Thursday, December 28, 2006

تدوين --- ذكريات قديمة و حديثة للبيع


أعادت إلي قصة حقيبة والد الكاتب التركى أورهان باموق التي بنى عليها خطابه بمناسبة استلامه جائزة نوبل هذا العام ذكرى ما حدث معي منذ عدة سنوات، عندما كنت أقوم بمتابعة بعض الأعمال مما استوجب السفر إلى عاصمة عربية، واستدعت الإجراءات الروتينية إقامة أطول أتاحت لي الإنصات المباشر للأماكن والمواطن التاريخية والتماس الأثر لبقايا الوشم فى ظاهرالمكان وعبق باطنه، وصادف أمام الفندق الذي أقمت فيه مكتبة تعرفت على مديرها وسرعان ما وجدنا بيننا أصدقاء مشتركين من الكتاب والشعراء وفي أحد المرات كنت خارجا من المكتبة فاقترب مني شاب في العشرينيات من عمره عارضاً عليّ رزمة أوراق، لم استوعب الأمر وأخذتني انتباهة حرص وتوجس وعندما استعدت تقديري وتقييمي للأمر ونظرت إليه متسائلا فألح برزمة الأوراق، ظننته يعتقد أنها أشياء تخصني قد وجدها فقلت له هذه ليست أشيائي فأصر ملحا أنه يعلم ومد يده بالرزمة المطوية فأخذتها بطريقة آلية وفتحتها بعين على الأوراق وعين تلاحظه ووجدت مجموعة من الصور وقليل من الأوراق والخطابات ، تبدو الصور لأصدقاء فى رحلة تملأها البهجة وصور التقطت داخل أستديو تقليدى للتصوير، وكان هو أحد الشخصيات المكررة فى كل هذه الصور، مرة بزي تلك الدولة القومي ومرة بهندام عادي، سألته مباشرة: إنته ده؟ فقال: نعم. نظرت له وحزمت الصور والأوراق والخطابات في يدي وقد تكامل الحذر وتغلب على الدهشة، ظننته مصورا كهؤلاء الذين ينتشرون في الميادين فى مصر ولكنه لم يكن يحمل كاميرا،ظننته مخبولا أو مسطولا، نظرت حولي باحثا عن كاميرا خفية ثم سألته: هل تعرفني؟ قال لا، قلت له بصراحة مش فاهم؟ عاوز إيه يعني؟ فقال هذه صور للبيع، ويبدو أن مدير المكتبة لاحظ ما يدور وخرج متسائلا ولكني أبديت له شكري وأومأت له برأسي أن لا حاجة لتدخله، وأخذت الشاب جانبا إلا أني لاحظت أن مدير المكتبة ظل واقفا من داخل المكتبة يتابع الأمر—سألت الشاب لماذا تعتقد أنني من الممكن أن أشتري هذه الصور؟ نظر إلي وبدا كأنه يفكر ولكن لم يجب قلت له بقصد استنطاقه: طيب والأوراق دي أعمل بيها إيه؟ ظل ناظرا إليّ وكأنني أساومه على سعر واستدركت سريعا أن الشاب قد يكون وجد فى ذلك أسلوبا مبتكرا لطلب المساعدة المالية، ارتحت لذلك التفسير ووضعت يدي في جيبي وقمت بإعطائه رزمة الصور والأوراق بيد وما أمكنني الاستغناء عنه حينها باليد الأخرى متعجبا ومقدرا في نفس الآن للوسيلة ولكن المدهش أنه أخذ ما أعطيته له من مال وأعاد لي رزمة الأوراق والصور بإباء وأصرار عجيب لا راد له، مستنكرا فعلي ونافيا عن نفسه التسول، وتاركا إياهم فى يدي، وذهب وبقيت فى حيرة من أمري، وظللت طيلة وجودي فى تلك العاصمة أقلب فى مجموعة الصورالكثيرة وأحاول قراءة ما يمكن أن يقرأ منها، كانت صورا له فى أعمار مختلفة، وهو طفل ثم صبي ثم شاب، مع عائلته وأصدقائه وزملائه، أوراق بها رسائل منه يرد بها على رسائل وصلته ويبدو انه كتبها ولم يرسلها، إلى جانب بعض محاولات الكتابة بين النثر والشعرالمقفى عن قرية له على الطريق للمدينة يبدو أنها قريته، المهم أصبحت فى كل مرة أخرج فيها آخذا معي رزمة الأوراق بعد أن وضعتها فى مظروف كبير متوقعا مصادفته في نفس المكان بعدما تأكدت أنه غريب من صاحب المكتبة الذي أعطيته صورة من الصور الواضحة لذلك الشاب وطلبت منه أن يسأل عنه البائعين الجائلين فى المكان وقد تعرف أحدهم عليه قائلا أنه أمضى يومين يتسكع في وسط المدينة ولكنه كان غريبا عنها، وبقيت ما تبقى من مدة أتأمل أحيانا في رزمة هذا الشاب وكل الدوافع المحتملة لفعلته العجيبة: السذاجة-الخبل-الحاجة-الدهاء-النصب-الجنون-التسول. بعدما انتهت الإجراءات، ودعت الأصدقاء ومنهم صاحب المكتبة وتركت معه المظروف الكبير برجاء إعادته للشاب إذا ظهر مرة أخرى ومساعدته إن أمكن-- لقد باع لي هذا الشاب فى الحقيقة مسألة للتأمل انتقلت من ذكرياته الخاصة لتصبح سؤالا حيا على هامش الذاكرة لم أحاول أبدا بعد ذلك أن أحاصره بالبحث له عن أسباب.

22 comments:

Anonymous said...

استاذى العزيز
ذكريات للبيع

عندما تتحول الذكريات الشخصية الكامنة فى عقل انسانو المتجسدة فى شىء مادى يحمل قيمة معينة قد تكون غالية او رخيصة الا انها ملك صاحبها وحده الى سلعة يمكن ان يٌفرط فيها بالبيع فهذا امر غريب
قد استسيغه كما فى قصة الحقيبة لانها تحمل معانى مختلفة
قد تحمل فكر ارث ينقله اب لابنه
او مطالبة من الاب لابنه ان يعيد رسم فكرة مختلفة عنه لم يكن يعرفها الابن ولن يعرفها الا من خلال المخطوطات والدفاتر

قد اقتنع بفكرة الحقيبة معتمدة على اهمية هذه الذكريات من اب لابنه
لكن لا اكاد استوعب ماذا تعنى ذكريات شخص مجهول لى
وكيف كان يفكر عندما فرط فيها
هل كان يفرط فى شئ مهم من وجهة نظره دون اى اعتبار لمدى اهميته لك
هل تعمد ان يجعل من نفسه ذكرى فى حياتك وكيف له ان يعرف ان هذا قد يحيرك
كيف من الاساس كان اختياره
توارد الى ذهنى الكثير من الاسئلة تبدأ بكيف
لكن فى النهاية وجدت ان حتى الاجابة عليها لن تبقى منها عندى غير ذكرى

فمن مذكراته الى هامش ذاكرتك الى فكرة تدوينة لتنتهى عندى بذكرى يوما ما سوف استرجعها كما استرجعتها انت

استاذى العزيز
قد تبدو اشياء كثيرة فى حياتنا يكتنفها الغموض قد تبقى هكذا وقد تٌفك شفراتها بمحض الصدفة

استاذى الغالى
لا يسعنى الان ونحن نسقط الاوراق الاخيرة من عام 2006 الا ان ابلغك تقديرى وتحياتى
وتهنئة بعام جديد وعيد مبارك سعيد عليك وعلى اسرتك واحبائك

بعدك على بالى said...

فى زمن البيع كل شىء قابل للمساومه حتى الذكريات.. تاريخنا، الماضى..
وهذا الشاب لم يجد شيئا تبقى لديه يستطيع بيعه والتعاش منه، لم تبق له الا الذكريات والتى يدرك بالطبع انه لاسعر لها،،، الغريب والعجيب فى الوقت ذاته انه اختارك انت تحديدا،
فلماذا وكيف و... كلها تساؤلات ستظل معلقة...

تحياتى وكل عام وانت بخير وصحة وسلام وفى امان....

قارئة said...

يطل بائع ذكرياته من التدوينة وكأنه آتيا من فضاء اللا معقول، ولأننا لا ننفك أبدا عن اقتفاء السبب والمسبب نحتجب عمدا أو غفلة عن رمزية الواقع، فقد دأبنا على أن نقتات المتروك من المعرفة كما يسميها واياوي لدى علان العلانى فلا نتعرف على الرمز إلا إذا قابلناه حيث نتوقعه في الرواية أو الشعروليس في تدوين الذكريات وتسجيل الوقائع، وكأن الحدث والفعل الإنساني ليس علامة في حد ذاته (تلك الكلمة المفضلة عند علان العلانى) تشتبك مع علامات أخرى مشكلة لغة يحاول تأويلها كل من يتأملون بصدق في النفس البشرية والمجتمع الإنساني. والذكريات المعروضة كسلعة ليست فقط تلك التي جاء بها الشاب القروي للبيع في المدينة لأحد السياح بل هي ذكريات علان نفسها عن تلك الواقعة ولأن لعلان العلاني دائما مآرب أخرى في قصصه(والتي تأتي عادة دون مقدمات، وكان غموض هدفها يستفذني في الماضي حتى تعودت على عادته الصوفية في ضرب المثال وترك التأويل)، أظن أن مأربه الآخرأن يثير سؤالا حول التدوين، ذلك العالم الذي يعرض فيه الآن عوام البشر(والإحالة لعلان) وخواصهم ذكرياتهم وصورهم وأفكارهم دون التقيد بأشكال وأنواع مألوفة من الكتابة. وليس القصد بالطبع البيع والشراء بمعناه المألوف بل بعض القصد أن نجد نحن من يجد في بعض ما يخصنا ما له قيمة لعلنا نشعر بقيمة وجودنا في فضاء آخر جديد علينا، وهناك بالطبع من يبيع على الحقيقة و يسوق نفسه أو بضاعته، وفي كل الأحوال نحن في عالم التدوين نكون قد دخلنا المعرض بصورة أو بأخرى وفي المعرض أو أمام الفندق قد نجد من يكترث بنا أو يشعر أن لما نحمله من عمر وذكريات وكلمات شي من الأهمية، وقد ندخل التاريخ يوما إذا ما صادفنا كاتب مشهور وأصبحنا قصة لديه أو جزءا من تاريخ التدوين لعلنا نلحق باُثر من ذاك الخلود الذي ظل طويلا حكرا على الأدباء والفنانين والأبطال والأشرار الذين نوهبهم الحياة مجددا كلما تذكرناهم، لعلنا إذا بثثنا أنفسنا في تدوينات وتعليقات نصبح كحقيبة والد أورهان باموك قد نفتح ونجد من يتذكرنا بعد أن نرجع من حيث جئنا.

علان العلاني أعتذرإن كنت قد تأولت قصدك فأخطأت أو حتى أصبت ولعلك إن وبختني قد أتعظ وأكف عن التعليق العلني
.

Anonymous said...

مستنكرا فعلي ونافيا عن نفسه التسول




اخشى ان نكون جميعا في شارع التسول الادبي نتسول تعليق او استحسان او حتى نقد

احييك

===
كل سنة و انت بخير

علان العلانى said...

العزيزة توتا
كل عام وأنت بخير ومن تحبين ومن يحبك، نعم أيتها العزيزة توتا هي الذاكرة والذكرى والذكريات ومولد النسيان، وفى مقولة أخرى تلك المساحة التى تفر وتتأبى على التقولب والإحاطة،فهل فعلها أورهان باموك؟هل استطاع أن يلبي شعورا ما بأن يقول شيئا خاصا جدا بصورة عادية جدا مرة أخرى فى قالب آخر، فإذا كانت حقيبة والد أورهان تمثل الرغبة في التواصل والتراكم والامتداد وبشكل ما الخلود كما يشير ميلان كونديرا فى روايته المسماه بهذا الأسم، عندما بدأت التدوين قلت لك ---

تربكني البدايات ربما لأنها تستدعي الطفولة فينفجرالحنين لصبابة البراءة وكل انفتاحها المنفلت من عتامة الانتباه ولكن كيف الهروب من الزمن دون التلاشى ولعل الارتباك ليس إلا محاولة لزحزحة البدايات الحزينة فنحن قوم نحب الفأل وإن كان الأساس واليقين في الرضا، ورغم كل هذا تنتحب الحروف داخل الكلمات عندما يتلبسها المعنى وتتنزل من عالم الحياد إلى عالم الناس وتعتقل داخل جمل لا يرحمها تأويل ولايكافئها فعل، بين الكتابة والألم علاقة لا تحتاج لتفسير لإنها دائما خارج النص،وكذلك فإن هذا الشاب برزمة أوراقه كان يمثل نوعا غامضا من الانقطاع والانفصال خارج النص ولكن تلبسه المعنى وتنزل من عالم الحياد إلى عالم التواصل

أنا وأنت دمعتان مهملتان
بين الألم والبسمة
أو لوحة مطموسةالأطراف
ممحوة الرسمة

أتذكر دائما تلك النظرة الزائغة بين التماسك والانهيار—كان ما حدث يتمثل لي وكأنه شطحة منطلقة من درويش فى خاطرة وجد ربما تذكرت حينها موقف بشر الحافى*
عزيزتى توتا
الصدفة لها قانونها الرياضي والفلسفي ولكن هناك من الأحداث ما يمثل في حد ذاته شفرة نادرة داخل كل منا نحاول دائما ألا نخضعه لقانون التواصل الخارجي ولكن في بعض الأحيان تستدعي الرؤية المعنى فقد كنت فى هذه التدوينة اريد أن أتكلم عن سلطة النشر داخل عالم التدوين وبعدما وضعت الخطوط العامة تسللت هذه القصة واستولت على التدوينة فهل هناك علاقة بين هذا وذاك؟ أصدقك القول نعم ربما هو الإحساس بأن التدوين يجب ان يكون له خصوصية الامتناع عن التكوين، يجب أن يظل فى حالة سيولة لكى لا تضيق فضاءاته، يجب أن يهرب من سلطة الكتابة.

لك كل التقدير والتمنيات بالخير والسلام وخالص التحية لأسرتك الكريمة وكل محبيك
---------------------------------
* أبو نصر،بشر بن الحارث،كان قد طلب الحديث،وسمع سماعا كثيرا،ثم مال إلى التصوف، ومشى يوما فى السوق، فأفزعه الناس،فخلع نعليه،ووضعهما تحت ابطيه،وانطلق يجرى في الرمضاء،فلم يدركه أحد،وكان ذلك سنة سبع وعشرين ومائتين- هامش فى قصيدة لصلاح عبد الصبور بأسم/مذكرات الصوفي بشر الحافي—من ديوان أحلام الفارس القديم/الكراسة الرابعة

علان العلانى said...

الفاضلة بعدك على بالى

لقد كان سؤالك لماذ أنا؟ هو السؤال الأول الذى سيطر على تفكيري بعد ذهاب الشاب مباشرة واستمر السؤال يتحول والاحتمالات تتوالى ولكني فى النهاية انتبهت أن الاختيار كان من كلانا وأنقذتنى التجارة من الحيرة كما انقذتنى من قبل من حرفة الأدب ببساطة لا أعرف إن كان الشاب قد عرض تلك" البضاعة" على أحد قبلي ولكن قد يكون فعل ولم يجد زبونا لها فقد كانت مزجاه أو لم يجد سعر يرضى به، فالشاب كان فى منتصف اليأس وكما تعلمين عزيزتي التجارة بائع ومشترى والعقد شريعة المتعاقدين، لقد وجد الشاب زبونا أو " مغفلا" في رؤية أخرى أو من انتبه الى قيمة من نوع خاص غامض فى تلك الذ كرى المتراكمة لأكثر من عشرين عاما أصبحت كل ما تبقى من ماض ضاغط ومكبل، لقد كانت فى الحقيقة " نظرة عينيه" التي تستعصي على الكتابة بين الكبرياء من جهة واليأس والرجاء من جهة أخرى وكأنها تقول هل هو أنت لعل ذاك ما جعلني أنهي الأمر سريعا، ولكن فى النهاية كان الموقف برمته نوعا من أنواع التواصل النادر والخاطف كما هو الحال فى التدوين نتواصل عبر النصوص، أحيانا أشعر فى التدوين بروح المدون بمعاناته في محاولاته للهروب من خطاب المركز، فالتدوين ثقافة الهامش ويجب أن يظل كذلك وإن زاحمونا فى الهامش فلتكن الفضاءات فوق المركز والهامش وبينهما هى الأفق اللانهائى الذي نحدق منه على المركز والهامش نفسه



لك التحية والسلام والتقدير
وقبل ذلك وبعده الاحترام

علان العلانى said...

قارئة

فى نهاية تعليقك الأخير في مدونة- الخيط والأبرة- كانت أخر كلمات تعليقك هي تلك الإحالة –لمن يتفكرون أن العقل مهما اجتهد مقيد ادراكة باللغة والثقافة والتاريخ والخطاب السائد الذى يتشكل بين هذه الأبعاد الثلاثة وها أنت تعودين بنا إلى بداية المعنى! فبين ربط التأويل بقاموس المدونة ومفاهيم واياوي مما يعيدنا لما قبل المكاشفة—حال الصبر عندما يستغلق الخطاب فقد كان حد الصبر الأول المجىء بـ "شيئا إمراً" إمراً أي عجبا، وكان التعلل –بلا تؤاخذنى إذا نسيت- والنسيان الترك وهو غيرالمتروك، ولكن هناك إدراك لصعوبة الشرط—لا ترهقنى من أمري عسرا- هذا وقد كان حد الصبر الثاني هو المجيء بـ" شيئا نكراً" أي فعلت فعلا غير معروف وهو الدرجة الأشد من العجب لذا فقد نفذ المعنى من باب الحال فأيا كان غرض البائع الشاب فقد كان هناك فائض معنى يتسع لكل تأويل ممكن، أما فى الإطار الأكبر فالشباب هو الداء والدواء لإن ما يجري في الحاضر يشكل زمنه النازف بالأساس، فقد تحول الشباب على سبيل المثال فى عالم الأدب إلى إسم على غير مسمى بعد اختلال الزمن وتجمده في خطاب المركز- فقد يشتعل الرأس شيبا ويوهن العظم فى جيل كامل ويظل يُطلق عليه جيل الأدباء الشبان حتى أنني قد تندرت مرة مع أحد النقاد غيرالشبان قائلا لقد أصبح جيل "الأدباء الصلعان" و لقد طافت بذهني حينها رواية المجموعة القصصية" النداهة" ليوسف أدريس و تلك الحتمية الاجتماعية بين المركز والهامش وتصورها داخل خطاب الستينيات وتوحش المركز وقابلية الهامش للانصهار، فبين العواصم العربية مسافات زمنية أيضا
وبعد سيدتي الفاضلة ... الحوار بيننا لم ينقطع منذ سنين وحوار النصوص بيننا أحيانا يتداخل في ضفاف أخرى للحوار، أقدر اهتمامك وأعرف مدى انشغالك وأعجز عن الشكر لما تثري به الحوار من رؤية ولما تضيئي به المعنى من كشف ولكن أعتب عليك هذا الاعتذار ووضع عامي مثلي في مالايجوز من توبيخ العلماء لقد تركتني كما يقول الشاعر

تركتني اليوم في خجلة – أموت مرارا وأحيا مرارا
وأعلم أنى إذا ما اعتذرت—إليك أراد اعتذارى اعتذارا

كل عام وأنت كما تحبي وترضي ويرضى لك مسبب الأسباب

علان العلانى said...

سمباتيك

كل عام وانت بخير وسلام

لا تخشي سيدتى وحاشاك من التسول الا مما تشتهى مما يأكل الأصدقاء فهذا من مواد الدستور فى عالمك التدويني"قل لي بتأكل اية أقولك هات حته" وعلى أية حال مجرد وجود هذا الصوت عميق الود شفيف المشافهة هو عطاء في عالم التدوين وبالتأكيد" ليس--على الهامش" أما التسول من عالم الأدب فيحضرني مثل "أيش تأخذ الريح من البلاط " وهل كان لفاقد الشىء ان يعطيه فعالم الأدب يعانى من " قلة الأدب " و"كثرة النقض وليس النقد"

عندما أتأمل فى قصيدة الطيور لأمل دنقل

رفرف
فليس أمامك
والبشرالمستبيحون والمستباحون :صاحون
ليس أمامك غير الفرار
الفرار الذى يتجدد – كل صباح

أجد ان هذا يناسب رؤيتى للتدوين وهى رؤية لابد وان تجعل يد المدون هى العليا ففي التدوين بعض مما فى الزهد وان لم يخلو من الرياء ، والزهد أن تزهد فيما تملك، يقول جيمس بوزيل " موضوعي المفضل هو أنا شخصيا " فهل أخطأ الرجل فى حق أحد--- هنا التأويل وتشظي المعنى فعندما تنكرك المدينة لايتبقى لك من التماسك إلا ما يلتصق بذاتك ولا يتبقى منها الاما تحيط به الذاكرة فإذا كا ن تعليقك ينشد المعنى فيما قال الشاب فالشاب كان فى منتصف المسافة بين التماسك والانهيار وهذا يرتبط بما لم يعرضه للبيع لاته لا يملكه وهو المساحة المتبقية من ادراكه بحقيقة ما يقوم به، وإن كانت الخشية استشرافا للقادم
ففى نهاية قصيدة أمل ما يكفى للانتباه

والطيورالتى أقعدتها مخالطة الناس
مرت طمأنينة العيش فوق مناسرها
فانتخت
وبأعينها — فارتخت
وارتضت أن تقاقىء حول الطعام المتاح
ما الذى يتبقى لها — غير سكينة الذبح
غير انتظار النهاية
إن اليد الآدمية — واهبة القمح
تعرف كيف تسن السلاح

تحية موصولة باحترام وشكر

بعدك على بالى said...

