Friday, January 03, 2014

حدث 25 يناير بين لعنة الفراعنة ولعنة دم الشهيد 2



قراءة فى تشكل وانحسار التأويلات على هامش الحدث 

في الإرادة 

وقال لى من علامات اليقين الثبات ، ومن علامات الثبات الأمن فى الروع

النفري

نص

سيناريوهات افتراضية...الخطاب الثوري وخطاب نظام المخلوع 


المأزق فى المشهد هو مأزق النظام لا مأزق الثورة. المؤسسة العسكرية تلعب لعبة حافة الهواية وهى نظرية قديمة تسكن وعي الخشب المسدنة فى المؤسسة وكاهن النظام الأكبر ولكنها تلعبها بدون حزام واقى لجسد الجيش.  فلم تكن هناك توازنات طبيعيه داخل بنية المؤسسة العسكرية لغياب نظرية للأمن القومى، أى أن الجيش كان منذ ثلاثين عاما ولا يزال يدار بقانون طوارىء داخلي ومن خلال المخابرات العسكرية وتلك هى ثغرة المجلس العسكري الاستراتيجية وكعب أخيل لدى قوى الهيمنة فى نفس الوقت. إن شبكة الارتباط بين الجيش والفلول أضعف حلقات الصراع لأنها عارية تماما وليس لها أى غطاء سياسي والعمليات القذرة تنفذ من أفراد مدربين و مختارين اضطراريا ولكن قطاع كبير منهم ليس من القوات المسلحة حتما وإن تزيا بزيها، إلى جانب شبكات من البلطجية لاختراق صفوف المتظاهرين ،هناك ستار حديدى مطبق على الجيش فنحن لانرى غير رجال المؤسسة المعتمدين من قوى الهيمنة  وكتلة الحرس الجمهوري ولكن أثر وأصداء  هذا على العصب الحى داخل كيان الجيش وأن كانت لاتتبدى فى ردود أفعال مباشرة تصل الينا من داخل جسد معزول الا أنها حتميا ستشكل تلاحم بين شرعية ثورية شعبية وجيش حتماً سيستجيب  جهاز المناعة الوطني  والشعبى داخله للترياق الثوري.  فما المؤسسة العسكرية الاكيان فرعونى يسيطر على مفاصله و لا يستطيع الكمون فى مواقعه  أو الحفاظ على مصالح قوى الهيمنة فى المنطقة بدون مساعدة مباشرة وحاسمة من الإدارة الإمريكية وإسرائيل وتفعيل حالة الاستقطاب وخطاب الاستئصال   ضد   كل ما يسمح   بدوران عجلة الديمقراطية على اساس مدني يقلص من هيمنة المؤسسة العسكرية على القرارلسياسي في ظرف تاريخي متشظي على مستوى الأقليم  لايسمح بحرب وقائية  مفتعله على الحدود تقمع الداخل على طريقة  لا صوت يعلو  فوق صوت المعركة  فهو حل مستحيل  عملياً حاليا سواء فى ليبيا أو غزة أو السودان الى جانب الفوضى الإقليمية فى البحر الأحمر وبعد.



.. أن تحليل المشهد السياسي فى هذه اللحظة لا يخضع لفروق التوقيت زمنيا ولابد من التحديق فيه بثلاث عدسات متوازية وفى نفس الوقت . واحده داخلية وأخرى أقليمية وثالثة دولية وفى مراقبه شديدة الحذر للتناقضات بين الخطاب الساداتى المنبطح المستسلم الذى يرضى بفضلة أمان وفتات معونة ويميل الى العزلة مقابل عمالة صريحة مقبوضة الثمن وخضوع كامل لقوى للهيمنة وبين الخطاب الثوري الشعبي الذى يحمل رسالة المستقبل لأمة كريمة وشعب حر


