Thursday, March 29, 2007

أحجار فى القمة


عجز وصمت

صمت يفل العزم
يتهم الرجولة
صمت يلف الخزى شالاً
فوق أكتاف ذليلة
عجز موزع
على كل الحدود
صمت مصنع
ختمه خوف اليهود
صمت على خوف
وفوقهم حجر
حجراً
لرجم منابر الفقه المخنـع
حجراً
لمن تركوا فصيح الحس
بينهم لشاشة
حجراً
لمن أضحى
الشهيد أمام أعينهم
قـماشة
حــجــراﹰ حــجــر
حجراً
لمن يبغون عز بلادهم
دون ابــتلاء
حجراً
لمن يطفئ صحوهم
خرطـوم مــاء
حـجـراﹰ حـجــر
حجراً
لمن وطنوا للعجز
تحت أقنعة السلام
حجر
لجفن أستمرء الذل
وطأطأ ثم نام
حجـراﹰ حجـر
حجراً
لمن لايعرفون لصمتهم
سببا و مغزى
حجراً
لمن لا تؤرق ليلهم
أخبـــارغـزة
حجراً
لمن يخــلو فؤاده
من حمـــاس
حجراً
لمن عشــقوا طـــريق
الإلتبــاس
حجراً
لمن زعــــزع عـقيدته
القعــــــود
حجراً
لمن أمسـوا عـبيداً
لليهـود
حجراً
يحذر ما بين نينوى
والبقيـيع
حـجـراﹰ حـجـر
حجراً
لمن جـعـلوا من كل طــاغية
ﹴ وثن
حجراً
لمن جـعـلوا من كل هذا الخـزى
حولـهم وطـــن
حـجـراﹰ حـجــر
حجراً
يجلجل بين غزة والفلوجة
حجراً على حجر
لكل جباة أمتنــا القعيــدة
حـجــراﹰ حــجـــر
حجراً بديلاً
للمطر

4 comments:

بعدك على بالى said...

لا أعرف لماذا دائما تذكرنى تلك "القمم" بفرقة حسب الله السادس عشر الموسيقيه، حيث لا يفلح اعضاءها فى ضبط إيقاع نغمات مقطوعة موحدة، عذبه، ورغم ذلك لايمكنك تجاهل وجودهم على الساحة....


سيدى

"وطنى حبل غسيل
لمناديل الدم المسفوك
فى كل دقيقه..."

محمود درويش
العصافير تموت فى الجليل

تحياتى لأبيات هربت من الصمت والعجز

علان العلانى said...

بعدك على بالى

للذل قمته وللعجز قمته أيضا وأن لم يكن هكذا فكيف وأين، هناك مثل قديم توقف أمامه د يحى الرخاوى متأملا فى مجلة الكتب وجهات نظر العدد الخامس والعشرين فبراير 2001 يقول"طلب الغنى شفقة-- كسر الفقير زيره"والشفقة كما تعلمين قطعة من الفخار المكسور
نعم سيدتى بالطبع لا يمكن تجاهل وجودهم على هذه الساحة فهم صانعوها وهم صنائعها ولكن من المسؤل عن هذا الوجود اليس نحن هذه الأمة القعيدة

سيدتى
قدم محمد حسنين هيكل لكتابه الثالث عن المفوضات السرية بين العرب وإسرائيل بهذه
الأبيات

