جنديان إسرائيليان عائدان من جنوب لبنان.
فى المغامرة وحدها حيوية الفكر. هذا ما قلته طيلة حياتى ،ولم أقل إلا قليلا سواه----ومما أخشاه هو ان يفرض على الناس نظام صلب، فتجمد فيهم تلك الصفة الرقيقة : مقدرتهم على ابتكار الأراء والفكرالجديد أو اكتشاف الأوجه الجديدة فى الأراء والفكرالقديم ،ويستمرون على ذلك قرنا بعد قرن، إلى أن ينحدر الإنسان ومجتمعه إلى مستوى الحشرات من الجمود----فى المغامرة وحدها حيوية الذهن
الفريد نورث وايتهد.
هل ما جرى ويجري الأن فى لبنان وفلسطين هو اللحظة التاريخية الفارقة التى طال انتظارها ؟ إن دائرة السؤال عندما تكون بين خيارات محددة سلفا لواقع مصنوع ناتج عن قراءة خاطئة ولا يعبرعن حقيقة مكوناته لن يؤدي السؤال إلى إجابة أصيلة، مما يستدعى سؤالا عن الواقع نفسه قبل الشروع فى تحليله عما إذا كان الواقع ليس الا وهما يجب تبديده أولا؟ فواقع منطقة الشرق الأوسط الذى وصل لانسداد تام في آفاقه المختلفة يحتاج إلى إعادة التفكير فى جوهره ليتسنى لناإدراك العلة فيه من أجل أن نتمكن من السؤال عن إمكانية التغييروالسبيل إليها. ومتى يكون التغييرحقيقيا سوف يصنع آلياته التى تنعتق من خلالها امكانات مهدرة قد يستعيد بها الواقع حيويتة الجدلية ليتفاعل مع جيل بل أجيال مغيبة عنه وبه، وقد يكون هذا بالضبط ما تحاول تداركه القوى صاحبة مشاريع الهيمنة فى المنطقة بضرباتها الاستباقية، فواقع وجود فصيلين يعبران عن اكبر مذهبين من مذاهب الدين الإسلامى فى المنطقة يواجهان مشروعا معلنا للهيمنة فى الصفوف الأمامية بالسلاح يبدو مثيرا للتفكير والانتباه، التفكير لكونهما يشتركان فى أنهما نشئا تحت الاحتلال المباشرفي فلسطين /لبنان وليس تحت الاحتلال بالوكالة أوالكفالة كما هو الحال فى مجموع دول الشرق الأوسط، والانتباه لقدرتهم على الصمود تنظيميا وسط محيط مناوىء مكشوف استراتجيا على المستوى السياسى. إن ما يتكشف عن الأحداث التى تجرى الأن يشير فيما يشير إلى قراءة خاطئة لهذه القوى الصاعدة من قبل مراكز صناعة واتخاذ القرار أقليميا وعالميا ويبدو أن هذه القوى الفاعلة المقاومة والمواجهة عليها إعادة النظر فى خطابها حتى لا يساهم فى انسداد الأفق مرة أخرى، فالتيار الدينى كله -لأسباب تكمن فى بنيتة الداخلية- يجب ان يحاول تخطى رومانسية وأسطورية مرحلة الخلافة الأولى كيوتبيا أرضية، فلم يعد أمامه عقود لتطويرخطاباته والتخلص من بنياه المهترئة، فإن كان قد تحقق له الكثير من المد بسب وجوده فى المعارضة أمام نظم انتهى عمرها الافتراضى كمخازن جاهزة للأمداد بكل أنواع الموفقات المصاحبة لاتخاذ اى قرار يخص المنطقة تحتاجة القوى المهيمنة، فإن هذا الخطاب المقاوم لكى يؤسس لنفسه شرعية تستند على واقع جماهيري يجتذب الأغلبية الصامتة عليه أن يقدم نفسه كبديل كفأ وبطرق ينحاز لها قطاع عريض من الجماهير، وإلا فإن الدخول فى العمل السياسى بشروطه الحالية سوف يكون مسارا لمأزقه الحتمى فالتيار السنى التقليدي داخل الشرق الإوسط مكبل بقيود بنيوية أصيلة التكوين وحتى لو وصل للسلطة فلن يعرف ماذا يعمل بها ونماذج الباكستان والسعودية والسودان وافغانستان كدول تقدم نفسها كمطبقة للشريعة وبقية الدول التى يشكل المذهب السنى أغلبية فيها قد تآكلت وتتآكل كل أرصدتها ومصداقيتها بسبب ازدواج وتفكك خطابها السياسى تحت غلاظة ممارسة الهيمنة الأمريكية عليها، وبالنسبة للحركات التى تواجة مشروع الهيمنة فى المنطقة "متعدد المسميات" فإن هذه المشاريع الفاشلة نفسها هى السبب المباشر والفاعل لهذا التغيير، على سبيل المثال حزب الله لم يقدم خطابه الحالى على المستوى السياسى ولم يقم بدوره الاجتماعى ونشاطه المدنى من خلال محاورات دينية فى أروقة قم او عتبات النجف ولكن من خلال صراع مباشر ووجها لوجه مع قوى عالمية وأقليمية مهيمنة على المنطقة ومختطفة لمراكز صنع القرار السياسى فيه ومخترقة لدوائره الأمنية بحيث أنه بدا واضحا للعيان أن جيوش وأجهزة أمن المنطقة تعمل لحساب تلك القوى المهيمنة فى تعاون لم يسبق له مثيل فى كل الحروب التى خاضتها هذه القوى للدفاع عن مصالحها الاستراتيجية بعد حرب أكتوبرأى منذ ثلاثة وثلاثون عاما لدرجة أن نتنياهو لم يستطيع اخفاء اندهاشه من السلطة الفلسطينية عقب تسلمه أسرار الدولة من بيريز وقال بالحرف : لم يكن هناك كثيرا لاأعرفه، .شىء واحد كان بمثابة مفاجأة لم أتوقعها وهو حجم التعاون بين الأمن الفلسطينى والأمن الإسرائيلى، وهذه نقطة تحسب لهم!!!