استاذنا الفاضل
عوده للنص...
لااختلف حول تفسيرك ولكننى لازلت مهمومه اكثر بفكرة بيع الذاكرة، بيع التاريخ، ومجددا لماذا انت تحديدا؟؟؟
فعن نفسى أؤمن بالقدر وما كتبته انت هو فعلا ما توقعته
"لقد كانت فى الحقيقة " نظرة عينيه" التي تستعصي على الكتابة بين الكبرياء من جهة واليأس والرجاء من جهة أخرى وكأنها تقول هل هو أنت لعل ذاك ما جعلني أنهي الأمر سريعا،"

لقد توقعت هذا، بعيدا عن الفكرة الاصليه للنص او ماقد يكون بين سطورك من رؤى اعمق من حدود الحكاية أو حول بيع التاريخ والذكريات كما فهمت وربما اكون مخطئة، ولكننى كنت شغوفه اكثر بما تفضلت واوضحته، فكثيرا ما يضعنا القدر فى محكات لا نفهمها وتظل الاسئلة فيهامعلقة لماذا نحن تحديدا؟ لماذا هذا التواصل النادر والخاطف كما رأيت او بتوصيف أدق كما تحسسته وهو مالايتحسسه غيرك او لا يدركه بفرض وجوده فى نفس المحك، لماذالم تراه كعابر سبيل متسول وهو ماقد يراه أى شخص أخر، لماذا توقفت أمام نظرته الخاصة جدا والمعبره، وهو ما يحيلنا لقدرتك على التقاط مابين النصوص الى حد احساسك بمعاناه من يدون ، وهو ما إستوقفنى كثيرا فى تعليقاتك التى تابعتها بشغف فى كثير من المدونات، وقدرتك المذهله على اختزال الكثير من الافكار فى عبارة واحده، بل احيانا تربط بين أكثر من بوست فى المدونه لتدلل على رايك وهى قدرة لا تتوافر كثيرا،كأسئلة كثيرة تمر بنا ، لايدركها الا البعض، بينما البعض الاخر يتجاهلونها او يسخرون منها،،،، وكثير لايفهمون..
اعتذر عن الاطالة وعن سذاجة الطرح، فانا اشعر بعجزى عن التوضيح، فعذرا احيانا ما تقف اللغة عاجزة عن ترجمة ما بداخلنا من افكار ورؤى

مجددا تحياتى لك ولهذا النص الذى يتجاوز حدود الحكاية لافق اخرى اكثر رحابة ستظل تداعبنا وتؤرقنا

كل الاحترام والتحية لك

ayman_elgendy said...

أخي ومعلمي علان

كل عام وانت بوافر الصحة والعافية وأسرتك الكريمة

أستعد الآن لكتابة مذكراتي مع بعض الصور لي وأصدقائي علي شاطيء المتوسط وقصور الرمال تذروها الرياح....هلا أشتريتها مني بأي ثمن كما فعلت مع ذلك الفتي؟؟!....لا داعي للتساؤل لماذا أختار صاحبنا الاستاذ علان يا (علي بالي)...فقانون الألتقاء والمصادفة أرقي وأعلي وأعقد من تدركه الكتابة والكلام

خالص تحياتي لك ولضيوفك الكرام

علان العلانى said...

الفاضلة بعدك على بالى

نعم هو ما سألت ونعم هو ما حذفت ونعم هو ما تركت وفى بعض هذا ما أرى فى التدوين وفى البداية هناك شىء جوهرى أرجو أن تسمحى لى بتوضيحه وهو أن هذه مدونتك ومرفأ من مرافىء الحوار لك، وأحب أن أحيي فيك اتساع الرؤية والصدق المدهش فى الحوار، وهذا التواصل الشفيف المتجاوز بحد الصدق قيود ونمطية التناول، يساعد عليه غياب الإسم والرسم ويعتمد على براحة ما يتشكل من معنى وما يتأصل من أثر، فى التعليق الأخير وفى الجزء الذى حذفت بسبب رهافة الذوق الراقي واستدراك الخاطر المنتبه النافذ، نعم فكل تكوين يصنع قالبه الذى يكون بدوره شكل والتعريف لابد له من حد بالرسم او بالفصل أو بهما معا، وهذا هو موضع الانتباه وثغرة السلطة، لهذا فإذا ورد فى التعليق على العزيزة توتا وعلى تعليقك سيدتى الفاضلة إشارة بإثبات بعض ملامح التدوين ففى التعليق على الدكتوره قارئه والأستاذه سمبتيك نفى لهذا الاثبات يقول-- اوكتفيوباز فى خطابه لجائزة نوبل عام 1990-- نحن نتابع الحداثة في تحولاتها التي لا تتوقف، ولكننا لا نتوصل أبدا إلى القبض عليها.. الحداثة هي اللحظة ذاتها، إنها ذلك الطائر الموجود في كل مكان ولا مكان، وعندما نريد أن نقبض عليه حيا فانه يفتح جناحيه ويطير متحولا الى قبضة من المقاطع والحروف". والتدوين ينتمى تاريخيا إلى ما بعد الحداثة التى تتأبى على بصمة الآثر نفسه هذا عن التدوين" فى ذاته" بالإحاله للمفهوم الهيدجرى ولكن أصبح الأن له نسخته التى نحن فيها، أصبح موجه لها ركاب ومشاهدين، ولعل أهم ما يميز التدوين أنه ظاهرة لاتحتاج إلى تأصيل أو تحويل *.

على سبيل المثال محمد بن عبد الجبار النفرى كان جوالا انطلق من العراق لا يمكث بأرض إذا عُرف في مكان تركه وهو لم يكتب نصوصه وإنما جمعها إبن أخت له وهو من قال "وارنى عن اسمى وإلا رأيته ولم ترني"، والإسم والرسم صنوان وفى غيابهما مجال أوسع للجوهر لهذا على سبيل المثال "بعدك على بالى" لاتشبه النساء فى غيابها أعمق من أن لا تشبه النساء فى حضورها، يقول فرنتس كفكا "الكتابة ضرب من الصلاة"، فى حين يقول مصطفى السعيد فى موسم الهجرة إلى الشمال—"ولكن إلى أن يرث المستضعفون الأرض ، وتسرح الجيوش، ويرعى الحمل آمنا بجوار الذئب، ويلعب الصبى كرة الماء مع التمساح فى النهر،إلي أن يأتي زمان السعادة والحب هذا، سأظل أنا أعبر عن نفسى بهذة الطريقة الملتوية وحين أصل لاهثا قمة الجبل وأغرس البيرق، ثم ألتقط أنفاسى وأستجم تلك يا سيدتى نشوة أعظم عندي من الحب،ومن السعادة".

