كإسم لنوع من الكتابة السردية يختلف عن الأشكال الأدبية المتعارف عليها منذ القرون الوسطى وحتى القرن السادس عشر، فإن جديد هذا الحكي التدوينى هو ما وفره التدوين من خصائص منها سيولة بنيته الواسعة الأفق إلي جانب خلخلته /زعزعته للسلطات المحيطة بعملية الكتابة. وسوف أتناول المدونات التى كان لى حظ القراءة فيها على ضوء الافتراض بوجود هذا النوع الأدبى ، والذي سأسميه(3) الحكي التدوينى


مكاشفات أولية فيما قبل


بين زمن التدوين وتدوين الزمن "كنت" فى البداية أحاول أن اقترب قدر الإمكان من بنية المدونة كنص متحرك مع الزمن ومتابع ومحدق فى الواقع وخطابه المهيمن ملاحق له ومعلق عليه فههنا مدونتان مدونة الكاتب /المدون ومدونة الزمن(بتموقعات المتخيل فيه) ، وكانت عملية الرصد لما أعتقد بوجوده وتشكله داخل تلك النصوص تسير إلى جانب ما أحاوله فى نفس الوقت من صياغة شكل من أشكال القراءة أتاحها عالم التدوين فيما بين الفنان والقارىء فما أقوم به هو قراءة فى حكايا اتاحت لها صدفة تاريخية المرور متخففة من قيود ثقافة المركز وتعريفاته وشروط الانتماء له وألقت بعرض الحائط باعترافه وقطعت شعرة الوالي ابن هند بانتزاعها سلطة جديدة للمدون /الراوي وهى سلطة النشر وبدا شيئا فشيئا أن هناك اختلافا بين تلك النصوص والأشكال المختلفة للقصة القصيرة، بدا لى فى مدونة فلان الفلانى أن هناك ثلاث عناصر أساسية فى القراءة، تشكل عدسات مختلفة للتحديق في الرؤية أحدها العنوان وشبكة دلالته ثم النص الذى يبدو (كتعليق على الاحداث)، لتكون بعد ذلك التعليقات التى تتحول من التعليق على النص نفسه إلى التشابك مع نسيجه بين القارىء والكاتب/ والكاتب/ والقارىء فى حوارهما "مع/في النص"، لينتصر كل ذلك فى النهاية للرؤية والأثر، فيعيد الكاتب/المدون بالتعليق سلطة النشر ليس للقراء هذه المرة ولكن للمعنى ولصالح الرؤية والاختلاف وإنتاج الأسئلة بل ومعاودة مسائلة الأسئلة نفسها عن مصداقيتها والانتباة لثغرات نسيجها الدلالي ومواقع التماسك فيه وظلال الواقع التى تظهر فى تقاطعات النسيج المشكل لها أى بين "المرجع والدلالة" داخل بنية النص/ الحكي المعلنة والمضمرة، فى عملية توليد تعيد القدرة على الدهشة تخلخل العلاقة الأيقونية (4) بين الكاتب والقارىء القائمة على الإعجاب أوالتنافس فالعلاقة بين المدون والقارىء علاقة ابداع وتواصل في الرؤا وتبادل مواقع وهذا التواصل يكون فى صالح ما يشكل بنية الرؤية نفسها بآليات تناص يصعب أن تتم بتلك الديناميكية والسرعة فى أي كتابة أدبية أخرى مما وفر مساحة تتناسج فيها النصوص فى تحولات نوعية وكيفية ككقراءة منتجة خارج آليات المركز واغواءته وسلطته




و هذا ليس ابتداعا لأسلوب جديد فى الكتابة، إنه ابتداع لنوع جديد من الفن له بنيته وتركيبته التي تنتصر للقارىء ويتنازل فيها المدون فى مقابل سلطة النشر عن سلطته الموهومة كمالك للمعنى ومحدد لهويته لصالح القارىء، ليس هذا فحسب بل يتيح التعليق للكاتب/ المدون تبادل الأدوار مع المعلق و متابعي النص الممتد ليعيد معهم إنتاج وتأويل المعنى فى انتصار لفعل القراءة، وبهذا يقتسم معهم فعل القراءة (والكتابة أيضا) بل وينحاز معهم أحيانا أمام النص في إحاطه لمراوغات المعنى، فعندما يواجه القراء النص تفجرالمواجهة المتماس من النص مع الزمان الحاوي للكل والمشترك فى المعاش والواقع والمواجه للظرف التاريخى من جهة والزمن الخاص بالفنان ورؤيته من جهة أخرى ما يسمح له بالتأمل فيها، فعندما ننظر فى النصوص التي تولدت على جوانب بعض الحكايا التدوينية سوف نلاحظ (5) الإزاحات والإضاءات والإضاءات المضادة والمعارضات والتناص والتماهي والتحاجج والنفي والإثبات والتحريض والإغواء فكل هذا يلقي بظلاله على النص فى زمن قياسي وفى تماثل لمجموعة مختلفة وعشوائية من الذوات تمثل فى نفس الآن أعمارا متفاوتة ومن الجنسين والسؤال هنا كيف يحدث التزامن بين مشاعر وتكوين المدون الذى يمارس التدوين وبين محاولات القراء وتخبطاتهم و"تطفلهم المتخيل" على عالم التدوين؟—فمفهوم"التطفل" في الحقيقة لا معنى له داخل عالم التدوين ففائض الحرية داخل العالم التدويني يسمح بالتدخل المباشر وتبادل الأدوار بين الكاتب و القارىء مما يشكل أحيانا نوعا من النزاع على النص بسب تفاوت الرؤى والوعي، ما قد يؤدي أحيانا لنوع من الصراع على النص فى ظل خطاب متداعي المفاهيم تقريبا، فعالم التدوين لا يختلف نوعيا عن عالم المركز فيما يتعلق بإشكاليات التخلف المعروفة والأوهام المستقرة. وهنا يتبدا قدر المدون ومحك مصداقيته الحقيقى ليس بينه وبين القراء ولكن بينه وبين نفسه بين رؤيته وواقعه، فانفصال المدون عن نصه بوعى يرصد القراءات التى تتحرى قصدية النص من جهة ومنتبها لتخمين قراءات أخرى للاوعيه الملتف بنسيج الحكي ، محتفيا بعمليات إعادة انتاج النص لتعاود تأسيس الوجود/وجود النص على هامش ما هو موجود بالقوة داخل بنية دلالاته وأفقها لا ما هو قائم بالفعل فى تشكلات حروفه وفضاءات عبارته الممكنة


خصائص الحكي التدويني


وإذا كان لنا أن نستقي مما سبق بعض الخصائص المميزة للحكي التدويني نستطيع أن نقول إنه يتشكل من عناصر أساسية تتكون من العنوان-الصورة/الرسم- النص إلى جانب الموسيقى أحيانا وهي عناصر تشكل صوت المدونة كنص متحرك مع الزمن ومتابع ومحدق فى الواقع ومنتبه بقدرالإمكان للخطابات المهيمنة راصدا لها ومسلطا عليها الأضواء أحيانا وناقدا ومعارضا أحيانا أخرى وساخرا غالبا، وفى داخل خطاب التدوين يتوفر" للحكى التدوينى" ميزتان منتزعتان من خطاب المركز يمثلان عنصر تثوير داخله: أولهما " سلطة النشر" وثانيهما" سرعة النشر" (6) مما سمح بنوع من التعليق المباشر على مدونة الزمن (وأقصد بمدونة الزمن ذلك السيل من الأخباروالأحداث التي تشكل الحاضرالمراقب والمهيمن عليه من سلطة المركزبكل تفاعلاته) وفي عالم التدوين تشكل المدونة بكل ما فيها من مرادفات وسياقات النصوص وحوارات المدون مع المعلقين فى تبادل بين قارىء/كاتب/قارىء وما يتولد عن ذلك الحوار من دلالات موزعة في جنبات التدوينات الخاصة بمدونة ما وتعليقات كاتبها على التعليقات إلي جانب أرشيفه اللغوى الذى يعكس تكوين مخيلته ووعيه المتراكم داخل هوامش عالمه التدويني، مكونا ما يشكل بوضوح شفرة المدون الأيدولوجية وقناعاته واللامفكر فيه(7 ) لديه. وأشيرهنا لخصائص الحكي التدويني منها:


The contextual 1)


خصائص سياقية أوعلاقته بما وراء التدوين


من حيت السياق: استقلال سلطة النشر وسرعته


من حيث المضمون: التعليق المباشر على الحاضر السياسي والاقتصادي والثقافي


The textual 2)


