Thursday, September 01, 2011

محاولات في قراءة قصيدة تميم البرغوثي يا شعب مصر5





وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ المَاءُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ
سورة هود 44


وبكرة أيامنا تبقى حكاية ورواية
عن ناس يباتوا حفايا يصبحوا أسياد

القصدوالقصيد


اختار الشاعر أن يخاطب الشعب بلغة الناس فقد سمع ماسمع وشاهد ماشاهد من الناس
لقد أثر أن يصغي للناس وانتصر بهم ولهم على نرجسية الشاعر

خمسة وعشرين يناير يا شباب حصل ايه
لو قلنا يعنى على الساعة تلاتة الفجر
فى حد فينا طِوِل أو جد حاجة عليه
أو جاب سلاح أو ملايكة بشروه بالنصر
كان اختلف فينا إيه عن أى يوم قبليه
نمنا غلابة، صحينا احنا ولاة الأمر

يتبدى دفء الحوار هنا من واقع الممارسة وخلاصة" الخلاص" من وهم الواقع المصنوع
لقد مارس الشباب وجوده المشروع في دولة منقوصة الشرعية مكبلة الفاعلية
مارس حقه في أن يريد.
نعم على الساعة تلاتة الفجر لم يجد فى ظاهر الأمر شىء ولكن هناك بركان انفجر فى الداخل أعاد الخارج إلى جوهره
واستقام الكل فى المحال ظهر معدن المصري الأصيل وقال الشعب للمستحيل هذا فراق بينى وبينك
شعب بغزالة اتخنق قلب التاريخ في يومين
نعم لقد تمادى النظام الغابر فى الاستهتار بهذا الشعب العريق الكريم وساعد على ذلك هذا الصبر الجميل الذى مارسه الشعب مع الفراعين وأشباه الفراعين وأزلامهم وسدنتهم لقد وصل الاستهتار بنظام المخلوع ان يمد يديه القذرة الى مستقبل هذا الشعب الكريم ليوصمه بذل ارتضاه لنفسه ، حتى أصبح المصرى الأصيل يكاد لا يرفع عينه من التواطؤ و الخزي الذى يمارسه النظام القابض على السلطة بقبضة أمنية فاسدة وحقيرة، اصبحت كلمات مثل الكرامة والسيادة والحرية كلمات شبه إرهابية فى شرعه الخسيس وارتضى أن يقأقأ منكفئا على فتات ما يلقى إليه من قوى الهيمنة العالمية، لقد ....اتخنق الشعب لأنه فقد معنى وجوده ورسالته فى العالم
نمنا غلابه ، صحينا وأحنا ولاة الآمر
كان عرش مصر ف أُوَضْنا واحنا ناسيينه
راميين هدومنا على شماله وعلى يمينه
طردنا عنه الحرامى غصب عن عينه
ونزلنا ع الميادين بإدينا شايلينه
بقوا الملوك فى الشوارع والعبيد فى القصر

كيف كان العرش موزع فى أركان غرف الشباب؟ هل كان باستلاب الإرادة ؟ لقد نشأ الشباب على خطاب يرى في السياسة سلوك غير قانوني لغير القابضين على القرار السياسى وتلخص الاختيار بين شطرين لبيت أبو العلاء المعري
جلوا صارماً ، وتلوا باطلاً .. وقالوا : صدقنا ، قلنا : نعم
لهذا كان العمل السياسى لا بد له من كسر دائرة العجز
يا شعب ياللي دفع تمن الشوارع دم
لقد كانت ممارسة الإرادة السياسية خارج حدود الخطاب السياسى لنظام المخلوع مغامرة محفوفة بالمخاطر لقد تراكم خطاب سياسي ملخصه أن العالم يدور فى فلك أمريكي فأضحت أمريكا هي الجنة والنار ورضاها والخضوع لهوها الصهيوني هو فرض عين النظام وسنته ونوافله التي مازال النظام يتقرب بها حتى اصبح كنزا استراتيجيا لبنى صهيون على حساب المخزون الاستراتيجي لكرامة هذا الشعب وتاريخه الحضارى فهذا شعب بنى مجد عزته بعرق جبينه لم يستعمر وينهب الشعوب من حوله ولم يهبط عليه ذهب اصفر من السماء أو تدفق له نهر من الذهب الأسود من فجاج الأرض ، لم يعرف الا الذهب الأبيض المبلل بعرق جبين فلاحيه وسواعد عماله