-1-" وكان ذلك منذ عشر سنوات ومع السلطة الفلسطينية صاحبة القضية المركزية، قد يعطى هذا بعض التصورللظروف المحيطة بحماس و لنوع التعاون بين دول الشرق الأوسط المعتدلة بالمقاييس الأمريكية والقوى المهيمنة فى المنطقة لدرجة-- تهديد المحقق الأمريكى فى جوانتنموا للمعتقلين بإحالتهم للتحقيق فى بلدانهم ان هم لم يتعاونوا فينفذ صبره. إن قوى المقاومة التى تواجه هذه الهيمنة وجدت نفسها أمام حتمية تجويد وتحديث كل آلياتها أمام مواجهة لاحدود لخطورتها وفى ظل اختراق لم يسبق له مثيل فكان عليها استيعاب أدوات وآساليب المهيمن نفسه وإدراك مواطن قوته قبل ضعفه ويعنى هذا فى الأساس دراسته موضوعيا واستيعاب أفكار العصروشروط وموازيين الصراع فيه كما هو الحال مع حزب الله وحماس فقداصبح وجودهما يعتمدعلى تطور وسائلهما وخطابهما بآلية تواجه الواقع أى بقراءته من خلال قوانينه الحقيقية قوانين الصراع وليس خطابات الحقوق فرغم وجود قضية حقيقية وواضحة الحجج والبراهين إلا إن عنصر القوة كان هو العنصر الوحيد الذى سيطر على مسار هذه القضية وما لم تتغير موازين القوة فلا جديد فى هذا الشرق المريض ويظل السؤال عن الواقع له الحاحه المشروع، فى وقت تتخذ بعض التيارات العلمانوية والثقافوية موقف بافتراض حسن النوايا هاملتي البنية -2- وتحاول أن تلبس الواقع أزمتها الوجودية* فى عماء إرادى وهذيان يخلط السفسطه بالسياسه ولا يستطيع القراءة الا من خلال هوامش دفاترالنكسة مكرسا لايقونات تجاوزتها الوقائع ولا تليق الا بالمتاحف ومبشرا بمستقبل مزعزع الرؤية سقيم الوجدان لايستطيع قراءة نصر الله الا من خلال جمال عبدالناصر ولم يقرأ الطفرة النوعية لقتال رجال المقاومة الا من خلال جيش عبد الحكيم عامر، والسؤال المباشر الذى لم يجد اى إجابة هو ما الذى يمكن أن تجنيه القوى السياسية المعارضة من تلك السقطة الاستراتيجبة العالمية والإقليمية التى تحركت لها الجماهير وكيف توظفها إيجابيا بعيدا عن تلك الآفانات الوجودية التى مازالت تبحث عن الذات!؟ وإلى أن تتكشف إجابة نظرية او عملية تظل الشريحة الثقافوية فى منطقة الشرق الأوسط فى متاهة السبيل.
الهوامش ا-1-هيكل المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل- الجزء الثالث ص463 ا-2- يرى كولردج
الشاعر والناقد الرومنسى مشكلة هاملت هى مأساة الفكر، أو مأساة التناقض بين الفكروالفعل، انها مأساة رجل شجاع ذكى تمنعه تأملاته فيما ينوى فعله عن تحقيق ذلك الفعل
* يقول المثل اليابانى: يشير الأصبع للقمر وينظر الأحمق للأصبع
* يقول المثل اليابانى: يشير الأصبع للقمر وينظر الأحمق للأصبع
16 comments:
متابعات
14/9/2006
6)
مع الإنجاز الكبير للمقاومة في جنوب لبنان في حرب تموز/ يوليو 2006 من الواجب علي الفكر العربي أن يجدد نقد الوعي المقاوم.
النقد هنا ينطلق من موقع الالتزام الأخلاقي تجاه العالم وتجاه الأمة العربية، وليس من موقع الانصياع للقوي المسيطرة في العالم وتوابعها العربية.
أول ما جاءت به تجربة حزب الله في اعتقادي هو تحطيم الاعتقاد الدوغمائي الجامد لبعض اليسار العربي الذي يظن أن ثمة سوراً كسور الصين يقف بين المتدينين وبين العقلانية والحداثة. إن حزب الله، الذي هو في الحقيقة يزيد كثيراً عن مجرد كونه حزباً، يتبدي كمؤسسة معقلنة إلي أعلي درجة، متماسكة لا تقسمها الشقوق المعتادة في المجتمع العربي المحيط، وهي بحق آية في التوزيع العقلاني للموارد البشرية والمادية، وفي الانسجام النموذجي بين البعد الروحي ـ بعد الإيمان العقدي، والبعد المادي المتمثل في تملك المهارات التقنية بأعلي درجاتها، آية من آيات النظام والانضباط، ونقيض للتجربة الفاشلة التي سبقتها لمنظمة التحرير الفلسطينية التي كانت نموذجاً للفوضي والارتجال والفساد الذي التهم كل العناصر الشريفة والمخلصة الكثيرة التي مرت في التجربة الفلسطينية (يقدم نموذج السلطة الفلسطينية في الأرض المحتلة استمراراً لتجربة المنظمة في لبنان مع ازدياد في درجة الانحطاط).
لسوء الحظ حصلت هذه التجربة في البلد العربي الأكثر استقطاباً طائفياً مما يحول دون الحزب وتوسيع قاعدته الشعبية (لو أراد، وطبيعته الدينية تجعلني أشك في أنه يريد!) والحال أننا لا يجب من هذه الناحية أن نري في تجربة حزب الله المثل الأعلي المطلوب، فالمثل الأعلي المطلوب يجب أن يكون حركة نهضوية شاملة تتجاوز الطوائف والانقسامات العمودية من أي نوع كان. ما نراه بعد الانتصار ظواهر سلبية تحول بين المواطن العربي وبين الاستفادة من تجربة المقاومة اللبنانية. من هذه الظواهر الشخصنة، فشخصية الأمين العام لحزب الله ينظر اليها علي أنها السبب الأول والأخير في النجاح، وهذا يعطل رؤية مجمل البنية التي قادت إلي هذا النجاح، ويجعل من المواطنين العرب في موقف انتظاري لظهور شخصية مماثلة عندهم! وفي الحقيقة إن شخصية متمرسة مبدئية كشخصية نصر الله لا يمكن تصور وجودها لو لم تكن مجمل بنية المقاومة اللبنانية بنية نموذجية تفرز القيادة المناسبة وتحول بين غير ذوي الكفاءة والقيادة. ومنها التركيز حصراً علي دور البندقية، وهذه مصيبة كبيرة سبق لكاتب هذه السطور أن أشار إليها، فالبندقية بلا وعي مناسب تقود إلي كوارث اجتماعية وسياسية، ولا شك أن القوي العدوة تشجع امتشاق ذوي الوعي الانحطاطي للسلاح، ومثال الزرقاوي في العراق مثال واضح، فقد قام هو وأتباعه بكل طواعية بدور كبير يشكره عليه الأمريكان والصهاينة في تسهيل مشروع التقسيم الطائفي للعراق. وإنني لأتمني من أعماق قلبي أن لا يحاول التيار الوهابي الشعبي أن ينقل جهاده إلي فلسطين ولبنان، فإن فعل فلنقرأ السلام علي مستقبل المقاومة في هذين البلدين!.
وإنني لأقول ما هو أكثر من ذلك: كثيراً ما يؤول الوعي الانحطاطي تجربة لبنان علي هواه فيركز علي البندقية التي استعملت ضد الاحتلال ولا يركز علي السلوك السلمي تجاه أبناء الوطن.
لم تستعمل المقاومة العنف تجاه أبناء وطنها، وهذا بخلاف المقاومة في فلسطين، فقد حمل السلاح عندنا تجاه التنظيمات الأخري ولفرض مطالب فئوية، بل عشائرية أحياناً.
الموقف السلمي ضمن الأقطار العربية هو في اعتقادي مطلب جوهري وإلا تحولت المعارضات العربية إلي مشعلة لنيران الحروب الأهلية.
وكون البندقية استعملت في لبنان بفعالية فهذا لا ينفي فاعلية المقاومة السلمية، وهو الشكل الذي أفضله وأراه هو الشكل المستقبلي، ذلك أن هذه المقاومة تحشد كل الطاقات الاجتماعية وتحيد كثيراً من الأعداء، وتخمد كل محاولة لاستثارة التناقضات الداخلية وتمنع تحولها لحرب أهلية، وتقسم صفوف العدو.
وقبل ذلك كله: إنها تتناسب مع الإنسان الذي شب عن الطوق، وتجاوز مرحلة الهمجية الحيوانية، وعندها ستفضح القوي الهمجية نفسها في العالم كله، قوي يرمز إليها أناس من نوع بوش وبلير وأولمرت.
الوعي المقاوم الجديد يجب في اعتقادي أن يتوجه إلي الأساس الاجتماعي ويعتبر أن فكرة بناء المجتمع المنيع الجديد يقوم به الناس أنفسهم، حتي بدون العودة إلي المستوي السياسي، يجب خلق حركة اجتماعية تتجاوز مبدأ المطالبة بالحقوق من السلطة الذي كان مالك بن نبي يندد به دائماً، فهناك بعد لم يركز عليه الفاعل العام عندنا طيلة القرن الماضي وهو بعد الناس، بعد السلوك اليومي الذي لو تغير لتغيرت البنية الحضارية كلها وتحولت من بنية انحطاطية إلي بنية نهضوية، وتحول دون هذا التوجه النظرة المفرطة في التسيس التي ميزت الفعل المقاوم عندنا.
تستطيع الحكومات أن تحول بين المواطن والسلطة لكنها لا تستطيع أن تمنعه من تغيير سلوكياته اليومية التي تبدد الوقت والجهد وتثير الانقسام وتخلق المزيد من الانحطاط سنكرونياً ودياكرونياً كما يقول اللسانيون، أي تشجع الانحطاط القائم وتبني انحطاطاً إضافياً مع الزمن وعبر الأجيال. تستطيع الحكومات أن لا توحد الدول ولكنها لا تستطيع أن تحول بين المواطنين العرب والتوحد! ما الذي يمنع الخليجي أن يفضل تشغيل العمال العرب؟ وما الذي يمنع المواطن العربي أن يفضل السلعة العربية علي غيرها؟ ومن الغريب غرام الوعي المقاوم السائد بشعار مقاطعة البضائع الأجنبية ولم أر أحداً يرفع شعاراً إيجابياً في مقابل هذا الشعار السلبي: تشجيع البضائع العربية !. ثمة تحليلات لا حصر لها لظاهرة الانحطاط الحضاري والفرق بين مجتمعاتنا و المجتمعات المتقدمة وأقترح علي الوعي الجديد أن يتبني التعريف الملائم التالي الذي هو أيضاً ليس خطأ حتي من ناحية نظرية: المجتمع الناهض هو المجتمع الذي سلوك أعضائه متقدم والمجتمع المنحط هو المجتمع الذي سلوك أعضائه منحط وبهذا التعريف نضع مهمة النهضة علي كل فرد في المجتمع ولا نضعه متواكلين علي عاتق أحد غيرنا، تماماً كما أننا بهذا نضع مسؤولية انحطاطنا علي أنفسنا ولا نعلق هذه المسؤولية علي شماعة أحد غيرنا .
الوعي المقاوم يجب أن ينقد من جديد ويبني علي أسس جديدة
محمد شاويش
كاتب من فلسطين يقيم في برلين
http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=2006\09\09-14\qpt1.htm&storytitle=ffنقد%20الفكر%20المقاوم%20من%20جديدfff
متابعات
14/9/2006
لنعد الي جوهر الموضوع:
بدل هذه الفوبيا تجاه ايران، والتي ركبت بعض الدول العربية ومشايعيها، علينا ان نفكر عقلانيا في طبيعة التناقضات القائمة بالمنطقة.
ان مقولة الحرب بالوكالة التي ورثناها عن زمن الحرب الباردة، مقولة سطحية ومضللة لا في الماضي ولا في الحاضر، ان أغنتنا عن التحليل الملموس للواقع الملموس في كل حالة حالة. فلا أظن ان أحداً يجادل علي سبيل المثال لا الحصر، ان الثورة التحررية ـ الفيتنامية هي ثورة وطنية أصيلة، رغم تحالفها الايديولوجي والسياسي والمادي مع الاتحاد السوفياتي ومع الصين، في وقتها.
لذلك، كان ينبغي طرح بعض الأسئلة علي مكنونات هذا النفوذ الايراني الذي يخشاه بعض العرب، والذي يتداولونه بخطاب عدائي، وكأنه يحمل في ذاته العداوة بالبداهة.
ومن هذه الأسئلة: هل هذا النفوذ، سياسي أم اقتصادي أم عسكري؟ واذا كان سياسيا، وهو الممكن فقط، فهل سيأخذ شكل وصاية جديدة علي لبنان، بضوء أخضر دولي كسابقه، أم هو مجرد تحالف سياسي تتفاوت درجات الندية والاستقلالية فيه مع أطراف عربية بحسب طبيعة كل منها؟ وفي كل الحالات، أية وظيفة يخدم هذا التحالف من زاوية الصراع العربي ـ الاسرائيلي؟ وهل هو نفوذ اقتصادي يطال الثروات العربية أو مجرد تنافس تجاري في زمن العولمة هذا؟ أم هو نفوذ عسكري (...) أو مجرد توازن عسكري مختل (...) ومع حساب التحالفات العسكرية القائمة بين هذه الأنظمة العربية والولايات المتحدة و.. و؟
الشيء الوحيد المؤكد ان مروجي هذه الفوبيا من النفوذ الايراني لا يفصحون بالمرة عما يخشونه بالضبط!
أعتقد ان السؤال المفتاح لفهم هذه الفوبيا العربية من ايران يبدأ من التالي: لماذا كانت جل الدول العربية في النظام الرسمي مطمئنة ومتحالفة مع ايران الشاه المتحالف بدوره مع اسرائيل وأمريكا... ولماذا أصابها الذعر بعدما صارت ايران الثورة الاسلامية ، فتحمست للحرب ضدها، ومولتها لسنوات، وجعلت عداوتها في المرتبة الأولي فوق كل التناقضات الأخري؟! ما الجديد اذن، اذا كانت ايران هي نفسها في الحالتين: الفارسية، الشيعية، المحتلة لجزر عربية، الأقوي اقتصاديا وعسكريا في المنطقة؟
عند المعاينة يظهر ان الجديد المرعب، أمران:
الأول: ان النظام الايراني لم يفقد بعد عنفوانه الايديولوجي ذا المنزع الديني التحرري، رغم ما قد نقوله عن بعض جوانبه المحافظة. قلت لم يفقد بعد ، فهو كأي نظام خرج من أحشاء ثورة شعبية عارمة، يمر حتما من التناقض بين براغماتية الدولة و ايديولوجية الثورة ... هذا الجانب الايديولوجي الديني التحرري الذي لا زال يفعل بقوة في دينامية النظام وتشكله، هو الذي يرعب الأنظمة العربية القائمة علي ايديولوجية دينية متأخرة وجامدة.
الثاني: في مخاض هذا العنفوان الايديولوجي، لا زالت القضية الفلسطينية تحافظ علي نفس المكانة العقيدية التي نشأت عليها الثورة.
ولأن القضية الفسلطينية هي بؤرة الصراع في المنطقة، عربيا وأمريكيا واسرائيليا، فان دخول ايران في الصراع من هذه البوابة، وبحجمها الكبير والقوي، يخربط كل التوازنات التي أقامها النظام العربي الرسمي، مع أمريكا، وحاول بناء استقراره عليها..
اذا صح هذا التصور، فهل من المصلحة القومية ان نعادي ايران؟
أبداً، فالعكس هو الصحيح... بل ان الأنظمة العربية نفسها ستكون مضطرة في دينامية التوازنات الجارية، ان تطور لمصلحتها، أوضاعها الداخلية وشرعيتها الايديولوجية، ان هي أرادت الاستمرار....
لكن، رب معترض يقول: وماذا عن الدور الايراني في العراق المتواطئ مع الاحتلال الأمريكي؟ في جواب مختصر، لا بد من التنبه لثلاث ملاحظات: أولا، ان التحالف لا يعني في الأغلب التطابق في كل القضايا، ولذلك هناك ضرورة لترتيب الأولويات. ثانيا التواطؤ في العراق هش وتناقضي وقابل للانكسار في أية لحظة. ثالثا هناك مسؤولية كبيرة تتحملها النخبة الشيعية الحاكمة العراقية بوعيها المتخلف، والذي لا يقارن مع وعي قيادة حزب الله.
لم نتطرق لحالة سورية في هذا المجال، لأنه اذا كنا في الحالة الايرانية أمام فوبيا، فاننا في الحالة الأخري أمام جذبة هستيرية، سرعان ما سيستفيق منها المريض ليري بوعي صالح المصالح المشتركة المتينة التي لا يمكن اغفالها بالمرة...
المغالطة الرابعة: هل المقاومة تُناقض بناء الدولة القوية الديمقراطية؟
ربما كان موضوع العلاقة بين الحفاظ علي المقاومة وبناء الدولة القوية الديمقراطية، الاشكال الوحيد الموضوعي في كل السجال السياسي الدائر، شرط ان نجرده من بقايا الهواجس الطائفية ومن التوظيفات السياسوية والديماغوجية.
فالمقاومة، بقامتها الحالية، وباللون الخاص التي هي عليه، كانت الوليد الشرعي لتركيبة المجتمع اللبناني، ولسيرورة تطوره في ظروف ذاتية حالكة وكسيحة مرَّ منها الكيان اللبناني دولة وشعباً...
وبدحرها للاحتلال الاسرائلي، وبتحريرها للجنوب، كسبت المقاومة شرعية وطنية نالت بفضلها تأييد واحتضان كل الوطن. فصارت خلال مسارها النضالي القوة الجاذبة والمنمية لميولات الوحدة المجتمعية، بعد التشظي الذي عاني منه الكيان اللبناني خلال الحرب الأهلية. لم تكن المقاومة اذن تمرداً علي الدولة ولا كانت نقيضا لها، بل هي جزء منها وبانية لها. لذلك، فان التغاضي عن هذه الحقيقة التاريخية، والقفز فوق هذه السيرورة الموضوعية، لا يمكنه الا ان يؤدي الي استصدار أحكام وتصورات في غير محلها، تقود في النهاية الي افتعال أزمة مجتمعية غير قابلة للحل.
لو أمعنا النظر عميقاً في العوائق الفعلية الكابحة، التي جعلت الاشكال يظهر وكأنه تناقض بين الدولة والمقاومة، لوجدنا ان العائق الفعلي ليس المقاومة، بل النظام السياسي الطائفي الذي يكبح توليد علاقة سلسة وانسيابية وسوية بين الدولة والمقاومة. فالتناقض الحق، هو ذاك التناقض الخفي، بين الفعل الوطني التوحيدي للمقاومة، والفعل التجزيئي للنظام السياسي الطائفي، الماسك أيضا برقاب الدولة والمضعف لها في نفس الآن.
والحال، ليس أمام اللبنانيين في هذا الواقع المعقد، سوي الحوار الجماعي للوصول الي استراتيجية دفاعية موحَّدة، تدمج فضائل المقاومة التي أعطت البرهان القاطع علي فعاليتها في ردع أي عدوان اسرائيلي محتمل، مع تعزيز قدرات الجيش الوطني وجهوزيته التسليحية خاصة في القطاعات التي لا تستطيع المقاومة تغطيتها في مجالات التسلح الجوي والبحري... الخ.
ان الاتفاق علي استراتيجية دفاعية موحَّدة، ليس الا جانب في بناء الدولة القوية الديمقراطية. والحــــق، ان هذا المطمح الذي آن أوانه بعد كل الحروب والتجـــارب التي عاشها لبنان، لن يصير قريب المنال الا اذا شرعت النخبة السياسية اللبنانية جديا في الخروج من شرنقة النظام الطائفي نحو مجتمع المواطنة ودولته الوطنية.
فالحديث عن التطبيق الصارم لاتفاقية الطائف، التي كثر الجهر بها، بعد ان تجرجر تطبيقها عنوة بتواطؤ بين النخبة نفسها، ينبغي ان ينصب علي هذه القضية المسكوت عنها بالذات، لا علي نص يطالب بحل المليشيات، والذي لم يكن أصلا علي مقاس المقاومة الوطنية. ذاك هو معيار الجرأة السياسية والارادة الحقة في الاصلاح وفي اعتاق لبنان والخروج به من الدوران الدائم في حلقات مفرغة.
محمد الحبيب طالب
كاتب من المغرب
http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=2006\09\09-04\qpt1.htm&storytitle=ffهوامش%20عن%20الحرب%20العدوانية%20بعض%20المغالطات%20التمويهيةfff
متابعات
18/9/2006
ختاماً
ان بناء التوجهات الكبري للأمم وتشكّل عقلياتها الفاعلة والمبدعة، يبدأ من هذه اللحظة الحضارية الهامة في حياة الفرد والمجموعة، لحظة الصفر التي تقرر نهاية عهد وبداية آخر، تقرر انتهاء ثقافة ودخول أخري، تعزم أن ثقافة الهزيمة وعقلية الهزيمة وعهد الهزيمة قد انتهت، وأنها دخلت معابر الانتصار والبناء.
ان ما يبقي هذه الجذوة مشتعلة وصلبة البناء والتشييد وأن لا تتواري كغيرها في أعماق التاريخ هي ارادة الحياة والمسؤولية الأخلاقية التي يجب أن تحملها الجماهير أفرادا وجماعة تجاه أوطانها وأمتها، وهي مسؤولية تنبع من منظومة قيمية أساسها العمل للصالح العام والهـــــمّ المتواصل بالشأن العام والخير للانسان شرقت أو غربت وجهته، ذلك هو رجل الحضارة، يقـــول مالك بن نبي رحمه الله: عندما يتحرك رجل الفطرة ويأخذ طريقه لكي يصبح رجل حضارة، لا زاد له سوي التراب والوقت وارادته لتلك الحياة.
د. خـالد الطـراولي
تونس
http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=2006\09\09-18\qpt1.htm&storytitle=ffلماذا%20يريد%20البعض%20إقناعنا%20بالهزيمة؟%20fff
استاذي علان العلاني
كنت اود ان استئذنك في نشر مقالة الاستاذ محمد حبيب طالب في مدونتي (في خاطري)..حيث اري فيها رأياً بعيداً عن العداوة الغير مبررة لايران والتحيز الديني للدولة الايرانية...
محبتي وتقديري
أخى أيمن
لك مطلق الحرية فى استخدام ما تشاء من نصوص مطروحة هنا بدون أى استئذان بل تسعدنى متابعتك، لقد حاولت الاتصال بالأستاذ محمد حبيب طالب من خلال صديق مشترك وأن كنت أعتقد أنه من دواعى سرور أى كاتب جادأن يتم الأهتمام بما يكتب وأعادة قراءته وتحليلة
كل المودة والاحترام والتقدير
متابعات
26/9/2006
لكن ما هي قصة هذا الاعلان الحكومي للاكثرية؟
تؤكد المعلومات ان السنيورة مع جنبلاط وجعجع والحريري وقوى أخرى في 14 آذار بينهم وزراء ونواب حاليون وسابقون سارعوا للاتصال بالسفيرين الاميركي والفرنسي واستقر رأي الجميع على تعليمات فيلتمان وايمييه وتحديداً فيلتمان وهي: «عليكم في الحكومة ان ترفعوا الغطاء عن حزب الله وان تعلنوا رفضكم لعملية الأسر وان تعلنوا طلبكم الرسمي بتسليم سلاح حزب الله وتسليم الجنديين الاسرائيليين الاسيرين لحكومة السنيورة في هذا الوقت تضغط على اسرائيل لعدم القيام بردة فعل واسعة واذا طلبتم رسمياً في ختام جلسة حكومة سحب سلاح حزب الله تجري المقتضي، واذا سلمكم حزب الله الاسيرين تبادرون فوراً الى تسليمها للصليب الأحمر الدولي فيسلمهما بدوره لإسرائيل، وحينها نقف الى جانبكم، ونضغط لأن تكون ردة الفعل الاسرائيلية واسعة ويقتصر الرد على بعض المواقع في الجنوب، ثم تتابع في اليوم التالي قضيتي نزع سلاح حزب الله ونشر الجيش في الجنوب ومستعدون لتدعيم القوات الدولية «اليونيفيل» فيكبر عددها لتساعد الجيش فيما بعد في الجنوب.
الذي جرى ان الاكثرية بعد استشفاف الآراء وجدت انها مستعدة لإعلان موقف واضح من رفضها للعملية وهذا ما حصل وبدل ان تقول نزع سلاح المقاومة تتحدث عن بسط سلطة الدولة ومساندة الحكومة وتسليم مقاليد الامور الكاملة لها، وفي المشاورات مع الرئيس نبيه بري وحزب الله يجري طلب تسليم الجنديين للحكومة وتسليم سلاح الحزب والمقاومة للجيش وتقديم اقتراح بالعمل الفوري على دمج من يرغب من رجال حزب الله في الجيش إسوة بما حصل عام (91 و92).
الا أن الاكثرية التي أعلنت بيانها بعد الجلسة الحكومية وفقاً لرغبة الاكثرية تفاجأت ان السفير فيلتمان كذّب عليها اذ بدأت العمليات الحربية العدوانية الاسرائيلية فوراً وتفاجأ بعض وزراء الأكثرية بأن الوقت لم يمضِ على وعد فيلتمان وبدأ العدوان.
http://www.somod.org/news/765.html
متابعات
26/9/2006
نحن اليوم نحتفل بنصر إلهي تاريخي استراتيجي كبير، وكيف يمكن لعقل بشري أن يتصور أن بضعة آلاف من أبنائكم المقاومين اللبنانيين، ولو شئت لقلت العدد بالدقة والتحديد، وقفوا 33 يوماً في أرض مكشوفة للسماء وأمام أقوى سلاح جو في منطقة الشرق الأوسط وله جسر ينقل إليه القنابل الذكية من أمريكا إلى بريطانيا إلى "إسرائيل"، وأمام 40 ألف ضابط وجندي، أربعة ألوية من النخبة وثلاثة فرق من جيش الاحتياط وأمام أقوى دبابة في العالم وأمام أقوى جيش في المنطقة، كيف يمكن لبضعة آلاف فقط أن يقفوا ويقاتلوا في ظروف قاسية صعبة من هذا النوع ويؤدي قتالهم إلى إخراج البوارج البحرية من مياهنا الإقليمية، (وبالمناسبة الجيش والمقاومة قادران على حماية المياه الإقليمية من أن يدنّسها صهيوني)، وتدمير دبابات الميركافا مفخرة الصناعة الإسرائيلية، وتعطيل المروحيات الإسرائيلية في النهار ولاحقاً في الليل، وتحويل ألوية النخبة، وأنا لا أبالغ، شاهدوا الإعلام الإسرائيلي، وتحويل ألوية النخبة إلى فئران خائفة مذعورة من أبنائكم، تخلٍّ عالمي وعربي عنكم، وفي ظل انقسام سياسي من حولكم، وإن كان التضامن الإنساني عالياً، كيف يمكن لهذه الثلة من المجاهدين أن تهزم هذا الجيش، إلا بنصر من الله وعون من الله وتأييد من الله سبحانه وتعالى. هذه التجربة، تجربة المقاومة التي يجب أن تنقل إلى العالم، تعتمد على الإيمان واليقين والتوكل والاستعداد للتضحية في الجانب المعنوي والروحي، ولكنها أيضاً، تعتمد على العقل والتخطيط والتنظيم والتدريب والتسليح، وكما يُقال الأخذ بالأسباب.
لسنا مقاومة عشوائية، لسنا مقاومة سفسطائية ولسنا مقاومة مشدودة إلى الأرض لا ترى إلا التراب، ولسنا مقاومة فوضى. المقاومة التقية المتوكلة العاشقة العارفة، هي المقاومة أيضاً العالمة العاقلة المخططة المدربة المجهزة. هذا هو سر الانتصار الذي نحتفل به اليوم.
http://www.somod.org/news/900.html
ملاحق ومتابعات
2/10/2006
فتنة التمذهب آخر تحديات الأمركة لثقافة المقاومة العربية
وفي هذه المرحلة الانعطافية من الهجمة الأمريكية المتمادية، غير المعترفة بأية خيبات بنيوية مهما اتضحت براهينها الواقعية علي الأرض. يغدو التصميم علي تفعيل الفتن المذهبية خاصة، وشق الاسلام العربي والآسيوي إلي جناحيه السني والشيعي، بتنشيط كل عوامل التمايز الثانوية بينهما، ورفعها إلي أعلي درجات التفرقة العضوية بحيث لا يعود لأي قطب بينهما، أية قدرة علي تحمل القطب الآخر، يغدو هذا التصميم بالغاً أشده اليوم وغداً، في الساحتين العراقية واللبنانية. غير أنه، وما لم يكن في حسبان هذه الاستراتيجية القذرة، هو أن يحل النصرُ المقاوم اللبناني فجأة، فتكون من أولي تداعياته ليس علي قطره الصغير وحده، ولكن في شمول الساحة الاقليمية كلها، هو أن النصر المقاوم يشرع في إعادة تعزيز اللحمة العضوية التاريخية بين جناحي الاسلام. فيبثّ فيه دماً جديداً مع انبعاث شعوره أولاً بتلك الكرامة الإنسانية التي كاد أن يفتقدها طيلة عصر من الخيبات الوطنية والقومية المذلة.
ما كان يحلم به العقل الاستراتيجي الأمريكي المتصهين هو أن يستيقظ ذات صباح ليري مشاهد المجازر الجماعية المتبادلة تغطي مساحة العراق ولبنان وسورية من بعدهما. هذا الحلم المريع لن يتخلي أصحابه عنه، وإن كان الانجاز المقاوم في لبنان قد فتح ثغرة كبيرة في جداره الأصم. بالمقابل لا بد للوعي العربي والاسلامي أن يصارح نفسه، ويواجه المذهبية علي أنها أحد أكبر أعدائه الداخليين في عقر داره ونسيج تكوينه. فقد أمست الاشكالية الأخطر، المساعدة في تحقيق مشروع الوطن كأرض محروقة من أقصاها إلي أقصاها تحت عنوان الشرق الأوسط الجديد.
إنها جغرافية تفتيت التفتيت اللامحدود التي تتصدي لجغرافية الآمال التوحيدية الموشكة جميعها علي الانهيار. لولا أن المقاومة قد أعطت عبر إنجازها اللبناني الفريد، أحد أهم ترميز كياني عما يعنيه الاقتدار الشعبي المكبوت، فيما لو أتيح له أن يكتسب بعض الحرية، لكي يبدع تلك المعادلة التاريخية بين علمية التخطيط إلي جانب فعالية التنظيم، والتحشيد الجماهيري الواعي، كل ذلك تحت طائلة ذلك الالتزام العالي بشجاعة التضحية الذكية والعادلة.
مطاع صفدى
http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=2006\10\10-02\qpt4.htm&storytitle=ffفتنة%20التمذهب%20آخر%20تحديات%20الأمركة%20لثقافة%20المقاومة%20العربيةfff
متابعات
22/10/2006
"إسرائيل" تعترف باستخدام قنابل فوسفورية في عدوانها على لبنان
يتكشف يوما بعد آخر حجم الهمجية والوحشية التي استخدمها الاسرائيليون خلال العدوان الاخير على لبنان، "اسرائيل" التي استهدفت بصواريخها وقنابلها الذكية المنشآت السكنية وقتلت وشردت الالاف بحجة القضاء على حزب الله، الا ان سير المعارك خالف التوقعات الاسرائيلية وشرع الباب امام لجان التحقيق لمعرفة اسباب الاخفاق. فقد اعترفت "إسرائيل" لأول مرة بإستخدام قنابل فوسفورية ضد أهداف لبنانية في عدوانها الاخير. وقد جاء الاعتراف على لسان "يعكوف إدري" الوزيرالمسؤول عن التنسيق بين الحكومة والكنيست، في إجابة على سؤال وجهته عضو الكنيست، "زهافا غلؤون" من حزب ميرتس. وقال إدري " الجيش لديه قذائف فوسفورية بأشكال مختلفة، واستخدم الجيش قذائف فوسفورية خلال الحرب ضد حزب الله، بغية مهاجمة أهداف عسكرية في مناطق مفتوحة". ويدعي إدري أن القانون الدولي لا يمنع استخدام القنابل الفوسفورية، وأن الجيش استخدم السلاح وفق تعليمات الشرائع الدولية". ولم يحدد إدري أين استخدم