Thursday, March 22, 2007

فيتو ياسين

من ديوان بوابة الوداع
حق " " الفيتو



ياســــــــــــــين

ياسين
الجرﹸح الذى أدمى قلوب المسـلمين
ياسين
الذنب الذى طوق رقاب العالـــمين
ياسين
الجسـد الممزق فوق سـلم الخائرين
ياسين
إنــــــــــــك من المكــــــرمـيـــــن
ياسين
كهف للإبـــاء
ياسين
حــــد فاصلا
بين التردد والرضى بالابتلاء
ياسين
فــــدوا صــادقاً لبى النداء
ياسين
تذكير بمشهد كربلاء
وأمة الأسلام واجمة
لم يلتئم خرق الضمير لها أبداً
ولم تقف الدمـــــــــــــــــــــاء
ياسين
والوهـــن المقيـــــــــم
وكل صمت المشــــــــاهـدين
والعجز وشم ظاهر فوق الجبين
ياسين
إنذار مـبـيــــــــــــــن
للكاظمــــــــــين ضميرهم جبنــاً
والباذلين ولا ئهــــم نفطـــــــــــــاً
والخاسـرين نفوسهـــــــــــــم ذلاً
والآثـــــرين الانـــــــــــــــــكفـاء
ياسين والكرسى آيــــــــةﹸتلقــــى
فتلقــــف أطراف الغوايـــــــة
قل للذين يشـــــــاهدون الكف مرتفعاً
تزود عن اليهـود
ما حكم وقفتهم عــلى الأعتــــاب
بالوجه الــــــــــودود

قل للذين يـموهون بغيهم كبد الحقيقة
كيف التجائهم لنا
نحمى عروشهـــــــــــم من قـصف
نيران صـــديقــــــة

قف و الق نظـــرة فوق أقلام
تطبع للسلام
أين السبيل لتفرقة
بين الخطيئة والخيانة و اللئام؟
كــــيف التهــــــــــــــام الــــــزاد!؟
كــــيف للعـــــــــــين المنـــــــام!؟
ياسين
تبيان مبيـــــــــــــــــــــــن
فإما أن نودع صمتنا وخنا القعـود
وإلا فلنغض الطرف ذلاً خانعـــاً
فنصــــــير خولا لليهـــــــــــــــود

5 comments:

بعدك على بالى said...

أستاذنا الفاضل

ولكم تساءلت دوما..

"أين السبيل لتفرقة
بين الخطيئة و الخيانة و اللئام ؟"


قبل سنوات قال الشاعر الفلسطيني الراحل كمال ناصر "سوف يأتي يوم تصبح فيه الخيانة وجهة نظر".. ويبدو أن هذا اليوم قد جاء سريعا، وفرض مفاهيمه في مجالات كثيرة وليس في السياسة فقط وإن كانت أبرزها، فقد بات كل شئ محل نقاش ومساومه، بإختصار لم تعد هناك ثوابت واضحة حتى في الأخلاق!!


مجددا أحييك على الشعر الذى يفجر ما بداخلنا من شجون و أوجاع...

مجهول said...

فإما أن نودع صمتنا وخنا القعـود
وإلا فلنغض الطرف ذلاً خانعـــاً
فنصــــــير خِولاً لليهـــــــــــــــود

مش حقول حاجه يا أستاذي


رحم الله رجلا احيي امه
ورحم الله امه ضاعت في الظلام

بجد انته وجعتني جدا بالشعر ده وخصوصا الكلام الاخير ده
تحياتي

علان العلانى said...

العزيزة بعدك على بالي

لقد سالت سؤال هناك عن متى يصبح الحلم مشروعا؟ وسألت هنا عن السبيل لتفسير الكابوس الذى يسرق من الحلم الزمن ويزاحمه مستبدا بعالم الرؤا مغتصبا لشرعية الحلم لهذا أستميحك عذرا فى محاولات توسيع دائرة السؤال على ضوء حواراتنا السابقة معا لتتلاقى مع الحوار مع العزيز أيمن والعزيزة توتا والعزيزة قارئة وأدهم فكل هذه الحوارات نصوص تعلق على المركز من الهامش مكونة لخطاب تتشكل معالمه من خلال التحديق فى الواقع من خلال سياق المحتمل التدوينى
وسوف تكون محاولة تعتمد على أن هناك تواصل ومتابعة وفهم مشترك --أرجو-- وقد تكون "مختلفة" شىء ما عن حوارات المركز فى ذلك وإن لم تكن بالضرورة خارج أفقه فللخطاب حتمياته أيضا وأعتذر مقدما عن التطويل فى التعليق القادم

علان العلانى said...

