Tuesday, January 23, 2007

بين الشكل والعلامة


دمعة رقراقة
بين السقوط والصدام

والصخب
بين المسافة والمكان

والزمن
أعوام من تشنج
ودهور من ارتعاش
بين انتباهة الجسد
واستجابة الإرادة
تسربت كل انتفاضات

الحذر
استجابت للقدر
لكل نفضة منها علامة
لكل لمعة منها أثر
بين البريق والدموع
كنت
بين الذهول والصخب
جرعة من ماء
أشربها وتشربني
أدخلها إلى جوفي

فتخرجني
شلال من لا شـىء
كيف أجابني سؤالي؟
كيف اكتفيت بالصدى؟
هل كي أسمع صوتي
أرسله كي يترجل؟
يغلق تلك الأفواه
يحجب تلك النظرات
ينشلني من خلف الدهشة
هذا الصوت
هذا الهواء المتردد
لم لا يصل إلى أطرافي
ورنين الصوت
لم لايكفي كي يتدلى

حبل أتشبث به
انتبـــاهة
مرة أخرى

وفي صخب السقوط
تلوذ الكف بالأشياء

تتأبى
تدور العين في الأشياء

تتخفى
صوت بطعم الصبر

منزوع الحروف
مزعزع المعنى
مرة أخرى
خلفت ورائها علامة
إغفـــاءة
محيط دائرة التردي والتأبي
غابة وشاطﺊ
رؤية وخاطر
انتبـــاهة
حتى أنت أيتها الجاذبية
يا من تتوكأ كل الأشياء عليها
حتى أنت

بيني وبينك زاوية
تضم ما تبقى من بريق
وسوف أقطع المسافة

بيننا
وأرفع الحجاب
لتستبين منافذ المعنى

رؤا
ويستقيم الجذب بيننا فينا

دوائر
لتكون مملكة الحياد
وسأعبر المسافة مثلما تهفهف
الأوراق عند سقوطها للأرض
في حنان
ليورق الجذب فى حقل الحياد
انتبـــاهة
بين ارتخاءة الأجفان
فوق براح العتمة المشتهاة
يحلو لضوء الرؤية المُبَاغَتة
ليعكس ارتطام الآه

وارتدادها مدى رحيب
سأظل أقفز فوقه لأنني
ومنذ السقطة الأولى
تعلمت حيلة الوثوب
فوق كل ما يحول بيني
وبين غايتي الشريدة
واجترار الذاكرة
رؤيـــة
واستبين الآن وجهك الرفيق
وأرتئي من خلال الزاوية
كيف كنت أيتها المحايدة
ومنذ الخطوة الأولى
وسادة بيني وبين

وثبتي الأولى
مـــدد

11 comments:

Anonymous said...

استاذى علان
بين رقة الكلمات وعمق المعنى وقفت اراقب الابيات
وبين ثنايا وتراص الحروف كانت لى وقفات
اتابع واعى واتخيل واعود لاكمل واعيد الابيات مرة تلو الاخرى لاتحسس العمق اكثر

بين البريق والدموع كنت

بين الذهول والصخب جرعة من ماء

أشربها وتشربني أدخلها إلى جوفي فتخرجني

حالة امتزاج عجيبة وتبادل للمواقع جذبتنى بشدة

التساؤلات فى الابيات والتى لا تجد لها اجابات صدمتنى هل كى اسمع صوتى ارسله كى يترجل؟

هل من الكيان يكون العون والنجاه ؟ اما الى ماذا يوردنا


اما فى المقطع الثانى
كانت نعومة الكلمات ورقتها وتناغم المعانى وتراقص الرومانسية
وحنكة وخبرة الحياة

رقيق انت يا استاذى حين تعزف بكلماتك لحن جميل نطرب له وننسجم معه ويأخذنا الى عمق انفسنا لنستبين ما بداخلنا مع كلماتك

تحياتى ايها العازف على قيثارة الكلمات

ayman_elgendy said...

