Thursday, December 26, 2013

قراءة في قصيدة تميم البرغوثي يا شعب مصر 7



الشعر  نافذه على عوالم موازية تتحول فيها الحروف والكلمات كوسيط يجسد رؤية ويقتنص نص  ويعتقل حال بين الشاعر والحدث وإذا كانت الصورة يستحيل أيجاد قواعد نحو لها لعدم وجود انقطاع فى (العلامة ) التى هى الصورة بذاتها (الاحالة لبارت) فالصورة علاقتها الجوهرية أنما تكون بالغياب أوالموت . ، صحيح أنها شاهد لكنها شاهد على شىء لم يعد موجود حتى لوكان الشخص الموجود فى الصورة مازال حياً .فهى لحظه من لحظات وجود ذلك الشخص ولكنها لم تعدموجوده فكل قراءة للصورة وكل تذوق لها هو تواصل مع ما كف عن الوجود تواصل مع الموت، فى هذا الحدث الثورى تشابكت الصورة مع النص في علاقه هى من جنس الطريقه التى اعتاد الشعراء الاستمتاع من خلالها بالعمل على المعضلات الايقاعية فى قصائدهم  
 
تداعى المعاني 
الغموض فيه من الجهل بقدر ماقيه من الإدراك أو هو نوع من العجز عن الإدراك تكتنفه الفه أو توتجس أو بلغة المتصوفه حال  شهود  فى معراج وأنفلات من ران القلب وتشوف للقديم أو بالأصيل الذي يرتبط بخامة الوجود... والتحرر مفهوم غامض ملتبس فى ثقافة محاطه بالممنوع والمحرم والمدنس والمقدس فالحرية تستدعى ثقل الوجود فى الكائن تستدعي الخوف والرهبة عندما يتمرد اليافع فى بداية ممارسته لأرادته  على أحد والديه فهو يهدد بالحرية ... أنت حر
النص

فيه حاجة غامضة بتكتشف
هى اللى بتخلى الحصان اللى اتحدف
من بطن أمه ولسه مش عارف يقف
يقزح ويجرى ويعرف انه حصان
تلك الشفرة بين الميلاد والإدراك
هذا الشىء الذى يفلت من قبضة السلطة 

عندما تشاهد كل هذا الاعلان بالولاء لكل ما يصدر عن المؤسسة العسكرية في اتون حدث ثوري جاء بالأصل لاقتلاع هيمنتها على البلاد ينتابك شعور يتشكل فى سؤال بديهي  ضد من ؟ هناك من هم يباشرون وجودهم ولا يدرك وعيهم عارهم   لا يوارون ويقولنها جهار ضد الثورة .أو ضد الشعب الذي يستحيل السيطره عليه الا بالبطش والقمع ،أنهم يعبرون بعفويه  عن نظام ولدوا وعاشوا تحت سلطته و هيمنته وخبروا قوانين الصعود فيه ومواطن المهالك في تضاريسه ، نظام تحجر سياسياً  وتحول بذاته وكيانه الى كهنوت مدجج باللا مفكر فيه والممتنع الخوض فيه الى حالة ما بعدالاستبداد ، أنه استبداد طمست  معالم ومنابت الظروف والعوامل التى أنتجته .. التحرر ..الاستقلال... وبناء الدولةوالكيان ..وبعدها أو بسبب الفشل فى تحقيقها تحولت وتكلست كلها  الى شعار أزالت أثار العدوان ولا صوت يعلوا فوق صوت المعركة 

 . وبالرغم من عوامل التفكك الداخلية التى حجبها تغول سلطة النظام بمتلازمة
 عدم الانسجام المقاومة  = الاستباحة والبطش،استمر تضائل   مفهوم الشعب أمام  النظام  فى كلمة واحدة دالة هى الحكومة أو دراما الفرار ...هناك تاريخانية لايمكن أنكارها تواترت وتراكمت على قواعد واسس هذا النظام جعلت مركزه داخل المؤسسة العسكرية محجوب لايسأل عما يفعل بالعرف وبشبكة شائكة من القوانين المتراكمة فى جوهرها تكبيل لكيان الشعب وتحصين للنظام،تحول خلفها النظام  فى  صراعه الغير متكافىء مع شعارته الى نظام شمولى  ملء الفساد فراغه الإيدولجى واستوطنت التبعية مسامه ومفاصله وفى لحظة المواجهة  لم يصدق فيها قدرةالشعب الفعلية  على الانعتاق
 
النص
فيه حاجةبتخلى السجين المستكين فى كل حين اشطر من السجان
 فيه حاجة بتخلى القوى عيِّل قوى وبيتلوى من نكتةالغلبان
فيه حاجة بتخلى عيون الخلق ما تنامشى
وبتخلى المدن تمشى
وتخرج زى كلمة حق من غير قصد مابترجعش لو طلعت

في أنصاف الظالم 

دوام الظلم لايكون الا  باستكانة المظلوم وفى الظلم شىء مركب فهو لايقوم بذاته لابد أن يوجد فى شكل ثنائية حال بين ظالم ومظلوم ...يقول العقاد : أنصفت مظلوم فأنصف ظالماً .. في ذلت المظلوم عذر الظالم .. هناك فى معظم الذين إدركهم هم الشعوب تلك الغلظة والتبكيت فى مخاطبتهم همم الشعوب راجع نصوص الأفغاني الكواكبي وسببها المباشر  إدراكهم اليقيني  للقوةالهادرة الجباره الكامنه فى كيان الشعب وهى قوة وقدرة لاراد لها أن شاءت أن تكون  أو إرادت أن تتحرر من الظلم 

النص

وم الأسمنت والأسفلت يفلت فلت نهر مقدس الجريان

الرؤية بالنسبة للشاعر  هي جوهرالمعني والمعني فى ثورة الشعب المصري كما تجلت فى ملحمة خلع الفرعون هى ذروة فعل جسد حجم الإرادة لهذا الشعب فلم يكن خلع الفرعون مجرد إرادة شعبيه للتغير أنهااستحقاق شعب  له مع الزمان وقفه وحساب لقداختبر الشعب المصري العالم من حوله وابتلى .... أختبره فى رضاه وغضبه أختبر مواقف العالم فيما يجرى فى منطقة الشرق الأوسط وفى قضايها المركزية خبر تحيزاته وأنتبه لأطماعه ولا حظ الفرق بين الفعل السياسي والخطاب السياسي وأنتبه الى تلك المساحة بين شعوب هذا العالم من جهة ونظمهاالحاكمة ، مأرب والاعيب قوى الهيمنة فيه وأنتبه الى تلك المفارقة بين شعارات الانسانية والديمقراطية والحرية المرفوعة  من جهة ، وفعل وعلاقة قوى الهيمنة الدولية مع نظمه التى لاتجهل حقيقتها بل هى بذاتها من مكن لها وساندها وتغافل عن كل ممارستهاما دامت توفر له مايريد كما يريد .  لقدكان الشرق الأوسط فى بؤرة الأحداث فى العالم منذ الحرب العالمية الثانية ومرورا بالحرب الباردة التى أكتملت فصولها بقتال ابنائه فى افغانستان واستنزاف الاتحادالسوفيتى لقد راقبت الشعوب القضية الفلسطينية وكانت فى خلفية الزاد اليومي بكل مفاصالها ومجازرها لقد شاهدت الشعوب العربية كيف استحالت الشعارات الى نقيضها وكيف كانت الإدارة المهيمنة فى العالم هى صاحبة عصا الأركسترا فى الحروب وفى الكروب وكيف جنت الطبقة العميلة فى المنطقة حصاد البيع وحصاد الشراء وكيف الزمان يهون الأبرار ويحكم الإنذال لقد راقبت الشعوب العربيه كل هذا بصمت ودهشة وحلم غالباً ومقاومة هنا وأنتفاضة هناك

النص 
فليحذرالسلطانُ زحف الغابة
والورد إذ يستأنس الدبابة
داب الحديد من لمسته دوبان

معضلة الموت

الموت فى معضله حينما لايجد شىء يميته بمقدار روعة الحياة تكون رهبة الموت لقد كان للموت حصاد من هشيم فعندما يحيط العدم الوجود تختل المعادلة

 يدرك الكائن الحي أنه لامحالة سيموت وفى هذا الأدراك اليقيني طاقة الحياة ذاتها السعي وفي لحظة انتباه الشعوب وتجسدإرادتها فعل يسعي ويشاء ويريد يصبح الشعب كائن بملايين الأرواح وههنا يكون الاصطفاء وتكون الشهادة ويكون البصر بقدر اليقين وينفك لغز الابتسامه فى مواجةالموت

النص
فيه حاجة خلت خطة الموت ترتبك
عابس وعايز يشتبك
خاف من ضحية جاية ناوية تاخده بالأحضان
وإذا بهذا الفجر يا اخواننا اتولد بيننا
وكنا احنا بنستنى وهو كمان بيستنا
واتاريه بس عايز إذن منا وهو فى يميننا
فلما أذنا خد منا وعطانا أمان
يا فجر يا سابق صياح الديك
.........................

يا شعب يا مشبك إيديك فى إديك
وكأنها خط الثلث فى آية القرآن
إديت لآدم معنى تانى زاد على كل المعانى
وربنا قال هو ده قصدى وده غرضى
كده بالظبط لا زيادة ولا نقصان

هذا والله أعلم

No comments: