Saturday, December 09, 2006

مقاومة التذكر فى مولد النسيان


لبنان
أول مطبعة في العالم العربى
يحكي الشاعر أحمد فؤاد نجم فى مذكرات" الفاجومي " أنه أثناء التحقيق معه فى أحد القضايا الملفقة له من قبل أمن الدولة تحاشى المحقق النظر في عينيه لشعوره بنذالة ما يفعل وانتبه الشاعر لهذا فقال له انظر فى عيني يا فرحة أمك بيك وانت بتلفق تهم، لا أدرى لماذا أتذكر هذه الحكاية عندما يطل وجه كمال جلياط أو السنيورة أو وجه هذا الذى لا أدرى علاما يجعجع!!؟؟ ومن فضائل الأزمات حتمية الفرز، ورغم أن الفرز مفروز من أمد إلا أن ما يحدث فى لبنان تخطى حدود السياسة إلى الوقاحة وإن كان لدولة مثل الولايات المتحدة ممارسة الوقاحة السياسية مستندة لقوة إمبراطورية ذات مشروع هيمنة على العالم، إلاما يستند هؤلاء الوكلاء وقد استنفذت وقاحة السياسة الصهيوأمريكية ركاكتها وبدأت تستعد لتمرير خططها البديلة والتى قد تبدل الحلفاء أنفسهم، فما يحدث فى لبنان واضح وغير ملتبس، هناك مربع أمريكا وفيه تقف إسرائيل ومصر والسعودية والأردن والتابعون وتابعوهم فى لبنان حتى فلسطي، وهناك مربع المقاومة فى لبنان والجبهة الوحيدة لا أقول الصامدة ولكن المعترضة على مشروع هيمنة لا يرى بديلا عن الانبطاح التام ويضم إلى جانب المقاومة اللبنانية حماس- حتى الأن- وسوريا وإيران وبعض الدول والقوى فى العالم مثل الصين التى ترى أن سقوط المنطقة يعنى إغلاق أفق المستقبل أمام طموحها- المشروع والمستحق والممكن- في نوع من التوازن العالمي، وتلك الجبهة تثق أن شعوب المنطقة لا تتفق مع ما يجرى ولكنها تبحث فى تلك المتاهة عن سبيل وعليها فى النهاية حسم هذا الصراع الوجودى بانحيازها لما يحييها كأمة مثل باقي الأمم تستحق المشاركة فى صنع مستقبلها ومستقبل أبنائها. يدرك الصهاينة أن هذه لحظة فاصلة سيكون لها ما بعدها والمتابع للحوار الداخلي فى إسرائيل يلاحظ أنهم فى هذه اللحظة التاريخية يدركون أنهم فى مرحلة مختلفة تحكمها موازين مختلفة وأن دورهم لم يعد له نفس الأهمية بالنسبة للقوى العالمية التي لا تتساهل أمام رغباتهم إلا فى إطار منظومة مصالح محددة المعالم، وهذا ما تكشفه الوثائق المتوفرة وتجليه السياسات القائمة
وبــــــعد هناك مواقف دقيقة تفاجىء المهتم بالشأن الجاري وتحتاج لنوع من الكتابة يعارضها مع بعض أوهام الحداثة ومنها ضرورة حظر "التحيز" تلك الكلمة التى أصبح لها أثر الاستجابة الشرطية الواعية و اللاواعية فكلمة التحيز تستدعي كلمة الموضوعية وكلمة الموضوعية تستدعي كلمة المنهج وكلمة المنهج تستدعي كلمة العلم وبين العلم والحداثة علاقة نسب ووجود لهذا هناك نوع من من التدافع والإزاحة بين الحداثة من جهة والتحيز من جهة أخرى و لهذا فكثير من النصوص التى تحاول التواجد داخل نفوذ سلطة الحداثة تحاول نفي التحيز عن نفسها واسقاطه على نصوص أخرى تريد ان تنفي او تخلخل سلطتها، وقد انتبه جادمير فليسوف التأويل الألماني إلى أن أكبر تحيز مسكوت عنه هو تحيز الحداثة ضد التحيز وموضع الإشكالية هنا هو الإنسان هذا الكائن الفريد واستعصائه على أن يحتويه نظام لهذا فهناك فى تاريخ الأمم والشعوب والمجتمعات و الأفراد مواطن لابد أن يستوطنها التحيز كفضيلة ووسط ذهبى بين التعصب والتخاذل،وعلى سبيل المثال فقد تحيز الرسول صلوات الله عليه لحلف الفضول رغم أنه إفراز لبنية جاهلية وذلك لإنه قام على إحقاق الحق لمن لا يستطيع ضد هيمنة وتعسف الأقوياء وقال صلوات الله عليه :لو أدعى به في الإسلام لأجبت
ولعل ما يحدث فى لبنان الأن يعطي إجابة على ذلك السؤال الذى طرحته فى بوست الوهم المتبدد متاهة السبيل وإنتاج الأسئلة أثناء الحرب الدائرة فى لبنان والتى قامر الكثير على أنها سوف تنهى مقاومة حزب الله واندفعت دول كبيرة بمحلليها وأبواقها الى جانب من أسميهم راصدي الأجواء الذين يميلون مع الهوى حيث يميل وهوى المنطقه صهيونى: هل ما جرى ويجري الأن فى لبنان وفلسطين هو اللحظة التاريخية الفارقة التى طال انتظارها؟ فما يحدث فى لبنان الأن أخطر فى نظر القوى المهيمنة وذيولها مما حدث فى الحرب من كشف الغطاء عن سماء إسرائيل وعن عوراتهم الاستراتيجية، فها هي المقاومة تعمل اليوم على مقاومة العدو الأكبر حكوماتنا وعلى تمليك الجماهير لما هو أخطر من كل أسلحة العالم تمليكهم نموذجا لتحويل الحرية من حلم إلى واقع وكيف أن كل رجل وأمرأة وصبي يستطيع أن يكون له سهم في إسقاط الحكومات العميلة وكنس هذا الركام الفاسد المتخاذل خارج لعبة الانقلاب العسكرى.

هذا وقد جرت مياه كثيرة تحت الكثير من الجسور ويبدو أن ما جرى إن لم يكن اللحظة التاريخية فكأنها هي لهذا استمرت الحرب ولكن بوسائل أخرى وكل من تابع ويتابع باختلاف موقعه ومرجعياته وقناعاته يلاحظ عدة ملاحظات منها 1) خلو أوراق الأمم المتحدة من إسم حزب الله وكأن إسرائيل كانت تحارب السنيورة 2 )ارتباك المجموعة العربية المنبطحة أمام صمود المقاومة 3) إنفراط وتداعي الأجندة الأمريكية فى المنطقة 4 ) ظهور الصين لأول مرة فى هذا الصراع الأقليمي من خلال الصاروخ الذى دمر المدمرة الإسرائيلية 5) وعودة السلاح الروسي الفعال من خلال صاروخ مزود برأس مزدوج أدى لتكسيح جيش الدفاع بتدميره للمركافا، والأهم من السلاح هو الإرادة والإدارة التى أنفذته وجهوزيتها واستيعابها لموازين القوى، هذا وكنت أستشعر مقدار الزلزال الاستراتيجي الذى فاجئت به المقاومة ثوابت سياسة الانطباح والانخذاء (ما بنا طاقة لامتشاق الحسام) لهذا حرصت أن أضم إلى ما كتبته فى البوست مجموعة من المتابعات والمداخلات وأحيانا التعليقات منها على سبيل المثال ما كتبه المفكر محمد شاويش بتاريخ 14/9/2006 وماكتب الأستاذ مطاع صفدى بتاريخ 2/10/2006 وغيرهم فى حينها وتعمدت ذلك الى جانب التعليقات تحسبا لتوابع هذا الزلزال وما سوف يمارس من تغييب على تسلسل الأحداث وممارسة كل أنواع التمويه والتضليل والبهتان لملافاة تلك الكبوة العريضة للنظم العربية لقد عجلت هذه المواجهة بأمور كثيرة منها أسئلة كانت تدور على سبيل المثال فى إسرائيل بعد حرب تحرير الكويت وانتباه المفكرين فيها للتغيرالاستراتجى الذى يمس المحيط المتحرك من حولهم وكانت أحداث سبتمبر إشارة البداية لتوفيق أوضاع جديدة وجاء ارتباك وانسداد الأفق أمام الإدارة الأمريكية فى العراق لتجد إسرائيل نفسها مكلفة بمهمة تهيأت لها لتفاجىء بأن تل أبيب نفسها على محك اختبار الصواريخ الإيرانية وهنا نأتى لموضوع إيران تلك الآحجية أو اللغزالمستحكم الذى يتراوح متانثرا فى سيل من المقالات التى تأخذ إيران فيها مقعد إسرائيل فى المنطقة كخطر يزعج من أوثقوا عروشهم وكراسيهم بالسلام كخيار إستراتيجي وحيد والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا هذا التخوف من إيران هل نفوذها يزاحم نفوذ عربي إقليمي له وجود أصلا ؟ وعندما يتكلم المتخوفون من إيران عن تحالف بين إيران وأمريكا فى أفغانستان والعراق نتسائل إذا كان ما يسمى بالوطن العربي بدوله الشقيقة والصديقة والعظمى والكبرى والصغرى ودويلاته ومحمياته البترولية كلها ما عدا سورية وجنوب لبنان وحماس هى دول منطبحة وخاضعة بالكامل للهيمنة الأمريكية كما يعرف حتى أطفال الوطن العربى فما معنى الخوف من تحالف بين إيران وأمريكا ؟؟؟ فمثل هذا التحالف يكون ضد من؟؟؟ هل سوف تتحالف أمريكا ضد أمريكا إن الصداقة والخصام والعداء قد يكون فى عالم المصاهرة لا في عالم السياسة فالدائم فيها هوالمصالح، وقيام الثورة فى إيران غير التاريخ مما أدى إلى تغير فى الجغرافيا حولها لقد وجدت إيران نفسها بين جارين سوريا من جهة وأمريكا من كل الجهات الاخرى من خلال الواجهات أو النظم العربية وهذ حتى قبل حرب الخليج الأولى، أقول هنا لايمكن الحديث عن عداء مستحكم بين أمريكا وإيران فلا تعرف السياسة مثل هذا ونسأل هنا هؤلاء الذين يدافعون عن نفوذ عربي موهوم لأن النفوذ الوحيد والمقيم فى المنطقة هو نفوذ إسرائيل التى أخذ منها وزراء الخارجية العرب إذن دخول بيروت أين على سبيل المثال مقاطع الاختلاف بين السياسة الأمريكية والسياسة العربية فإذا كانت علاقة أمريكا بالدول البترولية علاقة وجود فهي من يستخرج البترول ويحميه وهى فى نفس الوقت زبونه والزبون دائما- كما تقول قاعدة التجارة الذهبية- على حق وإذا كانت العلاقة بين بقية الدول العربية وأمريكا هى علاقة السيد بالعبد وكلنا يعلم من السيد ومن العبد، فعندما تريد إيران لنفسها موقع وهذا شىء مشروع وبديهى لكل أمة تحترم نفسها فى هذا العالم فمع من تتحاور سواء كان الحوار بهدف التحالف أو المناورة أو الصراع، مع السيد؟ أم مع العبد؟ إن عداء العرب ليس لإيران بل لأنفسهم والمراقب يرى أن إيران ترى فى عداء العرب لها ما رأى جرير فى توعد الفرزدق لمربع عندما قال :
زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا– فأبشر بطول سلامة يا مربع

