Tuesday, January 07, 2014

حدث 25 يناير بين لعنة الفراعنة ولعنة دم الشهيد 3


قراءة فى تشكل وانحسار التأويلات على هامش الحدث 


نص مترجم

ا
لنظام


أن وضع الانقطاعات ليس سهل التحديد بالنسبة للتاريخ بشكل عام وأقل سهولة بلاشك بالنسبة لتاريخ الفكر . هل نريد رسم خط فاصل ؟ ربما كان كل حد ليس سوى ، قطع اعتباطي في مجموع متحرك بلا حدود . هل يراد تقسيم مرحلة ؟ . ولكن هل يحق لنا إقامة انقطاعات متماثلة ، في نقطتين من الزمان ، لكي نظهر بينهما نسقاً مستمراً وموحداً؟ . من أين يحدث إذن أنه يتكون ، ومن أين يحدث بعد ذلك أن يمحى وينقلب ؟ والى أى نظام يمكن أن يخضع في آن واحد وجوده وتلاشيه ؟ . وإذا كان يملك في ذاته مبدأ تماسكه ، فمن أين يمكن أن يأتى العنصر الغريب الذى يمكن أن يرفضه ؟ وكيف يمكن لفكر أن ينسحب أمام شىء آخر سوى نفسه ؟ . وماذا يعنى القول بشكل عام : عدم استطاعتنا التفكير بفكرة ما ؟ وتدشين فكر جديد؟

أن المنقطع .. واقعة أنه خلال عدة سنوات أحياناً تكف ثقافة ما عن التفكير على النحو الذي قامت به حتى ذلك الحين وتعكف على التفكير بشىء آخر وبطريقة مختلفة..

الكلمات والاشياء 

  ميشيل فوكو


تناص ومحاولة للتحويل

ماذا يفعل بالضبط حدث 25 يناير؟ وماذا يريد النظام ؟ وأين إرادة الشعب؟

هذه الاسئلة الثلاث لاتخضع لترتيب قصدي فيجوز أن يكون السؤال الأول أين إرادة الشعب ؟

ولكن تماسك الإرادة في طبقات وجدان الشعب على أمتداد رقعته الجغرافية وتوحدها إرادة جامعة على مطالب محددة عملية ملبدة بالغموض و مجهولة التفاصيل 
تراكمت فوق قاعدة من مظالم لاتحصى واستباحات مستحيل رصدها فوق بنية استبداد تأكلت بنياتها التأسيسية وأهترات أحبولة ضرورتها وتحولت الى بلطجه عارية وممنهجه أخذ القانون فيها أجازة مرضية ودخل غرفة الأنعاش على سرير الطوارىء على مدى حكم المخلوع كله . وعندما تكاملت للشعب إرادة واستجاب القدر توحدت هذه الإرادة مع رمزية حدث نقش علامته وطبع بصمته على وجه التاريخ وفي وجدان الناس فاصبحت هناك علامة فارقة فى تاريخ مصر تفصل بين زمانين
  زمن ما قبل الحدث الثوري الشعبي وما بعده .شاء من شاء وأبى من أبى وقضى الأمر

وبين
ما قبل الحدث وما بعده أدخل الحدث (النظام) بين قوسين واحكم الحصار فيجوز أن ترتب الاسئلة معكوسه ..أين إرادة الشعب؟ ماذا يفعل النظام ؟ ماذا يفعل حدث 25 يناير ؟ بمعنى أن النظام هو سبب مباشر للحدث وسبب مباشر لإرادة الشعب إسقاط النظام كحتمية ثورية وعتبة مرور الى مستقبل جوهر الفعل فيه يستحيل الا أن يكون شعبياً 

فالاستحقاقات التى هتف بها الشعب في الميادين يستحيل أن تتحق الا على قاعدة من أجماع جوهره قناعة واستعداد جبار للكفاح لانتزع هذه الاستحقاقات ليس من قبضة النظام العميل التابع ولكن من القبضة الداعمة لبقاياه التى تمول وتدعم وتوفر الغطاء لعمليات ترميمة وللحيلوله بينه وبين السقوط بمدد من داخل الأقليم و بغطاء من قوى الهيمنة فى العالم 

فالحدث متخطى لمجال وحيز وهامش وآفق الحراك السياسي قبله ، لم يقوده أو يدعيه حزب سياسي معارض أو جماعة أى كانت مرجعيتها أو زعيم ملهم جاء ليعلم الناس الكرامة ولامفكر جهبز جاء بنظريات و (حل) يبشر بالمن والسلوى ، ولكنه حدث يعبر عن إرادة شعبية ما فوق سياسية تملى وتتكشف وتتبدى و تتشكل كرؤية للمستقبل لاعلى مجرد الشكل السياسي ولكن على جوهر الوجود في ومع العالم على محك المصير لسؤال جوهري هل هو شعب حر ويريد على الحقيقة والفعل كما أعلن على العالمين وفعل أم أنه مجرد قطيع يساق وتحدد له الوجهة على فضلة معونه وما تيسر من القروض الحسنه وغير الحسنه متسولا على هامش التاريخ