اخي ومعلمي علان

لا ادري كيف أشرح لك عن حركية ما شعرتها وانا أتأمل نصك العجيب...نعم هو عجيب عندي

فأذا كانت البداية دمعة رقراقة ضعيفة الأثر فأن لها سقوط وصدام وصخب وتشنج وأنتباة واستجابة ولمعة وتفضة....ألا تلمح معي تلك الديناميكية في النص؟؟...أم أن شلالك اللاشييء الذي هو في أصله ( وما أدرانا ما هو الاصل ) هو سؤال يجاوبك ....ومرة أخري يتداخل الصوت مع حركية المعني واهتزاز الكف والعين في تشبثها بحقيقة الاشياء والمعني لنشعر معك بمحيط دائرة تخفي وتردي وتأبي المعاني عن الظهور ومؤاخاة النور

لا ادري لماذا شعرت بما شعرت فكتبت ما كتبت ما ....ربما هو نصك الذي اتحفني يا أستاذنا القدير....ربما هو ذلك الحقل الجذبي الثقالي المتداخل في دوائر الحروف والمعاني من أثر وثبتك الأولي....حتي انتي ايتها الجاذبية؟؟...وبينك وبين البين مدد

كيف لي ان احصل علي نسخة من ذلك الديوان ..بوابة الوداع...ولو كانت نسخة الكترونية...هو طلب ورجاء من تلميذك الدائم التساؤل والحيرة...فهلا اجبتني؟؟؟

خالص مودتي

Anonymous said...

سيدي..
هذه الكلمات أكبر من نعلق عليها..
أو نصف مدى رقتها في عالم الصخب والصدام..
سيدي..
هذه الكلمات هي ملكة الحروف والتساؤلات..
فلا نستطيع سوى أن ننحني إليها سمعا وطاعة..



تحياتي
مياسه

علان العلانى said...

العزيزة توتا

النص مرآة رائية

إنما يورق المعنى بعمق التلقي ويثمره الصدق وعمق الانتباه فلك التحية كما ينبغى للمخلصين

هامش

النص مرآة القارىء، تعكس رؤيته وتلائم عدساته المعرفية الكاشفة، بين" هنا" وهناك (1) تلك المساحة بيننا وبين الرؤية وبين" المرآه /النص" تلك المساحة هي ما يجعل الرؤية ممكنة ، فإذا كانت مرحلة المرآه- إحالة إلى لاكان- لها امتداد من" نوع ما" فى الزمن مما" يهسهس"(2) اللغة بين الأنا والنحن ، بين نتحدث "عن/في" النص وتلك الصورة "هناك" التي تهمل الدمية والكتاب المصور، وتحديق الوجه المعكوس للداخل للذات تلك الصورة التى تلائم العلامة "الشعار"-- الملاك/الطفولة-- يتطور النص منفصلا ومكتفيا بالأثر منتبها لتواصل حلقات الأذن واللسان وها هى العين"الشوف" متلمسا للذوق عرفانا، بعد الوجود تدوينا -----

اما---" بين/ قبل"-- بعد

ذهلت بها عني بحيث ظننتني-- سواي،ولم أقصد سواء مظنتي
ابن الفارض

هو هذا الحمل تلك القراءة تلك الساقية الدوارة فالقراءة كقبلة الحياة للنص الغريق فى المعنى،هذا الهواء"الرؤية" الذي يخترق تلك المساحة فى الزمن بين السمع والبصر تلك اللمحة بين اللسان والوجود،وايضا حضور/ فراغ"الفؤاد" إلى جانب انعكاس الآخر كل آخر" بين البين والأني"وهكذا حضور فى" هنا/ هناك" فعوالم الرؤية هى براح الفضاء بين الشكل والعلامة

كل التحية والتقدير
وقبل ذلك وبعده الاحترام
-----------------
1-( http://tota-tota.blogspot.com/2007/01/blog-post_17.html

2-) بارت -- لذة النص

علان العلانى said...