إيران تعرف ماذا تريد ومن يعرف ماذا يريد يصل ولو بعد حين إذا امتلك من الإرادة والعزم ما يساوي ما أراد، ولكن على كل امتداد ما يسمى بالوطن العربي: هل يعرف أحد ماذا يريد بالضبط؟

13 comments:

tota said...

استاذى العزيز

وبرغم ترقبى لموضوعاتك الا ان تأخيرك علينا يبعدنى لكن ابدا لا امل الانتظار

كالعادة بوست يستدعى التفكير الجيد لنصل الى مستوى نستحق عليه التعليق على البوست

بعد قراءة البوست توقفت مع كلماته الاخيرة
فحديث السياسة الان اصبح لى نغمة موسيقية شاذة متكررة
سيناريو السياسة فى العالم عبارة عن فيلم يعاد صياغته مرات ومرات ليبدو على الشاشة بنفس الابطال ونفس الاهداف مع محاولات تكاد تكون فاشلة فى تغيير النص
لبنان اصبحت كيان هش هى دوله متعددة العرقيات و كثيرة الطوائف على شفا حرب اهليه لكنها حتى الان فى حالة توازن يحاول الثبات لكن هيهات

لفترة ليست ببعيدة كانت دولة تنافس فى السياحة والثقافة حتى ان الكثير من الكتب المترجمة ترد الى مصر من بيروت
تنافس فى مجالات اخرى عديدة واهمها مواردها البشرية فشعبها مميز جدا دون عن العرب شعب متحرر وواعى وواقعى ومتعاون ومشارك فى قرراته وحياته السياسية ويرفض التهميش

النقاط التى تحتاج الى وضع حل لها ليدخل الشعب اللبنانى لمرحلته القادمة

تسليح الجيش اللبنانى
مشروع لقانون الإنتخابات الجديد
تسوية ملف السلاح الفلسطيني في لبنان
اقرار مشروع المحكمة ذات الطابع الدولي

موقف دول الخليج واضح ومتمثل فى تجنب الأشتباك و بقاء الحكام فى هذه الدول مستمد من قدر الراحه و الرفاهيه التى توفره لمواطنيها فقط , وبالطبع سيطرة الفكر الامريكى جلية وواضحة عليهم

موقف ايران
يمتاز الشعب بحكومته بقدرتهم الهائلة على الدخول فى مواجهات قوية مع شعوب المنطقة وموقف العراق الهزيل يعطى امل فى احتمال اتساع حزامهم الجغرافى على حساب العراق مع اجتذاب الشيعة من العراق
عدم انكار حزب الله تمويله من ايران يضع علامات استفهام عن ماذا بعد التمويل

لا يبدو لمصر اى دور تشكيلى فى هذا السيناريو فتبدو ككومبارس حائر وجوده او غيابه عن مشاهد الفيلم لا يؤثر بالايجاب او السلب برغم المطالبة اللبنانية لمصر ان تعود لتشكل عنصرا ايجابيا فى المنطقة

امريكا اهتمامها المعتاد هو الذهب الاسود واسرائيل الحلم الازلى من النيل الى الفرات

وهكذا لبنان بين شعبه وحكومته وحزب الله وباقى دول المنطقة فى انتظار اما ان يحمل نعشه او ان يخرج من الرعاية المركزة بسلام
ونحن فى الانتظار

تحياتى لك ايها العزيز واعتذر عن تأخيرى

واعذر حماقتى السياسية فلست بقادرة حتى الان على التعمق فى الاحداث السياسية المتغيرة المتردية المتنوعة فى العالم
كل التقدير على ما تبذله من مجهود لتثرينا وتساعدنا على فهم ما لا ندركه

علان العلانى said...

العزيزة توتا
فى البداية أحب أن أهنأ العالم التدوينى على أنحيازك له فصوتك الودود الرزين الذى ينشد ما ينفع الناس خليق باللأحتفال به ، أدرك مقدار الشجاعة التى أحتجتي إليها لتقومى بذلك ، وهذا شأن الكاتب الحقيقى يتهيب الكتابة فهو يرى فيها غير ما يرى غيره وترعبه مسؤليتها فالكتابة الي جانب أمتلاك القدرة علي النشر يضيف التزام أكبر فى الحقيقة وليس العكس،و سوف يكون لنا عودة وحوار فى هذا الشأن أن شاء الله ولكنى الان أشكر لك ذوقك الرفيع وحضورك المثمر فى هذا البوسط الشائك

و رغم عدم توقعى تعليق على هذا البوست ، فقد كتبته بسب أعتقادى بأن هناك أوقات يجب أن يقول الكاتب رأيه فيها بوضوح غير متعلثم ومحددا فيها موقعه ومقفه من الاحداث فمنطقة(الشرق الأوسط) تمر بمرحلة مصيرية شديدة الخطورة ولكن الأزمات لها خاصية نبيلة فهى تحدالحد وتجلى الرؤية وفيها تتكشف الهويات ورغم ظلمتها الا أن تلك الظلمة هى بالضبط ما تظهر الاقمار التى يرى الناس فى ضوئها حتى يحين ضوء الفجر الذى ينتظر منذ أجيال
العزيزة توت
هناك قصة قد تصلح لألقاء ضوء فى هذا الثقب الاسود عميق الغور وهى
حكاية ذات مغذى تستدعى التأمل والانتباه ، و نص له دلالة فى النهاية سواء كانت موضوعة أم حدثت فى الواقع تقول : خرج أبو العباس السفاح متنزها" بالأنبار" فأمعن في نزهته وانتبذ من أصحابه فوافى خباء لأعرابى فقال له الأعرابى ممن الرجل؟ قال من كنانة قال من أي كنانة؟ قال من أبغض كنانة إلى كنانة قال فأنت إذن من قريش قال نعم قال فمن أي قريش؟ قال من أبغض قريش إلى قريش قال فأنت إذن من ولد عبد المطلب قال نعم قال فمن أي ولد عبد المطلب؟ قال من أبغض ولد عبد المطلب إلى ولد عبد المطلب فوثب الأعرابى إليه قائلا أهلا بأمير المؤمنين ---فاستحسن ما رأي منه وأمر له بجائزة،
لك التحية كما ينبغى للمخلصين

بعدك على بالى said...

سيدى الفاضل

البعض منا يعرف بل يدرك ايضا ماذا يريد، المشكلة والخلاص، ولكن دائما مايحول التنفيذ المصالح والحسابات

والسؤال الذى يشغلنى ما تاثير ما حدث ويحدث بلبنان على مصر؟ وهل نملك هنا فصائل معارضه اصلا تكون مهمومه بتغيير السيناريو على الاقل التوريث؟
هل هناك فصائل معارضه حقيقية تدرك خطورة مايحيط بالمنطقة وتسعى لتخليص شعبوبها، بمعنى هل نطمح لتنسق متبادل بين الجبهات وفصائل المعارضه عربيا خاصة وان الخطر واحد..

انا بالطبع لست ملمة بمجمل السيناريوهات او بما يدور فى كواليس الساسة والسياسة مثلك ، فعذرا

علان العلانى said...

الفاضلة بعدك علي بالي
تحية وتقدير وترحيب لا" يشبه" كل ترحيب
فهو يعود بجذوره لشهور خلت من هذا العام الذي يوشك أن يكتمل ليأخذ مكانه كماضي يتلمس من الذاكرة موقع وعلامة ويصير إلي مآل –يحكي أن--- أسعد الله الفنان فلان الفلاني وحفظه بقدر ما بذل من أبداع وبقدر ماترك من أثر جميل في نفوس من أسعدهم الحظ بالتلاقي في ساحته و بالحوار معه

في الحقيقة سيدتي الفاضلة في تلافيف" أسئلتك" الأربعة التي تركز علي البعد العملي فيما هو جاري من تأزم سياسي وحروب تحيط بالمنطقة وتوترات تنبأ بحروب اقليمية، من الممكن اجمالها فى سؤال واحد هو :" ما العمل ؟ " ولكن هذا السؤال يقفز فوق شروط الإرادة السياسة الوجب توفرها لاى حالة تغيير ممكنة فكما تشيري هناك غياب لآليات فاعلة داخل بنية المجتمع المدني والصراع السياسى يدور في إطار قانوني تتلاعب به الدولة من خلال مؤسستها التنفذية المختلفة، في ظل تنامى الاحساس العام بحاجة الي التغيير يحفزة ثقل الاحساس بالتهميش ،و في الحقيقة غياب استراتجية عربية ترسم دور لهذه المنطقة في الأقليم و العالم خارج سياسة الانبطاح الكامل والمستسلم للهيمنة الصهيوأمريكية الى جانب المشاهد اليومية التى نزعت كل أوراق التوت عن الشرعية المهترئه للنظم فى العالم العربى هو فائض القيمة السياسي الذي يجب الانتباه له أن ما يحدث في لبنان خطير بمقدار إعطائه نموذج لمدي عجز اى نظام مهما أحتشدت حوله قوي دولية وأقليمية أذا أنتفض قطاع معتبر من شعبه، ونموذج العصيان المدني حدث في السودان من قبل وأنهي مرحلة نميري علي سبيل المثال وأن كانت هشاشة البني السياسية لم تستطيع الحفاظ علي مكتسبات الانتفاضة وما حدث فى فنزويلا على سبيل المثال تتوالى أثارة الاقليمية فى محيطه ولكن في لبنان الامر مختلف ، فهو صراع تداخل فية المحلي بالإقليمي بالدولي ويتقاطع مع مشروع الهيمنة النهائى على المنطقه مكبلة الإرادة
وهنا فلنعود لاسئلتك المثارة لنجد أنها تدور في إطار المسكوت عنه وهو وجود إرادة عامة في المنطقة لا ترضى بهذا الواقع السياسي العاجز ولكنها أغلبية ليس لها وجهة تتوجه اليها مضاف الي ذلك مساحات الاختراق التي حولت أجهزت الدولة في المنطقة الي أجهزت تحكم ورقابة خاضعة بالكامل للقوي المهيمنة المساندة لتلك النظم يكفى نظرة على السفارة الامريكية فى أى بلد عربى وقد تحولت لقلعة وقاعدة حكم تتقرب لها الحكومة والمعارضة
.
الي جانب أصحاب الهوي الصهيوني في المنطقه وطبقات المنتفعين والمتطوعين من خارجها ، وستكون هناك مآزق حتمية تكشف البكاشين و الأبواق واللآكلين على كل الموائد ، ولن يكون غريبا أن تشاهدى في مقعد واحد بعض العلمانين واصحاب أدعاءات التنوير مع شيوخ الوهابية ضد الشيعة علي سبيل المثال خصوصا أذا كان الموقع لأقزام متأمركة متصهينة مآفونة بمقردة العلمانية وطامعة فى الموزة وبهلونات ما بعد الحداثة--- الي جانب المأسورين في بلاهات تسكن عقولهم تعجز عن التفريق بين السياسي والمذهبي وسياقاته التاريخية. مثل حارس البناية الذى قامت داخلها حريقة ولكنه يمنع من يريدالدخول فيها للاطفاء و يمنع من يريدالخروج منها للنجاه معتقدا بانه هكذا يقوم بأداء واجبه على أحسن وجه

أتامل في هذه الحالة وأفكر في أسئلتك وأقول بين الخطاب التحليلى لمحمد حسنين هيكل الذي يتموقع داخل حقائق القوة وشروط الفعل التاريخي لكنه محايدا و مفرغا من بعده المعنوى وعزمه الإيمانى تاركا كلماته للتاريخ تنتخب جيلها وزمانها نافضا يده من النظام والجيل العربى الحالى، وكأنى به متوجه للنظام متمثلا قول الحطيئة فى بيت الشعر الذى كاد أن يقطع لسانه
أزمعت يأسا مبينا من نوالكم – ولن يرى طاردا للحر كالياسى
دع المكارم لا ترحل لبغيتها –وأقعد فإنك أنت الطاعم الكاسى

وبين الخطاب التعبوى لحسن نصر الله والمقاومة بنموذج تشكيلها السياسى بأمتياز الذي يحدق في الواقع السياسي من منطلق مخزون إرادة الشعوب معتمدا على المتراكم المعنوى والرصيد الإيمانى مقدما نموذجه علي المحك العملي مرة بالمواجة المسلحة المباشرة المتقنة والكاملة الجهوزية ومرة بالمواجهة السياسية الشاملة المرتكزة على إرادة نافذة وقراءة دقيقة للواقع الداخلى والإقليمى والعالمى—مستلهما قول الشابي
إذا الشعب يوما أراد الحياه—فلا بد أن يستجيب القدر
أو كما قال المتنبى
ضاق ذرعا بأن أضيق به ذرعا—زماني واستكرمتني الكرام

أقول بين هذين الخطابين
تكمن بعض الاجابات علي محك الرؤية وعلي محك العمل ، بين تفعيل الذاكرة وإزاحت تراكمات البهتان بما توفر من براهين وأدلة دامغة وبين تفعيل الحاضر بما يحمل من أمكانات وأستحقاقات مهدرة ومغيبة نستطيع ان نلمح ملامح لاجابة ، فها نحن نتأكد بالوثائق بعد خمسون عاما أن فعل تاريخي أثر في تاريخ مصر وكل العالم العربي والمحيط اللأقليمي بحجم 23 يوليو"بصرف النظرعلى الاتفاق أوالاختلاف حوله" ومآله ، رسمت ملامحه فوائض القيمة السياسية و المعنوية التي كانت مكبلة داخل نظام أنتهت مدة صلاحيته وفى ضميرشعوب تواقة الى خلاص.

لك كل الاحترام والتقدير

Anonymous said...

استاذى العزيز
كلما حاولت ان اكتب كلمات اشكرك فيها على تعليقك اعود لانى اعلم انها لا تكفى
فعلا يا استاذى وجدت صعوبة كبيرة فى اختيار ما اكتب وكأن الكتابة عبأ ثقيل لا اكاد استطيع ان اتحمله
لكن تعليقات التشجيع كانت اكبر من تصورى

استاذى كل كتاباتك لها عمق خاص قد يصعب على كثير من المدونين استيعابه
لكنها ذات معانى ومدلولات ولا يمكن قرائتها بدون اجراء حوار معك لذلك لا اتصور قراءة بدون تعليق

اشكرك يا استاذى
وكل عام وانت بخير
تحياتى

بعدك على بالى said...

سيدى الفاضل

مررت لكتابة رسالة تقدير ...شكر وتحية على تعليقك عن كتابة لى أراها متواضعة ولكنهاحظيت بمساحة من التأمل والرصد أذهلتنى كالعادة، فإذا بى أجد توتا تسبقنى لنفس المعنى

حقا ياسيدى الفاضل ستظل تعليقاتك تدوينات منفصله نتعلم منها كيف نقرأ مابين السطور ونعيد إنتاجه بما يجعله أكثر تألقا وتفهما،

استاذنا الفاضل
اللغة تقف كثيرا عاجزة ترجمة ما بداخلى من شكر وتقدير

adhm said...

