Wednesday, September 28, 2011

محاولة في قراءة قصيدة تميم البرغوثي يا شعب مصر 6













أما الحكام العرب، فأقول لهم، لا تلزوا أنفسكم بين الأمة وأعدائها فلن يرضى عنكم العدو ولن ترضى عنكم أمتكم، تنحوا، فنحن أولياء الدم، وقد جعل الله لنا على عدونا سلطانا، أما أنتم فقد لحقكم عارها وأنتم أهل العار قديماً، وأقول لكم قولاً سمعه كل مملوك قبلكم فلم يفهمه، إن لم تكن فيكم بقية من دين فكونوا عرباً على أنسابكم، والله لقد استُحلت حرمكم وأنتم تنظرون، تخافون مما يلا يخيف، وتقدمون على العار إقدامكم على الماء والرغيف، وإن مراياكم تهجوكم كل صباح، غير أنكم قوم لا تعقلون.
د. تميم البرغوثي (العربي) من مقال حرب الأمة
17 /تموز/ يوليو 2006


انقشاع الوهم

مش بس مصر اتغيرت من وقفة الميدان
فيه مساحة ضلمة نورت فى طبيعة الإنسان
فيه حاجة ف طبيعة البشر زى السمع زى البصر
زى اكتشاف القدرة ع الطيران

أنها وقفة وجود التحم فيها الفعل بالتاريخ وقفه معبأة بكل مكبوت القهر المبين والمعاش كانت لحظة انعتاق من وهم الذات من قيد الموت ، ملامسة ومباشرة للخلود لم يكن الشباب يحرصون على الموت لم يكن الموت هو مطلبهم كان الوجود الحر أوالخلود الذي يحملون في قلوبهم مهره. وارتبك الموت كان يفرك عينيه يحاول أن يتأكد من مهابته ويحاول لملمة وقاره ومع كل شهيد كان الموت ينهزم انتصر الشهداء على الموت لنا، وهنا يتبلور التغير الذي هو انفلات من التلبيس الذى وصم الشعب بالخنوع. عودة جذوة الوجود لجسد الفعل فى مواجهة التكبيل التلقائى والغريزى الذى يجعل الحياة مجرد الحياة تلاحم مع شهوة العيش فيغدو الزمن معها تراكم لوعي زائف يغادر جذوره ويلتحم بعاره بل ويدافع عنه باستماته.

فيه حاجة كانت ضايعة وبانت

نعم هذه الحاجة والحاجة كما يقول سليم دولة : مجرّد تأمّل كلمة الحاجة وفق لنسابتها الاشتقاقية ندرك اقترانها بالألم والشوك والإحساس بالحزن والقرف، إذ تقول العرب، كما ورد في كتاب “الملاحن” مثلا لابن دريد الأزدي : » والله ما سألت فلانا حاجة قط والحاجة ضرب من شجر له شوك والجمع حاج « فعندما يبلغك أحدهم بأنه في حاجة إليك يعني ببساطة أن مقامه مقام الواقف على الشوك وهو ما تقوله اللغة الفرنسية اللاتينية إذ نتحدّث وفق اللسان الفرنسي “الحاجة بما هي أمر شائك” مع العلم أنّ الإنسان أكثر الكائنات حاجات والحضارات ليست مجرّد تلبية آلية ميكانيكية للحاجات المادية التي تفرضها تركيبتنا البيوفيزيولوجية إنما تنضاف إلى حاجاته ما يسمّي بالحاجات النفسيّة أو ما يمكن تسميتها بالحاجات الاعتبارية (الاعتراف بنا

ما كان ضائعا هو الوجود فى التاريخ فقد كانت شعوب الأمة خارجه تلاحق أمواجه على شاشات العرض والفضائيات مخدرة وهى تتفرج على ملامح صورها المتشكلة والتى تحدد لها مصيرها وتفصل فيه وتعيد ترتيبها جغرفيا وتعيد تقييمها إنسانيا لقد كانت صورة العربي المسلم على سبيل المثال هي النموذج المشيطن الذي عكفت قوى الهيمنة. الصهيوأمريكية على حياكته على مهل واستخدمت كل وسائل الدعاية لصناعته في مخيلة المواطن الغربي والأمريكي ليكون قتله واستباحته هو الدفاع عن النفس والانتصار لسلام العالم ولا تكف ليل نهار عن تفصيل القواننين المكبلة له فهو أينما حل متهم حتى يظهر ذله الصريح ليكمل صورة الاحتقار فلم يقبل منه إلا من يقدم الولاء والبراء من هويته فى مظهره ومخبره وهو فى هذا كالسائر على الشوك على حبل مودة لن تكون إلا بالإنسلاخ من ذاته نفسها.
خلت الأمة استعانت
عالشقا بالله فهانت
هذه الدنيا على الفتيان
أقام الثوار القيامة على دنيا الواقع الموهوم والمصنوع على فرضية أن الحل والعقد بيد أمريكا وحدها وليس الله. بعض من هذا هو ما استدعي النداء التاريخي هذا الفعل من الأمة وهى تشاهد صك استسلامها يكاد أن يختم به على صفحة التاريخ