العزيز أيمن

لك الود كما ينبغى للمخلصين أيها السكندري، الذى ينضج كلماته فى حريق الأبجدية وينزع من سواكنها الملوحة لتكون عذبة الرؤية وينسج فى الخاطرخيوط الرؤية ليصقل المعنى مجليا قدر الوسع كلاحات الايقونه،تري كيف كانت المنارة* تلك " العجيبة " وكيف الزمان أبتلع وهانت علي الدنيا ، فطارت السفينة وجنح الشراع

وأنشدني عني لارشدني علي— لساني إلي مسترشدي عند نشدتي
ابن الفارض

وها هو عرض آخر على شواطىء الانتباه-سوف أبادلك نصوص من بوابة الوداع بكل حرف جديد تنضجه في حريق الأبجدية، مقدرا لك فك أسر حرف "الجيم" بين الرجل والجدار، وإذا كان الباهتون قد تشابهوا مع الدخان— فلتكن رؤية الأشياء خارج ما فى الخاطر، وبما أن الوجود قد تشابك مع التجريب فى "كما ترانا الاشياء"، فعليك أن تتذكر أخي العزيز أن الطبيب دائما بتموقعه المحدق بين الحياة والموت يتعامل مع التجريب بما هو جدير بالانتباه فأدراك كنه الداء هو أبجدية الدواء الممكنة
كل التقدير والمودة

وقبل ذلك وبعده الاحترام

------------------------------------

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%86%D8%A7%D8%B1%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%83%D9%86%D8%AF%D8%B1%D9%8A%D8%A9

علان العلانى said...

مياسه

الإنحناء جدير بأشجارالخريف، علها به تتخلص من أوراقها القديمة، وتتقي العواصف
كل الشكر والتقدير على هذا الاهتمام بتلك النصوص الخريفية ممن يمثلون" الربيع"

لك التحية والتقدير
وقبل ذلك وبعده الاحترام

Anonymous said...

استاذى العزيز علان

قلما وجدت فى حياتى احدهم يبرع فى الربط بين الاشياء وقراءة ما بين السطور وحتى العلاقة بين الصورة و معنى الكلام مثلما فعلت ودائما تفعل فى تحليلاتك للنصوص التى تقرئها وفى تعليقاتك التى اراها لدى من تشرفهم بحضورك
وليس هذا اطراء بقدر ما هو اقرار بما فهمته ووعيته

استاذى العزيز فى كل تعليق تسطره انت تعى تماما ما تقرئه
ليس كمعظم من يقرأ فكما رأيت من التعليقات الاغلبية يأخذ الكلمات لا المعنى ولا الرمز الذى من اجله كانت الكلمة ولا يفطن للصورة وكأنها خارج الحوار ولا اخفيك يا استاذى ان اختيار الصورة بصعوبة اختيار الكلمة المعبرة

هذا ما كنت اخافه من التدوين يا استاذى ان اخاطب من لا يقرأ سوى حروف وما عنيت غير معانى وليس حروف
ولن ايأس ما دمت اخترت هدف

اعتذر عن الاطالة لكن تعليقك قد اتاح لى فرصة الحديث الذى لا اظن احد يفهمه كما تفهمه
تحياتى

قارئة said...

علان العلاني
كل يوم أقرأ القصيدة مرة أو مرتين ويباغتني ضوء الرؤية بمعنى صاخب أو محايد أو رفيق بقدر ما يكون في نفسي من صخب أو حياد أو رفق وبقدر ما في داخلي من سقوط ووثوب فكأن القصيدة هي التي أصبحت حقلا للحياد تقرأني و أقرأها بعد أن باغتتني هذه القصيدة بحقيقة السقوط و حياده وضرورته كطاقة الوثبة المبتغاة نمجوزبها من الإغفاءة إلى الانتباهة و انتصرت له وهو الذي طالما لعن مع أن لولاه ما كان وجودنا هنا والآن. كيف يتسنى لك هكذا في كل مرة ودون جهد أن تلقف المعنى المهمش المقصي لتلقي به في قلب عين رؤية فيشتعل ضوءا يباغتنا؟

كالماء شربت القصيدة وشربتني فلا استطيع فكاكا من حروفها ...من كلماتها... من معانيها... من روحها أشعر لأول مرة أن قصيدتك هي التي تكتبني وتقرأني هنا وكأنني أنا التي صرت مملكة للحياد ....ومرآة النص لا رائيته. فهل ياترى النص يتقصد إغواء قارئه قبل أن يروضه الآخر بالقراءة؟ علان... نصوصك حقا عصية على القراءة ظاهرها حياد وباطنها رؤية مكثفة متقصدة اختطاف القاريء من قراءته ومن وعيه ومن مركزيته ومن زيف كل هذا ليكن حقيقيا او فلتبتلعه العتمة.... تجبرنا يا علان أن نكون حقيقين عندما ندخل هنا بين الكتابة والكلام .

علان العلانى said...

العزيزة توتا

ولن ايأس مادمت اخترت هدف

نعم فمن يختار اليأس؟ أراك سرعان ما جاوبت على عنوان تدوينتك الثانية بعد تدوينة مربع الصمت "من يختار اليأس" لقد كان عنوان" بري شارد" وها أنت حددت له سور وسياج، وباختيار الهدف أصبح مستأنسا وذو لجام، ولكن يشفع لهذا "عنوان" تدوينتك الجديدة المدهش" الضمير ---غير المتصل" الذى يبدوا كالنقش على الزجاج الملون يزاحم كل المعاني الممكنة ويوصل الشعاع بكل ألوان الطيف "ليضىء مساحات الانفصال" المعتمة مستدعيا زمان الوصل ومكملا لدائرة التواصل التى بدأت بالسمع مرورا بالصمت واللسان والرؤية وها هي تكمل دورتها الاولى

مثلك يا توتا بدأت التعليق قبل التدوين بشهور وكان هناك سببا واحدا لعدم التدوين وهو نفسه السبب الذى ابتعدت أنا لأجله عن حرفة الأدب، ألا وهو "سلطة الكتابة" وكان الحل الوحيد لها كما ظننت هو تجهيل الإسم والرسم، ولا أعني بسلطة الكتابة هنا السلطة على الخارج ، إنما أعني بها سلطة الكتابة على الذات، و إذا كان للصدق بيننا رواء ووسع وللضمير اتصال فانظرى في نهاية تدوينتك "عندما نتحدث للمرايا" ففى سطورها الستة الأخيرة علامة وأثر، دامت لك القدرة على تحديد وصياغة الهدف

لك التحية والتقدير
وقبل ذلك وبعده الاحترام

علان العلانى said...

قارئة

وهكذا بإدراك الغياب يكون الحضور الذى يأسس لغياب وها أنت تغيبين القصد فى القصيد وتزحزحين حجاب الكتابة بحجاب الكتابة، لكم تسائلت عن تلك المسافة الكونية التى تتقاطع وتتداخل بين انفصال قطرة الماء من بحرها وانتقالها للسحاب فسقوطها مستسلمة لدور سرمدى ،ذلك المدى الذى تأمله الخيام الذى يقارب مسافات البعد على قدرها، لقد كانت قراءة أعادت إليّ جذبة التماس مع لمحة الرؤية فى لحظة مباغتة الإنشاء قراءة أكدت ذلك المعنى المتراكم بأن الحياة بكل قدها وقديدها حجاب شفيف كما هى الرموش مع البصيرة ،قراءة تؤكد ما أشرت اليه سابقا بأن النص مرآة رائيه.

لك التحية والتقدير
وقبل ذلك وبعده الاحترام

download said...

ابيات رائعة فعلا
بالتوفيق .