بين رابعة والديمقراطية شجون
السؤال هو لماذا اكتسب ويكتسب شعار رابعة كل هذه الدلالة ؟
لماذا لايطيقون شعار رابعه ؟
بداية مجزرة رابعة امتداد لنهج المؤسسة العسكرية تحت قيادة مجلس المخلوع العسكرى الذى يستولى على جيش الشعب تحت إمرته بلا نظرية للأمن القومي وبعقيدة قتالية لاتنفصل قيد أنملة عن استراتيجية حماية نظام قائده الأعلى المخلوع من الشعب المبرأ تحت نفوذ المجلس العسكري ومؤسسة قضائه الفاسدة .
هذا هونهج مجلس المخلوع منذ موقعة الجمل وماقبل حائط السفارة الإسرائلية مروراً بمذبحة ماسبيروا التى حدثت بعد جمعة نداء الشعب بعودة الجيش للثكنات وما سبقها وما تلاها فى محمد محمود ومجلس الوزراء سلسلة من المجازر كان فيها شبح (الطرف الثالث قناع من أقنعة مجلس المخلوع العسكري فى حربه الدائرة ضد الثورة وضد إرادة الشعب ) وصولا الى رابعة
ورابعة تحديداً تلخيص لمجموعة من المجازر تلاحقت وليست مجزرة واحدة بداية من مجزرة الساجدين في محيط الحرس الجمهوري وهى الأولى بعد الانقلاب وهى أول مجزرة يسقط فيها قناع الطرف الثالث قتل فيها 57 مواطن وأصيب 435 وكانت تدشين بنهج الصدمه والرعب من السيسي بغرض يتجاوزها برسالة عهد جديد من الاستباحه ثم تلتها مذبحة طريق النصر ثم مجزرة فض أعتصام النهضة ثم مجزرة رابعه كأكبر مجذرة من مجلس المخلوع ضد معتصمين مدنيين فى التاريخ المعاصر و كلها جرائم موثقه ضد الانسانية وضد الديمقراطية فى الاساس
رابعه شعار فى متناول كل يد وهكذا الثورة ، شعار يشير فيما يشير الى أربعة كلمات تلخص هدف ثورة 25 يناير وهى .. الشعب ...يريد ...أسقاط ...النظام.... أنه كف أرتفع بروح الشهداء منذ أنظلا ق الثورة الشعار والإيقونه لاتتجلى قوته الا فى عمق تأثيره وأيجازه وحجم الشهداء الذين قدموا أرواحهم فى سبيل تشكله بصمة ووشم غائر فى ضمير الشعب لن تزيده محاولات طمسه الا رسوخاً وكف رابعة لم يعد شعار محلى لقد أصبح شعار عالمى وكف مرفوع ضد السفاح وضد مفتقدي الانسانية وبالاساس ضد أعداء الديمقراطية التى كسر عجلتها الانقلاب فقد كانت العملية الديمقراطية برمتها و بذاتها هدف الانقلاب وليس أى نظام منتخب
يجادلونك في مذبحة رابعة.
رابعة طعنه مباشرة نافذة وغادرة في ضمير هذا الشعب لم ينزع خنجرها بعد، يحاصرها شهود الزور ويتغافل عنها الخصوم السياسيون ،.ويتجاهلون ضحاياها وشهدائها حد عنصرية تتخطى الصراع السياسي الى الانحطاط الانساني.
لكن لن يوقف أحد تراكم الشهادات الحية عن المذبحة إلى جانب قصة كل شهيد ومصاب فيها على امتداد هذا الوطن الجريح النازف، وستظل حدث مستعصي على الاحتواء ووشم على ذاكرة هذا الشعب .
.. طبيعى أن يتحالف الخصوم السياسيين وفاقدى الضمير ومفتقدي الانسانية تحت سيف القاتل فلوم الضحية أصبح شامة وعلامة ونهج في بلادنا فما بالك والضحية لها خصوم عدائهم راسخ ومقيم؟
لن تتكشف تفاصيل مذبحة رابعه وأثرها على ضمير المصريين الا بعد سقوط هذا الانقلاب الذى كانت أجساد المصريين قربان لدعم اسنقراره بالصدمة والرعب. فما أسهل القتل على الطغاة وما أهون الشهادة على أصحاب اليقين
ولن تتكامل قصة مذبحة رابعة وأسطورية شهدائها الا بسقوط هذا النظام وحينها ستضاف إلى رصيد هذا الشعب إلى
جانب ملاحمه الخالدة فى السعى لامتلاك مصيره وانتزاع حريته من قبضة مجلس الكامب المحتنك صهيونياً
الشارة والعلامة
الممكن السياسي للجميع يصطدم بصخرة رابعة وتنحصر أمواجه على أعتابها. من يعتقد أن مذبحة رابعة من الممكن تجاوزها واهم ومن يعتقد أنها مجرد ورقه سياسية فى يد مرسي وجماعته ومؤيديه أكثر وهماً، لقد ظلت " الشهادة " هامش على أحداث الثورة حتى تكاملت لحتمية " القصاص " علامة فعدم الاسراف فى القتل حد وضع على ولى المظلوم حتى فى حالة التفويض المؤيد بالنصر لنبي وليس لعسكري من سدنة المخلوع ورجاله ، وفي رابعة كان الاسراف في القتل يستهدف جمع أجتمع فيه مواطنين تحت سقف مشروع وعلنى فى أعتصام مفتوح شارك فيه البعض وهو مدرك لعواقبه للاعتراض على خرق مسار ديمقراطي على هامش الثورة ضد قوة غصب وإذعان وحضره البعض دفاعاً عن صوته وحقه الأنتخابي الذي أدلى به عن قناعه و آخرون بهدف استعادة شرعية انتخابية لرئيس منتخب تتيح الوسائل ديمقراطية عزلة وكان هذا بالضبط ما لاتريده المؤسسة العسكرية فهى لاتريد أن تخرج من سلطة الهيمنه على مقام الفرعون ، وكان هذا فى ظل استقطاب سياسي موظف ومهمين وما لايزال يهيمن على الجميع ومن يعتقد أن رابعة لها صاحب فهو مشوش بزخم الاستقطاب لقد وضعت رابعة جماعة الإخوان المسلمين أنفسهم فى مأزق تاريخي على محك أرض الواقع وشكلت حدا لقاعدة الضرورات التى تبيح المحظورات ،التى طلما شكلت غطاء فى تاريخ المسار السياسي لجماعه جوهرها دعوي أصلاحي وليس لها بنية ثورية
.
توظيف المظلومية
يخطىء من يظن أن رابعة كارثه على جماعة الإخوان المسلمين ، بل على العكس رابعة تمثل مسار قطيعة حتمي داخل بنية جماعة الإخوان المسلمين وتيار الإسلام السياسي كله بل أنها ستشكل مسار أعادة تكوين للرؤية السياسية للجماعة قبل غيرها وستنتخب من الجماعة من يدرك القطيعة الثورية التى فرضها الحدث الثورى الشعبي ل25 يناير وهو دخول الشعب كأهم فاعل سياسي يحتكر الشرعية ويراقب السلطه على محك الاستحقاقات الثورية وأهمها على الإطلاق القصاص للشهداء بصرف النظر عن جماهير الفلول ومصالح رجال الاعمال وقنواتهم الاعلامية
وقشرة طبقات سكان العواصم العنصريه ضد جموع الشعب فى الهوامش
الحدث والفاعل والمفعول
فى حادثة دنشواي 1906 الشهيرة في تاريخ الذاكرة الوطنية كان الاسراف فى القتل بعد ما وقع من جنود الاحتلال البريطاني أثناء صيدهم الحمام على أطراف القرية ما تسبب في قتل فلاحة ، وطاردهم الأهالى فمات أحدهم بضربة شمس أثناء الفرار
قال إبراهيم الهلباوى أمام محكمة دنشواى "الأهرام"، فى 25 / 6 / 1906 :
(الاحتلال الإنكليزى لمصر حرر المواطن المصرى وجعله يترقى ويعرف مبادئ الواجبات الاجتماعية والحقوق المدنية!!).... وقال الهلباوى أيضا: (هؤلاء السفلة، وأدنياء النفوس من أهالى دنشواى، قابلوا الأخلاق الكريمة للضباط الإنكليز بالعصى والنبابيت، وأساءوا ظن المحتلين بالمصريين بعد أن مضى على الإنكليز بيننا خمسة وعشرون عاما، ونحن معهم فى إخلاص واستقامة
المؤسسة العسكرية والجيش
في رابعة وقعت المؤسسة العسكرية فى مصيبه بعد أن كانت فى ورطه ، فبسبب تصارع الإجنحه داخل المؤسسة الذى أنعكس على أجهزت الدولة السيادية فى القضاء ولإدارات التنفذيه فى المخابرات والداخلية دمرت التفاهمات التى كانت بين جماعة الاخوان المسلمين والمجلس العسكري لاحتواء الثورة ، وكان التعجيل بالإنقلاب سببه أستحالة التوافق الى جانب ضغوط الأقليم وأرتباك قوى الهيمنة فى مواجهة الضغوط الصهيونية
رابعة بداية نزع الحجاب عن مفهوم الاحتلال من الدخل وكشف حقيقة وظفية المجلس العسكرى بعد أن تفككت عقيدة الجيش المصري بسب انغماسه بمباشرة السياسة في الداخل وإدارة البلاد منذ مايزيد عن نصف قرن من الزمان وتشرزمه تحديدا بعد حرب أكتوبر أخر الحروب على قول السادات صاحب نهج الكامب الذي فرغ الجيش بالتصفيه والتفريغ من رجال عقيدة الدفاع والاستعداد اليقظ لحرب العدو لصالح قواد الصفقات والسلطة والنفوذ والبزنس والصراع على موقع الفرعون الذى تقلص الى موقع عمالة