تناص 



الشعب يريد كيف يريد؟


مواطن " شريف" من ضمن الآلاف يحمل صوة للسيسي في مظاهرة تأييد للجيش،ماذا يعرف بالضبط عن السيسي ؟ هل هو رجل الانقلاب الأول أم مجرد واجهة لجناح ما داخل المؤسسة  ؟ ماذا يدرك عن  الفرق بين المؤسسة العسكرية وبين الجيش؟  ماذا يعلم عن علاقة المؤسسة العسكرية وقوى الهيمنه ودورها المحدد في الأقليم ؟ كيف يميز بين خطاب نظام المخلوع ما قبل حدث  25 يناير وخطاب الحدث الذي ما زال يتشكل ويراكم أبجديته ؟ ماذا يلتقط وعيه من مكونات القطيعة الثورية التي  يحبكها الحدث  على مهل لسحق خطاب النظام وتفكيكه ؟  ماذا يعرف عن السيناريو الذى علق الزمن ووضع  الشهيد علامات ترقيمه وحبك شفرته الكونية على محك معنى الوجود ؟ ماذا يدرك من الصراع المصيري بين الميدان والشهيد والسلطة  


على محك الواقع لايحتاج المواطن الشريف أن يحمل الهم المعرفى لإدراك جوهر حدث هو يصنعه بالفعل وليس هذا فى طاقته فلا يوجد من يستطيع التحديق فى حدث ثوري وهو يراكم قطيعته ،  حدث  هو بذاته خاضع أينما كان موقعه لفيضه 

وأن بدا في اعلان الولاء المجاني من المواطن الشريف للسلطة شىء ما يربك المشهد الا أنه  فى نفس الوقت ملغم بمكيدة الحدث ، والسؤال المشروع هنا : إذا كان المواطن الشريف قد عبر عن ولائه للسيسي بتفويض الغرض منه هوتعديل المسار والانحياز لتؤويل المؤسسة العسكرية لطريق الاستقرار والبناء ،فاين كانت المؤسسة وهى فى بؤرة الحدث منذ أندلاعه ؟  فهذا ليس التفويض الأول من المواطن الشريف أنه التفويض الثاني ، لقد فوض المواطن بلا طلب مع معظم المواطنين الشرفاء  المؤسسة بعد أيام معدودة من بداية حدث 25 يناير  حجب فيها الشرعية  بقوة الحدث عن كل القوى السياسية وترك للمجلس العسكري سلطة الإشراف على إدارة المؤسسات التنفذية لبقايا دولة المخلوع على شرط تحقيق الاستحقاقات التى تستجيب لإرادة الشعب ومجملها هو إسقاط النظام والقصاص للشهداء وتنزيل المطالب الشعبية الثلاث عيش حريةعدالةأجتماعية  كأستراتجية عبور للمستقبل


قد لايبدو هناك معنى أو جدوى  فى عرض المواطن الشريف ولائه المجانى وشرائه لسمك مازل يسبح فى بحر من الاستقطاب ومن صياد مهلهل الشبكة فى بحر هائج ولكن علينا الا نستخف بمنطق المواطن الشريف فهو لم يعارض إدعاء الصياد بتوفير مطلبه ولم يسأله عن الطريقه أو المهارة  التى سيستجلب بها السمك ولكنه دفع الثمن مقدماً وأخذ مفابل استعراضه الولاء أمام  الصياد المدعي وعد توفير السمك الكافي مدفوع الثمن.

. لم يكف المواطن الشريف عن تأكيد ولائه للصياد فى كل مكان فى الشوارع ومن الشرفات  وعلى شاشات العرض الفضائى وأمام كل زي رسمى ينتمي للصياد  في مشهد عام وشامل بالتأكيد لايغفل المواطن الشريف عن تفاصيل العجز البادى على الصياد ولكن للتغافل فى شرعة المواطن الشريف نسق .  كتغافله عن أخفاق فريقه فى مبارة حاسمه أمام خصم  عنيد ولكنه وكعادته يشجع بصرف النظر عن رؤيته للأهداف الضائعة ورخاوة فريقه واستهتاره بالخصم  حتى آخر دقيقة للمباراة

والمواطن الشريف يدرى أنه نقطه فى بحر المشجعين وصورة السيسي الذى يرفعها لن يلتفت لها بحر المشجعين من حوله ولن يدقق فى تفاصيل الألوان الباهته اللكاب فى ورق غير مصقول رخيص الطباعة  يدرك المواطن الشريف موقعه فى المشهد الشامل ويدرك معنى وظيفيا خفيا أيضا يهيأ له،  إنه ينتبه للمكان الذي يعيش فيه وما هو متوقع منه أن يقوم به.إنه يشاهد مايقوم به فى قلب المشهد من خلال التقاطه لموجة التيارالجارف ، ومنه يدرك الملائم وينتبه لما عليه أن يفعله وكيف يتجنب  مواضع العزله أو النبذ والانفصال والاغتراب عن القطيع ومخالفة قوانين اللعبة ، ويدرك المواطن الشريف حافةالأمان الهشة التى يتحرك تحت مظلتها وعينه تلاحظ  ثقوبهاالواضحه 

الكذبة الكونية والمواطن الشريف



يشاهد المواطن " الشريف" زميل له لاسباب ما قرر أن يكسر تلك الشبكة من التفاهمات الغير معلنه ويخرج على خارطة الطرق الوهمية ممن يدرك أنهم  ليس لهم لازمة في الحدث الثوري  ولا طريق أصلا الا الطريق ذاته والمعالم ذاتها والوجوه الصفيقة  نفسها ، يلاحظ المواطن الشريف تدرج موقف زميله من النقيض الى النقيض  ، ويرى أعلان زميله الذى كان "شريف"التعاطف والانحياز فى الصراع الى من يفرض عليه ضميره وقناعته أن يدعم موقفهم 

، هاهنا لن يظل المواطن الشريف شريف الا بتجريم زميله لابسب  الحجر على حق زميله في تغير قناعته ولكن حسب قواعد اللعبة لفساد كامن في زميله لخيانه كانت مستتره ، وهذا حتمي في (التفاهمات الغير معلنه ) لتبرير  واستحلال القمع الذى سيمارس مع زميله وتصويغ استباحته بقبضة النظام أو بقبضةأعوانه وجماهيرة لقد خالف زميله قواعد الانتباه . واستمع لنداء خارج السياق ينبع من داخله ،المواطن الشريف سابقا عليه أن يواجه كل المحيط لقد خرج  يإرادته من دائرة  التفاهمات الغير معلنه  وخالف قواعد اللعبة. إنه يكتشف مرة أخرى هويته وكرامته المنتهكة يتماهى مع الحدث. إنه يعطي لحريته ملامح. انتفاضته أنهامحاولةباهظة التكاليف من زميله لأن يعيش مع الحقيقة الثورية للحدث أن يكون مشروع شهيد


لن تتأخر الفاتورة التي عليه أن يدفعها.  وبحجم  ملامح ممارسته لحريته وقناعته التى سيعلنها بقدر ما سيقترب من الميدان من موقعه في الصراع. لن يتأخر العقاب ومن أقرب المقربين     ولكن المواطنين "الشرفاء "الذين جعلوا من انفسهم إدوات مدنية للقمع ،  لا يطبقون العقاب عن قناعة وعقيدة ، بل فقط تحت ضغط الظروف، نفس الظروف وذات الآلية التي دفعت المواطن الشريف فى البدايةلحمل صورة السيسي. سيقومون بحصار  المواطن الذى كان شريف هذا هو ما يُتوقع منهم، لإظهار ولائهم، أو ببساطة كجزء من المشهد العام، والذي بواسطته ينشأ وعي بكيف يجب أن يتم التعامل مع أوضاع من هذا النوع، هكذا كانت تتم الأمور منذ تأسيس نظام يوليو ،

 هناك قواعد تتشابه (ذات الجماعة ) و (ذات المؤسسة ) ونفس الأسباب.فالمنفذين هنا يتصرفون بشكل جوهري مثل أي شخص آخر، إن كان بدرجة أعلى أو أقل: أي محض مكّونات للنظام مابعد-الشمولي، كعملاء لآليته، كأدوات تافهة للكلانية الآليةالاجتماعية.ولهذا فإن بنية السلطة  
وسدنتها  من خلال دور المواطن الشريف يطورون ذات الشرعية 