خصائص نصية


من حيث الشكل: عنوان- صورة- نص - صوت أحيانا


من حيث التلقي: العلاقة العضوية بين الحكاية والتعليق (بين نص المدون و قراءة المعلقين وقراءة المدون للتعليقات وتعليقه بدوره عليها والتي تسمى بالإنجليزية Reception قراءة في خصائص الحكي التدويني سوف أكتفي هنا بقراءة لحكاية أبو الليل فوزي في الغواصة


الخصائص السياقية


يسبق نص "فوزي فى الغواصة" ستة نصوص تغطى المساحة الزمنية بين الأربعاء 21 مارس 2007 وحتى الجمعة 6 أبريل بداية من نص الاستفساء وحتى نص" فوزي في الغواصة" هناك خمسة نصوص عم ناجي وقمة عربية ونص فوزي ولعبة دوايرو جوجل يا مدلعنا ورغم أن هناك الخط العام الذى يشكل شفرة المدونة ورؤيتها والذى لم يتركه المدون للتخمين فهو أعلنه بوضوح كنقاط مرة ومواقف مرات ومعارك أحيانا إلا أن عنصر استقلال سلطة النشروسرعته في تفاعل مع السياق السياسي يبدو بجلاء. لقد لخص المدون الموقف السياسي حينها بكلمة واحدة (استفساء) أعتقد أنها سوف تكون رديف لاي عملية استفتاء قادمة ثم قام المدون بالعزف المتنوع على تلك الكلمة مطورا لها من حدث داخلى "عم ناجي" إلى حدث أقليمى "القمة العربية" الذى دعمه المدون بنص صوتي ثم نقد ذاتي "نص فوزى" ثم تأملي "لعبة دواير" ثم عالمي "جوجل يا مدلعنا" ليعود لصياغة كل هذا فى بوتقة الحكي التدويني في "فوزي فى الغواصة". كان لابد لفوزي أن ينفذ من حصار المركز بالغوص فى الأعماق لإعادة إنتاج الرؤية خارج شبكة التواطؤ بين العجز وهيمنة السلطة، وإذا كانت الكتابة الأدبية لا تخلو من أثرها التطهرى فالراوى لا يعطى المتلقى تلك المساحة من وهم الاعتراف والأقرار لكنه يقاوم هذا بنوع من السخرية الحادة من نصه نفسه مصمما التعرية بل متعمدا كشف العورة ليكون النص هو "وهكذا يجب أن يكون" ذلك الفعل الساخر الذي يشخر للأب السياسي حيث نستطيع أن نسمع رنة الصوت ونغمته النشاذ الموجزة وهكذا---- إذا كان عالم المركز يجبر المدون أن يستخدم مساحة حريته المتاحة للدفاع عن الحريات والتجاوزات كضرورة حتمية ،فإن هناك حاجة إلى الانتباه للمناطق التى تهمشها هذه االحتمية رغم مشروعيتها ونبلها ، لكى لا يقع التدوين فى أحبولة رد الفعل على توقيعات وعزف المركز.


الخصائص النصية


"نقلت توتري و حالتي المزاجية السيئة لكل كائنات تلك الجزيرة المجهولة، و التي اضطررت للرسو على شاطئها بعد أن نفذ مخزون الأكسجين و الوقود من غواصتي الخضراء الصغيرة" "فوزي فى الغواصة" هكذا يبدأ الراوي الحكي على خلفية العنوان (فوزي فى الغواصة) والصورة (الغواصة) مباشرة، فهو يبدأ متواصلا مع العنوان والصورة كنص مترابط يكتفى فيه بالإشارة "لكل كائنات تلك الجزيرة المجهولة" ليكون موضع كلمة "تلك" كحلقة ربط فى نسيج السرد/الحكي بين العنوان والصورة والنص، فإذا كان العنوان يهيىء المشهد فالصورة علامة أساسية تنتخب الحقل الدلالي الذي سيتم من خلاله سرد الحكاية والحقل الدلالي هو مجموعة الكلمات والمعاني والصور التي ترتبط برسو غواصة على جزيرة مجهولة وبين العنوان والصورة قوة مغناطيسية شديدة الجاذبية تحيط بكل جوانب النص، لهذا فليس غريب أن يدور النص فى جانب منه حولها مباشرة فى غير موضع


: فوزي : نفذ مخزون الأكسجين والوقود من غواصتي الخضراء الصغيرة


وحيد القرن : بعدين إيه الغواصة العرّة بنت الوسخة اللي انت راكبها دي؟


فوزي : ذهبت إلى غواصتي أفتش عن ما تبقى من طعام و شراب


الفيل : إيه الغواصة المسخرة اللي جايلنا بيها دي؟


الأخ غوريلا : "ها ها ها ها إيه الغواصة بنت القحبة اللي راكنها عالشط دي,شكلك عبيط ياد


جميع حيوانات الجزيرة : طرقات على نافذة غواصتي الخضراء الصغيرة


ثم تأتي التعليقات بعد ذلك لتؤكد وتدعم هذا الافتراض ليكون للغواصة نصيب ملحوظ من الانتباه، وليس بعيدا عن التأمل أن الغواصة تمثل الوسيلة أو الوسيط النموذجي بين العالمين بخاصيتي الابتعاد والاختفاء


واحد مصري: انت جايلهم من المهروسة بغواصتك الخضراء النميسة


WaNSaN ياأبو الليل ممكن استلف غواصتك خالد جرار


Fawzi is using more advanced graphics programs with time, i noticed


:Daktara


ايه يا عم الجمودية دي التصميم رائع


لقد أضطر الراوي التدخل موضحا


: أبوالليل الغواصة المرسومة مش من تصميمي, لقيتها بالصدفة المحضة في أحد مواقع ورق الحائط لا مؤاخذة و للأسف مش مكتوب إسم المصمم ربنا يستر و ما يكونش بيقرا عربي و يحطني في حديد بتهمة الهبر من ملكيته الفكرية لا مؤاخذة مجهول يقول


على فكره انا خدت بالي من عمق الغوص المكتوب على الصورة و هو 179 متر و الرقم ده اكيد مقصودبيه المادة اياها


. viva Egypt


بعد الفشخه الدستوريه التى اصابت صميم الحركه الدوديه للعضو اياه المغروس فى مؤخرة الغواصه الخضراء عمر يقول...


حلوة جددداااابس الغواصة اللي في الصورة مش خضرة او انا اللي عامل دماغ فسكونيا


تمر حنة تقول


بالمناسبة دى غواصة تخرج بيها؟ كسفتونا الله يحرقكوا


Lordjamy ماله الحمار الحصاوى البرمائى ...و عمره ما يشتكى...و وقوده طبيعى


لقد أوضح الراوى أنه عثر على الصورة بالصدفة المحضة، ولكن أليس لهذه الصدفة المحضة ضرورتها التى تتيح الفرصة لهذه" اللقية " فبين عثورالراوي علي الصورة التي تمثل العلامة للنص وتكوين النص ذاته ما يوضح تلك العلاقة البصرية بين النص وحقل تخصيبه في مخيلة الراوي، فليس كل رأس تسقط فوقها ثمرة مؤهلة لصياغة قانون الجاذبية، و على أية حال لا أعتقد أن علاقة الصورة والعنوان بالنص هنا تحتاج لمزيد من الإضاءة ونستطيع أن نراجع هذا فى جميع الفوزيات ولا أستثنى فى ذلك "فوزى لا غضاضة" فقد كان اللنك المباشر بديلا عن الصورة وهكذا هناك غير تلك التعليقات العشرة التى تتناول الصورة مباشرتا سبعة وثلاثون تعليق لا تتناول النص فقد ولكنها تعبر عن أوجه التلقي المختلفة والمتباينة للمعنى والنص وتضيف اضاءات مختلفة بعضها يمس قصدية المدون مثل التعليق الذى يشير الي عمق الغاطس (179) ودلالاته ومنها من حفز النص عنده التواصل مع الكاتب لمجرد إبداء الرأى والتعليق علي الأسلوب ومنها من لمح لمعالم لنوع جديد من الأدب


و--- بعد


الى جانب التعليقات التى استخدمت فيها هذا النهج فى المدونات المذكورة فى الشهور السابقة سوف أتابع التفكير والحوار حول هذا النوع الأدبي الجديد بمزيد من القراءة والانتباه والتفاكرمن خلال تناول النماذج المختارة المشار اليها التى ساهمت في تشكلات هذا السؤال . ----------------------------------------------------- الهوامش


(1)


لكل قراءة( مجال) لأفقها وأهتماماتها وبالطبع "حيز" لحدود وعي صاحبها وبنيته المعرفية ولا تسقط هذه القراءة الهوامش التى تلف أفق وضفاف فضاء التدوين وتشكلات جدلية علاقته فى تلامسه مع حيز المكان وخاصية سيولة تكوينه فالتدوين في أيران والذى توفر عنه بعض الدراسات يختلف فى حيز تشكلاته عنه في مصر التى يختلف عنها فى أماكن أخرى فى الوطن العربى فالتدوين رغم وسع أفاقه الا ان له خواص ما يسمى بالعولمة أن لم يكن أحدأنعكاستها فهى الحاضر الغائب يحدها تموقعها فى المكان وفى المكان يكون للسياق هوامشه الطبقية* والتطبيقيه بالنسبة للفئه الفاعلة التى تشكل له خصوصية الموقع وتطبعه بطبعها لا بالأمكانيات الكامنه فيه وحدود أفقه


*


تتميز المجتمعات التي تكون فى طريق النمو بتعايش فئتين من السكان مرتبطين بقطاعين اقتصادين وبناظمين للقيم وبمنطين للسلوك وبمستويين للحياة.ثمة أقلية تشبه


سكان المجتمعات المتقدمه،فلها المستوى الثقافي والتقني نفسه والمثل نفسها وطريقة الحياه نفسها وهي تتمنى أن تطور هذا التماثل إلى حده الاقصى، هذه الأقلية ضئيلة العدد جدا في المجتمعات المتخلفة، وبعيده جدا عن سائر السكان. وهى أكثر عددا في المجتمعات نصف النامية، حيث تتنوع،ولا سيما بنمو طبقه وسطى تجعل الانقطاع بين فئتى السكان أقل حدة موريس دوفرجيهعلم إجتماع السياسة ترجمة د سليم حداد المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع بيروت ص302




(2) عن القدس العربى :القاهرة ـ يو بي آي: يبحث وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم بالقاهرة الاحد 03/03/2007 مشروع قرار تقدمت به مصر لمكافحة جرائم شبكة الإنترنت وقال دبلوماسي عربي ان مشروع القرار يدعو الدول العربية إلي سن وتطوير التشريعات اللازمة لحظر ومكافحة استخدام مواقع الإنترنت لاغراض إرهابية وتابع ان القرار سيدعو ايضا الي إعداد اتفاقية عربية لمكافحة جرائم الحاسوب في إطار مجلسي وزراء العدل والداخلية العرب । وتنشط شبكات تنظيم القاعدة وخاصة في العراق وبلاد الشام والخليج العربي في استخدام مواقع الإنترنت لاغراض الدعاية الإعلامية والتعبئة والإتصال.وكانت منظمة مراسلون بلا حدود قد ذكرت في تقرير في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي ان دولا عربية من بينها مصر والسعودية وليبيا من بين اسوا 11 دولة علي مستوي العالم في مجال قمع حريات الإنترنت راجع تعليق الفوريجي بعنوان خناقه داخل أمن الدولة بتاريخ


Sun, 2006/01/29 - 02:10


تدوينة ( أمن الدوله ترحب بيك في وطنك) مدونة منال وعلاء


(3)


الحكي التدويني كما أعتقد بعد طول تحديق في النص التدوينى لغة وأسلوب، يتميز الى جانب تراسله وأرتباطه عن مجموعة من الألوان الأخرى الأدبية وتوظيفه لفنونها وأسالبيها المتراكمة، بنوع من التجانس مع عوالم "الحلم الرؤيه—فالمدون أمام لامعقولية الواقع كما يتبدى له، وأشكاليات التواصل المقيمة خارج التدوبن" وأيضا داخله!" (*) يكون كمن رأى حلما يعرض على زواره تفسيره" منصتا الى ما يتطابق مع ما يجلى دواخله" بحيث يبدوا ما يحيط به الي جانب لا وعية طرف من أطراف المفكر فيه أى لحظة الإنشاء وما سبقها داخل المدونه من مقدمات وما تزامن وتشابك معها من أثار أمواج خطاب المركز وظلاله


(*)


فى هذا أرى ان التدوين كتطور لتواصلات سابقة من وسائط مختلفة التسميات والتقنيات أنتقل اليه ما نشأ من مجموعة سلوكيات وحزمة من القواعد نستطيع القول عنها "سياق المحتمل التدوينى" وهذا يحتاج الي تحديق من المخضرمين- أقصد-الذين لهم تجربتهم وخبراتهم وممارستهم المتراكمة في عالم التواصل عبرالإنترنت، للتحديق في هذا "المحتمل التدوينى" وما فيه من ظلال خصائص لما سبق من سمات تواصل عبر الوسائط الشبيهة والتى تطور عنها التدوين


(4)


هناك سمات عامه تشكل هذه العلاقة داخل خطابات المركز بقيود الرقابة والمنع وآليتها المباشرة والغير مباشرة وحتى الذاتيه المتراكمة بين الكاتب والقارىء التى تحاكى فى بعض انماطها العلاقه بين المعلم والتلميذ ، او الحكيم والمريد ،تنشد التأثير على حساب التفكير ولكن هذا جانب واحد ظاهرى مما يشكل هذه العلاقة فى بنيتها العامة ولكن هناك جانبها الأخر الذى يحيط بالمعرفه كسلطة ولكل سلطة تموضعاتها وأغوائها وصرعها الحتمي وأنحيازتها،ما يجب أن ينعكس علي عملية التحديق فى العلاقة بين الكاتب والقارىء وتمثل العلاقة بين الكاتب/المؤلف والقارىء قضيه من قضايا اللامفكر فيه وهى تعكس بشكل مانوع من التماهى بين صورة المؤلف وصورة المستبد راجع فى ذلك محمد لطفي اليوسفي --فتنة المتخيل- الجزء الثالث فضيحة نرسيس وسطوة المؤلف المؤسسة العربية للدراسات والنشر يقول اليوسفي:ص 396 المرجع السابق:لقد تبيين لي فى هذا الكتاب بأجزاءه الثلاث،أن طبائع الاستبداد المترسبه في أصقاع الذات العربية ، هذه الطبائع البغيضة الموروثة عن أحقاب من القهر والبطش والدماء كثيرا ما تستبد بالمؤلف فيشرع في ممارسة سطوته على اللغة وعلى الكلمات وعلى الجنس الأدبى، فيما هو يمارس أعتى أنواع القهر والسطوة على متلقيه المفترض ثمة نوع من التماهى المروع ينشأ في لحظة الكتابة بين صورة المؤلف وصورة المستبد. حتى لكأن المؤلف في الثقافة العربية المعاصرة إنما يصدرعن الأحساس الفاجع باستحالة الخلاص، فيمارس الكتابة العربية، لا باعتبارها نشاطا له دوره التاريخي في تجديد أسئلة الثقافة العربيه ،بل يتخذ منها فلك نجاة ليحقق خلاصه الفردي فيما هو يوهم بأنه مشتغل بالخلاص الجماعى، او لكأنه إنما يوهم بأنه مشتغل بالبحث عن سبيل الخلاص الجماعي،ليعلي نفسه ويمجدها متخذا من المتلقين جميعا وسائل لتحقيق استيهاماته الفردية فيما هو يتكتم على افتتانه بالغلبة والقهر والاستبداد،وافتتانه بصورة المستبد --- أنتهى ولعل التدوين بما يوفره من ممكنات منها-التلقائية-الأنفلات من اثر قواعد خطاب اللغة لشروط الكتابة،والانطلاق من القناعات الخاصة وسرعة التعامل مع القضايا ما يتيح صياغات تسائلية الى جانب أنفتاح أفق ردود الفعل المباشر والغير مقيد يساهم فى خلخلة هذا المسكوت عنه وتعريته قد "أقول قد" يساعد علي التخفيف من أغواء تلك السلطه المتلاعبة بالكاتب (سلطة الكتابه) ما يوفره تبادل الأدوارالسابق ذكره في مواجهة نصه مع القارىء




أشيرالى ذلك الفائض العريض من الحرية والسيولة فى البنية خارج بعض قيود الخطاب ، كما أشار أليها ميشيل فوكو، وكما قام بتسليط الضوء عليها، جاك لاكان، لوران بارت، جوليا كرستيفا دريدا عدا ما هو خارج الوعي من الغير مفكر فيه،الى جانب الممتنع عن التفكير فيه انظر علي هوامش ذلك إنتاج ومجهودات علي حرب،اليوسفي،عبد السلام بنعبد العالى، يمنى العيد


(7)


أذا كان التدوين يتيح الوسيلة المادية للمدون للإنعتاق من سيطرة المركز على النشر، " فاللامفكر فيه لديه" هنا أقصد به ما يتعلق بمحاولة المدون الإنتباه للتحرر من سلطة أفكاره هو بالذات والتى صاغها المركز نفسه بكل مؤسساته وآليات سيطرته.