ليس هناك ما يسيء إلى القيم مثل استدعائها إلى غير مجالها، فذلك يدفع إلى ميادين القتال جيوشا بلا خطط، ويحمل إلى المواقع ذخائر بغير مدافع، ويلقى على الأرض شحنات قابلة للانفجار دون قوة إطلاق تأخذ حمولات النار إلى هدف. هيكل.. الكتب وجهات نظر العدد الثامن عشر
يقول جون فوستر دالاس
إن سوريا موقع حاكم في الشرق الأدنى. هذه أكبر حاملة طائرات ثابتة على الأرض في هذا الموقع الذي هو نقطة التوازن تماما في الإستراتيجية العالمية... ثم يضيف: هذا موقع لا يجازف به ..أحد.. ولا يلعب فيه طرف
قلت في بداية الاحداث :نعم كان حافظ الأسد محنكا وبارعا في سياسته الخارجية ولكن على بشار أن يصنع معادله جديدة للسياسة الداخلية لسوريا وعلى تحالف الفساد وسدنة ديكتاتورية الحزب الواحد أن يدركوا أن الحرية كالمسمار كلما قرعته على رأسه كلما رسخ والشعب السوري كما يخبرنا التاريخ له صوله لا تبقي ولا تذر فلا تقطعوا شعرتكم التي
أخترعتوها مع الناس حينها كنا نظن أن هناك رؤية سياسية تحكم سوريا
، يحكي محمد حسنين هيكل عن موقف له مع ذلك الحزب عندما طلب منه حافظ الأسد الاجتماع برجال الحزب وفاجأهم هيكل بسؤال عن ماذا هم فاعلون إن اختفي حافظ الأسد وخيم الصمت على القاعة ولم يقطع الصمت سوى ضحكة من الوزيرة ، وبين جلجلة ضحكة الوزيرة في قاعة الاجتماع وصمت رجال الدولة تلخصت سياسة الدولة الداخلية، كانت سوريا تحكم بقبضة حديدية أموية الدهاء.
وعندما اختفي حافظ الأسد وجيء ببشار لحكم سوريا ولأكثر من عشرة أعوام فأين كانت السلطة ؟ في أول تعليق على انتفاضة الشعب السوري قال بشار انه لم يأمر بإطلاق النار فمن يطلق النار في سوريا؟
من الواضح أن هناك وضع شديد التعقيد في سوريا، عندما نطالع تلك الوجوه التي تعبر عن النظام في سوريا نشعر بنوع من الدهشة لغياب السياسة في هذا الخطاب الخشبي المتحذلق، نعم غاب الخطاب السياسي في تونس وفي مصر وفي ليبيا وفي اليمن وفي البحرين وحضرت القوة العارية والبلطجة و انتصرت إرادة الشعب في تونس وفي مصر وتسير على نفس الخطى في ليبيا وفي اليمن وفي البحرين في جدل وصراع داخلي وإقليمي وعالمي ستنتصر فيه الشعوب إذا أرادت ، ولكننا ومن خلال تموقع النظام السوري في موقع المقاومة والممانعة كنا نظن - وبعض الظن أثم- أننا سنجد للسياسة موضعا في الحالة السورية ولكننا وجدنا أن كل ظننا أثم في هذه الحالة. ها هي الحقيقة سافرة... بشار لا يملك من الأمر شيء وما هو إلا أسير تحالف الفساد وديكتاتورية الحزب الواحد، ويؤكد هذا مجموعة من الأحداث التي مرت عبر السنوات القليلة الماضية ومنها اغتيال عماد مغنية في سوريا وقبلها تصفية مستشار بشار الأسد العميد محمد سليمان وقبلها انتحار اللواء غازي كنعان فمن كان وراء هذه التصفيات؟ هل هي نفس اليد التي تطلق الرصاص الآن؟ يبدو الدخول في سيل التخمينات لن يفضي إلى شيء ولكنه يلقي ببعض الأضواء على مشاهد التصفيات العلنية للشعب السوري على قارعة الطرقات.
إذا كانت التصفيات الداخلية نجحت في تمكين قبضة الفساد وديكتاتورية الحزب في سوريا فإن تصفية الشعب السوري العلنية هذه ستضع السلطة في يد الشعب السوري لأول مرة منذ مئات السنين، فهبة الأمة هبة حقيقة لها مدها التاريخي والموضوعي أيضا، فالثورة ثورة الأمة وهذا ما لم تدركه كل النظم في المنطقة وهذا وهو نفسه سبب خروج أبواق هذه النظم بتلك الصورة الهزلية على شاشات الأعلام وهذا ما يجعلنا نوقن بأن الشعب السوري سينتصر وستنهض الأمة
يقول جون فوستر دالاس
إن سوريا موقع حاكم في الشرق الأدنى. هذه أكبر حاملة طائرات ثابتة على الأرض في هذا الموقع الذي هو نقطة التوازن تماما في الإستراتيجية العالمية... ثم يضيف: هذا موقع لا يجازف به ..أحد.. ولا يلعب فيه طرف
قلت في بداية الاحداث :نعم كان حافظ الأسد محنكا وبارعا في سياسته الخارجية ولكن على بشار أن يصنع معادله جديدة للسياسة الداخلية لسوريا وعلى تحالف الفساد وسدنة ديكتاتورية الحزب الواحد أن يدركوا أن الحرية كالمسمار كلما قرعته على رأسه كلما رسخ والشعب السوري كما يخبرنا التاريخ له صوله لا تبقي ولا تذر فلا تقطعوا شعرتكم التي
أخترعتوها مع الناس حينها كنا نظن أن هناك رؤية سياسية تحكم سوريا
، يحكي محمد حسنين هيكل عن موقف له مع ذلك الحزب عندما طلب منه حافظ الأسد الاجتماع برجال الحزب وفاجأهم هيكل بسؤال عن ماذا هم فاعلون إن اختفي حافظ الأسد وخيم الصمت على القاعة ولم يقطع الصمت سوى ضحكة من الوزيرة ، وبين جلجلة ضحكة الوزيرة في قاعة الاجتماع وصمت رجال الدولة تلخصت سياسة الدولة الداخلية، كانت سوريا تحكم بقبضة حديدية أموية الدهاء.
وعندما اختفي حافظ الأسد وجيء ببشار لحكم سوريا ولأكثر من عشرة أعوام فأين كانت السلطة ؟ في أول تعليق على انتفاضة الشعب السوري قال بشار انه لم يأمر بإطلاق النار فمن يطلق النار في سوريا؟
من الواضح أن هناك وضع شديد التعقيد في سوريا، عندما نطالع تلك الوجوه التي تعبر عن النظام في سوريا نشعر بنوع من الدهشة لغياب السياسة في هذا الخطاب الخشبي المتحذلق، نعم غاب الخطاب السياسي في تونس وفي مصر وفي ليبيا وفي اليمن وفي البحرين وحضرت القوة العارية والبلطجة و انتصرت إرادة الشعب في تونس وفي مصر وتسير على نفس الخطى في ليبيا وفي اليمن وفي البحرين في جدل وصراع داخلي وإقليمي وعالمي ستنتصر فيه الشعوب إذا أرادت ، ولكننا ومن خلال تموقع النظام السوري في موقع المقاومة والممانعة كنا نظن - وبعض الظن أثم- أننا سنجد للسياسة موضعا في الحالة السورية ولكننا وجدنا أن كل ظننا أثم في هذه الحالة. ها هي الحقيقة سافرة... بشار لا يملك من الأمر شيء وما هو إلا أسير تحالف الفساد وديكتاتورية الحزب الواحد، ويؤكد هذا مجموعة من الأحداث التي مرت عبر السنوات القليلة الماضية ومنها اغتيال عماد مغنية في سوريا وقبلها تصفية مستشار بشار الأسد العميد محمد سليمان وقبلها انتحار اللواء غازي كنعان فمن كان وراء هذه التصفيات؟ هل هي نفس اليد التي تطلق الرصاص الآن؟ يبدو الدخول في سيل التخمينات لن يفضي إلى شيء ولكنه يلقي ببعض الأضواء على مشاهد التصفيات العلنية للشعب السوري على قارعة الطرقات.
إذا كانت التصفيات الداخلية نجحت في تمكين قبضة الفساد وديكتاتورية الحزب في سوريا فإن تصفية الشعب السوري العلنية هذه ستضع السلطة في يد الشعب السوري لأول مرة منذ مئات السنين، فهبة الأمة هبة حقيقة لها مدها التاريخي والموضوعي أيضا، فالثورة ثورة الأمة وهذا ما لم تدركه كل النظم في المنطقة وهذا وهو نفسه سبب خروج أبواق هذه النظم بتلك الصورة الهزلية على شاشات الأعلام وهذا ما يجعلنا نوقن بأن الشعب السوري سينتصر وستنهض الأمة
No comments:
Post a Comment