العزيز مجهول مثلى
فيبدو ان هذا زمان المبنى للمجهول وان كان ما وضعته عن نفسك واهتماماتك الموسيقية والسنمائية والمفضل لديك من كتب الى جانب نصوصك التى تعبر بها عن قناعاتك يدل على صاحبه،أخشى عزيزى اننا قد تجاوزنا مراحل الوجع فإن كنت لا زلت موجعا فهذا مقام يستحق الانتباه ودليل على صلابة جهاز المناعة الوجودية لديك ضد كل ما يحول الوجود الى أقصى خفة له ممكنه لك التحية والتقدير وقبل ذلك وبعده الاحترام

علان العلانى said...

العزيزة بعدك على بالى
فى البداية أؤكدعلى ما قلته تعقيبا على سؤالك فى بوست" نصوص تبحث عن أزمتها"

دامت لك القدرة على نسج السؤال الذى يضيف للرؤية ويضيىء جوانب النص، لن أتطرق الى الكلمات التى عبرت بها عن شعور عامى من العوام على أغتيال الشهيد الجليل ولكن كما قلت لك سوف أحاول توسيع دائرة السؤال الذى تفضلت ونسجت له مجال على هوامش النص ليصبح مركز الحوار والذى يتلامس مع الواقع الثقافى وعلاقته بمنظومة القيم التى تشكل الذات العربيه الإسلامية وعلاقته بالمواقف المختلفة للذوات "المختلفة" داخل هذه الهويه .

لقد لخص المصطفى صلى الله عليه وسلم وأوجز في كلمات قليلة أسباب بعثه للعالمين بقوله أنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق وعندما نتأمل فى كلمة أتمم ونفكر قد نستخلص معنى أنه يستحيل الوجود بدون أخلاق ، حتى فى غياب الدين نفسه فالأخلاق مفهوم مرتبط بجذور الوجود الانسانى، بل لامعنى لمفهوم الإنسان خارجها، ولعل نبوئة موت الإنسان تنطلق من هذا الأساس، فأذا كانت وظيفة الدين ودور الأنبياء هو دعم الابنية الأخلاقية فى الوجود فهذا يعنى أن الأخلاق أعمق بكثير من قواعد سلوكها الآنى وما تتلبسه القيم منها والذى يتغير بتغير الثقافات من حيث الشكل لا البواعث، فالأخلاق تتصل بالوجود الإنسانى فى جذوره وتكوينه ، الى ما أعمق من وعيه وأدراكه، ولعل الاحساس بالافتقار للأخلاق الذى تتحدثى عنه سيدتى يؤكد ويشير الى عمق هذا التجذر،عندما نتأمل فى قول أمير الشعراء أحمد شوقى
أنما الأمم الأخلاق ما بقيت فأن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا، كنت أتسائل عندما قرأت هذا البيت لأول مرة فى الدراسة الأبتدائيه ترى أين يذهبون وجاوبتنى الأحقاب التالية عن كيف يذهب الناس فى ذلك كل مذهب،
العزيزة بعدك على بالى لقد تسائلة سؤالان ؛أحدهما هنا والأخر هناك وهو متى يصبح الحلم مشروعا؟ وبين السؤالان علاقة وثيقة كما هى العلاقة بين المنهج وتقيمه أو بين المنهج و أدوات ضبطه وأن شئت بين الحلم وتؤيله
دعينا نتأمل فى الخطابات المختلفة التى حدقت فى هذا الواقع المتشابك وتنبأت بمآله وبما نحن فيه ولننطلق من ما يلامس الواقع المادى من الجغرفيا يقول جمال حمدان فى شخصية مصر الجزء الأول ص19/ 20 طبعة دار الهلال 1994
لاعجب بعد هذا ما نرى وما نلمس من تخبط التخطيط،مثلا،واحباطه واجهاضه فى عديد من المجالات وعلى معظم المستويات ، اذ لاتخطيط البتة أيا كان نوعه بلا جغرفيا.ثم فى ركاب التخطيط الفاشل هل من مفر أن يسير أو يستمر التخلف المادى والاقتصادى والحضارى العام؟ دع عنك بعد هذا تردى سياستنا الخارجية وتدهورها وأنحرافها .ان ثقافتنا الوطنية—علينا من أسف أن نخلص — قاصرة محدودة، وحتى عند ذلك فنحن نأخذها بطريقة عاطفية فجة أكثر منها علمية ناضجة.ونحن –حرفيا— ندفع لذلك كله ثمنا باهظا فى كل جوانب ونواحى حياتنا بلا أستثناء. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فاننا قط لم نكن أحوج مما نحن الآن الى فهم كامل معمق موثق لو جهتنا، لكياننا ومكاننا،لامكانياتنا وملكاتنا، ولكن أيضا لنقائصنا ونقائضنا—كل اولئك بلا حرج ولا تحيز أو هروب.ففى هذا الوقت الذى تأخذ مصر منعطفا خطرا ولا نقول منحرفا خطأ—فكل انحراف مهما طال أو صال وجال الى زوال،ولا يصح فى النهاية الا الصحيح،فى هذا الوقت الذى تتردى مصر الى منزلق تاريخى مهلك قوميا وبتقلص حجمها ووزنها النسبى جيوبوليتيكيا بين العرب وينحسر ظلها، نقول فى هذا الوقت تجد مصر نفسها بحاجة اكثر من أى وقت مضى الى اعادة النظر والتفكير فى كيانها ووجودها ومصيرها بأسره: من هى،ما هى،ماذا تفعل بنفسها، بل ماذا بحق السماء يفعل بها،الام ،والى أين....الخ...الخ؟ وبالعلم وحده فقط، لا الاعلام الاعمى ولا الدعايةالدعيةولاالتوجيه القسرى المنحرف المغرض، يكون الرد ، ان مصر تجتاز اليوم عنق زجاجة وتدلف أو تساق الى احرج اختناقة فى تاريخها الحديث وربما القديم كله .ان هناك انقلابا تاريخيا فى مكان مصر ومكانتها ، ولكن من اسف الى أسفل والى وراء ، نراه جميعا رأى العين ولكنا فيما يبدو متفاهمون فى صمت على ان تعامى عنه ونتحاشى أن نواجهه -- فى عينه – ووجها لوجه، ونفضل أن ندفن رؤوسنا دونه فى الرمال. لقد تغيرت ظروف العالم المعاصر والعالم العربى من حولنا،فلم يعد الاول بعيدا نائيا ولا عاد الثانى مجرد "أصفار على الشمال"---أنتهى والسؤال هنا عن خطاب الأخلاق فى هذا النص يغنى عن أجابته
وعندما ننتقل الى خطاب التاريخ فالأسئلة سوف تتماس مع حوار بينى وبين أخى العزيز أيمن عن صعود وأفول المفاهيم ويتعلق بما يمكن تسميته "الحجات المفهومية" كم عبر عنها فوكو فى نظام الخطاب فهى لاتتعلق فقط بالموضوع،بل معرفة الظروف التاريخية التى تحدد نوعية فهمنا وإدراكنا لوضع تاريخى معين، وهو ما يتطلب بالضرورة معرفة الواقع الذي نعيش فيه،أي معرفة الراهن. وهذا ما جعل فوكو يتجنب فى حفرياته النصوص الكبرى ذات الصيت العظيم فعندما نظر فى نصوص كانت على سبيل المثال فأنه يلتفت بكل دهشة واهتمام الى نص كان يعتبر ثانويا ولا يزال – ليرى فيه فاتحة لم يتعودها الفكر الفلسفى وذلك لاهتمامة لا بالعام والمطلق، بل بالحداثى والتاريخى، وبتساؤله عن معنى العصر الذى يعيش فيه وهو "عصر الأنوار" وفى حوار مع العزيز أيمن فى مدونته" فى خاطرى" تناول لهذا النص توقف عند علاقة ميشيل فوكو به فقد قام فوكو بقراءة هذا النص من خلال التأمل فى سؤال كانط "ما التنوير؟"(وهو عنوان المقال الذى نشره سنة 1784 سؤال محقب وراهن، وسماته تلك هى التى جعلت فوكو يثمنه تثمينا عاليا* ولكن إذا كان فوكو يوافق على المطلب الكانطى في الأهتمام بالراهن والدعوة إلى أستخدام"العقل الخاص"استعملا عموميا وفى كل الميادين حتى نصل الى الإستقلالية والنضج،فإنه لايوافق على الحلول التى يقترحها كانط والمتمثلة في رعاية الدولة للعقل،ترعاه وتؤمن تقدمه،لأن هذا التآزر بين العقل والدولة—والذى تم فعلا—سيجعل الجانب التنظيمى والأداتى للعقل يطغى على جانبه النتقدي ،فينساق إلى القسمة والتقويم والضبط، في نظام تأديبي متعدد الشبكات،إنه يحدد الخارج،لينظم الداخل

