Monday, April 08, 2013

قراءة لمقال تميم البرغوثي " البَسوس"



العنوان بين القطع والوصل

كماهى ملاحم الأغريق يطل عنوان  البَسوس بكل ما يحمل من دلالات وتؤيلات وعبر ودروس وشعر وأبداع خلص منه أمل دنقل في ملحمته على تعريفه الجامع المانع للصلح (وما الصلح الامعاهدت بين ندين "فى شرف القلب "لاتنتقص ... وأجبره الواقع على أن يحيل الحل الى جيل يولد ليستولد الحق من أضلع المستحيل ولم يمهله القدر أو لم تسعفه الرؤية لإستنطاق شخوص الملحمة ، ها هي  البَسوس تطل مع تميم كعنوان يوجه البوصلة لماكان قد أعتقله في لحظة تجسد إرادة الشعب فعلا يسرى فى الشباب تلك المساحة ...وصل..مش بس مصر اتغيرت من وقفة الميدان
فيه مساحة ضلمة نورت فى طبيعة الإنسان
 قطع
وبين النور والخفوت يستبد الترقب والقلق كما هو حال الريح مع ضوء الشموع
والرؤية تتجلى فى الضوء وتغيم فى خفوته

تلك الحاجة 

فيه حاجة بتخلى عيون الخلق ما تنامشى
وبتخلى المدن تمشى
وتخرج زى كلمة حق من غير قصد مابترجعش لو طلعت
ومالأسمنت والأسفلت يفلت فلت نهر مقدس الجريان
قطع
مصدر الأسى والتأسى على الخفوت هو حقيقة المساحة الضلمة التى نورت وهى ما يستجلب النداء
 وصل
يا مصر قومي وبصي في المرايات
كان كل واحد في الميدان جايب معاه مراية
رافعها للسما
اشكال والوان كلها مرفوعة في العالي
صبحت مراية واحدة بتلالي
وبقت يا مصر الارض صورة للسما
لعبة بازل متكاسرة الاجزاء
لما البشر يتجمعوا تبان السما ع الارض
واما البشر يتفرقوا تلقي السما بتنفض
تبقى سما متوزعة جوه الشقق
وتمر ليلة من التوجس والقلق
وننام ونصحى تاني يوم
ترجع سما لما البشر يتجمعوا مع بعض
يا مصر حقك تملكي بدل السما اتنين
واحدة هدية وواحدة تانية صانعها مصريين

قطع
 البَسوس
عنوان يستبد بالمتخيل ويمسك بخناق التأويل ليعاود النظر فى ما قبل بدايات تشكل الأمة
يختلف المؤولون على مشروع كليب هل كان محاولة لأقامة شكل من أشكال سلطة مركزية على قاعدة القهر يحكمها سياق وظرف تاريخي قاعدته من لا يظلم الناس يظلم وهنا ترتبك الرؤية تجاه فعل جساس بين الإذعان والتمرد 
وصل
اقول يا مصر قومي وبصي في المرايات
في سما الولاد هم اللي عاملينها
بيشوفوا بعض في وش بعض
كأن انا انت وهو انا واحنا الكل
احنا ف مرايا بعض بنصبح صباح الفل
افدي بروحي كل واحد في المرايا طل


المقال بين الكلمات والصورو الهامش

البداية نصف كل شىء  ؛ وإذا كانت الكتابة هى كلام فى سياق فكلمة البداية في المقال"تخيل" والتخيل والمخيال هنا بعد العنوان في هكذا حال من الاستقطاب لايغادر العنوان فبين العنوان بكل دلالاته وصورة يفترض أن هناك رحلة بين السياق والمعني تحاول بإجتهاد الإنفلات من بنية الاستقطاب وأحبولته المهمينه قصداً..فالجوء للخيال هو مقاومة لحالة العجز عن إدراك واقع لظرف تاريخي متجاوز لما قبله أخذ قاطنيه بما لم يتحسبوا أو "يتخيلوا" فى أمه أنكفأت تلعق جراحها على هامش التاريخ ككيان مفعول به لمئات السنين والخيال على عكس ما استوطن فى الخطاب الكسيح هو وسع العقل فلا يزال العقل يحبو حتى ينضجه الخيال و الفعل الشعبي بثورته أعاد للخيال هوية جديدة ونوافذ الخيال التى أفتضها الشعب بفعله أوسعت مجال لأستشراف طريق للخروج من متاهة التيه ، فالثورة ملكية وضع يد من الشعب بدون منازعه من أحد على عين العالمين والشعب كلمة غامضه فى المخيال السياسي ودخولها كفاعل مباشر في مواجهة المصيرهو ما جعل هذا الخطاب الذى يصدر عنه المقال 
ممكناً اساساً واتاح له الانتقال من الهتاف على هامش خطاب المركز للحوار في القلب منه 

والشعب وما أدرانا ما الشعب هو السيد والمرجعية هي إرادته المعلنه
....
إذا اتفقنا على أن الشعب كيان متخطي النوع والفصل والجنس والطبقةوالعقيدة، وأنه كتوصيف مادي أساسه "الوجود معاً بصحبة الآخرين" وأنه كقرار وإرادة ليس مع أو ضدالآخرين بل هو قرار من أجل أو ضد ذاتنا والانتماء فيه هوشكل من أشكال الاجابة فى مواجهة التاريخ، وهو بهذا مسؤولية فى مواجهة المصيرالعميق لوجودنا فى التاريخ ووجودنا هنا في هذه اللحظة
......
إذا أتفقنا على بعض ذلك فذاكرة من أضطرهم الشعب للتصدى للبحث عن معنى إرادته هى الهدف والموضع الذي تجري علية عمليات الصراع بالإساس (وترى الناس حولك، كأنهم قد نسوها تماماً. )، فى بعض من خلقية هذه المقدمة ...تقوم بنية المقال فسنوات قليل أو صدمات قليلة في حياة الفرد تصيغه ولكن عشرات السنين فى عمر شعب هى دقائق فى زمنه وأعمال المخيال و التخيل لحال أمة مهانه في عجز وقعود وحال الغليان والصراع داخل طبقات وعي الشعب لكل ما يوجه له ويواجهه من خطوب تكبله في الداخل وتتساقط عليه من الخارج أوصلت حال الهوان تحت أنظمه استباحت الداخل لتوسل الخارج إلى ما بعد اليأس تلك الحالة من الاستسلام التى تساوى فيها الوجود مع العدم لأمه لها مع التاريخ حضور ولها مع الزمان صحبة ولها فى الوجود الإنسانى علامة والتأمل فى هكذا حال يستوجب الكثير من الخيال
.........
بين زمنين يتموضع المقال زمن ما قبل وزمن الآن وبينهما ثورة هى فعل الشعب في التاريخ
والخطاب فى المقال يستهدف من تصدوا فى بداية الثورة وما ظل منهم يتصدى الى الآن لتأؤبل إرادة الشعب
فمن هؤلاء وعلى ماذا يلامون
................................
الاستثمار في العجز
 من هؤلاء الذين يستهدف تميم خيالهم؟ من الذين يخاطبهم بعد أن طاف بهم فوق قاع "ما قبل" ويريدهم  أن "يفتحوا أعينهم على رفاقهم" حتى يعضوا بالنواجز على منة الشعب المصري لكل الأمة. وفتح العين مهم في محض الرؤية  قبل  التمييز بين من يبكي ومن يتباكى  هنا والآن. ماذا بين الثوار وملح الأرض "الذي قال فيه المسيح أنتم ملح الأرض فإذا فسد الملح بماذا تملحون؟ وما هو موضع الفساد في الملح الذي يبطل قدرته على الحفظ والوقاية إلى حال الفساد؟ والمفاضلة هنا على أي شىء؟ وعلى أي أساس غير القطيعة التى صنعتها إرادة الشعب؟ والتي قطعت بين رؤيتين للشعب: رؤية له على أنه شعب خانع مستباح ومستسلم و"سلس القياد" ورؤية مابعد أعلانه لإرادته فعلا حياً كتم أنفاس العالم.

صورة
 فيه حاجة كت ضايعة وبانت
خلت الأمة استعانت
عالشقا بالله فهانت
هذه الدنيا على الفتيان
ارقينا وارقيهم يا عم الشيخ
فى حاجة خلت يشمك التاريخ
ينزل عن الوجه الجميل فيبان.

هامش
 من الأن الذي يحاول إسدال يشمك التاريخ على الوجه الجميل من الذى يريد أن يخرج الفعل من ألقه التاريخي ليحوله لمجرد هامش على حاشية التاريخ مؤبداً (مقولة مفيش فايده  التي قيلت على لسان رجل يحتضر بعدما  أهدر ثورة !)؟ من الذين يستثمرون في العجزغياً وكيف؟

كلمات
 "انظر إلى رفاقك المعقود عليهم الأمل أن يضمنوا للشام والعراق ولبنان، ولا ضامن غيرهم، مستحيلاتها الثلاثة، الحرية للأفراد والوحدة بين الطوائف والمقاومة لإسرائيل والولايات المتحدة.  أنظرإليهم جيداً، هذا الأسبوع، هذا الأسبوع تحديداً، بعد مرور عشر سنوات على حرب العراق،وسبع على حرب لبنان وخمس على حرب غزة وسنتين على ثورتهم، وقل لى ماذا ترى."

هامش
 عندما يهيم كل منا برأسه

لماذا الوعي الزائف دائما هو وعي الآخرين؟ وما الضرر في أن يتحسس كل منا رأسه أحياناً

الشعب إراد أسقاط النظام وعندما هم بالإجهاز عليه فوجىء بنخب فاقدة للمصداقية والهمة  وشوية عيال ( والعيل هنا بمعنى من لايستطيع القيام بذاته ) فقد كان النظام كله عيل وكانت الدولة بهذه المعيلة دولة عميلة كفت نفسهامؤونة الادعاء بغير ذلك  ، وهكذا سقطت السياسة بين الخفة والمسخرة  قلنا من قبل أن الشعب كلمةغامضة وما هذا إلا لأنها ليس لها تعريف جامع مانع بلغة المنطق ولهذا يكون استعمالهاوكأنه مبنى للمجهول

مزاحمة العنوان ..