أن ما يحدث فى لبنان تخطى حدود السياسة إلى الوقاحة
اعتقد ان الوقاحة كلمةمدللة اكثر من اللازم لوصف ما يحدث فى منطقتنا والاصح ان نبحث لوصف دقيق فى مصطلحات مستخدمة على مستوى المواميس ومن لف لفهم
لقد وصل العهر والجبن والخيانة الى استعداء من يجب ان يكون فى صف واحد مع طموحات وامال الامة والتحصن بمن يضمر ويعلن مخططة للسيطرة من اجل النهب والتجريف ليس لثروات الامة فقط بل لتاريخها ولدينها
ويعلن بكل بساطة مشروعة( حيث لا جدوى من التخفى فالقوم على اهبة الاستعداد للتنفيذ دون جدال او تفكير فى كل ما يصدر عن الشيطان)
واعنى هنا ايران واسرائيل
فمن المنطقى ان تكون ايران هى المساند وقوة دافعة فى مجال مقاومة الاحتلال والاغتصاب وان نمد لهايد الصداقة والتعاون ولكن الغباء والعمالة تفرضان استدعاء الخطاب المذهبى المفرق للامة بدلا من خطاب الوحدة ولم شمل الامة
وحتى تكتمل دائرة الغباء نجد اسرة من اكبر الاسر العميلة تعلن بكل صفاقة وبجاحة عن نيتها دعم السنة فى العراق لمواجهة الميلشيات
حسنا جزاكم اللة خيرا
ولكن على بعد مرمى حجر من العراق هناك سنة اخرين لا تستطيعون حتى مجرد السلام عليهم او ارسال اى معونة هم فى اشد الاحتياج اليها بل وتقومون بسد منافذ العون لهم استجابة لاوامر الخنفساء كوندايزا
هل السٌنة درجات والوان
المضحك فى الموضوع ان مربع العملاء فى لبنان يضم درزيا
هل الدروز حلال دعمهم _مادمنا استدعينا المذاهب_ وحرام دعم الشيعة مثلا
وما قول الافاضل العلماء المرعوبين على السنة فى العراق من مما يحدث للسنة فى فلسطين
لقد لخص الشيخ حسن نصراللة هذا الموضوع بكلمتة الشجاعة للمتظاهرين امام السراى الحكومى فى بيروت
حاسبونا على اساسا مواقفنا من العدو وليس على اساس مذاهبنا
لقد ظل الخلاف بين السنة والشيعة من اختصاص العلماء وفى اروقة دروس البحث والتحليل
وليس فى الشارع وبين العامة الذين يسهل شحنهم وتغييب وعيهم
اليس فى اذكاء نار الفتنة الطائفية فى العراق اخراج للعدو من مأزقة الذى اعترف بة على الملاء
الم تكونوا عونا لة على احتلا ل هذا البلد ومصفقين ومرددين لاكاذيبة

علان العلانى said...

العزيزة توتا

هذه مدونتك عزيزتى ومعظم نصوصها هى محاورات بيننا فالشكر لك أنت على وقتك المبذول وأهتمامك فالنص كالزرع والمعانى ثمار ينضجها التناول وأعمق تناول هو التناول المحاور،فالنص ينتخب ناسه كما تنتخب الثمرة موسمها ويتكشف لمدركه كما يعلن الرحيق عن هوية حقله والقراءة فعل إعادة إنتاج لمن يقرءون ويفكرون خارج متاهات المتروك منتبهين للمسافة بين الرؤية والأثروالتأثر ورؤيتك للنص بقدر عدساتك المعرفية المسلطة عليه وإدراكك بوعى وانتباه لبدهات الخطاب المهيمن وثغراته الممكنة، لهذا فالقارىء كاتب وزيادة وهذا هو الحال الذى نتبادله بيننا فيما نحاوله من تواصل عبر النصوص ، لك التحية كما ينبغى للمخلصين،و لك الشكر على هذا الصوت القادر على التواصل ليس فقد داخل هذه المدونة ولكن بين مختلف الخطابات بالانتباه الواعى لما يتواصل وإن بدا متقاطعا والى ما يتقاطع وإن بدا متواصل
كل عام وأنت فى خير حال ومن تحبين ومن يحبك

علان العلانى said...

الفاضلة بعدك على بالى
مرورك لم يكتب رسالة بقدر ما نقش علامة، كان التواضع وسيظل علامة رفعة ومقام يدركه من يوطنون أنفسهم على أن لا يبخسوا الناس أشياءهم، و قيمة النص تتشكل بما يلقيه عليه قارءه من عدسات معرفية وبما يتعرف علية من مواطن للدلالة ، والعجز علامة على وسع الإدراك بمالا تحيط به الكلمات ولهذا تستوطنين الحكايا ليكون لك عالمك الموازى
لك أنت كل الشكر والتقدير وقبل ذلك وبعده الاحترام

علان العلانى said...

أدهم
تحية وتقدير وترحيب
إذا كانت المدونة تحمل بمحتوى ما دون فيها شفرة الايدولجى ومعالم رؤية المدون ومواطن أنتمائه فأرى فى مدونتك الكثير من الاصدقاء المشتركين بيننا ولعل أقربهم أمل دنقل فله فى النفس مقام وفى القلب علامة، لهذا فى مدخلتى معك سوف يكون لظلال كلماته أثر

نعم كما ذكرت أوافقك هى كلمة "مدللة" وان كنت لا أرى فى كل ما ذكرت من محاولات لوصفهم على ما قاموا ويقموا به الا تدليل أيضا، فهناك من الأفعال ما يتخطى حدود المستهجن والمنبوذ فى زمانه ويستوجب العقاب لا الوصف" فما وصف به مظفر النواب"الحال" هذا الذى ظننا أن ليس بعده بعد ها نحن نرى ونشاهد ما لم يخطر على بال ولكن المشكلة والمأذق أنهم ليس لهم حتى مقام اختيار الحقارة فهم على التحقيق ليس لهم خيار فى هذا الذى يفوق التآمر أنهم عبيد فى سوق النخاسة السياسية ولا يملكون من أمرهم شيئا وهذا هو خطرهم الحقيقى أنظر الى أحدهم وهو يتاجر بدم أبيه فى مهاترات رخيصة وينطق بلسان أولياء نعمته ونعمة أبوه من قبله فكما تعلم هناك من هم عبيد حاجتهم وهشاشة مصدقياتهم وهناك من هم عبيد ذهبهم وحريرهم فأموالهم ونفوذهم تحت الأسر وفى قبضة أسيادهم وبين هؤلاء ،وهؤلاء تتفكك المنطقة ، لهذا فخيار المقاومة" ورجال مثل حسن نصر الله" وخطابه على المستوى السياسى والأخلاقى خطاب يوقظ ما يحاولوا تخدير ة منذ ثلا ثة وثلاثون عام لهذا فهم لن يستمعون لما تسوق من أمثلة ويسوقه غيرك ولوكانت بوضوح النهار وحجم الشمس وإن استمعوا فبقدر ما تتصيد الاتهم الإعلامية ما يمكن أن يحرف عن مواضعه من الكلمات وما يمكن إن يشوه من مواقف ليقوم لاحسي أحذيتهم من كتبة السلطة ومرتزقة المواقف بكل ما يستطيعوا من بهتان وتضليل وتأويل ، رغم كل المشاهد والمشاهدة المكشوف منها والمفضوح والمتروك فهو صراع واعى بخساسته وعمالته ومدرك لعواقب ما يقوم به وهومحمى بوعود من قوى عالمية وأقليمية لذا يقوم بما يقوم به غير مبال بما يبدوا عليه للمنتبهين معلقا أماله على رضى أسياده وولاة نعمته، ممارس بهتانه وتضليله على فاقدى الوجهه والملتبسين وأصحاب الهوى الصهيونى والقاعدين ،ولكن يظل الرهان على ما تبقى من رصيد كرامة وعزة فى داخل هذة الامة وعلى وثبة وقيام شعوب طال أنكفائها وتقطعت بها الاسباب وتفرقت بها السبل

فى قصيدته:" رسوم فى بهو عربى" يقول أمل دنقل فى النقش الرابع

نقش
( الناس سواسية- في الذل- كأسنان المشط
ينكسرون-كأسنان المشط
في لحية شيخ النفط!)
---
كتابة في دفتر الاستقبال
لا تسألى النيل أن يعطى وأن يلدا
لا تسألي – أبدا
إنى لأفتح عينى(حين أفتحها!)
على كثير—ولكن لاأرى أحد

وبعد--- أدهم
رغم كل ما يحدث وما يبدوكحتميات لا فكاك منها بوقوعية وليس واقعية الأمر الواقع الا إن لشعوب هذه الأمه ثارات مع الزمن وسدنته وأغواته تتجمع خيوطها وتبدو فى الأفق وسوف يحين حينها لا محالة
فكما يقول صديقنا المشترك

إنه ليس ثارك وحدك
لكنه ثار جيل فجيل
وغدا
سوف يولد من يلبس الدرع كاملة
يوقد النار شاملة
يطلب الثأر
يستولد الحق
من أضلع المستحيل
-----
----
ولعل ناظره قريب

شكرا على المرور و الاهتمام

علان العلانى said...