وفى حوارى السابق مع العزيز أيمن الجندى ذكرت حديث لسليم دولة يتكلم فيه عن الكلمات والحاجه جاء فيه
لا شيء من المقدّس يصمد أمام الحاجة، سواء تعلّق الأمر بالوطن أو تعلّق الأمر بميتافيزيقا الاعتقاد. إذ كم توالت أخبار الذين كفروا باسم إلاههم ليعبروا إلى ميتافيزيقا اعتقاد جديد عملا بمبدإ “المغلوب مولع دائما بالاقتداء بالغالب”.
لقد مارس العرب كما سواهم ما أطلقت عليه “اللحدميّة” (أكل لحم البشر) أو الأنتروبوفاجيا Anthropophagie كما مارسوا الطيوفاجيا (أكل الإنسان للإله) وأغرب ما في الأمر أن ذلك تم في أحيان كثيرة في الشهر المقدّس (رمضان) المهمّ إني اعتمدت وثائقا وكتبا متداولة، غير أنه لم يقع الانتباه إليها من ذلك كتاب “الإفادة والاعتبار في الأمور المشاهدة والحوادث المعاينة” للفيلسوف والطبيب عبد اللطيف البغدادي الذي يقول :
» …وكثير ما يدعي الآكل أنّ المأكول ولده أو زوجه (…) ورئي مع عجوز صغير تأكله فاعتذرت بأن قالت : إنما هو ولد ابنتي وليس أجنبي (…) ولئن آكله أنا خير من أن يأكلـه غيري «.
ودون أن نكون أذكياء، نتبيّن أنّ زمن الأزمات غالبا ما ترتبك فيها منظومة العلاقات في هذا الاتجاه أو في ذلك الاتجاه المضادّ : علاقات القرابة مع الوطن، مع الله، مع الأمة، مع العالم… »
وبعد التأمل فى تلك النصوص نعود ونتأمل فى سؤالك عن الحلم ومشروعيته من جهة وسؤال السبيل للتفرقة من جهة أخرى مسائلين الأسئلة نفسها آملين أن يجد السؤال السليم الخطاب الأقرب للسلامة كما نعتقد ونأمل فأذا كان الشاعر الفلسطينى الراحل كمال ناصرخمن أن الخيانة سوف تصبح وجهة نظر( وقد كان ) فجزء من مصداقية هذا التخمين نتاج لماتلبس مفهوم الخيانه نفسه فى مراحل سابقةمن أبتزال فلا يوجد خطاب يرىء وفى حوارى مع العزيز أدهم فى نفس البوست "نصوص تبحث عن أزمنتها"عن أخر المشاريع التى أجهضت بالتدخل المباشر بالسلاح قائلا: (فخطابات تخصيب وأنعاش التبعية مستمره منذ السبعينيات من القرن الماضى أصبح لها بنية ترسخ لهذا التشتيت يقول جاك دريدا التشتيت ليس هو فقد الإخصاء الذى يسببه،خارج كتاب التشتت ص32 لوسوي 1972 يقول الكاتب الحر سليم دولة: عندما تهرم الكلمات وذلك بفعل الخلط أو الفائض الاستعمالي لهذه الكلمة أو تلك فإننا نعيش الفوضى القاطبة، لذلك كانت الثورات الكبرى ولا تزال في جميع المجالات والحضارات إنما هي أساسا مسألة لغة، حتى الثورة الإعلامية والرقمية التي نعيش إنما هي في بنيتها ثورة لغوية، لسانية، سيميولوجية. وليس من سبيل الصدفة الخالصة أن يصف الفيلسوف الفرنسي الراحل لويس ألتوسير الكلمات في الفلسفة مشبّها إياها بالمتفجّرات متسائلا وفق صياغة موحية : » لماذا يتصارع الفلاسفة حول الكلمات ؟ « لأنه بإمكان كلمة ما أن تكوّن إطار الإسناد الرئيس لهذه الرؤية للعالم أو تلك أو الخلفية المعرفية الحاضنة لهذا المشروع الفكري أو ذاك )----- وسؤالك يشبر فى جانب من جوانبه الى تلك الخطابات التى تحيط بعمليات المساومة التى تفضلت بالأشاره اليها فخطاب تخصيب وأنعاش التبعية خطاب لاناس مدركة لخساستها ومستمرئه لها بل ومحتفيه بها لوضاعتها من جهة وعجزها البنيوى من جهة أخرى،وهناك عوامل مختلفة ساهمت وتساهم فى تفعيل هذا الخطاب،منها غموض كلمة المثقف وفساد وخواء مؤسسات التعليم وهذا يسحبنا الى موضوع شرعية الخطاب الأكاديمى والثقافوى الذى يستمد منه خطاب التبعية طروحاته فعلى سبيل المثال عندما يريد الخطاب الأعلامى مناقشة قضية وليضفى عليها مصداقيه يستضيف أحدهم ولا يهم الأسم كثيرا مادام هناك حرف الدال يسبق الأسم فإذا كان الأمر كما ذكر سليم دولة يقتصر على الأخطاء الأكادمية من الأكادمين الحقيقين حينما يقول(فالمطلوب إذن، إنما هو الوعي بالأخطاء الأكاديمية والأوهام الإيديولوجية ذلك أننا نصرّ على أن نقرأ لدى الفارابي أو ابن سينا أو الغزالي أو ابن باجة… إلخ، إلاّ ما نرغب في قراءته، وأذكر عبارة للمفكّر المغربي “محمد عابد الجابري” موحية