بين الثأر والقصاص فك شفرة ملحمة البسوس.  وهى رحلة قصة حضارة فالثأر لا يحتاج لفتح العين عكس القصاص فهو يحتاج لفتح العين بكل انتباه
فى الثأر تدور الدائرة حتى يهدر فيها دم الساعي الى الخير بشسع نعل
وفى القصاص حياة والثورة هي غاية الفعل فى طلب الحياة.

كلمات
 الأسئلة التى تستغنى عن الإجابة بمجرد فتح العين

"لن يعجبك ما سترى، ستراهم مشغولين عن هذا كله بسب بعضهم أمهات بعض. لكل محترم منهم حليف سافل، كنت كتبتَ هذه العبارة فى وصف الشام ولبنان،ولم تكن تظنها تسرى على مصر فسَرَت عليها. جماعة الإخوان المسلمين، والتى لقيت من الشرطةما لقيت من ظلم وعسف على مدى عقود، يزعم أبرز أعضائها أن الشرطة كانت فى القلب من الثورة،والثوار من معارضى جماعة الإخوان المسلمين يسمحون لقضاة ووزراء وإعلاميين من أنصارحسنى مبارك أن يكونوا فى القلب منهم، وتسرى بينهم دعوة لجمع التوقيعات للجيش مطالبةإياه باستلام السلطة مرة أخرى بعد أن هتفوا بسقوطه مدة سنتين. سترى «الثوار»، يسحلونخصومهم فى الشوارع، ويعذبون أسراهم، ثم يفخرون بذلك، ومن لم يفعل ذلك منهم، أقره، ومنلم يقرر به، عجز عن منعه. على أن ذلك العاجز، أو المعتذر بالعجز، حين دعا الناس لمحاصرةمقر خصمه يوم الجمعة الماضى ثأراً للطمة امرأة، كان يعلم أن الأمر سيصل إلى الدم، وكان يعلم أنه سيعجز عن منع أنصاره من سفك الدم، لأنه لا تنظيم له، ولا أمر له ولا نهى على من معه. كان يعلم، لا بد أنه كان يعلم، فلماذا ذهب؟ ذهب لأنه يائس؟ لأنه غاضب؟ ذهباستعراضاً للقوة؟ ليقول لخصمه أنه هو أيضاً قادر على القبح؟ أى فائدة سياسية مما فعل؟ولا حجة فى قوله إن خصمه ارتكب السحل والتعذيب من قبل، إن لم تكن أكرم خصومة وأنبل قتالاً من خصمك فإلام دعوتك وفيم دعواك؟"

هامش
 فقر الفكر وسيب وأنا سيب

(مفهوم كده وكده ) التهويش وأخواته
في المفردات الشعبية  كثير من الشفرات التى تعبر عن طرق مختلفه للتحايل في مواجهة مواقف يكون فيها الإذعان هو سيد الموقف يسوف فيها العجز بالادعاء.

العار الذي نتقيه
 الأم فى الوجود الإنساني كائن مقدس ومعصوم وعندما تطال الغفله هذه الحقيقة فهناك شىءما فسد فى الضميرذاته الذي تصدر عنه هذه الغفلة ، فاللغة   أحد مظاهر الخطاب وفيها باطنه  .

  
غياب الرؤية هو جوهر التيه ولكن هل الخطاب الذي يصدر عنه تميم خطاب يحمل رؤية؟

 الإجابة مبذولة بضغطة ذر فالنص بصمة معرفية  وفى أرشيف هذه الجريدة لتميم 72 مقال منها  21  مقال قبل الثورة و51 مقال  بعد الثورة تبدأ بمقال  فى 15  مارس2011 عنوانه  "النصر وحمايته "  ما يمثل هوامش مواطن مهموم ومهتم بالفعل الثوري مهنته تدريس العلوم السياسية  ، ويقظةالأمه جوهر قضيته على المستوى الوجودي وفى هذه المقالات ما يمثل نسيج لرؤية مبذولة – بعيدا عن أى حضور للسلطة – وهي  فيما أزعم مهمة في "تخيل " الوسيلة والكيفية للخروج من شبكة الهيمنة وميراث التبعية وهي ليست وليدة الفعل الثورى فحسب بل هي استشراف على بصيرة حاضر منذ أول ديوان له حضوره في قصيدته يا شعب مصر وهى رؤية شكلتها الممارسة مازاغ فيها بصره وما غوى بصرف النظر عن الاتفاق أو الأختلاف معها ،وجديرة باهتمام كل مختلف مع رؤيته أو لكل من يرى فيهاما ينفع الناس