Saturday, September 07, 2013

تفكيك السيسي 3

صلاح طاهر

مسرحية  الفرعون العاري وعبائة الكاهن الأكبر للنظام 

الفصل الثاني المشهد الأول 

قصة الكاهن مع النظام وعلاقته بإوتاده
عودة الى الصندوق الإسود 


هناك أشكالية كبيرة تواجه كل من يكتب عن القوات المسلحة المصرية فهو موضوع مكبل بقوانين رادعه من جهة ومن جهة أخرى معبأ بمشاعر قومية تكاد تكون هستيرية (بداهتها ) التخوين فبعد تأسيس دولة يوليو التى لم يحكم مصر حصراً الا رجال (منها )على رأس القوات المسلحه أو من قادتهاالكبار ، الى جانب واقع أن القوات المسلحة خاضت أربعت حروب كبيرة شكلت مصير مصر وموقعها فى العالم فى فترة زمنية قصيرة  فى عمر الشعوب منتصف القرن الماضى من 1948 مرورا 56ثم 67 حتى 73 19قرغم حداثة  بنية التكوين للقوات المسلحة المصرية  فهي ظاهرة جديدة في حياتنا السياسية ،فلم يكن لدينا قوات مسلحة في عصرنا الحديث إلا منذ وقع هذا النوع من الاستقلال الذى حصلناعليه عام 1936.قبل ذلك عشنا في ظل جيوش غازية وانكشارية وعثمانيين... الخ.. حتى جيش محمد على الذي قامت بقاياه بالثورة العرابية ، لم يكن جيشا حديثا بالمعنى المفهوم. منذ معاهد 1936 بدأ بناءقوات مسلحة مصرية ، وبعد نظام يوليو الذى كان على رأسه ضباط شارك فى حرب 48  أصبح لدينا قوات مسلحة ،وهناك دائما.. حيرة إزاءها وحولها . أنهاأحد مؤسسات الدولة ، ودورها هو حماية الآمن القومي ، ولكن التعامل معها ليس له قواعد مستقرة بعد بسب حقيقة عدم النجاح فى بناء دولة حديثه فيها وسيلة  لتدول السلطة لاغبار على شرعيتها وتحت مؤسسات منتخبه على رأسها قضاء مستقل وأعلام حرفاعل فى مواجهة أى فساد، وفى غياب ذلك هناك دائما حساسية شديدة في الاقتراب منها . من المؤكد أن القوات المسلحة هي قاعدةالحكم  وهناك حرج  وشبه ( تابو) قائم على مجرد التلميح أو مجرد الظنون المشروعة لأى شى يتعلق بها ولكي نغيب ما يكاديكون  شبهة قداسة للقوات المسلحة وينزاح بعض من  حجم المسكوت عنه فى الاقتراب من موضوع القوات المسلحة كان لابد من ثورة على النظام كله.تشرعن القدرة على تقيمها وهى فى القلب منه. لان التفكير فيها والحديث عنها ، يعنى أننا نتكلم عن قوة السلاح . والناس تريد أن يكون السلاح خارج المناقشات ولكن بعد الثورة أنكشفت طبقة الغطاء المدنى الرقية التى كانت تحيط بالمؤسسة العسكرية الحاكم الفعلى للبلاد وبيضة النظام وبدأ سلاح النظام يستخدم مباشرة فى الدفاع عن النظام وهو سلاح لاينطلق فى الخارج أو فى الداخل الابقواعد صارمة حاسمه من قادته بأوامر لاراد لها عقوبتها الاعدام لمن يمتنع عن تنفيذها 
فى بداية الثورة لايستطيع أى محلل أن يصرف نظره عن قاعدة الحكم ولاأن يسائل عن موقفها من ثورة الشعب

 فقد بدى مشهد الجيش المصرى غريب للمراقب المحدق بعمق وكأنه جيش من جيوش الأمم المتحدة التى ترابط وتراقب على الحدود بين دولتين أو بين النظام وجماهير الشعب التى خرجت لأسقاطه   

إن الصندوق الأسود يتعلق بحقيقة التزامات الدولة المصرية مع قوى الهيمنة في العالم ومنها ماباح به الأستاذ هيكل تخمياً و بحذر كوجود سفارة صغيرة في مصر لدولة نكرة ترتبط بشركة  المرتزقه بلاك ووتر وهي مرطبته بفرسان القديس يوحنا ...

 وغيرها من معلومات وحقائق تتعلق بالفساد ورجال الظل فى بالقرب من الفرعون و من صناعة القرار السياسي وأهمها ما يتعلق بحقيقة النفوذ الأمريكى والأسرائيلى في تحديد من يحكم البلاد كما حدث فى مساجلته مع مصطفى الفقي سكرتير المخلوع للمعلومات بين عامى 1985وحتى عام 1992 ومنها عن بنود أتفاقية كامب دفيد الغير معلنه وحفيفة ما يجرى فى سيناء  

 القوات المسلحة قاعدة الحكم وأداة الإجبار في الدولة 

 .  كتب هيكل  عن دور القوات المسلحة في مارس 1996 قبل الثورة بخمسة عشر عاما 

 يقول : (لمسافة بين السلطة السياسية وقوة الإجبارالرئيسية تتسع كلما كان العمل السياسي قويا ويحتل مساحة  واسعة . وتضيق كلما انكمش العمل السياسي ، ومن ثم يزداد اعتماد الدولة على القوات المسلحة ). هذا فى حالة وجود نظام متماسك هى فى القلب منه فماذا يكون الحال عندما يتعرض النظام لثورة تطالب بإسقاط النظام نفسه ورجالها هم بذاتهم أوتاده ؟


الصندوق الأسود لطائرة النظام أشار إليه هيكل  في حديثه مع عمرو واكد. والصندوق الأسود هو الذي يزود المحققين بالمعلومات المطلوبة بعد تحطم الطائرة لمعرفة أسباب وقوع الكارثة. فبالتأكيد هناك معلومات عن النظام المصري لم يستطيع الأستاذ هيكل أن يتعامل معها أو يقترب منها في ظل بطش النظام وبلطجته.فليس كل مايعرف يقال وليس كل ما يقال معرفة
السيسي والصندوق الاسود

لقد أهتم الرأى العام فى مصر بالصندوق الاسود عندما سقطت طائرة  لمصر للطيرن فى ظروف وملاباسات شديدة الغموض تضم  50 من رجال القوات المسلحة عائدين بعد تلقى دورات دراسية وتدريبيه فى الولايات المتحدة وهناك معلومة تقول أن السيسي هو الناجى الوحيد فى هذه الرحلة من كل أقرانه وزملائه الذين كانوا فى الرحلة لتخلفه عنها وبصرف النظر عن  هذه المعلومة أو دلالتها فإن السيسي نفسه فى موقعه قبل الثورة كان من المطلعين على كثير مما يحوى هذا الصندوق الذى أوقف عليه هيكل القدرة على إدراك أى مشارك فى صناعة القرار في أى  دولة لحقيقة دور الدولة فى أقليمها  والعالم والحدود الممكنه لصناعةالقرارالسياسي فيها على ضوء التزاماتها والحجم الحقيقى التى تستطيع أن تأثر به خارج حدودها  فى العالم وكل الخطوط الحمراءلممكنها السياسي

هذا هو الموقع الذى كان هيكل يدرى عنه طرف من المعلومات كانت هى سر عدم تفائله الدائم بما يجرى قبل الثورة وكان هو الموقع الذى أخذ عليه كل أهتمامه بعد الثورة ففى  الانفجار الكبير للثورة و عندما كان الجميع منفعل بما يجرى والكثيرين فى الداخل والخارج يطلبون  منه تفسير ورأى كان هو مشغول بشغفه بالوثيقة والمعلومة وعينه على  موقع " خبيئه "النظام فى  قلعة العرش الفرعوني والقائمين عليها

مع هيكل ولكن ضد من ؟

ويستطيع أحدهمأن يقول أن هيكل في الصحافة كالمتنبي فى الشعر" ملأ الدنيا وشغل الناس"،فلم تعرف مصر على طول تاريخها المعروف منذ توحيد القطرين كاتب اقترب من مركزالسلطة السياسية فيها بهذا القدر، وعلي امتداد عهود حكم خمسة من فراعنة القرن العشرين في عصور مختلفة ملكي ثم عسكري ثم قومي عربي اشتراكي ثم انفتاحي ثم انحطاطي و فى محيط منطقة مرت بتحولات جذرية فى زمن محدود امتلأ بالمناورات والمؤامرات والحروب والانتكاسات والهزائم والانقلابات وتحولت فيها المراكز إلي هوامش والهوامش إلي مراكز والزعماء الي طراطير والمهرجين إلى قادة والأغنياء إلى فقراء والفقراءإلى أمراء،  وفي تحولات فى موازين القوى العالمية بعد الحرب العالمية الثانية وأفول امبراطوريات وبزوغ أخرى وصولا إلي محاولات الهيمنة الأمريكية على العالم، ورغم كل هذا استطاع أن يجلس ويحكي تجربته الموثقة للأجيال القادمة، فقد عودنا الفراعنة أن القادم  يطمس أثار السابق ليس فى زاكرة الناس وحسب ولكن بالكشط والتحريف على جدران المعابدر

هيكل كما قدم نفسه بنفسه

"فليس فى حياة الأمة شىء"فات" وشىء "لم يفت"....إن الحاضر ابن شرعى للتاريخ، والغداستمرار متطور لليوم." (هيكل، مقالات بصراحة - الأهرام- بتاريخ ١٦/٠٦/١٩٦١

"معرفة الحقيقة فيما كان، ضرورى لفهم ماهو راهن ولفهم ما هو قادم" (هيكل، سياحة صيف فى الوثائق الإسرائيلية/4) الكتب وجهات نظر العدد الرابع والعشرين يناير 2001.

بين القولين أربعين عام  ولكنهما يلقيا بضوء كاشف على رؤية المشارك  والمؤسس لبنية هذا النظام الذى يقاوم السقوط وينازع فى أنفاسه الأخيرة أن هيكل يرى ومنذ  بداية مفاوضات فك  الاشتباك 1973بداية شرخ حقيقي لنظام ساهم فى تأسيسية ومن حينها وهو متأكد من حتمية  وقوع كارئه بنيوية فى تكوين النظام لم يطول  أنتظاره لها فكانت مظاهرات 77التى عبرت عن كسر شرعية النظام بشدة وكادت أن تسقطه لولا تدخل جيش كان له عند الناس رصيد حقيقى على شرط تراجع النظام عن قراراته التي كانت مفجره للأنتفاضه وفي هذه الأزمه كما يروى ا كان من الذين لجأ النظام لهم لاخذ المشورة 


أن العلاقة بين هيكل والنظام ليست فى الحقيقة علاقة عداء  قائمه على جوهر النظام فهو يرى للنظام ثلاث شرعيات أولها شرعية 23 يوليو التى أكتملت بالتحام الجيش والشعب فى عدوان 56 وأنتهت بالهزيمه العسكرية في  1967 ثم رممت بقرار (شعبي) فى مظاهرات رفض التنحي  عجز هيكل حينها عن تفسيرها أو قراءتها  وهى شرعية مشروطه بزوال أثار العدوان استمرت عبر السادات التى دعمها بقرارالحرب فى 1973وأعطى لنفسه بعدها الحق فى بناء شرعية جديدة بتفريغ النظام من خطابه الناصري والقومي والبدأ فى أحياء خطاب مغاير قائم على شرعية حرب أكتوبر ، ملخصه أكتوبر أخر الحروب والسلام هوالخيار الاستراتجي بضمانة ورعاية الولايات المتحدة الامريكية الذى قرأ مبكرا أنهاحسمت الحرب الباردة ، كان هيكل يرى عقم هذا الخياروطيش هذه السياسة  وحتمية تدميرها للنظام وللمنطقه كلها ولم تستقرالأمور حتى كانت ذروتها بأغتيال السادات وبداية عصر مبارك الذى لم يتبنى أى سياسةبديله وظلت القواعد الذى رسم بها السادات سياسة الدولة والعلاقات والاتفاقيات التى ترتبت عليها هى جوهر نظام مبارك حتى قيام ثورة 25 يناير لقد عكف هيكل فى سنوات ماقبل الثورة وفى برنامجه مع هيكل على تحليل الشأن المصرى فى حلقات مسجله على أمتدادأعوام وكان قدم قدم فى مجلة الكتب وجهات نظرالشهرية ومنذ عددها الأول  وعلى أمتدا ما يقارب العشرة أعوام مقالات لم تنقطع الا مرات معدوده خاض فيها فى الشأن المصرى والعربى والعالمى وبعدها قدمحلقات مع هيكل فى الجزيرة على امتداد سنوات الى جانب تحليله للشأن الجارى عرض موسع ومدعوم بالوثاق عن حروب مصر بدأ من 48 و56 وفيها أعادة شرح وتطوير رؤيته كما جائت فى كتاب ملفات السويس والأنفجار  ثم فيما كتبه في  عروش وجيوش  بأضافة ما استجد من وثائق وما كشف عنه من معلومات وما أضافت اليه الاصدارات والمراجع العالمية ثم كانت مهمته المؤجله وتنفيذ وصية صديقه بفك طلاسم حرب 1967 وحرب الاستنزاف ثم معركة تحريك منصات الصواريخ ووضع خطط حرب أكتوبرحتى وفات جمال عبد الناصر  

الطقوسوالفصول 

بين خريف الغضب  وحديث رياح الخماسين لهيكل  بعد "ثمانى شهور من بداية الثورة "  مسافة زمنية تقترب من 30 عام  فما  الذى جعله يستخلص من الربيع خماسينه فلنرى ماالذى بث الخماسين فى هذا الحوار فالحوار مهم بشرط قراءة هيكل قراءة نقدية فلا يخلورأى من هوى وهيكل ورغم الحرص على الموضوعية ينطق عن الهوى حتى لو كان هذا الهوى يصدر عن وطنية حقيقية وحب حقيقى لمصر ولكنه يقوم على رؤية للدولة تكاد تكون مقدسة فى مقابل رؤية عن الشعب فرعونية الهوى والبنية



الهوية وخلاسية الأنا 

إذا كان الدكتور المسيري رحمه الله اهدى موسعته التى امضى عمره فى تحريرها لمحمد حسنين هيكل وصفا له بالمفكر والأديب والصحفي الأستاذ محمدحسنين هيكل الصديق والمعلم فليس عندى ما اضيفه الا والعاشق لمصر المفتون بها ،مثله مثل جمال حمدان راهب الجغرفيا وأن كان كل منهم له فى رهبانيته شجون وكل منهم له مع الشعب المصرى موقف ورؤية أقول : احب ان اوضح بداية اننى ما كان لى ان اقدم  هذه القراءة والتنقيب في "بنية الخطاب الذى يشكل وعي هيكل " بدون قراءة معظم أعماله قراءة دقيقة على مدى ربع قرن من الزمان فهذا الحوار يستحضر رؤية  هيكل كما تتبدي فى روايته المكتوبة والموثقة بأعلى درجات التوثيق منذ ايران فوق بركان وحتى كتيب الإستئذان فى الانصراف الى جانب مقالاته فى الأهرام فى منذ مرحلة ما بعد 1952 حتى مقالاته فى الكتب وجهات نظر الى حلقاته فى القنوات الفضائية المختلفة وأهمها حلقات مع هيكل التى انتهى فيها تقريبا من وعده ومهمته فى تقديم شهادته  على ماحدث  وفك طلاسم  هزيمة 1967 وتفكيك  شفرتها الوجدانية التى اثقلت على وجدان الإمه كلها وبهذا اتم وصية رفيقه وصديقه جمال عبد الناصر  بان يجلس ويروى قصة وحقيقة الصراع  وقد وفى ولكنه وفى التمهيد لهذه الرؤية  والرواية الى جانب الامانه التاريخية قال انه يتقدم بها الى شباب قادم فى المستقبل لم يقدر هو أنه سوف يشهده ولكن كما يقول المثل الانجليزى

be careful what you wish for, lest it come true

في حوار وار الخماسين
  
يتكلم الأستاذ  ليس بوصفه صحفى ولامحلل سياسي فهذا رجل ناب من أنياب العرب بتعبير ما قبل الإسلام  وعندما تكلم  هيكل تكلم فى سياق من إدرك الثورة ولكنها أستغلقت عليه والسبب فى ذلك لا يعود الى نقص فى المعلومات ولا غياب الادوات التحليلية أو تأثر القدرات العقلية بحكم السن بل هى مشكلة خطاب هذا هو ممكنه السياسي فبنية الدولة هى الجوهر السياسي فى هذا الخطاب لاالشعب

نهاية المشهد الأول من الفصل الثاني

إنني أحب قيادة السفينة أثناء العاصفة

الملك فاروق

تفكيك السيسي 2


حارس الحقول : محمود مختار



مسرحية  الفرعون العاري وعبائة الكاهن الأكبر للنظام 

الفصل الأول


لايستطيع مكابر أو مؤرخ أن يجادل أن محمد حسنين هيكل أهم صحفى فى العالم العربى وأكثرهم مهنية وأحتراف الذى بدأ حياته الصحفية تحت التمرين فى موقع من مواقع التغطية الأعلامية للامبرطورية البريطانية فى مصر أثناء الحرب العالمية الثانية . والذى  كان الفائز بعدها وهو الصحفى الشاب بجائزة فاروق الأول للصحافة العربية ثلاث مرات والذى كون صداقات وزمالات قامت فى ساحات المعارك وحافظ عليها مع مراسلين حربين  شباب سيكون لهم مواقعهم المهمة على رأس مواقع مهمه فى الصحافه العالمية وفى القلب منها


محمد حسنين هيكل الذى استوعب مبكراً  الصراع العالمى وكيف تسقط امبراطوريات وتصعد أخرى مباشرة فى عمق الصراع فى الهوامش منه وفى القلب كان قريب من عمليات صناعة القرار السياسي فى مصر منذ العهد الملكى حتى وضعته صدفه تاريخية (كما يروي ) فى قلب انقلاب حركة الضباط الأحرار ومباشرة مع قائد الحركة والمخطط الأول فيها  جمال عبد الناصر ومنذ أن وصل ودلف من خلال محمد نجيب الى قلب إدارة الانقلاب ولم تغيب عملية صناعة القرارالسياسي فى مصر عن بصماته وتأثيره أى كان  موقعه بعيدا أو قريب بالمباشره أو بالإيحاء وكون محمد حسنين هيكل مشارك فى تأسيس دولة يوليو وصنع أسطورة جمال عبدالناصر حقيقة تاريخية ، وكونه مؤسس فى تكوين أمبراطورية حكم العسكر فى مصر هامش جانبى وكونه الكاهن الأكبر فى نظام يوليو بصراحه ووضوح حقيقة لاينكرها وشرف يدعيه

وأن كان  (كتب ) كعادته متحسباً فى هذا  يقول  " لمصر لاعبد الناصر" فما يزال بكل ثبات يقول أن عبد الناصر هو أهم شخصية سياسية عربية فى القرن العشرين، عن قناعة وأعتقاد وهو يدرى أن أى مؤرخ لا يستطيع أن يتناول جمال عبد الناصر ويتجاهل محمد حسنين هيكل أنها بعض اسرار الكهانه الفرعونية، الحضارة التى صنعت أكبر مقبرة فى التاريخ يزورها العالم شاهد من الأزل على خلود الفرعون وجبروته فى الأرض.