"للحقية وجهان، والثلج أسود فوق مدينتنا
لم نعد قادرين على اليأس أكثر مما يئسنا، والنهاية تمشى
إلى السور واثقة من خطاها
فوق هذا البلاط المبلل بالدمع، واثقة من خطاها
من سينزل أعلامنا: نحن، أم هم؟ومن
سوف يتلوا علينا"معاهدة الصلح"، يا ملك الاحتضار
كل شىء معد لنا سلفا، من سينزع أسماءنا
عن هويتنا:أنت أم هم؟ ومن سيزرع فبنا
خطبة التيه:"لم نستطع أن نفك الحصار
فلنسلم مفاتيح فردوسنا لوزير السلام،وننجو.."
للحقيقة وجهان،كان الشعار المقدس سيفا لنا
وعلينا،فماذا فعلت بقلعتنا قبل هذا النهار؟
لم تقاتل لأنك تخشى الشهادة،لكن عرشك نعشك
فأحمل النعش كى تحفظ العرش،يا ملك الانتظار
إن هذا السلام سيتركنا حفنة من غبار...
من سيدفن أيامنا بعدنا:أنت ..أم هم؟ومن
سوف يرفع راياتهم فوق أسورنا:أنت ..أم
فارس يائس؟ من يعلق أجراسهم فوق رحلتنا
أنت ... أم حارس بائس؟ كل شىء معد لنا
فلماذا تطيل التفاوض، يا ملك الاحتضار


محمود درويش
لقد كانت القصيدة ترمز لملك مفترض ،لكنه فى الأمتحان الأخير أختار الشهادة وأعلنها-- شهيدا-- شهيدا-- شهيدا عل ذلك يكفر عن جريمة أسلوا، وها هى القصيدة تجد ملك غير مفترض يتلبسها

تحياتى لك أنت سيدتى يا من تعرف كيف تنزل الكلمات منازلها
كل التقدير والأحترام

علان العلانى said...

