Friday, November 25, 2011

الى شباب التحرير




الى هؤلاء الشباب ، الذين كانو فى ضمير الأمة خبيئة مكنونة لقدر معلوم . فإذا هم فى ظلام المتاهة ضوء باهرا تتقيه العيون



الى هؤلاء الشباب ، الذين خلصوا الأمة من وهم الفرعون ، وكانوا كعصى موسى فى ثورة الشعب يلقفون كيد السدنة وهم يسخرون


الى هؤلاء الشباب ، الذين يدفعون عن الأمة ضريبة القعود بدمائهم وعيونهم وأرواحهم ، بيد بيضاء من غير سوء ثم هم لا يمنون...


الى هؤلاء الشباب، الذين يغشون الوغي ، وبعد خلع الفرعون رأهم الشعب يعفون، لا تغرهم السدنة ولا هم مع متلقفين الغنائم يزاحمون



الى هؤلاء الشباب ، الذين أنتصروا بدمائهم على كل اسلحة القمع وأنتصروا بوعيهم على العجز المقيم و بنقائهم على فساد المغيبين



الى هؤلاء الشباب ، الذين لأمتهم ينتصرون ويواجهون كيد العالمين عليها وعليهم بصبر وبصيرة وعزم عماده الزهد واليقين


الى هؤلاء الشباب، الذين يقولون ما يفعلون و يفعلون ما يقولون وارواحهم فى كل هذا لاتتوق الا الى الحرية لهم ولغيرهم


الى هؤلاء الذين يحملون قلوب تنبض بقول المعصوم اللهم أغفر لقومي فإنهم لا يعلمون لقد أنتصرتم على أنفسكم وعلى عجزنا


فصبرا جميل والله المستعان على ما يصفون

Thursday, October 20, 2011

محاولة للقراءة فى الثورة كنص يكتبه الشعب





الفتنة الناعمة وصناعة الخوف
والخوف ده شىء معروف بيفرعن الحلوف

رزق الملوك الخوف من غيره يندثروا

رزق الملوك بقشيش من خوفنا شعب وجيش
تميم البرغوثي


حتي لا تبهت شعلتها في القلوب2

إذا ما تدافع عليها الفلول


إن خلق حالة من الاعتياد على تجاوزات المجلس العسكري ثم اللجوء إلى قانونه العسكري بغرض تجنب الوقوع في الفتنة وانهيار الدولة والصدام مع الجيش هو فى حد ذاته فتنة ناعمة يفتنوننا بها ونفتن بها نحن أنفسنا، وهذا هو القانون غير المكتوب بين الفرعون ومفرعنيه. فمن منا لم يكن يعرف عن المخلوع ونظامه ما يعرفه الأن؟ ولكنه الصمت والعجز يتبادلان الأدوارمتنكران في ثوب الحكمة واقعان تحت صنمين من خوف أحدهما وهم سقوط الدولة والثاني وهم الاصطدام بالجيش. ولكن هل كان لنظام المخلوع دولة ذات مؤسسات أصلا؟ إن شهادات معظم الضالعين فى تأسيس هذه الدولة ومنذ قيام حركة الضباط الأحرار مبذولة وموثقة بدقة تؤكد أن دولة المؤسسات لم تتحقق في مصر حتى الأن، وهذا الحراك الشعبي غير المسبوق فى تاريخ مصر هو ثورة لإعادة بناء دولة جديدة تحكم بمؤسسات قانونية لا بإفراد وعصابات وتنظيمات قمعية. والشعب المصري يملك القدرة والكوادروالعقول والموارد لإنجازهذه الدولة ولكن المجلس العسكرى سوف يظل يسأل عن لون البقرة وعن هيئتها وعن علامة هنا وعن أمارة هناك وعن صكوك ملكية البقرة وسيظل يعنعن لأنه لا يريد شهادة الميت متشبها في ذلك بالعقل الصهيوني المماطل.
إن هدف المجلس العسكري هو تدجين الثورة بحجة حمايتها من نفسها وهو هدف يتماهى فى بعده الإقليمي والدولي مع أهداف القوى الصهيوأمريكية في المنطقة لخلق حالة من الشلل فى الحياة السياسية ورهن سلطة صناعة القرارفى قبضته بنوع من البلطجة السياسية متدرعا بقوة سلاح هوملك للشعب ومعتمدا في ذلك معارضة قديمة مخترقة ومدجنة وفاقدة للرؤية وناصبا فزاعات النظام السابق بعد التعديل الذي يضيف التيار السلفي للعبة السياسية ويلعب على تخوفات متطرفي الخطاب العلماني الموغل في وصائيته وفوق ذلك كله مستغلا تهيب شباب الثورة من تحمل المسئولية التاريخية. وهكذا بين معارضة قديمة مخترقة متعطشة للسلطة وبين المتهيبين والمتحسبين من شباب الثوارسيظل المجلس العسكري متحصنا فى تلك الثغرة على أساس أنه "القوي الأمين ".
ولكن هل هو القوي الأمين فعلا؟
إن قوته ليس لها وزنا إقليميا ولاعالميا حقيقيا بل كانت منذ نهايات حرب أكتوبر المفتوحة وتصفية قياداتها الحقيقية بالاغتيال أوالإقصاء موظفة بالكامل لهدف داخلي وهو حماية نظام الفرعون المقتول ثم خليفته الفرعون المخلوع. إن المدقق فى عملية اتخاذ القرارفى مطبخ المجلس العسكري يستطيع بسهولة تمييز أن هذه العملية فى توجهها الاستراتيجي لا تحمي الثورة كما يدعي المجلس وأن المجلس العسكري يحاول تدجين الثورة بعد أن تيقن من حقيقتها وهاله حجمها. فمنذ أن قام مبارك كقائد أعلى للقوات المسلحة بتكليف وزيردفاعه المشير طنطاوي ليسخرإمكانيات القوات المسلحة لمساعدة جهاز أمن الدولة ووزارة داخليته في مواجهة مظاهرات الشعب ضد نظامه وإلى الأن والمجلس العسكري مضطلع بهذا التكليف الذي لم يكن يتعلق بالدرجة الأولى بحماية المخلوع وأسرته وأصدقائه المقربين ومساعديه المباشرين بل بحماية نظام التبعية القائم واستبقاء بنيته القانونية والتنفيذية والحفاظ على تماسك شبكة تحالفاته داخليا وخارجيا وإغراق ما تفكك منها فى دوامة الإجراءات. وبتفويض من عمر سليمان نائب الرئيس المخلوع والمرفوض شعبيا أصبح المجلس العسكري هو النظام نفسه وهو تفويض غير مشروط لا فى الزمن ولا فى الصلاحيات حتى تبهت شعلة الثورة فى القلوب.
وردا على جمعة الرجوع إلى الثكنات كانت مذبحة ماسبيرو المتورط فيها المجلس العسكري بالتعاون مع جهاز أمن المخلوع ومرتزقته من البلطجية مستغلين فيها الخوف من الفتنة الطائفية وسقوط الدولة في إعلان واضح من المجلس العسكري "أنا أو الفوضى" وإيذانا علنيا بتضييق الخناق أكثرفأكثرعلى الثورة وعلى مراكز فاعليتها كما يتوهمها المجلس وحيث يقدرها ليخنقها على مهل ويتيح الفرصة فى نفس الوقت لبقايا النظام لالتقاط الأنفاس ومعاودة التماسك. وبهذا أصبح المجلس يقف بين الشعب وبين إرادته، وما ظهر من فزعه ثم عنف ردة فعله على محاولة المتظاهرين اقتحام مبنى ماسبيرو يؤكد أن وسيلته الأساسية في المرحلة القادمة ستكون الحرب النفسية ومحاولة التأثيرعلى الوعي الشعبي أو التشويش عليه على طريقة سياسة حافة الهاوية ملوحا مرة بانهيارالدولة ومرة بالفتنة الطائفية أو بهما معا، وهذا لعب اضطراري بالنارلأن المجلس لايرى سبيلا أخر أمامه و ليس لديه أية رؤية للمستقبل كما ظهر جليا في مؤتمره الصحفي في أعقاب مذبحة ماسبيروالذى أراد به أن يغطي عاره فانكشف عواره وأعاد علينا مشهد انكار نظام الرئيس المخلوع وجهازه الإعلامي في رد فعلهم الأول على الثورة لنجد أنفسنا مرة أخرى أمام صلف الموهوم بالقوة واستهتار الطغاه بدماء الشهداء والعماء الإرادي عن إرادة الشعب لإسقاط النظام، وهو مشهد يكاد يتكرر بحذافيره في كل دول المنطقة التي تشهد ثورة على حلقة الطغيان الجهنمية التى تصادر المستقبل لصالح قوي الهيمنة.
والسؤال الملح الأن هو كيف تمكن المجلس العسكري من فرض كل ذلك على الجيش المصري الذي من المستحيل أن يكون خائنا لأهله؟ في الحقيقة ما أتاح ذلك هو غياب نظرية للأمن القومي عن المؤسسة العسكرية المصرية والتي هي فى أي جيش بمثابة الدستورفي الدولة المدنية. وغياب نظرية للأمن القومي في مصر ليس من باب الغفلة أو الإهمال، إنه أحد أهم نتائج اتفاقية كامب ديفيد بل هو اتفاقية كامب ديفيد نفسها، ففى تلافيف شروطها المكتوبة ما يفرغ الجيش المصري من أية فاعلية قومية أوسيادة حقيقية. ومثل هذا الغياب يحقق هدفا استراتيجيا لقوى الهيمنة العالمية فجيش بلا نظرية للأمن القومي يصبح قوة عمياء توجه حيث تلقى إليها الأوامر. وبفقدان الجيش المصري فاعليته أطلق الجيش الإسرائيلى يده فى المنطقة بدئا باحتلال بيروت في مطلع الثمانينات لتصبح ثان عاصمة عربية يحتلها الكيان الصهيوني ثم ما تلا ذلك من المجازر والاعتداءات العسكرية التي قام بها على طول المنطقة وعرضها وعلى مدى ثلاثين عاما. والعار الذي نتقيه ولا نسأل عنه هو إلى أي مدى اخترق الكيان الصهيوني أجهزة الدولة المصرية في ظل تراجع الجيش المصرى وافتقاره لنظرية أمن قومي طوال الفترة السابقة؟ إن لم نستطع مواجهة هذا السؤال حاليا فعلى الثورة المصرية التي آثرت أن تحسن الظن بالمجلس العسكري أن تسأل نفسها على الأقل لماذا يأبى المجلس العسكري الذي تموضع بداية في المساحة بين السلطة الممثلة في النظام والشرعية الممثلة في الشعب الثائر مدعيا أنه بهذا انحاز للثواروحماهم، لماذا أخفق بعد أن آلت إليه السلطة في أن يميل إلى الشرعية التي حققتها إرادة الشعب بالثورة؟

Wednesday, September 28, 2011

محاولة في قراءة قصيدة تميم البرغوثي يا شعب مصر 6













أما الحكام العرب، فأقول لهم، لا تلزوا أنفسكم بين الأمة وأعدائها فلن يرضى عنكم العدو ولن ترضى عنكم أمتكم، تنحوا، فنحن أولياء الدم، وقد جعل الله لنا على عدونا سلطانا، أما أنتم فقد لحقكم عارها وأنتم أهل العار قديماً، وأقول لكم قولاً سمعه كل مملوك قبلكم فلم يفهمه، إن لم تكن فيكم بقية من دين فكونوا عرباً على أنسابكم، والله لقد استُحلت حرمكم وأنتم تنظرون، تخافون مما يلا يخيف، وتقدمون على العار إقدامكم على الماء والرغيف، وإن مراياكم تهجوكم كل صباح، غير أنكم قوم لا تعقلون.
د. تميم البرغوثي (العربي) من مقال حرب الأمة
17 /تموز/ يوليو 2006


انقشاع الوهم

مش بس مصر اتغيرت من وقفة الميدان
فيه مساحة ضلمة نورت فى طبيعة الإنسان
فيه حاجة ف طبيعة البشر زى السمع زى البصر
زى اكتشاف القدرة ع الطيران

أنها وقفة وجود التحم فيها الفعل بالتاريخ وقفه معبأة بكل مكبوت القهر المبين والمعاش كانت لحظة انعتاق من وهم الذات من قيد الموت ، ملامسة ومباشرة للخلود لم يكن الشباب يحرصون على الموت لم يكن الموت هو مطلبهم كان الوجود الحر أوالخلود الذي يحملون في قلوبهم مهره. وارتبك الموت كان يفرك عينيه يحاول أن يتأكد من مهابته ويحاول لملمة وقاره ومع كل شهيد كان الموت ينهزم انتصر الشهداء على الموت لنا، وهنا يتبلور التغير الذي هو انفلات من التلبيس الذى وصم الشعب بالخنوع. عودة جذوة الوجود لجسد الفعل فى مواجهة التكبيل التلقائى والغريزى الذى يجعل الحياة مجرد الحياة تلاحم مع شهوة العيش فيغدو الزمن معها تراكم لوعي زائف يغادر جذوره ويلتحم بعاره بل ويدافع عنه باستماته.