متابعات

29/12/2006
فجأة وفي اطار الحد الادني من المقدمات، بدأنا نسمع عن مبادرات سلام اسرائيلية وفلسطينية، وسخونة في الاتصالات بين اكثر من عاصمة عربية، والقدس المحتلة. فما هي القصة، وماذا تغير، وهل الوقائع علي الارض الفلسطينية المحتلة توفر المناخ الملائم لتحقيق تقدم علي هذا الصعيد؟
العجلة بدأت في الدوران في هذا الاتجاه بعد خطاب السيد محمود عباس رئيس السلطة الوطنية الذي اعلن فيه الدعوة الي انتخابات تشريعية ورئاسية بعد وصول مشاورات تشكيل حكومة وطنية الي طريق مسدود.
السيد عباس طار الي القدس المحتلة وحل ضيفا علي مائدة عشاء ايهود اولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلي، وكان عناقا حارا بين الرجلين وكأنهما شقيقان افترقا عن بعضهما البعض لعدة عقود. لماذا هذا العناق، وكيف يتم والمسيرة التفاوضية لم تبدأ بعد، والحائط ما زال يلتهم الاراضي الفلسطينية ويشتت العائلات، وعمليات الاغتيال للناشطين من حركات المقاومة لم تتوقف؟ الاجابة علي هذا السؤال عند السيد عباس والفريق الذي يحيط به ويشجعه علي السير في هذا الطريق.
اولمرت سيتوجه الي القاهرة بعد ثلاثة ايام والسيد احمد ابو الغيط وزير خارجية مصر حط الرحال في تل ابيب والتقي نظيرته الاسرائيلية تسيبني ليفني للاعداد لهذه الزيارة، بينما تستعد السيدة كوندوليزا رايس وزيرة خارجية الولايات المتحدة للقيام بجولة اخري في المنطقة لاكمال ما بدأه سفيرها المتجول توني بلير رئيس وزراء بريطانيا.
يبدو ان هناك طبخة ما يتم اعدادها علي نار ملتهبة، حتي تنضج بسرعة قياسية، لان الوقت لا ينتظر. والتفسير الوحيد لهذه العجالة، هو وجود سيناريو امريكي لحرب جديدة في المنطقة تستهدف محور الشر الجديد، اي ايران وسورية وحزب الله وحركتي حماس والجهاد الاسلامي.
اسرائيل ستكون محور الثقل الاساسي في حلف بغداد الجديد الذي سيضمها الي جانب المعتدلين العرب مثل مصر والمملكة العربية السعودية والاردن ودول الخليج، ولذلك لا بد من تحسين صورتها، واعادة تقديمها كدولة معتدلة محبة للسلام حتي لا تحرج عضويتها في هذا الحلف بعض المعتدلين العرب الذين جعلوا من ايران العدو الاخطر علي العرب والمسلمين.
السيد ياسر عبد ربه عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير والشريك العربي الفلسطيني في وثيقة جنيف التي تنازلت عن حق العودة، صرح امس ان الجانب الفلسطيني مستعد للدخول في مفاوضات مباشرة مع اسرائيل حول الحل الدائم حتي تحت اطلاق النار ومن دون اي اعتبار لأي خرق يتم لأي هدنة بين الطرفين . اما السيدة ليفني فتحدثت عن خطة مفصلة عملية تقضي بوجود دولة فلسطينية الي جانب دولة اسرائيلية، ما يقدم حلا كاملا لمشكلة الشعب الفلسطيني واللاجئين الفلسطينيين . واكدت انها لا تمانع في اجراء مفاوضات تحت اطلاق النار.
هذا الغزل بين السيد عبد ربه والسيدة ليفني جاء بعد رواج انباء عن لقاء جمعه بها بحضور السيد سلام فياض وزير المالية الفلسطيني الاسبق الذي فرضته الولايات المتحدة ودول عربية اخري فرضا وبالقوة علي الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وبعد اعلان السيد عباس انه يفضل وجود قناة خلفية للمفاوضات بين الاسرائيليين والفلسطينيين.
ولا نفهم هذا الغرام المزمن لدي السيد عباس للقنوات السرية، والمفاوضات خلف ابواب مغلقة، وهو الذي لا يتردد عن معانقة اولمرت وكل المسؤولين الاسرائيليين الذين يقابلهم في وضح النهار وامام عدسات التلفزة. انها حالة مرضية لا نري لها تفسيرا، ولا نعرف كيف يمكن الشفاء منها.
السؤال المطروح حاليا، وبالحاح، هو كيفية دخول السيد عباس واتباعه في مفاوضات، سرية او علنية، مع الاسرائيليين وهو لا يملك الاغلبية في المجلس التشريعي، والأهم من ذلك لا يملك الثقل الذي يؤهله لتسويقها الي الشعب الفلسطيني كافة في الوطن والشتات، بل وحتي داخل تنظيم فتح الذي يتزعمه ويتحدث باسمه؟
نستطيع ان نتلمس طبيعة المخطط الذي يسير علي نهجه السيد عباس بالتنسيق مع الامريكان، علاوة علي مصر والاردن، دون ممانعة اسرائيلية، من خلال ما يتسرب من انباء عن تسمين الحرس الجمهوري وتسليحه بأحدث الاسلحة حتي يكون العمود الفقري لتنفيذه.
مصر والاردن يدربان عناصر هذا الحرس ويسلحانه بموافقة اسرائيلية، وبتمويل امريكي ـ اوروبي يصل الي خمسين مليون دولار كدفعة اولي، بحيث يصل تعداده الي عشرة الاف شخص.
الحرس الجمهوري الفلسطيني (اين الجمهورية؟) سيكبر ويتضخم، وسيحظي بأحدث الاسلحة، وابرع المدربين، ولكنه سيكون جيشا مثل جيوش حكومة فيشي التي دربها وأسسها المحتل النازي في المانيا، انهارت مع دخول اول رجل مقاومة الي الاراضي الفرنسية.
الكاتب الفلسطينى
عبد البارى عطوان
http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=today\28z29.htm&storytitle=ffعودة%20مشبوهة%20لمبادرات%20السلامfff&storytitleb=عبد%20الباري%20عطوان&storytitlec=

علان العلانى said...

