Friday, February 01, 2013

قراءة فى الارتياب والثورة 2




كان الحاوى قديما يقدم أستعراضه بداية بتكوين حلقه ثم جذب الناس حولها مأججاً لغريزة حب الاستطلاع ويتوسل الغرابة بما تيسر من أصوات وكائنات ثم يقدم كلمات يستوعب بها الإختلاف الطبيعى بين العينة العشوائية التى أجتذبها وبعين مدربه يقدر نوع العرض الذي يقدمه ولكن معظم من يتحلق حول الحلقة يسيطر على جزء ما فى خلفية وعيه نوع من الارتياب من  الحاوي والعرض  ومن بجواره من المتفرجين ومن وحوله وفى العادة يكون هناك بين الجمهور العشوائى من عليه القيام بدور ما بالاتفاق مع الحاوى ولكن أهمها على الأطلاق هو من يقوم بدفع جزء من هذا الجمهورالفقير بالتضحية بجزء من القليل من النقود التى يمتلكها بشق الأنفس وسل الروح


قلة الادب وقلة الحيلة

الاستهتار والتهريج وأستعراض مهارات السفاهة على عكس ما يظن البعض ليس مزاج شعبى في ثورة شعبية الشعوب تحكم بمقايس عملية وترى النافع بعين الضرورة  .لم يرغم ولاكان فى أستطاعة أحد أن يرغم  الشعب أن تكون ثورته سلمية وهو لم يريدها كذلك الا عن قناعة كامله بقوته  وقدرته على إدرتها ليس بسب وحى منزل ولا نظرية فلسفية ولكن عن صبر صاغته حكمة وجود يطاول الخلود وخبرة مع الإستبداد منذ أن كانت فى الأرض دولة .
ومن يعتقد بخطأ النهج السلمي للثورة سيكتشف وبسرعه أنه يقدم وبنفسه الذرائع لترميم قوى الإستبداد تحت عبائة الشرعية الثورية وهذا ضد إرادة الشعب الذى يقبض على الشرعية ويحتكرها مادامت الاستحقاقات الثورية لم تصبح هى  جوهر العمل السياسى،   المعارضه فى زمن الثورة دستورها هو تنزيل الإستحقاق الثورى فى واقع الناس استنادا الى الشرعية الثورية وليس تطاحنا على مواقع السلطه وهذا عمل جاد ومرهق لانه يغادر الواقع الى أفق المستقبل على جناح رؤية تبحث بوعي فى ما كان وتنتبه  وتستند الى القطيعة التى أحدثتها الثورة فى واقع ما قبلها وقامت بخلعه ،والمعارض الذى لا يتلمس فى الممكانات التى طرحها الشعب بثورته ويغرق فى التخوفات التى بنى وعيه السياسي تحت أكراهتها سيفقد حتما موقعه ومصداقيته، فمن هم فى السلطة اليوم  يمثلون أفق قدرة الحراك السياسي داخل صيرورة ثورية وليسوا بالطبع هم الخيار الثورى الا بقدرتهم على الاستيعاب  والتماهى مع إرادة الشعب بثورته والناس سوف تلمس ذلك مباشرة فى حياتهم اليومية لقد قبل الناس بهذا التيار السياسى ، ليس تخوفا من سقوط الدوله كما يتخيل بعض السياسين  فكيان الدولة المصرية كيان أستيعابى فائق المرونه له جذور أعمق من كل الطبقات السياسية التى تراكمت فوقه، لقد كان قبول الناس لهذا التيار لأنه ببساطه كان يمثل الممكن السياسي المتاح من جهة  ولأنه من ناحية أخرى كان علامة على إسقاط نظام أتخذ من هذا التيار بالذات فزاعه لأرهاب الناس ووالقبول بدولة المخلوع وولده ،وتعسر هذا التيار فى إدارته للدولة سواء عن عجز أوبسب تفاهمات حتمها هذا العجز بينه وبين إدوات دولة المخلوع،  وفى الحقيقة لا يشوش على هذا العجز الاهواجس معلنه من نجاح هذا التيار فى التمكين وبناء بنية استبداد بديلة وهى عملية شبه مستحيلة  ،  لقد أصرقطاع معتبر وقادر على الحسم من الشعب على مجارة هذا التيار حتى "باب الدار" لان وجوده فى المعارضه كان سيشكل مأزق تاريخى على القوى السياسية أعمق من مأزقها الآن بكثير لقد ورط الشعب هذا التيار بخياره كما ورط كل النخب السياسية فى مواجهة عجزها أمام تكوين رؤية للمستقبل تستجيب للأستحقاقات الثورية وترفع الظلم التاريخى المتراكم والمكبل  لقدرات وطاقات هذا الشعب الثائر وفى ظل عجز هذا التيار البادى والذى لايغطيه فى الحقيقة الا هوس المعارضه بكل شارده ووارده يقدم  عليها ، فيبدو أمام الناس وكأن مأزقه هو أضطهاد خصومه السياسين له وعدم أعطائه فرصة لإدارة البلاد فضلا عن تقديم حلول تساهم فى رفع المعاناة عن المواطن الذى قام بالثورة فلم يجد فى نخبه من استطاع أن يقرأ ثورته أو يفهمها خارج دائرة الفعل ورد الفعل.

وبعد

No comments: