Tuesday, January 29, 2013

قراءة فى الارتياب والثورة 1


الغرق فى متاهة وتفاصيل الفعل ورد الفعل السياسي تحت وابل الموجات الثورية التى ترتطم بصخرة الواقع اليومي هو نوع من التشتيت الذي تخطى حاجزالطبيعى الى تكتيك  يستعيض عن الاسلحة الثقيلة بمئات الألاف من السهام الصغيرة بهدف تفكيك الخطاب الذى بلورته الإرادة الشعبية ، ويشكل حجاب للرؤية خلف هذا الفعل الثوري؛  وهنا فالارتكان الى مصادرتأثير غير غائبة الهوى والقصدية والتمويل و تلتقط من عموم المشهد ما يساهم فى تحقيق مصلحتها سواء كانت مشروعة أو غير مشروعة وتضع فى المقدمة ما يعبرعن تلك المصلحة مستخدمة كل وسائل العصر التقنية فى صناعة الرأى العام وأجتذاب المتابع الى رؤيتها وفى تلك المحاولات "المستمرة" كما هى "الثورة " تتقلص الرؤية فى اليومى بل فى اللحظى ما يؤدى الى فصل الكتلة النشطه على سطح الثورة عن جسد الإرادة الشعبية وتهيئة المجال لتيار"مناسب" يركب موج الثورة ومنذ خلع الفرعون وخلخة أوتاده ومحاولة اسقاط نظامه القابع فى دولايب الدولة وعقب تحالفات الميدان الأولى سارعت كل القوى المحلية والأقليمة والعالمية لتدارك تركة المخلوع وشبكة تحالفاته وتعاقداته الدولية ما يتخطى الشأن الداخلى الى الموقع الجيوسياسى لمصر وأثره فى الأقليم والعالم تحت إدارة قوى الهيمنة ومصالحها الحيوية وافضى هذا الى ثلاث مسارت متوازية مسار داخلى ومسار أقليمى ومسار دولى ولفض اشتبكات تلك المسارات .والنظر في ما يحدث الآن والساعة فى الصراع الدائر بين القوة السياسية التى أنتهت اليها رمية تماس كرة السلطة من المؤسسة العسكرية  الى رئيس منتخب على رأس تيار أسلامي."و قد " يساعد التحديق فى "المتروك من الجاري ليعرف  " فى تلمس المسكوت عنه لغيابه عن الحضور على ساحة العرض أو تغيبه وتعتيمه وتهميشه فى خلفية المشهد الثورى، وإذا تأملنا ودققنا فى النهج الذى تتعامل به النخبة السياسية والنشطاء مع إدارة مرسى للبلاد تبدو البصمة الأمريكية أوضح البصمات فعملية التفتيش فى نوايا مرسى شبيه بنهج الولايات المتحدة قبل غزو العراق وذريعة البحث عن اسلحة الدمار الشامل فى غرفة نوم صدام حسين التى كان للبرادعى فيها دور أستحق عليه جائزة نوبل، وبصرف النظر عن علاقة الولايات المتحدة كقوى عظمى بنظام المخلوع وجيشه ودولته وحقيقة مصالحها الحيوية فى المنطقة تظهره بصمتها أوبالأحرى أصابعها الخمس قابضه على زمام المشهد السياسى وحامله لصفارة الحكم، ينطلق جوهر العمل السياسى للنخبة و"النشطاء" على اساس فرضية شبه مؤكده توصف الأخوان المسلمين كجماعة شبه سرية  تمارس التقية وهدفها بعد الوصول الى السلطة أعادة صياغة المجتمع على مبادىء مؤسسها الأول متبنية خطاب جاهلية المجتمع وأنحرافه عن قواعد الأسلام كما صاغها وتصورها سيد قطب فى كتاباته الأسلامية وأن صرعها مع نطام الدولة المصرية منذ ما قبل ثورة يوليو وحتى ثورة الخامس والعشرين منفصل عن صراع التيارات المدنية والحقوقية مع ذات الدولة .ويترتب على ذلك مجموعه من القناعات تتلبس خطابها يمكن أجمالها فى نقاط ستة :
(1)  الإخوان المسلمين يستخدمون مرسى ونجاحه فى أنتخابات شرعية بطريقة غير شرعية للتمكين وأخونة الدولة .
 (2) صراع الإخوان مع أجهزة الدولة يهدف الى الأستيلاء على أدوات قمع دولة المخلوع الثلاثية المترسبه فى بنية مؤسساتها التشرعية والأمنية والقضائية وأعادة تفعليها وترسيخها أخونيا ومصادرة الحقوق ووئد الحريات وأضطهاد الأقليات .
(3)  تحقيق مرسى أى نجاح داخلى أو خارجي سيترتب عليه تفعيل أخونة الدولة .
(4)  الارتياب فى  تركيبة الولاء الوطنى لجماعة الأخوا ن المسلمين، كمسلمين مصرين وليسو مصرين مسلمين .
(5)  التيار الأسلامى طبقة مصمته ديماجوجية المعتقد  خالية من التنوع وتبطن خطاب فاشى يعود الى مرحلة ما قبل الحرب العالمية الثانية مقحمه على مدنية القرن الواحد والعشرين وغير مؤهلة للتعامل الأقليمى والدولى .
(6) أعادة النظرفي السياسة الخارجية لنظام دولة المخلوع وتعاقداته الدولية مسكوت عنه عمدا حتى تكتمل مرحلة الاستحقاقات الثورية التى خلت من الأشارة اليه تماما
 ترتب على هذه القناعات المرصودة فى خطاب النخبة والنشطاء حزمة من ردود الأفعال منها:
 (1) العمل على أفشال مرسى هو عمل ثورى ولا يستدعى مقاربه مختلفه عن نهج أفشال "حكم العسكر" الذى ساهم فيه تيار الأسلام السياسي مساهمه ثانوية وانتهازية ومتطفله حصد بها أول طرح لثمار الثورة  
(2)  هناك مصلحة ثورية فى التخلص من إدوات قمع دولة المخلوع وشل قدرتها على تسويف تنفيذ الاستحقاقات الثورية التى سيترتب عليها ترسيخ وتعميق النهج الثورى ولكن تلك الإدوات ورموزها تشتبك ويتموقع جزء منها فى جانب الصراع ضد دولة الأخوان وتقامر على أفتقار النخبه لكوابح أجرائية مرنه داخل دواليب الدولة لفرملة عجلة التمكين المتحسب منها ما شكل نوع من الغموض والارتياب فى ظهور تلك الرموز فى عمق الحراك الثورى جنبا الى جنب مع رموز أرتبطت أرتباط وجودى بالثورة
(3)   رغم أنه من أول يوم لأعلان فوز محمد مرسى بمنصب رئاسة الجمهورية بدأت على الفور عملية تقليم وأنتزاع الجانب الفرعونى للمنصب وتعرية مقام هالة الفرعنه المصاحبه للمنصب الا أن المبالغة فى التأكيد على ذلك شابه نوع من المسرحه كأستحقاق ثورى بدأ بالمحاسبه على كل نفس تنفسه فوق كرسى الرياسه ثم بالمبالغة والتعامل معه على اساس أنه وسيط بين الجماعة والشعب وليس رئيس جمهورية منتخب فحمل فوق كاهله الى جانب مهامه الرئاسية مسؤلية كل تعثرات وترهات وأخطاء تيار الأسلام السياسي بكامله وعملية شيطنة مرسى فى بضعة شهورمرت بمرحلتين ما قبل العدوان على غزة وما بعدها ، وكان نجاحه فى أحتواء أنفجار الصراع على الحدود فى قطاع غزة بعد كسر الجيش الأسرائيلى الهدنه مع حماس ومقاومة الشعب الفلسطينى المذهلة أمام الصلف الصهيوني وقدرته لأول مرة على ضرب تل أبيب بالصواريخ فى نقله نوعيه اربكت المجتمع الدولى ما ترتب عليه اشادة دولية بدور مرسى وإدارته فى أنهاء الازمة ألا أن هذا النجاح بالذات كان له مردود عكسى لعدة اسباب منها أنتماء حماس الأخواني ومنها تراكم خطاب تجريمى لحماس الى جانب حملات ساهمت فى تشكيل خطاب أرتياب فى نوايا المنظمة وتشوية صورتها كقوة تحريرومقاومه منذ فوزها الكاسح فى انتخابات عام 2006 الى محاولة تصفيتها بتدبير عملية كنيسة القدسين من قبل نظام المخلوع قبل الثورة حاول "الرئيس مرسى" استخدام هذا النجاح الأقليمى  داخليا وفى أوج الاشاده الدوليه به ،فى صراعه مع مؤسسة القضاء كضربه استباقيه على مازعم بوجود  مخطط وشيك لاسقاط الشرعيه عنه  بادره هو بأعلان دستورى أشعل كل الأضواء الحمراء وشكل طلقة الأنطلاق لتحفز ينتظر ويتحسب لعوارض الفرعنه وفى ضجيج وتداخل الأزمة مررت عملية خلط سياسية سمحت بدخول عناصر مدانه ثوريا فى عمق المشهد الثورى ما كان بالتالى له اساهمه فى تفعيل الريبه على المستوى الشعبى فى الرموز الثورية نفسها
(4)  عندما أغتالت الدولة مرشد جماعة الأخوان المسلمين فى ذروة الصراع مع الجماعة والنظام فى العهدالملكى كان لابد من تغطية هذا العمل  ضد جماعه أحترفت العنف وقامت بتنظيمه كأداة سياسية تخالطها عقيدة ، فقامت حملات متعددت الجوانب تشرعية وقانونية وصحفية وبوليسية  طويلة وشديدة الكثافة لشل قدرة الجماعة  على الفعل بين الجماهير وتضيق الخناق عليها وتشويه قادتها ونزع الشرعية السياسية عنها ورصد كل تحركاتها وأختراق التنظيم رأسيا وأفقيا،وتلك بداية رحلة الفصل والغربه بين كيان الجماعة والنسيج الرسمى للواقع السياسي وتعمق هذا الفصل والأغتراب بعد اندلاع أنقلاب يوليو الذى حوله الشعب لثورة ضد التبعية والاستعمار فى عام 1956ومقاومة العدوان الثلاثى  فى ذروة استعادته لأستحقاقه التاريخى فى قناة السويس وفى أوج تغول مؤسسات دولة يوليو الأمنية تعمق الفصل والأغتراب عن الواقع السياسى تحت حملات عاتيه من التضيق واستلاب الحرية والاعتقلات والارهاب وما صاحبها من منهج متكامل ذو طفرة أعلامية مهيمنه ورقابة صارمه واستمر هذا حتى أنقلاب السادات على نهج سابقه بعدما توفرة له الأدوات والقدرة فحدثت أنفراجه تزامنت مع تأسيس لدولة التبعية والعمالة وارتهان الإرادة الوطنية صاحبها طفرة الثورة النفطية فى الدول التى لجأ اليها الكثير من أفراد الجماعة خارج سلخانة النظام الناصرى وبعدها استراحة سادتية فى مناورته أمام قوى اليسار ثم الأنقلاب السادتى ومعه أجهزة الدولة حتى أغتياله ثم الأستئناف  فى سلخنات نظام المخلوع كل هذه ساهم بألقاء ظلال على حقيقة أنسجام الرؤية السياسية والحقوقية  للجماعة مع مجمل الخطاب السياسي فى الشأن الداخلى وتشكلاته
(5) الحوار مع الجماعة هو من قبل تجريب المجرب ،والمنتمى لجماعة الأخوان معبأ ضد كل التيارات السياسية والفكرية ينطلق من أمتلاكه للحقيقة المطلقه أمام غرماء يفتقرون الى الهداية فهم مهما أمتلكوا من مهارات مفتونون وأى كان منطقهم غاون ومنسلخون عن هدى الرسالة معرضون للفتن والأفتتان تنقصهم التربية والارشاد وجلهم ليس لهم أنتماء حقيقى بالأسلام لم يتبقى فى نفوسهم منه الا الأسم وبعض الطقوس التى أفسدتها البدع وعليه فهذا التنظيم أتباعه مجرد أدوات فى قبضة المرشد وأعوانه لايختلفون عن أفراد الجيش فى قاعدة اطاعة الأمر وتنفيذه وعليه فالتعامل معهم سيكون أمتداد لنفس سياسة الأفشال على نهج التجربه والخطأ كما حدث مع "حكم العسكر"بوتيره متصاعدة حتى سلم العسكر السلطة لقيادة مدنية منتخبه ومحاولة  التفرقه داخل تكتل الأسلام السياسى بين التيار السلفى وبين الإخوان المسلمين  بحسب أن السلفين تكوين سائل ومجرد فقاعه فقهية طقوسية ستنقشع تحت ضغط التيارالمدنى الغالب من جهة ووسطية الوجدان الدينى الذى يشكل نسيج المجتمع من جهة أخرى
(6) خروج هذا البند وتهميشه فى الصراع الثوري يحول الثورة المصرية الى عملية نيو لوك على المستوى الدولى داخل جسد هزيل وغير معافى ويهدر فرصه نادرة لاستيعاب قدرات شعب شاب وقادر على العبور للمستقبل خارج قبضة الهيمنة والتبعية فلم تكن للمخلوع سياسة ولارؤية خارج إدارة وإرادة الولايات المتحده وتحت شروط الكيان الغاصب .
وبعد