خلت الأمة استعانت
عالشقا بالله فهانت
هذه الدنيا على الفتيان
فلم تكن دنياهم على الحقيقة نعم هؤلاء الفتيان كانو يحملون فى قلوبهم وتحت جلودهم ما لم يلحقه غبار العيش والمعاش كانوا يحملوا فى وجدانهم تاريخهم الملثم الذى يسير حذار القوم
ارقينا وارقيهم يا عم الشيخ
فى حاجة خلت يشمك التاريخ
ينزل عن الوجه الجميل فيبان
هنا يتحول ال دهرٌ (الذي وصفه تميم في قصيدته ’في القدس)، الكامنٌ المتلثمٌ الذي كان يمشي بلا صوتٍ حِذار القومْ يتحول إلى هتاف هادر في وجه العالم

والخلق كانوا مدركين
لكنهم مش كلهم متأكدين

عندما تنكفىء الأمم على نفسها في لحظات الأفول التاريخي تجتر مواقع عزها فى حزن مرير يصبغ وجودها ويعوض عن ذبولها بخدر مستسلم لكنه يحمل فى نفس الوقت شعله زابله تدارى بها الذات فى اعماقها الصحيقة مفارقة صارخه بين ما كان وما هو كائن، ومصر تحمل كل بقعة فيها شامه وعلامة وتحوي كل بقعة فيها حفريه حضارية وفى كل متاحف العلم من أجساد أبنائها الغابرين ليس بصمة عابرة ولكن جسد كامل يشهد على جريمة القعود ويصرخ فى الأحياء أن إكرام الميت دفنه ولكنكم عاجزون عن أكرامنا بحياتكم هكذا على هامش التاريخ.

موال شوف وطوف

لحظة ما شافوا بعضهم جوة المظاهرة
اصبحت واضحة وظاهرة نعمة الرحمن على المستضعفين
وصلت رسالة ربهم من كل زهرة كل زفرة
كل نفرة كل زحمة في كل حارة او خناقة في الاشارة
كل كلمة حق
او ضحكة ولد او بنت
كانت دعوة مستورة الى العصيان
فى حاجة أصلا فى الطبيعة تدعو للثورة على السلطان

وأي سلطان لقد تراكمت فى هذا الفرعون المخلوع كل لعنات الفراعين منذ وحد مينا القطرين الى الآن بدون أى مبالغة فهوصياغة الانتخاب الطبيعى بين ذل الزمان وقهر الرجال هذا المخلوع كان يحمل وعيا لا يدرك عاره لأنه وعى لقيط انتخبته الصفوة الصهيونية وارتضته قوى الهيمنة ليكون وكيلها فكان هو بذاته كنزها بوعيه الزائف الزرائعى والمكلوم، شوهه الجهل والبلاده وشردته حملات التضلليل و أضناه اليأس من رحمة الله وخوف العباد وعي هو العي بعينه حل فيه اليأس مكان الصبر والهوان مكان الرضى والذل مكان التدبير والعناد مكان الانتباه لقد وصف المتنبي زميل لمبارك على نفس العرش الفرعوني الملعون قائلا : أمينا وإخلافا وغدرا وخسة... وجبنا أشخصا لحت لي أم مخازيا؟ وضعت المقادير مبارك على عرش مصر فذهل من مكانه وعنه .فغدى بعدها عتل مستغني بذاته لقد تحسب لكل قوى الارض الموهومة وفرط فى أمانة الشعب وكرامته لكل جبابرة الأرض ونسى قدرة الجبار المهيمن فأنساه الله نفسه فلم ينتبه الا وهو طريح الحيلة لتكون نجاته ببدنه أية من أيات الله فى أرضه وعبرة لكل جبار عنيد.