فيه حاجة كانت ضايعة وبانت

نعم هذه الحاجة والحاجة كما يقول سليم دولة : مجرّد تأمّل كلمة الحاجة وفق لنسابتها الاشتقاقية ندرك اقترانها بالألم والشوك والإحساس بالحزن والقرف، إذ تقول العرب، كما ورد في كتاب “الملاحن” مثلا لابن دريد الأزدي : » والله ما سألت فلانا حاجة قط والحاجة ضرب من شجر له شوك والجمع حاج « فعندما يبلغك أحدهم بأنه في حاجة إليك يعني ببساطة أن مقامه مقام الواقف على الشوك وهو ما تقوله اللغة الفرنسية اللاتينية إذ نتحدّث وفق اللسان الفرنسي “الحاجة بما هي أمر شائك” مع العلم أنّ الإنسان أكثر الكائنات حاجات والحضارات ليست مجرّد تلبية آلية ميكانيكية للحاجات المادية التي تفرضها تركيبتنا البيوفيزيولوجية إنما تنضاف إلى حاجاته ما يسمّي بالحاجات النفسيّة أو ما يمكن تسميتها بالحاجات الاعتبارية (الاعتراف بنا

ما كان ضائعا هو الوجود فى التاريخ فقد كانت شعوب الأمة خارجه تلاحق أمواجه على شاشات العرض والفضائيات مخدرة وهى تتفرج على ملامح صورها المتشكلة والتى تحدد لها مصيرها وتفصل فيه وتعيد ترتيبها جغرفيا وتعيد تقييمها إنسانيا لقد كانت صورة العربي المسلم على سبيل المثال هي النموذج المشيطن الذي عكفت قوى الهيمنة. الصهيوأمريكية على حياكته على مهل واستخدمت كل وسائل الدعاية لصناعته في مخيلة المواطن الغربي والأمريكي ليكون قتله واستباحته هو الدفاع عن النفس والانتصار لسلام العالم ولا تكف ليل نهار عن تفصيل القواننين المكبلة له فهو أينما حل متهم حتى يظهر ذله الصريح ليكمل صورة الاحتقار فلم يقبل منه إلا من يقدم الولاء والبراء من هويته فى مظهره ومخبره وهو فى هذا كالسائر على الشوك على حبل مودة لن تكون إلا بالإنسلاخ من ذاته نفسها.
خلت الأمة استعانت
عالشقا بالله فهانت
هذه الدنيا على الفتيان
أقام الثوار القيامة على دنيا الواقع الموهوم والمصنوع على فرضية أن الحل والعقد بيد أمريكا وحدها وليس الله. بعض من هذا هو ما استدعي النداء التاريخي هذا الفعل من الأمة وهى تشاهد صك استسلامها يكاد أن يختم به على صفحة التاريخ

خلت الأمة استعانت
عالشقا بالله فهانت
هذه الدنيا على الفتيان
فلم تكن دنياهم على الحقيقة نعم هؤلاء الفتيان كانو يحملون فى قلوبهم وتحت جلودهم ما لم يلحقه غبار العيش والمعاش كانوا يحملوا فى وجدانهم تاريخهم الملثم الذى يسير حذار القوم
ارقينا وارقيهم يا عم الشيخ
فى حاجة خلت يشمك التاريخ
ينزل عن الوجه الجميل فيبان
هنا يتحول ال دهرٌ (الذي وصفه تميم في قصيدته ’في القدس)، الكامنٌ المتلثمٌ الذي كان يمشي بلا صوتٍ حِذار القومْ يتحول إلى هتاف هادر في وجه العالم

والخلق كانوا مدركين
لكنهم مش كلهم متأكدين

عندما تنكفىء الأمم على نفسها في لحظات الأفول التاريخي تجتر مواقع عزها فى حزن مرير يصبغ وجودها ويعوض عن ذبولها بخدر مستسلم لكنه يحمل فى نفس الوقت شعله زابله تدارى بها الذات فى اعماقها الصحيقة مفارقة صارخه بين ما كان وما هو كائن، ومصر تحمل كل بقعة فيها شامه وعلامة وتحوي كل بقعة فيها حفريه حضارية وفى كل متاحف العلم من أجساد أبنائها الغابرين ليس بصمة عابرة ولكن جسد كامل يشهد على جريمة القعود ويصرخ فى الأحياء أن إكرام الميت دفنه ولكنكم عاجزون عن أكرامنا بحياتكم هكذا على هامش التاريخ.

موال شوف وطوف

لحظة ما شافوا بعضهم جوة المظاهرة
اصبحت واضحة وظاهرة نعمة الرحمن على المستضعفين
وصلت رسالة ربهم من كل زهرة كل زفرة
كل نفرة كل زحمة في كل حارة او خناقة في الاشارة
كل كلمة حق
او ضحكة ولد او بنت
كانت دعوة مستورة الى العصيان
فى حاجة أصلا فى الطبيعة تدعو للثورة على السلطان

وأي سلطان لقد تراكمت فى هذا الفرعون المخلوع كل لعنات الفراعين منذ وحد مينا القطرين الى الآن بدون أى مبالغة فهوصياغة الانتخاب الطبيعى بين ذل الزمان وقهر الرجال هذا المخلوع كان يحمل وعيا لا يدرك عاره لأنه وعى لقيط انتخبته الصفوة الصهيونية وارتضته قوى الهيمنة ليكون وكيلها فكان هو بذاته كنزها بوعيه الزائف الزرائعى والمكلوم، شوهه الجهل والبلاده وشردته حملات التضلليل و أضناه اليأس من رحمة الله وخوف العباد وعي هو العي بعينه حل فيه اليأس مكان الصبر والهوان مكان الرضى والذل مكان التدبير والعناد مكان الانتباه لقد وصف المتنبي زميل لمبارك على نفس العرش الفرعوني الملعون قائلا : أمينا وإخلافا وغدرا وخسة... وجبنا أشخصا لحت لي أم مخازيا؟ وضعت المقادير مبارك على عرش مصر فذهل من مكانه وعنه .فغدى بعدها عتل مستغني بذاته لقد تحسب لكل قوى الارض الموهومة وفرط فى أمانة الشعب وكرامته لكل جبابرة الأرض ونسى قدرة الجبار المهيمن فأنساه الله نفسه فلم ينتبه الا وهو طريح الحيلة لتكون نجاته ببدنه أية من أيات الله فى أرضه وعبرة لكل جبار عنيد.

شوف الشجر رغم الحجر طارح ثمر زى الخبر وبتعلنه الأغصان
شوف الهوا حب اللِّوا فبقوا سوا هبَّة لها ألوان
شوف القمر يفضل قمر تحت الحصار
رغم اقتناعه إنه هايموت قبل ما يشوف النهار
تحصل مفاجأة تطلع الشمس ف حضوره
يختلط نورها بنوره
تشبهه ما تقولش واحدة من ولاده
هى معناه وامتداده
واخدة منه الموهبة والبغددة
وعشان كده
لغة يقولوا عنهم القمران

شوف النجوم ما لهاش نظام حاكم
تكسر كلمة العالم
يبص ويبقى مش فاهم
وهو شايفها ماشية بكيفها فى الأكوان

نعم ففى هذا الفلك الثوري تناثرت النجوم من الثوار وتوزعت شموس الشهداء تضىء وتشعل جذوة الإرادة ليشاهد العالم على الهواء مباشرة بذوغ عصر الشعب المصري وهو معقود اللسان ومذهول تحطمت كل نظريات التحكم والسيطرة وتهافتت كل أدوت القمع المختومة بالختم الأمريكي المرصودة للدفاع عن طفلها المدلل على صخرة إرادة الشعب وانهارت مملكة الخوف وتبدد ريحها وانقلبت مرتدة على حكميها فتلعثم كهنتها في عواصم التسلط والتكبر كما تلعثم الموت فى الميدان. كارثة وقعت على رأس نظام الهيمنة فى العالم فزلزلة مواقع اتخاذ القرار وإدارة الأزمات وصناعة وتعليب الوهم وخرائط الطرقات لقد انفلت زمام السيطرة وكسر الشعب طوق الهيمنة وأصبح سيد نفسه على الحقيقة وليس كمجلس شعب المخلوع.
ترنيمة الفرح وشدو الهوى وتغزل العاشق
يا سما هويتك
انت بيتي وقلبي بيتك
تشبهيني واشبهك بالمعنيين
الشبهة يعني والشبه يام النجوم الفلتانين
وباموت انا في فلتانك الامني
لإنه عبقري وفني
وفيه منطق من الموجود في كل جنان
وبرضه باحبه بس كده عشان فلتان

هذا والله أعلم


Thursday, September 01, 2011

محاولات في قراءة قصيدة تميم البرغوثي يا شعب مصر5





وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ المَاءُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ
سورة هود 44


وبكرة أيامنا تبقى حكاية ورواية
عن ناس يباتوا حفايا يصبحوا أسياد

القصدوالقصيد


اختار الشاعر أن يخاطب الشعب بلغة الناس فقد سمع ماسمع وشاهد ماشاهد من الناس
لقد أثر أن يصغي للناس وانتصر بهم ولهم على نرجسية الشاعر

خمسة وعشرين يناير يا شباب حصل ايه
لو قلنا يعنى على الساعة تلاتة الفجر
فى حد فينا طِوِل أو جد حاجة عليه
أو جاب سلاح أو ملايكة بشروه بالنصر
كان اختلف فينا إيه عن أى يوم قبليه
نمنا غلابة، صحينا احنا ولاة الأمر

يتبدى دفء الحوار هنا من واقع الممارسة وخلاصة" الخلاص" من وهم الواقع المصنوع
لقد مارس الشباب وجوده المشروع في دولة منقوصة الشرعية مكبلة الفاعلية
مارس حقه في أن يريد.
نعم على الساعة تلاتة الفجر لم يجد فى ظاهر الأمر شىء ولكن هناك بركان انفجر فى الداخل أعاد الخارج إلى جوهره
واستقام الكل فى المحال ظهر معدن المصري الأصيل وقال الشعب للمستحيل هذا فراق بينى وبينك
شعب بغزالة اتخنق قلب التاريخ في يومين
نعم لقد تمادى النظام الغابر فى الاستهتار بهذا الشعب العريق الكريم وساعد على ذلك هذا الصبر الجميل الذى مارسه الشعب مع الفراعين وأشباه الفراعين وأزلامهم وسدنتهم لقد وصل الاستهتار بنظام المخلوع ان يمد يديه القذرة الى مستقبل هذا الشعب الكريم ليوصمه بذل ارتضاه لنفسه ، حتى أصبح المصرى الأصيل يكاد لا يرفع عينه من التواطؤ و الخزي الذى يمارسه النظام القابض على السلطة بقبضة أمنية فاسدة وحقيرة، اصبحت كلمات مثل الكرامة والسيادة والحرية كلمات شبه إرهابية فى شرعه الخسيس وارتضى أن يقأقأ منكفئا على فتات ما يلقى إليه من قوى الهيمنة العالمية، لقد ....اتخنق الشعب لأنه فقد معنى وجوده ورسالته فى العالم
نمنا غلابه ، صحينا وأحنا ولاة الآمر
كان عرش مصر ف أُوَضْنا واحنا ناسيينه
راميين هدومنا على شماله وعلى يمينه
طردنا عنه الحرامى غصب عن عينه
ونزلنا ع الميادين بإدينا شايلينه
بقوا الملوك فى الشوارع والعبيد فى القصر

كيف كان العرش موزع فى أركان غرف الشباب؟ هل كان باستلاب الإرادة ؟ لقد نشأ الشباب على خطاب يرى في السياسة سلوك غير قانوني لغير القابضين على القرار السياسى وتلخص الاختيار بين شطرين لبيت أبو العلاء المعري
جلوا صارماً ، وتلوا باطلاً .. وقالوا : صدقنا ، قلنا : نعم
لهذا كان العمل السياسى لا بد له من كسر دائرة العجز
يا شعب ياللي دفع تمن الشوارع دم
لقد كانت ممارسة الإرادة السياسية خارج حدود الخطاب السياسى لنظام المخلوع مغامرة محفوفة بالمخاطر لقد تراكم خطاب سياسي ملخصه أن العالم يدور فى فلك أمريكي فأضحت أمريكا هي الجنة والنار ورضاها والخضوع لهوها الصهيوني هو فرض عين النظام وسنته ونوافله التي مازال النظام يتقرب بها حتى اصبح كنزا استراتيجيا لبنى صهيون على حساب المخزون الاستراتيجي لكرامة هذا الشعب وتاريخه الحضارى فهذا شعب بنى مجد عزته بعرق جبينه لم يستعمر وينهب الشعوب من حوله ولم يهبط عليه ذهب اصفر من السماء أو تدفق له نهر من الذهب الأسود من فجاج الأرض ، لم يعرف الا الذهب الأبيض المبلل بعرق جبين فلاحيه وسواعد عماله

وف يوم وليلة اكتشفنا ان احنا والنبى مصر
ومصر مش حد تانى غيرنا يعنى يا بيه

 مصر اسم علم على قطعة جغرافية لها حدود معلومة ولها تاريخ معلوم يدرس حين تريد أى أمه فى العالم أن تعلم أو تفهم أبنائها كيف بدأت الحضارة على هذه الأرض ....ولكن بين الجغرفيا والتاريخ أين المصريين ؟ بين الحاضر والمستقبل تاه الواقع بين ازمة العيش وإرادة الحياة .... المصريين الذين كان يخاطبهم المخلوع قائلا أنتم عمالين تكلوا وتذيدوا وهكذا غره سلطانه وزين له شيطانه فاصبح الواطى يراهم وكأنهم قطيع من السوام ، فمتى كان العالم يضيق بالمصريين شعب العبقرية والمرح .... وفى يوم وليلة اكتشف الشباب أنهم هم من يعطى الأسم "مصر"حياة ومعنى وليس النظام ورأسه البليد الذى استمرأ العجز واستخف بالشعب المصري

وكل واحد سأل طب كنا ساكتين ليه
وشعب مين اللى كانوا الزُّطِّ حاكمينه
بدولة شومة ومختومة بختم النسر

لقد طرح النظام بانحطاطه الى العمالة الصريحة هذا السؤال الوجودي على كل منتبه للسياسة وممارس لها ومنهم الشباب لقد تغول الجهاز الأمنى فى الدولة واصبح جهاز تجريمى بلطجي لا يسئل عما يفعل وبسلوك ينتمى الى أرذل الزط أو الغجر والنور الذى لا يرعى إلا ولا ذمة ولا يحده حد من ضمير أو أخلاق

وكل واحد قرا اللى كان على جبينه
رفع بدمه يمينه هْدية وهداية

لهذا فكل من شارك فيها كان صلاح الدين ، لقد فجرها الشباب بعدما ضاقت الدنيا عليهم وصار البعض منهم حلمه هو الخروج من مصر حتى لو اجتاز فى سبيل ذلك الأهوال ما يذكرنا برحلات سندباد البحرية التى يحفها الموت، ولم يكن هنا الخروج بحثا عن ست الحسن والجمال أو الكنز الموعود ولكن بحثا عن الوجود ذاته ، بحثاً عن مستقبل مجهول فى وعلى هامش بلاد الناس ولم يكن هذا بحث عن المستقبل وفقط ولكن هربا من التهميش والقهر وقلة القيمة كان هروباُ من أفق مظلم ومن قرية ظلم أهلها أنفسم باستمرائهم الظلم فى زمان كما يقول تميم البرغوثى.. هون الأحرار منا فديتى.. وحكم الأنذال فينا ، لقد كسر الشباب القيد ، وما حدث قلب العالم رأس على عقب وهذا ما لا يصدقه الكثير من الناس أو لايدركوه بسب خضوع هذا الإمعة الوغد فهو لم يكن فقط أحقر فرعون مر على هذه البلاد ولكنه كان لطخة قذرة على ثوب مصر هو ونظامه العميل غسلها الشعب بدماء أبنائه البررة

وف يوم وليلة اكتشفنا ان احنا والنبى مصر ... بحق وحقيقة المصريين وبتراكم صبر السنين وحق لكل مصرى أن يكون صلاح الدين وأن يكون جمال حمدان وسليمان خاطر وبيرم ونجيب سرور وجاهين وحداد وأمل دنقل وسعد الدين الشذلى وعبد الوهاب المسيري وأحمد عرابى وأحمس وعبد المنعم رياض وعمر مكرم وكل من كانت مصر فى خاطره وفى ودمه من قال ان الثورة فى مصر حدث ثمانى عشر يوم يكون كمن ينظر الى الأصبع الذى يشير الى القمر فى السماء يكون كمن يختصر البحر فى موجة من أمواجه
لو كانت الأنبيا ع المية مَشَّاية
لاجلك يا مصر مشينا باسمين ع الجمر
نعم كان الذى يتعرض للشأن السياسى بحق وصدق كالقابض بيده على جمرة من نار كان الخيار السياسى خيار "حسيني الشهادة" يجود باهل بيته ونفسه فى سبيل رأيه وعقيدته وكرامة وجوده ... كان هذاهو حال من يريد أسقاط النظام

يا مصر وافتكرى أصل الدنيا نسايه
الملك ده حقنا ومفيش فراعنة جداد
 لقد هدم الشعب المصري معبد الفرعون وفكك بنية الفرعنة التى هيمنة على نظام الحكم فيه منذ فجر التاريخ وفى دورتى حكم قتل فرعون وخلع الأخر ليكون بمحاكمته اية للناس وعبرة لكل من يتبوأ وظيفة رئيس الجمهورية بأختيار الشعب

نص
الثورة تأتي فتفكك الواقع وتنفض الساكن وتكشف المسكوت عنه وتشرعن القول في الممتنع، وهى كالشمس تفعل فعلها بتخللها كل شيء فيظهر المخبوء وينجلي المدارى، وفي عجيج مولد الثورة، في تلك المساحة الزمنية التي يتأرجح فيها الفعل الثوري بين التأثير والتغيير تتوالي الحوادث ويتخلخل الزمن ما يؤجج لصراع الإرادات بين الشعب يريد وماذا يريد؟ بين من يخاطبون الشعب للتأثيرفي إرادته ومن يحاولون واهمين أو راهبين استلابها من جهة، وبين من يمزجون إرادتهم بإرادة الشعب من جهة ثانية وبين من لا يريد للشعب إرادة - ما اصطلح على اختصاره بالثورة المضادة - من جهة ثالثة. الثورة بتكوينها فعل تطهير وخاصية التطهير في الثورة لا تبدو كعملية هدم وبناء ولكن فيها من خواص الظواهر الطبيعية التفاعل والصهر والإذابة والتشظي والانفلات، واستلاب العادي لصالح الجوهري، وخلخلة الثابت لصالح النافع، وانتهاش الرسمي لصالح الشعبي،
إفرح وكمل وما تقولشى كده كفاية
الثورة دي بداية زى الهجرة والميلاد
فما هو المشترك بين الهجرة والميلاد والثورة ؟
هل هو صياغة وصناعة المستقبل ؟
فكما يرتبط مستقبل كوكب الأرض بمستقبل الشمس. يرتبط مستقبل مصر بالثورة

والله أعلم

Sunday, July 17, 2011

محاولات في قراءة قصيدة تميم البرغوثي يا شعب مصر4





أيها الناس أنتم الأمراء


بهذا النداء أعلن من شرق الجزيرة تميم البرغوثى نبوأته ورؤيته لأمته
والنداء حينها أخذ على أنه حماسة الشعراء وهيامهم ووجدهم ولم يؤخذ كرؤية
وإذا كانت الرؤية تراكم ينسال بين الحدث واليقين فما هو ما صدق هذه الرؤية ، "ونرى" -أن كان لنا أن نرى فيما يرى القارىء "-- أن الرؤية يشهد لها الواقع أو يشهد عليها فشرط معراجها هو أختراق فضاء الخطاب المكبل بسياج العجز لهذا فتشكل الرؤية يتبدى كعملية تخصيب للوعى لانها أنفلات من الزمن بدون تفتيت ذراته
ولكن كيف الأنفلات من" الزمن" الدهر
نص
يا كاتبَ التاريخِ مَهْلاً، فالمدينةُ دهرُها دهرانِ
دهر أجنبي مطمئنٌ لا يغيرُ خطوَه وكأنَّه يمشي خلالَ النومْ
وهناك دهرٌ، كامنٌ متلثمٌ يمشي بلا صوتٍ حِذار القومْ
تناص
في القدس بين سياج الوعى والاوعى بين جدل الواقع ووهمه وفى تلك المساحة بين إسراء اللغة ومعراجها بالرغم من قوانين المعقول والمدرك نتلمس كيف استطاع الفتى أن يكشف لثام الدهر وكيف تتبع خطواته ومن أين أتى بذلك التماسك الفولاذي الذى أخترق به ظاهر المدينة المصنوع والمهيمن على المشهد والمشاهد ليلامس أصيلها الملثم والمنكر ، هل الحق حجاب حقيقة المهزوم؟ هذا الارتكان الى وضوح الحق ، يخلخل تماسك المظلوم وويشتت قبضته/قضيته ، ولكن كيف تأتى للفتى فى محيط ذلك الوجد الكاشف أن يرى ويزيح الستار عن حجب الغشاوة ليكون البصر حديد رغم الغطاء السميك؟
بأى براق نفذ كلشهاب من كثافة ثقل الواقع المُمكن بهيمنة القعود والتقعيد؟
وبعد
يا مصر حقك تملكي بدل السما اتنين
واحدة هدية وواحدة تانية صانعها مصريين

فتلك الهدية الهادية هى السما التى ظهر فيها هلال الرؤية لدخول زمن الأنعتاق والتى أنعكست على صفحتها المصقوله إرادة الشعب وشاهد على صفحتها العالم كله مصر وهى تتحدث عن نفسها بنفسها بدون وكلاء
الثورة تأتى بناسها وتأتى لناسها وهناك من يذهبون الى الثورة وهناك من تذهب الثورة لهم تعرفهم ويعرفونها كما يعرفون يقينهم ويعيشوه وهل كانت الثورة الا تراكم فى قلوب الناس وضميرهم
الرؤية والقصيدة والنداء
موال كده وكده ومهرجان النغم والتنغيم
سايق عليك النبي ما تقول كفاية يا شيخ
الملحمة لما تخلص يبدأ التاريخ
وبكرة جاية حروب فيها بكا وصريخ
وفى الحرب
أعرف عدوك لتعرف ديته ولك بعدها أن ترى فى ذلك ما تشاء ..."حراُ "
أعدائنا خوفهم لهم مددٌ**لو لم يخافوا الأقوام لانقطعوا
فخوفهم دينهم وديدنهم **عليه من قبل يولدوا طُبعوا
ستون عاما ما بكم خجــلٌ**الموت فينا وفيكم الفزعُ
وبكرة نصرك يخض الشمس من لهبه
أين الفرعون وأبنه وسدنته؟ من وضعهم فى السجون؟ أليس أنت؟ يا شعب مصر
سايق عليك النبي ما تقول كفاية كده
من النهاردة انتصاراتك حتبقى كده
يا شعب مصر اللي رجالته وبناته كده
حلال عليه لبن العصفورة لو طلبه

الحرلا يساوم على حقه أو يتنازل عنه تحت الإذعان
لا تصالح
فما الصلح الا معاهدت بين ندين فى "شرف القلب" لا تنتقص
والذى أغتالنى محض "لص" يدافع عنه جربيع العرب والخانعين
سايق عليك النبي ما تقول كده كفاية
إفرح وكمل وما تقولشى كده كفاية
الثورة دى بداية زى الهجرة والميلاد
الثورة دى بسملة كمل بقى الآية
والمعنى قد يتجوهر بتأبيه بأكثر مما يتجوهر بحضوره، فبين الحقيقة والحق يتعرج الثائر حتى يأنيه اليقن بانه صدق الرؤية بالحق فيدمغ بها دخوله وحينها يتأمل فى مقام مازاغ القلب وما غوى
مع كل مرة قراية حسنها يزداد
والآية تجرى تسلم أختها الراية
من غير نهاية وحتى الوقف مش معتاد
وبكرة أيامنا تبقى حكاية ورواية
بين الصورة والمشهد والميدان تتوه الدلالة فتستعصم بالعلامة" الأمارة" يتغلب الشاعر على استعصاء المعنى على الخيال لجلال المشهد "بكلمة" واحدة وهاهنا وبحيدة /حيلة تستمد من معين الشعب فعندما يتيه الخيال على المعنى يلجأ الشاعر للمخزون الشعبى "ليكون منه له" فكانت كده وجائت كده
قصيدة يا شعب مصر لايوجد بينها وبين الناس حجاب، وكأنها عفو الخاطر وطن يحدث عن وطن...
وهكذا في يوم كان مقداره ملايين الأصوات مما يهتفون كانت الإرادة فعل، فإذن الناس للناس أنهم ظلموا وحق لهم أن يحكمواويحاكموا جلاديهم ومستعبديهم فكانوا هم الأمراء


والله أعلم

Friday, July 08, 2011

محاولات في قراءة قصيدة تميم البرغوثي يا شعب مصر 3







في كفها وجبينها من الشعر والتاريخ نص مرمز
تتالى عليها الحاكمون كأنهم
هم الخرز المنظوم والعمر مخرز
ويشرح ميزان القوى كل حاكم لها منذ الاف السنين فيعجز
تهد اعتبارات السياسة كلها
اذا ذهبت تحت القنابل تخبز
وقد وضعت حكامها في مناخل
وقامت تنقي ما تشاء وتفرز
وفي قولها عند الخصام فصاحة
ادق من العقد الفريد واوجز
يرى العقاد إن أبا الهول في مشروع تمثال نهضة مصر لا يشبه في شيء من ملامحه أبا الهول القديم الذي بناه الفراعنة‏,‏ وإنما هو صورة منقولة عما في معابد البطالسة اليونانيين من هذا التمثال‏,‏ وإنه لمن الخطأ في قصة الفن والتاريخ أن نختار لتصوير نهضة مصرية تمثالا بنته في مصر أسرة أجنبية وعندنا تمثالنا ذلك العريق المهيب‏.‏

أخذ الفنان مختار بنقد العقاد وقام بتعديل تمثاله الذي تمت إقامته في ميدان باب الحديد رمسيس الآن سنة‏1928,‏ وذلك قبل نقله سنة‏1955‏ إلي موقعه الحالي في مدخل شارع جامعة القاهرة‏,‏ وفي تحية التمثال يقول العقاد‏:‏ إن من ينظر الآن إلي وجه أبي الهول الذي أميط عنه الستار في هذا الأسبوع يحمد للأستاذ مختار أنه أخرج أبا الهول في صورة مصرية فرعونية تدل عليها الشفتان والأنف والذقن والخدان والعينان‏,‏ ولم يجعله يونانيا كما كان عليه في مشروعه الأول منذ ثماني سنوات‏,‏ أي سنة‏1920.‏
بجداتنا سرٌ
عجيب
كأنه حجاب الاهيٌّ وحرز محرّز
يحيرني اطمئنانهن كأنما
لديهن حل اللغز والدهر يلغز
وبعدفى هسهسة اللغة تبدو غربلة الشاعر للإيقاع تتعدد الأصوات فى قصيدة ياشعب مصر بين المواويل الشعبية التى يتجاوب فيها الجمهور مع الراوى ويتبادل معه القافيه ، وإيقاع المولد الذى يتجاوب معه الجسد بنفضات لا إراديه وسلام النقطة فى الفرح الشعبى وبهجة لحن شيخ البلد، تتنوع الألحان ويزاحم بعضها بعضا فى ضفائر صوتية مغزولة على نول حباله مفتولة بدموع الفرح ولكن الصوت الغالب هو صوت الأم المصرية التى ضربت شجرة الدر بالقباقيب وهى التى تسوق النبى على إبنها لتعلى همته بمزيج من الحنان والانتباه والحزم وهى التى تتحرى عن زوج ابنتها وتسأل عليه المكوجى وتسأل عليه طوب الأرض.
تستدعى قصيدة يا شعب مصر مقولة المتنبى" مجهولة السند" فى ابن جنى ، ابن جنى أعلم بشعري مني وها هى مصر تقول ابن رضوى أعلم بشعبى منى لهذا لا يتورع ابن رضوى أن يتلطف فى مخاطبته أمه مصر قائلا يامى أنتى عارفه وأنا عارف
يا مصر لسه ولسه الثورة بلة ريق
ما ينتهيلك طريق الا ويبدا طريق

الثورة تستدعى مقولة النفرى "سلنى عن كل شىء ولا تسلنى عني" فكنه الثورة سرمدى المدى وبمقدار تعقد شفرتها يكون مداها الثورة المصرية فرضت بشروقها تهيب عصى على الاحتواء لا تستطيع العين التحديق فيها وأن تجاسرة بالشوق ستصاب بالعمى، الثورة ليست مفعول به أنها الفاعل بيد الفعال لما يريد

بلة الريق جملة ذات دلالة فى المخيلة الشعبية و تكون بعد نشفانه من عطش أو خوف مطبق وقد تكون بعد "مشوار "غير ذى زرع يجمع الحالين


يا شعب مصر تعالى نتفق يا شقيق

الاتفاق والوفاق أسبابه وعى مدرك بيقين حاسم أن هناك حالة ستدوم بين جار وجاره بين شريك وشريكه وهو عقد غير مكتوب ومرجعيه ملزمه بين الغرباء ولكنها بين الأشقاء معقودة بالدم
رج الملك قبل ما تنعم عليه بلقبه
رجه كده شوفه ان كان الملك شغال
واسأل عليه المكوجي واسأل عليه البقال
واهم حاجة في صفاته انه يكون يتشال
متربي عال لما يمشي يلتزم ادبه
رئاسة الجمهورية فى مصر تستدعى الانتباه بداية: فهناك شىء ما فى هذا المنصب لا يخرج عما هو معروف فى علم السياسة - شىء ما مفرعن حول من قبل كافور الأخشدى من عبد مخصى يلطم على قفاه الى طاغية يتلاعب بالمتنبى "ويطلع روحه" بحيث يرضى من الغنيمة بالفرار، فكلنا نتعبد بقوله سبحانه فى كتابه العزيز "أليس لى ملك مصر وهذه الأنهار تجرى من تحتى
صلاحيات رئيس الجمهورية فى مصر لا تتوفر لكل ملوك الأرض فى عصرنا الحالى
"أليس هذا يستدعى المراجعة يا شقيق"
بتكون في احسن حالاتك وانت مش محكوم
بتبقى رايق ولا ظالم ولا مظلوم
كيف ولماذا؟
الصوت هنا هو صوت الموال الشعبى بحيث أن الشاعر بمجرد أن يتوقف عند لا ظالم سيرد الجمهور بدون تردد ولا مظلوم ، فههنا حيدة "حيلة" لا تعتمد على استدعاء مرادفات اللغة بين ظالم ومظلوم ولكنها تستمد رؤاها من بداهة فى الذهنية الشعبية عن الحاكم فما بالك بتحول هذا الحاكم ببنية السلطة التى سوف يغرق فيها بوعى او بلاوعى فتصيغه فرعون تام التكوين،
بعدين ده ايه الغبي ده اللي يهددك بالشوم
يا مخلي الف احتلال ينزل على ركبه

تلك اللغة لها ذائقة غير كميائية أنها لغة تتوسد تلقائية تثائب حوار ما قبل النوم لغة المهاودة بين الأم المطمئنة لحبة قلبها وعزمه وعفيته المحروسة بالصلاة على النبى
يا شعب انت اللي كارم كل من حكمك
الدولة دي عارفة تحكم بس من كرمك
كشر لها وهي حتجيلك تبوس قدمك
مافيش حاجة اسمها مليون راجل اتغصبوا
الرؤية ليست فكرة أنها تراكم ينسال بين الحدث واليقين
نعم هو صوت ليس حالم ولا متمنطق ومدعى: أنه صوت يقف على الأرض
يا أمنا أنا لست أعمى عن كسور فى الغزالة


ويدرى أن "الرأى" هو جوهر السيادة يا أمنا لا تفزعى من سطوة السلطان أية سطوة ، وأن وهم قوة الحاكم وهم مصنوع لايوجد السلطان الا فى خيالكوالله أعلم

Monday, June 20, 2011

محاولات في قراءة قصيدة تميم البرغوثي" يا شعب مصر2

كل اللي شاف الشهيد بقى تاره تاره الخاص
الدم صاحي وعنيد ولا تقبلوش تربه
يا شعب ياللي دفع تمن الشوارع دم
احفظ اسامي اللي ماتوا في الشوارع صم
نص
الشهيد هو جوهر الثورة في الحقيقة و هو هلال الرؤية في القصيدة
فالأمة فى حالة أنعتاق سيشهده العالم وسيشهد عليه ، الشهيد هو فدو هذه الأمة
والشهادة في مواضعها مقام فهى أمه مازالت تحفظ أسماء شهدائها فى بدر وتحفظ اسمائهم في أحد ، كما تحفظ أسمائهم في حطين وتحفظ أسمائهم في فلسطين وتحفظ أسمائم في كل موقع كانت فيه الأمة فى وعي الشهيد وقلبه ، فأين شهداء ميدان التحرير من المشهد لمن يطلب من الموت أن يمتحنه؟وأين قبلهم شهداء 48ءومابينهم حتي56ومابينهم حتى67ومابينهم حتى 73وما بينهم حتى الحرب الدولية في لبنان حتى احتلال ثاني عاصمة عربية بعد القدس أين شهداءحزب الله وامل والفصائل وتلك المذبحة الدولية على درة الأمة التى قدمت الشهداء من جميع الفصائل اين رجال حزب الله الذين أخذو الراية وأنطلقوا كالشهاب الراصد ليوثقوا كل شك فى تبديد الوهم أن شهداء الشعب الفلسيطيني الذين روا بدمائهم الذكية كل بقعة من بقاع الأمة وثبتوا لأخدود مجلس الإمم التي أتحدت على التَواطُؤٌ الدولي لم يكن غريبا أبدا أن يحب نصارى الأمة رجال حزب الله أليس لهم شهداء فى تلك الحروب انها حرب عنصرية كانت على الأمة بجميع مذاهبهاو أديانها بيد العدو من الخارج والخيانة من الداخل لقد كان الشهداء الأحياء فى كل المجالات والفنون والقطاعات والمؤسسات ، لقد ختم القرن العشرين بشهداء المقاومة ،وهذ هو قرن شهداء التحرير في كل ميادين الأمة لهذا كان الشهيد هلال القصيدة يتحرك الشهيد ويغيب الشاعر أقماره بحيدة فرضتها الشهادة فالشاعر كان في موقع الشاهد الذى صم الشهادة في حزم تم فتكلم وشهد
تناص
( مزج ثان )
معلّق أنا على مشانق الصباح
و جبهتي – بالموت – محنيّة
لأنّني لم أحنها .. حيّه !
... ...
يا اخوتي الذين يعبرون في الميدان مطرقين
منحدرين في نهاية المساء
في شارع الاسكندر الأكبر
لا تخجلوا ..و لترفعوا عيونكم إليّ
لأنّكم معلقون جانبي .. على مشانق القيصر
فلترفعوا عيونكم إليّ
لربّما .. إذا التقت عيونكم بالموت في عينيّ
يبتسم الفناء داخلي .. لأنّكم رفعتم رأسكم .. مرّه !
تداعي الهوامش
البلطجية كانوا هم طلائع جيش الفرعون وهنا،السؤال لماذا؟هل كان ذلك خيارا أم أضطراراً؟
عندما يستقر الفساد يرسم الواقع على شاكلته ويزحف ببطأ مكوننا شبكة من التواصلات تنتهي خيوطها في رأس النظام وعندما ينبت رأس جديد تتحول هذه الخيوط لتعقد تواصلاتها معه لم يخترع نظام مبارك الفساد ،فالفساد له خيوطه المتدة منذ كان وادى النيل و لا ينفذ في الأرض حتى فى وجود الأنبياء الثورة هي من زاوية أخرى فشل الفساد في الدفاع عن سلطته فعمر سليمان مجرد موظف فاشل في بلاط الفرعون ولكن أين كان عمرو موسى على سبيل المثال منذ نهاية عصر جمال عبد الناصر الى أن تغنى بحبه شعبان عبد الرحيم ؟ ؟وبلسان اية دبلوماسية كان يتكلم كلامه الموزون ؟ وما هو وزن كلامه الآن؟
القصيدة
الشارع اللي اصطفى وقصر الامارة لم
ملوك قليلة الرباية ركبوا واتركبوا
شعب بغزالة اتخنق قلب التاريخ في يومين
لابس عباية جحا وهو صلاح الدين
بيكرم الانبيا ويهزأ السلاطين
والفجر خيله وحبات الرمال عربه
يا شعب مصر اكم فرعون وفرعونة
ضربتهم ضرب سجادة في بلكونة
ضرب الملوك تربية صالحة ومضمونة
ما يبقوا بني ادمين الا اذا اضربوا
ضرب الملوك مصلحة
ضرب الملوك تأديب
محلى المماليك وهي بتجري في السراديب
ولولا ضرب شجرة الدر بالقباقيب
مابين اغا وباش اغا كان التتار غلبوا
بعدين مبارك سادات فاروق ماحدش دام
هو احنا شعب كده ما بيعيشلناش حكام
عقبال جيرانا وحبايبنا كمان يا سلام
لو كل من له رئيس نصحى نلاقيه قلبه
نعم هناك نقاش يدور عن سلطة رئيس الجمهورية بعد الثورة أليس كذلك؟
لماذا يضطر الشعب أن يخلع الرئيس ؟ فغزالة الشعب قد تقلب النظام في يومين أو يوم ولكنها قد تتلكأ 92عام
الشارع اللي اصطفى وقصر الامارة لم
ملوك قليلة الرباية ركبوا واتركبوا
لم نعرف من ربى حسني مبارك غير السادات فالمعلومات عن مبارك شحيحة و غامضة ؟ هناك ضرورة في دراسة هذه الشخصية دراسة جادة بعيدا عن ترهات الصحافة؟
بين الضارب والمضروب
شعب بغزالة اتخنق قلب التاريخ في يومين
لابس عباية جحا وهو صلاح الدين
بيكرم الانبيا ويهزأ السلاطين
والفجر خيله وحبات الرمال عربه
يتأمل الشاعر بحب في الشعب الكلمة التى أضاءتها الثورة فواصلت فيها الأنا بالنحن ،فهو يعرفها يعرفه كما يعرف نفسه وهو منه وفيه ولكنه يدرك حجاب المحبة في الرضي ، لقد أذهل الشعب الشاعر كما بهر العالم بسمفونية ثورية جعلت من ميدان التحرير هرم رابع للعزة والإرادة،يقول الشاعر عن الثورة:لقد قامت هذه الثورة بلا قيادة منظمة وكانت مع ذلك أكثر تنظيما من الثورات الثلاث المذكورة سابقا، وقد ارتجل المصريون المعتصمون فى ميدان التحرير بالقاهرة عقدا اجتماعيا شاملا ودولة كاملة الأوصاف حدودها من المتحف المصرى إلى مجمع التحرير ومن النيل إلى شارع طلعت حرب فى أسبوعين। لم تكن للمعتصمين قيادة معروفة الوجوه والأسماء، ولكنهم كانوا يتصرفون وكأنهم كيان واحد، كانوا يتبعون الفكرة لا صاحبها، فإن طرح رأى فى الميدان استحسنته أغلبية الناس أو استقبحته ثم تكاد تتحول الأغلبية فورا إلى إجماع ويتخذ القرار، لقد كان الميدان يقود نفسه، أعنى أن كل إنسان فيه كان قائدا ومقودا فى نفس اللحظة، وهذه الآلية لاتخاذ القرار، أو الحكم، لم تخرج من كتاب نظرى أو خطبة لزعيم ملهم، بل كانت رد الفعل الطبيعى للناس، يراها الرائى بديهية، وإن حللها المفكر السياسى خرجت إليه ما بعد حداثية، فالناس لا ينوب عنهم نائب، ولا بنية أو مؤسسة تختصرهم، بل هم الشعب والحكومة