Saturday, January 19, 2013

مواقيت الثورة وزمن الناس




نقترب من يوم الخامس والعشرين من يناير وما زالت الثورة تملى زمنها و فعلها على التاريخ وناسه تمحو وتنقش تنظر بعين نافذة في التاريخ ،وتغزل للزمان ثوب يطاوله فى المدى بخيوط من إرادة شعب خلع فرعونه فى عامها الأول وأزاح أوتاد جيشه فى الثاني "فالجيش جيشه وله فيه مأرب أخرى

والشعب ليس حزب وليس جماعه الشعب إرادة تتحق فى التاريخ لأمه أصيله ذات حضاره ،وترى مالايراه الناظرون بعيون الوقت ومازال الترقب يكتم الانفاس وما زال هذا الكيان الملحمي لفعل الشعب الذي سكن الوجدان وأملى على الزمان له شجونه .

فلطلما كان لهذا الشعب مع الخلود نقش وعلامة ، فمنذ أن تكون فى ضمير العالم معنى للحضارة على هذه الأرض ، نحت ملامح قدرته وصنع للتاريخ عجائب تسد عين الزمن وتظله بظل من عجب يصحبه كلما أستجد في التاريخ منهج وأستقر ما أستقر له نظام ، ترجل التاريخ فى ميدان التحريرو تمليناه مع العالم ولمح كل منا ملامحا منه، وإذن للناس أنهم ظلموا وهيىء الشعب للتاريخ متكىء وأنزله منازله على قدرة شعب إراد .

والترقب ليوم الخامس والعشرين من ينايريحمل فى تلافيفه هذا اليقين من قدرة صوت الشعب على التجلي على الحضور وقدرته على الإدهاش ، إدهشنا من أنفسنا بداية وما نحمله من إرادة . من قدرتنا على صنع التاريخ وقدرتنا على الإنتصاف من الزمن قدرتنا على مواجهة العجزالمحبوك بحبائل القوى المهيمنة والمستوطن بفساد الفاسدين وعمالة الساقطين لتيئيس الناس وتكبيل القدرة على الوجود الفاعل والحر.