وف يوم وليلة اكتشفنا ان احنا والنبى مصر
ومصر مش حد تانى غيرنا يعنى يا بيه

 مصر اسم علم على قطعة جغرافية لها حدود معلومة ولها تاريخ معلوم يدرس حين تريد أى أمه فى العالم أن تعلم أو تفهم أبنائها كيف بدأت الحضارة على هذه الأرض ....ولكن بين الجغرفيا والتاريخ أين المصريين ؟ بين الحاضر والمستقبل تاه الواقع بين ازمة العيش وإرادة الحياة .... المصريين الذين كان يخاطبهم المخلوع قائلا أنتم عمالين تكلوا وتذيدوا وهكذا غره سلطانه وزين له شيطانه فاصبح الواطى يراهم وكأنهم قطيع من السوام ، فمتى كان العالم يضيق بالمصريين شعب العبقرية والمرح .... وفى يوم وليلة اكتشف الشباب أنهم هم من يعطى الأسم "مصر"حياة ومعنى وليس النظام ورأسه البليد الذى استمرأ العجز واستخف بالشعب المصري

وكل واحد سأل طب كنا ساكتين ليه
وشعب مين اللى كانوا الزُّطِّ حاكمينه
بدولة شومة ومختومة بختم النسر

لقد طرح النظام بانحطاطه الى العمالة الصريحة هذا السؤال الوجودي على كل منتبه للسياسة وممارس لها ومنهم الشباب لقد تغول الجهاز الأمنى فى الدولة واصبح جهاز تجريمى بلطجي لا يسئل عما يفعل وبسلوك ينتمى الى أرذل الزط أو الغجر والنور الذى لا يرعى إلا ولا ذمة ولا يحده حد من ضمير أو أخلاق

وكل واحد قرا اللى كان على جبينه
رفع بدمه يمينه هْدية وهداية

لهذا فكل من شارك فيها كان صلاح الدين ، لقد فجرها الشباب بعدما ضاقت الدنيا عليهم وصار البعض منهم حلمه هو الخروج من مصر حتى لو اجتاز فى سبيل ذلك الأهوال ما يذكرنا برحلات سندباد البحرية التى يحفها الموت، ولم يكن هنا الخروج بحثا عن ست الحسن والجمال أو الكنز الموعود ولكن بحثا عن الوجود ذاته ، بحثاً عن مستقبل مجهول فى وعلى هامش بلاد الناس ولم يكن هذا بحث عن المستقبل وفقط ولكن هربا من التهميش والقهر وقلة القيمة كان هروباُ من أفق مظلم ومن قرية ظلم أهلها أنفسم باستمرائهم الظلم فى زمان كما يقول تميم البرغوثى.. هون الأحرار منا فديتى.. وحكم الأنذال فينا ، لقد كسر الشباب القيد ، وما حدث قلب العالم رأس على عقب وهذا ما لا يصدقه الكثير من الناس أو لايدركوه بسب خضوع هذا الإمعة الوغد فهو لم يكن فقط أحقر فرعون مر على هذه البلاد ولكنه كان لطخة قذرة على ثوب مصر هو ونظامه العميل غسلها الشعب بدماء أبنائه البررة

وف يوم وليلة اكتشفنا ان احنا والنبى مصر ... بحق وحقيقة المصريين وبتراكم صبر السنين وحق لكل مصرى أن يكون صلاح الدين وأن يكون جمال حمدان وسليمان خاطر وبيرم ونجيب سرور وجاهين وحداد وأمل دنقل وسعد الدين الشذلى وعبد الوهاب المسيري وأحمد عرابى وأحمس وعبد المنعم رياض وعمر مكرم وكل من كانت مصر فى خاطره وفى ودمه من قال ان الثورة فى مصر حدث ثمانى عشر يوم يكون كمن ينظر الى الأصبع الذى يشير الى القمر فى السماء يكون كمن يختصر البحر فى موجة من أمواجه
لو كانت الأنبيا ع المية مَشَّاية
لاجلك يا مصر مشينا باسمين ع الجمر
نعم كان الذى يتعرض للشأن السياسى بحق وصدق كالقابض بيده على جمرة من نار كان الخيار السياسى خيار "حسيني الشهادة" يجود باهل بيته ونفسه فى سبيل رأيه وعقيدته وكرامة وجوده ... كان هذاهو حال من يريد أسقاط النظام

يا مصر وافتكرى أصل الدنيا نسايه
الملك ده حقنا ومفيش فراعنة جداد
 لقد هدم الشعب المصري معبد الفرعون وفكك بنية الفرعنة التى هيمنة على نظام الحكم فيه منذ فجر التاريخ وفى دورتى حكم قتل فرعون وخلع الأخر ليكون بمحاكمته اية للناس وعبرة لكل من يتبوأ وظيفة رئيس الجمهورية بأختيار الشعب

نص
الثورة تأتي فتفكك الواقع وتنفض الساكن وتكشف المسكوت عنه وتشرعن القول في الممتنع، وهى كالشمس تفعل فعلها بتخللها كل شيء فيظهر المخبوء وينجلي المدارى، وفي عجيج مولد الثورة، في تلك المساحة الزمنية التي يتأرجح فيها الفعل الثوري بين التأثير والتغيير تتوالي الحوادث ويتخلخل الزمن ما يؤجج لصراع الإرادات بين الشعب يريد وماذا يريد؟ بين من يخاطبون الشعب للتأثيرفي إرادته ومن يحاولون واهمين أو راهبين استلابها من جهة، وبين من يمزجون إرادتهم بإرادة الشعب من جهة ثانية وبين من لا يريد للشعب إرادة - ما اصطلح على اختصاره بالثورة المضادة - من جهة ثالثة. الثورة بتكوينها فعل تطهير وخاصية التطهير في الثورة لا تبدو كعملية هدم وبناء ولكن فيها من خواص الظواهر الطبيعية التفاعل والصهر والإذابة والتشظي والانفلات، واستلاب العادي لصالح الجوهري، وخلخلة الثابت لصالح النافع، وانتهاش الرسمي لصالح الشعبي،
إفرح وكمل وما تقولشى كده كفاية
الثورة دي بداية زى الهجرة والميلاد
فما هو المشترك بين الهجرة والميلاد والثورة ؟
هل هو صياغة وصناعة المستقبل ؟
فكما يرتبط مستقبل كوكب الأرض بمستقبل الشمس. يرتبط مستقبل مصر بالثورة

والله أعلم

6 comments:

علان العلانى said...

تعليقات على حائط التدوين
عن الجدار العازل أمام سفارة اسرائيل

لأنها ثورة حقيقية ففى ضوء شمسها ستتقتضح كل القروح المجلس العسكرى يجلس فوق جبش ليس له نظرية واضحةللأمن القومي عسكريا وعلى المستوى السياسى فهو وكيل لتعهدات ومعاهدات مسؤل عنها نظام مخلوع كانت عبارة عن مصوغات بقائه فى الاساس فى منظومة هيمنه عالمية تغمض عينها عنه وتلقى له بالفتات وهذا الجدار الذى يبنى هو غاية الفعل السياسى فكامب دفيد ليست مجرد معاهدة إذعان مع الكيان الصهيونى ولكنها كانت اوراق اعتماد لنظام السادات لدخول الفلك الإمريكى بشروط الوكيل الدائم لها فى الشرق الإوسط... وعندما فشل النظام فى التطبيع لجأ الى عملية تطويع بقبضه امنية وبقانون طوارىء طوال حكم المخلوع لقد فكك الشعب تلك القبضه بثورته لهذا لم يتبقى أمام بقايا النظام الابناء الحواجز أمام بؤر عوراته الظاهرة للعيان وتلك الحواجز فى الحقيقة ستكون علامات أخر حصون النظام البائد وهى ستمثل شيا فشيا بكل وضوح الاهداف التى على الثورة استهدافها

علان العلانى said...

تعليقات على حائط التدوين


فضوا هذا المجلس فقد بدأ يخرف

إن المجلس العسكرى هو نفسه رأس النظام الفاعل فى الحقيقة وليس هذا العجوز الثمانينى داخل القفص أو نعليه وهذا هو الموقف الذى يتغافل عنه الجميع بوعي أو بدون وعي أو بقصد ورغبة في تجنب مواجهة دموية والحفاظ على الجيش المصرى سليم ومعافى لأن الثورة بحكم حتمية التغيير فيها سيترتب عليها تغيير جذرى فى الإقليم والعالم وتلك حتمية تاريخية لا مهرب منها واستحقاق لن تفيد معه المراوغة والمماطلة.
أمام المجلس الأن طريقان طريق سوار الذهب الذي وفى بوعد نقل السلطة سلميا من العسكر إلى حكومة مدنية بعد انتفاضة الشعب السوداني على جعفر النميري في الثمانينات وترك الحراك السياسى والإرادة الشعبية تختار لنفسها وليس مسئول عن ما حدث بعده ،وطريق بشار الأسد الذي نراه يقتل شعبه بدم بارد مستغلا جيش محتنك طائفيا ونهج أمني يمثل حزب لا يبعث الا على الشفقة يسارع إلى قاع مزبلة التاريخ لامحالة بعد أن زعم أنه حزب لبعث الأمة فإذا به ينتهي بمحاولة وئد الشعب.
أما في مصر فالسياسة الحاكمة أرساها السادات كما أرسى حافظ الأسد سياسة سوريا وهذا هو مآل هذه السيايات التي يواجهها هذا الجيل فى البلدين بعدما أذعن لها أربعة أجيال سابقة.
هناك تراكم من ثقافة الرضوخ هيئت مجال حيوي لوعي سياسي زائف يرضى بالوعود ويترك "لولاة الأمر التفاصيل". إن المجلس العسكرى يتخادع لنا لينال مأربه وهو بوضوح حكم مصر بالوكالة حتى فى حالة وجود قوى سياسية فى ديكور الدولة وهو يعمل بجد ويماطل فى الزمن والكارثة أن هذا لن يكون. نعلم ويعلم الجميع أن فى المجلس العسكرى رجال يطالهم قانون الكسب غير المشروع ونعلم ويعلم الجميع النظرة الاستعلائية المغلفة بكياسة التواضع التى يكنها العسكريون للمدنيين ليس فى مصر وحدها ولكن فى العالم كله -وإن استطاعت بعض الأمم ايجاد حلول له ونموذج تركيا الحديث بجوارنا. لقد اتخذت حكومة شرف قرار سليم بسحب السفير ولكن المجلس العسكرى تدخل وعندما أدى تدخله لكارثة ها هو يلجأ إلى القوة وما لا يعلمه أنه بذلك سيتحول لمجلس عميل بحجة الدراية بخبايا الأمور. إذا كان المجلس العسكرى -على بلاطة- يخشى الحرب من اسرائيل أو أمريكا فقد يكون محقا من الناحية العسكرية إلا أن السياسة لا تحكمها الاعتبارات العسكرية فقط ، والمجلس جاهل كما يتبدى من إدارته لصناعة القرارمن الناحية السياسية والجيواستراتجية بإمكانيات وقدرة هذا الشعب وعبقريته وتلك هى الأزمة بعينها فإما أن يرضخ لإرادة الشعب أويسترضى قوى الهيمنة بتلك الطريقة الفهلوية وفى الحالة الأولى سوف يكرمه الشعب بما يرضى عنه ويترك السياسة لأصحابها و يمارس دوره كأحد مؤسسات الدولة من خلال رؤية واضحة للأمن القومي ، ففي ظل حركة شعبية قوية وواسعة لا تحتاج الدولة إلى ممارسة القوة من الداخل فهي أداة الدولة لفرض إرادتها في الخارج ووجودها في حد ذاته يغنى الدولة عن استخدامها فى الداخل وإلا فهو يختار الدخول فى مواجهة مع الشعب المصري على طريقة بشار وحينها سيكون قد أهدر دمه وبيد جيشه نفسه وليس بيد الشعب وسيحاكمه جيشه فلا تخلو مصر من الرجال ولا توجد أمة دخلت التاريخ بطريق مفروش بالورود ولم يتسنى هذا حتى للأنبياء. وشباب هذا الجيل سوف يدخل التاريخ حتى لو اجتمعت عليه كل المجالس العسكرية فى العالم. فضواهذا المجلس فقد بدأ يخرف وارحموا انفسكم أما الشباب فكما ترون لم يعد الموت يخيفهم فهذا الشعب ليس جبانا وليس جعانا وهو شعب تحمل منذ ألاف السنين نرجسية الفراعنة وترهاتهم ما لم يتحمله أي شعب في التاريخ ودفنهم فى قبور هى من عجائب الدنيا السبعة بل هى أعجبها وما لا يدركه العسكر أن هذا الشعب وهذا الجيل يطالب بالحق فى الوجود أساسا اى أن بقاء النظام بالنسبة له هو والموت سواء ، وما يطالبون به مشروع أمام العالم كله والموت من أجله شرف وشهاده فليختاروا لأنفسهم قبل أن تدهمهم الثورة بما لا يطيقون ونطيق فلا راد لإرادة الشعب المصرى أمام قدرة الذى قدره له الله بالحياة

