Monday, October 31, 2016

عن الدولة والشعب والسلطة



قراءة



 رؤية تجردت عن ومن السلطة السياسية، تتهادي "كالغـَدقُ" من الناس وإلى الناس
 :وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا (الجـن:16):

"فيه حاجة بتخلى عيون الخلق ما تنامشى
وبتخلى المدن تمشى
وتخرج زى كلمة حق من غير قصد مابترجعش لو طلعت
 وم الأسمنت والأسفلت .. يفلت فلت .. نهر مقدس الجريان."

تميم البرغوثي : ياشعب مصر

نعم، هي الحقيقة العلمية بين تخصص العلوم السياسية ورحابة ووسع الإبداع الشعري الذى ينطلق من رؤية تنتمي للأمة، تتهادى كأمر طبيعي كذلك :"يا أُمَّنا لا تَفْزَعِي مِنْ سَطْوَةِ السُّلْطَانِ". أَيَّةُ سَطْوَةٍ؟ "مَا شِئْتِ وَلِّي وَاْعْزِلِي، لا يُوْجَدُ السُّلْطَانُ إلا في خَيَالِكْ"،
 وكالنداء فى: "أيها الناس أيها الناس أنتم الأمراء بكم الأرض والسماء سواء يا نجوما تمشي على قدميها كلما أظلم الزمان أضائوا قد علا في أرض الإمارات صوتي قد علا في شرق الجزيرة صوتي ما بي المال لا ولا الأسماء بغيتي أمركم يرد اليكم فلكم فيه بيعة وبراء لا يحل بينكم وبين هواكم عند ابرام أمركم وكلاء"
 وكالنفير في: "هانت وبانت ياناس مفيش حاكم إلا من خيال محكوم..
دايما مفاجأة ودايما وقتها معلوم"،
 ثم كالهدير فى: "ياشعب مصر : لما البشر يتجمعوا تبان السما عالأرض و لما البشر يتفرقوا تلقى السما بتنفض" و
يا شعب أنت اللى كارم كل من حكمك الدولة دى عارفه تحكم بس من كرمك كشر لها وهيحتجيلك تبوس قدمك ما فيش حاجه اسمها مليون راجل اتغصبوا


وكأنها قاعدة كونية في: "منصورة يامصر: لو جيت لوحدك، ها يضرب، والرقاب ها تطير وان رحت مليون، ها يهرب وانتَ تبقى أمير"

وتتبدى من داخل البردة في :"
وَاْنْقَضَّتِ الرُّومُ والإفْرِنْجُ تَنْهَبُهَا    فَفِي الفُرَاتِ لَهُمْ خَيْلٌ وَفِي بَرَدَى
وَقَسَّمُونا كَمَا شَاؤُوا فَلَو دَخَلُوا    مَا بَيْنَ شِقَّي نَواةِ التَّمْرِ مَا اْتَّحَدَا


 وهكذا تتواصل الرؤية وتتوزع في الدولة بين الضباع والغزلان فى هذا الابداع "التقني " الذى تمازج فيه  الفنون الرسم مع الموسيقى مع فن الالقاء والحضور

:" فَقَطْ لَوْ غَيَّر السِّربُ اتِّجاهَ الرَّكْضِ عَاشَ جَمِيعُهُ"


Sunday, October 30, 2016

مع تميم: المنظر





قراءة 



تنساب الرؤية وكأنها توصيف شفيف ومحايد لعبثية اللامبالاة والجمود بين الشاهد والمشهود ، تبدأ المنظومة كحوار حميم متواصل بين متحاورين أو بين الراوي والجمهور
"خد عندك " أوصف قهوة فى الشارع
والوصف والتوصيف لايعنى مجرد نقل ما هو ظاهر ومبذول ولكن كما" في القدس" بحث في الدهر الكامنٌ المتلثمٌ الذي يمشي بلا صوتٍ حِذار القومْ
" فخد عندك" تحجب أكثر مما تبدى فلم يتسنى لنا معرفة ما يتحاجج عليه المتحاورين بل علينا أن نستخلصه من نص الحكي المنظوم
فحديث "القهاوي" بين الجد والهزل له تاريخ وقصص وسيرعلى طوال المئة عام الماضية فى المحروسة والقهاوي الشعبية عبارة عن كتاب مفتوح لرصد تقلبات الزمن والناس ، ولكن هؤلاء المتفرجين على مسرح الحياة من مقاعدهم فى مواجهة "الشارع" يتحولون من شاهد الى مشهود يتحولون الى "المنظر " فى عين الساعي فى الطريق
تبدو محاولة الشاهد "الشاعر" لتوصيف حالة الانسحاب من الفعل بالجمود "قتل الوقت " التلاهى والتلهية بتكثيف الجمود والدخان والسأم ، فى انتظار الخلاص أو الانفلات من حالة العجز وقلة الحيلة والتحديق في وجه العبث /المنظر في انتظار الشمس التى تشرق على الرؤية
فبين الوصف الخارجي
"الصورة والصوت " تداخل الدلالات ؛ فالرجل فوق الرجل ليس استرخاء "هنا" ولكنه توتروتحفز وكأنه تردد لشوط الكرة هو ركل فى الداخل والخارج لأنه يلامس البعد الداخلى "
قاعد ينطق فيها أحواله كما الكورة ... بين النطق والتنقيط في المنظر تداخل تستحيل فيه الكورة إلى بلورة تصلح لقراءة الحال واستنطاق المآل
لاحدود هنا بين لاتناهى الدلالات وتشظيها بين المنظر والشاهد والمشهود
بين ظاهر ليات الشيشة وباطن قوايش العسكر
بين تصنيفات البشر فى المنظر مترصرصين ومرصرصين
والتناغم بين الرصين والقهوجي والبرمجي والبهرجي والمعترض والايوجي
و بين رأى طوب رصيف الشارع في المنظر وحال الأمة خارج المنظر وهي على شفا الأخدود فى أنتظار تبديد ضباب المنظر الباهت بسطوع الشمس ذات اليد الثقيلة الوضوح لذا فهي مؤلمة بقدر ما هي شافية بوجودها الكاشف والساطع المستعصي على التحديق المباشر فى وهجها
المنظر كنص يتواصل فيه الشعر مع الرسم والموسيقى والإلقاء و_التقنية _لايبدو فيه أى شكل من أشكال "التلصيم" بل يبدو متماسك وقادر على مواجهة الشمس متناغم ومنفتح يسع من القراءات الكثير منها رؤيته كحال تأبين لخطاب مستسلم وعاجزولامبالى وأنتباه لخطاب لازال يتشكل ويمتلك الوسيلة في المنظور
تحية وتقدير واحترام لكل فريق العمل