Monday, April 25, 2011

حتى لاتبهتُ شعلتها في الضلوع

الكلمات والثورة
فيما سبق
الثورة تأتي فتفكك الواقع وتنفض الساكن وتكشف المسكوت عنه وتشرعن القول في الممتنع، وهى كالشمس تفعل فعلها بتخللها كل شيء فيظهر المخبوء وينجلي المدارى، وفي عجيج مولد الثورة، في تلك المساحة الزمنية التي يتأرجح فيها الفعل الثوري بين التأثير والتغيير تتوالي الحوادث ويتخلخل الزمن ما يؤجج لصراع الإرادات بين الشعب يريد وماذا يريد؟ بين من يخاطبون الشعب للتأثيرفي إرادته ومن يحاولون واهمين أو راهبين استلابها من جهة، وبين من يمزجون إرادتهم بإرادة الشعب من جهة ثانية وبين من لا يريد للشعب إرادة - ما اصطلح على اختصاره بالثورة المضادة - من جهة ثالثة. الثورة بتكوينها فعل تطهير وخاصية التطهير في الثورة لا تبدو كعملية هدم وبناء ولكن فيها من خواص الظواهر الطبيعية التفاعل والصهر والإذابة والتشظي والانفلات، واستلاب العادي لصالح الجوهري، وخلخلة الثابت لصالح النافع، وانتهاش الرسمي لصالح الشعبي،
فيما بعد
إذا كان هذا هو فعل الثورة وقد كان في بعض منه فما هو سبيل المتربصين بها والذين سلبتهم الثورة إرادتهم ونفوذهم وسلطتهم لصالح الشعب؟ فالدهاة منهم لايبدون صفحتهم في مواجهة الناس بل يسايرون الناس وإذا كان الناس ينسون خالقهم فكيف بخلقه والثورة بعض خلقه والنسيان آفة الإنسان أخرج أبويه من الجنة أفلا يخرجه من الثورة؟ وإذا كانت الثورة في الأساس قامت ضد الظلم فهل نأخذ الناس بالشبهات، وفي ذلك كل الظلم؟ وبالطبع لا نستطيع أن نشقق قلوبهم و لا نستطيع أن نعرف بدقه نواياهم ولا ما في نفوسهم ولا نأمن من كيدهم وما زالت أسرار الدولة وشبكة تواصلاتها السرية مع قوي الهيمنة الأقليمية والدولية وصندوقها الأسود في أيديهم فما العمل؟وكما قال الشاعر: متى يبلغ البنيان يوما تمامه إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم؟ نعم في وضوح الهدف والمثابرة واليقظة والانتباه ما يشكل سياج ضد الثورة المضادة، ولكن الديمقراطية هي الهدف الاول للثوارة وهي ايضا وسيلة الثورة المضادة في نفس الوقت لتكبيل الفعل الثوري، فالمتابع لوسائل التواصل الاجتماعي يلاحظ أن هناك خطاب يتشكل ببطء في التشكيك والتثبيط والتيئيس دوافعه مختلفة ومصالحه مختلفة ولكنه يشترك في عدائه للثورة يركب قطار الديمقراطية وفي قاطرته الأولى و يتزيا بزيها ويستخدم عبارتها ويتحصن بمنطقها وهو ليس منها في شيء فهل يعجزنا ذلك؟ وننتظر قاعدين حتى يفعل الزمان فعله كما فعل مع من هم مثلنا وخير منا، ولنا في التاريخ عبرة وأثر، هل هذا يجعلنا نشكك في جدوى الديمقراطية وننتظر المستبد العادل سواء كان مؤسسة أو حزب أو فرد ملهم؟
ونعيد الكرة مرة أخرى ونكون كما قالت العرب كالباحث عن حتفه بظلفه، التاريخ يقول لنا أنه وفي أتون ثورة الشعب المصري التي قيل عنها "هوجة" عرابي واختلف المؤرخون في شأنها، أنه بعد شهر من قيام الزعيم الوطني أحمد عرابي بصف قواته أمام قصر الخديوي وإجباره للنظام على قبول مطالبه الشعبية،نشر في القاهرة كتاب عنوانه "رسالة الكلم الثمان" ناقش الكتاب معني ثماني كلمات "دائرة على ألسن شباب زماننا" هي الأمة، الوطن، والحكومة،والعدل،والظلم، والسياسة، والحرية،والتربية. وقد كتبه حسين المرصفي الأستاذ الكبير بدار العلوم ، وعنوان الكتاب "الكلم الثمان" لايشير إلى المصطلحات السياسية موضوع النقاش، ولكنه يشير أيضا إلى السياسة ذاتها، ففي مقدمة أبن خلدون عندما عرض نظريته عن المجتمع الإنساني، وهي نظرية تخاطب أزمة عصره السياسية.كتب يقول إن مجمل نظرية حكم المجتمعات الإنسانية إذا درست بما تستحق من الاهتمام، يمكن فهمها باعتبارها تعليقا على حلقه من ثماني كلمات والمرصفي الذي ربما أخذ عنوانه من هذه الفقرة كان يكتب بدوره في فترة أزمة سياسية. وأزمة عصر المرصفي فريدة بالطبع، من وجوه عديدة، لأن تغلغل رأس المال الأوروبي قد أحدث ضعفا غير مسبوق في نوع السلطة المحلية التي أراد وصف طبيعتها.لكن ضروب ضعف هذه السلطة كانت شيئا خلقياً كانت سلطة تبدوا بالدرجة الأولى وكأنها غير مستقرة بطبيعتها.تميل إلي التوسع باستمرار،حتى تبدأ قوتها في التدهور فتتجه إلى التفتت وتصير مبعثرة. وفاعليتها تتناقص دوما باتجاه أطرافها، فتكون أضعف في الريف منها في المدينة وأضعف ما تكون حيثما يلاصق الريف الصحراء. قوتها تكمن في قوة من يحكمون، وقوة الروابط بينهم. وهي ،ثانيا، سلطة تستخدم بشكل خاص التفسير المرجعي للنصوص.كذلك تحمل النصوص سلطتها الخاصة، وهي سلطة تعكس سلطة السياسة في ميلها للتدهور بمرور الزمن لتصير فاسدة. وبهذا المعنى يكون الحفاظ على سلطة الكتابة وتفسيرها الملائمين موردا أساسيا للسلطة السياسية وقد خاطب ابن خلدون أزمة وسقوط السلطة السياسية ، بدورها، في علاقتها بتدهور وسقوط العلم. كان عمل وحياة المرصفي الثقافي جزءاً من محاولة،من جانبه ومن جانب غيره من الدارسين المتعلمين في الأزهر الذين دخلوا حلبة السياسة التعليمية، لتوسيع وتأمين السلطة السياسية في مصر، فهم المرصفي الأزمة السياسية التي كان يكتب في ظلها على أنها محاولة الجماعات الخاصة إضفاء معنى معين على الكلمات، من قبيل الحرية والظلم وهذه الكلمات عرضة لإساءة الاستخدام وإساءة التفسير. فمثل كل الكلمات، تحمل هذه الكلمات خطر وضعها خارج سياقها،أو التحدث بها بالمعنى الخطأ لها. وهذا الاحتمال اللفظي لم يكن نتيجة للاضطراب السياسي السائد، بل عرضاً وطبيعةُ للأزمة. لم يكن في هذا التناول فصل تحليلي بين الكتابة والسياسة، أو بين النظرية والممارسة. فكل فعل سياسي هو تفسير لكلمات، وبالتالي فعل نصي، قراءة. وهدف المرصفي نفسه هو تفسير"حقيقة" كل كلمة يتناولها، ومن هنا يرى ذلك المعنى وقد "تحقق" في الحياة السياسية. لم يكن العالم السياسي شيئا جامداً مستقلاً عن اللغة المكتوبة. ولم تكن الكلمات بطاقات تكتفي أن تسمى وتمثل الأفكار أو الموضوعات السياسية، بل تفسيرات يجب جعل قوتها واقعية.
حسناً ما هي الكلمات التي يستخدمها دهاه الثورة المضادة المسايرين للناس التي بدت في أفواههم والتي تدور على السنة الناس في الشارع وفي أجهزة الإعلام و الفضائيات التواصلات الأخرى لخلط الأوراق وزعزعة روح الشعب الثورية وتفتيت إرادته التي إراد بها الحياة؟
ولآن
فلنتأمل في تلك الكلمات على سبيل المثال ونفكر
الاستقرار، الفوضى، الأمن، الفتنة، هيبة الدولة، عفا الله عما سلف، حال البلد واقف، الحرية

2 comments:

علان العلانى said...

وقد يكون لسان حال القارئ المصري يقول أنها ثورة أمة بدأت كما تحدث الظواهر الطبيعية وبانتخاب طبيعي أنفجر من ارق طبقات الثورة جهوذية "هرم "من أجيالها من ينتظر وتلفظ من "عوامها" في لمحة على الجزيرة بمفتاح السبيل بما يجعل لها حياة "القصاص ..القصاص" و قد يكون حال لسان حال القارئ المصري يقول:
أرسل مع نواره سؤالان لعزمي بشارة عندما طابت مشكورة" إذا كان حد عايز حاجه من عزمي بشارة" هذا أحدهما
والسؤال الثاني
ما يحدث في الوطن العربي من ثورات يبدو فيه تعانق بين التاريخ والجغرافيا هل يسمح ذلك بتصور درجه من الإرادة والفعل لشعوب الأمة لصياغة هوية جامعة على المحك الوجودي تطيح بكل مؤامرات الخلخلة و التفكيك التي توالت قبل وبعد سيكس بيكو والتي نشطت فيها النظم التي أسقطتها وسوف تسقطها الشعوب
ولك وله ولشباب تونس ولمضيفيكم
التحية والتقدير
وقبل ذلك وبعده الاحترام
19 April 2011 04:11
قد يكون لسان حال االقارئ العربي يقول :بين الفحم والألماس فائض قيمه من فعل الطبيعة والزمن فيه هو جوهر التحويل والدولة كمؤسسات بذاتها كما يتكشف من أحداث لم تكن أبدا موجودة من المحيط إلى الخليج ولكن كان الناس وكانت الأمة هذا الألماس المفحم في قرائه معاكسة ضد الطبيعة وضد الواقع بكل معادلاته فقد كان واقع موهوم
هناك حالة ثورية مكتملة الجوانب ، وحالة المواطن الفرد تنتقل من حالة التشكي بطلب الحقوق المشروعة لفعل الصراع عليها والصراع أيضا هو جوهر فى الطبيعة
وعلى اية حال هذه التدوينة وان كانت تخاطب الحال في مصر فهي تتكلم بلسان حال الحالة الثورية في الأمة فتقبلوها في تونس فأنتم من بدأتم فكر التحويل


http://webtunisia.blogspot.com/2011/04/blog-post_2532.html#comment-form

علان العلانى said...

تعليقات على هوامش التدوينة

بين هيبة الدولة وتأليه الدولة
الشعب أسقط النظام والسلطة تحولت لكرة تدور داخل دهاليز الدولة ونظرا لضبابية اتخاذ القرار من جهة والتحسب في تحمل مسؤوليته من جهة أخرى نرى وسنرى الكثير من التخبط وهو أمر طبيعي بعد زلزال التغير في تكوين الأجهزة التنفيذية في الدولة، و"الاستقرار الحقيقي" نتاج عمليات دقيقة من تراكم جدلي بين التجريب والخطأ هنا حتمي بالضرورة في سبيل تكوين مناخ حر للممارسة السياسية فلا معنى لحرية تستثنى الخطأ داخل إدارة صراع الإرادات بين شكل الدولة وإرادة الشعب بين بقايا هيمنة نخبة رجال الأعمال وأصحاب الأراضي والعناصر العسكرية وارتباطاتها بقوى الهيمنة في العالم وانطلاق وظهور قوى جديدة تمثل إرادة الشعب في تلك المساحة من ملحمة صناعة رؤية للمستقبل وهنا بالضبط والآن يتداخل المحلي بالأقليمى بالعالمي فكل تحرك أو قرار يتخذ للتعامل مع أي إحداث تجتذب الآلة الأعلامية سينعكس فيه صراع القوى السابق ذكرها وعمليات توظيفية له، وحتى تتكون تركيبة تسمح بآلية للاعتراف بالخطأ وآلية إدارية وإجرائية وقانونية سليمة للتعامل معه، تتخلص من الخلط بين هيبة الدولة وتأليهها، وتسقط نهائياً تركيبة فرعونية الدولة بعد سقوط الفرعون أو آفة" ما أريكم إلا ما أرى ... وما أهديكم إلا سبيل الرشاد " وتلقائية "الاستخفاف" بالناس ، سنرى شبح عقلية النظام السابق الفاسدة فهي عقلية لم تختلق من عدم ولكنها تكونت على مر عقود وأجيال في ظل غياب شبه كامل لمفهوم المواطنة وغياب حقيقي لإرادة الشعب
والسؤال المشروع الآن هل القوى السياسية المتصارعة والمتعجلة للوصول للسلطة مستعدة ومدركة لهذه المهمة التاريخية؟