هذا السلاح بالتحديد وضد أي أهداف. وقد تحدثت عدة وسائل إعلام أثناء الحرب عن تعرض مواطنين لبنانيين لإصابات شبيهة بتلك الناجمة عن الفوسفور، وهي مادة تحترق عند ملامستها للهواء. وقد قام طاقم شبكة سي أن أن بتصوير مصاب يعاني من حروق بالغة في أحد المستشفيات الجنوب اللبناني. وكانت السلطات اللبنانية قد أعلنت في بداية العدوان الإسرائيلي أن الجيش الإسرائيلي استخدم أسلحة وقنابل محظورة دولياً في قصفه لأهداف لبنانية. وقال الرئيس اللبناني اميل لحود ان "إسرائيل" قصفت القرى في منطقة العرقوب بقنابل فوسفورية حارقة، مما يشكل انتهاكا صارخا للمواثيق والاتفاقات الدولية التي تمنع استعمال مثل هذه القنابل. وقد صورت الفضائيات الطفل حسين مهدي (تسعة اعوام) وهو يصرخ ويئن من الالم ويسأل "هل اصيبت امي بحروق كما حصل لي؟"، ويؤكد الأطباء الذين يعالجونه انه مصاب بحروق بليغة ناتجة عن قنابل فوسفورية اطلقها الجيش الاسرائيلي على مدنيين في جنوب لبنان. ولم يجرؤ أحد القول لمهدي ان والدته قتلت على الفور لان الآلام التي يعاني منها لا تطاق، والحروق تمتد من صدره الى وجهه الى يديه الى ظهره وفخذيه وهو لا يتوقف عن البكاء وهو يتقلب في سريره. وكانت مقاتلة حربية اسرائيلية قصفت منزل اهله في بلدة الناقورة اخر نقطة على الساحل اللبناني قبل الحدود الاسرائيلية ما ادى الى مقتل والدته وشقيقته على الفور في حين نقل الطفل على متن سيارة اسعاف الى مستشفى في بيروت بعد رحلة محفوفة بالمخاطر. هذا ويحدد البروتوكول الثالث للوثيقة الدولية حول الأسلحة التقليدية، قيودا صارمة على استخدام أسلحة حارقة، التي يعتبر الفوسفور جزءا منها. إلا أن إسرائيل والولايات المتحدة رفضتا التوقيع على هذا البروتوكول. ولكن جاء في كتاب "قوانين الحرب" للجيش الأمريكي من عام 1999، أن استخدام هذا السلاح يعتبر مناف لقوانين الحرب البرية". وقد استخدم الأمريكيون هذا النوع من السلاح في الفلوجة في العراق في شهر نوفمبر 2004 وأدى استخدامه إلى مقتل وإصابة العشرات بإصابات وتشويه خلقي.
نقلاً عن موقع عرب 48
متابعات
---------
زلة لسان ام اعتراف بواقع مرير.....
05/01/2007
خاص قناة المنار – أحمد عمّار/
اقر رئيس وزراء العدو ايهود اولمرت في مقابلة مع صحيفة رومانية نقلها الموقع الالكتروني لصحيفة يديعوت احرنوت، ان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله هو اشجع رجل في العالم، ولا يهاب شيئا ويعمل للمستقبل بشكل شجاع ومحنك على الرغم من انه زعيم منظمة "ارهابية". كلام اولمرت هذا حذفته ادارة الموقع الالكتروني بعد خمس دقائق من نشره. هذا الواقع المرير الذي يحس فيه اولمرت جراء هزيمة حرب تموز، حيث يستمر الصراع من اجل البقاء بين ثلاثي الحرب اولمرت ووزير حربه عامير بيريتس ورئيس الاركان دان حالوتس. فبعد محاولة اولمرت وبيريتس الاطاحة بحالوتس وتحميله تبعات الهزيمة، دارت الدائرة على بيريتس. فقد كشفت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان اولمرت يريد الاطاحة ببيريتس من منصب وزراة الحرب، ونقله الى وزارة اخرى بالاتفاق معه، والا فان اولمرت سيقيل بيريتس نهائيا من مجلس الوزراء، لانه يعتقد ان تراجع شعبيته في جزء منها يعود لوجود وزير ضعيف كعامير بيريتس في وزارة الحرب، وكانت اكبر تجليات ضعفه اثناء الحرب الاخيرة على لبنان.
المحللة السياسية (رينا ماتسليح) قالت ان اولمرت يعتبر انه لا يمكن الاستمرار بالتعاون مع عامير بيريتس، وامامه ثلاثة خيارات اما ان يغادر بيريتس وزارة الدفاع بنفسه، او يتم استبداله ليحل بوزارة اخرى بالاتفاق معه، او لجوؤ اولمرت الى اقالته. مشيرة في الوقت نفسه الى ان بيريتس يربط الامر بتحقيقات الفساد التي تطال اولمرت. صحيفة هارتس اعتبرت ان قيادة الجيش الاسرائيلي لن تذرف الدموع على رحيل بيريتس، لانه لم يحظَ باحترام كبار الضباط سواء اثناء الحرب على لبنان او بعدها، كذلك تحول رئيس الاركان (دان حالوتس) الى مادة للسخرية بعد ان ربط بعض المعلقين شنه الحرب على لبنان، باضطراره لبيع اسهمه في البورصة بسرعة خشية خسارتها، اذا انهارت البورصة نتيجة حرب لبنان.
امنون ابرموفيتش المحلل السياسي قال " في صباح اليوم الاول من الحرب باع رئيس الاركان حالوتس دفتر اسهمه في البورصة، وفي المساء اجرى تقييما للوضع في هيئة اركان، وقد تحدث فقط في موضوع البورصة، وقال مثلما هبطت بورصة تل ابيب ثلاثة في المئة فيجب ان تهبط البورصة في بيروت ثلاثمئة في المئة، وعندما سأله احد الجنرالات هل هناك بورصة في بيروت قال له حالوتس نعم وهي اقوى من بورصة تل ابيب فحالوتس لم يخرج الى الحرب كرئيس اركان، انما كحاكم بنك "اسرائيل" وليس ضد حزب الله انما ضد مصرف لبنان".
الى ذلك فقد كشفت نتائج التحقيقات التي جرت داخل الجيش حول حرب لبنان وفق صحيفة يديعوت احرونوت عن وجود مشكلة جذرية واساسية وهي ان الحكومة والجيش الاسرائيلي، غير مؤهلين للتفكير جوهريا وغير مستعدين لاتخاذ قرارات منطقية في اوقات الازمات، واصفة المشكلة هذه بالخطيرة التي لا مثيل لها بسبب تداعياتها، لان اي خطة لترميم الجيش او اجتثاث بعض رؤوسه لن تحل هذه المشكلة
http://www.manartv.com.lb/NewsSite/NewsDetails.aspx?id=9146&language=ar
متابعات
3/2/2007
القدس العربى
سورية اختبرت بنجاح صاروخ
سكود يهدد كافة الاراضي الاسرائيلية
03/02/2007
القدس المحتلة ـ اف ب: اكدت وسائل الاعلام الاسرائيلية الجمعة ان سورية اختبرت بنجاح هذا الاسبوع صاروخا بالستيا يبلغ شعاع عمله اكثر من 700 كيلومتر ويهدد بذلك كل اراضي الدولة العبرية.