علان العلانى said...

تعليقات على حائط التدوين

من مقام الشهقة الى مقام الرضى

الحرية ليست بالضبط التحرر ولكنها اكتشاف القدرة عليه، والثورة فى بعض منها مواجهة مع الذات بين الوجود ومجرد الحياة فالحياة مبذولة للكائنات ومنها الأنسان ولكن الوجود كقيمة ومعنى هو قدرة مستمرة على الاختيار بين الممكنات فماذا كانت ممكنات الشعب المصرى قبل هذه االلحظة التاريخية؟ لحظة انفجار البركان الثورى الذى انطلق من قلوب الشباب فى وجه الزمان فأذهل العالم وأوقف قلبه وقلب حساباته رأسا على عقب ، بعدما كان الشباب في منتصف اليأس من مستقبل أمته كلها من محيطها إلى خليجها ، ولم يتبق أمامه إلا أن يغير الجغرافيا بعدما استيقن أن حركة التاريخ تتراجع وأنها تهبط فى مسار عجيب تاريخيا أخذة معهاعبقرية المكان وعراقة الشعب فلم تكن مصر تتقهر ولم تكن تتقدم ولم تكن ثابتة فى مكانها، لقد كانت تنحدر إلى القاع إلى أسفل سافلين بحيث تحولت مصر تحت نظام المخلوع لمجرد "دولة تابعة وعميلة" وفى الحقيقة المخلوع الذى أجلسته المقادير على كرسى الفرعنة بعد انتشاله من تحت كراسى تلك المنصة التي حاكم فيها ضمير الجيش المصرى الفرعون المؤمن بشرعة عسكرية مر بعدها 30 سنة عجاف انقضت ليضع الشعب كله هذا المرة الفرعون المخلوع القادم من تحت الاقدام وكراسى المنصة منبطحا أمام منصة القضاء. فهو لم يصنع أى سياسة "ولم يكن ينبغى له" لقد كان مشرفا على سياسة ملزمة ومحدد لها دورها فى الإقليم وفى العالم قبل وصوله للحكم مثله مثل عبدالله فى الأردن من بعد وهما دولتان لهما "حدود برية كبيرة "مع الكيان الصهيونى.
الثورة بعد أن أزاحت الحجاب ووضعت الحاجب فى قفص الأتهام ،ها هى تقوم بتحويل مسار مصر من السقوط إلى أسفل بالرفع والرفعة، فما نراه حولنا كله نتيجه لخيار فرعون فى لحظة مقامرة تاريخية كان عاكف فيها على مطاولة الخلود والبحث عن الذات فى هوس فرعونى طمس منجزات من سبقهم ونسبها لنفسه وهو طقس قديم يتقرب به السدنة إلى الفرعون يبدو أثره جلياعلى نقوش المعابد الفرعونيه لكل اركولوجي مبتدأ على شرعة لا أريكم إلا ما أرى ولكن ماذا كان يرى الفرعون؟ إنه لا يرى إلا نفسه ولا يهدى إلا اليها وهذا ما يجعل الفرعون أسيرا لسدنته فالسدانة حرفة عريقة بعراقة هذا الشعب تاريخها هو تاريخه مع الظلم، إن اتفاقية كامب دفيد كما كانت بداية طريق الانحدار لأسفل هى بذاتها الموقع الذى سيستعيد فيها التاريخ مساره وهي الموقع الذى بنى فيه المجلس العسكرى الحائط بينه وبين الناس فهدمه الناس فى أخر فرصه لهذا المجلس عسى أن يرى وعليه ان يرى ببصر من حديد بعد هدم هذا الحائط فلا عاصم اليوم برتبه أو سطوة أو نفوذ.
لقد قال لى يوما ما مجند حضر واقعة المنصة الأولى أن رتبا عسكرية رفيعة المقام بالت فى ثيابها من هول الاعتداء على الفرعون وكان هذا ظاهر للعيان فى بذاتهم العسكرية المنشاة والموشاة. إن هذا الخيار الساداتي المنفرد المفرد الذى وسوس له به شيطانه فى لحظة غيبوبة تاريخية، هذا الخيارالذى تمترس فيه تابعه الذليل الذي تلاه لن يدفع ثمنه الشعب المصرى ولن يبق موصوما به إلى الأبد. علينا إذا أن نتخلص من سياسة الفهلوة فالعالم يلعب على المكشوف. إن إعادة النظر في اتفاقية كامب دفيد بلغة القانون أضعف الإيمان ولن يكون هذا إلا فى دولة مدنية تستمد شرعيتها من إرادة الشعب مباشرة وعلى عينه لينخرط الشعب كله فى بنائها بإرادة وقناعة ورضى وهذا ما يصنع الشرعية ويبعث الامة على قلب شعب واحد تكون الطاعة هنا قناعة يحرص عليها ويحميها الشعب كله وليس أجهزة أمن فاسدة ومريضة ومخترقة فى هذه الدولة سيجد الشعب نفسه وستبدع فيها عقول محجوبة وستتجلى فيها عبقريته الحضارية ويستعيد بها رسالته الخالدة فى العالم ويبني بها مؤسساته هو لا مؤسسات الفرعون لتكون فى خدمة ابنائه هو وليس فى خدمة أبناء الفرعون فالشعب المصرىاستخلص بعبقريته وحسه التاريخي من معاهدة كامب دفيد ضررها النافع بعد أن ورطه فيها الفرعون . لقد تخلص بها من لعنة الفراعنة إلى الأبد وأنهى عقد إذعانه لها وعليه أن يراجع كل التعاقدات السابقة للفراعين على مهل ليستعيد مساره التاريخى وينتقل إلى المستقبل فى أحسن تقويم وخريطة هذا المساربالكامل خبيئة ليست مدفونة فى قبو معبد فرعوني ولا فى مراكز دراسات صهيو أمريكية لتعليب خطط الطريق، إنها منقوشة فى قلوب وضمير شبابه الثائر.

علان العلانى said...

تعليقات على حائط التدوين

أنياب مبارك السبعة

مقدمة فى رصد تشكل الطبقات التى أفرزت النظام وسدنته وبلطجيته وفلوله 1



لا يوجد عصر بدون خطاب يكون أداة النظام في بسط رأيه وتمكين قبضته والنظام نفسه لا يستطيع أن يخرج عن خطابه فهو ببساطة شبكة من الإجراءات المصنوعة والمتشكلة ببطء تنتج الـ common sense أو البداهات وهي بذاتها تمثل النسق غير المكتوب الذي يكون من الممتنع الخوض فيه أي ما يشكل الرقابة الذاتية التى يستشعرها أي مواطن يسبق حديثه التفاتة عين يمينه وعن شماله قبل أن يسر لرفيقه المقرب رأي خارج هذا النسق في كل دول المنطقة من محيطها إلى خليجها التى يتمحور حولها جوهر تلك النظم التى تكونت ببطأ بعد التقسيم الجيو سياسى في اتفاقية سايكس بيكو. فبناء وبنية هذا الخطاب الذي تواجهه الثورة لم يبدأ فى عصر مبارك.
مبارك كان حجاب سياسة السادات التى رسمت خارطة الطريق للأمة المصرية وهى تقوم على فكرة بسيطة بما أننا لم نستطع قطع يد اسرائيل فعلينا أن نبوسها، وبصرف النظر عن الظروف الموضوعية التى بنى عليها السادات رؤيته إلا أن أسرائيل بعد السادات يدها طالت ولم تعد تكتفي بالبوس وامتدت إلى مواضع كثيرة لم يكن السادات نفسه يستطيع تحملها ولكن هذا اللطخ المخلوع لم يكتف ببوس اليد وانبطح لهم تماما ولا يعلم الا الله ماذا فعلت هذه الايدي القذرة المطلوقة فى دولايب هذا النظام فى فترة عمالة المخلوع فهاهي مؤسساتها الأمنية تبدو وكأنها قوة احتلال غاشم لقد كان الفرعون المقتول عينه على أمريكا وكان يرى انه سيكون مكان الشاة في المنطقة بهذه الطريقة ليكون الوكيل المعتمد فى الشرق الأوسط فى موقع أخطر وأهم من موقع الشاه وفى تلك الحالة فاسرائيل نفسها ستكون فى جيبه.
لقد قرأ السادات تاريخ مصر قراءة توظيفية لم تخرج عن خطاب ماقبل حركة الضباط الأحرار وهى حركة ترى للشعب ولا تراه فى حقيقته الوجودية ككيان تاريخي محمل برسالة حضارية فهي حقيقة لا يدركها إلا الإنبياء فلا عجب أن رسالات التوحيد الثلاث ارتبطت بهذا الشعب ارتباطا تأسيسيا وكان موضعا لتمكينها عند سعيها إليه وكانت قراءة السادات التاريخية قاصرة على الدولة المصرية فى أفولها وكأنه ما يزال فى العوامة يسعى للألمان فى مواجهة الإنجليز.
فحقب عريضة من تاريخ "الدولة" ونظم الحكم المصرية كانت فيها ولاية تذعن وتتلقى دورها في الإمبراطورية الغالبة. منذ تحولت االدولة لتصبح إقليما من أقاليم المملكة الفارسية ليبرز هذا الدور كعلامة وعندما سقطت الإمبراطورية الفارسية على يد اليونان كانت الدولة ونظامها ولاية تذعن وتقوم بما هو مرسوم لها وعندما سلم اليونانيون السيادة للرومان كانت الدولة هناك بدورها وإذعانها وبعدهم مع الخلافة الإسلامية كانت هي إياها مع الإمبراطورية البريطانية وهذا ما جنح اليه السادات مع الأمبراطورية الصهيو أمريكية وليس السلم .

علان العلانى said...

أنياب مبارك السبعة2

لقد قام السادات بأكبر عملية مضاربة فى بورصة السياسة الدولية ويتكشف بكل جلاء أن السادات كان يجهل قيمة الأصول الحقيقة التي ضارب بها وحجمها الحقيقي وسوف يذكر التاريخ أن هذا الفرعون المقتول قدم لأمريكا ولاعتبارات غامضة أهم موقع فى الشرق الأوسط وقلبه النابض بدون مقابل تقريبا وهذا كان محور الخلاف بينه و بين من أختلفوا معه فى لحظة المضاربه من جميع الاتجاهات وفى مختلف مواقع صناعة القرار.
هناك من المفكرين والمهمومين بهذه الأمة ممن قاموا بعملية رصد دقيقة للحظة الانقطاع أو الانحراف التى أدت في النهاية لهذا الأفق الذى تواجهه ثورة شاب الشعب المصري في طريقها لاقتلاع أنياب هذا النظام من جذوره فمخالب وأنياب السادات التى سلح بها ديمقراطيته المزعومة هي ما تبقى منها وهى ما يواجهه الشعب المصرى وشبابه الآن ولكن هذه الأنياب والمخالب جذورها تمتد فى فك نظام متعدد الطبقات خلعت الثورة ضروس وأسنان كثيرة منه ولكن هناك بعض الأنياب لا زالت فى مواقعها والسبب المباشر في ثبات هذه الأنياب هو خطاب سادتى لم يبتدع من عدم ولكنه ارتكن على مجموعة من اليات الخطاب السائد فى العلاقة بين الشعب ومداراة الفرعون فلا يوجد من يخترع خطاب ولكن هناك طرق لتوجيه وتفعيل بنيات ذات معيار قيمي داخل خطاب ما وتفعيل أثرها فلم يكن غريب أن يغير السادات على سبيل المثال النشيد الجمهوري فى أول أجراء رمزي لتوجهه المتفرد ليكون هو صوت مصر الرسمية فى العالم الداخلي والخارجي ولكن اللحن والمعنى وظف للتعبير عن رؤية هى ضد النشيد نفسه فلم تكن مصر السادات هى مصر التى تتحدث عن نفسها أو التى يرها ابناء شعبها كرام ولكنها كانت دولة النظام الذى لايرى غير نفسه فى مرآة السادات ولكى لا يطول هذا المقال الاول أكثر من الازم أقول:
هناك طبقة كامله بدأت تتكو منذ عام 1974 عقب النهايات المفتوحة لحرب أكتوبر واكتملت الحاجه اليها كضرورة وجود لبقاء نظام السادات عقب مظاهرات الخبز وزيارة القدس عام 1976 فى البداية لا بد أن ننتبه ان شرعية حركة الضباط الأحرار لسنة 1952 انتهت عام 1967 بهزيمة يونيو وبتنحي جمال عبد الناصر على المستوى الرسمى ولكن فى هذه اللحظة التاريخية كان للشعب المصري رأى ورؤية أخرى وللأسف لم يفهم نظام يوليو الاسباب التارخية لهذا الرأي والرؤية الشعبية وتم تفسيره بغطاء كرزيمية وأسطورة الفرعون المهزوم في حوار أورده محمد حسنين هيكل بينه وبين جمال عبد الناصر وضح فيه أن جمال عبد الناصر نفسه لم يستطع تفسير هذا الفعل الشعبى والجماهيرى ليس فى مصر وحدها ولكن فى ارجاء العالم العربي ولم يفهم العالم نفسه طبيعةرد هذا الفعل الشعبي و الجماهيري الذي تأكد في الخرطوم خارج عاصمة الفرعون فى أول زيارة خارجية له فى اجتماع القمة العربية وخرجت صحف العالم وهي لا تجد تفسير لاستقبال مهزوم بأكليل الغار واستراحت إلى تفسير خنوع هذه الجماهير وضعف وعيها السياسى
فما هي هذه الطبقة؟ وكيف تكونت؟ وما هو خطابها الذى ترتكن عليه فى مقاومة ثورة الشعب المصري؟ وأين توزعت أنيابها التي تحاول بها قضم مكتسبات الشعب وابتلاعها؟
فمنذ أنعاش خطابات التبعية وهذه الطبقة تنتشر كسرطان فى جسم الدولة لتمكن لنظام التبعية للهيمنة وكما يقول- فرناندو هنريكي كاردوسو -كلما ازدادت التبعية، يصعب التمييز "سياسيا" بين الأمة وأعداء الأمة، إذ يصبح أعداء الأمة من داخلها وموزعين بين طبقاتها. كما تصعب التفرقة "ثقافيا وقوميا" بين الوطنى والأجنبى، إذ يتضاءل وجود المحتل الأجنبى وينتشر وجود المحتل الوطنى.

علان العلانى said...

تعليقات على جدار التدوين

عن شهادة المشير

أخراج الشعرة من العجينة

هذا الغموض الذي يتصرف به المجلس العسكري يصب مباشرة فى مصلحة الفلول والسدنة والبلطجية. إن تعطيل الحياة السياسية فى مصر هدف أقليمى واضحة اسبابه و هدف لقوى الهيمنه العالمية لتظل مصر دولة تابعه والضغوط التى نعلمها والتى... لا نعلمها التى يعاني منهاأو" يلتزم" بها المجلس العسكري ستزول عندما يوفي بالأمانة التى كلفه بها الشعب أهمها تسليم السلطة لحكومة منتخبه تكون لها الشرعية وعندها سيضعه الشعب فى حدقات عيونه برغم كل الملابسات والالتباسات ليقوم الجيش بدوره الطبيعى فى الدفاع عن الدولة المصرية كجيش محترف بعيدا عن السياسة ضمن نظريه واضحة للأمن القومى يساهم فى صياغتها بالضرورة.
كنا نعلم ان هناك نظام من الخصخصة يزحف على كل أجهزة الدولة ولكن الجبش المصرى ليس شركة مطروحه للخصخصة فى بورصة الهيمنة الدولية و يعلم المجلس العسكري جيدا انه مكلف من الشعب بهذه المهمة وليس من مدير المخابرات "العسكرية "السابق عمر سليمان وبالمناسبة أين هذا الموظف وماذا يفعل بالضبط وماذا بشأن البلاغات المرفوعة ضده والجرائم المعلقه برقبته ان هناك تحركات مضاده للثوره تحمل بصمات واضحه له ترى بالعين المجردة ولا تحتاج لأى عدسات لرؤيتها

26 September 2011 15:33