Thursday, September 07, 2006

عربدة العجز



وتقاطع خطان
خط الصمت
وخط المأساة
والزمن يخط تحول فرشاة
ترسم معنى الأيام
تنقش لوحة
موت الإنسان
داخل إنسان
حول الخطين دماء
من الجانى ؟
أنت؟
أنا ؟
من المسؤول؟
من يملك فك رموز الخطين؟
و يأول و يحدد و يقول
----------------
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
----------------

ووقود الخطين
أيام
تبلعنا دون
استئذان
ونظل نحدق فى
العلامات
نسترق التعليلات
رؤيا مهزوزة
لبداية رجعة فى الأيام
بداية عودة تصميم الهيكل
برسوم غريبة
بشكول مريبة
بذوات عجيبة
تتقبل لطمات العالم
فوق الرأس
دون تحرك
تتلقف لاهثة واقع
عجز مفروض
عجز معقود
غامضة أسبابه
عجز يتمكن يجتاح هوية
يقتلع هوية
يحكي قصة وئد الذات
برمال الإرجاءات
يحكى سيرة
بحر العجز و طوق الإملاءات
تتبخر مناعات
الأنسان تجاه الظلم
تتنحى مناعات
الإنسان تجاه الذل
تتهاوى مناعات
الإنسان تجاه العبودية
دورة غريبة للأعماق
تحتاج لرؤيا جديدة
للإنسان
تبحث فيما داريناه
فيما خبأناه
فيما غميناه
عن كنه الإنسان
رؤيا للإنسان
دونما إنسان

10 comments:

tota said...

العزيز علان
اصطفت كلمات القصيدة كحبات در نورية

تشير الى التيه والعجز تضىء الفكرة ولكن ابدا لا تضىء الطريق
وتبقى الكلمات تغوص فى ذهنى تأبى ان تطفو فلم اعد اعرف اين خطوطى
اقف حائرة شاخصة الى المرأه ابحث فى جوفى عن هويتى كانسانة
ولا اجدنى فى عالمى هذا سوى خطوط لم انسجها بيدى

نعم كلنا خطوط تشكل هوية ضائعة فى عالم المادة

المتنى ايها المعتكف فدائما نحزن عندما يلمس احدهم الحقيقة الدفينة المغطاه بالهيكل الشكلى
اختر من القصائد ما شئت وابلغنا رسالة كاتبها وايقظنا من غفلتنا وكن دائما ناقوس الهداية فى عالم التيه

تحياتى

علان العلانى said...

العزيزة توتا
بين القراءة والكتابة يتشكل نصك لتكون قراءة تعيد إنتاج المعنى وكتابة تتلامس بأصالتها مع نبع الرؤيةلا يشاكلها إغواء المباشر ولايشوشها التناص --- أدهشتنى قراءتك لا لما تحويه من ذوق رفيع فيبدو أن هذا كيان وطبع، ولكن لما لامسته من نبع الرؤية وسياق
إنتاج النص

لك السلام والتحية والشكر

علان العلانى said...

مرحبا نيرفانا
لاعجب أن يكون لك حظ من أسمك فالصمت بداية التأمل والتأمل بداية الطريق-- وها أنت جعلت من الصمت حوار طويل فى جملة موجزة ، صمتك كان بليغا وعميقا وقال كثيرا وأسمع

كل التحية والتقدير

قارئة said...

عند قراءة القصيدةأول مرة شعرت انها وخاصة في النصف الثاني تعبر عن تلك الدورة التي انتهت أخيرا في الفكر الإنساني بمفاهيم تميت مفهوم الإنسان الفاعل لصالح مفاهيم اللغة والخطاب التي تحتوي وتشكل وتصنع الإنسان منذ المولد. وبالرغم من عمق الرؤية الفلسفية لهذه المفاهيم إلا أنني أشعر دائما ان لها بعدا ميتافزيقيا يعود بالإنسان لرؤية جبرية، وبعدا أخلاقيا يخرج الإنسان من مسؤوليته تجاه الوجود.

ayman_elgendy said...

استاذي ومعلمي

لم أكن لاعرف يوماً من يمكلك فك طلسم الخطين؟؟...من يأول ويحدد ويقول....وبين هذين الخطين من صمت بجانب مآساة تغدو الآيام جيئة وذهابا مدداً بوقود زمني......لقد رسمتنا يا أخي

نحن الضعفاء المحدقون في آثار الخطي والعلامات مستشرفين رؤيا مهزوزة لا تغني عن الحق شيئا...رؤيا مطلعها رجعة للخلف حين صمموا الهيكل...أهو هيكل الوجود؟؟...هيكل الماهية البشرية؟؟....أهو هيكل سليماني رمزي ؟؟......بغض النظر عما تحمله لنا في دواخل التأويل نري هيكلك تحدوه شكول ورسوم وذوات مجهولة غريبة

ولنري معك يا أخي كي عربد العجز واقتلع هويتنا...من نحن؟؟...من انت؟؟....من انا؟؟......انها اقصوصة
وئد الذات الأزلية

ما احلي تلك التسمية...دورة الاعماق

وما اجملك استطرادك بضرورة رؤيا
جديدة للأنسان....ولكن معلمي

هل هذا تبشير بثقافة ما بعد أنسانية....او ما نعلمه من تباشير ما بعد الحداثة من مقولات عن ما بعد الأنسان

لا اطلب منك ان تأول ما كتبته يا معلمي العارف.....دعني فقط آتساءل فأنا اقتات علي علامات الأستفهام

مودتي ومحبتي وتقديري

علان العلانى said...

قارئة
دائما ما تأتى ملاحظاتك ورؤيتك فى غاية العمق والدقة وهذ يستوجب الشكر بعد التقدير على الأهتمام والوقت المبذول ، فى العادة كاتب النص أو كما تفضلت القصيدة لا يمتلك التـؤيل الأساس فأحيانا يكون معبرا أوجسرا يتفلت من بين ثقوب قبضة الخطاب المهيمن ، ويبقى إن النص كل نص عورة فى وجه من الوجوه فيما يمس الذات ووعيها رغم امتلاكه لحتمية الشكل و جيناته الوراثية الضاربة فى القدم وشبكة علاقاته التى تمتلك لاوعيها الموازى ،بين اللون الأزرق والأحمرالرؤية وتخلل الزمن بين فقدان المناعة المكتسب على مستوى الجسد وفقدان المناعة المكتسب على مستوى الوعى، كانت أحد ثقوب انفلات الرؤية وبعض الأثر

حاشية
هنا موضع لسؤال إذا كان الوجود بكل ما يحوى وما يحتوى تصورفما موقع المتخيل من أزمنة إنتاج النص بين الذاكرة من جهة والرؤية والنبؤه من جهة أخرى وهو المقصود بشبكة علاقات إنتاج النص لاظروف إنتاجه الفعلى أو بمعنى آخر إن إنتاج النص له تراكمات أعمق من المفجر المباشر لعملية الأنتاج ، فما يخص الذاكرة على سبيل المثال فالمسافة بين النصف الأول والثانى للثمنينات 1985/86 والتى حفلت بدلالات مانحن فيه الأن وأتذكر الصراع بين الوجودية والبنيوية فى بداية الصبا وجاذبية هيدجر وسؤال الزمن والمقاومه لمشاغبات ما بعد الحداثة ونظرة أبو حيان التوحيدى وفرادة المحاسبى وبراح النفرى الى جانب عصر ريجان/تاتشر وحادث أكيلى لاور فى مسائلة اللا وعى وهذا الخط البالغ الرهافة الذى يلتمع فى براحة الشكل بين نسيج الحلم ورائحة المعنى وتلك الأشياء التى شرط أدركها نفى معناها—وهذا الشجن الذى يبتدر الخاطر بالمباغته ---- وهكذا
كل الشكر والأحترام

علان العلانى said...

العزيز أيمن
يمتلك البعض خاصية الإحساس بما فى باطن الأرض منهم من يستعمل فرع شجرة أو أحد الوسائل الأخرى ومنهم لا يستعمل شىء بل يغمض عينيه فيستطيع إن يرى ما لايرى أى يحجب الواقع ليرى ما خلفه لا ليهرب منه،والنص فى بعد من أبعاده مثل الأرض بذوره المعنى وثماره القراءة وباطنه التذوق وبعض من ذاق عرف

أيمن

أعاد تأويلك " لعربدة العجز" شجون الخاطرة الأولى ،وهكذا الفنان يرى فى النص ما يستحضر الأثرفتكون قراءته كتابة وإعادة إنتاج وما ذلك الا لانه يقيس على ما يعتمل فى صدره ويشغل كيانه فتأتى كلماته كأبسط ما يكون وأصدق وهكذا الفن، فقد كانت أسئلتك اهم من أى أجابة وأتمنى أن يكون لك وأمثالك من أولاد بهية وبناتها القدرة على إعجاز العجز-- ولمالا فكما فى الميتافزيقا سيكون في ما" بعد الحداثة" كما كان" قبلها"/ العجز عن الإدراك إدراك/ و الإنسان كما خلق ضعيفا هو الذى كرم بحمل الأمانة

لك المودة كما تنبغى وهى لا تبلى ما دام حسن الظن لها قرين

Aladdin said...