متابعات
15/1/2007

جوناثان كتلر
19 يوليو 2006
في مقالة سابقة بزي نت – ما وراء العجز: حرب واشنطن في العراق -- وصفت كتاب ديفيد ورنزر المنشور في عام 1999 تحت اسم: "حليف الطغيان" انه نوع من كتب مسرحيات اليمين الصهيوني. ورنزر وضع خطة متقنة للتحرك من سياسة "الاحتواء المزدوج" للعراق وايران في فترة كلينتون الى سياسة جديدة من "التخفيض المزدوج" لكلا البلدين.
وصف ورنزر تحديا محوريا لتحقيق سياسة "التخفيض المزدوج" هذه:
"كيف لنا ان نتمكن من الحاق هزيمة ساحقة باحدهما دون ان نساعد بذلك الاخر؟ وبالمثل، كيف لنا ان نستطيع ان نتعامل مع اي من القوميين العرب العلمانيين الراديكاليين او مع النزعة الاسلامية العالمية الاصولية دون السماح لاحدها الاستفادة من هزيمة الاخر؟" (حليف الطغيان، ص 72)
بعد اشهر من غزو العراق، مالت الولايات المتحدة نحو اعطاء سلطة للشيعة في العراق. لقد انحازت بنفسها الى صف الشيعة العراقيين من اجل اسقاط نظام صدام.
ولكن ذلك كان فقط المرحلة الاولى من "التخفيض المزدوج". الان، مع التدخل الاسرائيلي ضد حزب الله في لبنان، المرحلة الثانية قد بدأت توا.
"التخفيض المزدوج" مسرحية من فصلين:
• الفصل الاول: استهداف القوة الاقليمية للعراق، مع عدم ممانعة ايران.
• الفصل الثاني يبدأ توا. من فضلكم ارجعوا الى مقاعدكم وتجاهلوا مجلة التايم التي يبدوا انها اخطأت في الظن ان "استراحة ما بين الفصلين" هي انتهاء العرض.
الفصل الثاني يتمحور حول "التخفيض" في ايران. المسئولون العرب هم طاقم الممثلين في الادوار الثانوية الداعمة، ودور البطولة لاسرائيل. يفتتح الفصل الثاني بمشاهد في لبنان، رغم ان مشاهد الختام تقريبا من المفترض ان تحدث بالتأكيد في ايران.
ثورة بوش، الفصل الثاني
الرد "الرسمي" العربي على التدخل الاسرائيلي في جنوب لبنان كان بلا صوت تماما.
التقطت النيويورك تايمز ("الميليشيا تلقى توبيخا من بعض البلاد العربية") والواشنطن بوست ("الضربات يسمونها جزءا من استراتيجية اعرض") رد الفعل العربي الرسمي على صراع اسرائيل مع حزب الله.
تحدث تقرير النيويورك تايمز:
"قال وزير الخارجية السعودي، الامير سعود الفيصل، عن هجمات حزب الله على اسرائيل، "هذه التصرفات سوف ترجع بالمنطقة كلها سنين الى الوراء، ونحن ببساطة لا نقبل بذلك"...
"انه تقريبا شيء لم يسمع به من قبل ان يوبخ المسئولون العرب جماعة عربية تنخرط في صدام مع اسرائيل، خصوصا بينما صور الدمار الذي الحقته طائرات الحرب الاسرائيلية تبثها شاشات التلفزيون داخل غرف المعيشة بالمنازل العربية. من المعتاد في مثل هذه الظروف، الا يلام العرب، وتخرج تصريحات بادانة اسرائيل بشكل روتيني.
"ولكن جاهزية تلك الحكومات على تغافل الرأي العام داخل بلادهم يسلط الضوء على تحول في المسار سببه النمو المتزايد لنفوذ ايران والمسلمين الشيعة في العراق وعبر المنطقة.
"يقول المحللون العرب، بان الطريقة التي يرى بعض المسئولون العرب الامور، هي ان اسرائيل هي العدو الذي يعرفونه، ولكن ايران هي الخطر المتنامي".
وعلى السواء، امكانية التنافس العربي الايراني لم تفلت من ملاحظة المسئولين الاسرائيليين. هذا ما كان لدى شيمعون بيريز ليقوله للاري كينج في برنامجه بالسي ان ان بينما كان كينج ينهي حواره:
"بيريز: ... لاول مرة، البلاد العربية، العديد منها، ان لم يكن معظمها، تدعو حزب الله لايقاف ذلك. والحكومة اللبنانية تطلب المثل. لم يحدث هذا ابدا من قبل. ونحن نشعر اننا نقوم بالشيء الصحيح، ونحن لن نسمح للشيطان بان يتحكم في مصائرنا او منطقتنا".
العجب العجاب، الشيطان ليس عربيا. الشيطان فارسي.
المحور الصهيوني/العربي: استهداف ايران
من بعض الاوجه القرار باسقاط صدام حسين وتمكين الشيعة العراقيين ظهر انه مال بالسياسة الامريكية الى ناحية قوة اقليمية شيعية.
الزعماء العرب في الاردن ومصر والسعودية كلهم كانوا قد حذروا من خلق ما يسمى "بالهلال الشيعي" في الشرق الاوسط.
في ديسمبر 2004 -- قبل الانتخابات العراقية تحت الرعاية الامريكية - حذر الملك عبد الله قائلا:
"من مصلحة ايران الاصيلة ان تأتي بجمهورية اسلامية في العراق... ولذلك التورط الذي تجدون انفسكم فيه بواسطة الايرانيين هو ان تحصلوا على حكومة موالية جدا لايران".
قال الملك عبد الله، "لو سيطرت الاحزاب او السياسيون الموالين لايران على الحكومة العراقية الجديدة، قد يبزغ "هلالا" جديدا من الحركات التي يهيمن عليها الشيعة او حكومات يهيمن عليها الشيعة تمتد من ايران الى العراق الى سوريا الى لبنان، وتبدل من توازن القوى التقليدي بين الطائفتين الاسلاميتين الكبار وتفرض تحديات جديدة امام مصالح الولايات المتحدة وحلفائها".
في سبتمبر ٢٠٠٥، وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، تكلم في مجلس العلاقات الخارجية وقال:
"لقد حاربنا معا لنحتفظ بايران بعيدا عن العراق بعد اخراج العراق من الكويت"، مشيرا الى حرب الخليج الاولى في ١٩٩١، عندما حاربت السعودية مع الولايات المتحدة وقوات التحالف الاخرى لتحرير الكويت بعد غزو العراق لها.
"الان نحن نسلم البلد باكملها لايران دونما سبب"، هذا ما استخلصه الفيصل.
وبالمثل، نقل عن الرئيس حسني مبارك قوله في ابريل ٢٠٠٦، "بالتحديد لايران نفوذ على الشيعة. الشيعة هم ٦٥٪ من العراقيين [...] معظم الشيعة على ولاء لايران، وليس للبلاد التي يعيشون فيها".
كل هذا الشقاق فيما يخص سياسة الولايات المتحدة في العراق يتصل بقنوات الان لدعم التدخل الاسرائيلي المدعوم امريكيا في لبنان.
عن لبنان
تتمحور الاحداث الدرامية التي تدور الان في لبنان حول الدور السعودي البالغ الاهمية لتطور الاحداث هناك. هناك التوتر طويل المدى القائم بين السعودية وسوريا حول السيطرة على لبنان. من عدة اوجه، فهم السعوديون مقتل رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري كهجمة من سوريا على مصالحهم هناك في لبنان. الحريري -- مثل اسرائيل والولايات المتحدة - اراد خروج سوريا من لبنان.
ابن الحريري - سعد - يستمر في السير على خطوات ابيه. كتب ستارتفور تقريرا يقول: "سعد الحريري، الزعيم الحالي للطائفة السنية اللبنانية، توجه الى الرياض في ١٦ يوليو من اجل محادثات حول النزاع المتنامي بين اسرائيل والجماعة الشيعية المتشددة حزب الله.
"تصرفات حزب الله التي ادت الى نشوب حرب شاملة مع اسرائيل، تهدد مصالح عائلة الحريري. العربية السعودية، الداعم الاكبر لعشيرة الحريري، يعتريها القلق من التقدم الذي تحققه ايران في المنطقة".
سوف يكون على السعودية والحريري ان يزنا مخاطر ومميزات السماح لاسرائيل بشن حرب ضد عدوهما المشترك، حزب الله. هل سوف يعود الحريري من الرياض بتعليمات لمساندة انتفاضة حزب الله ضد اسرائيل، او ان يحافظ على هدوئه، ويترك اسرائيل تقوم بمهمتها، ويستعد لوراثة لبنان؟
ولهذا الحد، كان الحريري ناقدا لاسرائيل، رغم ان لغته كانت مبهمة لحد ما. نشرت الديلي ستار تقريرا قالت فيه:
"يجب ان يتخذ موقفا عربيا واضحا ضد هذا العدوان الاسرائيلي على لبنان، كان هذا هو تصريح [الحريري] يوم السبت. وقال، "لبنان يجب الا يصبح ميدان معركة لكل احد، واسرائيل يجب ان تعرف ان لبنان ليست دولة ارهابية ولكنها فعلا هي دولة مقاومة وان اسرائيل هي العدو".
الخط الاساسي هو ان لبنان "يجب الا يكون ميدان المعركة لكل من يريد ان يصفي حساباته"، والذي يشمل افتراضيا سوريا وايران وحزب الله بنفس القدر الذي يشمل اسرائيل.
يحدد جيلبرت اشقر الموضوع بشكل ممتاز تماما:
"تقبض اسرائيل على مجمل السكان كرهائن في رد فعل غيرمتناسب يستهدف سحب السجادة من تحت اقدام خصومها ويستهدف الضغط على القوى المحلية ليقوموا باعمال ضدهم. ولكن لو كانت تلك هي حقيقة حسابات اسرائيل، فمن الممكن ان ترتد عليها، كما ان من الممكن ان يؤدي عملا عسكريا بهذا الحجم والاتساع الى العكس بالضبط وان يجذر السكان ضد اسرائيل اكثر من تجذيرهم ضد حزب الله....
"اعتبار الحكومة اللبنانية الحالية مسئولة عن تصرفات حزب الله، حتى بعد ان نأت تلك الحكومة بنفسها عما قام به الحزب، هو تعبير عن السياسة الاملائية الاسرائيلية من ناحية، ومن الناحية الاخرى اشارة على تصميم اسرائيل اجبار اللبنانيين على دخول حالة حرب اهلية، حيث انها تحاول فعل ذلك مع الفلسطينيين. في كلا الحالتين، تريد فلسطين دفع احد اطراف المجتمع المحلي - فتح في فلسطين والاغلبية الحكومية في لبنان - على سحق اعداء اسرائيل الرئيسيين، حماس وحزب الله، او اما هم يسحقونهم بانفسهم".
هناك مخاطرة واضحة بالنسبة لاسرائيل ان عدوانها سوف يشعل "الشارع العربي" ويرغم "المسئولين العرب" - بما فيهم المسيحيين والسنة اللبنانيون المعادون لسوريا - على الالتفاف حول حزب الله، الخ.
عن فلسطين (المعروفة ايضا بالاردن)
على المدى الطويل، ربما تبرهن العمليات الانتقامية الاسرائيلية ضد حماس في غزة انها اكثر دموية من تدخلها في لبنان، ولكنها ربما سوف تكون غير ذات نفع حقيقي في غزة. الصهاينة اليمينيون لا يمتلكون خططا معقدة على نحو خاص بالنسبة لغزة. الخطة الوحيدة الحقيقية هي تقسيم غزة والضفة الغربية والمعاونة في تقديمها فيما بعد للملك عبد الله ملك الاردن.
اعاد الصهاينة اليمينون احياء الخطط القديمة - التي تبناها جورج شولتز في اواخر الثمانينات -- لاستيلاء الاردن على الضفة الغربية. مثل هذه الخطة تقف بشكل جوهري كعلامة على نهاية الفكرة التي تنادي بدولة فلسطينية مستقلة.
اكثر ابطال هذه الفكرة بروزا هي مائيراف ورنزر - زوجها هو ديفيد ورزنز (انظر اعلاه). اعلنت ورنزر "تحولا في الاطار العام" في النيويورك صن في ١٧ يوليو:
"نحن نشهد انهيارا ليس فقط في خريطة الطريق وخطة فض الاشتباك ومفاهيم وضوح الرؤية ولكن انهيارا في اطار عام ظهر في ١٩٩٤ اثناء عملية اوسلو. استند اساس هذا الاطار في فكرة ان افضل حل للمشكلة الفلسطينية كان هو خلق دولة ثالثة بالتوازي مع اسرائيل والاردن داخل حدود انتداب عصبة الامم لفلسطين ما بين الحربين. حتى اوسلو، كانت الاردن واسرائيل والولايات المتحدة كلهم يكررون علنا ان دولة فلسطينية مستقلة تمثل خطرا على مصالحهم القومية...
"من سبتمبر ١٩٧٠ حتى سبتمبر ١٩٩٣، كان مفهوما بشكل عام في الاردن، وفي اسرائيل، وفي الغرب ان المسألة الفلسطينية المحلية من الاحسن شمولها في كوندومنيوم اردني اسرائيلي لعزل القضية عن امكانية افسادها بواسطة القوى الاقليمية الاعرض التي تسعى لاطلاق شرارة الحروب بين العرب واسرائيل تلك الحروب التي تلبي او تترجم الاطماع الامبراطورية".
هذه الخطة كانت تدور بين الدوائر اليمين الصهيوني. انظر، مثلا، مقالة الميدل ايست كوارترلي عدد مارس ٢٠٠٣، "استعادة طاقات تحالف الضفة الغربية والاردن".
"الانتصار الساحق لحماس في الانتخابات الفلسطينية البرلمانية الاخيرة هو اخر علامة على فشل السلطة الوطنية الفلسطينية. انهيار الضفة الغربية في فوضى مدنية وسيطرة الجهاديين عليها سوف يفرض اشكالية امنية ليس فقط على اسرائيل ولكن ايضا بالنسبة للاردن. انه سيناريو يحتل بشكل متنامي التفكير الاستراتيجي للحكومة الاردنية...
"الملك عبد الله ارسل باشارة الترحيب والاستعداد للانخراط في شئون الضفة الغربية مرة اخرى. في اكثر اشكال التدخل الاردني في الضفة الغربية معنى منذ يوليو ١٩٨٨، بدأ الملك عبد الله في مارس ٢٠٠٥ تجنيد متطوعين جدد لقوات بدر الامنية التي تخضع للنفوذ الاردني وتتمركز في قواعدها بالاردن (المعروفة ايضا بجيش التحرير الفلسطيني) لنشرها بشكل محتمل في الضفة الغربية...
معروف البخيت، السفير الاردني لاسرائيل في هذا الوقت، ولاحقا، الوزير الاول في المملكة، اتم الصورة بقوله ان الحكومة الاردنية تأمل في لعب دور اكثر نشاطا في الضفة الغربية...
"تظهر القيادة في الاردن استعدادها بشكل متزايد للعب دورا مباشرا ..."
تاريخيا، فكرة السيطرة الاردنية على الضفة الغربية كانت تشعل الشكوك -- على الاقل -- بين الانظمة المجاورة. لماذا يعتقد الصهاينة اليمينيون ان هذه الفكرة لديها حظوظا افضل اليوم؟
"صدام حسين قد مضى، والنفوذ العراقي يترنح متألما بمشاكله الخاصة. الانتقاد الدولي للنظام السوري في اعقاب مقتل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري قد خصم من النفوذ السوري. انشغال السعودية بالقاعدة وخلافات وراثة العرش داخل العائلة المالكة قد خصمت هي ايضا من استعداد الرياض لتولي مسئوليات زعامة سياسية. السلطة الفلسطينية، ايضا، ربما تقبل بدور اردني. يحافظ عباس على روابط وثيقة بالملك عبد الله ويحتفظ بمسكن في عمان. لدى الاردن كثير من الفرص للعب دورا عربيا قائدا في الضفة الغربية اكثر من اي وقت اخر منذ فض اشتباكها عام ١٩٨٨ و، ربما، منذ ان كان عبد الله الاول في اوج نشاطه في الثلاثينات من القرن الماضي".
امنيات، ربما. ولكن ليس من غير المهم ان نعرف بالضبط اي نوع من "التفكير" اليمين الصهيوني يفكر فيه هذه الايام.
اخيرا، الصهاينة اليمينيون تقريبا بالتأكيد يأملون في ان العمليات الناجحة التي تستهدف اضعاف حزب الله سوف تزيد من عزلة ايران وتترك النظام الايراني الحالي بلا مقاومة ضد نوع ما من الحملات العسكرية (بشكل اولي ضربات الطيران) و/او تغييرا في النظام.
في كل تلك المساعي، سوف يجد الصهاينة اليمينيون ان لديهم حلفاء اقوياء في المنطقة ("المسئولون" العرب) وفي واشنطن (اللوبي العربي اليميني) -- نفس الناس الذين عملوا بشكل واعي وقصدي باذلين اقصى طاقاتهم ضدهم اثناء احداث الفصل الاول.
هؤلاء الذين يجدون العزاء في حقيقة ان اللوبي العربي اليميني امثال جيمس اكينز، سفير الولايات المتحدة السابق في العربية السعودية، يتهجم على الصهاينة اليمينيين وعلى الحرب في العراق سوف يخيب املهم بحرقة لو توقعوا انشقاقا مثل هذا في مجريات احداث الفصل الثاني.
اكينز، مثلا، انضم الى القوى مع الصهاينة اليمينيين كمؤسس مشارك في "لجنة السياسة الايرانية"، وهي جماعة ترى ايران "التهديد الاولي ضد الولايات المتحدة وحلفاءها" ويفضلون تغيير النظام في طهران.
لاحظ جيدا: ظهور محور الصهاينة اليمينيين/اللوبي العربي اليميني الجديد ضد ايران سوف يعني تقريبا بالتأكيد ان الانشقاق - الذي يسر له اللوبي العربي اليميني اثناء الفصل الاول - سوف يبرهن على انه سوف يصبح اكثر صعوبة اثناء الفصل الثاني. مناهضو الامبريالية سوف يكون عليهم ان يتعلموا السير في طريقهم، دون الاعتماد على عكاز اللوبي العربي اليميني.