تميم البرغوثي-النصر وحمايته- الشروق



يا شعب مصر اكم فرعون وفرعونة
ضربتهم ضرب سجادة في بلكونة
ضرب الملوك تربية صالحة ومضمونة
ما يبقوا بني ادمين الا اذا اضربوا
ضرب الملوك مصلحة
ضرب الملوك تأديب
محلى المماليك وهي بتجري في السراديب
ولولا ضرب شجرة الدر بالقباقيب
مابين اغا وباش اغا كان التتار غلبوا
ملاحظة
صوت القصيدة ينحاز للفرح والبشر واليسر يتنقل فى معراج صوفي يقتات الرقية والدعوة ورش الملح فى الفرح فرحة الأم المصرية التى طمأنها الرسول بمقام شهادة أبنها والتى طمانتها العذراء بأكتمال المحبة فى قلب فلذة كبدها
تناص
وسواء كانت مصر أم الدنيا أو أم الديكتاتورية، أو كان حاكم مصر هو اقدم أمراضها كما يذهب البعض ، فلا شبهة في أن الديكتاتورية هي النقطة السوداء والشوهاء في شخصية مصر بلا استسناء ، وهي منبع كل السلبيات والشوائب المتوغلة في الشخصية المصرية حتى اللحظة ، ليس على مستوى المجتمع فحسب ولكن الفرد أيضا ،لا في الداخل فقط ولكن في الخارج كذلك. ولقد تغيرت مصر الحديثة في جميع جوانب حياتها المادية واللامادية بدرجات متفاوتة ، الا نظام الحكم الاستبدادى المطلق بالتحديد والفرعونية السياسية وحدها ، فهى ماتزال تعيش بين (أو فوق؟) ظهرانينا بكل ثقلها وعتوها وأن تنكرت في صيغة شكلية ملفقة هى "الديمقراطية الشرقية" أو بالاحرى "الديمقوكتاتورية". والمؤكد أن مصر المعاصرة لن تتغير جذريا ولن تتطور الى دولة عصرية وشعب حر ألا حين تدفن الفرعونية السياسية مع آخر بقايا الحضارة الفرعونية الميتة.
جمال حمدان شخصية مصر الجزء الأول مقدمة في الشخصية الأقليمية ص41

ضرب سجادة في بلكونه
الشعر كمهرجان للمعنى
أين سوف يذهب تميم من خفة الظل يتحرج من أحساسة بشاعريته خوفا من جهامة المتنبي وتربكه ربت البيت وديكها حسن الصوت ومكر بشار وعندها يهرب الى لغة الحياد الأكاديمي الذى لا تغيب عنه القافية، فيعود به حنظلة ليذكرة بوعد الثياب الجديدة
مزج ثاني
وقل لي: إذا غبت، ما جمع عليك المصائب وسيأتى كل كون لتعزينك في غيبتى فإن سمعت أحببت ، وأن أجبت لم ترني
النفري
وبعد

Saturday, May 28, 2011

"1-محاولات في قراءة قصيدة تميم البرغوثي" يا شعب مصر


وأعلم بأنك لست تهدي من تحب مدى الزمان
أفتسمع الصمّ الذي.. ن بعيشهم هم في افتتان
أم أنت تهدي العمى عن... ذل الضلالة والهوان
أتريد ترشد عصبة......... لشجاعهم قلب الجبان
خذ ما صفا لك بينهم ......واترك لهم كدر الأواني
وانزل إليهم لا تك......... لفهم إلى أعلى المكان
و لربما انقلبوا فلا......تنكر لهم قلب العيان
عبد الغني النابلسي القرن الحادي عشر الهجري

هذا ليس نقدا ولا تأويلا وإن شابه النقد والتأويل هو مجرد قراءة ، على هامش قصيدة تميم تتداعى و لا تدعي مرجعية
ولا تنشد انحيازا

مقدمة في قراءة العنوان
نعم هناك نصوص نكتبها وهناك نصوص تكتبنا، وعملية الكتابة هي عملية في غاية السهولة وفي غاية التعقيد، تلك الحروف المتشابكة التي تقصد المعني تقنص المعني والكتابة هي عملية خدش لبكارة المعنى داخل الرؤية، وعندما تكون الكتابة شعرا فهي تفكك ذرات الوعي وتعيد ترتيب أولوياته، فبيت من شعر المتنبي كما تقول الرواية أو الأسطورة، حال بينه وبين الهروب من مواجهة موت محتوم وتلك خطورة الشعر والشاعر، كانت العرب تقدس الشعر تقريبا لما له من أثر (1) فالشيخ الرئيس ابن سينا يقول:" كانوا ينزلون الشاعر منزلة النبي فينقادون لحكمه ويصدقون بكهانته"و يقول ابن سلام الجمحي (2)في طبقات فحول الشعراء: "هو علم قوم لم يكن لهم علم أصح منه . ويقول أبن رشيق في خطبة كتابة العمدة "فقد وجدت الشعر أكبر علوم العرب، وأوفر حظوظ الأدب أحرى أن تقبل شهادته، وتمتثل إرادته لقول رسول الله (أن من الشعر لحكما)". كما يقول ابن خلدون في المقدمة : والاحتفاء بالشعر على هذا النحو إنما يرجع إلى أهمية الوظيفة التي ينهض بها في المجتمع..
هناك رحلة طويلة داخل تاريخ الشعر بطول تاريخ هذه الأمة ليس للخوض فيها سبيل في هذه القراءة ولكن في التكوين الشعري للأمة هناك محطات وخرائط وإشارات وعلامات وقطعيات ومفاصل أطل فيها الشعر وكأنه رباط من أربطة الهوية لتلك الأمة وكأنه هو "الخطاب". وبين الشعر والانفلات والتمرد حالة وجودية وبين الغواية والالتزام عندما نقرأ المتنبي نلاحظ تلك القسمة بينه وبين الممدوح أو المذموم فهو بقيمته يفيض على قيمة قوله فبين القول والقائل في قصيدته وأحر قلباه في سيف الدولة، تلخيص مدهش لمعنى صراع الإرادة بين السلطة والشاعر وعتبة المنتهى لعصمة الذات في مواجهة تماسك الذاتية، فالشروط والقيود التي فرضها قبل المكوث في بلاط سيف الدولة كانت تمليها سطوة الشعر لا الشاعر على سلطة الأمير (3
بين مصر والفرعون
أذهب إلى فرعون أنه طغي..... فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخش
قالا ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى"
هناك خاصية ما في حكم مصر تتلبس الحاكم، خاصية يتعبد بها المسلمون في بقاع الأرض آيات تتلي ذكراَ وصلاة عنوان قصيدة تميم توجه إلى أمير مصر كما يراه الشاعر في الشارع وهو مفتونا بانفلاته الأمني إذ كان الأمن هو الخضوع لمشيئة الفرعون وما وراءه
لقد وجد تميم أخيرا سيف لدولة الشعر وهو الشعب وصدى صوت الزعيم السياسي والنقابي التونسي فرحات حشاد يردد أحبك ياشعب "وإذا الشعب أراد" لمواطنه الشابي تكمل لها الشرط والإرادة سيل هادر تجرف أمامها نظم القهر والهيمنة.

يا شعب مصر اللى سابقة ضحكته غضبه
ما يطلع الصبح إلا وصحبتك سببه
يا مخلص الأرض من وحشتها فى الأكوان
يا حجة الشمس تفضل طالعة ساعة كمان
مستأذنة وهى مش عادتها الاستئذان
متونسة بالميدان وبعشرته ونسبه
يا شعب يا مصلي قدام العساكر صف
يجري الجريح من ورا لقدام
لا خاف ولا خف
الشاهد والمشهود والمدافعين عن الحدود
"إذا كان المعني في حب مصر كعبة فقد كان الحج في الميدان له طقوس من دم "
المشهد
الشهادة وأصحاب الميدان
يا شعب مصر اللى سابقة ضحكته غضبه
تسبق الضحكة الغضب عندما يتحول الغضب من انفعال متفلت أو رد فعل أخرق إلي إرادة فاعلة ومطمئنة متيممه بعزيمة نافذة والضحك يكون بيقين المآل من الضاحك بعدما ظن المغضوب عليه أنه يواجه ما يطيق

الموقع
هذا الميكانزم المذهل بين المتحرك والساكن الشعب والميدان لا يستطيع المتأمل إيقاف التداعيات الهندسية والتاريخية والتزامنية لمشهد الميدان، ففي هندسة الميدان شيء ما وكأنه مصب نهر حاكته عوامل طبيعية علي مهل بين التاريخ والجغرفيا السياسية والقوة والشرعية والموقع وكأنه أحبولة قدر هىء لها فكانت ،تراكمت الرموز في هذا المكان تراكم يكاد يخفي بعضه بعض فبين عمر مكرم رمزية الرجل ودوره الثوري وبين المجمع كمعبد فرعوني مهيب يجسد جهاز عتيد من أجهزة سطوة الاعتراف في الدولة ومبنى الإذاعة والتلفزيون مركز الأشراف على الوعي الرسمي ، ميدان عبد المنعم رياض الرجل والمنهج وبين المتحف المصري وذكري ما حدث في متحف العراق والمبنى الرئيسي للحزب الوطني مقر سدنة الفرعون يحيط بذلك مجلس الشعب ومجلس الشورى وجامعة الدول العربية وجهاز المخابرات ووزارة الداخلية وسفارة الدولة المهيمنة على العالم وبعد ذلك النيل شاهد
كيف النداء على شعب مصر؟ كيف هو الخطاب أمام ملايين الجباة المرفوعة بعزيمة وإصرار وإرادة وشهادة؟
كيف الثبات على منبر الخطاب "ومنصته" ميدان التحرير والجيش هذه المرة يقدم استعراض ولائه للشعب ؟
هذا الشعب الذي ألغز على كل عباقرة الزمان من أبنائه والمارين بين أروقة التاريخ فلن تجد تفسيرا عند جمال حمدان ولا ابن خلدون ولا هيرودوت ولا عمر بن العاص ولا ياقوت الحموي ولا المتنبي ولا فاروق الباز أقرأ ما شئت وخذ التاريخ طول وعرض وفكر، شيء من هذا جعل عزمي بشارة يقول في بداية الأحداث على المفكرين أن يتمهلوا وينتبهوا لعله يقصد أن الآن وهنا يصنع التاريخ،
فماذا يقول الشاعر في ذلك:

ما يطلع الصبح إلا وصحبتك سببه
يا مخلص الأرض من وحشتها فى الأكوان
يا حجة الشمس تفضل طالعة ساعة كمان
مستأذنة وهى مش عادتها الاستئذان
متونسة بالميدان وبعشرته ونسبه

إنه يخاطب الكون فالصبح ينشد الصحبة والشمس تستأذن بالشروق لانها وجدت هذه المرة شروق الثورة مقيم هل هناك مبالغة ؟ لا فالشعب لم يترك للمبالغة موضع. فعندما تدرس علوم السياسة وتتجاذبك نظريات هوبز ونظرته "الإنسان ذئب لأخيه الإنسان متي أعوزته الحيلة لجأ الي الدهاء" من جهة وهيوم من جهة أخرى وفنون الممكن وهيمنة النظام العالمي المنفلت من عقاله وسيول التقارير الاستراتيجية وصناعة التأثير والتحكم في الرأي العام وتراكمات التبعية وتصنيفات القوى في العالم تتسائل كيف لدولة مصنفة في السياسة الدولية كدولة عميلة أن يكون هذا هو شعبها أين كان متخفي من العالم والتاريخ ؟وكيف؟

فاصل لغة
متونسة
الأُنْس يُقال الأُنْسَة ضدُّ الوحْشَة وقيل هو الهيبة وقيل ارتفاع الحشمة مع وجود الهيبَة. ويُطْلَق الأُنس عند الصوفيَّة على أُنس خاصٍ وهو الأنس بالله أي التذاذ الروح بكمال الجمال وكذا المؤانسة
لسان العرب

يا شعب يا مصلي قدام العساكر صف
يجري الجريح من ورا لقدام
لا خاف ولا خف
تدوس عليه العربية تحوله لميت الف
يا للعجب يقتلوه ويتوقعوا هربه
يا للعجب يقتلوه ويتوقعوا غيابه
اللي اتقتل لسه واقف هو واصحابه
ما بهدل الامن غير من ماتوا واتصابوا
والصبح ما نور الا اما الشموس غربوا
اضرب عليا انا مش جاري يا قناص
من امتى خوفنا يابن الكلب ضرب رصاص
كل اللي شاف الشهيد بقى تاره تاره الخاص
الدم صاحي وعنيد ولا تقبلوش تربه
يا شعب ياللي دفع تمن الشوارع دم
احفظ اسامي اللي ماتوا في الشوارع صم

يجد الشاعر من موقع الشاهد مدد يعينه على تفسير ما لايفسر فالعالم كله شاهد كما شاهد الشاعر ولكن الشاعر في مشاهدته يكون شاهدومشهود فهذا الخيط الدقيق الأدق من الحرير الذي يغزل به الشاعر رؤاه يلملم حبات التفاصيل ويعيد غزلها بنسيج الرؤية محافظ على تسلسل المعاني مدققا في الأثر بين الكوني والمحلي بين الإنساني والملائكي بين الوجودي والعدمي بين المطلق والزائل حتى تغرب شموس الشهداء لتأذن لصبح المستقبل أن ينتشر.
للموت رهبة
الموت كان مصاحب للمشاهد العربي على الهواء مباشرة منذ الانتفاضة الأولى وبين رهبة الموت التي تلاعب بها الطفل الفلسطيني أمام كهول العرب منذ أن أطلق الحجر الأول على وعي الأمة منذ أن قبض على الحجر بيد فيما تقبض اليد الأخرى على رقبة ضمير الأمة وترجها رجا هذا الجيل تشكل وعيه على مشاهد أجسام الشهداء والمغدورين وهو يأكل وهو يشرب وهو يلهو وهو يحب وهو يضحك وكأنه هناك في مكان ما في هذا العالم فمن يسلط على وعيه رهبوت الموت؟ عرف الموت بكل الوسائل عرف الاغتيال بكل الحيل شيء ما جعل الموت حاضرا في الإعلام وصناعة الخبر وكأنه نوع من الدراما اليومية وهناك في مكان ما من الوعي نوع من المقارنات بين كل شهادة وأخري بين كل طريقه وأخري، عندما فرض نظام الهيمنة على الناس الاختيار بين الموت أو الاستباحة
كل هذا كان يزاحم وعي المشاهد العربي ولكن هنا كان للموت فخ كان الموت مفعول به يتلاعب به الشعب ويتبادله ويحرز بمطاردته الأهداف كأن الموت صلاة كأن الموت شاهد بين الصلاة أمام العساكر أدوات السلطة المجردة وبين بهدلة هذه السلطة - مباراة من الجسارة بين التوقع والذهول بين الحضور والغياب الثبات والحركة حرفنه وهندسة عرض خرافي أين تدرب عليه هذا الشباب ومن هو المدرب وكيف وزع خطته على ملايين بدون كلام كيف اتفق؟