أما عن مكدرات الأزمنة والأماكن وقاطنيها فيقول أبو العلاء
حوتنا شرور لاصلاح لمثلها---- -----فإن شذ منا صالح فهو نادر
وما فسدت أخلاقنا باختيارنا ----------– ولكن بأمر سببته المقادر
وفى الأصل غش والفروع توابع—وكيف وفاء النجل والأب غادر

يقول أبو حيان التوحيدى—"إن كنت من أهل الغصة، فتجرع بالتسليم مرارة الغصة ، وإن كنت من أهل المحنة فلا تنظر إلى المحنة، ولكن انظر إلى المنة فى المحنة"—فإذا كانت هذه كلها كتابات المركز* فالتدوين كما أراه يجب أن يكون مثل البرق يلمع حيث هو خارج الجهة ويختفى قبل ان يصل إلى أى أرض ، تخطفه العين ويخطفها، متخلصا ما أمكن فى حدود الوعي من سلطة الكتابة بالتخفى والبقاء خارج سجن الإسم والرسم ، ليسبق الوجود فيه الماهية فى لحظة الإنشاء، هذا عن المحذوف

وللحديث بقية

كل التقدير والتمنيات الطيبه
وقبل ذلك وبعده الاحترام
-------------------------
*التدوين ظهر داخل سياق متراكم من التواصل وإفراز لشبكة من الحقوق المتجذرة فى مجتمعات تطور فيها المجتمع المدنى وتطور معه هامش هذا المجتمع وعلى هوامش ما يسمى" بالعولمة"التي دخلناها بأطراف أصابعنا قد يكون من الملائم التفكر فى تحولات الأثر وما ترتب عليه بمحاولت صياغة بنية للتدوين حيث منابته وتأبيه عليها فالتدوين حدث أنتشر وهو يتشكل متخفف من قيود التكوين ولعل هذا هو سر الحميميه فيه وشفافيته ويبدو كنوع من الفن الناتج عن تراكم التطور فى علم من العلوم كما تطورالتصميم فى عالم المعمار
* يقول أورهان فى خطابه السابق الإشاره إليه
بدأت أتمرد، وأنا أنظر إلى حقيبة أبي، على واقع أن الكتابة بحرية وكما تنبع من ذاتنا، هي عمل يتوجب القيام به خفية عن المجتمع والدولة والشعب. وربما لهذا السبب، بصورة خاصة، شعرت بالحنق على أبي، لأنه لم يحمل الكتابة على محمل الجد بقدر ما فعلت.

علان العلانى said...

كل عام وأنت في خير حال

أدام الله عليك الأصدقاء والصداقة وأيضا متعة تكوين القصور على الرمال هدية متواضعة للريح علها تشفق على جناح هذا العصفور السجين الذى لاتريد أن تفك أسره أو تحطم جدرانه، يبدو يا أيمن أنك تاجر شاطر وسريع الانتباه لاحتياج السوق ولكن الذكريات لها خاصية الخمر وأغلاه المعتق وقيمته بقدر عدد سنوات تعتيقه ورغم هذا سوف ننظر فى اللقطة من صورها والخاطره من عبقها ونرى فلكل ذكرى شجونها ، أما عن الفاضلة "بعدك على بالى" فسؤالها لو تمعنت أخى العزيز أجابة فى صيغة سؤال وتلك طبيعة الفنان وهذا ليس منك ببعيد فالفنان ينتج السؤال ليقترب من المعنى

كان لغيابك حضور يا أيمن
كل الموده والتقدير

abu elleil said...

عزيزي علان العلاني
كل عام و أنت بخير
لا تزال تدوينتك هذه تشغل بالي, و ربما أبحث لنفسي عن المعادل "الفوزوي" لأتمكن من رؤية ذلك الشاب من زاوية أرتاح إلى منطقها, فوزي يبيع تاريخاً يمقته أو تاريخاً لم يعد ينتمي إليه أو حتى تاريخاُ يومن به ليشتري حاضراً.. و الحاضر في يده القرار, فإما يجد في تاريخ فوزي أسطورة, أو بعضاً من قيمة, أو يجد فيه مجرد هراء.. و الحاضر كثيراً ما ً ينجح في تحويل الأساطير إلى هراء,و كذلك ينجح في تحويل الهراء إلى أساطير.. و أليات السوق لا ترحم و تحتفظ بمنطقها العبثي في تلميع سلعة دون أخرى.. و حين يدخل التاريخ مصنعاً للصناعات التحويلية, فعليه أن يرضى بالنتيجة كيفما كانت.. و "بكرة ورقية" قد تكون أكثر نفعاً من مخطوط خطه حكيم أحمق أو أحمق حكيم, و ذكريات و هوامش إنسان قد تحتاج ورشة للحرف التقليدية, يدوية الصنع, بشرية الطابع لتنفض عنها الصدأ, أو تحتاج لدرج مغلق يحفظ كرامتها و حسب..
هل اشترى فوزي دواء بثمن ذكرياته؟
هل اشترى قميصاً؟
هل جلس في مطعم و تناول الكباب؟
هل اشترى كتاباً؟
أم تراه ابتاع هدية لحبيبته؟
و هل شعر بغصة ألم بعد ذلك؟ أم ابتسم بخبث قائلاً: لدي المزيد لأبيعه..
دعني أشكر فوزي لأنه اختارك تحديداً.. لتثير بداخلي كل هذا الانتباه!
محبتي..

علان العلانى said...

أبو الليل
العزيز الغالى


ترفتك زائرة فحـي خيالها - بيضاء تخلط بالجمال دلالها
قادت فوادك فاستقاد ومثلها - قاد القلوب الى الصبا فأمالها

بعيدا عن الذكرى—هل أقول مرحبا ولكن هل يرحب بالرجل فى داره فلم أشعر عندما تواصلت عبر نصوصك أننى انتقلت فى المكان ومنذ أول نص قرأته لك لم تختلط علي الرؤية أوتتشابة العلامة بأن هناك شىء له جذور عميقة تتلامس مع الفلاح الفصيح الذى يعرف كيف يتواصل مع الانقطاع ويخترع الأبدية تلك الكلمة الدائرة التى ليس لها حواف تشبكها فى مخالب زمن من الازمنة المتوالية فلا يطوعها إغراء الهوى ولا يغرقها الخطاب فى تنازعاته يعرف كيف ينشلها من الغرق بخبرة المجرب وحنكة الطبيب" معا" لتتماسك تماسك الجعران وتدهش الفصول وعندما يكون الزمن عاريا هكذا وقليل الحياء –والحياء هو انقباض النفس عن القبيح مخافة اللوم" لو يعلمون" وقديما قال مهموم بزمنه – أريدمن زمني ذا أن يبلغني-- ما ليس يبلغه فى نفسه الزمن

عذرا أيها الصديق العزيز إن كنت أسقط الزمان والجهة فى الحكي فذلك لأنه خير من أن أسجن المعنى فى العبارة لهذا لم أجد أى غضاضة فى عدم الالتزام بقوانين السياق وتراتبية الحروف المتشابكة مفوتا على الكلمات ادعاء القصد، نعم فوزى بيننا على الحقيقة والمجاز، هو زمن بين زمنين، هذا الذى ما بين الخمر والأمر، أو لحظة تثاؤب زمنية بين شهوة الحياة وسكين الوجود، نعم أفهم-- ففى حضرة من أهوى عبثت بى الأشواق، والرمز لما قرأ له، وكونك تستحضرالمعادل الفوزوي للرؤية أى تجعلها فوزوية فهذا انحياز للمعنى هنا، تعادل تلغيزالمعنى هناك ولعل هذا موطن من مواطن إحساسى بالتقدير لنصك "هناك / هنا" ويفسر لماذا الحديث هو حديث هوامش متراكمة بين الغياب والحضور وإن كان الحضور المباشر لم يكن بديلا للغياب بقدر ما كان نازعا لوجه الحضور غير المباشر ،ولهذا لم يكن غريبا أن يتموضع نصك هنا فى تلك المساحة "فى هذا الذى لم يعرضة الشاب للبيع لانه لا يملكه وهو المساحة المتبقية من أدراكه بحقيقة ما يقوم به" فإذا لم يكن لفعله الا هذا الحضور المباشر—لك—فهذا يوصل الربح لحد الربا و يزيد من إحساسى المستمر بأنه كان متفضل علي ويفسر هذا الإباء الذى الذى رافق إزاحته لرزمة الاوراق وهنا فإذا كان فوزى قد تكون فى عصر كامل من التمويه والركاكة فكيف له ومن أين ياتى بهذا التماسك؟
كيف له
والقدمان معلقتان بفخين
أعيانى الكر والفر
واجتازنى الخير والشر
أيسر تيسرت، حتى تعسرت ،حتى تعثرت
أيمن تيمنت ،حتى تيممت ،حتى تيتمت
أين المفر؟ أين المقر؟
للخفافيش اسمائها التى تتسمى بها
فلمن تتسمى إذا انتسب النور!
لهذا فتلك الاسئلة التى توالت أنت أعلم بها مني، فدل من أهوى يدل، جرت العادة أن يكون لأى نص نهاية ما ولكنى هنا وإحقاقا للمحبة فى نهاية نصك اتركه هكذا عند هذه النقطة ولن أقول ما تعرفه يقينا وسوف أذهب هناك لأرى ما هى مشكلة فوزى الأزلية مع البيض ومحاولاته المستمرة لاحتراف اللامعنى

علان العلانى said...

تواصلات
من "هناك" الى هنا

http://yakhya7a.blogspot.co
m/2007/01/blog-post_11.html#comments

عسكروصومالية

فى كلمات إن لم تكن النحت فكأنها هو، بدا التحديق فى مدونة الزمان" كأثر" داخل تدوينة، نحت: فى انتقالية صومالية--- كادت الصورة أن تغنى فيها عن أى تعليق ولكن" لولا الهوى لم ترق دمعا على طلل—ولاأرقت لذكر البان والعلم" أو كأنه ينادي (عطشان ياصبايا دلوني على السبيل---) قالت الطفلة حذائى مثقوب فقال لها فى أفريقيا "الناس" تموت من الجوع فقالت أنهم" هناك" ولكن أنا حذائى مثقوب "هنا"،

هناك اختلاف طفيف بعودة صور تحليق الطائرات وتلك الألعاب الفضائية القديمة ، نقط بيضاء تلمع فى الفضاء تتحرك كالنبض على أطراف القارةالمسكونة بالإيدز والمجاعات و أطفال الهياكل العظمية، وها هواستعراض دقة التصويب، أضواء تلمع كاحتفال أعياد الميلاد لكنها تنفجر مبتهجة فى الاتجاه المعاكس لا فى أجواء السماء، ليس المهم ماذا حدث "هناك" على الأرض ومن سحق ومن ذاب ومن تبخر، المهم "هنا" أن تفتح الدفاتر القديمة للرئيس"المفلس"— فى انتقالية إدارية ومطاردة من اعتدوا على "ماذا؟" سفارتى الولايات المتحدة فى كينيا ونيجريا؟ هكذا إذن القاعدة كمان وكمان!!! بعيدا عن اغواءات مونيكا هذه المرة وضرب مصنع الشفاء فى السودان، وأفغانستان، ها هي تنويعات واعادة توزيع لكليب القاعدة الذى يظهر أبطاله دائما قاعدين أمام الكاميرا يهزون أيديهم ويهددون ويذكرون أسماء أصحاب الضربة القادمة، ومن حق أمريكا أن تدافع عن نفسها فى أى مكان فى العالم كما قال فخامة الرئيس الصومالى المعتدل كخط الاستواء، وهكذا الآن من حق أثيوبيا أن تدافع عن نفسها، وفيما بعد قد يكون من حق أثيوبيا أن تدافع عن نيلها!

مولاي؟هذا النيل
لاشأن لى بنيلك المشرد المجهول
أريد أن يبرز لى أوراقه الرسمية
شهادة الميلاد—والتطعيم—والتأجيل
الموطن الأصلى—والجنسية
حتى يمارس الحرية!

أمل دنقل- تعليق على ماحدث: قصيدة ميتة عصرية1970


حـــوار
المدرس يرسم خريطة أفريقيا وظهره للتلاميذو يقول بصوت حاسم ومهدد: اسكت يااااا فوزي
مجموعة من الطلبة بدهشة: فوزي مجاش النهارده يا أستاذ !
المدرس ملتفتا ومعتدا بنفسه: أبقوا قولوله برضو
------

علان العلانى said...

العزيزة بعدك على بالى

عودة للنص
هذه المرة نصك أنت
"فانا اشعر بعجزى عن التوضيح، فعذرا احيانا ما تقف اللغة عاجزة عن ترجمة ما بداخلنا من افكار ورؤى"

الجدار مثله مثل صاحبنا محبوس بداخل ضيق الحيز وان كان جزء منه"*

نعم هى اللغة ،مقصلة المعنى ونعم هى الذات هذا الحيز من الحيرة، تلك الجذبة التى يكون الوجود فيها فى أقصى أقاصيه، هذه الحيرة/الجذبة تترك فى الذاكرة علاماتها وأشارتها المرشدة للذات،حال أن تكون تلك الذات مدركة لتواصلها فى لحظة تواصلها و منتبهة للآخر او للطبيعة من حولها أو للزمن----- لماذا نحن؟
نعم لاتوجد امكانية لبيع التاريخ الشخصي "الذكريات" الامجازا فقد يكون هناك من يبيع أثار الفعل أوثر الوجود إنسانى أو مادى، الفنان بما هو فنان لابد له من الهيام لابد له من أجتياز حدود الممكن، وهذا ما يسمح له أحينا بأن يتماس مع ،ما ينكشف له من عوالم وهنا مقام المشاهدة و هى عتبة من عتبات متواليه وكما فى الحكايا القديمة كل باب وله مفتاح / كلمة وخلف الباب شروط ، بالكلمة يعرف نفسه ليتعرف وهذا الانجذاب الغريزي نحوالكشف وفى هذا الكشف تتسع مداركنا التى نشاهد فيها أنفسنا على محك هذه المعرفة نفسها، وبقدر أنكارنا لها"لأنفسنا" بقدر أكتشافنا لنا وهكذا :

