Monday, May 28, 2007

حكي عن هوامش تشكلات السؤال



أنا علان العلاني أكتب عن فلان الفلاني لا تخلطوا بين فلان وبين شخص آخر لاترعكم سكرة الموت فما-- هى الا أنتقال من هنا


ماارى نفسي الا أنتم -- و اعتقـــــادى أنكم أنتم أنا


السهروردي


إهداء بيان رومانسي


إلى الصبي الذى زجره والده عندما اقترح غرفة للحوار في المنزل، وبعدما مرت الأيام وشاءت الأقدار قام هو بنفسه بإغلاق غرفة حواراته ،(ترى هل تذّكر) تلك الزجرة وابتسم؟ إلى من أدخلنا إلى حكاياه وأغلق الباب وأضاع المفتاح، إلى من اشتققت اسمي التدويني من اسمه، إلى فلان الفلاني الذى استجبت لقوله: إسمعونى أنا فلان الفلاني لا تخلطوا بينى وبين شخص آخر.


فى البوست السابق والأول عن حكايا المدونات كتبت هذا الكلام:" رغم أن حلقة من الحلقات المبكرة لبدايات هذا الرصد وتراكم تطوره قد اختفت من على شبكة التدوين باختفاء مدونة الفنان الكبير والأخ العزيز فلان الفلاني حكايات فلان الفلانى وكان علي أن أجعل لهذا الكلام المرسل سياقا، نظرا لأن تلك الحلقات المبكرة لبدايات هذا الرصد تشكل أهمية لمن يهتم حقيقة أوسوف يهتم بالحكي فى عالم التدوين، ولذلك سوف اعتمد مضطرا على ما حفظته لدي، فالفنان الكبير وبصرف النظر عن الأسباب التي جعلته يحجب حكايات فلان الفلاني له أثر فى عالم التدوين ما زال موجودا، وبرغم مرور شهور طويلة على غياب فلان ومدونة فلان لم اتأقلم مع فكرة الكتابة عن فلان وليس مع فلان ولكن هناك نص ظل يتراكم من فائض التأملات فيما بين فلان الفلاني وعلان العلاني، فالعلاقة بين فلان وعلان تمثل بشكل ما وجه من أوجه الفرادة أنتجها عالم التدوين لأنها علاقة بين نصوص بدأت من نص وتفاعلت بتبادل نصوص بيننا كما هو الحال بين فنان وقارىء فعلى امتداد تلك العلاقة كان التدوين وتبادل التعليقات هو وسيلةالتواصل الوحيده لم يحدث تواصل مباشر حتى عن طريق البريد الألكتروني رغم أنه كان متاح،ولم يكن السبب غامضا بالنسبة لى بل لعله كان مقصودا، أولا احتراما لرغبة فلان أن يكون فلان الفلاني ، وثانيا الرغبة فى الحفاظ على هذا التجريد المضاعف عندما يكون التواصل متحررا من كل "قيود المعرفة" فالأسم والشكل حجاب داخل عالم التدوين، وعلى أية حال لنتأمل فى حوارات فلان مع علان لنرصد معا البذور الأولى لتشكلات السؤال عن حكايا التدوين وهل هو نوع أدبى جديد؟ عندما أكتب عن فلان فلابد أن أحكي عن الحكايا وعن فلان بما يليق بفنان كفلان، ولكن كيف يكون الحكي "عن" فلان أو حكاية التدوين بين فلان وعلان؟ ويبدو أن فلان كان متحسبا وكان كريماولم يفوته ترك وصايا، فقد أوصي فلان من يريدوا أن يحكوا قائلا "قولوا كان ياما كان، حتى ينصت إليكن السامع ويمتلىء بالشغف والحنين."فلو بدأت الحكي عن أول تعليق لى عند فلان بتوقيع مجهول الذى كان عبارة عن بيتين من الشعر


لقد أسمعت لوناديت حيا--- ولكن لا حياة لمن تنادي فستبدو بداية الحكايا خالية من وصايا فلان التى تحث على جعل المتلقي ينصت ممتلأ بالشغف والحنين ولو بدأت الحكي من تلك القصيدة التى تكاملت بأكتمال الرؤيةوقمت بأهدائها لفلان وكانت بعنوان : بغتة المعنى من حيث لايدرى الأثر فلن أصل للمتلقي ما تقصدت له بطرح ظروف وأجواء عملية الرصد لهذا النوع الأدبى بكل بداهاتها وعبلها ، لهذا قد يكون من" الملائم" أن أحكي كيف كان أول بوست لي معلقا عند فلان أوبصياغة أخرى قصة أول بوست لعلان عندما قام بنشره فلان فى مدونته وكان تحت عنوان


ما يكتب وما لايكتب كتب علان يقول:-- يحكى لنا الكاتب الكبير محمود السعدنى انه عندما دخل على انور السادات بعد عودته الطوعية الى مصر بعد المنفى ،وفى أول لقاء كان السادات يجلس مزهوا بنفسه ومنفوخا فما كان من الكاتب الكبيرالا ان تقدم سريعا مدا اليه يده قائلا- والله منته قايم ياريس- خليك قاعد. لا أدرى لماذا تداعى الى ذاكرتى هذا النص الساخر ،عندما قرأت تلك المدونة رغم ماتحتوى من مرارة لقد لمست جرح نازف منذ ما قبل النكسة اى منذ أنفصال او ارتفاع قناع الحلم عن الوهم ، تقول لنا المصادرلقد امطرت الجماهير جيش مصر بقنابل من النكات حتى اضطرت القيادة السياسية ان تدخل متشفعة وتلك كانت اكبر نكتة، المشكلة يا فلان ان خمسون عاما فى تاريخ شعب ليس شىء ذى بال ولكنها العمر كله لجيل، وقديما قال معاوية عندما اكتملت عوامل الفتنة مهددا ومتوعدا جيل الصحابة اى جيل التاسيس ولم يكن مر اربعون سنه على الهجرة، وهو من الطلقاء وممثلا الأرستقراطية الأموية بعد التمكين قال معاويه للصحابة وفيهم المبشرون بالجنة واهل بدر--- إنما ينظر التابعون إلى السابقون، والبلدان إلى البلدين فإن استقاموا استقاموا.. وأيم والله لئن صفقت إحدى اليدين على الأخرى لايقوم السابقون للتابعين ولا البلدان للبلدان.. وليسلبن أمركم.. ولينقلن الملك من بين اظهركم فما انتم فى الناس إلا كالشامة السوداء فى الثور الأبيض، وقبلها كان توعد عماربن ياسر بالمدينة قائلا – ان بالشام مائة الف فارس ،كل ياخذ العطاء مع مثلهم من ابنائهم وعبدانهم لايعرفون عليا ولا قرابته، ولاعمارا ولا سابقته ولا الزبير ولا صحابته، وما اقصدة من سرد تلك الرواية انه فى التاريخ وحتى فى وجود بنيه مؤسسية متينة فإن الجماهير من الممكن التلاعب بها ،...وما هدد به معاويه بلغة العصر ... ان هناك من هم فى قطعية معرفية مع الجذورعلى هشاشتها وفى غيبوبة عن السياق رغم التباسه ولا يروا الا ما ارى نفس الخطاب الذى تستند اليه أي سلطة قاهرة يقول الكاتب والمفكر الكبير جمال حمدان فى مقدمة كتابه شخصية مصر تحت عنوان- مايكتب وما لايكتب- وبعد ان يحلل ما يسميه الشوفينية الساذجة البلهاء او الهوجاء . انه مركب عظمة بكامل ابعاده وبكل معنى الكلمة وهذا – سنرى ، بل ما نرى حولنا بالفعل --- مقتل حقيقى كامن للشخصية المصرية . فمن المحقق الذى لا يقبل الجدل أو لجاج ان كل مركب عظمة فعلي أومفتعل انما هومركب نقص مقلوب انه تعويض مريض عن شعور هو أصلا مريض :بعدم الثقة ، والعجز و القصور ، باليأس والضمور والإحباط والانحدار ...ألخ. ويقول المفكر الكبير -- لاغرابة ان نجد معظم ما يكتب عن مصر غالبا مايجنح الى المغالاة والتطرف اما نحوالتهويل او التهوين موضوع بلا موضوعية! عند هذه النقطة ، وبغض النظر عن التشهير والتشويه أو النقد المغرض الهدام البادى الدوافع والأهواء والعداء ، لايمكن لكاتب أوعالم او مفكر ان يوجه الى مصر نقدا موضوعيا بناء صادقا ومخلصا الا وعُدّ على التو والفور وللغرابة والدهشة : عدوا بغيضا أو حاقدا موتورا إن كان أجنبيا ، وخائنا أعظم او أحقر إن كان مصريا، وهذا وذاك إنما – افتراءات على مصر والمصرين- او أكاذيب واباطيل...ألخ . وبالاختصار ، فنحن المصريون اكبر جدا من النصح ، ومصر فوق النقد. موقف خطير للغاية، ويصل الى حد الارهاب الفكرى – والمصادرة على المطلوب— مسبقا . وهوببساطة مفجعة وأكبر ضمان للتدهور والانحدار الى ان يقول صاحب شخصية مصر - الغريب المؤسف ان الشعب المخدوع الساذج نصف الجاهل قد يستأسد ويبطش بابنه ناقده الوطنى الذى يريد له الخير والسيادة فيدينه ويسلمه تسليما لسوط الحكم، وذلك بالقدر نفسه الذى يخنع فيه ويخضع ويستكين تحت هذا السوط. وهكذا للغرابة والدهشة قد نجد الشعب المسكين المضلل _ولا نقول الخائف المروع_ يتبادل مع قيادته العاجزة الفاشلة الباطشة غالبا وجلاده الغاشم الخائن أحيانا أنخاب خداع النفس وعبادة الذات الأول يتغابى عن عيوبه الجسيمة بل ويتغنى بها، والثاني يلهيه ويخدره عن استبداده وقهره أو خيانته وغدره بأحاديث المجد والوطنية ولقد يشارك بعض زواحف الكتاب الانتهازيين والمأجورين والعلماء العملاء فى هذه المحاورة المخزية أو الديالوج المدمر ، فتمجد كل سلبياتنا ومثالبنا بأى منطق ، بل وقد تزين لنا العبودية فى الداخل و/أو فى الخارج أى للحكم الغاشم أو للعدو الغاصب على الترتيب. ولئن كان منطق عملاء الطغاة الزائف ليس الا منطق العبيد الا ان الناقد المثقف المفكر الوطنى الحق يجد نفسه هكذا فى النهاية محاصرا - للغرابة والدهشة أكثر--بين قوسين من الإرهاب والترويع الفكرى والجسدى، الحاكم الطاغية المغتر من جهة والشعب المكبل المقهور المغلوب على أمره من الجهة الأخرى. وهكذا يعود الناقد الوطنى مرغما مرة أخرى إلى المنطق المعكوس المرفوض، منطق (عيوب هذا الشعب وأمراضه ومآسيه ومآله ومصيره هى جميعا عقابه الطبيعى المستحق)--- انتهى--- وهكذا يا فلان المخلصين لهم عيون ترى مالايراه المنشغلون عن العيش بالمعاش يقول عبد الجبار النفرى كلما اتسعت الرؤية ضاقت العباره ، كيف تكون محبط بل المحبط الحقيقى هو من باع انت مناضل وستظل هذا ما تقوله نصوصك انت محب لبهية وهذا هو حال المحبين واسئل ابو نواره


عندما علقت بهذا التعليق عند فلان الفلاني حذف فلان الكلمات ذات اللون الاحمر باعتبارها فى مجال الخاص بين فلان وعلان فى التعليق ثم قام بنشرالنص/التعليق كبوست فى مدونته بعنوانه تسبقه جملة يقول علان العلاني و اتبعها بإعتذار عن النشر بدون أذن بل وعندما توالت التعليقات فإن فلان طلب علان ان يرد على ما يخص هذا البوست على المعلقين فكان هذا البوست اول بوست لى كمدون وكنت حينها أقوم بالتعليق داخل عالم التدوين مشفقا من التدوين وما يؤدى له من أغواء سلطة الكاتب واستبداد الكتابة، ثم توالت الحوارات والتعليقات والقراءات بيننا وتراكمت بحيث تصلح للنشر كنصوص ، تحت عنوان بين فلان وعلان فعندما اعيد النظر فيها وغزارة ما كتب اشعر ولا زلت بدهشة من الحجم الذى اتاحه لى فلان فى مدونته بكل سماحة ورحابة وسمو نفس ووضاءه تعكس روح فنان حقيقى واصيل يثق فى موهبته ثقة لا تتزعزع ولهذا هويحتفي بكل صاحب هم معرفي ، وأندهشت أكثر من الغفلة الكبيرة التي جعلتني اعتدي بشكل ما على ما يمكن ان يقال عليه خصوصية مساحة المدون والمدونة في المحتمل التدويني، عندما اتأمل فى ماحدث بين الكاتب الفنان هنا والقارىء والسياق الذى تم فيه تبادل الأدواربين كاتب/ قارىء/ كاتب أرصد جزء من تشكلات السؤال الخاص بسلطة الكاتب والكتابة داخل عالم التدوين ما كون فجوات لرصد تلك العلاقة فى المدونات المختلفه وبطرق مختلفه،ولكن كيف تشكلت وتراكمت عناصر الرصد لهذا النوع الأدبي فى حكايا فلان الفلاني هذا ما سأحاول طرحه في البوست القادم