يجري الجريح من ورا لقدام
لا خاف ولا خف
تدوس عليه العربية تحوله لميت الف
يا للعجب يقتلوه ويتوقعوا هربه
يا للعجب يقتلوه ويتوقعوا غيابه
اللي اتقتل لسه واقف هو واصحابه
ما بهدل الامن غير من ماتوا واتصابوا
يشدد الشاهد علي مشهد شهداء الميدان فكل حبة من ذرات الوعي واللاوعي في سلسلة الرؤية لابد لها من دانة يدورر حولها المعنى والشهداء في هذا المشهد هم واسطة العقد الشموس التى غربت لتسمح لفجر المستقبل
كل اللي شاف الشهيد بقى تاره تاره الخاص
الدم صاحي وعنيد ولا تقبلوش تربه
يا شعب ياللي دفع تمن الشوارع دم
احفظ اسامي اللي ماتوا في الشوارع صم

نص
الصورة تامل بالغ التعقيد في المعنى
لوران بارت

نص يحاور نص
ولكن ما الصورة إذا جاء المعنى؟
جلال الدين الرومى

عندما نقول بأن الصورة هي لغة فهذا خطأ، وصحيح في الآن نفسه خطأ بالمعنى الحرفي، لأن الصورة الفوتوغرافية باعتبارها نسخة مطابقة للواقع، لا تتضمن أي ذرة متقطعة يمكن تسميتها علامة : حرفيا ليس هناك أي معادل للكلمة أو الحرف في الصورة، لكن صحيح حيث أن التركيب وأسلوب الصورة يشتغلان كرسالة ثانية تحيل إلى الواقع، والى الفوتوغرافي هذا ما نسميه بالإيحاء الذي يعتبر لغة، والحالة هذه فالصور تحيل دائما إلى أشياء مختلفة عما تظهره على مستوي التقرير: انه يشكل مفارقة بالأسلوب و بالأسلوب وحده ،تعتبر الصورة لغة (4
تناص
لو طبّوا بكره اليهود يا مصر وخدوكي
والله ما ها يشيلوا من فوق الكراسى حد
هايلاقوا مين يحكمك غير اللى باعوكى ؟
مفروشه ليهم وقدم سبت تلقى الحد ؟!

كل الحكايه يهود فى يهود ..
لا تقولى قبطى ولا مسلم ..
وموشى كان من قبله داوود
وليه نموت ولا نتعلم !
(نجيب سرور)

عودة للقصيدة
الشهداء عند تميم البرغوثي أو الشموس الغائبة هم محور الرؤية وجوهرها
: من امتى خوفنا يابن الكلب ضرب رصاص
تأملات في تاريخ سب الفرعون
عندما خلع نجيب سرور ملابسه الداخلية ،وهتك الأستار فى قصيدته المعروفة ، نلاحظ أنه وضع أحدي يديه على عورته في مخاطبة الفرعون
يقولوها ليه والصهاينه بره مش جوه
يبقى الصهاينه "يا ريّس" جوه مش برّه

و عندما يقول
يا يقتلونى يا اما محاكمه علنيه
للى شنقنى ولو كان انور السادات
_____________
أما عند تميم في "من امتى خوفنا يابن الكلب ضرب رصاص" نجد هذا السقف العلني في سب الفرعون يوقن أن عصر الفرعون والفرعنة أنتهى تماما.

أما بعد

Sunday, May 22, 2011

سوريا العقدة والحل


الراعي وكلابه

سألته الفتاة: ما هي مهنتك؟
قال الشاب:رئيس البصاصين وأنت ما عملك؟.
قالت: أقوم على رعاية المرضى
قال : ووالدك؟؟
قالت: راعٍٍ
قال : كم عدد قطيعه؟
قالت: مائتي ألف ألفٍ من الأغنام والماعز.
قال : وهل عند والدك كلاباً لهذا القطيع؟
قالت: عنده أعداد هائلة من الكلاب ,.
قال : وهل هو يرعاهم؟
قالت: لا بل يحلبهم فقط.
قال : وهل ما زال يحلبهم؟
قالت: لقد توفي والدي والآن يحلبهم شقيقي مع بعض الطيبين
قال : ومن أين يؤمن لهم العلف؟
قالت: من حليبهم وأعشاب مراعيهم.
قال : وهل يكفيهم ذلك؟
قالت: ويزيد الكثير الكثير.
قال : وماذا يفعل شقيقك بما يزيد؟
قالت: تسرقه الكلاب.
قال : وهل هم يسرقون ذلك منذ زمن بعيد؟
قالت: لقد أتوا إلى القطيع من أجل السرقة.
قال : لماذا لم يعاقبهم والدك؟
قالت: لو عاقبهم لما تركوه راعياً
.
قال: تعنين أن هناك مصلحة متبادلة, وشقيقك الآن ألا يؤدبهم؟
قالت: حاول مرة لكنهم أكلوا لحمه.
قال : لماذا كان والدك يعتمد على هذه النوعية من الكلاب؟ قالت: لأن أصلها ذئاب ,فهي شرسة وحاقدة .
قال : هناك نوعية من الكلاب لاتسرق لماذا لم يعتمد عليها؟
قالت: ليست حاقدة ولا يحبها والدي كما أنها لا تخلص له .
قال : والآن ماذا يفعل شقيقك باللصوص؟
قالت: يؤدبهم مرة ويتجاهل مرة إلى أن يأتي المجهول بالحل
قال : والقطيع هل هو راضٍ بمعاناته؟
قالت: القطيع ذليل لقد روضه والدي فأكثر فيه الذبح
قال أًخيرا: ما هو الحل إذا لم يبقَ القطيع ذليلاً؟.
قالت: هذه هي المشكلة الكبرى. ....


فايز الحلاق


هامش

اعتقلت الأجهزة الأمنية ظهر أمس الكاتب السـوري فايز الحلاق مواليد 1947 متزوج وله أربعة أولاد .
دمشـق 27/3/2006

Thursday, April 28, 2011

محمد حسنين هيكل والصندوق الأسود


عندما أكمل الدكتور الفاضل والجليل عبد الوهاب المسيري رحمه الله "موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية"، تقدم بإهداء إلى المفكر والأديب والصحفي الأستاذ محمد حسنين هيكل الصديق والمعلم. والدكتور عبد الوهاب المسيرى يعني ما يقول ويدرك دلالته وهناك الكثير من أبناء مصر والوطن العربي يشاركونه هذا الرأي القائم على الاحترام والتقدير للمجهود الإنساني والالتزام المهني الخارق للعادة ورسوخ الموقف واحترام الذات. والإعجاب والاحترام ليسا لهما قيمة إن صدرا عن انبهار فقط فقراءة الأستاذ هيكل تستوجب من القارئ مجهود موازي ينزل الكلمات منازلها ويضع الخطاب في سياقه ويفهم أفق التحيز.
وفي قراءة لموقف الأستاذ محمد حسنين هيكل من الثورة المصرية والعربية نجده متوترا بعض الشيء، فقد علق الأستاذ على الثورة المصرية في بدايتها تعليقات كان لها أثر مهم وإيجابي ومؤيّد بدا فيها لأول مرة يخرج عن تحسبه وتحفظه الذي ألزم بهما نفسه. ولقد كان الزمن سخيا مع الأستاذ كما وصف، ونشهد له - بعد متابعتنا إياه على مدى تاريخه – بأنه تبادل مع الزمن هذا السخاء بدوره في إلزام نفسه بمهنية غاية في الدأب واحترافية غاية في الدقة بحيث أنه يكاد أن يكون صحفي الوثيقة، ولأن الثورة في ذاتها لا توجد لديها وثائق ولا شبكة اتصالات محلية ولا عالمية بل هي مزيج من الفعل التاريخي الذي يرتبط بوجدان الأمة ولا يدبر بليل ولكنه ينطلق كزلزال يحدث أحداثا يؤرخ لها، فلعل الأستاذ غلبه التحسب المهني فآثر الصمت.

وأظن -وليس كل الظن إثم- أن الأستاذ وفي هذا الظرف التاريخي الذي يجوز فيه مالا يجوز في غيره عليه ألا يكتفي بالإشارة عن العبارة وأعتقد أن استئذانه بالانصراف عن الكتابة إلى الكلام منذ عدة سنوات كان قرارا صائبا ولكن يجوز فيه الاستثناء الصائب أيضا لإن الكتابة تختلف عن الكلام وإن كان الكلام وثيقة بأدوات العصر أكثر إنباء من الكتب، إلا أننا نريده أن يخرج عن صمته للكتابة لا للكلام ليكتب موضحا ومفصلا عن موضوع الصندوق الأسود لطائرة النظام الذي أشار إليه في حديثه مع عمرو واكد منذ عدة أسابيع. والصندوق الأسود هو الذي يزود المحققين بالمعلومات المطلوبة بعد تحطم الطائرة لمعرفة أسباب وقوع الكارثة. فبالتأكيد هناك معلومات عن النظام المصري لم يستطع الأستاذ هيكل أن يتعامل معها أو يقترب منها في ظل بطش النظام وبلطجته. وإذا كان الأستاذ استطاع أن يمشى على حد السيف في السنوات الماضية ليقوم بتفكيك وقع كارثة 67على وجدان الأمة ووفى بعهده مع جمال عبد الناصر بقدر الممكن، فعليه الآن أن يكون كما كتب من قبل لمصرلا لعبد الناصر.

إن الصندوق الأسود يتعلق بحقيقة التزامات الدولة المصرية مع قوى الهيمنة في العالم ومنها ما باح به الأستاذ هيكل هو نفسه بخفه وحذر كوجود سفارة صغيرة في مصر لدولة نكرة ترتبط بشركة بلاك وتر المتورطة في العراق وغير ذلك من بعض المعلومات التي نشرها هنا وهناك عن الأمن القومي. فلعلنا إذا كتب الأستاذ هيكل عن الصندوق الأسود للنظام أن نجد تفسيرا مثلا لحادثة السيارة الدبلوماسية البيضاء التي سحقت المواطنين بجوار السفارة الأمريكية في فعل هستيري أثناء الثورة، فماذا كانت تحمل؟ هل كانت تحمل صندوق السفارة الأسود؟ ولماذا سارعت الولايات المتحدة بالإعلان عن سرقة السيارة كحيلة مراهق سرق سيارة والده وارتكب بها حادث؟ أو لعلنا نفهم ترشيح مصر الثورة لمصطفى الفقي كأمين للجامعة العربية فهل هذا الترشيح هدية أم رشوة؟ ولمن؟ ولماذا؟ والأهم من هذا وذاك أنه إذا تناول الأستاذ هيكل مضمون الصندوق قد نستطيع أن نفكك الثورة المضادة المحلية والإقليمية والدولية.
وأخيرا لأستاذنا الكبير هيكل التحية والسلام
وقبل ذلك وبعده الاحترام

Monday, April 25, 2011

حتى لاتبهتُ شعلتها في الضلوع

الكلمات والثورة
فيما سبق
الثورة تأتي فتفكك الواقع وتنفض الساكن وتكشف المسكوت عنه وتشرعن القول في الممتنع، وهى كالشمس تفعل فعلها بتخللها كل شيء فيظهر المخبوء وينجلي المدارى، وفي عجيج مولد الثورة، في تلك المساحة الزمنية التي يتأرجح فيها الفعل الثوري بين التأثير والتغيير تتوالي الحوادث ويتخلخل الزمن ما يؤجج لصراع الإرادات بين الشعب يريد وماذا يريد؟ بين من يخاطبون الشعب للتأثيرفي إرادته ومن يحاولون واهمين أو راهبين استلابها من جهة، وبين من يمزجون إرادتهم بإرادة الشعب من جهة ثانية وبين من لا يريد للشعب إرادة - ما اصطلح على اختصاره بالثورة المضادة - من جهة ثالثة. الثورة بتكوينها فعل تطهير وخاصية التطهير في الثورة لا تبدو كعملية هدم وبناء ولكن فيها من خواص الظواهر الطبيعية التفاعل والصهر والإذابة والتشظي والانفلات، واستلاب العادي لصالح الجوهري، وخلخلة الثابت لصالح النافع، وانتهاش الرسمي لصالح الشعبي،
فيما بعد
إذا كان هذا هو فعل الثورة وقد كان في بعض منه فما هو سبيل المتربصين بها والذين سلبتهم الثورة إرادتهم ونفوذهم وسلطتهم لصالح الشعب؟ فالدهاة منهم لايبدون صفحتهم في مواجهة الناس بل يسايرون الناس وإذا كان الناس ينسون خالقهم فكيف بخلقه والثورة بعض خلقه والنسيان آفة الإنسان أخرج أبويه من الجنة أفلا يخرجه من الثورة؟ وإذا كانت الثورة في الأساس قامت ضد الظلم فهل نأخذ الناس بالشبهات، وفي ذلك كل الظلم؟ وبالطبع لا نستطيع أن نشقق قلوبهم و لا نستطيع أن نعرف بدقه نواياهم ولا ما في نفوسهم ولا نأمن من كيدهم وما زالت أسرار الدولة وشبكة تواصلاتها السرية مع قوي الهيمنة الأقليمية والدولية وصندوقها الأسود في أيديهم فما العمل؟وكما قال الشاعر: متى يبلغ البنيان يوما تمامه إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم؟ نعم في وضوح الهدف والمثابرة واليقظة والانتباه ما يشكل سياج ضد الثورة المضادة، ولكن الديمقراطية هي الهدف الاول للثوارة وهي ايضا وسيلة الثورة المضادة في نفس الوقت لتكبيل الفعل الثوري، فالمتابع لوسائل التواصل الاجتماعي يلاحظ أن هناك خطاب يتشكل ببطء في التشكيك والتثبيط والتيئيس دوافعه مختلفة ومصالحه مختلفة ولكنه يشترك في عدائه للثورة يركب قطار الديمقراطية وفي قاطرته الأولى و يتزيا بزيها ويستخدم عبارتها ويتحصن بمنطقها وهو ليس منها في شيء فهل يعجزنا ذلك؟ وننتظر قاعدين حتى يفعل الزمان فعله كما فعل مع من هم مثلنا وخير منا، ولنا في التاريخ عبرة وأثر، هل هذا يجعلنا نشكك في جدوى الديمقراطية وننتظر المستبد العادل سواء كان مؤسسة أو حزب أو فرد ملهم؟
ونعيد الكرة مرة أخرى ونكون كما قالت العرب كالباحث عن حتفه بظلفه، التاريخ يقول لنا أنه وفي أتون ثورة الشعب المصري التي قيل عنها "هوجة" عرابي واختلف المؤرخون في شأنها، أنه بعد شهر من قيام الزعيم الوطني أحمد عرابي بصف قواته أمام قصر الخديوي وإجباره للنظام على قبول مطالبه الشعبية،نشر في القاهرة كتاب عنوانه "رسالة الكلم الثمان" ناقش الكتاب معني ثماني كلمات "دائرة على ألسن شباب زماننا" هي الأمة، الوطن، والحكومة،والعدل،والظلم، والسياسة، والحرية،والتربية. وقد كتبه حسين المرصفي الأستاذ الكبير بدار العلوم ، وعنوان الكتاب "الكلم الثمان" لايشير إلى المصطلحات السياسية موضوع النقاش، ولكنه يشير أيضا إلى السياسة ذاتها، ففي مقدمة أبن خلدون عندما عرض نظريته عن المجتمع الإنساني، وهي نظرية تخاطب أزمة عصره السياسية.كتب يقول إن مجمل نظرية حكم المجتمعات الإنسانية إذا درست بما تستحق من الاهتمام، يمكن فهمها باعتبارها تعليقا على حلقه من ثماني كلمات والمرصفي الذي ربما أخذ عنوانه من هذه الفقرة كان يكتب بدوره في فترة أزمة سياسية. وأزمة عصر المرصفي فريدة بالطبع، من وجوه عديدة، لأن تغلغل رأس المال الأوروبي قد أحدث ضعفا غير مسبوق في نوع السلطة المحلية التي أراد وصف طبيعتها.لكن ضروب ضعف هذه السلطة كانت شيئا خلقياً كانت سلطة تبدوا بالدرجة الأولى وكأنها غير مستقرة بطبيعتها.تميل إلي التوسع باستمرار،حتى تبدأ قوتها في التدهور فتتجه إلى التفتت وتصير مبعثرة. وفاعليتها تتناقص دوما باتجاه أطرافها، فتكون أضعف في الريف منها في المدينة وأضعف ما تكون حيثما يلاصق الريف الصحراء. قوتها تكمن في قوة من يحكمون، وقوة الروابط بينهم. وهي ،ثانيا، سلطة تستخدم بشكل خاص التفسير المرجعي للنصوص.كذلك تحمل النصوص سلطتها الخاصة، وهي سلطة تعكس سلطة السياسة في ميلها للتدهور بمرور الزمن لتصير فاسدة. وبهذا المعنى يكون الحفاظ على سلطة الكتابة وتفسيرها الملائمين موردا أساسيا للسلطة السياسية وقد خاطب ابن خلدون أزمة وسقوط السلطة السياسية ، بدورها، في علاقتها بتدهور وسقوط العلم. كان عمل وحياة المرصفي الثقافي جزءاً من محاولة،من جانبه ومن جانب غيره من الدارسين المتعلمين في الأزهر الذين دخلوا حلبة السياسة التعليمية، لتوسيع وتأمين السلطة السياسية في مصر، فهم المرصفي الأزمة السياسية التي كان يكتب في ظلها على أنها محاولة الجماعات الخاصة إضفاء معنى معين على الكلمات، من قبيل الحرية والظلم وهذه الكلمات عرضة لإساءة الاستخدام وإساءة التفسير. فمثل كل الكلمات، تحمل هذه الكلمات خطر وضعها خارج سياقها،أو التحدث بها بالمعنى الخطأ لها. وهذا الاحتمال اللفظي لم يكن نتيجة للاضطراب السياسي السائد، بل عرضاً وطبيعةُ للأزمة. لم يكن في هذا التناول فصل تحليلي بين الكتابة والسياسة، أو بين النظرية والممارسة. فكل فعل سياسي هو تفسير لكلمات، وبالتالي فعل نصي، قراءة. وهدف المرصفي نفسه هو تفسير"حقيقة" كل كلمة يتناولها، ومن هنا يرى ذلك المعنى وقد "تحقق" في الحياة السياسية. لم يكن العالم السياسي شيئا جامداً مستقلاً عن اللغة المكتوبة. ولم تكن الكلمات بطاقات تكتفي أن تسمى وتمثل الأفكار أو الموضوعات السياسية، بل تفسيرات يجب جعل قوتها واقعية.
حسناً ما هي الكلمات التي يستخدمها دهاه الثورة المضادة المسايرين للناس التي بدت في أفواههم والتي تدور على السنة الناس في الشارع وفي أجهزة الإعلام و الفضائيات التواصلات الأخرى لخلط الأوراق وزعزعة روح الشعب الثورية وتفتيت إرادته التي إراد بها الحياة؟
ولآن
فلنتأمل في تلك الكلمات على سبيل المثال ونفكر
الاستقرار، الفوضى، الأمن، الفتنة، هيبة الدولة، عفا الله عما سلف، حال البلد واقف، الحرية

Saturday, April 23, 2011

سوريا تحالف الفساد وديكتاتورية الحزب الواحد

ليس هناك ما يسيء إلى القيم مثل استدعائها إلى غير مجالها، فذلك يدفع إلى ميادين القتال جيوشا بلا خطط، ويحمل إلى المواقع ذخائر بغير مدافع، ويلقى على الأرض شحنات قابلة للانفجار دون قوة إطلاق تأخذ حمولات النار إلى هدف. هيكل.. الكتب وجهات نظر العدد الثامن عشر

يقول جون فوستر دالاس
إن سوريا موقع حاكم في الشرق الأدنى. هذه أكبر حاملة طائرات ثابتة على الأرض في هذا الموقع الذي هو نقطة التوازن تماما في الإستراتيجية العالمية... ثم يضيف: هذا موقع لا يجازف به ..أحد.. ولا يلعب فيه طرف

قلت في بداية الاحداث :نعم كان حافظ الأسد محنكا وبارعا في سياسته الخارجية ولكن على بشار أن يصنع معادله جديدة للسياسة الداخلية لسوريا وعلى تحالف الفساد وسدنة ديكتاتورية الحزب الواحد أن يدركوا أن الحرية كالمسمار كلما قرعته على رأسه كلما رسخ والشعب السوري كما يخبرنا التاريخ له صوله لا تبقي ولا تذر فلا تقطعوا شعرتكم التي
أخترعتوها مع الناس حينها كنا نظن أن هناك رؤية سياسية تحكم سوريا

، يحكي محمد حسنين هيكل عن موقف له مع ذلك الحزب عندما طلب منه حافظ الأسد الاجتماع برجال الحزب وفاجأهم هيكل بسؤال عن ماذا هم فاعلون إن اختفي حافظ الأسد وخيم الصمت على القاعة ولم يقطع الصمت سوى ضحكة من الوزيرة ، وبين جلجلة ضحكة الوزيرة في قاعة الاجتماع وصمت رجال الدولة تلخصت سياسة الدولة الداخلية، كانت سوريا تحكم بقبضة حديدية أموية الدهاء.

وعندما اختفي حافظ الأسد وجيء ببشار لحكم سوريا ولأكثر من عشرة أعوام فأين كانت السلطة ؟ في أول تعليق على انتفاضة الشعب السوري قال بشار انه لم يأمر بإطلاق النار فمن يطلق النار في سوريا؟
من الواضح أن هناك وضع شديد التعقيد في سوريا، عندما نطالع تلك الوجوه التي تعبر عن النظام في سوريا نشعر بنوع من الدهشة لغياب السياسة في هذا الخطاب الخشبي المتحذلق، نعم غاب الخطاب السياسي في تونس وفي مصر وفي ليبيا وفي اليمن وفي البحرين وحضرت القوة العارية والبلطجة و انتصرت إرادة الشعب في تونس وفي مصر وتسير على نفس الخطى في ليبيا وفي اليمن وفي البحرين في جدل وصراع داخلي وإقليمي وعالمي ستنتصر فيه الشعوب إذا أرادت ، ولكننا ومن خلال تموقع النظام السوري في موقع المقاومة والممانعة كنا نظن - وبعض الظن أثم- أننا سنجد للسياسة موضعا في الحالة السورية ولكننا وجدنا أن كل ظننا أثم في هذه الحالة. ها هي الحقيقة سافرة... بشار لا يملك من الأمر شيء وما هو إلا أسير تحالف الفساد وديكتاتورية الحزب الواحد، ويؤكد هذا مجموعة من الأحداث التي مرت عبر السنوات القليلة الماضية ومنها اغتيال عماد مغنية في سوريا وقبلها تصفية مستشار بشار الأسد العميد محمد سليمان وقبلها انتحار اللواء غازي كنعان فمن كان وراء هذه التصفيات؟ هل هي نفس اليد التي تطلق الرصاص الآن؟ يبدو الدخول في سيل التخمينات لن يفضي إلى شيء ولكنه يلقي ببعض الأضواء على مشاهد التصفيات العلنية للشعب السوري على قارعة الطرقات.

إذا كانت التصفيات الداخلية نجحت في تمكين قبضة الفساد وديكتاتورية الحزب في سوريا فإن تصفية الشعب السوري العلنية هذه ستضع السلطة في يد الشعب السوري لأول مرة منذ مئات السنين، فهبة الأمة هبة حقيقة لها مدها التاريخي والموضوعي أيضا، فالثورة ثورة الأمة وهذا ما لم تدركه كل النظم في المنطقة وهذا وهو نفسه سبب خروج أبواق هذه النظم بتلك الصورة الهزلية على شاشات الأعلام وهذا ما يجعلنا نوقن بأن الشعب السوري سينتصر وستنهض الأمة

Wednesday, April 20, 2011

يديرونني عن سوريا وأديرهم


ما يحدث في سوريا الآن للمتابع والمهتم بحال الأمة ومآلها شبيه بما وصفه هيكل بالمشي على حد السيف بعد هزيمة 67. وكأني بالأمة في كبوتها ونهوضها عليها مواجهة نفس التحديات التي واجهتها من قبل الثورات الشعبية التي هلت على الأمة بفضل شعوبها الشابة التي قررت أن تقطع شعرة معاوية مع النظم وتثور على الخريطة السياسية الإعلامية التي رسمت خطا فاصلا بين محور ما يسمى بالاعتدال ومحور المقاومة. وكان محور الاعتدال هو المحور الذي يخضع بالكامل لتعليمات الإدارة الأمريكية في تنافس انبطاحي أسقط كل أوراق التوت ما جعل المواطن العربي يشعر بنوع من استلاب الرجولة ("كيف تنظر في عين امرأة.. أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها؟ كيف تصبح فارسها في الغرام ؟ كيف ترجو غدا .. لوليد ينام—كيف تحلم أو تتغنى بمستقبل لغلام وهو يكبر- بين يديك - بقلب منكس؟)
كان معسكر المقاومة يضم سوريا والشرفاء في لبنان وغزة وبعض فصائل المقاومة الإسلامية بمساندة إيران تحت شرعية الثورة الأخيرة في الإقليم وقناة الجزيرة وقناة المنار وبعض منابر الرأي الشريفة. أما على رأس معسكر الاعتدال كان آل سعود وتابعهم قفة آل الصباح وبقية غلمان زايد ونهيان في المنطقة وجيش مرتزقتهم من إعلاميين وسدنة - خلص الله الأمة من عارهم- إلى جانب سمسار مصر الذي حول قلب الأمة العربية إلى دولة عميلة تقوم بالمهام القذرة التي تستنكف أي دولة تحترم نفسها القيام بها. في ظل هكذا موقف بدا الذين يمثلون معسكر المقاومة بالنسبة للمهمومين بحال الأمة كما قال الشاعر" يديرونني عن سالم وأديرهم...وجلدة بين الأنف والعين سالم" .

لقد نجح إلى حد كبير معسكر المقاومة ولكن سبب نجاحه ليس قدراته التي لاراد لها فقط . نعم نجح رجال حزب الله نجاحا منقطع النظير في مقاومة أشرس آلة عسكرية وأخطرها على المنطقة وهى الجيش الصهيوني، ولم ينجح في استرداد أرضه المحتلة وأسراه وشهداء المواجهات بل واستطاع إذلال هذا الكيان الغاصب وكسر هيبته وإرادته واختراق سماء الأراضي المحتلة التي كانت مغلقة، ولكن من أسباب النجاح أيضا هذا التأييد الكاسح لحزب الله من شعوب الأمة والإعجاب الذي رصدته مراكز بحثية محترفة، وهنا موضع حد السيف فما تم إنجازه لا يخفي فيه فضل سوريا وإيران، لقد كانت سوريا بمثابة الشريان النابض لحزب الله والغطاء الاستراتيجي، ولكن وضع الأمة قد تغيروخسر معسكر الانبطاح في مصر وتونس وقام الشعب الليبي بتحييد هذا المحتنك بشياطين الجن والإنس الذي يدعي معمر وشغل أبو جهل بثورة شعبه عليه في اليمن عن انبطاحه لإرادة آل سعود. لقد تكفلت الشعوب العربية بطغاتها وأذهلتهم عن طقوس عمالتهم بثوراتها وفي هذا التوقيت الدقيق كان خيار الشعب السوري هو الثورة وإرادته بالتغيير،وهنا يجب أن يكون "سالما " هو الشعب السوري وليس أي "حجاج " فلم تترك لنا دماء الشعب السوري موضع مداوره أو عذر- قد كنت أغفر لو أنني مت...ما بين خيط الصواب وخيط الخطأ.