ولكن سؤالك الذى يقول:-- فكثيرا ما يضعنا" القدر" فى محكات لا نفهمها وتظل الاسئلة فيهامعلقة لماذا نحن تحديدا؟

هو بالضبط فى منتصف المسافة بين عالمين عالم الفن وعالم الوجود بما هو موجود لهذا فهو سؤال يحمل فى تكوينه أجابته-- فالسؤال لماذا نحن تحديدا؟ فى حد ذاته حالة معرفية كاملة متنكرة فى صيغة سؤال ، فعندما نتعرف على خيط القدر ونميزه-- بمعنى الادراك المحيط بحدود الممكنات التى تخرج المحك عن كونه صيرورة امكان فى أطار ما هو مقدور، لنتعرف عليه "كقدر" ويكون هذا مرصود لدينا كثيرا---فهذا من بعض الحمل المعرفى في هذه الجملة " فكثيرا ما يضعنا القدر فى محكات لانفهمها" و إذا ---بعد كل هذا القدر من الفهم الى حد فهم حد الفهم،فالقدر هوبعض الإيمان، إذا فكل الاسئلة المعلقة أنما هى أسئلة تغادر عالم الخطاب السائد الى علم آخر ولنقل هو عالم الفن بفضاءته المختلفة وهذه الاسئلة نفسها هى شروط أبوابه المتعددة وبقدر ما تختفى النحن تحديدا بقدر ما تتسع الرؤية" فالنحن" هنا هى الحجاب وهي ما "يضعنا" لا القدر، فالقدر يشملنا بها داخل------ المساحة وليس بعيدا عن التورط
----------------------------------
عودة على بدأ

سنريوهات على هامش المعنى

لقد عرض الشاب للبيع متعلقاته الشخصية ، سميتها أنا " ذكريات" ، لانني هكذا صنفتها عندما حكيت، لكن الشاب لم يقل لى أنها ذكريات، أو تاريخ ولكنها بدت بداهة لى كذلك" حينها" ، ولكن هذه المتعلقات/الذكريات هى ماتبقى من الشاب الذى أختفى، وكانت تلك النظرة المفتاح/التى تركها الشاب حيه فى" ذاكرتى أنا" وهى العدسة التى قرأت بها صوره وأوراقه" هو"، ولكننا نعلم أن كل هذه المتعلقات هى كل او بعض ما تبقى من الأثر فى يده كهوامش على حياته، لكنها هوامش خارج ما يشكل حياته فنحن نعلم أن أعمق ما يشكلنا هو مالا نعرف عن أنفسنا، فالوعى هو قشرة الوجود الخارجية ففى الحقيقة ما تركه الشاب هو" نظرته" التى تعكس" فيما تعكس" بعض حدود وعيه بما فعله " رؤيته" ، وهكذا -- إذا لم تكن أبتلعته المدينه فيما تبتلع فقد يجلس يوما ما ويتذكر نظرتى" أنا" له على ضوء رؤيته "هو" عندما أزاح بيده أوراقه فى يدى وأخذ دهشتى صافية بدون هوامش تضيق من وسعها مضيفا" هو" السناريو المناسب لتلك الدهشة/النظره
------------------------------------
هامش
لكل مبدأ مجلى فى تجليه — ذوق ينبيء عن معنى تخليه
أبن عربى / محيي الدين


العقل طبعا هو الجدير كمرجعية فيما يتواصل فيه الناس، ولكن الفن لابد له من الخروج عن تلك العباءة، ليتلمس ما لم يدجن من معنى يتلمسه شفيفيا يانعا مشبعا بعبق براعمه وفجائيت تشكلاته مع توافقات الطبيعة ومقابسات الزمن وبقايا روائح تربته،أحيانا يرى فيه ما يؤول واحيانا يرى فيه ما يحكى، وللمفارقه فهذا أول التدجين،لهذا ففى نصوص عالم الطلاسم هناك كلمات" قراءتها/ نطقها" يفسدها ويبطل فاعليتها، وفى براح التخفف بشجون الفن أقول :نعم يوجد من يراوغون الأثر غير المرصود تفرسا وكأنهم يلقون فى بحيرات الزمن بما تيسر من سنين الرؤية ناشدين بهذا الفعل ماهو خارج القدرة فى حدود المعاش والعيش، كنت أتأمل واستعيد التأمل فى تلك النقوش المكتوبة والمرسومة المتراكمة والمختلفة من حيث عمق الحفر تلك الرسائل "المتروكة" كأثر متخيل فى وجه الزمان وعلى الأرجح–عزيزتى--- نحن نسبح فى فضاء الزمن بلا جاذبية غير تلك "الذكريات" وقد يحدث معنا كما حدث مع عصفور كانط عندما اعتقد أن الرياح المحيطة به والتى أحيانا ما تكون عكس أتجاهه إذا اختفت سيكون الطيران رائعا ولكن بدون هذه الرياح بالذات فلا معنى للجناح نفسه ولا وجود لعالم الطير والطيران، لهذا فكما قلت من قبل لفلان أقول لك عزيزتي علينا أن لا نترك الذاكرة نهبا للذكريات
دامت أسئلتك رؤية ومضاء
لك التحية والتقدير
وقبل ذلك وبعده الاحترام

----------------
*
http://www.blogger.com/comment.g?blogID=32959734&postID=116238970758519190

Anonymous said...

يقال إن الحاجة أم الاختراع..
ونحن في زمن يقدر المسئول فيه اختراع التفاهات من الموضه
والأجهزة التي يدعون انها توفر الجهد والوقت والخ...
نحن يا سيدي في زمن تباع فيه الضمائر..الكرامة..الولاء للوطن والشرف..
نحن يا سيدي في زمن مات الحب فيه ورحل لعالم آخر..
نحن في زمن..
لا نملك منه سوى الماضي المشطوب باللون الأسود..
من منا يريد أن يحتفظ بكل ذلك الدمار والحطام من الذكريات..
فيا سيدي إذا بيع الضمير في الأسواق والشرف في الملاهي الليلية..
ألا تريد لذلك الرجل أن يبيع ذكرياته?
ولكن سوف أكون منصفة وأتخيل أنني ذلك الرجل..
كانت طفولتي تعيسه..كانت مراهقتي عصيبه..
مات كل من أكره..
ربما لم أكن كذلك..
ربما كانت حياتي مليئة بالسعادة والحب..
و لكن مات كل من أحب..
فدفنت نفسي داخل تلك الذكريات والماضي الجميل..
قررت يوما أن أبدأ حياة جديدة..
وفي لحظة جنون ذهبت لأبيع أعز ما أملك..
إن الذكريات يا سيدي ليست ما نملكه من صور أو حقائب..
إن الذكريات صور محفورة في ذهنك..
و حقائب غير مرئيه تحملها داخلك أينما ذهبت..
هناك ياعزيزي آلالاف الأسباب الايجابيه نستطيع أن
نخلقها في مواقف كهذه عندما نكون منصفين..
سيدي..
لقد ذكرت أن ذلك الرجل باع ذكرياته إليك..
و أيضا والد أورهان باع كتاباته إلى أورهان..ولكن دون ثمن فهو
لم يكن واثقا من قيمة ما كتبه..
فما الفرق بينهما?
كلا الشخصان يحملان شيئا عزيزا على قلبيهما ولكن الموت كان بمرصاد
أحدهم..والحاجة بمرصاد الآخر..وربما كان الموت أيضا بمرصاده..
فلم يجد أحدا قريب اليه يبيعه تلك الصور..فكانت ملامحك البريئة..نظراتك الحنونه..
و روحك الطيبه التي تحيطك ضالته..
و لكن هناك شيء أدهشني واستوقفني للحظات بعد أن قرأت القصة..
فأنت لم تذكر نظرات ذلك الرجل..لم تصف ذلك الحزن بهما..
لم تصف ذلك التوتر الذي ملئه عندما قال:انها صور للبيع..
مئات التفاصيل أستطيع أن أتخيلها الآن..وأنت لم تلحظها..ولم تكتبها..
فكن منصفا بالله عليك..
تحياتي..
مياسه

علان العلانى said...

مياسه
مرحبا بك
نعم كل قراءة هى إعادة إنتاج للنص وهكذا كانت قراءتك إعادة لرؤية النص من خلال رؤيتك التى اضافة بلا شك ، وأن كنت اشكر لك حسن ظنك بى عندما رأيتنى بعين الشاب بكل هذا القدر من رحابة التواصل، وارجوان يكون قد رأى فى شخصى الضعيف ما رأيت، نعم لم اذكر تلك النظرات فى (النص/الذكرى) وهى فى الحقيقة نظرة واحدة فاحصة تلاقت فيها عينانا ،فقد بدا لى الامر حينها شديد الحرج أن أطيل النظر فى عينيه رغم توجسى منه بعض الشىء (توجس الغريب) ولكنها كانت نظرة كافية وقد كانت هى ما تبقى كما أشرت لذلك فى محاوراتى مع الأخوة والاخوات الاعزاء فى الحوار الذى دار بيننا وتفضلوا فيه بإضاءة النص إضاءات كاشفة وفى الحقيقة هناك صعوبة شديدة فى الحكى عن مئات التفاصيل التى رصدت حينها والتى توالى التأمل فيها طوال ما يقارب العشر سنوات بعد ما حدث والى الآن، ولكن ها أنت ترصدى فى الزمن ما يعزز ما فعل بتأويله بيع وشراء ، برؤيتك التى أتعجب لانتباهها رغم حداثة سنك أدام الله عليك وسع الرؤية، لقد أنصفت" أنت "الشاب وكان إحساسك به إنصافا" لى"، ولكن أعذرى لى تقصيرى فى إنصافك--بقدر اهتمامك ومشاركتك الكريمة كأصغر مشاركه سنا فى نتاج النص
كل التحية والتقدير

Mist said...

كنتُ سأفعلها..لو استطعت
فقط لأبدأ من الصفر

علان العلانى said...

مرحبا بك
----------
أراقب..وأحاول أن أبصر..
وانتظر..واصبر..
وبذلك..أحقق حياةً قد تطولُ أو تقصر
------------------
.------------------
عندما تأملت مدونتك العميقة ،بأنحيازها لعالم الرسم والصورة
أدركت لماذا كان السديم هو العلامة فلطالما كان الصفر والنقطة حد بين المعنى والقيمة
---------------
------------------
قد لا أكونُ بنتًا كما تعني الكلمة في مجتمع البنات الداخلي..
وقد أبدو غريبة عمومًا..أو عادية اكثر من اللازم.._أعرف سخف فكرة..أنا غريب/لا أجد من يفهمني لانها فكرة عقيمة أخرى_والان ربما تعبير (جنس ثالث)هي الاقرب.
ربما هذا التعبير يصلح للمزاح أكثر من تقرير الامور..
فقط اخرج من التعريفات وستكون الأمور كما خلقها الله.
---------------------------------

هل أترك القلم والورق للأبد؟
لأن القلم ثرثار..
والورق لايعرفُ للسرِّ كتمانًا..
؟
-------------------------------
--------------------------------
وهكذا
-
-
من ينحاز مثلك لعالم الصورة لايستطيع ان يفعلها حتى إذا كانت البداية من الصفر السديمي، وان كان دفتر تقلبات الطقس لا يعنيه هذا، فهو على اية حال مما لاتتيحه الطبيعة

لك التحية والتقدير
وقبل ذلك وبعده الاحترام

هشام الصباحي said...

ذكريات للبيع
امر عادى جدا
ان يبيع هذا الشخص ذكرياته
اننا جميعا نبيع التاريخ الخاص بنا
بعنا من قبل دولة اسلامية
نبيع الان القطاع العام

المهم ان مهنة البيع هى اعلى مهنة رواجا الان
القصة -الحكاية-المقالة لك الحرية ان تسميها كما تشاء
هى اعجبتنى ولكن لم تدهشنى
انظر حولك الجميع للبيع
الوطن للبيع
البيع هو الحل

هشام الصباحى

علان العلانى said...

هشام الصباحى


رغم أن الدهشة أو الإعجاب لم يكونا في البال أو الخاطر عندما سردت ذكرى ما حدث معي وهو ماتنطق وتسكت عنه التعليقات أعلاه، ورغم أن جملة البيع هو الحل لا تختلف فى المعنى كثيرا أو قليلا عن أى شعار مماثل يتمثل "الحل" فى شىء ما مقدس كان أو مسلع، ولكن يبقى الاهتمام والتواصل فعل جدير بالتقدير والشكر
وبعد
على ضوء رصد عولمة البيع إذا جاز التعبير ومشينا بمحاذات الرؤية التى عبرت عنها " سواء كان الأمر عادى أو غير ذلك " يتبادرإلى الذهن سؤال: كيف تكون آلية البيع لمن لا يملكون أنفسهم بالأساس على الحقيقة؟ فعلى سبيل المثال فى النصوص التراثية عن " العبيد والرقيق" العبد قد يشتري نفسه أذاوافق سيده ولكنه لا يبيعها فهو وما يملك لسيده إذا تبقى هناك معنى" للامتلاك" الذى هو شرط البيع وهو ممتنع على العبيد، ولعل هذا يجعلنا نحدق فى البيع فى حد ذاته وإن كان مرحلة قد انقضت، فلا يوجد مشتري لما هو مملوك له بالفعل، فإذا كان البيع" مرتخص وغال " كما قيل قديما، فإنه ومنذ أمد أصبح إذعانا--- لا يمشي بمحاذات البيع كما كان--- ولم يعد شبيهه--- ولعل الرؤية لمن ينصح الآخرين بالنظر حولهم قد لا تكون بعيدة عن مجانبة الصواب إن كانت إشارة للانتباه لمراحل الانتقال من عالم البيع والبيوع الذى يفترض بائع مالك ومشترى وسوق وبضاعة إلى عالم الغنائم الذى أصبح يلائم النظر فى الحول والحال.

لك التقدير على الاهتمام
والشكر على التواصل
وقبل ذلك وبعده
الاحترام