(Offpoint) Do you earn your living as a literary critic? Just a question! Enjoyed your 'lengthy' comment in 'Koluna Laila' (happy smiley here).

علان العلانى said...

علاء الدين
مرحبا بك أسعدنى أهتمامك ومبادرتك الودودة
أما عنى فلم تدركنى حرفة الأدب ولا أريد أدركها

تحياتى

علان العلانى said...

مراجعات

كأس العالم وخمرالقوة

”من حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها“. ماذا حدث؟ لايهم. من حق إسرائيل أن تدافع عن -- نفسها-- هكذا وحتى قبل أن يقوم الجيش الإسرائيلى بالتحقيق فيما حدث! هكذا صرح المتحدث بلسان وحذاء البيت الأبيض، مجاوبا على نحيب الطفلة التى فقدت عائلتها والتى أعتقدت أن من حقها أن تبتعد قليلا وتحتمى بالبحر من اليابسة لتأتيها الرسالة الأخيرة: أين تذهبون؟ فليس من حقكم أن تلجئوا إلى البحر بعدما أشاحت عنكم السماء، وأنكر عليكم إخوانكم من حولكم الخبز وعلبة الدواء، لقد خرجت العائلة الفلسطينية مفسحة المجال للطائرات الأمريكية الحديثة لتقوم باختبار دقتها فى شوارع غزة واستعراض تكنولوجيا القرن الواحد والعشرين فى حلبة الجلاديتر فيشاهدها العالم على شاشاته فى الغرف المغلقة التى أمتصت مكييفاتها الهواء فى الأردن والقاهرة وإسرائيل ودول الخليج بقوة الدفع وبأجهزة تعمل برموت أمريكى فلم تستطع الأسرة المكوث داخل البيت وضاقت الصدور وتأزّم الأطفال فلملمهم الأب حانيا وكان قد وعدهم مرارا أن يأخذهم الى الشاطىء وها هي عروسته الصغيرة تتعلق فى رقبته وتستحلفه بالغالي والشهيد أن يأخذهم الى الشاطىء والجيوب فارغة والقوت بالكاد والحزن مقيم، وهكذا وزن الأمر. ولِما لا؟ قد تستطيع الرئتان أن تتنفسا بعض الهواء غير المعبأ برائحة البارود والدماء والشعر المحروق، ويستطيع الصدر أن يُخرج آهاته المكبوتة ويطلقها متوارية وسط شهيق البحر المتاح ويستطيع المرح أن يجد له زاوية بعيدة عن أعين أيتام الشهداء.

أيها السادة :لم يبق اختيار
سقط المهر من الإعياء
وأنحلّت سيور العربة
ضاقت الدائرة السوداء حول الرقبة
صدرنا يلمسه السيف
وفى الظهر الجدار
أيها السادة : لم يبق انتظار

من حق إسرائيل أن تدافع عن--نفسها-- مهما حدث بعد كل شىء وقبل كل شىء ورغم كل شىء. من حق إسرائيل أن تدافع عن-- نفسها --، ولهذا لابد ألا تدافع لبنان عن نفسها، ولابد ألا تدافع طهران عن نفسها، ولابد أن تنعم الشعوب العربية بالديمقراطية وتنبطح للإرادة الأمريكية، ولهذا لابد من قتل المارة والسكان فى العراق وفلسطين بالطائرات الشبحية وصواريخها الذكية ولابد من اختبار مدى تحمل مؤخرة هذا الكائن العربى المجهول لوسائل التقييم واعادة التأهيل فى المختبرات والسجون الأمريكية. "الدفاع عن النفس" تبريرالبيت الأبيض لجريمة إسرائيل وما لايفهمه الناس فى الحقيقة هو-- نفس-- إسرائيل هذه، هذه النفس التي تعرفها أمريكا جيدا، فما هي فى الحقيقة إلا وحش مهجّن لاعلاقة له بالدين اليهودي ولا بسيدنا موسى ولا بسيدنا يوسف ولا بآل يعقوب ولا بالسامية ولا يحزنون، إنها نفس هجّنها التيه ولقحها الغضب وصاغها الاضطهاد وغواها السامري فأصبحت على ما هي عليه :كائن مشوه حرف رسالة بنى إسرائيل وأخلّ بدور أمة اليهود فى العالم، وها هي هذه--النفس-- تأخذ أمة اليهود مرة أخرى الى المجهول الذي هو قادم لامحالة ، فلا يوجد فى التاريخ أمة أستطاعت أن تعيش ويكون وجودها مشروطا بأن يظل سيفها مسلطا طوال الوقت على من حولها، لاتوجد أمة أو إمبراطورية استطاعت أن تهزم الحق عندما يكون أبلجا. وغدا مهما طال الأمد سوف تذهب المظلات ولن تستطيع حينها إسرائيل أن تجد هذا المتحدث لأنه هو نفسه يستعد رويدا رويدا لأن يذهب الى مزبلة التاريخ وحينها سوف تبتلع تلك الدولة القميئة قنابلها النووية أو تستعملها- سيان ومهما كان الأمر فسوف تهزم إسرائيل مرة واحدة والى الأبد.

عندما يصادف أن أشاهد مشاهد الرعب التى أصبحت تزاحم المرء أينما ولى ، مرة من خلال التلفزيون والفيديو من باب متابعة اهتمامات الناس، ومرة من خلال نشرات الأخبار والخبر العاجل الذى أصبح يصاحبه الموت على الهواء مباشرة، كنت أتساءل: لماذا فى النهاية تموت الوحوش غير التقليدية التى يبدعها مخرجوا هذه الأفلام بطريقة تقليدية ؟ لقد زرعت أمريكا-- نفسها-- فى الجغرافيا والتاريخ من خلال الجريمة مرتين، مرة عندما تسللت وراء المحيط واستغلت خروجها من خطاب وقانون العالم القديم وأبادت السكان الأصليين (الذين أطلقوا عليهم اسم الهنود الحمرتحقيرا لهم) بينما بقي العالم لامباليا، ومرة أخرى عندما عبرت المحيط واستغلّت الحرب العالمية الثانية بعد تآكُل كل القوى القديمة ولتدشن نفسها قوى عظمى على حطام الإمبراطوريات السابقة وأبت إلا أن يكون ذلك –كعادتها- بجريمة ترج العالم صدمة ورعبا فقامت بالقاء قنبلتين نوويتين على مدينتين بكل من فيها من أطفال ونساء وكائنات فى فعل اجرامي غير مسبوق فى تاريخ الجريمة ولايزال مقتصرا عليها ويناسبها تماما كأقذر وأخس أمة عرفها التاريخ، لم تهدف به إلا الدعاية لقوتها، فقد كانت هزيمة اليابان محققة واستسلامها حتمية عسكرية فى رأي كل الخبراء. ويستدعي هذا الحديث من ذاكرتي صورا فوتغرافية ل "الهنود الحمر" والتي نلاحظ فيها بالاضافة لاختفاء الابتسامة- نظرة لا مثيل لها تقول فيما تقول سوف تعرفون آجلا أم عاجلا ماذا كسبتم عندما تصبحون بين قبضتي هذا الوحش. هذه نفسها أمريكا التي ملأت العالم بعد ذلك بمحاكمات النازية وتضخيم أساطير تمرر بها حقيقة أبشع حرب فى التاريخ قُتل فيها أكثر من خمسين مليون انسان وكشفت لنا وهم أسطورة التقدم وحدود سيطرة العقل على العالم ونتائجها.

إن قتل المطلوبين والمدنيين باستخدام الطائرات والصواريخ الذكية ليس اختراعا إسرائيليا، بل هو الخيار الوجودى للاستيطانية التي ابتدعها الكاوبوي والذى رسم رصاص مسدسه بدماء الآخرين حدود رقعةالأرض التى زرع نفسه فيها. إن شرعنة قتل المطلوبين والمدنيين العراقيين وغيرهم على غرار العرف الأمريكي القديم "مطلوب حيا أو ميتا" وتوزيع الصور ورصد الجوائز يعني فيما يعني احياءا لخطاب الإبادة الذى تأسست عليه الولايات المتحدة، وإن كان هذه المرة راسما بدماء الفلسطينين وجودا مماثلا سرطانيا في قلب ضمير العالم، يكاد يتسبب فى استئصالة.

ما يحدث فى العراق وفلسطين وأفغانستان وجوانتنمو وسجون العالم السرية والعلنية مما له صلة بهذا المخطط الملعون للإدارة الملعونة يمثل أكبر خطر على ضمير العالم والإنسانية، وهذه الأفعال المريضة من الإبادة بعشوائية تحسبا ليست حربا على الإرهاب بل هي إرهاب يحاصر ما تبقى فينا من إنسانية. إن ما يحدث جريمة يقوم بها مجرمون تسلحوا بصمت العالم و خدعة الأمم المنتهكة وذلة أحقر شعوب الأرض، الشعوب العربية العفنة القميئة التي لا تستطيع الدفاع عن كرامتها وشرفاءها وأطفالها، شعوب أوكسها القعود ونخرتها البلادة وأذلها الجهل فهانت على نفسها وهانت على الناس وأصبحت تتوارى عن نفسها فى بئرسحيق من العجز والخواء، وأصبحت على طولها وعرضها لا تستحق من الشعر الا بيت المتنبى حين يقول :لا يقبض الموت نفسا من نفوسهم --الا وفى يده من نتنها عود

ها هم جنود الاحتلال يصطادون خير جند الأرض على حدودهم كما كان يصطاد البشوات البط ويتضاحكون وفرعون اليوم يعطي العالم درسا فى ضبط النفس وذبح الكرمة. من حق إسرائيل أن تدافع عن – نفسها-- هذا هو رأي المتحدث بلسان وحذاء البيت الأبيض. لا أجد صعوبة كبيرة فى فهم ما يحدث وذلك لأن ما يحدث لا يحتاج لفهم إنه يحتاج لشيء آخر، يحتاج لبشر يشعرون وهذا ما فقدناه فليس الفهم ما يعوزنا بل الحس. عندما شاهدت تلك الطفلة هدى وهي تبكي وتنتحب وأباها ملقى على الأرض بلا حراك نظرت الى ابنتي وشعرت أننى لا أستطيع حمايتها.
قلبى صغير كفستقه الحزن..لكنه فى الموازين
أثقل من كفة الموت
هل عرف الموت فقد أبيه
هل اغترف من جدول الدمع
هل لبس الموت ثوب الحداد الذى حاكه.. ورماه ؟
خصومة قلبى مع الله.. ليس سواه

إنني على يقين بأن دولة إسرائيل سوف تزول من الوجود لا بسبب الأحاديث النبوية والنص القرأني "وإن عدتم عدنا" ولكن بسب داء الحقد الجهنمي الذى يتلبس اشقيائهم يقودهم إلى نفس الطريقة التي ينتهون بها طوال التاريخ لأن من يزرع الريح يحصد العاصفة، ومن يزرع الحقد يحصد الفناء، وهكذا كانوا يعودون فى التاريخ وهكذا كانت حتميات التاريخ تعود لهم تسوقهم الى نهايتهم سوق النعاج، ورغم كل الأساطير المؤسسة لدولة إسرائيل فهذا أغبى كيان لجيش فى شكل شعب يحمل البندقية ويتقوّت على الجريمة كلبا ذليلا لمصالح الولايات المتحدة، التي لا يستطيعون أن يعتمدوا فى مشاريعهم بعيدة المدى الا على من يكون احتياجه إليهم حتمية فى وجوده وهذا لايتوفر فى أحد مثلما يتوفر فى الكيان الإسرئيلي الذي صادف أحقر وأذل شعوب الأرض الشعوب العربية، والتى يصرح وزير خارجية بلد من بلدانها قائلا ما لم يقله أصغر زعيم فى قبيلة أفرقية يقول: "علينا أن نتوسل للحكومة الأمريكة" . هؤلاء الذين أصبحوا لايفرقون بين الذل والوجود لأنهم ولدوا لا كما تلد النساء أبنائها أحرار ولكن ولدوا فى عباءة الذل وحِجره ولم تزدهم أموالهم إلا صغارا، إن ما يحدث من مجازر فى فلسطين والعراق لم تقم به إسرائيل وأمريكا وحدهما بل آزرهم فيه السعودية وباقى جرابيع آبار البترول وحصاد قيىء الأرض الأسود التى كوّنت حولها كيانات لاتعيش إلا بشرعية محمية من أمريكا، إن من الذين صوّبوا على عائلة هدى غالية سمسار مصر الزنيم الذي يطمع فى أن يتولى ابنه كرسي السمسرة الكبير فى الشرق الأوسط، إن الزورق الإسرائيلي صوّب قذائفه بزاويه مريحة مسنودة على خوف قزم الأردن الحقير الخائن ابن الخائن ابن الخائن سليل أحقر بيت من بيوت العرب حارس عرش الخيانة والعمالة.

هؤلاء هم أعداء الشعب العراقى والشعب الفلسطيني وأعداء الأمة كلها بكل أديانها ومذاهبها وأطيافها وطوائفها هؤلاء هم القتلة الحقيقيون هؤلاء وإن لم يقتلوا طعنا وقذفا فأنهم يقتلون طمعا وخوفا، إنهم هم من يغلّون يد شعوب المنطقة ويمنعوها أن تقف أمام من يبنى الجدار أمام طموحها المشروع ومستقبلها الحتمي وجها لوجه، ولن يتغير شيء فى هذا الشرق الأعجز مادامت هذه النظم القميئة تسيطر على مقاليد الأمر فيه