Friday, April 15, 2011

الثورة بين سلفي الوهابية وسلفي العلمانية

الثورة تأتي فتفكك الواقع وتنفض الساكن وتكشف المسكوت عنه وتشرعن القول في الممتنع، وهى كالشمس تفعل فعلها بتخللها كل شيء فيظهر المخبوء وينجلي المدارى، وفي عجيج مولد الثورة، في تلك المساحة الزمنية التي يتأرجح فيها الفعل الثوري بين التأثير والتغيير تتوالي الحوادث ويتخلخل الزمن ما يؤجج لصراع الإرادات بين الشعب يريد وماذا يريد؟ بين من يخاطبون الشعب للتأثيرفي إرادته ومن يحاولون واهمين أو راهبين استلابها من جهة، وبين من يمزجون إرادتهم بإرادة الشعب من جهة ثانية وبين من لا يريد للشعب إرادة - ما اصطلح على اختصاره بالثورة المضادة - من جهة ثالثة. الثورة بتكوينها فعل تطهير وخاصية التطهير في الثورة لا تبدو كعملية هدم وبناء ولكن فيها من خواص الظواهر الطبيعية التفاعل والصهر والإذابة والتشظي والانفلات، واستلاب العادي لصالح الجوهري، وخلخلة الثابت لصالح النافع، وانتهاش الرسمي لصالح الشعبي، كل هذا يكون جدار شاهق أمام من يتصدون لفعل الثورة بالإحاطة سواء بالتنظير أو بالفعل السياسي، فالثورة لا تنتمي لأحد والكل ينتمي لها ولا تتيح الركوب في سفينتها إلا لمن يؤمن بها وحتى في حالة الركوب يتكفل الموج تحتها باقتلاع من يحاول التصدر من مقدمتها ليوجهها، وعندما يتحدث من يتحدث باسمها تغرقه في تفسير كنهها. ولذلك اصطلح قول أن الثورة تأكل أبنائها والأصح الثورة تأكل المنتسبين لها. عل ضوء تلك التأملات، هناك فصيلان بدا منهما نوع من الجرأة على تحديد مسار فعل الثورة ، ما أوقعهم في محك ارتطام بمفاعيل الثورة هما سلفيي الوهابية من جهة وما اسميهم سلفيي العلمانية، ولما لا؟ فكما وللوهابية سلفييها للعلمانية سلفييها أيضا ، وما عرضهم لهذا الارتطام بالثورة تطرف في التحيز يعلي الفكرة على الإنسان بحيث ترتبط قيمة الإنسان بمقدار اقترابه أو ابتعاده عن الفكرة وهو بالنسبة لسلفي الوهابية نوع من الشرك الخفي يتلبس تعاملهم مع النص، يجعل صاحبه يعارض الإرادة الإلهية في تكريم بني أدم، فالخطاب السلفي لا يحترم الضعف الإنساني وقد خلق الإنسان ضعيفا، بل تراهم يتعاملون مع الناس و:كأنهم أيقنوا أنهم الفرقة الناجية بالفعل و فرغوا من يوم الحساب لا تجد فيهم هذا التواضع للناس ولا لله فيضيقون الواسع والإنسان في نظرهم كائن هش وسريع العطب يحتاج التكبيل وهي هي نفس الآليات نجدها عند سلفيي العلمانية فاحتفائهم بالعقل الإنساني يجعلهم في عماء حقيقي عن قيمة الوجود الإنساني نفسه وافتتانهم بالحرية يذهلهم عن رحابة مفهوم الحرية ما يجعلها صنما لا آلية لتحرر الإنسان، بحيث أن المواطن في نظرهم غير جدير بمعرفة قيمة الحرية ما لم تتفق رؤيته مع طقوس حمايتها التي يعتقدون بصوابها، وفي الغريمين كثير من الصلف والغرور غير المعلن ما يفيض في طريقة تعاملهم مع البشر فإما رؤيتهم وإلا العطب والقصور، فيضيقون الواسع بدورهم أيضا وكأنهم يصدرون عن القدر.وهذا ما يفسر الوصائية التي تكتنف أسلوبهم، أنهم يتكلمون إلى الناس أحيانا ولكنهم لا يتكلمون مع الناس أبدا. معادلة الثورة وانتسابها تلخصها عبارة واحدة بعيدا عن كل سيول التحليلات وركام التأويلات هي عبارة "الشعب يريد" وبمقدار الاقتراب أو الابتعاد عن تلك الإرادة سيقييم الفعل الثوري لا حسب تصورات وأحلام مشروعة أو متخيلة تقدمها أية رؤية أو تيار أو قوى فئوية أو حزبيه أو طبقية ولكن حسب رؤية هذا الشعب الذي يريد أي حسب رضى الإنسان المصري العادي الذي يمثل الشريحة الكبرى من كتلة هذا الشعب فهو من تحمل وأبنائه كل تبعات هذا النظام وجرائمه الموشومة على تكونه الوجودي دفع ثمنها صبرا جميلا بدمه وزمنه وصحته وكرامته وبذلا غير منقوص لإحقاب متتالية حتى استوت واكتملت زلزالا صدع جدار النظام وكسر أنف الفرعون الذي لم يقسمه من قبل غير الله ويد الله مع الشعب فهو الجماعة الجامعة لهذا فهو وهو فقط من يمتلك صك ملكيتها ليواجه بها مستقبله المستحق ومن يريد أن يكون مع هذا الشعب وإرادته فعليه أن يستمع إليه أولا باحترام وانتباه قبل أن يطرح رؤاه فإن لم يرض الشعب فعليه أن يراجع نفسه في تلك الرؤيا وإلا فسوف يسقطه الشعب من الجولة الأولى بالضربة القاضية فقبضة الشعب لا راد لها... فكما يعلم سلفيي الوهابية يد الله مع الجماعة وكما يعي سلفيي العلمانية الخطاب الثوري خطاب شعبي فأين تذهبون؟

ما الذي يخيفهم من هذا الصوت؟

Friday, April 08, 2011

الإسم المستعار والوجه المستعار





يختم الكاتب المحترم بلال فضل مقاله عن ثلاث مكالمات شخصية مهمة ।almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=292797&IssueID=2098بقوله إذا كنت تقرؤني جيدا فلعلك تعلم أنني رغم كل تقديري للجيش وثقتي في قادته، قلت مرارا وتكرارا إنها ليست ثقة على بياض بل هى ثقة تقف على أرضية التعهد بتحقيق مطالب الثورة، ولعلك تعلم أن كل ما وجهته من نقد إلى المجلس العسكري فى أكثر من ملف شائك لم يقابل إلا بالاهتمام والاحترام والرغبة فى الحوار، الغريب أن ما تلقيته من هجوم كان من قراء أعزاء هم من ضحايا نظام التعليم المباركي الذي أنتج أجيالا لا تعرف الآراء المركبة ولا تعترف إلا بمن ينحاز عميانى لمن يقود البلاد أيا كان، هم يريدونك أن تحدد هل أنت ضد الجيش أم معه لكي يرتاحوا ولا يلجئوا للتفكير فيما تقول، ولهم أقول بكل وضوح وأنا رجل مستعد لدفع ثمن ما أكتبه ولا أختبئ خلف أسماء مستعارة: نعم نحن نثق فى الجيش ونحترم قادته ونقدر دوره الوطني العظيم ونعلم أنه العمود الفقرى الذي تستند عليه البلاد، لكن ذلك لن يمنعنا من التفريق بين الدور الوطني للجيش والدور السياسي للمجلس العسكري، وسنظل نوجه انتقاداتنا لأداء المجلس العسكري في إطار آداب الحوار، وسنبقى نحرس مطالب الثورة حتى تتحقق كلها دون أن تذهب دماء شهدائنا هدرا، والله من وراء القصد أو هكذا أزعم اعتبر نفسي من المعنيين بهذا المقال ككاتب تحت اسم مستعار أرسل لك ردا من خلال مدونته عن مقالة لك تتناول الموقف من الجيش http://baynalkitabah।blogspot.com/2011/03/blog-post_08.html


وبعد عندما طرحت سؤال مشروع هل الجيش المصري خائن؟ في مدونة بين الكتابة والكلام تحت عنوان اختبار كسر العظم http://baynalkitabah।blogspot.com/2011/02/blog-post.html


بتاريخ 3فبراير والتاريخ مهم تكلمت في إشارات اعتبرتها كافية عن بعض أشعار أمل دنقل ،وعن الانتباه للفتنة الشيعية السنية بسؤال متى كان المصرين أبناء عمرو ابن العاص ثم عن الكفاح في السويس ثم عن السياسة تحت قاعدة أن من تخادعتم له ونال منكم مأربه فقد خدعكم ثم أعقبتها بتدوينة اختبار كسر العظم2 http://baynalkitabah।blogspot.com/2011/02/2.html


وكانت عن الجيش حصرا كان السؤال (بجيب من الأخر) و في ضمير كل مصري معرفة الإجابة عليه وكان على قاعدة رؤية كلية وهي أن موقف الجيش المصري من الثورة هو رمانة الميزان ليس لإنهاء الثورة المصرية لأن الثورة المصرية لن تنتهي إلا بكسر إرادة الشعب المصري وهذا لن يتم بإذن الله تحت أي حال ولو اجتمع العالم كله ضد تلك الإرادة ولو قرأ ما تحت السؤال في تلك التدوينة سيجد أنني لم أتكلم عن الجيش المصري ولكن تكلمت عن الموقف الدولي أو موقف إدارة الهيمنة في العالم. والعقيدة القتالية الحقيقية له وعن عبد المنعم رياض فلأمر هنا ليس له علاقة بالتعليم المباركي إذا كان في عصر مبارك أساسا تعليم وليس تجهيل وتكتيم وتسطيح وتوبير وإذا كانت العقول لم تغادر بعد فيزياء نيوتن عن الفعل ورد الفعل إلى أفاق الفيزياء الحديثة والمابعد حديثة لما بعد اينشتين عندما اخترت التدوين للكتابة اخترته لأنه خارج هيمنة المركز والاسم المستعار له علاقة بالكتابة داخل عالم التدوين الذي أنتمي اليه والتدوين كما هو موضح في تدوينة حكايا التدوين والتعليقات التي جاءت عليها . http://baynalkitabah।blogspot.com/2007/04/blog-post_26.html


ثم ممن الخوف بالضبط إن من يخشى منهم على الحقيقة يعلمون في هذه اللحظة والثانية من أين أكتب وماذا أكتب ومن أنا بالتأكيد ولعل الكتابة تحت الاسم الحقيقي تحمي أكثر من الكتابة تحت اسم مستعار هذا خطاب لم ينتبه لمدى تغول السلطة المحلية و المهيمنة في العالم، ولكن أقول الكتابة هي في ذاتها سلطة أن كنت تدري أو لا تعلم. أقرأ لك ولكن لا اعتقد انك تقرأ لي فأنا لست من كتاب المركز ولكني من كتاب الهامش وأرى نفسي من العوام أليس لهم صوت أم أنه يجب أن يلجموا عن الكلام كما وصى أبو حامد الغزالي؟ الاحترام لمن يستحق فريضة ولم أكن أرد على من لا احترم فلاحترام عندي فعل تحسب عن قناعة ليس فيه رغبة أو رهبة. لا يقلقني موقف الجيش كما تعتقد فهو إن خرج عن إرادة الشعب وهو منها سنعني له بدلا عن مصر تتحدث عن نفسها أغنية ثورة الشك لأم كلثوم أيضا ، فقد حسم الشعب قضية السلطة في يوم 28فبراير فوق كبري قصر النيل على مستوي الواقع والرمز وسقطت كرة السلطة في قبضته وحسمها من بعده شباب الثورة عندما حطموا أسطورة البلطجي في الوجدان الشعبي وانتصر التلميذ على البلطجي انتصر حامل أداة العصر الكيبورد على حامل البلطة. وهو فعل ذو بعد عالمي مركزه هو ميدان التحرير وما يجري الآن من صراع هو على كيفية تفعيل ذلك وتجسيده في آليات تبلور إرادة الشعب وتطلعاته المشروعة والمستحقة،أما عن التنكر فالنص يفصح عن كاتبه بأبعد وأعمق بكثير مما تحمل صفحة الوجه أو ما يدعيه الكاتب عن نفسه لمن يفعل فعل القراءة لأن القراءة فعل وفعل شاق جدا كما تعلم. ملحوظة لقد علقت على التساؤلات في مقالك بالمصري اليوم بعنوان ابتسامة الغريب ولم ينشر كالعادة بالنسبة لي على الأقل بالقول لربما.. إذا التقت عيونكم بالموت في عيني : يبتسم الفناء داخلي لأنكم رفعتم رأسكم.. مرة "سيزيف" لم تعد على أكتافه الصخرة أمل دنقل


لك التحية والسلام وقبل ذلك وبعده


الاحترام