علان العلانى said...

متابعات
1/2/07

محاولات احتواء العالم العربي هل اشرفت علي الاكتمال؟
د. محي الدين عميمور

01/02/2007

عندما تواجهني أحداث معينة أحس بأن عليّ أن أعود بالذاكرة الي الخلف، كسائق سيارة ينظر في مرآة عاكسة، لأستعرض أحداثا سابقة، أراها جزءا من المخطط الذي يستهدف الأمة، ماضيا وحاضرا ومستقبلا.
ولن أضيع وقتا في تأكيد نظرية المؤامرة، التي يخدعنا البعض عندما يحاول اقناعنا بالترفع عنها، في حين أنها واقع يكاد يفقأ الأعين منذ سايكس ـ بيكو ومرورا بما سُمّي ثورة عربية كبري، وهي لم تكن ثورة ولا عربية وان كانت نتائجها كوبرا .
ولن أتوقف عند الخطة ألفا التي أشــــار لها هيكل في حديثه الأسبق، والتي طورها ايزنهاور الي نظـــرية فراغ الشرق الأوسط، الذي ألقت العناية الالهية علي واشنطن مهمة ملئه.
ولن أتوقف عند أحداث الخمسينيات والستينيات التي جرت فيها عدة محاولات لنسف كل امكانية لقيام تضامن عربي يواجه التحدي الذي أحدثه زرع اسرائيل في المنطقة، ومن بينها الوحدة المصرية ـ السورية.
كل ذلك معروف، وأعتبرهُ المرحلة الأولي لمحاولة احتواء العالم العربي والتي اختتمت بهزيمة 1967، وهي هزيمة مريرة كان الأمر المدهش فيما يتعلق بها أنها كانت بداية لما كان يمكن أن يكون صحوة جديدة، تجلت في استرجاع قيادة سياسية عربية لصلاحياتها كاملة لتخوض حرب الاستنزاف، ولتستعد جديا لكي يُسترجع بالقوة ما أخذ بالقوة، وهو ما تجسد في مجموعة الخطط العسكرية التي حملت اسم المآذن العالية وبدر وغرانيت الخ.
لكن ما أزعم أنه جدير بالانتباه هو ما عرفته السبعينيات، والذي أعتبره المرحلة الثانية التي أدركت فيها القوي المعادية للأمة العربية أن الهزيمة الحقيقية للأمة تحتاج الي نصر يؤدي الي الاسترخاء السياسي والرخاء الاقتصادي الانتقائي، الذي يقود الي نشوء طبقات طفيلية تكون القاعدة الحقيقية للنفوذ الأجنبي في المنطقة.
وأعتذر هنا اذا اضطررت الي اجترار بعض ما قلته في الثمانينيات، وموجزه، باختصار شديد، أن منتصف السبعينيات شهد مجموعة أحداث لا يمكن أن يكون اجتماعها وتتاليها مجرد مصادفة، خصوصا وأن ما ترتب عليها قادنا الي الوضعية التي نعيشها اليوم، ومع التذكير بالدور الرئيس لعزيزي هنري كيسنجر.
وهكذا تم فتح قناة السويس للملاحة البحرية بعد أن جري تطهيرها، وهو ما كان محور رسالة حملتها من الرئيس أنور السادات الي الرئيس هواري بو مدين.
وللتذكير، فان هناك من كان يتصور أن بقاء القناة مغلقة في وجه الملاحة الدولية هو ورقة يمكنها أن تستعملها لارغام الغرب، الذي كان يُعاني من دوران سفنه حول رأس الرجاء الصالح، علي ممارسة ضغوط علي اسرائيل لانتزاع أكثر ما يُمكن انتزاعه من حقوق عربية.
وقال لي السادات حرفيا : يا بني، قل للأخ أبو مدين بأن تطهير القناة هو قرار مصري أما فتحها للملاحة فهو قرار عربي ، ونقلتُ ذلك بالفعل الي الرئيس وأحسست بأنه لم يكن مطمئنا تماما، وتأكد ذلك عندما فتحت القناة.
وعرف نفس العام توقيع الاتفاقية الثانية لفك الاشتباك علي الجبهة المصرية ـ الاسرائيلية، ويتذكر الكثيرون ما نقل عن ذلك من تفاصيل كان من أشدها ايلاما ما قيل عن دموع حاول المشير الجمسي رحمه الله أن يخفيها خلال المباحثات مع الجانب الاسرائيلي.
وكانت الاتفاقية، في نظر كثيرين، خطوة نحو الاتفاق المنفرد مع اسرائيل والذي وُقع قبل أن تنتهي العشرية في كامب دافيد، بعد الزيارة التي قام بها الرئيس المصري الي القدس المحتلة في تشرين الثاني (نوفمبر) 1977.
وعرف نفس العام اغتيال العاهل السعودي فيصل بن عبد العزيز، والذي كان يزعج كيسنجر بالحديث عن أمله في أداء الصلاة ببيت المقدس، المتحرر من الوجود الاسرائيلي بالطبع، كما عرف تدهور الأوضاع في المغرب العربي الذي كان عمقا طبيعيا للمشرق العربي، وذلك بانفجار مفاجئ لقضية الصحراء الغربية، وبغض النظر عن تأثير الغياب النهائي للجنرال فرانكو علي تسارع الأحداث وعن دور أطراف عربية في صب الزيت علي النار.
وفي نفس العام انفجرت الحرب الأهلية في لبنان، وهو ما كان نقطة البداية في سلسلة من التطورات المأساوية التي وضعت بذرتها قبل ذلك في 1958 بتمويل من الحكم العراقي وبقيادة الرئيس اللبناني الراحل كميل شمعون.
وقبل أن أتوقف أكثر عند لبنان أذكر بأن تلك المرحلة في السبعينيات عرفت استغلال الجشع السياسي عند الرئيس الصومالي الراحل زياد بري، حيث دُفع به الي أتون الحرب مع اثيوبيا، وذلك في محاولة أخري للمطالبة بحقوق تاريخية كان هدفها الحقيقي تضييق الخناق علي نظام منغستو هايلي مريام اليساري، أي أن الأمر كان جزءا اخر من المخطط الأمريكي لعزل الكتلة الاشتراكية وكل من يرتبط بها.
وقبل أن تنتهي السبعينيات كان والد القنبلة النووية الاسلامية، الرئيس ذو الفقار علي بهوتو، قد عُزل ثم قتل علي يد الجنرال ضياء الحق، الذي كان قد عمل لسنوات في الأردن، ثم انتقل الرئيس الجزائري هواري بو مدين الي رحاب الله في ظروف ما زال الكثيرون يتساءلون حولها، ثم وقعت موسكو في الفخ الأفغاني، وهو ما كان الرئيس الشاذلي بن جديد قد حذر منه الرئيس ليونيد بريجنيف في لقاء شاركت فيه. وربما كان الحدث الوحيد الذي فوجئت به مخابر لعبة الأمم هو سقوط شاه ايران، وقيام الثورة الاسلامية في ايران. وانتهي العقد بقيام الحرب العراقية ـ الايرانية بتعاطف مع العراق من كل الدول العربية، باستثناء سورية والجزائر علي ما أذكر.
وانتهي عقد الثمانينيات بغزو الكويت الذي ما زال الكثيرون يرونه فخا وقع فيه الرئيس العراقي السابق ثم غُلّقت دونه الأبواب باستبعاد الحلّ العربي الذي كان هناك من يراه أمرا ممكنا قبل مؤتمر القمة العربية المشهور في الاسكندرية، وكان ذلك ايذانا ببداية مرحلة جديدة وصلت الي ذروتها باحتلال العراق، ثم قيام حرب أهلية طائفية زاد من حدتها الأسلوب الذي أعدم به صدام حُسين، والذي كادت آثاره أن تلقي بظلالها علي أوضاع لبنان، لتخلق فتنة سنية ـ شيعية يمكن أن تتلوها فتنة دينية بين المسلمين والمسيحيين.
هذا كله يجب أن يكون في الذاكرة عند استعراض أحداث بيروت الخميس الماضي، بعد نجاح الاضراب في اليوم الذي أسماه البعض ظلما الثلاثاء الأسود.
وبداية أسجل للجيش اللبناني أنه كان العنصر الرئيسي في حماية لبنان من فتنة عمل لها البعض بماكيافيللية يخجل منها ماكيافيللي نفسه.
وحرص الجيش علي ألاّ يتعامل مع الأحداث بوصفها انتفاضة تترجم هياج شارع فقد بوصلـــته، بل واجه عملية اطلاق النار علي رجاله بحكمة نفت المسؤولية ضمنيا عن الطلبة، الذين انعكست عليهم وضعية توتر عاشها لبنان طويلا، وكان الموقف رسالة ضمنــية للسياسيين تقول بأن من يقدر علي هذا يقدر علي ذاك.
وتذكرت أحداث تشرين الاول (أكتوبر) 1988 في الجزائر، حيث أطلقــــت النار علي الجيش من عناصر مندــــسة كان هدفها استفزازه لخلق التــناقض الدمــــوي بينه وبــين الشعب، لتصل الي خلق تناقض أكثر دموية بين فئات الشعب نفــسه، وهو ما كان بداية لمرحلة دموية عطلت دور الجزائر العربي.
والمؤكد أن حالة الاحتقان التي عرفها لبنان وبيروت علي وجه التحديد جعلت من جامعتها العربية، التي تلتقي فيها عناصر تمثل اتجاهات متعددة، واجهة كلامية للتناقضات التي تعرفها الساحة.
وللمقارنة فان الجامعــــة الأمريكـــية لم تعرف توترا مشابها.
وقبل التساؤل عمّن أطلق النار علي عناصر الجيش لاستفزازه ولدفعه الي اطلاق النار علي الحشود بدون تمييز يجب التوقف عند الدور المتميز الذي قام به كل من سعد الدين الحريري وحسن نصر الله.
فقد برز الحريري كسياسي نفض عن كتفيه رداء الشاب المُرفه Play boy الذي حاولت أوضاع وجِهات أن تلصقه به، وتمكن بخطابه الهادئ الواعي من أن يكون تعبيرا حقيقيا عن السنّة السياسية في الشارع اللبناني.
لكن هذا ارتبط بغياب مُعيب للمرجعية السنية، التي لم يُسمع لها صوت أو يُلاحظ لها تحرك يوم الخميس، ثم راحت يوم الجمعة تتموقع، مرة أخري، في موقع الناطق باسم الحكومة، وهو ليس مكان أي مرجعية دينية.
أما السيد فقد تمكن من تجاوز المخلفات النفسية لعملية اعدام الرئيس العراقي السابق، والتي كان من أهم أهدافها، كما سبق أن قلت، خلق الفتنة بين الشيعة والسنة عبر الوطن العربي كله، وبدا الأمين العام لحزب الله في خطابه متكاملا مع الحريري ومنسجما معه، وأعتقد أن هذا من أهم انجازات الخميس، الذي كان البعض يراهن عليه لاحداث الشرخ النهائي.
وبدت الساحة اللبنانية ساحة وطنية واحدة تعرف اضطرابا ولكنها لا تعيش قطيعة.
ولكن، من أطلق النار؟
ولست أريد أن أستبق عملية التحقيق الجنائي التي طالب بها نصر الله لأنه يعرف جيدا أن شارعه، المنضبط تماما، لا يتحمل الوزر، تماما كشارع المستقبل الذي لم تعرف عنه محاولات مماثلة طوال مسيرته السياسية، لكن الاحتمال الأول يشير الي بعض الميليشيات القديمة التي تحاول أن تجد لنفسها مكانا علي الساحة السياسية، وخصوصا من كانوا، ولعلهم ما زالوا، حلفاء لاسرائيل التي يمكنها أن تبادر بعمليات تتصور أنها تخدم مصالحهم ومصالحها.
وهنا يجب أن نتوقف عند الصورة الهزلية التي ظهرت عليها زعامة تقليدية جعلتها، في تصوري، تفقد الكثير من بقايا وجودها السياسي المؤثر علي الساحة، ليبقي لها ما يمكن أن يُعبر عنه نفوذ الزعامات العشائرية، وكثير منها لا يتمتع بالاجماع المطلق.
ولقد بدا البيك أسير غيتو كراهية سورية بشكل أعطي للحكم السوري، وأيا كان تحفظــــنا علي الكثيــــر من ممارساته، الحق في التعامل مع الرجل كمجرد حاقد يجسد عقدة الذنب الناتجة عن الولاء القديم، المرتبطة باحساس عميق بالعجز عن متابعة الأحداث بعقلـــية السياسي المتمكن الذي يرتبط به رجاله علي أساس الاقتناع الفكري لا من منطلق الولاء القبلي.
ويطرح السؤال نفسه.
أين الشارع المسيحي في كل هذا؟
وأتصور أن العملية كلها كانت تستهدف احداث الفتنة في الشارع الاسلامي أساسا استنادا الي الشروخ التي أحدثتها جريمة قتل صدام حسين، ومن هنا فان الشارع المسيحي لم يكن طرفا بشكل مباشر في أحداث الخميس، وهكذا لم نسمع الجنرال عون تماما كما لم نسمع صوت بكركي ، وهو، في تصوري، أمر معقول جدا انطلاقا من طبيعة الأحداث، ومع تجاهل تصريحات جعجع يوم الجمعة، والتي كانت جدّ هادئة برغم استهدافه للجنرال واجتراره لقضية سلاح المقاومة.
ويبقي اليوم أن يتذكر اللبنانيون ما قاله الرئيس الياس سركيس من أنه لا يمكن أن يُحكم لبنان بنصف الشعب ضد النصف الآخر.

ہ كاتب من الجزائر




http://www.alquds.co.uk/ind
ex.asp?fname=today\31r018z.htm&storytitle=ffمحاولات%20احتواء%20العالم%20العربي%20هل%20اشرفت%20علي%20الاكتمال؟fff&storytitleb=د.%20محي%20الدين%20عميمور&storytitlec=