وهنا إذا يبدو أنه مهم جداً أن يكون واضحاً ماهو النظام ؟ أو بالدارجي الشعبي المختصرة لنفس المعنى " أيه النظام؟ " ولماذا لايريد أن يسقط ؟ أو لماذا هو غير مأمور بالسقوط ومفوض هكذا فى قتل ماشاء من الشعب على عين العالمين

هنا لابد من أنتباه للكلمات فهى لاتعبر عن شىء مجانى أو تنشد مجرد بلاغة استعارية ولكنها تقارب توصيف لحالة حرجه وهى فى حال توصيفها وبين فاصلة وأخرى يجوز أن تكون وفى نفس اللحظة تتزامن مع لحظة أنطلاق رصاصة أو انفجار مفخخ محصلته سقوط شهداء للحدث أو ضحيا تدافع بإستماته عن النظام 

هناك معانى ملتبسه تصاحب أى حدث كبير وبعيدأ عن التعقيدات الفلسفية لمفهوم الحدث وتؤيلاته فهو بأختصار يمتلك خاصية - أرجاء الفهم- فلا يكتسب الحدث مفهومه كحدث الا بهذه الخاصية وهو ما شهدناه وعشناه وما زلنا جميعاً وليس نحن فقط من تعلقت قدرته على أحتوائه وفهمه بل شاركنا العالم كله فى تلك الحالة من " تعليق الفهم " وحتى هذه اللحظه لايزال الحدث مشفر نعم هناك سيل من التأويلات للحدث وهذا مفهوم وطبيعي وحتمي ولكن كل هذه التأويلات هي مجرد تأويلات لم يقدم منها أى تأويل للحدث ما يؤكد أختراق لشفرة تكوينه ولكنها كلها تأويلات تكاد تكون دبلماسية للحدث لاتؤكد ولاتنفي ولا تثبت العكس . 

لقد سكن التحسب وشلل التحليل الجميع بعد أن تعلقت الانفاس بأمواج الحدث الأولى الغامرة والكاسحة التى لم تنحصر الا وقد خلع الفرعون عن عرشه وبدت أوتادة مكشوفة الغطاء وبين مداهمة وأنحصار الموجه الأولى للحدث على النظام وأركانه وسدنته . تلاحقت ردود أفعال عفوية وعشوائية بين التنفس والغرق والاستماته والأنبطاح والمماطله والتسويف والهرب وبين الدهشة والانقباض فالحرية ليست شعور كما يعتقد البعض مريح بل هى أثقل شعور من الممكن أن يتحمله الأنسان السوي فهى تستجلب معها وفى الحال شعور موازي بالمسؤلية لاعلى المشاع حيث مرادفات على شاكلت لم أكن أعرف أو لم يكن فى مقدوري أو مبهمات من قبيل رحرحة (معلش) المزمنه أو تسويف لم يكن (قصدي!) ولكنه محك جاد مفرغ من الفهلوة محسوم بالدماء والشهداء على محك الفعل والوجود على نهج موت برفعه وكرامه ولاعيش بذل واستباحة وبالفعل الموثق بملايين الشهود وملايين الوثائق والمشاهد والاف الشهداء وليس على ظهرها من يستطيع أن يقول لم أكن هناك أو لم أرى بعينى

والأهم والجوهري هو ما حدث على مستوى الفرد وذاته ووعيه . وفي هكذا حال تتولد طاقه حتمية تتسابق كل القوى المحلية والأقليمية المدركه بفزع مآل الحدث بعدما أعلن عن استحقاقاته في محاولة أحتوائه وتطويقه بدوافع اضطراراية واستراتيجية وفى ظروف تاريخى غير مستقر و الأقليم كله في مهب الريح وعلى شفا جرف هار وفى أجواء تؤشر بسقوط ممالك دكتاتورية وانهيار منظومته (المهيمن عليها ) المعتدله والمعتمدة والمروضه 

وهذه الطاقه المتشظيه التى فعلها وفجرها الحدث أخلت فعلا بمعادلات التوازن فى الأقليم وهى متخطية للحدود المصنوعة والوهمية فى الحقيقة لهذا كان لابد من عزلها وحصارها واحتوائهافى الداخل واذا لم تستثمر فى الانتباه لابجديات الحدث المعلنه فأنها تتحول كما نرى جميعا كطاقه لاتنفذ لتفعيل الاستقطاب قشة النظام الذى يتوقى بها الغرق الذى قد يغنى عن سقوط بقاياه العسكرية المدججه بالسلاح و لاتملك الا الانكار والإدعاء بالتماسك والتظاهر بالقوة أمام طوفان بشري لم يستقر على حال تعلم يقينا انها لاقبل لها به و لاسبيل أمامها الا التسويف والمماطلة ومحاولت ألهائه وتشتيته واختراقه وتفريقه وأغرقه فى الاف التفاصيل والاستماته فى تيأيسه 

ورغم أن تشتيت هذا لطوفان وتبديد الطاقة التى ترتتبت على الموجه الأولى للحدث قد يؤدى الى كبح سرعة تجمع أمواج الموجه الثانية القادمة لامحالة ، فهى قادمه من بحر لايدرك أحد قراره ولامداه وهي بحتمية الحدث لاقدرة لأى فعل تشتيتى على أيقافها ولم تتوفر وسيلة تخمين بعدد موجاته فالحدث يملى ولا يملا عليه فهو حدث فلت من قبضة التاريخ ورصد قوى الهيمنة فعلاً وقبض زمام المبادره وكل ما يجرى ردود أفعال عشوائيه ومتخبطه عليه

وحتميات موجاته القدمة لاراد لها فبقدر غياب شفرة الحدث التى مازالت تتفاعل عناصره وتحركه معادلات متراكمة غائبة تحت سطح واقع لم يبقى فوقه الا أوتاد عارية تتظاهربالرسوخ ومؤسسات تتقنع بالشموخ والثبات ولا تنتبه أن الموجة الأولى أزالت الاقنعه وإزابة الصباغ وتركت الوجوه بكل تجعيدها الكئبه وأخذت فى أنحسارها كل بواريك السلطه الهرمة المتصابية التى لا تفعل الا تكديس القوانين فوق القوانين لتقيد إرادة الشعب ومواجهة طوفانه بسند من زندها الخليع الفاسد في القضاء ومؤسستها الدينية المخنعة ونخبها الرخيصه الفاسدة . في محا ولة لاستعادة هيبة فتك بها الحدث ورهبة بددها دم الشهيد 

ولم يتبقى فى المشهد الا (هيكل) ككاهن أوحد احترق معبده ويرتل كهانات على انغام مستهلكة بلا مراجعه كعهده دائما ينطق بالحكمة المطلقة وفصل الخطاب المتماهى دائما وأبداً مع سلطة المستبد ومقام الرئاسة وهيبة الدولة تلك الدولة التى ساهم فى هندسة نظامها ويراه بعينه يتهاوى وينسف كعجل بنى اسرائيل فبدأ يهزي وبعد قال لى ميتران  وقلت له ، وكسينجر وأنا   اصبح يقول  : قال لى ضاحى خلفان وقلت له ! ، لقد فقد وقاره المصطنع  بعدما أدرك أن الحدث الثورى الشعبي يستهدف أجتساس الاساس الذى بنى على قاعدة من الاستبداد العسكري وبجمهور من نخب سكن العجز مفاصل بنيتها وتحت قيادة قزمها العسكري المتطاول بذبح العزل و الذي يتلهى بأضغاث أحلام لن يسيقظ منها ألا وسيف الحدث الثوري فوق رقبته يبدأ بها القصاص 

الحدث الثورى ل25 يناير يلهو بالنظام ويستعرض مخازية وأجرامه وأعوانه وسدنته على مهل وبدأب النمل أمام شعب يريد وعلى عين أجيال شابه قدمت ولا تزال تقدم الرصيد الأكبر من الشهداء فى الميادين وتقاوم بجساره الترويض والترويع والتشويه من كلاب حراسة النظام المرخصة فى الاعلام وتلفظ من داخلها كل متحول ومتخاذل وساقط وعميل وتكافح بصمود محاولات كسر الإرادة فى سجون سفاح مروض توسط لتعديل مسار ديمقراطي فكسره بإنقلاب اختطف به احتجاج مدنى ديمقراطي وأمتطى منصة الزعيم العسكري الملهم وطلب تفويض بفض أعتصام أرتكب فيه أعنف مجزرة دمويّة ضدّ اعتصامٍ سلميّ في التاريخ الحديث. ثم حول التفويض المسبب بمجازر متتالية الى كارثه حصدت أرواح الاف الشهداء وبعد أن اتسع عليه الخرق وبفزع المرعوب حوله بقرار تلفيقى أرهابي الى حرب على الارهاب ليجعله سيف مسلط على كل من يعارض انقلابه فى نظام موتور ومفزوع ، القانون فيه يصنع فى المصانع الحربية وقضاء بين مدنى فاسد للنخاع وعسكري جاهل أعمى القلب والضمير يقضى بالأمر لصالح من يمنحه راتبه الشهري وزيه الرسمي وامتيازاته الدائمه 

وهكذا تبدل التفويض بفض اعتصام في يد السفاح الى تفويض من الشعب بقتل الشعب،  ثم يحلم بسيف المملكه فى يد وفى اليد الآخرى ساعة نجمة دواد يضبط على توقيتها زمان عالمية التسول و تنهال عليه وعود ملك الديكتاتورية المحمية والشيوخ التى ملائتها الشروخ العملاء الممكنين وتنهمر عليه المنح والمعونات وتنفرج الحالة مع احتفالات بشائر الخير والفتح على وجه أبد الفتاح و تنصيبه فرعون فيرشى الشعب ويدفع دية الدماء لمن يقبل ويستبيح من يأبى وكأن الشعب خرج ثائراً ليتسول وخلع فرعون عجوز ليستمتع بجبروت فرعون من سلالة السيسي أو غيره متخفى فى قبو المؤسسة العسكرية أو مسخ مدني مروض وأنه بهكذا فهلوة ستكسر المؤسسة إرادة الشعب وتحكمه 

انتصر الشعب فلا تستعجلوه

Friday, January 03, 2014

حدث 25 يناير بين لعنة الفراعنة ولعنة دم الشهيد 2



قراءة فى تشكل وانحسار التأويلات على هامش الحدث 

في الإرادة 

وقال لى من علامات اليقين الثبات ، ومن علامات الثبات الأمن فى الروع

النفري

نص

سيناريوهات افتراضية...الخطاب الثوري وخطاب نظام المخلوع 


المأزق فى المشهد هو مأزق النظام لا مأزق الثورة. المؤسسة العسكرية تلعب لعبة حافة الهواية وهى نظرية قديمة تسكن وعي الخشب المسدنة فى المؤسسة وكاهن النظام الأكبر ولكنها تلعبها بدون حزام واقى لجسد الجيش.  فلم تكن هناك توازنات طبيعيه داخل بنية المؤسسة العسكرية لغياب نظرية للأمن القومى، أى أن الجيش كان منذ ثلاثين عاما ولا يزال يدار بقانون طوارىء داخلي ومن خلال المخابرات العسكرية وتلك هى ثغرة المجلس العسكري الاستراتيجية وكعب أخيل لدى قوى الهيمنة فى نفس الوقت. إن شبكة الارتباط بين الجيش والفلول أضعف حلقات الصراع لأنها عارية تماما وليس لها أى غطاء سياسي والعمليات القذرة تنفذ من أفراد مدربين و مختارين اضطراريا ولكن قطاع كبير منهم ليس من القوات المسلحة حتما وإن تزيا بزيها، إلى جانب شبكات من البلطجية لاختراق صفوف المتظاهرين ،هناك ستار حديدى مطبق على الجيش فنحن لانرى غير رجال المؤسسة المعتمدين من قوى الهيمنة  وكتلة الحرس الجمهوري ولكن أثر وأصداء  هذا على العصب الحى داخل كيان الجيش وأن كانت لاتتبدى فى ردود أفعال مباشرة تصل الينا من داخل جسد معزول الا أنها حتميا ستشكل تلاحم بين شرعية ثورية شعبية وجيش حتماً سيستجيب  جهاز المناعة الوطني  والشعبى داخله للترياق الثوري.  فما المؤسسة العسكرية الاكيان فرعونى يسيطر على مفاصله و لا يستطيع الكمون فى مواقعه  أو الحفاظ على مصالح قوى الهيمنة فى المنطقة بدون مساعدة مباشرة وحاسمة من الإدارة الإمريكية وإسرائيل وتفعيل حالة الاستقطاب وخطاب الاستئصال   ضد   كل ما يسمح   بدوران عجلة الديمقراطية على اساس مدني يقلص من هيمنة المؤسسة العسكرية على القرارلسياسي في ظرف تاريخي متشظي على مستوى الأقليم  لايسمح بحرب وقائية  مفتعله على الحدود تقمع الداخل على طريقة  لا صوت يعلو  فوق صوت المعركة  فهو حل مستحيل  عملياً حاليا سواء فى ليبيا أو غزة أو السودان الى جانب الفوضى الإقليمية فى البحر الأحمر وبعد.



.. أن تحليل المشهد السياسي فى هذه اللحظة لا يخضع لفروق التوقيت زمنيا ولابد من التحديق فيه بثلاث عدسات متوازية وفى نفس الوقت . واحده داخلية وأخرى أقليمية وثالثة دولية وفى مراقبه شديدة الحذر للتناقضات بين الخطاب الساداتى المنبطح المستسلم الذى يرضى بفضلة أمان وفتات معونة ويميل الى العزلة مقابل عمالة صريحة مقبوضة الثمن وخضوع كامل لقوى للهيمنة وبين الخطاب الثوري الشعبي الذى يحمل رسالة المستقبل لأمة كريمة وشعب حر


تناص 



الشعب يريد كيف يريد؟


مواطن " شريف" من ضمن الآلاف يحمل صوة للسيسي في مظاهرة تأييد للجيش،ماذا يعرف بالضبط عن السيسي ؟ هل هو رجل الانقلاب الأول أم مجرد واجهة لجناح ما داخل المؤسسة  ؟ ماذا يدرك عن  الفرق بين المؤسسة العسكرية وبين الجيش؟  ماذا يعلم عن علاقة المؤسسة العسكرية وقوى الهيمنه ودورها المحدد في الأقليم ؟ كيف يميز بين خطاب نظام المخلوع ما قبل حدث  25 يناير وخطاب الحدث الذي ما زال يتشكل ويراكم أبجديته ؟ ماذا يلتقط وعيه من مكونات القطيعة الثورية التي  يحبكها الحدث  على مهل لسحق خطاب النظام وتفكيكه ؟  ماذا يعرف عن السيناريو الذى علق الزمن ووضع  الشهيد علامات ترقيمه وحبك شفرته الكونية على محك معنى الوجود ؟ ماذا يدرك من الصراع المصيري بين الميدان والشهيد والسلطة  


على محك الواقع لايحتاج المواطن الشريف أن يحمل الهم المعرفى لإدراك جوهر حدث هو يصنعه بالفعل وليس هذا فى طاقته فلا يوجد من يستطيع التحديق فى حدث ثوري وهو يراكم قطيعته ،  حدث  هو بذاته خاضع أينما كان موقعه لفيضه 

وأن بدا في اعلان الولاء المجاني من المواطن الشريف للسلطة شىء ما يربك المشهد الا أنه  فى نفس الوقت ملغم بمكيدة الحدث ، والسؤال المشروع هنا : إذا كان المواطن الشريف قد عبر عن ولائه للسيسي بتفويض الغرض منه هوتعديل المسار والانحياز لتؤويل المؤسسة العسكرية لطريق الاستقرار والبناء ،فاين كانت المؤسسة وهى فى بؤرة الحدث منذ أندلاعه ؟  فهذا ليس التفويض الأول من المواطن الشريف أنه التفويض الثاني ، لقد فوض المواطن بلا طلب مع معظم المواطنين الشرفاء  المؤسسة بعد أيام معدودة من بداية حدث 25 يناير  حجب فيها الشرعية  بقوة الحدث عن كل القوى السياسية وترك للمجلس العسكري سلطة الإشراف على إدارة المؤسسات التنفذية لبقايا دولة المخلوع على شرط تحقيق الاستحقاقات التى تستجيب لإرادة الشعب ومجملها هو إسقاط النظام والقصاص للشهداء وتنزيل المطالب الشعبية الثلاث عيش حريةعدالةأجتماعية  كأستراتجية عبور للمستقبل


قد لايبدو هناك معنى أو جدوى  فى عرض المواطن الشريف ولائه المجانى وشرائه لسمك مازل يسبح فى بحر من الاستقطاب ومن صياد مهلهل الشبكة فى بحر هائج ولكن علينا الا نستخف بمنطق المواطن الشريف فهو لم يعارض إدعاء الصياد بتوفير مطلبه ولم يسأله عن الطريقه أو المهارة  التى سيستجلب بها السمك ولكنه دفع الثمن مقدماً وأخذ مفابل استعراضه الولاء أمام  الصياد المدعي وعد توفير السمك الكافي مدفوع الثمن.

. لم يكف المواطن الشريف عن تأكيد ولائه للصياد فى كل مكان فى الشوارع ومن الشرفات  وعلى شاشات العرض الفضائى وأمام كل زي رسمى ينتمي للصياد  في مشهد عام وشامل بالتأكيد لايغفل المواطن الشريف عن تفاصيل العجز البادى على الصياد ولكن للتغافل فى شرعة المواطن الشريف نسق .  كتغافله عن أخفاق فريقه فى مبارة حاسمه أمام خصم  عنيد ولكنه وكعادته يشجع بصرف النظر عن رؤيته للأهداف الضائعة ورخاوة فريقه واستهتاره بالخصم  حتى آخر دقيقة للمباراة

والمواطن الشريف يدرى أنه نقطه فى بحر المشجعين وصورة السيسي الذى يرفعها لن يلتفت لها بحر المشجعين من حوله ولن يدقق فى تفاصيل الألوان الباهته اللكاب فى ورق غير مصقول رخيص الطباعة  يدرك المواطن الشريف موقعه فى المشهد الشامل ويدرك معنى وظيفيا خفيا أيضا يهيأ له،  إنه ينتبه للمكان الذي يعيش فيه وما هو متوقع منه أن يقوم به.إنه يشاهد مايقوم به فى قلب المشهد من خلال التقاطه لموجة التيارالجارف ، ومنه يدرك الملائم وينتبه لما عليه أن يفعله وكيف يتجنب  مواضع العزله أو النبذ والانفصال والاغتراب عن القطيع ومخالفة قوانين اللعبة ، ويدرك المواطن الشريف حافةالأمان الهشة التى يتحرك تحت مظلتها وعينه تلاحظ  ثقوبهاالواضحه 

الكذبة الكونية والمواطن الشريف



يشاهد المواطن " الشريف" زميل له لاسباب ما قرر أن يكسر تلك الشبكة من التفاهمات الغير معلنه ويخرج على خارطة الطرق الوهمية ممن يدرك أنهم  ليس لهم لازمة في الحدث الثوري  ولا طريق أصلا الا الطريق ذاته والمعالم ذاتها والوجوه الصفيقة  نفسها ، يلاحظ المواطن الشريف تدرج موقف زميله من النقيض الى النقيض  ، ويرى أعلان زميله الذى كان "شريف"التعاطف والانحياز فى الصراع الى من يفرض عليه ضميره وقناعته أن يدعم موقفهم 

، هاهنا لن يظل المواطن الشريف شريف الا بتجريم زميله لابسب  الحجر على حق زميله في تغير قناعته ولكن حسب قواعد اللعبة لفساد كامن في زميله لخيانه كانت مستتره ، وهذا حتمي في (التفاهمات الغير معلنه ) لتبرير  واستحلال القمع الذى سيمارس مع زميله وتصويغ استباحته بقبضة النظام أو بقبضةأعوانه وجماهيرة لقد خالف زميله قواعد الانتباه . واستمع لنداء خارج السياق ينبع من داخله ،المواطن الشريف سابقا عليه أن يواجه كل المحيط لقد خرج  يإرادته من دائرة  التفاهمات الغير معلنه  وخالف قواعد اللعبة. إنه يكتشف مرة أخرى هويته وكرامته المنتهكة يتماهى مع الحدث. إنه يعطي لحريته ملامح. انتفاضته أنهامحاولةباهظة التكاليف من زميله لأن يعيش مع الحقيقة الثورية للحدث أن يكون مشروع شهيد


لن تتأخر الفاتورة التي عليه أن يدفعها.  وبحجم  ملامح ممارسته لحريته وقناعته التى سيعلنها بقدر ما سيقترب من الميدان من موقعه في الصراع. لن يتأخر العقاب ومن أقرب المقربين     ولكن المواطنين "الشرفاء "الذين جعلوا من انفسهم إدوات مدنية للقمع ،  لا يطبقون العقاب عن قناعة وعقيدة ، بل فقط تحت ضغط الظروف، نفس الظروف وذات الآلية التي دفعت المواطن الشريف فى البدايةلحمل صورة السيسي. سيقومون بحصار  المواطن الذى كان شريف هذا هو ما يُتوقع منهم، لإظهار ولائهم، أو ببساطة كجزء من المشهد العام، والذي بواسطته ينشأ وعي بكيف يجب أن يتم التعامل مع أوضاع من هذا النوع، هكذا كانت تتم الأمور منذ تأسيس نظام يوليو ،

 هناك قواعد تتشابه (ذات الجماعة ) و (ذات المؤسسة ) ونفس الأسباب.فالمنفذين هنا يتصرفون بشكل جوهري مثل أي شخص آخر، إن كان بدرجة أعلى أو أقل: أي محض مكّونات للنظام مابعد-الشمولي، كعملاء لآليته، كأدوات تافهة للكلانية الآليةالاجتماعية.ولهذا فإن بنية السلطة  
وسدنتها  من خلال دور المواطن الشريف يطورون ذات الشرعية 

بنية الاستبداد لاتقوم على فراغ أنها مخزون استراتيجي للنظام ،ستلفظ شباب 25 يناير لن تطيقهم أحرار
.
فالنظام، ومن خلال وجوده المتنكر في الناس،سينتقم منهم لتمردهم. لاسبيل آخر لأن منطق السلطة التي يعمل بها ودفاعه الغريزي عن نفسه يحتمان عليه ذلك. فشباب 25 يناير لم يرتكبوا اعتداء عابربسيط، قابل للاحتواء، بل شيئا خطيراً بشكل غير مسبوق. هنا يتموقع الحدث بخرقه لقواعد اللعبة، خلخل دورتها .. كشف عن أنها مجرد مسرحية. قام بتفتيت عالم المظاهر، الركن الأساسي لهذا النظام. قام بقلب بنية السلطة وذلك بخلع ما يجمعها ككتله.

لقد قال الشباب أن الفرعون عارى. ولأن الفرعون فعلا عاري فإن شيئا خطيرا جدا قد حدث: فبقولهم ثم فعلهم خاطبوا شعوب العالم مباشرة أجبروها عى الانتباه لكيف ؟ولماذا؟ . مكنوا الجميع من أن ينظروا خلف الحجاب. إنهم عرضوا للجميع أنه بالإمكان أن يعيش الانسان مع الحقيقة كبديل لكل هذا السخف والادعاء