نعم عمر الشعوب لا يؤرخ بآجال أجياله ولكن كل جيل ينقش على صفحة الزمان بصمته بمقدار ما يستطيع أن ينحت على جدارنه فماذا قدم هذا الجيل ليستحق أن يطبع بصمته على هذا الزمان؟ والنقش على جدران التاريخ ليس إبداعا وحسب ولكنه كفاح حقيقى مخضب بالدم مصداقيته هى الاستعداد التام والدائم والتسابق المخلص على الفوز بالعطاء والصمود في الصراع .ماذا يأخذ على هذا الجيل ما له وما عليه ماذا صنعتم به؟ وماذا صنع بكم؟

هناك محاولات لتصنيف هذا الجيل وشبابه الذي داهم الدنيا وخرج على شاشات العالم ليعلن إرادته للحياة. هذا الجيل حقيقة عبرت عن نفسها بطريقة فريدة على جناح إرادة هذا الشعب الذي يتململ فى التاريخ طوال ما يزيد عن مائة عام من الأزمة، أزمة وجود في ومع العالم

،وكما أن هناك نظريات تعيد صياغة التاريخ فهناك أجيال تستعيد جوهر الوجود بمعانيه الأصيلة في سياق معاصر، وهى عملية تحويل وخلق لا عملية ترجمة ومحاكاه.

 وبعيدا عن الخوض فى كنه شفرة ثورة هذا الشعب المستعصية في ذاتها والتخمين في موقيتها التى لا تملك أى قوى على ظهر هذه الأرض جدول زمني تسيرها عليه فلنتسائل : ما هو بالضبط الذي أسقط بنية الفرعنة؟ تلك الأفة التى تلبست نظام الحكم فى مصر منذ آلاف السنين ومن أثارها آيات تتلى ويتعبد بها المسلمين وتراتيل تلقى يتعبد بها المسيحين وسياط تسلط يتلاقها الجميع... ما الذى هدم عرش الفرعنة ؟ هذا حدث تاريخي لا مثيل له منذ أن وحد مينا القطرين ،حدث أيقن ميدان التحرير وطاول به قامة الأهرام على غير سخرة . من النملة أو دابة الإرض التى عكفت بدأب على قرض عصى سليمان فإذا هو يخر منبطحا، في فعل تاريخي جعل هامان وجنوده يتخبطون وإلى الآن يحاولون عبور بحر الشعب الذى شقته لهم عصا الثورة ويتهيبون أن يبتلعهم.

ماذا أراد الشعب المصري عندما حبس أنفاس العالم يناير قبل الماضي؟ وماذا يريد بعد عامان وفي نفس الميعاد؟ ما الذى يميز هذا التوقيت ومن الذي فرض هذا اليوم بالذات ليكون عنوانا لثورة الشعب المصري؟ هل لإنه يوم وضع حداوقطيعة وأصبح له ما بعده ؟ فماذا حدث فيه؟ وماذا حدث بعده؟ لايزال هذا السؤال يطفو فوق إرادة الفعل لشعب له مع التاريخ حق وله مع الجغرفيا موقع يستحيل تجاهله

أن المتأمل فى الفعل الثوري بجوهره الشعبى المافوق السياسي يستطيع أن يرى بوضوح يدالشعب من فوق جميع القوى السياسية الظاهرة والخفية وهى تمتد وتلتقف الثورة تلقف الكرة بيد الشرعية المحكمة وتنصب فخ السلطه عدسه مكبره لتكشف الكل ويرتفع الحجاب عن كل. مدعي وطامع وطامح وانتهازي وجاهل وساذج ومتذاكى وعميل حتى يصفي الشعب و يصطفي على بينة ورشاد ويقيم الحجه بعد أعطاء الفرصة والمهلة ويورط الجميع بعد أن راكم ثورته فى طبقات الوعي الجمعي للأمه ...
وبعد أن إمتلك الشعب عن جداره وفى غفلة من المهرولين الى السلطه القدرة على رفض ما يجمع على رفضه ، وأتقن بكل أقتدار وحرفية الوسيلة لخلع من يحاول قمعه ، وفصل بين السلطة والشرعية التى ارتهنها بشرط رؤيته لفجر مستقبله المستحق لمن يدفع بالتى هى أحسن صكوك الإستحقاق الثوري وأولها القصاص لشهداء الثورة واستعادةحقوق الشعب بيد الشرعية الثورية وبيبنى باليد الأخرى مؤسسات "الشعب" وعلى عينه للثورة أهرامات المستقبل من عيش وحرية وعدالة أجتماعية.
لقد أمنت الثورة خلع الفرعون بتطريم أنيابه ، ثم تقليم مخالب أوتاده وتركت هيكل دولته رهين بقبضتها فوق رأس سدنته وفلوله ليستحيل على أى قوة صناعة بنية أستبداد فى المدي المنظور وحتى تتحق إرادة أعلنها على العلم بأسقاط النظام لا ترميمه .

وها هى الآن نفس الإرادة تختبر كل من يقول "أنا لها " فالثورة لم تجىء لتنصف مظلوم من ظالم ولا لتنقذ ضحية من جلاد الثورة تكسرجبروت الظالم وتعنف عجزالمظلوم ، تقهر الجلاد وتنهر أستكانة الضحية لا يوجد فى هذه الثورة ثوار فالشعب هو الثائر والشهداء هم الثوار وكما تختبر الثورة معارضة المخلوع بين الإدعاء والقدرة ، ستختبر هذا الجيل من الشباب الذي يزعم أنه هو صاحبها وهو طلائع مستقبلها

الثورة آيه كونية ومعجزه خص الله بها الشعوب المظلومة الثورة ليست خبط عشوائى ينتظر أن يتفضل القدر بمصيبه أو يخطىء نظام على غير كفائه "فيهيج الناس " الثورة بإردة الشعب ودم الشهداء قدمت رؤية واضحة فى كلمات معدودة صاغتها حناجر الناس استحقاقات بصوت جاهر ومبين وغير متلعثم على العالمين والعالم كله سمع ووعى وشاهد ورأى وكانت رؤية مصدقه جامعه شرط بها الشعب زمام الشرعية لمن يتصدى للفعل السياسي وهى بذاتها برنامج الثورة و بمقدار الأنحراف عن الإستحقاقات التى كتبت بالدماء فإن أى حبر يراق حتما سيكون هباء ليس هناك أوضح من ثورة وهل كانت الثورة الا تراكم فى قلوب الناس وضميرهم

أنظروا ماذا فعلتم لمن أستشهدوا لتعيشوا أحرارومن فقد أعضائه لتسلموا ومن فقد أحبابه لتطمئنوا ستعلموا ماذا ستفعلون بأنفسكم وبأولادكم وبمستقبلكم وكيف سيكون مآلكم .

وكما أملى هذا الشعب على العالم أسقاط الفرعون العميل سيملى أيضا على العالم والقوى المهيمنة فيه إرادته غير منقوصه وسيبتلى من أجياله ومن أبنائه ويصتفى من أكفائه من يحقق شروط التمكين لما إراد كامل غير منقوص وعندها فقد ستنفجر فى هذا الشعب براكين العطاء ،ومن صبر على ذل الفرعنه حتى التمكين صبراً جميل طاول قهر الزمن وأستبداد المستبدين ليس أهون عليه أن يمهل ولاينبغي له أن يهمل من إدعى القدرة من المدعين حتى حين

،وكما أن الثورات لاتتأتى بالتمني فهى عندما تكون هكذا حقيقة شعبية تكون هى بذاتها قدرة الحق وجوهر العدل وبداهة الحرية وهي أيضا السلطان المنصور الذى وعد الله به فى آخر عهد للبشر بكلمة من السماء لمن ظُلم فالشعب ولى الأمه وله السلطان وهو ليس متعجل من أمره وفي رباط من يقينه وعلى أنقى بصيرة وهو سيد زمانه عاكف وعازم وقادر أن يستولد الحق من أضلع المستحيل

انتصر الشعب فلا تستعجلوه