Sunday, October 28, 2007

الخيط والأبرة





يقول واياوي في خماسيته الرابعة عشر بعدما مات موتته الأولى

أنهم يتكلمون و يكتبون وويسجنون يختفون ويقتلون وقليل من " يريد" أن يسمعهم وينتبه لهم ؟
يقول زاوي
يحدث هذا كما تعلمون كثيرا واسبابه كثيرة ايضا


Friday, October 19, 2007

أشواق الضوء للظلال



أما قبل فى تدوينة حكايا المدونات هل هو نوع أدبى جديد؟ وتحت عنوان الافتراضى: وفروضه وفرضياته وفرادته تناول لمعالم تشكل الحكي التدوينى أشرت فيه إلى أربعة مدونات اقتصرت عليها محاولات القراءة منهامدونة أيمن الجندي حريق الأبجدية وهذه القراءة تستلهم خصائص الحكي التدويني كما حاولت رصدها في حكايا المدونات سواء منها الخصائص النصية والخصائص التى تشكلها فروض وفرادة كل مدون وأنساق رؤيته التدوينية قراء ة فى نص: تعاريج من اللاوعي.....1 الصورة والعنوان بين الضوء والظل علاقة وجود كما هي العلاقة بين المعني والأثر ورغم أن توزيع الضوء على الأشياء يهمش المشد لصالح الجدران إلا أن الظل يبدو كداعم حقيقي للمعنى في الحقل البصري للصورة في حين يتعمد العنوان التباس كاد يتحول الى تلعثم لولا استناده الى حائط الرقم واحد بعد حرف" ال ي " المستريح على نقطتيه اللتين تبدوان وكأنهما قفزا الى أعلى من النص واستراحا يتأملان فى الكلمة السادسة من بداية النص بين كان وكانت متأرجحين بين اللاوعي ووعيه--- يعود الرقم واحد فى العنوان يوحى بدعم الحضور لهذا المنعتق الراسى أخيرا محتفيا بالوصول فى عيد ميلاد شمسه متجاوزا الوعي ومدعوما بشمسه غير الأرضية فلها أن تشرق على ما تشتهي فلغيرالأرضيين أن يسموا الأشياء كما يشاءون إذا كانوا تعلموا من قبل كيف ترانا الأشياء، نحن الأرضيون المحكومون بالوعي والمحجوبون عن اللاوعي وهكذا بين الصورة والعنوان تحترق الأبجدية والمعني أيضا ولكن كيف استطاع النص أن يستضيىء بشمسه غير الأرضية؟




النص




أيا كانت الطريقة التى أضاءت بها شمس الراوي غير الأرضية تلك الفجوة بين وعي الراوي ولا وعيه فقد نجح الراوى فى توهم وتهويم تلك الإضاءة خارج شروط الوعي فالا وعى لايظل كما هو إن كشف عمائه ففي ذات اللحظة يتحول ويفقد هويته ويخرج من فلكه مخلفا علامة فإذا استطعنا أن ننفذ لصدى خطاب الأغنية الشعبية التى تتغنى للحنطور والحنطره—درجن -- درجن وافترضنا أن التحنطر المشتهى هوتلك الصورة المتخيلة بكل شجونها لركوب الحنطور ومنها هذا الاسترخاء الذى يباغت الجسد فى حال استسلامه لاهتزازات عربة الحنطور المتناغم مع صدى حدوات الخيل –تلك الصورة المتوهمة عن امتلاك زمام الحركة من خلال التحكم فى إيقاع السرعة/الزمن/السير-- بأمر/ طلب مباشرلسائق الحنطور بالسرعة أو التباطؤ أوالتوقف فيبدو أن الراوي نجح فى نحت الكلمة "التحنطر" لتكون معبر / جسر يمرر من خلاله هذا الاضطراب المتعمد بين النص والعنوان ولعل التحنطر هنا هو الكلمة/الحالة /الثغرة التى تمثل ثقب المفتاح لباب النص ومنفذ التلصص لأجوائه وبهوه الداخلى ما يتراسل مع واقع يطرب لكلمات تشتق من خلال ترديدها منغمة بين الحبيب الذي غاية المنى عنده أن "يقعد قدام ويشد اللجام " وحبيبته والركوب بالدور ما يحتم حالة الالتباس/التعلثم فى العنوان وإن ظلت ظلال التكهن لها طقوسها التى لا تتعارض مع القراءة والعلاقة بينها وبين تفسير الأحلام فى عالم الحكي التدوينى فالعنوان له حمله ودلالته الحداثية والصورة تتراسل بظلالها فيما تتراسل مع التنوير /الحائط/ الجدار بكل تعاريج الظلال فيه وبينهما الراوي يحاول التملص من" رؤية الأشياء له وهو يراها كما تراه" فيما بين حريق الأبجدية وما يتشكل أوينطبع فى خاطره لقد ـ أخبرنا الراوى منذ شهور فى تعليقات" الحريق الرابع" التعليق الثامن عشر قائلا "انا راااااااااايح الجيش" --- والجيش لمن لا يعلمون" عالم له زمنه الخاص وعولمته الأخرى وشمسه الأخرى أيضا وجدير بتلك" الأنعم والأكرم فى نهاية النص، ورغم مشروعية قراءة النص منفصلا عن صاحبه بعد لحظة الأنشاء المتوهمة الا أن كاتب النص نفسه فى عالم القراءة يتبادل الحضوروالاختفاء مع النص ويبدو أحيانا كمشجب يتأرجح عليه النص كما يتأرجح البندول مجسدا حركة متخيلة للزمن يسمع نبضها وترصد حركتها فإذا كان الجيش /الحصان"كان يسحب"عربة/عالم الراوي ومصيره كمحطة/حاجز /قيد حتمي كما هو الشأن فى حياة معظم شباب المحروسة إلا من له "رحم" من دم أو نفوذ--- ما يؤدي إلى حتمية النظر فيما قبل وما بعد وليس المقصود هنا الحداثة ولكن ما قبل دخول الجيش وما بعده، بين قيود -- ما قبل—وبراح-- ما بعد-- أن أظل للبراح ظل من أتون شمس الواقع ووقائعها وهذا يلقي بظلاله أيضا فيما يلقي على مجمل رؤية الراوي قبل وبعد وما بينهما لقد كان العنوان معتصما باللاوعي الملتبس بغياب طويل عن إنتاج النصوص إلا إذا اعتبرنا كل ما سبق ومنه مدونة الراوي المحجوبة"مر الكلام زي الحسام " تمهيد للتلامس مع واحدة من تلك الدوائر التى بدأت الدوران فى فلكها الأهليلي حول رأس الراوي لتأسس لعالم غير العالم بداية الخلق لافكار غير الأفكار—كلمات غير الكلمات--- ليس هذا فحسب بل --- بداهات غير البداهات فالسقوط فى بئر الوعى (الجملة العلامة) والذي هو هنا منطقيا الاستيقاظ/الانتباه من الحلم ،كحتمية واقعة يبدو هنا وكأنه قيد للرؤية بحدها االبصرى المباشرالمحدود وتلاعب الحواس بها لأجد السمراء مازالت بجانبى— ولكن تظل تعاريج الوعى لها خيوطها ---أنا لم أفقد الوعي بعد فالتحنطر يبدوا كمرحلة ما بين تعاريج الوعى ولا وعيه المشتهى – قاب قوس أو قوسين يؤسس لسؤال بين الكاتب والقارىء مدشنا للنص بصمته فى صياغة حواريه خارج عوالم اللاوعي وإن بدت مختلفة قليلا أو كثيرا ليكون لسؤال -- ولكن ما أهمية ذلك؟؟ --- موقعة داخل مثلث الحكي التدويني نص وكاتب و قارىء فالنص يخبر عن كاتبه للقارىء كما تخبر صفحة الوجه عن حال صاحبها لا كما يقول هو عن نفسه هى ما زالت بجانبي وهذا يكفينى لاتأكد من أنى ما زلت فى صحراء الوعي وتلك الأفلاك الدائرة التى تحاول إخراجى قد فشلت تماما فى مهمتها إذا فتلك السمراء رغم أثر وجودها هذا الشىء العظيم— نعم ( فوجودالأنثى فى النص له جاذبيته فى عالم السرد شديدة الإغراء والأغواء بكل ممكنات هذا الوجود االذى يسع الوعى وكل ما يمكن من تعاريج اللاوعي وما يتيسر من فضاءات المخيلة-- ومآرب أخرى ما قد يضيف " لون " خاص ولو فى ذلة كلمة أو ذيل حرف) إلا إن كلمة "تلك "التى تسبق السمراء تسارع لتلبيث/ تهميش هذا الوجود وتزحزحه للظل الكثيف لتشكل حدا فاصلا بين الحلم-- والاحتلام لهذا الشاب المشرف على الخروج من الوعي داخل النص تبدأ /الحركة/البرجراف الثالث من النص— بنداء عقيري يمسرح حرف" الميم" بكرم حاتمى يضاعفها لأربعة عشر مرة -- يا عم فهممممممممممممممي لتلوح ظلال – عجوزالحريق الرابع -- بكل مهاراته التنكرية لتلقي على جانب النص أشباح الأنوار/التنوير بين العربة والحصان وأن سبقت العربة هنا الحصان فى قيادة لاواعية فالحصان ورغم سحبه لها إلا أنه ليس "فارسها/فرسها الأول فبين الغناء والحدو وشجن الحكى لسائق حنطور قديم وبين زر كاست عم فهمى ما يسع كل أدوات التنكر والمتنكر ذاته تتشابك الدلالات بين تلك الغنوه الشعبية" الحديثة" التى يغني فيها المغني لنفسه مشتهيا التحنطر والركوب قدام والغنوة القديمة--التى تغنى فيها الحبيبة والحبيب والأسطى للجوز الخيل والعربية طالبة منه أن يسوق لحد الصبحية على وحده ونص وليغنى الأسطى معها ياليل ياعين في تشابك لاتدعمه الكلمات فحسب ولكن اللحن والمعنى أيضا، ليشكل الحنطور وركوبه طقس كامل من الشجن مقابل أصمت ثم أسرح في صوت خطوات الحصان المنتظمة فتبادر هي.....سكت ليه؟؟....مش عايز تكمل؟؟ لا لا عادي بس سرحت "فالتحنطر" هنا وحالته التى تتلاحم مع العنوان وتعاريجه التى تتحنطرفي وعى الراوي ما يستدعي مآلات التحنطر في مقام بين الصبر الطيب والجزع كرافد من روافد اللاوعي يلقى بظلاله على كل ما تغني للحناطير وزمانها--- ينظر لي ببطء فرس نهر عجوز ثم ينظر للكاسيت الذي يصدح بأغنية شعبية تتحدث عن الحناطير والحنطرة ويتمايل معها لثوان ثم يلبي رغبتي يبدأ الراوى المقطع الرابع بسؤال يتخطى الأهمية الى الكيفية لست أدري لماذا كلما أحببت أن اتأكد من أنني لست أحلم وأن ما يحدث هذا حقيقي أنظر لها؟.....هي غير جميلة وأن كانت تحمل جاذبية شرقية تذكرك بالهنديات . حتي أنني لا أتذكر أين عرفتها ,هو بالتأكيد خلال الأيام الثلاثة السابقة حين بدأت أحلم وأهذي كثيراً إذا فذات الجاذبية الشرقية التى تواكب حضورها مع بداية الحلم والهذيان أصبحت بطريقة غامضة دليل الراوى بين الحلم والحقيقة فهى غير جميلة ولكن ما " يثير" فيها أنها كانت تحمل جاذبية شرقية تذكرك بالهنديات يربط الراوى بطرف خفى بين الذكرى والتذكر والأين والجمال هي غير جميلة--- حتى أننى لا أتذكر أين عرفتها ؟ يبدأ الراوي الحكى بحوار محذوف البدايات يستخدم الإشارة والحوار حاكيا على هامش النص فى الوعى وإن كان غير ذلك في ( لا وعي هذا الوعي) عن هذا الواحد صاحبه الأسبانى الذى "طقت فى نافوخه أن يزور مصر--- وبصرف النظر عن طريقة الطق فى النافوخ الأسبانى"بكل إرث مناطحة/مصارعة الثيران—إلا أن الراوي يواصل الحوار مع سمرائه عفوية الأسئلة بالتحسر على ما كان وما قدر-- مطعما الحكي بكثافة الغموض شايفة البيت ده ؟؟........ أيوه شايفاه...... البيت ده في الدور التاني كان ساكن واحد صاحبي أسباني كان عايش في بلدهم لا بيه ولا عليه لحد ماطقت في نافوخه يزور مصر ويا ريته ما زارها ثم وفى جملة حوارية من خمس كلمات وثلاث علامات للأستفهام يدعم الراوى الغموض خالطا بين التعجب والاستنكار ليه ....؟.....ليه يا ريته ما زارها ؟؟ فالجملة عبارة عن سؤال تعجب فى كلمة (ليه---) كجواب يعيد صياغة السؤال الكلمة مستنكرا السؤال تاركا السائلة والمتلقي من خلفها فى دهشة مضاعفة ما يفعل للراوى سلطة الحكي ويهيىء له تفعيل الغموض كوسيلة لمباغتة مخيلة المتلقي لنفوذ ما لايقال أو ما يسكت عنه وكأن ما لايحكيه الراوى هو جوهر الحكي نفسه، فقد يكون ما بين الزلطة التى تلعب جوه الدماغ والحرية بقدر ما يكون بين الصخر وعوامل التعرية من رياح وأمطار وحرارة وتفاعل بينهم ، بقدر ما يكون أيضا بين أغنية شعبية وحكي فى عالم التدوين يوضح الراوي قائلا :كان من النوع اللي مش مستريح وحاسس ان فيه حاجة غلط حواليه.....حاسس بزلطة بتلعب جوه دماغه......الحرية يا جميلتي الحسناء....الحرية...كان أنسان حر أوي وبصرف النظر عن المأساه أو الملهاة هنا وما يسوق اليه النص لينسج أسطورة آندى الذى يلف الغموض العلاقة بين موته وحريته وصديقه الراوي، بين الهجرة في الزمن والهجرة في المكان بين السفروالحرية والموت بين الفهم وعدم الفهم بين الوعي واللاوعي بين الحكي والمعنى بين جاذبية تلك الملامح الشرقية لتلك الفتاه غير الجميلة فى البداية وهى أيضا جميلتى الحسناء فى النهاية بين علامات عدم الفهم على وجهها والاستنكار والبلاهة فى مقابل فعل هذا الشاب الغربى آندى الذى استجاب للنداهة ليتحول لحكاية يحكيها راوى شرقي الهوية غربي الهوى بين آندى الرجل وأندى الأنثى ذات الجاذبيه يراوغ الراوى المعنى بين مد الألف وهمزها ،آندى/أندى/آندى ليعبد للتأويل تعاريجه شديدة الخطورة خلاسية النوع محاولا الانحياز لللاوعي داخل حلم لا يزال يتحنطر فى تعاريجه اللاواعية بهزيان يبدو كستار يتخذه الراوي ، الا أن ما يتحنطر هنا هو تلك المساحة والفجوة سحيقة الغور بين الهذيان كحالة لها ما يبررها لايؤاخذ عليها المرء من هم أوغثيان و مرض على المستوى الذاتى أو هامش خطاب ونسق على المستوى الاجتماعي وبين التهاذي كحيلة على الراوي ان يجتاز بها حلمه القادم بما يلائم صحو حلم واعي داخل تعاريج لاواعيه أمابعد إذا كانت الخصائص السياقية والنصية تمثل إطار عام داخل الحكي التدويني فإن هذا الأطار تعكس نقوشه الخارجية ظلال فرادة المدون وما تشكله قراءته لمدونة الزمن من خلال زمنه الخاص، فى حين يكون جوهر هذا الإطار شفرة المدون المعرفية وموقعه الايدولجي إلى جانب ما يتراسل داخل المدونة نفسها من نصوص بصرية وسردية وصوتية على ضوء رؤية المدون الخاصة للتدوين كوسيلة للتواصل والتلقي