في هذا المجال حينما ينبّهنا إلى خطر القراءة المتذكّرة في حين أنّ المطلوب هو القراءة المفكّرة. ذلك أننا غالبا ما نقرأ المتون متذكّرين مجموع آرائنا المسبّقة فنصرّ على أن نجد في هذا النصّ أو ذاك ما نرغب في وجوده ونصاب بالعمى عن الجديد لديهم أو عن تردّداتهم وحدوساتهم وتلمّساتهم الليليّة إذ وحده الفكر الدوغمائي يصرّ على أن يجد مسبّقا ما يجب أن يجده في المتن المقروء، من ذلك هذا الوهم المعاصر الحديث عن “موت الفلسفة” وهو ما يتطلّب وقفة متأنّية، فما الذي يبرّر هذه الوقفة المتأنّية ؟) فتلك مصيبة، ولكن المصيبة الثقيلة ممن يتصورون أن درجات الدكتوره، شهادات تنفى الجهل وتستبعد الغباء فيحرصون على لإعلان انهم يمتلكون العديد منها، ومنهم ما يدعيها تزويرا وبهتانا وهناك ما يوثق ذلك مما قد يتسبب عند أكتشاف ذلك فى ابعادهم من مواقعهم،الي جانب أدعاء معرفة مجموعة من اللغات وكأن اللغات درع واقى ضد التخلف، وزيارة ما يزيد عن مائة دوله وحشر مجموعة من أسماء الكتب والمفكرين وكأن ذكر الأسم دليل على الدراية المعرفية برؤية صاحبه والأستيعاب لفكره، ولكن عندما تفرغ من قرأة ما يخطون لا تجد فكر او رؤية وهذا طبيعى فكل أسم ممن يذكرون يحتاج من الدارس الحقيقى سنين من البحث لاختراق جانب واحد من جوانب بنيته المعرفيه وهكذا تراهم يتشدقون بكلمات ليس لهم منها الا نطقها وكتب لايدرون عنها الا اسمها أو قشورها التى تشابه ما يوضع على غلاف الكتب لأعلان المحتوى و الدعايه ويذكرون أسماء لمفكرين وأنتماء لمفكرين قرأنا لهم وسمعنا منهم ونعرفهم ولكن أبدا لم نرى أشارة من هؤلاء المفكرين أنفسهم من بعيد او قريب عن تلك الأدعاءات لتتسائل ماهي ياترى تلك العلاقة؟ أن كانت هناك علاقه أصلا بمفوم العلاقه بين التلميذ والأستاذ كما هى معروفه فى خطاب المركز؟، ثم ترجمات ركيكه بل وأحينا أعتداء على نصوص بدون أى وازع من ضمير او أخلاق ، وهم يقومون بذلك كمحكاه لنموذج المثقف الكلاسيكى ، كما تعبر عنه الرويات ، والتماهى مع تلك الايقونه، لقد وضعت لك هذا الرابط
http://www.alahd.com/artc.php?id=2717
الذى يتحدث عن كلاب الحراسة للنظام ولم يكن غريب ان يكون حوار سارتر مع طلبة جامعة القاهرة يتناول هذا الموضوع (كلاب الحراسة)
وهكذا سيدتى لا أعرف ان كان أعتذارى السابق عن التطويل يريد مزيدا من الدعم ولكن أفاق اسئلتك تستعصى على الأحاطه ولعل خطاب أنعاش وتخصيب التنمية يحتاج الى دراسة منفصلة بعدما سادت وراجت معظم معالمه وأصبح لها بنيتها داخل الهامش نفسه بعدما فاضت فى المركز يقول : ف.هـ.كاردوسو
كلما إزدادت التبعية،يصعب التميز-سياسيا-بين الأمة وأعداء الأمة، إذ يصبح أعداء الأمه من داخلها وموزعين بين طبقاتها. كما يصعب التفرقة-"ثقافياوقوميا"-بين الوطنى والأجنبى، إذ يتضاءل وجود الأجنبى وينتشر وجود الوطنى الأجنبى" لقد وصف المتنبى سدنة التخذيل فى مصر وصفا لا وصف بعده أذ يقول
ما يقبض الموت نفسا من نفوسهم—إلا وفي يده من نتنها عود
أعرف أننى لم أغادر تخوم سؤلك ولا أحرص على ذلك فكل ما تحتويه هذه المدونة من حوارات هوامش على هذا السؤال فكما قلت فى أحد التعليقات السابقة عندما يكون السؤال فى موقعه وموضعه لا يحث فقط على التفكير فى أجابات ولكنه يزيح الكثير من الالتباسات التى تغيم على الرؤية وتوتر الفعل المحدود على أية حال إلى الأن وهاهوالسؤال ينبنى على رؤية منتبهة ومهتمة وتعيش هم الوطن وهم الوجود، سؤال يضىء الرؤية ولا يدعى المعرفة ويغرى بالتفكير تلك الفضيلة او فلنقل الفريضة الغائبة بحق فمجتمع لا يستطيع ان ينتج اسئلة وجوده ومصيره مجتمع لا يفكرولكنه يهذى

لك التحية والتقدير وقبل ذلك وبعده الأحترام

ميشال فكو- المعرفة والسلطة*

أقوال فى الهامش

إن 26 مارس، تاريخ توقيع معاهدت السلام، هوالبدء الحقيقى للأنفتاح الاقتصادى واطمئنان رأس المال
د عبد الرزاق عبد المجيد

وبالجملة فان آخر الدواء الكى،وقد بلغ السيل الزبى
عبد الله النديم