شوف الشجر رغم الحجر طارح ثمر زى الخبر وبتعلنه الأغصان
شوف الهوا حب اللِّوا فبقوا سوا هبَّة لها ألوان
شوف القمر يفضل قمر تحت الحصار
رغم اقتناعه إنه هايموت قبل ما يشوف النهار
تحصل مفاجأة تطلع الشمس ف حضوره
يختلط نورها بنوره
تشبهه ما تقولش واحدة من ولاده
هى معناه وامتداده
واخدة منه الموهبة والبغددة
وعشان كده
لغة يقولوا عنهم القمران

شوف النجوم ما لهاش نظام حاكم
تكسر كلمة العالم
يبص ويبقى مش فاهم
وهو شايفها ماشية بكيفها فى الأكوان

نعم ففى هذا الفلك الثوري تناثرت النجوم من الثوار وتوزعت شموس الشهداء تضىء وتشعل جذوة الإرادة ليشاهد العالم على الهواء مباشرة بذوغ عصر الشعب المصري وهو معقود اللسان ومذهول تحطمت كل نظريات التحكم والسيطرة وتهافتت كل أدوت القمع المختومة بالختم الأمريكي المرصودة للدفاع عن طفلها المدلل على صخرة إرادة الشعب وانهارت مملكة الخوف وتبدد ريحها وانقلبت مرتدة على حكميها فتلعثم كهنتها في عواصم التسلط والتكبر كما تلعثم الموت فى الميدان. كارثة وقعت على رأس نظام الهيمنة فى العالم فزلزلة مواقع اتخاذ القرار وإدارة الأزمات وصناعة وتعليب الوهم وخرائط الطرقات لقد انفلت زمام السيطرة وكسر الشعب طوق الهيمنة وأصبح سيد نفسه على الحقيقة وليس كمجلس شعب المخلوع.
ترنيمة الفرح وشدو الهوى وتغزل العاشق
يا سما هويتك
انت بيتي وقلبي بيتك
تشبهيني واشبهك بالمعنيين
الشبهة يعني والشبه يام النجوم الفلتانين
وباموت انا في فلتانك الامني
لإنه عبقري وفني
وفيه منطق من الموجود في كل جنان
وبرضه باحبه بس كده عشان فلتان

هذا والله أعلم


Thursday, September 01, 2011

محاولات في قراءة قصيدة تميم البرغوثي يا شعب مصر5





وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ المَاءُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ
سورة هود 44


وبكرة أيامنا تبقى حكاية ورواية
عن ناس يباتوا حفايا يصبحوا أسياد

القصدوالقصيد


اختار الشاعر أن يخاطب الشعب بلغة الناس فقد سمع ماسمع وشاهد ماشاهد من الناس
لقد أثر أن يصغي للناس وانتصر بهم ولهم على نرجسية الشاعر

خمسة وعشرين يناير يا شباب حصل ايه
لو قلنا يعنى على الساعة تلاتة الفجر
فى حد فينا طِوِل أو جد حاجة عليه
أو جاب سلاح أو ملايكة بشروه بالنصر
كان اختلف فينا إيه عن أى يوم قبليه
نمنا غلابة، صحينا احنا ولاة الأمر

يتبدى دفء الحوار هنا من واقع الممارسة وخلاصة" الخلاص" من وهم الواقع المصنوع
لقد مارس الشباب وجوده المشروع في دولة منقوصة الشرعية مكبلة الفاعلية
مارس حقه في أن يريد.
نعم على الساعة تلاتة الفجر لم يجد فى ظاهر الأمر شىء ولكن هناك بركان انفجر فى الداخل أعاد الخارج إلى جوهره
واستقام الكل فى المحال ظهر معدن المصري الأصيل وقال الشعب للمستحيل هذا فراق بينى وبينك
شعب بغزالة اتخنق قلب التاريخ في يومين
نعم لقد تمادى النظام الغابر فى الاستهتار بهذا الشعب العريق الكريم وساعد على ذلك هذا الصبر الجميل الذى مارسه الشعب مع الفراعين وأشباه الفراعين وأزلامهم وسدنتهم لقد وصل الاستهتار بنظام المخلوع ان يمد يديه القذرة الى مستقبل هذا الشعب الكريم ليوصمه بذل ارتضاه لنفسه ، حتى أصبح المصرى الأصيل يكاد لا يرفع عينه من التواطؤ و الخزي الذى يمارسه النظام القابض على السلطة بقبضة أمنية فاسدة وحقيرة، اصبحت كلمات مثل الكرامة والسيادة والحرية كلمات شبه إرهابية فى شرعه الخسيس وارتضى أن يقأقأ منكفئا على فتات ما يلقى إليه من قوى الهيمنة العالمية، لقد ....اتخنق الشعب لأنه فقد معنى وجوده ورسالته فى العالم
نمنا غلابه ، صحينا وأحنا ولاة الآمر
كان عرش مصر ف أُوَضْنا واحنا ناسيينه
راميين هدومنا على شماله وعلى يمينه
طردنا عنه الحرامى غصب عن عينه
ونزلنا ع الميادين بإدينا شايلينه
بقوا الملوك فى الشوارع والعبيد فى القصر

كيف كان العرش موزع فى أركان غرف الشباب؟ هل كان باستلاب الإرادة ؟ لقد نشأ الشباب على خطاب يرى في السياسة سلوك غير قانوني لغير القابضين على القرار السياسى وتلخص الاختيار بين شطرين لبيت أبو العلاء المعري
جلوا صارماً ، وتلوا باطلاً .. وقالوا : صدقنا ، قلنا : نعم
لهذا كان العمل السياسى لا بد له من كسر دائرة العجز
يا شعب ياللي دفع تمن الشوارع دم
لقد كانت ممارسة الإرادة السياسية خارج حدود الخطاب السياسى لنظام المخلوع مغامرة محفوفة بالمخاطر لقد تراكم خطاب سياسي ملخصه أن العالم يدور فى فلك أمريكي فأضحت أمريكا هي الجنة والنار ورضاها والخضوع لهوها الصهيوني هو فرض عين النظام وسنته ونوافله التي مازال النظام يتقرب بها حتى اصبح كنزا استراتيجيا لبنى صهيون على حساب المخزون الاستراتيجي لكرامة هذا الشعب وتاريخه الحضارى فهذا شعب بنى مجد عزته بعرق جبينه لم يستعمر وينهب الشعوب من حوله ولم يهبط عليه ذهب اصفر من السماء أو تدفق له نهر من الذهب الأسود من فجاج الأرض ، لم يعرف الا الذهب الأبيض المبلل بعرق جبين فلاحيه وسواعد عماله

وف يوم وليلة اكتشفنا ان احنا والنبى مصر
ومصر مش حد تانى غيرنا يعنى يا بيه

 مصر اسم علم على قطعة جغرافية لها حدود معلومة ولها تاريخ معلوم يدرس حين تريد أى أمه فى العالم أن تعلم أو تفهم أبنائها كيف بدأت الحضارة على هذه الأرض ....ولكن بين الجغرفيا والتاريخ أين المصريين ؟ بين الحاضر والمستقبل تاه الواقع بين ازمة العيش وإرادة الحياة .... المصريين الذين كان يخاطبهم المخلوع قائلا أنتم عمالين تكلوا وتذيدوا وهكذا غره سلطانه وزين له شيطانه فاصبح الواطى يراهم وكأنهم قطيع من السوام ، فمتى كان العالم يضيق بالمصريين شعب العبقرية والمرح .... وفى يوم وليلة اكتشف الشباب أنهم هم من يعطى الأسم "مصر"حياة ومعنى وليس النظام ورأسه البليد الذى استمرأ العجز واستخف بالشعب المصري

وكل واحد سأل طب كنا ساكتين ليه
وشعب مين اللى كانوا الزُّطِّ حاكمينه
بدولة شومة ومختومة بختم النسر

لقد طرح النظام بانحطاطه الى العمالة الصريحة هذا السؤال الوجودي على كل منتبه للسياسة وممارس لها ومنهم الشباب لقد تغول الجهاز الأمنى فى الدولة واصبح جهاز تجريمى بلطجي لا يسئل عما يفعل وبسلوك ينتمى الى أرذل الزط أو الغجر والنور الذى لا يرعى إلا ولا ذمة ولا يحده حد من ضمير أو أخلاق

وكل واحد قرا اللى كان على جبينه
رفع بدمه يمينه هْدية وهداية

لهذا فكل من شارك فيها كان صلاح الدين ، لقد فجرها الشباب بعدما ضاقت الدنيا عليهم وصار البعض منهم حلمه هو الخروج من مصر حتى لو اجتاز فى سبيل ذلك الأهوال ما يذكرنا برحلات سندباد البحرية التى يحفها الموت، ولم يكن هنا الخروج بحثا عن ست الحسن والجمال أو الكنز الموعود ولكن بحثا عن الوجود ذاته ، بحثاً عن مستقبل مجهول فى وعلى هامش بلاد الناس ولم يكن هذا بحث عن المستقبل وفقط ولكن هربا من التهميش والقهر وقلة القيمة كان هروباُ من أفق مظلم ومن قرية ظلم أهلها أنفسم باستمرائهم الظلم فى زمان كما يقول تميم البرغوثى.. هون الأحرار منا فديتى.. وحكم الأنذال فينا ، لقد كسر الشباب القيد ، وما حدث قلب العالم رأس على عقب وهذا ما لا يصدقه الكثير من الناس أو لايدركوه بسب خضوع هذا الإمعة الوغد فهو لم يكن فقط أحقر فرعون مر على هذه البلاد ولكنه كان لطخة قذرة على ثوب مصر هو ونظامه العميل غسلها الشعب بدماء أبنائه البررة

وف يوم وليلة اكتشفنا ان احنا والنبى مصر ... بحق وحقيقة المصريين وبتراكم صبر السنين وحق لكل مصرى أن يكون صلاح الدين وأن يكون جمال حمدان وسليمان خاطر وبيرم ونجيب سرور وجاهين وحداد وأمل دنقل وسعد الدين الشذلى وعبد الوهاب المسيري وأحمد عرابى وأحمس وعبد المنعم رياض وعمر مكرم وكل من كانت مصر فى خاطره وفى ودمه من قال ان الثورة فى مصر حدث ثمانى عشر يوم يكون كمن ينظر الى الأصبع الذى يشير الى القمر فى السماء يكون كمن يختصر البحر فى موجة من أمواجه
لو كانت الأنبيا ع المية مَشَّاية
لاجلك يا مصر مشينا باسمين ع الجمر
نعم كان الذى يتعرض للشأن السياسى بحق وصدق كالقابض بيده على جمرة من نار كان الخيار السياسى خيار "حسيني الشهادة" يجود باهل بيته ونفسه فى سبيل رأيه وعقيدته وكرامة وجوده ... كان هذاهو حال من يريد أسقاط النظام

يا مصر وافتكرى أصل الدنيا نسايه
الملك ده حقنا ومفيش فراعنة جداد
 لقد هدم الشعب المصري معبد الفرعون وفكك بنية الفرعنة التى هيمنة على نظام الحكم فيه منذ فجر التاريخ وفى دورتى حكم قتل فرعون وخلع الأخر ليكون بمحاكمته اية للناس وعبرة لكل من يتبوأ وظيفة رئيس الجمهورية بأختيار الشعب

نص
الثورة تأتي فتفكك الواقع وتنفض الساكن وتكشف المسكوت عنه وتشرعن القول في الممتنع، وهى كالشمس تفعل فعلها بتخللها كل شيء فيظهر المخبوء وينجلي المدارى، وفي عجيج مولد الثورة، في تلك المساحة الزمنية التي يتأرجح فيها الفعل الثوري بين التأثير والتغيير تتوالي الحوادث ويتخلخل الزمن ما يؤجج لصراع الإرادات بين الشعب يريد وماذا يريد؟ بين من يخاطبون الشعب للتأثيرفي إرادته ومن يحاولون واهمين أو راهبين استلابها من جهة، وبين من يمزجون إرادتهم بإرادة الشعب من جهة ثانية وبين من لا يريد للشعب إرادة - ما اصطلح على اختصاره بالثورة المضادة - من جهة ثالثة. الثورة بتكوينها فعل تطهير وخاصية التطهير في الثورة لا تبدو كعملية هدم وبناء ولكن فيها من خواص الظواهر الطبيعية التفاعل والصهر والإذابة والتشظي والانفلات، واستلاب العادي لصالح الجوهري، وخلخلة الثابت لصالح النافع، وانتهاش الرسمي لصالح الشعبي،
إفرح وكمل وما تقولشى كده كفاية
الثورة دي بداية زى الهجرة والميلاد
فما هو المشترك بين الهجرة والميلاد والثورة ؟
هل هو صياغة وصناعة المستقبل ؟
فكما يرتبط مستقبل كوكب الأرض بمستقبل الشمس. يرتبط مستقبل مصر بالثورة

والله أعلم