 ولكن ماعلاقة هذه المقدمه بتفكيك السيسي؟

لقد تركنا السيسي هناك فى مكتب مكيف مجهز من أموال المعونه الأمريكية تنهال عليه التقارير من أركان الدولة يحمل أهونها عنوان سرى للغاية ولا يتاح ما فيها الا لعدد من البشر قد لا يتعدى -الاصابع الابعة- (أحينا )..وما فيها سيظل  بعضه مجهول  لمعظم الناس ما بقى النظام .  يقرأ فيها و هو متكىء وبهدوء  وعلى مهل كيف تدار الدولة وكيف تسير الأمور على الحقيقة  بعيدا جداً عن ما يدور فى الخارج يقرأ كلمات ستحدد مصائر هؤلاء المواطنيين الذين يراهم خلف عربته المكيفه يسوقهم النظام بقوة الدولة وهيبتها وسلطتها المطلقة  حيث يشاء ترفع من تشاء وتسحل من تشاء بيدها الخير.

لانعرف بالضبط ماذا كان يدور فى ذهن السيسي وهو يطالع الصراع الدائر داخل قلعةأساس النظام وبين صقورة وحمائمه والتجهيزات القائمه لعملية التوريث التى تحاك على مهل لتنصيب الفتى المدنى المدلل أبن الفرعون وتجرى المقارنات فى راسه بين جمال وجمال جمال الاصل والمؤسس للدولة وجمال الصورة الوارث المتيور. وإذا صح التخمين فإين سيده المباشر عمر سليمان  هامان من هذا وفيه وأين الصقرسامى عنان وبقية الصقور والحمائم وما هو موقف العجوز طنطاوى لايستطيع أحد فى مركزه أن يبعد تلك التصورات عن ذهنه أن لم يكن بحكم الطموح والتطلع فبحكم المطالعه والانتباه
أن هذا الموقع فى قلب قلعة الحكم هو موقع مهيمن على من هم دونه هيمنه مطلقه وموقع مؤثر فيمن هم فوقه بقدر أتقانه أصول الولاء بين يديهم كالميت بين يدى مغسله.أحيانا والزاهد فيما هو فوقه زهد المريد.

كيف لأنسان أن تتصارع وتتوازن داخله القوة والاستكانه وكيف السبيل لعدم التماس بين السلطة المطلقه والطاعه العمياء وماذا لو انقشعت فجأة قيود الطاعة العمياء  الكابحة واصبح وليس بينه وبين السلطة المطلقه المشرعنه ( بتفويض) شىء
ماذاسيفعل حينها وهو يعلم ما لاتعلمون.
فى عام 2006 حصل السيسي على زمالة من كلية الحرب العليا الأمريكية وهذا العام له أهميةكبيرة  فى مساحة الشرخ المتخيلة داخل بنية النظام . فى هذا العام كسر الفرعون فوق عرشه ربع قرن من الزمان بلا راد لحكمه وكسر السيسي من عمره نصف قرن

 ماذا كان يدور فى الأقليم والعالم  فى هذا التوقيت ومع هذا النظام الذى يحاول السيسي الآن بعد أن وضع عليه الكاهن الأكبر عباءة عبد الناصر  أن يرممه.

 لقد كان الكاهن الأعظم  يتفحص فى فلول النظام  هناك حيث الموقع    بعين خبيرة ومدربه فى لحظة أنفرط فيها عقد النظام فى مواجهة ثورة أخذت العالم والأقليم على غره  كان يبحث عن الرجل المفتاح فى الموقع الذى فيه الصندوق الاسود فى قلب طائرة النظام التى تتهاوى فى دوله شارك فى تأسيسها ونظام  صنع  على عينه  دوله تكاد تبددها أدراج الرياح ثورة شعب لم يؤمن به أبدً طوال حياته الا تحت فرعون يصنعه على عينه
 لنرى فى البداية  ماذا كان يجرى فى عام2006المهم  والسنوات الأربعة العجاف على ضمير الشعب  التى تلته  لنعود بعدها لمقام الفرعون الخالى والكاهن الأكبر والسيسي وكيف استقبل كل منهما ثورة الشعب لتلقى نظرة



ذاكرة مدون  لعام 2006 

القوى العظمى الوحيدة  فى العالم وذيلها فى المنطقه  وخمرالقوة
أيها السادة :لم يبق اختيار
سقط المهر من الإعياء
وأنحلّت سيور العربة
ضاقت الدائرة السوداء حول الرقبة
صدرنا يلمسه السيف
وفى الظهر الجدار
أيها السادة : لم يبق انتظار

عندما يصادف أن أشاهد مشاهد الرعب التى أصبحت تزاحم المرء أينما ولى ، مرة من خلال التلفزيون والفيديو من باب متابعة اهتمامات الناس وما يترك لهم ليعكفوا عليه ، ومرة من خلال نشرات الأخبار والخبر العاجل الذى أصبح يصاحبه الموت على الهواء مباشرة، كنت أتساءل: لماذا فى النهاية تموت الوحوش غير التقليدية التى يبدعها مخرجوا هذه الأفلام بطريقة تقليدية ؟ لقد زرعت أمريكا-- نفسها-- فى الجغرافيا والتاريخ من خلال الجريمة مرتين، مرة عندما تسللت وراء المحيط واستغلت خروجها من خطاب وقانون العالم القديم وأبادت السكان الأصليين (الذين أطلقوا عليهم اسم الهنود الحمر تحقيرا لهم) بينما بقي العالم لامباليا، ومرة أخرى عندما عبرت المحيط واستغلّت الحرب العالمية الثانية بعد تآكُل كل القوى القديمة ولتدشن نفسها قوى عظمى على حطام الإمبراطوريات السابقة وأبت إلا أن يكون ذلك –كعادتها- بجريمة ترج العالم صدمة ورعبا فقامت بالقاء قنبلتين نوويتين على مدينتين بكل من فيها من أطفال ونساء وكائنات فى فعل اجرامي غير مسبوق فى تاريخ الجريمة ولايزال مقتصرا عليهاويناسبها تماما كأقذر وأخس أمة عرفها التاريخ، لم تهدف به إلا الدعاية لقوتها، فقدكانت هزيمة اليابان محققة واستسلامها حتمية عسكرية فى رأي كل الخبراء. ويستدعي هذاالحديث من ذاكرتي صورا فوتغرافية ل "الهنود الحمر" والتي نلاحظ فيها بالاضافة لاختفاء الابتسامة- نظرة لا مثيل لها تقول فيما تقول سوف تعرفون آجلا أمعاجلا ماذا كسبتم عندما تصبحون بين قبضتي هذا الوحش. هذه نفسها أمريكا التي ملأت العالم بعد ذلك بمحاكمات النازية وتضخيم أساطير تمرر بها حقيقة أبشع حرب فى التاريخ قُتل فيها أكثر من خمسين مليون انسان وكشفت لنا وهم أسطورة التقدم وحدودسيطرة العقل على العالم ونتائجها. 
إن قتل المطلوبين والمدنيين باستخدام الطائرات والصواريخ الذكية ليس اختراعا إسرائيليا، بل هو الخيار الوجودى للاستيطانية التي ابتدعها الكاوبوي والذى رسم رصاص مسدسه بدماء الآخرين حدود رقعةالأرض التى زرع نفسه فيها. إن شرعنة قتل المطلوبين والمدنيين العراقيين وغيرهم على غرار العرف الأمريكي القديم "مطلوب حيا أو ميتا" وتوزيع الصور ورصد الجوائز يعني فيما يعني احياءا لخطاب الإبادة الذى تأسست عليه الولايات المتحدة، وإن كان هذه المرة راسما بدماء الفلسطينين وجودا مماثلا سرطانيا في قلب ضمير العالم، يكاد أن يتسبب فى استئصالة. 

ما يحدث فى العراق وفلسطين وأفغانستان وجوانتنمو وسجون العالم السرية والعلنية مما له صلة بهذا المخطط الملعون للإدارة الملعونة يمثل أكبر خطر على ضمير العالم والإنسانية، وهذه الأفعال المريضة من الإبادة بعشوائية تحسبا ليست حربا على الإرهاب بل هي إرهاب يحاصر ما تبقى فينا من إنسانية.إن ما يحدث جريمة يقوم بها مجرمون تسلحوا بصمت العالم و خدعة الأمم المنتهكة وذلةأحقر شعوب الأرض، الشعوب العربية العفنة القميئة التي لا تستطيع الدفاع عن كرامتها وشرفاءها وأطفالها، شعوب أوكسها القعود ونخرتها البلادة وأذلها الجهل فهانت على نفسها وهانت على الناس وأصبحت تتوارى عن نفسها فى بئرسحيق من العجز والخواء، وأصبحت على طولها وعرضها لا تستحق من الشعر الا بيت المتنبى حين يقول :لا يقبض الموت نفسا من نفوسهم --الا وفى يده من نتنها عود  لا أجد صعوبة كبيرة فى فهم ما يحدث وذلك لأن ما يحدث لايحتاج لفهم إنه يحتاج لشيء آخر، يحتاج لبشر يشعرون وهذا ما فقدناه فليس الفهم مايعوزنا بل الحس. عندما شاهدت تلك الطفلة هدى وهي تبكي وتنتحب وأباها ملقى علىالأرض بلا حراك نظرت الى ابنتي وشعرت أننى لا أستطيع حمايتها.
قلبى صغير كفستقه الحزن..لكنه فى الموازين
أثقل من كفة الموت
هل عرف الموت فقد أبيه
هل اغترف من جدول الدمع
هل لبس الموت ثوب الحداد الذى حاكه.. ورماه ؟

خصومة قلبى مع الله.. ليس سواه
الوهم المتبدد

Thursday, August 17, 2006


هذاغيض من فيض حراك تراكم سنه وراءسنه واستدعى ما استعدعاه من جنبات وبواطن التاريخ لينفجر بركان يجوب منطقة الشرق الأوسط ويندلع فى أرق طبقاتها هشاشه فأنفجر فى تونس بعدما اشعل فتبله شاب لم  يتحمل ظهر الأرض وسع كرامته ففضل أن يحتويه بطنها  مشتعلا . ثم  أهتزت الارض واستيقظ المارد الأكبر النائم فى الشرق يهز العالم  ويزلزل عرش الفرعون ...فإين كان السيسي ؟ وكيف تلقى التقارير وماذا استنتج منها وكيف راى الصقور والحمائمداخل القلعة وهم يراقبون المشهد المهيب ويضربون أخماس فى اسداس ، أين كانت أخماسه (هو)وأسداسه؟  وعلى ماذا عول وحمل  فى جرابه وقدر كيف قدر وهو فجأة يرى الفرعونالأكبر يتلقى اليمين من هامان نائباً .


الفصل الثاني
السيسي من  أى موقع وتحت أى سلطه ؟  ومتى تردد أسمه؟ولماذا وكيف أنتبه اليه الكاهن الأكبر

تفكيك السيسي 1





رياح الخماسين : محمود مختار



كيف يصنع العميل؟ وكيف يقدم للجماهير ؟ ليصل لقمة الحكم ويؤدى دوره كما هو مرسوم له على المستوى الاستراتجي .
عندما كتب هيكل مقالاته عن" صنع القرار السياسي فى مصر" فبراير /مارس1986 قبيل أنتفاضة الأمن المركزي والتى قطعها على وقع الانتفاضه بمقال قصيرلم يضمنه كتابه الأخير "مبارك وزمانه  " قطع فيه سلسلة المقالات بأعلان الولاء لمبارك وأنه فى ضمير كل مصري!! ..في مقاله  الأول " صنع القرارالسياسي فى مصر " 


كتب هيكل : أن طبيعة السلطة – فى العالم الثالث كله- تجعل الحقائق التى يمكن أن يتم على أساسها صنع قرار   في يد السلطة وحدها ،وليس أمام غيرها إلا التخمين بالظن أوالتقاط أجزاء من الحقيقة طائرة في الهواء. و لمح  فى مقاله  الثانى  أن عملية صنع القرار تحتاج الى رجال فى المواقع "وان الرجال الجدد فى المواقع غير 
معروفين والرهان عليهم لعبة حظ ولكنها ضرورية على وجه التأكيد"



لقد بنى هيكل مقالاته على قاعدة (أن كل قرار سياسة وكل سياسة قرار) وقطع فى هذا بقوله إذا خطر لإحد بمظان المثاليه المجردة أن السياسة يجب أن تبتعدعن بعض الشؤون كالثقافة مثلا، فربما كان مناسباً أن نتذكرأن مثل هذه المظان مستحيلات  وأول استحالاتها فى الثقافة، ومهما يكن فإن عدم التخل فى حد ذاته يصبح سياسة بعدم التدخل.




من هو السيسي ؟من أين جاء ؟ وأين كان موقعه قبل الثورة وبعدأنفجارهاوخلعها للفرعون ؟ وماذ فعل أثنائها ؟ ومن أى موقع ؟ وتحت أى سلطه ؟  ومتى تردد أسمه؟وكيف ولماذا وقع عليه الاختيارليكون وزيرا للدفاع بديلا لطنطاوي؟ وكيف تصرف بعدها ؟ وكيف خطط الأنقلاب؟ ولماذاتعجل وغامر فى هذا التوقيت ؟ وماذا تكشف (القراءة ) فى خطاباته قبل وبعد ثغرة 30  يونيو؟ ولماذا سيفشل انقلابه فى استعادة مقام الفرعنه وكسر إلاادة الشعب .


التوريث وشرخ داخل النظام

دراسة شخصية عسكرية مخابرتية داخل قلعة سلطة لنظام قمعي وعميل لابد أن تتم بمعاير وتحسبات عديدة شبيهة بعملية التنقيب عن خبيئه فى مقبرة فرعونية و على المنقب أن ينتبه جيداً للفخاخ المنصوبه التى تتعمد التخفى والظهور لتأخذ المنقب الى الطريقالخطأ، بعيداُ عن الخبيئه الاصلية ، بتعمد (ترك )علامات مضلله وأخرى مفخخه ، فماهو" المتروك" والمتاح من معلومات قائد الانقلاب 

 عبد الفتاح سعيد حسين خليل السيسي

هناك مدارس مختلفه لدراسة وتحليل الشخصيات العامه المشهورةسواء فى السياسة أوالفن أو العلم  ولكل مدرسة وسائل وطرق فى القاء الضوء على مفاتيح الشخصية وتكوينها، لتحديد الدوافع والعوامل  التى تحاول تأويل فعلها وصولا الى الخطوط العامة والدوافع الكامنه  التى اتاحت لها  الاستحواذ على مواقعها وعادة هذه الدرسات تبدأ بعد أن تحصل على كل المعلومات المتاحه والممكنه لكل ما يتعلق بهذه الشخصية وأحيانا قبل ميلادها وظروف نشأتها وتفتش فى صحتها النفسية وحملها المعرفى فى مختلف مراحل تطور الشخصية الى جانب الظرف التاريخى الذى واجهته هذه الشخصية وطرق ووسائلها فى تخطى العقبات والمحطات المهمة فى حياتها وفى كل هذا تدرس الصراعات التى خاضتها وعلاقتها بكل من حولها أهلها وأصدقائها وزملائها والجوانب الخفيه فى حياتها وفى كل هذا تحقق فى المصادر وتتحرى الدقه وتقارن بين الروايات مجيشه كل ما يتوفر لها من مناهج وعلوم أنسانية


وعندما نبحث فى شخصية السيسي فى هذا الظرف التاريخي على ضوء هذه المدارس سنواجه بسيل من المعلومات التى تعرض علينا  ملامح بطل وطنى وأخرى تعرض علينا ملامح طاغية  عميل  بين من تؤكد على كونه عميل وخائن ومعلومات تؤكدعلى أنه الزعيم المخلص الذى المنتظر الذى تتشوق له الجماهير لتجبره على حكمها  وهو يتأبى ويترفع ويصر على أن يبقى فى مكانه حارس أمين للشعب 


فكيف الفصل بين هذا وذاك أو الوصول أنه لاهذا ولاذاك 


 السيسي الموقع لاالرجل 


 المعلومات الصحيحة  المتوفره عن السيسي تم الحصول عليها بالفعل والتحرى عنها بأدق الطرق وأكثرها صرامه من الجهاز الذى كان يتولى رئاسته قبل عبوره عتبته فى أول سلمه الوظيفى فنظام المخلوع كان نظام أستخبارتى تكويناً وكياناً ولم يكن السيسي ليتدرج فى سلم وظيفى دخل قلعه من قلاع النظام الحاكم أطلاقاً بدون رضى النظام الكامل وخضوعه لرقابه صارمه تعد عليه أنفاسه وترصد عليه هفواته فموقعه موقع تنافس فى فن الولاء الفرعوني ولايتقدم فيه قيد أنمله الا من رضى بالنظام ورضى النظام عنه وهو عتبه من خطاها فهو على خطر عظيم من أقرب المقربين اليه قبل أعدائه والطريق فيه طريق بلا عوده بل أنه بذاته يتحول الى سر من أسرار الدولة العظمي التى يجب حراستها .

هذا رجل من رجال نظام مبارك قلباً وقالباً فنظام مبارك لم يكن نظام أيدولجي أونظام ذو منهج سياسي لقد كان نظام يحكم البلاد بالحديد والنار ويستبيح الناس استباحه تامه ولم يكن السيسي ألا أداة فى موقعه من أدوات النظام وأحد حراس صندوقه الاسودوالمسؤل فيه عن أخطر ما فيه علاقة مؤسسة الرئاسه بالقوات المسلحة بفروعها المختلفه..اليس هذا موقعه؟

أما علاقته بالطبقه اللصيقه بالنظام فليس مهم فيه نسابته مع طارق نور أو من خطب له أو علاقته بنجيب ساويرس أو غيرهم من سدنة النظام ولا كما يقال أن أمه يهوديه أو مجوسيه أو تلك الترهات والبلاهات ، فبنية وتركيبة السيسي بنية عسكرية جوهرها الطاعه الكاملةوالغير مشروطه لمن فوقه والاستباحه لمن دونه والخطاب الذى صاغ كيانه هو خطاب المؤسسة الحاكمه فى البلاد هذا هو جوهر تكوين السيسي ألا إذا كان من حملة الرسالةالذين يوحى اليهم فإذا هم يحطمون أصنام ألهتهم ويدعون لدين جديد . لم يكن للسيسي بالطبع نشاط سياسي ولا ينبغى له .... 

لم يكن للسيسي تنظيم للضباط الاحرار يعترض على فسادالمؤسسة العسكرية وأتفاقية كامب دفيد بل كان من العاملين عليهاوالمتنعمين بمزيا قروضها الحسنه وغير الحسنه تحت عز هامان النظام عمر سليمان وعلى عينه  يعرفه المتنفذين فى تل أبيب معرفتهم لكف يديهيم وبينهم مودة وتزاور... أليس هذا مقامه عندنهم ؟


  المعلومات الشخصية أهميتها تكون لرجل قادم من المجهول لالرجل هو أخر العنقود فى مجلس المخلوع!! وتلك هى المفارقه التى تستدعى الدهشة على الحقيقة ... ولكن الدهشه تتبدد لو أنتبهنا أنه ههنا موضع من مواضع تقليد فرعونى قديم فى ترك علامات ظاهره تقود بعيداً عن مكان الخبيئه


 أهمية   (موقع السيسي)  تتعلق بالتحديق فى قضية التوريث وحقيقة كونها مثلت تململ (ما) داخل منظومة العرف بين الفرعون الذى شارف على الثمانين حينها وأوتاده فى المؤسسة العسكرية التى أمضى ثلاثين عام فى الحكم وهى قاعدته المركزيه من دون أن يختار منها نائب كما درج على ذلك أسلافه من الفراعين ما جعل كل الطبقه القريبه من الفرعون تتعلق أنفاسها على حافة العرش...والسؤال هو   أين كان السيسي  بالضبط من هذه القضيه ؟ من موقعه قبل الثورة