وقالت وسائل الاعلام نقلا عن مصادر امنية اسرائيلية ان نظام رادار تابع للجيش الاسرائيلي رصد التجربة الناجحة لاطلاق صاروخ سكود ـ دي سوري
http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=today\02z24.htm&storytitle=ffسورية%20اختبرت%20بنجاح%20صاروخ%20سكود%20يهدد%20كافة%20الاراضي%20الاسرائيليةfff&storytitleb=&storytitlec=
متابعات
19/03/2007
ذكرت صحيفة "معاريف" الاسرائيلية ، أن شيراك عرض على الحكومة الإسرائيلية في الأيام الأولى لحرب تموز، اجتياح سوريا وإسقاط نظام بشار الأسد. وابلغ شيراك الاسرائيليين انه ينبغي ان يحملوا سوريا المسؤولية عن المواجهة في الحدود الشمالية، وان تعتبرها الداعمة الكبرى لحزب الله في المنطقة، ولذلك فإن على الجيش الإسرائيلي أن يجتاح أراضيها بهدف إسقاط الأسد.
واعتبر شيراك انه ينبغي لإسرائيل أن تحصر نشاطها في لبنان بضرب أهداف حزب الله فقط، وتقليص ضرب بيروت نفسها، حيث أن الكثير من سكانها يحملون جنسية فرنسية. وبالتوازي، كان يفترض بإسرائيل أن تجتاح سوريا بدعوى أنها المذنبة الكبرى في الوضع السائب على طول الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان حسب تعبيره.
وجاء في الرسالة الفرنسية نفسها انه إذا قررت إسرائيل بالفعل اجتياح سوريا وإسقاط النظام الحالي، فإنها ستحظى بدعم غير متحفظ، منسجم ومتواصل من فرنسا سواء في مجلس الأمن الدولي أم في إطار نفوذها في مؤسسات الاتحاد الأوروبي. مع العلم ان التأييد الفرنسي لن يكون علنيا، بل سيجد تعبيره بتأييد للقرارات والتصريحات الدولية التي تمنح إسرائيل مجال مناورة مطلقا في المعركة مع سوريا، بالاضافة الى امتناع فرنسا عن كل تدخل يعرقل الجيش الإسرائيلي عن العمل ضد السوريين.
مصدر اسرائيلي سياسي كبير قال ان: الفرنسيين عملياً قالوا لنا: ماذا تريدون من لبنان؟ توجهوا إلى سوريا. فهي مصدر كل المشاكل. لقد أراد الفرنسيون أن يقوم الجيش الإسرائيلي بدلا عنهم بالعمل القذر حيال سوريا".
وتم بحث اقتراح شيراك في عدد من المحافل المهنية العليا في وزارة الخارجية، ولكنه لم يعرض على البحث في القيادة السياسية، وذلك أن الحرب مع سوريا لم تكن على جدول الأعمال.
(لبنان)
منابعات
19/03/2007
ليست رسالة الرئيس الفرنسي إلى رئيس الوزراء الصهيوني إلا واحدة من عدة حقائق تم الكشف عنها في أعقاب حرب تموز الأخيرة، وهي لن تكون الأخيرة في ظل تأكيد الكثيرين أن ما خفي أعظم. واحدة في إثر أخرى تتسقاط الأوراق الساترة لعورات العدوان الإسرائيلي على لبنان في تموز 2006، ويتكشف بذلك حجم التؤامر والتغطية الذي تمتع به العدوان، ما يجعله يتطابق فعلا مع ما قيل سابقا عن حرب عالمية على المقاومة ونهجها.الرسائل الأميركية بإطالة أمد الحرب، ثم الزيارات التحريضية للأقطاب الشباطية إلى واشنطن، فمخطط الحرب الموضوع منذ أمد، وصولا إلى ما كشفته صحيفة معاريف الإسرائيلية عن طلب الرئيس الفرنسي جاك شيراك من حكومة تل أبيب إجتياح سوريا وإسقاط النظام فيها. وفي هذا الصدد يقول ميشال سماحة، وزير الإعلام اللبناني الأسبق" ما حصل في تموز هو حرب عالمية على لبنان، سوريا وكل الفكر وثقافة المقاومة والممانعة في المنطقة، وادخل كل فريق رزونامته الشخصية في اطار هذة الحرب. اعتقد ان تهاوي السلطة الاسرائيلية في الداخل وتهاوي السلطة الاميركية في العراق وفي الداخل، وخروج جاك شيراك من السلطة سيعطي مصداقية اكثر اولا لكل ما كتب في الولايات المتحدة واسرائيل حول ذلك، وتحديدا ما كتبه سايمور هيرش وغيره وسنرى كتابات جديده وتصاريح من مسؤولين جدد واقول سنرى بؤرة من الفضائح والاوساخ تخرج بعد خروج شيراك من السلطة من فرنسا".
وبالعودة إلى تفاصيل تساقط دومينو الحقائق، فقد بدأ المسلسل، بالكشف عن الضوء الأخضر الأميركي المعطى للصهاينة لمتابعة الحرب، والذي تأكد من خلال الرسالة التي كشفت عنها الصحافة الإسرائيلية والتي جاء مضمونها مطابقا لما ورد أعلاه. قضية أخرى كانت مثار دحض ونفي من قبل الإسرائيليين، وهي التخطيط لشن الحرب قبل أشهر من وقوعها. فرغم النفي الذي صدر أكثر من مرة عن مسؤولين إسرائيليين لما جاء على لسان الأكاديمي الأميركي جون مارشايمر، ومواطنه الصحافي الإستقصائي سيمور هيرش، عاد رئيس الوزراء الصهيوني ليؤكد الأمر في شهادته أمام لجنة فينوغراد حين إعترف بالتخطيط للعدوان قبل أشهر من وقوعه. وكان هيرش ذكر أيضا في دراساته الأخيرة قيام سياسيين لبنانيين من جماعة الرابع عشر من شباط بزيارة الولايات المتحدة الأميركية قبل الحرب وتحريض البيت الأبيض على المقاومة. لذا فإن ما كشفته صحيفة معاريف عن طلب الرئيس الفرنسي جاك شيراك من تل أبيب إجتياح سوريا وقلب النظام فيها، لن يكون أخر المطاف، لأن في الجعب أوارق كثر يتوقع أن تتساقط في الأيام والاسابيع القادمة.
المنار
(لبنان)
متابعات
Hello
Hope you are doing well.
Post a Comment