الشعب كيان متخطي النوع والفصل والجنس والطبقة والعقيدة، وأنه
كتوصيف مادي أساسه "الوجود معاً بصحبة الآخرين" وأنه كقرار وإرادة ليس
مع أو ضدالآخرين بل هو قرار من أجل أو ضد ذاتنا والانتماء فيه هوشكل من أشكال
الاجابة فى مواجهة التاريخ، وهو بهذا مسؤولية فى مواجهة المصيرالعميق لوجودنا فى
التاريخ ووجودنا هنا في هذه اللحظة.
......
الشعب هو السيد ومرجعيته هى إرادته كما أملاها الحدث بدماء الشهداء استحقاقات معلنه فى ميادينه على العالمين : اسقاط النظام __ القصاص __ عيش __ حرية __ عدالة أجتماعية .
......
الشعب هو السيد ومرجعيته هى إرادته كما أملاها الحدث بدماء الشهداء استحقاقات معلنه فى ميادينه على العالمين : اسقاط النظام __ القصاص __ عيش __ حرية __ عدالة أجتماعية .
الشعب ليس حزب وليس جماعه أو نظام... الشعب إرادة تتحق فى التاريخ
لأمه أصيله ذات حضاره ،وترى مالايراه الناظرون بعيون الوقت ومازال الترقب يكتم
الانفاس وما زال هذا الكيان الملحمي لفعل الشعب الذي سكن الوجدان وأملى على الزمان
إرادته وعكف يزيح عن كاهله تاريخ ثقيل من الاستبداد ويمزق قيود مفتوله ومعقوده منذ
ما يزيد عن نصف قرن تخلص فعلا من بعضها فى زمن قياسى وبألاف الشهداء والصراع مازال
فى بدايته
ولطلما كان لهذا الشعب مع الخلود نقش وعلامة ، فمنذ أن تكون فى
ضمير العالم معنى للحضارة على هذه الأرض ، نحت ملامح قدرته وصنع للتاريخ عجائب تسد
عين الزمن وتظله بظل من عجب يصحبه كلما أستجد في التاريخ منهج وأستقر ما أستقر له
نظام ، ترجل التاريخ فى ميدان التحريرو تمليناه مع العالم ولمح كل منا ملامحا منه،
وإذن للناس أنهم ظلموا وهيىء الشعب للتاريخ متكىء وأنزله منازله على قدرة شعب أراد
.
وحدث الخامس والعشرين من يناير يحمل فى تلافيفه هذا اليقين من قدرة
صوت الشعب على التجلي على الحضور وقدرته على الإدهاش ، إدهاشنا من أنفسنا بداية
وما نحمله من إرادة . من قدرتنا على صنع التاريخ وقدرتنا على الانتصاف من الزمن
قدرتنا على مواجهة العجزالمحبوك بحبائل القوى المهيمنة والمستوطن بفساد الفاسدين
وعمالة الساقطين لتيئيس الناس وتكبيل القدرة على الوجود الفاعل والحر.
نعم عمر الشعوب لا يؤرخ بآجال أجياله ولكن كل جيل ينقش على صفحة
الزمان بصمته بمقدار ما يستطيع أن ينحت على جدارنه فماذا قدم هذا الجيل ليستحق أن
يطبع بصمته على هذا الزمان؟ والنقش على جدران التاريخ ليس إبداعا وحسب ولكنه كفاح
حقيقى مخضب بالدم مصداقيته هى الاستعداد التام والدائم والتسابق المخلص على الفوز
بالعطاء والصمود في الصراع .ماذا يأخذ على هذا الجيل ما له وما عليه ماذا صنعتم
به؟ وماذا صنع بكم؟
هناك محاولات لتصنيف هذا الجيل وشبابه الذي داهم الدنيا وخرج على
شاشات العالم ليعلن إرادته للحياة. هذا الجيل حقيقة عبرت عن نفسها بطريقة فريدة
على جناح إرادة هذا الشعب الذي يتململ فى التاريخ طوال ما يزيد عن مائة عام من
الأزمة، أزمة وجود في ومع العالم
،وكما أن هناك نظريات تعيد صياغة التاريخ فهناك أجيال تستعيد جوهر
الوجود بمعانيه الأصيلة في سياق معاصر، وهى عملية تحويل وخلق لا عملية ترجمة
ومحاكاه.
وبعيدا عن الخوض فى كنه شفرة ثورة هذا الشعب المستعصية في ذاتها
والتخمين في مواقيتها التى لا تملك أى قوى على ظهر هذه الأرض جدول زمني تسيرها
عليه فلنتسائل : ما هو بالضبط الذي أسقط بنية الفرعنة؟ تلك الأفة التى تلبست نظام
الحكم فى مصر منذ آلاف السنين ومن أثارها آيات تتلى ويتعبد بها المسلمين وتراتيل
تلقى يتعبد بها المسيحين وسياط تسلط يتلاقها الجميع... ما الذى هدم عرش الفرعنة ؟
هذا حدث تاريخي لا مثيل له منذ أن وحد مينا القطرين ،حدث أيقن ميدان التحرير وطاول
به قامة الأهرام على غير سخرة . من النملة أو دابة الإرض التى عكفت بدأب على قرض
عصى سليمان فإذا هو يخر منبطحا، في فعل تاريخي جعل هامان وجنوده يتخبطون وإلى الآن
يحاولون عبور بحر الشعب الذى شقته لهم عصا الثورة ويتهيبون أن يبتلعهم.
ماذا أراد الشعب المصري عندما حبس أنفاس العالم في يناير ؟ وماذا
وفي نفس الميعاد؟ ما الذى يميز هذا التوقيت ومن الذي فرض هذا اليوم بالذات ليكون
عنوانا لثورة الشعب المصري؟ هل لإنه يوم وضع حداوقطيعة وأصبح له ما بعده ؟ فماذا
حدث فيه؟ وماذا حدث بعده؟ لايزال هذا السؤال يطفو فوق إرادة الفعل لشعب له مع
التاريخ حق وله مع الجغرفيا موقع يستحيل تجاهله
أن المتأمل فى الفعل الثوري بجوهره الشعبى المافوق السياسي يستطيع
أن يرى بوضوح يدالشعب من فوق جميع القوى السياسية الظاهرة والخفية وهى تمتد وتلتقف
الحدث تلقف الكرة بيد الشرعية المحكمة وتنصب فخ السلطه عدسه مكبره لتكشف الكل
ويرتفع الحجاب عن كل. مدعي وطامع وطامح وانتهازي وجاهل وساذج ومتذاكى وعميل حتى
يصفي الشعب و يصطفي على بينة ورشاد ويقيم الحجه بعد أعطاء الفرصة والمهلة ويورط
الجميع بعد أن راكم ثورته فى طبقات الوعي الجمعي للأمه ...وبعد أن إمتلك الشعب عن
جداره وفى غفلة من المهرولين الى السلطه القدرة على رفض ما يجمع على رفضه ، وأتقن
بكل أقتدار وحرفية الوسيلة لخلع من يحاول قمعه ، وفصل بين السلطة والشرعية التى
ارتهنها بشرط رؤيته لفجر مستقبله المستحق لمن يدفع بالتى هى أحسن صكوك الإستحقاق
الثوري وأولها القصاص لشهداء الثورة واستعادةحقوق الشعب بيد الشرعية الثورية
وبيبنى باليد الأخرى مؤسسات "الشعب" وعلى عينه للثورة أهرامات المستقبل
من عيش وحرية وعدالة أجتماعية.
لقد أمن الحدث ولا يزال خلع الفرعون بتطريم أنيابه ، ثم تقليم
مخالب أوتاده وترك هيكل دولته رهين بقبضته فوق رأس سدنته وفلوله ليستحيل على أى
قوة صناعة بنية أستبداد فى المدي المنظور وحتى تتحق إرادة أعلنها على العلم بأسقاط
النظام لا ترميمه .
وها هى الآن نفس الإرادة تختبر كل من يقول "أنا لها "
فالحدث الثوري لم يكون لمجرد انصاف مظلوم من ظالم ولا لينقذ ضحية من جلاد الحدث
كسرجبروت الظالم وفي نفس الوقت استهجن عجزالمظلوم ، قهر الجلاد واستنكر أستكانة
الضحية فلا يوجد فى هذا الحدث ثوار يقودون وشعب يقاد ، فالشعب هو الثائر والشهداء هم
الثوار وكما يختبر الحدث معارضة المخلوع بين الإدعاء والقدرة ، يختبر هذا الجيل من
الشباب الذي يزعم أنه على نهجه والقادر على تنفيذ استحقاقاته المعلنه
الثورة آيه كونية ومعجزه خص الله بها الشعوب المظلومة الثورة ليست
خبط عشوائى ينتظر أن يتفضل القدر بمصيبه أو يخطىء نظام على غير كفائه "فيهيج
الناس " الثورة بإردة الشعب ودم الشهداء قدمت رؤية واضحة فى كلمات معدودة
صاغتها حناجر الناس استحقاقات بصوت جاهر ومبين وغير متلعثم على العالمين والعالم
كله سمع ووعى وشاهد ورأى وكانت رؤية مصدقه جامعه شرط بها الشعب زمام الشرعية لمن
يتصدى للفعل السياسي وهى بذاتها برنامج الثورة و بمقدار الأنحراف عن الإستحقاقات
التى كتبت بالدماء فإن أى حبر يراق حتما سيكون هباء ليس هناك أوضح من ثورة وهل
كانت الثورة الا تراكم فى قلوب الناس وضميرهم
أنظروا ماذا فعلتم لمن أستشهدوا لتعيشوا أحرار ومن فقد أعضائه
لتسلموا ومن فقد أحبابه لتطمئنوا ستعلموا ماذا ستفعلون بأنفسكم وبأولادكم
وبمستقبلكم وكيف سيكون مآلكم .
وكما أملى هذا الشعب على العالم أسقاط الفرعون العميل سيملى أيضا
على العالم والقوى المهيمنة فيه إرادته غير منقوصه وسيبتلى من أجياله ومن أبنائه
ويصطفى من أكفائه من يحقق شروط التمكين لما إراد كامل غير منقوص وعندها فقد ستنفجر
فى هذا الشعب براكين العطاء ،ومن صبر على ذل الفرعنه حتى التمكين صبراً جميل طاول
قهر الزمن وأستبداد المستبدين ليس أهون عليه أن يمهل ولاينبغي له أن يهمل من إدعى
القدرة من المدعين حتى حين
،وكما أن الثورات لاتتأتى بالتمني فهى عندما تكون هكذا حقيقة شعبية
تكون هى بذاتها قدرة الحق وجوهر العدل وبداهة الحرية وهي أيضا السلطان المنصور
الذى وعد الله به فى آخر عهد للبشر بكلمة من السماء لمن ظُلم فالشعب ولى الأمه وله
السلطان وهو ليس متعجل من أمره وفي رباط من يقينه وعلى أنقى بصيرة وهو سيد زمانه
عاكف وعازم وقادر أن يستولد الحق من أضلع المستحيل
انتصر الشعب فلا تستعجلوه