متابعات
قمة التسلم والتسليم: من
الحقبة السعودية إلي الحقبة الصهيونية؟
مطاع صفدي
02/04/2007
فلنقل الآن ان اجتماع الحكام العرب، الأول من نوعه علي الأقل، المنعقد في الخرطوم، وقبل أربعين عاماً، تلبية لدعوة جمال عبد الناصر، الخارج مختلفاً من نكسة حزيران، هذا الاجتماع، لم يمنح القمة، كما كان مأمولاً لها، صيغة المؤسسة القومية العليا التي كان ينبغي عليها أن تشكل ما هو أهم من مجرد مرجعية جماعية فحسب، وهو أن نقيم ثمة كياناً حقوقياً لتلك المشروعية التاريخية المفقودة طيلة عصر الغياب العربي عن ذاته، وعن حضوره في العالم. إنها مشروعية الكينونة الإنسانية التي ما فتئ الواقع المادي والحضاري ينحدر دونها بمسافات أخلاقية مصيرية مفزعة، ويتابع انحداره المفجع ذاك عبر كل الزمن الذي أعقب قمة الخرطوم، وصولاً إلي قمة التصفية الأخيرة الراهنة، ليس لتراث اللاءات وحدها، ولكن لمسلسل التنازلات عينه الذي لم يبقَ بعده ما يتنازل عنه النظام سوي آخر معالم استقلاله الوطني. سلن يخيف العرب خَوْضُ التنافس حربياً أو سلمياً مع إسرائيل، لكن المخيف حقاً هو أن المنافسة لم تكن عادلة، سواء في حقبة الصراع الحربي أو حقبة التنافس (السلمي) القادمة. فبينما كل إمكانيات إسرائيل مطلقة وحرة، وتستمد دعماً من جبابرة العالم، فإن العرب كما كانوا مكبلين كمجتمعات وشعوب بأنظمتهم الطاغية وممنوعين من المشاركة في قرار الحروب السابقة أو في ممارستها بكامل قواهم، كذلك لن يتاح لهم استخدام حريتهم الطبيعية في إنتاج إمكانياتهم وتنميتها بحسب دواعي مصالحهم الوطنية وحدها، خلال صراع التنافس المدني مع عدو الأمس. هذا النوع من الصراع المدني إن صح التعبير لن يكون والحالة هذه من صالح عربي، بل لن يمنحهم الأقل من فرص تحقيق الذات التي يتمتع بها الكيان الصهيوني بما لا يقاس من الفوارق نوعاً وكماً عن أحوال العرب.
أما في صدد المتغيرات السياسية المنتظرة فهي لن تكون إلا من جنس مقدماتها الراهنية. فلقد تكوّن عملياً، وبعد هزيمة إسرائيل في عدوانها علي لبنان الصيف الماضي، محور إسرائيلي عربي بقيادة أمريكية مباشرة. إنه الحادث النموذجي لما سيليه من النسخ المكبرة عنه؛ بحيث ستصحو الأمة العربية ذات يوم قريب لتري أمامها أقطاب نظامها الحاكم أمسوا حلفاء طبيعيين مع إسرائيل وراء مشروعها الصهيوني، ضداً علي المشروع النهضوي العربي. حينئذ قد تتمّ تغطية إعلامية كبري لهذا التحول (التاريخي)، تحت مفردات ومصطلحات الليبرالية الجديدة، ومعها يجري افتتاح فروع اقليمية وقطرية لجماعة (المحافظين الجدد). ليس ذلك من أضغاث أحلام الغد البعيد، بل من وقائع الحاضر الكئيب؛ وانطلاقاً من عقد الاجتماع الحالي، باعتباره الدورة الأخيرة المرصودة لتصفية ما كان يسمي بمؤسسة القمة العربية؛ إذ ستولد علي أنقاضها المؤسسة الأخري للقمة الشرق أوسطية، تحت الجناح الأمريكي، وبرعاية وحراسة إسرائيل والصهيونية العالمية.
لكن، ويا للعجب، يبدو أن النظام العربي لن (يربح) مشروعه الشرق أوسطي بسهولة وبديلاً عن ماضيه (القومي) الخائب. فإن رايس، في زيارتها الرابعة للمنطقة، وعبر زحمة لقاءاتها مع أقطاب الحلف العربي الممهد للحلف الأكبر مع إسرائيل، لم تستطع إقناع أولمرت بمد اليد إلي زملائه من بعض القادة العرب، إلا إذا كانت القمة الأخيرة تمهد الطريق النفسي والإجرائي، لما يعتبر بمثابة إعلان جماعي بطلب المصالحة، أي بمعني آخر اعتذار واستجداء العفو الاسرائيلي عما كان ارتكبه العرب من الإجحاف بـ (الحقوق) اليهودية، وبإنكار الدويلة العبرية، والانخراط طوعاً أو قسراً في مسلسل الحروب معها. أما الجواب علي الطلب الاسرائيلي الذي يصير ضغطاً أمريكياً كذلك مع (رايس)، فلا يبدو أن لسان حال (المعتدلين) من أقطاب القمة كان بالرفض المتلعثم بالقبول الضمني. فما دام النظام العربي، مع العديد من أعضائه الحاكمين، هو في حال تصالح واقعي (التبادل الدبلوماسي المغلف أو المكشوف، الزيارات المعلنة أو المكتوبة، التبادلات التجارية إلخ..)، ماذا سيعيقه عن إشهار صيغة الاعتذار والمصالحة، وهكذا كان، علي القمة أن تعيد طرح الصيغة في قالب المبادرة السعودية مخففة هذه المرة من بعض شروطها الأولي، التي تعطيها بعض التوازن الدبلوماسي وشيئاً من الكرامة الوطنية.
إذن، إنها الحقبة السعودية التي اعتقدت أنها ورثت الحقبة الناصرية. ومن حينها استولت علي مؤسسة القمة. عملت علي (تطهيرها) تدريجياً من لاءاتها واحدة بعد الأخري؛ وصولاً إلي سقوط بغداد ـ الثاني تاريخياً ـ حيثما تسلمت المهمة بالكامل الحقبة الأمريكية. وها هي اليوم، ومع قمة التصفية، الراهنة، لبقايا رموز المشروع النهضوي، تجهد إدارتها البوشية قبل انقضائها، علي تكريس الحقبة الاسرائيلية، كتتويج لجهود الحقبتين السابقتين، إنها بانتظار التوقيع العربي الجماعي علي وثيقة التكريس النهائية.
هل أدي النظام العربي مهمته.. التاريخية. صار نظاماً مفروغاً من حقيقته. أما الشعوب فهي التي لا تنوي مغادرة ساحاتها المحاصرة. فهي الشعوب التي لم ولن تصالح. هذه الممانعة هي لب الإشكاليات الأصلية التي لم تنجح الحقب الثلاث الأخيرة، السعودية فالأمريكية، فالاسرائيلية (قيد التنفيذ)، في اكتشاف أسمائها الحقيقية. وأولها هو أن ليست هناك سلطة قادرة علي جرّ شعبها إلي الحضن، أو الحضيض العبري.
إذا كانت البوشية حالمة بخاتمة لفظائعها تتخطي تراثها كله، وذلك بإقطاع العالم العربي، ومن ورائه الإسلامي، للمشروع الصهيوني، فإنها ستكون كمن سيوفر الشرارات الضرورية لتفجير الحرب العالمية الثالثة. فلا سلام لإسرائيل لاحقاً إلا مع بعض النظام العربي. ولكن من يقول ان شياطين هذا النظام خالدون.
9
http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=today\e0139.htm&storytitle=ffقمة%20التسلم%20والتسليم:%20من%20الحقبة%20السعودية%20إلي%20الحقبة%20الصهيونية؟fff&storytitleb=مطاع%20صفدي&storytitlec=

علان العلانى said...

متابعات
ملاسنة على مستوى القمة
عبد الباري عطوان

30/03/2009


من يتابع ما جرى ويجري في اجتماعات قمة الدوحة العربية العادية التي اختتمت اعمالها بشكل مفاجئ مساء امس، اي يوم انعقادها نفسه، يشعر بالحزن لما آلت اليه هذه المؤسسة التي من المفترض ان تكون المرجعية العربية الأكثر تنظيماً وجدية، بحكم تمثيلها للنظام الرسمي، ودورها في ترتيب اوضاع البيت الداخلي، ووضع استراتيجيات مشتركة حول كيفية التعامل مع القضايا والتحديات الرئيسية.
القمة بدأت بقنبلة 'غير موقوتة'، وان كان جرى الاعداد لها بشكل جيد، فجّرها الزعيم الليبي معمر القذافي في ساعتها الاولى، عندما حاول 'الثأر' لملاسنة سابقة، في قمة سابقة (قبل ست سنوات) مع العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز، وتحولت الى النقطة الأبرز، ان لم تكن الوحيدة على جدول الأعمال، حيث انشغل معظم المشاركين في كيفية تطويق هذه الأزمة الجديدة، وتقليص آثارها الى حدودها الدنيا.
القضايا الأساسية التي انعقدت القمة من اجل بحثها، وايجاد حلول لها، مثل ملف العلاقات العربية الايرانية، والانقسامات المنبثقة عنها، وقضية الصراع العربي الاسرائيلي وكيفية التعامل معها في ظل ادارة امريكية جديدة، وحكومة اسرائيلية يمينية متطرفة في طور التشكيل، هذه القضايا اصبحت ثانوية، او جرت تنحيتها جانباً، فلم يعد هناك وقت للتعاطي معها، فرئيس القمة مشغول بمطاردة الزعيم الليبي واقناعه بعدم المغادرة، وزعماء آخرون يتدخلون لتهدئة العاهل السعودي، اما البعض الآخر فاكتفى بالتفرج وضرب الكف بالآخر تحسراً، فالاهتمام بخطاباتهم التي كانوا يلقونها تباعاً انحسر الى حدوده الدنيا. رجال الصحافة والاعلام وجدوا موضوعاً دسماً للتغطية، وباتوا يبحثون عن اي معلومة جديدة حول تطورات مسرحية المصالحة الجديدة، وآخر فصولها المثيرة، وتبادل التنبؤات حول النهاية المتوقعة لها، وما اذا ستكون سعيدة على طريقة الافلام الهندية، ام مغرقة في التراجيديا مثل مسرحيات شكسبير.
المواطن العربي المثخن بجراح البطالة والأمية وسوء الخدمات الأساسية يراقب هذا المشهد المأساوي عبر شاشات التلفزة عن بعد، ويزداد اكتئاباً ويأساً، فهو لا ينكر مدى سوء اوضاع حكامه وأنظمتهم، ولكنه لم يتوقع مطلقاً ان يكون هذا السوء بلا قاع.

مفارقات غريبة تحدث يصعب ايجاد تفسير لها، فالزعيم السوري الذي تصالح قبل اسبوعين فقط مع العاهل السعودي، تحوّل فجأة الى وسيط لاصلاح البيْن بين الأخير والزعيم الليبي، والجمع بينهما لتصفية الخلافات، والعودة الى قاعة المؤتمر متشابكي الأيدي. كيف يتم هذا التطور الذي يستعصي على الفهم؟. الله وحده اعلم.. فمثل هذه الأمور لا تحدث الا في وطننا العربي، وبين زعمائنا فقط.
الغالبية الساحقة من الخلافات العربية التي تنعقد القمم المصغرة او الموسعة لتسويتها شخصية الطابع، وبين الزعماء انفسهم، لسبب بسيط وهو وجودهم في الحكم لعقود، واستمرارهم فيه لعقود اخرى دون انقطاع، اللهم الا اذا تدخل الموت لتغيير الأوضاع، وفي هذه الحالة التوريث جاهز والاستمرارية بدواعي الاستقرار مضمونة، وعملية التوريث تشمل الخلافات ايضاً او معظمها.
ندرك جيداً ان القارئ العربي ملّ من هذا الموضوع المكرر، ومعه كل الحق، فالقمم العربية باتت نسخة كربونية عن سابقاتها، والجديد الوحيد الذي تحمله هو فصل جديد من الخلافات او المقاطعات.
القوى الاقليمية الصاعدة في المنطقة، مثل ايران وتركيا ستفرك يديها فرحاً وهي تتابع هذا الوضع العربي، فأمامها فرصة ذهبية لتعزيز نفوذها، واقتسام تركة النظام الرسمي العربي الذي يمر في مرحلة من الاحتضار تكاد تقترب من نهايتها.
بنيامين نتنياهو الذي يستعد اليوم لتقديم حكومته اليمينية المتطرفة الى الكنيست لنيل الثقة لن يعبأ بالفقرة التي تضمنها البيان الختامي وتؤكد مجدداً بأن المبادرة العربية للسلام لن تظل موضوعة على الطاولة الى الابد، وسيزداد تمسكاً برفضه حل الدولتين، واصراره على السلام الاقتصادي كبديل، مع المضي قدماً في التوسع الاستيطاني وتهويد ما تبقى من القدس المحتلة.

الادارة الامريكية الجديدة لن تكون في عجلة من امرها لبلورة سياسة جديدة في المنطقة العربية، وستركز على قضايا اكثر اهمية والحاحاً مثل الأزمة المالية العالمية، والاوضاع في أفغانستان، وقضايا البيئة، والانبعاث الحراري وغيرها. فلا يمكن ان تصبح اكثر حرصاً على قضايا هؤلاء الحكام من انفسهم، ثم لماذا تصطدم باسرائيل وحكومتها الجديدة في ظل نظام عربي غير قادر على التصالح مع نفسه.
لا نعرف كيف سيجلس الحكام العرب وهم على هذه الحالة المزرية مع نظرائهم القادمين مع امريكا الجنوبية للمشاركة في القمة التي ستجمعهم فور انتهاء القمة العربية. فالفوارق بين الجانبين كبيرة جداً، والمقارنة في غير مكانها على الاطلاق.
حكام امريكا الجنوبية مثل تشافيز وموراليس منتخبون من قبل شعوبهم في انتخابات حرة نزيهة، ويعيشون حياة متقشفة، ويركزون على رفاهية شعوبهم، وتعزيز كرامتهم الوطنية، والتصدي بقوة لأساليب الهيمنة الامريكية.
السؤال المحيّر هو كيف سيجيب زعماء عرب على هوغو تشافيز رئيس فنزويلا الذي قطع علاقات بلاده مع اسرائيل احتجاجاً على مجازرها في قطاع غزة عندما يسألهم عن اسباب قبولهم بالحصار على مليون ونصف المليون انسان، بل ومشاركتهم الفاعلة في تشريده؟
ولعل السؤال الاكثر احراجاً هو عن ترددهم في سحب مبادرة السلام العربية حتى الآن، بعد ان قوبلت بالاحتقار من قبل الاسرائيليين والامريكان داعميهم منذ تقديمها للمرة الاولى قبل ست سنوات، والبحث في الوقت نفسه عن بدائل قوية، تعيد الحقوق العربية وتوقف مسلسل الاهانات الاسرائيلية.
نشعر بالخجل عندما نقارن بين زعمائنا ونظرائهم الجنوب امريكيين، ونضع ايدينا على قلوبنا خوفاً من ان يكتشف هؤلاء الزعماء حقيقة جوهر نظرائهم العرب، وتتغير نظرتهم تجاهنا، وتجعلهم يندمون على تعاطفهم معنا ومع قضايانا المصيرية، واتخاذ مواقف عدائية مكلفة ضد الولايات المتحدة واسرائيل، مثل تأمين شركات النفط التابعة للأولى، واغلاق السفارة التابعة للثانية.
كنا نتمنى لو ان تحدي الرئيس البشير للتهديدات الفرنسية والامريكية، بل وربما الاسرائيلية، بخطف طائرته واعتقاله استجابة لقرار محكمة الجنايات الدولية، كان العنوان الأبرز لهذه القمة، فالرجل اثبت شجاعة نادرة، وضرب عرض الحائط بكل الفتاوى التي طالبته بالبقاء قيد الاقامة الجبرية الذاتية خوفاً من الخطف، ولكن المفاجأة الليبية حرمته من التمتع بخطوته هذه، وجعلتها قضية اقل اهمية على اهميتها.
من الصعب التكهن بالطريقة التي سيعود من خلالها الرئيس البشير الى الخرطوم، فهذه من الأسرار العسكرية العليا، لكن المأمول ان يعود سالماً، بعد ان اكتشف ان حضور قمة عربية على هذه الصورة المأساوية لا يستحق كل هذه التضحيات.
يخطىء الرئيس البشير اذا عوّل كثيراً على زملائه الزعماء العرب في انقاذه من محنته هذه، فهؤلاء لم ينصروا زميلين لهم، الاول اسمه صدام حسين جرى تعليقه على حبل المشنقة فجر عيد الاضحى المبارك امام اعينهم، اما الآخر واسمه ياسر عرفات فقد حوصر لأكثر من ثلاث سنوات في مقره بمدينة رام الله، دون ان يتصل به، او يهاتفه احد، حتى استشهد مسموماً، دون ان يطالب احد بالتحقيق في اسباب وفاته.
ربما يكون حظ الرئيس البشير افضل من حظ زميليه، او حتى من حظ ابناء قطاع غزة والجنوب اللبناني، ناهيك عن شعب العراق الذي ترك للدبابات والطائرات الامريكية لكي تهرس عظامه وأطفاله وتمزق وحدة بلاده وهويتها الوطنية، وان كنا نشك في ذلك كثيراً.
اسدل الستار امس على قمة عربية أخرى، ويبدأ العد التنازلي لقمة جديدة، قد تكون عادية او طارئة، مكتملة النصاب ام ناقصته، للمصالحة ام للاعمار، الشيء الوحيد شبه المؤكد، هو انها ستشهد المفاجآت نفسها، بل والنتائج نفسها. وكل قمة وأنتم بألف خير.

Mon Mar 30, 09:52:00 PM 2009