19/3/2006
كنت ارى فى الأخبارالعنيفة التي تروى عن الحجاج بن يوسف الثقفي والى العراق شيئاما ناقص ، كانت قسوة الحجاج وجبروته وبطشه تأخذني بعيدا عن ملاحظة كانت تلح فى ذهنى ثم تتوه فى فتنة الحكى والعنف ،كان السؤال كيف انتج الحجاج كل هذا الرصيد من البطش ، وكان نفس السؤال يلح على عندما كنت اتسائل لماذا فعل هولاكو ما فعل لماذا كل هذا العنف ويحكى انه كان فارس وان كنت اظن ان الفارس ليس عنيفا ، شجاع نعم ولكن عنيف،العنف اقرب الى المرض منه الى الشجاعة وظل هذا السؤال لماذا تلك المجازرفي عراق الخمسينات والستينات كانت تنفجر فيها دورات العنف ولكل حقبه حجاجها وايضا لكل حجاج ضحاياه حتى اخر حجاج والذى تطور بطشه واصبح بطش جماعى يستخدم ليس الغاز المسيل للدموع كما يفعل الهواه والحواه من زملائه فى الشرق الأوسط ولكن المسيل للأرواح اقول استمر هذا السؤل حتى سقوط بغداد وفى الشهور الاولى عندما ارادت الألة الجهنمية للدعاية الأمركيةان تبيع الماء فى حارة الشاربين للكيعان حتى الثمالة من الدعاية حتى انهم يستطيعوا شرب دعاية العالم كله ولسان حالهم يقول هل من مزيد واقصد ما تبق من مثقفين الرؤية لا مثقفى المعلومة ، اقول كشفت هذه الدعاية الموجهة لغرض فى نفس يعقوب عن المقابر الجماعيه وانفجرت ملاين الحكايا لمقاومة البعث ومآسى الشيعة يغذى هذا كله ليس فقد حرب الخليج االأولى مع ايران، والثانيه مع بوش الأب والعالم، والثالثة مع كلينتون ومونيكا، والربعة مع بوش الأبن والعالم ايضا من اواسط الثمنينات وحتى الأن بل يغذيه تاريخ الف واربعمائة عام من العنف وهاكم التاريخ شاهد ، واعود للحجاج الذى لم يكن فارس كما تقول لنا النصوص بل لم يكن محارب ذى بال كان معلما للصبيان يمتاز بقسوة القلب والحقد والحسد كما وصف نفسه لعبد الملك وقد صدق، ان قتل الناس والأبطال يقصد منه الترهيب ولا يحتاج الى شجاعة ولايدل عليها ولايمت لها بصله ان اسطورة الحجاج او ما جعلها اسطورة هى المقاومة المستمرة من اهل العراق فهو لم يتوقف عن البطش الا للأنهم لم يتوقفوا عن البطولة كان يأمر بالقتل وما اسهل ذلك على طاغية ولم يتوقفوا عن البطولة وما اسهل ذلك على الأبطال يخسر العراق الدماء ويخسر الغرب وامريكا الحضارة او ما تبقى منها وتلك هى الحقيقه عارية بدون اى مبالغة او تعصب فالحضارة ليست مجرد تقدم علمى وتقنى وادوات تدمير ان الخسائرالتى منى بها الغرب وامريكا فى العراق من الكارثية بحيث انهاتحتاج عقود من الزمن لمجرد حساب اثارها وان كان هناك ما اصبح يطلق عليه ماقبل الحادى عشر من سبتمبر وما بعده فقد غطى علية ما قبل ابو غريب وبعده وما قبل الفلوجه ومابعدها وقريبا ما قبل الحرب الأهليه وما بعدها او ماقبل الأنسحاب ومابعده ان الأمريكان حقيقة وليس مبالغة ولا احلام يقظة لا يعرفون اين وضعوا انفسهم ان كل هذه الصور ليست الا برنامج فكاهى لما شاهدته ارض الرافدين فى تاريخها من قسوه دع الامريكان يجربون ارهابهم كما يشائون ، نعم قد يكون وجيها أحياء سياسة جون فستر دالاس فى الخمسينات، فى ظروف تبدوا فيها امريكا قوى عظمى وحيدة ، نعم هذا مغرى وقد يبدوا عملى ولكنك لا تستطيع ومهما كانت براعتك وقوتك ان تمارس سياسة حافة الهاوية مع من لا يتورع ان ياخذك ويقفز فيها.