بنية الاستبداد لاتقوم على فراغ أنها مخزون استراتيجي للنظام ،ستلفظ شباب 25 يناير لن تطيقهم أحرار
.
فالنظام، ومن خلال وجوده المتنكر في الناس،سينتقم منهم لتمردهم. لاسبيل آخر لأن منطق السلطة التي يعمل بها ودفاعه الغريزي عن نفسه يحتمان عليه ذلك. فشباب 25 يناير لم يرتكبوا اعتداء عابربسيط، قابل للاحتواء، بل شيئا خطيراً بشكل غير مسبوق. هنا يتموقع الحدث بخرقه لقواعد اللعبة، خلخل دورتها .. كشف عن أنها مجرد مسرحية. قام بتفتيت عالم المظاهر، الركن الأساسي لهذا النظام. قام بقلب بنية السلطة وذلك بخلع ما يجمعها ككتله.

لقد قال الشباب أن الفرعون عارى. ولأن الفرعون فعلا عاري فإن شيئا خطيرا جدا قد حدث: فبقولهم ثم فعلهم خاطبوا شعوب العالم مباشرة أجبروها عى الانتباه لكيف ؟ولماذا؟ . مكنوا الجميع من أن ينظروا خلف الحجاب. إنهم عرضوا للجميع أنه بالإمكان أن يعيش الانسان مع الحقيقة كبديل لكل هذا السخف والادعاء

فالعيش مع الكذب يمكن أن يؤسس النظام فقط عندما تكون الكذبة كونية وأن يصدقها العالم كله ويقبلها.
ومبادىء حدث 25 يناير تخللت كل شيء. لا توجد مصطلحات من أي نوع يمكن أن تدلس وتشوش عليها،أو تزيف استحقاقاتها بعد أن أقرها الشعب إرادة ، لم يهدد 25 يناير النظام فقد ولكنه هدد العالم كله بدخول "الشعب يريد " كمحدد للقرار والمصير السياسي في منطقة خاضعه بالكامل لقوى الهيمنه فيه .
لهذا فإن جميع من يتجاوز الخطوط الحمراء من ناحية المبدأ يعطل بشكل كليّ جميع خرائط الطريق المعدة والتى ترتكز على بداهة السيطرة على هذا الموقع الجفرافى من العالم منذ أنتهاء الحرب العالمية الثانية يشكك في كل السرديات المعتمدة

والخطر الجوهرى ل25 يناير هو ببساطة رسالته الواضحه في محاولة خلق ودعم الحياةالمستقلة لمجتمع يمثل تعبيرا صريحا عن العيش في ظل الحقيقة عارية . بكلام آخر، خدمة الحقيقة باستمرار، بشكل مقصود، وبوضوح، وتنظيم هذه الخدمة.

إذا كان العيش تحت ظلال الحقيقة هو البداية الحقيقية لكل محاولة يقوم بها الناس من أجل مواجهة الضغط التشتيتي للنظام وصانعيه ومموليه ، فالأساس الوحيد ذو القيمة لكل فعل مستقل يعبر عن طوق الشعب للحرية هو جوهر تحمل الشعب لمواجهة مصيره وشرط تفجر طاقته لتحمل مسؤولية هذا المصير.

وكذلك إذا كانت، أخيرا، أكثر المصادر جوهرية لموقف (المنحاز لحدث25  يناير وبدهاته المعلنه)، فإنه من الصعب تخيل أن حتى (المنحاز للحدث) الصريح يمكن أن يكون له أي أساس غير خدمة الحقيقة، الحياة الحقّة، ومحاولة خلق مكان للأهداف الواضحة للحياة وقد يكون فى هذا بعض ملامح من شفرة 25 يناير التى مازالت مستغلقه وفى بدايتها.


هامش قديم


كل ما نحتاج اليه هو أن تثبت هذه المعاني الواضحة التى صنعتها دماء الشهداء وعيون الثوار فهي الاساس الجوهري والشرعي فى الاستمرار والأنتصار
Thu Jan 12, 09:47:00 am 2012



No comments: