صلبوه فماذا بربك تنتظرين
لقد صلبوه وليس مسيحا ولا ابن إله
لقد صلبوه لسرقته المال أو قوله الزور
أو سفكه الدم أو أي ذنب جناه
ولم يصلبوه لدعوى ودين
فماذابربك تنتظرين ؟
ويا أُمُه لم يكن يُبرىءُ الصُمَ والبُكمَ والعُميَ
لم يخرج الجن من رأس مصروعة مؤمنةٍ
وما رف من بين كفيه طيرٌ
ولم يتحدَّ المرائين والكهنة
ولم يأته في لياليه روحٌ أمين
فماذا بربك تنتظرين
ويا أمه لم يكن فيه أي اختلاف عن الآخرين
كل قراءة هي إساءة قراءة
بول دى مان
من ابن مريم الى أمل سنوات عجاف كثر
بأسم أمل يتزى نص ابن مريم مع تميم ما يعيد التأويل للنص كله فاسم النص هوية وكيان وكما هو القول المنسوب الى أبن عربى الأسماء تحن الى الاشياء
فإذا كان ظاهر النص كما يذهب محمد جرادات في قراءته المتميزة لديوان فى القدس منذ سنوات (1) بعدسة التناص
"يوظف تميم شخصية السيد المسيح ويرمز بها للإنسان الفلسطيني وشخصية الأم مريم ويرمز بها بالأمة العربية ؛ فيبدأ قصيدته مخاطباً مريم / الأمة العربية ، فالشعب الفلسطيني قد صُلب وعُذب ولم يزعم بأنه مسيحٌ أو ابن إله ولم يسرق المال ، وما شهد الزور أبداً ، وما أراق دم أحد ، ولم تقم عليه دعوى ، وما جاء بدين جديد ، ولم يكن لديه معجزات كالمسيح عليه السلام الذي كان يبرئ الصم والبكم والعمي ويشفي المرضى ويصنع من الطين كهيئة طير بإذن الله ولم يتحدى المرائين وكهنة الهيكل كما فعل المسيح، ولم يأتِ هذا الشعب ملك أمين من عند الله يحميه من هجمة الاحتلال عليه وإمعانه في قتله ، فهو لم يرتكب الجرائم الجسام التي يستحق من اجلها كل هذا العقاب ومع ذلك صُلب وقتل ولم يكن الإنسان الفلسطيني نبياً فيه اختلاف عن الآخرين كي يُحارب ويصبر صبر الأنبياء ، فيا أمه / أمته العربية ماذا تنظرين ؟؟!! "
فالعنوان في هذه الرواية المحكية للنص أضافة نوعية بين صدور ديوان في القدس، عن دار الشروق في القاهرة عام 2009 ورواية النص فى "مع تميم " نهاية 2016 و انتفاضت شعوب الأمه التى لاتزال في بدايتها تتلمس الوسيلة للخلاص فبضع سنين فى عمر الشعوب طرفة عين
وها هو نص أمل بعد نص ـ فى العالم العربي تعيش ـ الروية السابقة بافتراض أن الروايات لاتخلوا من تنادى وتناص (مع تميم ) كأن لسان الحال يردد مع الطغرائي
أعلِّلُ النفس بالآمالِ أرقُبُها
ما أضيقَ العيشَ لولا فسحةُ الأمَلِ
فإذا عاودنا النظر مع جوليا كريستيفا إلى النص باعتباره نتاجاً لنصوص سابقة ، يعقد معها النص الجديد علاقة تبادل حواري ، أي أن النص يُنشِىء علاقة مع الماضي في
سياقاته الثقافية والتاريخية والدينية ... الخ .
فالأمل هنا مع تميم يعيد تأويل " الانتظارو الترقب " ويوجه سارية سفينة الزمن بين دهرين ليختار في القدس الانحياز الى الدهر الكامنٌ المتلثمٌ الذى وضع لثامه فى الميادين
فالمدينةُ دهرُها دهرانِ
دهر أجنبي مطمئنٌ لا يغيرُ خطوَه وكأنَّه يمشي خلالَ النومْ
وهناك دهرٌ، كامنٌ متلثمٌ يمشي بلا صوتٍ حِذار القومْ
.....
الأسم أمل يحصن النص ضد اليأس وخطابات انعاش وتسويق التبعية ، فالأمل جوهر البشارة واليأس يمتنع على المؤمنين بنص الكتاب ، إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هامش
(1) التناص الديني في ديوان تميم البرغوثي ( في القدس ) بقلم:محمد جرادات