فالعيش مع الكذب يمكن أن يؤسس النظام فقط عندما تكون الكذبة كونية وأن يصدقها العالم كله ويقبلها.
ومبادىء حدث 25 يناير تخللت كل شيء. لا توجد مصطلحات من أي نوع يمكن أن تدلس وتشوش عليها،أو تزيف استحقاقاتها بعد أن أقرها الشعب إرادة ، لم يهدد 25 يناير النظام فقد ولكنه هدد العالم كله بدخول "الشعب يريد " كمحدد للقرار والمصير السياسي في منطقة خاضعه بالكامل لقوى الهيمنه فيه .
لهذا فإن جميع من يتجاوز الخطوط الحمراء من ناحية المبدأ يعطل بشكل كليّ جميع خرائط الطريق المعدة والتى ترتكز على بداهة السيطرة على هذا الموقع الجفرافى من العالم منذ أنتهاء الحرب العالمية الثانية يشكك في كل السرديات المعتمدة

والخطر الجوهرى ل25 يناير هو ببساطة رسالته الواضحه في محاولة خلق ودعم الحياةالمستقلة لمجتمع يمثل تعبيرا صريحا عن العيش في ظل الحقيقة عارية . بكلام آخر، خدمة الحقيقة باستمرار، بشكل مقصود، وبوضوح، وتنظيم هذه الخدمة.

إذا كان العيش تحت ظلال الحقيقة هو البداية الحقيقية لكل محاولة يقوم بها الناس من أجل مواجهة الضغط التشتيتي للنظام وصانعيه ومموليه ، فالأساس الوحيد ذو القيمة لكل فعل مستقل يعبر عن طوق الشعب للحرية هو جوهر تحمل الشعب لمواجهة مصيره وشرط تفجر طاقته لتحمل مسؤولية هذا المصير.

وكذلك إذا كانت، أخيرا، أكثر المصادر جوهرية لموقف (المنحاز لحدث25  يناير وبدهاته المعلنه)، فإنه من الصعب تخيل أن حتى (المنحاز للحدث) الصريح يمكن أن يكون له أي أساس غير خدمة الحقيقة، الحياة الحقّة، ومحاولة خلق مكان للأهداف الواضحة للحياة وقد يكون فى هذا بعض ملامح من شفرة 25 يناير التى مازالت مستغلقه وفى بدايتها.


هامش قديم


كل ما نحتاج اليه هو أن تثبت هذه المعاني الواضحة التى صنعتها دماء الشهداء وعيون الثوار فهي الاساس الجوهري والشرعي فى الاستمرار والأنتصار
Thu Jan 12, 09:47:00 am 2012



Wednesday, January 01, 2014

حدث 25 يناير بين لعنة الفراعنة ولعنة دم الشهيد 1





قراءة فى تشكل وانحسار التأويلات على هامش الحدث
 



يحدث فى مصر الآن وعلى مشارف الحضورالرابع لحدث 25 يناير تحديداً ،إذا لم تمدح الجيش فعليك الا تنتقده ولكن في كل الاحوال احترازاً عليك ان توضح بجلاء أنك عندما تعلن اعتراضك على ما يحدث من انتهاكات يومية على بداهات المواطنه أن تدعم قولك بمصداقية لعنك الإخوان 


ما يراد له أن يكون بديهي هو أن لعن الإخوان والتنصل منهم أصبح شفرة التواصل وصك الإنتماء "الوطني " ضد كل ما هو شر فالإخوان هم سبب فساد النظام بل هم الفساد والكذب الارهاب وكل ما يهدد الحاضر والمستقبل والثورة وهم وجه التخلف الدائم ضد كل ما هو وطنى وثورى ومتقدم ومدني هم القاتل والمقتول هم الهمجى بل هم بذاتهم الخوارج هم الثورة المضادة ليس داخل مصر فقط ولكن فى كل العالم هم المؤامرة الدولية والكونية التى تهدد سلام العالم . 

هذه المتلازمة التى تطفو على سطح الخطاب كطقس للسباحة في بحيرة صناعية من استقطاب يستوطن كل ما هو منطوق ومعلن ، بآلية خطاب مضاد للحدث الثوري يتشكل بقصدية كطوق نجاة اضطراري للمؤسسة العسكرية ولكنه طوق نجاة متعدد الثقوب تسارع به المؤسسة للوصول لى شواطىء النجاة بفزع يكافح الغرق في بحر الشعب الذى ابتلع الفرعون وهيبته ومقامه ...
في مثل هكذا مناخ هناك ألف سؤال مشروع وألف أجابه ممتنع عن التفكير فيها فتلك الجماعة ليست جماعة هبطت من السماء بل جماعة نمت على عين النظم منذ العصر الملكي ولها تحالفات وتفاهمات موثقه مع القوى السياسية التى كانت تتحكم في القرار والمشهد السياسي

فماذ حدث ؟ وعلى أعيننا لتتحول إرادة الشعب من إسقاط النظام الى أستئصال الجماعة وكل من يري فيها غير الرؤية الرسمية والمعلنة للإنقلاب 

تناص 

متلازمة الولاء والبراء بين الجيش والإخوان هذه . تحمل فى تكوينها كل اشكال القهر و عشوائية البطش المتعمدة من النظام التى صاحبت الحدث منذ أندلاعه تحت عنوان الطرف الثالث لتدارى الأسس الهشّة للخضوع لمؤسسة صنعت على عين الفرعون وتحت أشرافه وقيادته ، وفي نفس الوقت توارى الأسس الهشة للسلطة. إنها متلازمة تدار بمكينة الاعلام خلف واجهة من الوطنية الموهومة والمتماهية مع السلطة. وهذا "الشيء" أو تلك المعانى الهائمة غير الخاضعة لأى تعريف والخاوية أيديولجيا ليست إلا طريقة مخادعة تحتمها آلية الاتباط بالأقليم والعالم مفتوح الفضائات. إنها تربك المتابعين في الخارج و توفر لجمهور الدخل في العواصم وهومشها ، وهم أنه مازال له إرادة ويريد وهم أن له هوية، له كرامة، وله أخلاق في نفس الوقت الذي تجعل من السهل له أن ينفصل عن جوهر كل هذه المقولات . وكمستودع لشيء متجاوز وموضوعي، تسمح للناس بأن يقوموا بخداع ضميرهم وإخفاء موضعهم الحقيقي وتواطؤهم المهين من العالم وكذلك من أنفسهم. إنها طريقة براجماتية، لكنها في نفس الوقت تمجيدية لشرعنة ما هو فوق، وما هو تحت، وما هو موجود في كل جانب. إنها موجهة إلى الناس وإلى الله. إنها حجاب تستطيع الكائنات البشرية أن تخفي ورائها وجودهم المنحط، سخافتهم، وتكيفهم مع الوضع القائم. إنها عذر بإمكان الجميع التعذر به، ممن لايدرك وعيهم عارهم الى البسطاء الذين يبهرهم السيسي وكلامه المعسول ووهم المستبد العادل تحت مقولة عمود الخيمة الى الراقصين على أنغام تسلم الإيادي ، الى الذين يخفون خوفهم من أن يتحولوا الى ضحايا في حدث مستغلق وغامض ، إلى هؤلاء الذين يمثلون الطبقات التى توافقت مع منظومة الفساد وهامش النفوذ الذى توفره بنيته بأستباحة طبقات الهامش العريضه ، إلى من مصلحتهم المباشرة في بقاء السلطة والنظام على نفس الأسس وذات البنية بلا أى تغير 

. إذن، الوظيفة التبريرية الرئيسية لتلك المتلازمة هي أن تزود الناس – سواء كانوا ضحايا أم أعمدة للنظام الفرعوني العتيد - بوهم أن النظام متناغم مع التراتب البشري وتراتب الكون…
النظام الفرعوني يلامس الناس في كل خطوة، لكنه يفعل ذلك رافعاً شعار المقاومة والتحررمن مؤامرة كونية. وهذا السبب الذي يجعل الحياة في نظام كهذا يتخللها النفاق والكذب بالكامل: الحكم بالبيروقراطية تسمى الحكم الشعبي، الطبقة المسحوقه تستعبد باسم الطبقة المسحوقه، الحط الكامل من شأن الفرد يقدم باعتباره تحريره النهائي، حرمان الناس من المعلومات يتم تسميته بتوفيرها لهم،

استخدام السلطة من أجل السيطرة تسمى التحكم الشعبي بالسلطة، والاستخدام العشوائي للسلطة يعتبر احتراما لنص القانون، كبح الثقافة تسمى تنميتها، توسع السيطرة واستمرار الهيمنة والتبعية يقدم باعتباره عونا للمظلومين، انعدام حرية التعبير تصبح الصورة العليا للحرية، انتخابات هزلية تتحول إلى أعلى شكل للديمقراطية، قمع الفكر المستقل يصبح أكثر رؤى العالم علميّة، الاحتلال العسكري يتحول إلى مساعدة بطولية. ولأن النظام أسير لأكاذيبه، فعليه تكذيب كل شيء. إنه يدعي أنه لا يملك أجهزة قمع وحشية. إنه يدعي أنه يحترم حقوق الإنسان. إنه يدعي أنه لا يعذب أحدا. إنه يدعي أنه لا يخشى شيئا. بل إنه يدعي أنه لا يدعي شيئا.
إن الأفراد ليسو مطالبين بتصديق كل هذا الخداع، لكن عليهم أن يتصرفوا كما لو أنهم يفعلون، أو على الأقل أن يتسامحوا معه بصمت، أو أن يتعاملوا بشكل جيد مع أولئك الذين يتعاطونه. ولهذا السبب عليهم أن يعيشوا عبر كذبة. ليس عليهم أن يقبلوا الكذبة. إنه من الكافي لهم أن يكونوا قابلين لحياتهم معها وداخلها. ولأجل هذه الحقيقة المجردة، فإن الأفراد يؤكدون النظام، يشغرون النظام، ويصنعون النظام، بل إنهم هم النظام.