وشروق المعنى أيضا
قد لاتتحمله الرؤية
ثانية ويروغ المعنى
ينفرط الومض
تتهيىء عين
تتسرب في هاتيك
الأثناء
قرابين من أعوام
نتقرب للمعنى
نتأهل له
---------------------
هامش
قرابين من أعوام
نتقرب للمعنى
نتأهل له
---------------------
هامش
محاولات فى ترميم وإنتاج الأسئلة
16 comments:
مثلما شروق المعنى قد لاتتحمله الرؤيه ..يتألم الاحياء من الموت ربما أكثر من الذين يأخذهم الموت..
هناك دوما مسافة تفصل بين المشاهدة والرؤيه، بين الادراك والوعى حتى عندما نتأهل للمعنى يظل ادراكه اصعب من قبوله والقبول به أكثر حكمة من الوقوف على عتبات الانبهار والاوهام
تحياتى
ودمت بخير
وكأن الهامش مجاز القصيدة---ذاك الزمن اللامرئي الذي لطالما حاول البشر الإمساك به والتهيؤ له بالخروج من بعد الزمن المحسوس لتلك الأبعاد المخفية والمعنى كالماء الذى يتسرب من قبضة الرؤية ولا عدسة هناك لتلتقط لحظة هروبه أو لنقل انهماره—وتمضي الأعوام نتأهل لنلتقط منه ملمحا،نعد عدسة العقل والروح له فلا ننال سوى ومضة اختفاءه
فنور المعنى هو نور الحق والحق لايسعه عقل ولا تلقطه عدسة ولكن قد يشرق فى قلوبنا ما بين الوخزة وانهمار الماء
وان كانت قرابين الأعوام تؤهلنا للتقرب لشروق المعني....وان اصبحت التقنية وما بعد التقنية وما بعد بعدية التقنية احدي حواسنا الجديدة للتقرب لهذا الشروق الآفل....وان ساعدتنا الفلسفة والعلم والتثاقف علي ان نسعي حثيثا نحو مدلولات المعني......سيدي علان
كيف الهروب من عدم التأكد كمبدأ يحكم حواسنا و منطقنا وتفكيرنا؟؟
دوماً ما تستدعي تفجير بركان التساؤلات
خالص تقديري
العزيزة بعدك على بالى
الذات كهامش للمعنى
نعم --- فى رحلة" التأهل " للمعنى مفازات وكهوف بعضها فى الداخل وبعضها فى الخارج " منا "، ويظل المعنى سراب متواصل-- وإذا كان الكلام/التعليق هنا عن المعنى وشروقه تعلق بانزاله" المعنى" على الذات المدركة بين صعوبة الإدراك وحكمة القبول فى مقاربه استدعت حضور الموت بكل مهابته كمثال لمشاهدة المعنى فى تلك" المسافة" بين الانبهاروالاوهام من جهه والتهيؤ والتأهل من جهة أخرى ما يلقي بظلال حضوره –الموت- وكثافة هذا الحضورعلى المعنى ، فللموت شجون أخرى فى عالم المعنى منها ما يتعلق بتكوينه الهجين بين عالمين كبوابة بين الوجود والعدم فى حدود" المعرفة الإنسانية" فعلاقة الألم بالموت - هنا- ليست علاقة حضور وغياب بل هى تبدو أقرب لوهم حضور متخيل كخلاص لوجود لم يعد يستطيع تحمل ثقله /حضوره، وهنا موضع" العقدوالعقدة" بين الحضور والغياب أوأقدار/غثيان الاختيار فــ"القبول" بـ المعنى أيضا يتوقف الى حد بعيد على مسار رحلة التأهل وكنهها وهوامش الكدح والكبَدٍ فيها،ما يهيىء للإنتباه لفائض الحرية كمقياس لجوهر هذا الكدح فى مواجهة الكبَدٍ تلك المساحة/ المفازة بين "القبول- كأختيار حر- " الذي يختلف قطعا عن الإذعان المتنكرفى ثوب الرضى/القبول أوالصمت الذي" تفضله الاغلبية" الصمت كعلامة ،أو كحكمة متوهمة إن لم يكن- أكثر- فعلى الأقل
فالصمت لا يعنى الرضى /القبول بأن أ يام تفوت كما أومض تي. اس. أليوت
فى الأرض الخراب ورصد صلاح عبد الصبورفى ارضه الخراب
وقديما لخص الفردوسى الشاهنامه كلها (أكثر من ستين ألف بيت) فى بيت واحد قائلا
ولد البشر وتألموا وماتوا
وكما تعلمين عزيزتى ليس بين تلك العتبات الثلاث - الميلاد ، والألم ، والموت - "معنى ما" يرجح القبول على الإذعان
الا على سبيل الوهم والتوهم
لك التحية والتقدير
وقبل ذلك وبعده
الاحترام
جوهر الكدح
العزيزة قارئة
وكأن المعنى هامش للذات
فكلما تسرب المعنى من قبضة الرؤية تتداخل العلامات – ولا يتبقى حينها إلا ما وقر فى القلب
وبين الكدح والعمل نسب وسبب وصدقية أيضا كما هو الحال بين الوقر والوخز أثر ومعنى
والمعنى قد يتجوهر بتأبيه وليس بحضوره
فقائل
إن الذين غدوا بلبك خــــلفوا --- وشــلا بعينك لا يزال معينا
غيضن من عبراتهن وقلـن لي --- ماذا لقيت من الهوى ولقينا
هو القائل
فغض الطرف أنك من نمير
فأين حمل الشاعر المعنى وأين كان المعنى حامله
فى قاموس الأبعاد "غير" المرئية
بعد انهمار المعنى في المرئي منها
لك التحية والتقدير
وقبل ذلك وبعده
الاحترام
أخى أيمن
خطاب البنية ونسق الذات
بين ان وإذا مساحة من المعنى مترامية الأفق، وممهدات السؤال تشكل دروب للمعنى لهذا فسوف أقرأ ممهدات السؤال بإذا لتكون ( إذا كانت قرابين الأعوام----وإذااصبحت التقنية---وإذا ساعدتنا الفلسفة ) و"ان" كان منك "القبول" برضى ثبت المعنى وإذا لم تقبل بإذا زاغ المعنى ونكون بهذا قد حاولنا تجنب الألتباس بين الإذعان والقبول
فإذا خلصنا الى السؤال
كيف الهروب من عدم التأكد كمبدأ يحكم حواسنا و منطقنا وتفكيرنا؟؟
وما يستدعيه من تأمل ويبسطه من ظلال على مساحة من الزمن تحمل فيما تحمل هوامش لحوارات وتبادل لرؤا وتواصل لمعان لا تقتصر على هذا البوست وهامشه وأنما تمتد بجذورها الى ما للحديث من بواقى بيننا تنتظر حينها وأهمها فيما أظن ما يخص عصر الأنوار، فإذا ما عدنا الى السؤال الذى يرى فى مبدأ عدم التأكد وهيمنته على حواسنا ومنطقنا وتفكرينا ما يستدعى الهروب ---- يجوز لنا أن نتسائل بداية ولكن لماذا الهروب من عدم التأكد؟ والى أين؟
فإذا كانت الأجابة تمتد بحبالها الى ما اتسع من حبل رابعة الذى بسطته لنا فى السؤال السابق فوصلنا الحبل منها ما اتسع بين الترجمة والتحويل فى تعليق البوسط السابق فأحيلك هنا لكتاب العجوز تحت الشجرة فى الحريق الرابع
فهو يعبر عن تياريهمش الذات فى مقابل النسق ويحول التاريخ لتعاقب أعتباطى
يقول مؤلفه:
"ان النقطة التى شهدت هذه القطيعة انما تقع –على وجه التحديد- يوم كشف لنا ليفى شتراوس بالنسبة الى المجتمعات ولاكان بالنسبة الى اللاشعور عن وجود احتمال كبير فى أن يكون "المعنى" مجرد تأثير سطحى وعندما بين لنا كل منهما أن ما قد وجد قبلنا. وأن ما يدعمنا قى المكان والزمان ان هو الا النسق أو النظام"
فالسؤال إذا بحمله المعرفي يفترض أنه يعكس هم ذات تتنازعها رؤيتين للوجود
وإذا كان السؤال احيانا يبدو كشبكة تحاصر المعنى على قاعدة ان-- الجهل حجاب للمعرفة-- فأن النفرى مخلصا لرؤيته ووقفته داخل هموم هويته يذهب الى أوسع وأرحب من هذا بقوله -- الجهلُ حجاب الرؤية، والعلم حجاب الرؤية، --،موضحا بالقول الجهلُ حدٌّ في العلمِ، وللعلم حدود بين كلّ حدّينِ جهلٌ فإذا عدنا للسؤال بعد هذا غيرمضطرين للهروب بل محلقين بجناحي المعرفة والرؤية بما يتسع من أفق خارج الكلمات والأشياء محدقين فى السؤال من منظور آخر بين- كيف ولماذا- بما يسعهم من رؤا قد نكون حينها أقتربنا من التحديق فيه - السؤال-الى حد ما،وكما تعلم أخي العزيز أيمن محاولات ترميم و صناعة الأسئلة تستوجب أيضا تقديم قرابين من أعوام
لك التحية والتقدير
وقبل ذلك وبعده
الاحترام
لو أننا فقط اقتتنا المعنى ماحضر منه أو تأبى لما استطعناالمضي بل زاد مسيرنا ما وقر في القلب من نور الرؤية التي يقصر عنها المعنى و تحويها الروح.... فالعذر على كل الكلمات.
العزيزة قارئة
ها أنت تقلبين فى صفحات قاموس الأبعاد "غير المرئية" وإذا كان العذر من كل الكلمات هو باب لأحتوائها فقد يكون أحيانا مفتاح تحويلها، والعذر مفهوم فالحروف محايدة إلا أن حوافها لا تستطيع أن تتخلص من ملاحقات المعنى
فى سراب الوجود، والروح بهكذا وجود محسوس و" غير مرئى" تبدوا وكأنها تنتمى لعالم المعنى الذي لا يقتتات وأنما يكتسب أحتواءا لهذا كان حتما أن يكون العذر على كل الكلمات – بالكلمات أيضا وكأن لسان حالها-الكلمات- يقول
ما حيلتى والعجز غاية قوتى
عذرا على بعض الكلمات التى لم تستطيع الفكاك من فتنة مروغات المعنى
كل الاحترام
تتأسس السلطة لاحتكار المعنى أو لنقل لاحتكار حق انتاجه وزكاءها أسر المعنى في نسق تتسع به وتبقى- فهل من مفر؟
العزيزة قارئة
رغم أن الفرار ظرف يوحى بالاضطرارية ، ويستحضر دفع الضرر بغض الطرف عن جلب المنفعة ، إلا أن
فرضية السؤال جوهر تكوينه هكذا اتخيل وهذا سؤال يتأسس على معرفة بالسلطة تشي برحلة سائله المعرفية فيما بعد الحداثة ما يتعلق ،بسلطة الخطاب أو بخطاب السلطة،ولنقل هكذا يوحى نص السؤال داخل هكذا سياق شاء أم أبى سائله ، وعليه فالتأمل/التحديق فى السؤال عن المعنى ربما يشكل مسارات تحاول التمرد على بنيات المعنى مستلهمة تلك البرهة بين الوخز والانهمار الهاربة من قيد الأسم ، وهنا لا يفوتنى الانتباه الى إختلاف السياق عن ما جاء في تعليقك الأول الذي تعلق بنور الحق الذي لا يسعه عقل ولا تلتقطه عدسه ، ليتنزل فى هذا السؤال لمتاهات الحقيقة وانساق المعنى بعدما مهد تعليق بين التعلقين بالعذر على كل الكلمات ليبقى ما وقر فى القلب بمعزل عن ما يخص قيصر وما له
ولكن قبل التحديق فى السؤال هناك خاطرلسؤال معلوم المبعث على خلفية الحوار الذى يكتنف التعليقات وهو – من الذى يمتلك الحق فى الفرار من الحاضر/الزمن مززع المعنى بقصدية محتكري إنتاجه ؟ ومـــــن..... لم يساهم فيه؟
والأن
عندما نتأمل فى الهامش الذى كان مجاز القصيد فكما رأيت عزيزتى قارئة-هناك مساحة ما بين الوخز والانهمار تلك المسافة وجودية الشكل لمحية الزمن بحساب النظر " لولا" الوسيلة التى حررت الحركه فى الزمن بمدد من العلم "الكاميرا فائقة السرعة" فكان المنظور- تلك الكتلة من الماء التى أعتقلت فى شكل الحاوى ، فعندما تلاشى الحاوى تشظى المحتوى وبين التلاشى والتشظى كانت العلامة
فإذا سلمنا بفرضية السؤال داخل بنائية تكوينه(التدوينه وهامشها وسياق التعليقات من جهة وما يقابها من أحداث جارية تتعلق بالمعنى من جهة أخرى) فقد يغري هذا بداية بالتأمل في هوية تلك المساحة الميكرسكوبيه زمنيا بين الحاوى والمحتوى خارج المعنى وليس داخله فالمعنى له ثقبه الأسود الذى يبتلع حال الحيرة الى حين وفى هذا له جاذبيته وأغوائه أيضا
وبـــعد
بالعوده لجوهرالسؤال -- السلطة وإنتاج المعنى-- قد يكون من الملائم – الانتباه— لاجابة منظر يلازم بين المعرفة والسلطة داخل بنية الخطاب ، وأقصد - بالانتباه - قراءة النص محولا وفى ظرفه التاريخي والاكاديميي و الفلسفي والسياسي وليس الأكتفاء بقراءته مترجما .
يجاوب-*- ميشل فوكو فى حوار مع م.فونتانا ، ردا على سؤال : كيف يمكن استخدام أعمالك هاته واهتماماتك والنتائج التي تتوصل إليها في الصرعات اليومية ؟ ما هو دور المثقف اليوم؟
قائلا:
لقد تناول المثقف الذي يقال عنه أنه " من اليسار" الكلمة لمدة طويلة ورأى أنه يعترف له بحق الكلام من حيث هو سيد الحقيقة والعدالة. كان الكل يستمع إليه أو كان يزعم أنه مسموع إليه كممثل لما هو شمولي. أن يكون المرء مثقفا معناه إلى حد ما أن يكون هو ضمير الجماعة.وأعتقد أن تلك فكرة منقولة من الماركسية،ومن ماركسية باهتة: فكما أن طبقة البروليتاريا، بفعل ضرورة وضعها التاريخي، طبقة "حاملة" لما هو شمولي (لكنها حامل مباشر، غير متأمل،غير واع بذاته)
ٌإن المثقف،بأختياره النظري والأخلاقي والسياسي، يريد أن يكون هو " حامل هذه الصورة الشمولية، لكن فى صيغتها الواعية والمكتملة. في هذا السياق سيكون المثقف هو الوجه اللمع والفردي لشمولية تكوين البروليتاريا هي صورتها القاتمة والجماعية.
وقبل سنوات من لآن لم يعد يطلب من المثقف أن يلعب هذا الدور. لقد نشأ نمط جديد من "العلاقة بين النظرية والممارسة" لقد تعود المثقفون على العمل لا ضمن "الشمولي"،و" النموذجي"، وضمن " ما هو صائب وحقيقي بالنسبة للجميع" بل فى قطاعات محددة، وفي نقاط معينة تضعهم فيها إما لظروف حياتهم (السكن-المستشفى-الملجأ-المختبر-الجامعة-العلاقات العائلية أو الجنسية). وقد فازوا في ذلك على وجه التأكيد بوعي أكثر عينية ومباشرة بالصراعات. وقد صادفوا هناك مشاكل نوعية،"غير شمولية"، مختلفة في الأغلب الأعم عن مشاكل البروليتاريا أو الجماهير. ومع ذلك فقد تقاربوا فعلا على ما أعتقد، لسببين : لأن الأمر يتعلق بصراعات واقعية ومادية ويومية، ولأنهم عثروا غالبا على نفس الخصم الذي تصادفه البروليتاريا والفلاحون أو الجماهير بصورة أخرى (هو الشركات المتعددة الجنسية، والجهاز القضائي والبوليسى، والمضاربات العقارية.....إلخ) وهو ما ادعوه بالمثقف "الخصوصي" بمقابل المثقف "الشمولي". لهذا الوجه الجديد دلاله سياسية: مكنت- إن لم يكن من- لحم مقولات متجاورة ظلت منفصلة، فعلى الأقل مكنت من إعادة الربط بينها. لقد ظل المثقف، والكاتب على وجه الإمتياز، هو : الوعى الشمولي والذات الحرة الفاعلة ، فقد كان يواجه ويعارض أولئك الذين لم يكونوا سوى كفاءات فى خدمة الدولة أو رأس المال(المهندسون، القضاة، الأساتذة) وبما أن التسيس إنطلاقا من النشاط الخاص بكل واحد، فإن عتبة الكتابة،كسمة تضفي على المثقف طابعا قدسيا، تأخذ في الإختفاء، وبذلك بمكن أن تنشأ روابط أفقية بين معرفة ومعرفة، بين نقطة تسييس وأخرى : فالقضاء والأطباء العقليون،والأطباء والعاملون الإجتماعيون،وعاملوا المختبر وعلماء الإجتماع يمكن لكل منهم في موقعه الخاص وعن طريق التبادل والتعاون، أن يساهم قي التسييس الشامل للمثقفين.تبين هذه السيرورة أنه إذا كان الكاتب يميل إلى الإختفاء كمعلمة ساطعة فإن الأستاذ والجامعة يبدوان ربما لا كعناصر أساسية بل ك" مبادلين "، وكنقط إلتقاء متميزة. وإذا كانت الجامعة والتعليم قد أصبحا مناطق شديدة الحساسية من الناحية السياسية، فالسبب من دون شك قائم هناك. وما ندعوه بأزمة الجامعة لا يجب أن يؤل على أنه ضعف، بل عكس ذلك على أنه تضاعف وتقوي لتأثيراتها السياسية، وذلك وسط بيئة متعددة الألوان من المثقفين الذين يمرون عبرها عمليا ويتخذونها مرجعا.فكل التنظير المبالغ فيه للكتابة الذي شاهدناه في ستينات هذا القرن لم يكن بدون شك إلا نشيد البجعة : فالكاتب يصارع فى هذا المناخ من أجل الحفاظ على امتيازه السياسي، لكن سواء تصرف إنطلاقا من "نظرية"، وسواء لزمته ضمانات علمية مرتكزة إما على اللسانيات أوعلى السيميولوجيا(علم معاني الرموز)،أو على التحليل النفسي،وسواء كانت هذه النظرية قد ارتكزت على سوسيرأوتشومسكي..إلخ، وسواء مكنت من ظهور مؤلفات أدبية رديئة، فإن كل ذلك يدل على أن نشاط الكاتب ليس هو المركز النشيط.
يبدوا أن صورة هذا المثقف "الخصوصى" قد أخذت تتطور إبتداء من الحرب العالمية الثانية،وربما كان الفيزيائي الذري – كاوبينهيمر- هو صلة الوصل بين المثقف الكوني الشمولي والمثقف الخصوصي. وذلك لأن كون العالم الفزيائي كان ذا علاقة مباشرة ومحدودة مع المؤسسة والمعرفة العلميين هو ما كان يجعله يتدخل،ولكن من حيث أن التهديد الذري يهم النوع الإنساني كله ومصير العالم فإن خطابه يمكن أن يكون في نفس الوقت خطاب الشمولية. لقد وظف العالم الذري، تحت ستار هذا الإحتجاج الذي يهم الناس كلهم، موقعه الخاص ضمن نظام المعرفة. وأعتقد أنه لأول مرة توبع المثقف من طرف السلطة السياسية، ليس أبدا بدلالة الخطاب العام الذي يتلفظ به ، بل بسبب المعرفة التي كان هو مالكها : وهذا ما يجعله ، في هذا المستوى ، يشكل خطرا سيا سيا . وأنا هنا لا أتحدث إلا عن المثقفين الغربيين . وما حدث في الاتحاد السوفييتى هو بالتأكيد مناظر في بعض النقط لذلك ، لكنه مخالف بصدد نقاط أخرى. ولعله يتعين القيام بدراسة كاملة عن العاصي العلمي (المتمرد العلمي) في الغرب وفي البلدان الاشتراكية منذ
1945
يمكن أن نفترض بأن المثقف "الشمولي" كما أدى دوره في القرن التاسع عشر وفي بداية القرن العشرين مشتق فعلا من صورة تاريخية خاصة : إنسان العدالة، إنسان القانون، ذاك الذي يواجه السلطة،والإستبداد،والانتهاكات،وخيلاء الثروة بشمولية العدالة وبإنصاف القانون المثالي . لقدجرت الصراعات السياسية في القرن الثامن عشرحول القانون، والحقوق و الدستور، وحول ما هو عادل في العقل والطبيعة، وعما يستحق أن يكتسب قيمة كونية شاملة. وما ندعوه اليوم "بالمثقف"( أود أن أقول المثقف بالمعنى السياسي وليس بالمعنى السوسيولوجي أو المهني للكلمة، أي ذلك الذي يستعمل معرفته وكفاءته وعلاقته بالحقيقة ضمن نطاق الصراعات السياسية)، قد تولد على ما أعتقد من رجل القانون،أو على كل حال من الإنسان الذي يعلن إنتماءه إلى شمولية القانون العادل، ضد محترفي القانون(وفولتير،في فرنسا ، هو نموذج هؤلاء المثقفين) . إن المثقف الشمولى مشتق من رجل القانون المرموق ويجد تعبيره الأكبر في الكاتب، حامل الدلالات والقيم التي يستطيع الجميع أن يتعرفوا على أنفسهم فيها. أما المثقف الخصوصي فهو مشتق من صورة أخرى ، أي ليس مشتقا من "الخبير القانوني المرموق"بل من "العالم-الخبير". وقد قلت منذ هنيهة أنه مع الذريين احتل مكانة طليعية. وفعلا فقد بدأ هذا المثقف يعد نفسه في الكواليس منذ مدة طويلة، بل ربما كان حاضرا على الأقل في إحدى زوايا المشهد منذ نهاية القرن التاسع عشر. ومن الأكيد أنه بدأ في الظهور بوضوح مع داروين أو بالأحرى مع التطوريين اللاحقين على داروين. إن العلاقات العاصفية بين النزعة التطورية(مثلا على علم الإجتماع ، وعلم الإجرام، والطب العقلي، وعلم تحسين النسل) تشير إلى اللحظة المهمة التي تجعل العالم يتدخل،باسم حقيقة علمية "محلية" في الصرعات السياسية المعاصرة له. ونرى أن داروين يمثل، من الناحية التاريخية. نقطة الإنعطاف هاته في تاريخ المثقف الشمولي الحامل للقانون والمناضل من أجل العدل، لكنه يرصع خطابه بمراجع تتعلق بتصنيف الأمراض، مراجع تطورية،يطن أنها عملية،لكنه لا يتملكها تملكا جيدا بحيث أن تأثيرتها السياسية على خطابه تثير الكثير من اللبس). يجب علينا،إذا درسنا ذلك عن قرب، أن نرى كيف دخل الفيزيائيون ، في منغطف القرن الماضى، في النقاش السياسي . وقد كانت النقاشات أساسية في هذه الفترة. كما أن البيولوجيا والفزياء كانتا، بصورة متميزة وممتازة، هما منطقتي تكون هذه الشخصية الجديدة للمثقف الخصوصي ، فتمديد البنيات التقنية- العلمية إلى نظام الإقتصاد والإستراتيجيا قد منحته أهمية فعلية. أما الوجه الذي تتمركز فيه أدوار وامتيازات هذا المثقف الجديد لم تعد هي" الكاتب العبقري " بل هي "العالم المطلق" ليس ذاك الذي يحمل وحده قيم المجتمع، ويعارض الحاكم أو الحكام الجائرين، ويسمع صوته في كل مكان،إنه ذلك الذى يمتلك بعض القدرات التي يمكن أن تيسر أو تنغص عليه الحياة باستعماله لهذه القدرات، مع مثقفين آخرين، إما لخدمة الدولة أو ضدها. إنه ليس إبدا منشد الخلود، بل المخطط الإستراتيجي للحياة والموت.إننا نعيش في فترتنا الحالية إختفاء "الكاتب الكبير"
لنعد إلى أشياء مدققه. ولننظر إلى التطور الذي حدث في البنيات التقنية- العلمية للمجتمع المعاصر، وما صاحبه من أهمية أكتسبها المثقف الخصوصي منذ بضع عشرات من السنين، وتسارع هذه الحركة منذ 1960. إن المثقف الخصوصي يلاقي صعوبات ويتعرض لمخاطر. مخاطر الإقتصار على صراعات ظرفية أو على مطالب قطاعية . مخاطر أن يترك نفسه عرضه للإستخدام من طرف أحزاب سياسية أو أجهزة نقابية تخوض هذه الصرعات المحلية. وخاصة مخاطر عدم القدرة على تطويرها بسبب غياب إستراتيجيا شمولية ودعائم خارجية. مخاطر ألا تتبعه سوى مجموعات محصورة جدا.
يبدو لي أننا في لحظة يلزم فيها إعادة إنشاء وظيفة المثقف الخصوصي، لا إلغاؤها، رغم حنين البعض إلى المثقفين الشموليين الكبار(يقول هؤلاء أننا في حاجة إلى فلسفة ، أي " رؤية للعالم") ويكفي أن نتذكر النتائج المهمة المحصل عليها في الطب العقلي. فهي تبرهن على أن هذه النضالات المحلية والخاصة لم تكن خطأ ولم تقد إلى مأزق . بل يمكن أن نقول بأنه يتعين أن يصبح دور المثقف الخصوصي أهم أكثر فأكثر،على قدر المسؤوليات السياسية التي يتحملها برضى منه أو على الرغم عنه كعالم ذري أو عالم تناسل أوإعلامي، أو صانع أدوية....إلخ . ولا يكفى أن نقول بأن من الخطورة بمكان الحط من قيمته في علاقته الخاصة مع المعرفة المحلية، بدعوى أن تلك مسالة إختصاصيين ولا تهم الجماهير(وهو أمر خاطىء بصورة مزدوجة : فللجماهير وعي بها، وعلى كل حال فهي معنية بها)، أو أنه يخدم مصالح رأس المال والدولة( وهو أمر حقيقي لكنه يظهر في نفس الوقت الموقع الإستراتيجي الذي يحتله) أو أنه حامل لإيديولوجيا علموية ( وهو أمر لايكون دوما صحيحا، وليس له على أي حال إلا أهمية ثانوية بالقياس إلى ما هو أساسي : التأثيرات الخاصة للخطابات الصحيحة).
أن المسهم ، على ما أعتقد ، هو أن الحقيقة ليست خارج السلطة وليست بدون سلطة(وعلى الرغم من أسطورة يتعين أعادة تاريخها ووظائفها مرة أخرى، فإن الحقيقة ليست هي جزاء النفوس المفكرة الحرة، وليست بنت الخلوات الطويلة، ولا الإمتياز الذي الذي يستمتع به الذين عرفوا كيف يتخلصون من الإلتزامات). إن الحقيقة هي من هذا العالم، فهي ناتجة فيه بفضل عدة إكرهات.وهى تمتلك فيه عدة تأثيرات منتظمة مرتبة بالسلطة.لكل مجتمع نظامه الخاص المتعلق بالحقيقة،و"سياسته العامة" حول الحقيقة : أي أنماط الحطاب التي يستقبلها هذا المجتمع ويدفعها إلى تأدية وظيفتها كخطابات صحيحة، لكل مجتمع الآليات والهيئات التي تمكنه من التمييز بين المنطوقات الصحيحة والخاطئة، والطريقة التي نتبين بها هاته من تلك، وكذا التقنيات والإجراءات المشار إليها من أجل التوصل إلى الحقيقة،وكذا مكانة أولئك الذين توكل إليهم مهمة تحديد ما يمكن اعتباره حقيقيا. أن "الإقتصاد السياسى " للحقيقة في مجتمعات كمجتمعنا يتميز بخمس سمات مهمة تاريخيا : فـ " الحقيقة " متمركزة على شكل الخطاب العلمي --- وعلى المؤسسات التى تنتجه، فهي خاضعة لنوع من التحريض الاقتصادي والسياسي الدائم (الحاجة إلى الحقيقة سواء من أجل الإنتاج الاقتصادي أو من أجل السلطة السياسية)، " فالحقيقة" هي موضوع نشر واستهلاك (فهي تتداول في أجهزة التربية أو الإعلام التي يعتبر امتدادها أوسع نسبيا في الجسم الإجتماعي، رغم بعض عمليات الحد)، و" الحقيقة" يتم إنتاجها ونقلها تحت المراقبة لا الخاصة بل المهيمنة لبعض الأجهزة السياسية أو الإقتصادية الكبرى (الجامعة ،الجيش ، الكتابة، وسائل الإتصال الجماهيرية )، وأخيرا فهي مدار كل النقاش السياسي وكل صراع إجتماعي (صراع "إيديولوجية") يبدو لي أن ما يجب أخذه بعين الإعتبارالآن ، في المثقف ليس هو كونه "حاملا لقيم شمولية"، بل إنه ذلك الذي يحتل موقعا خاصا – لكنها خصوصية مرتبطة بالوظائف العامة لجهاز الحقيقة في مجتمع كمجتمعنا. وبعبارة أخرى، فإن المثقف ينتمي إلى خصوصية مثلثة : خصوصية موقعه الطبقي (بورجوازي صغير في خدمة الرأسمالية، أو مثقف "عضوي" من ( البروليتاريا) ،وخصوصية ظروف عيشه وعمله، المرتبطة بوضعه كمثقف (ميدان بحثه، موقعه داخل المختبر، المتطلبات السياسية أو الإقتصادية التي يخضع لها أو تلك التي يتمرد عليها في الجامعة أو المستشفي ---إلخ)، وأخيرا خصوصية سياسة الحقيقة في مجتمعاتنا . وهناك يمكن لموقعه الاجتماعى ان يأخذ دلالة عامة ، ويمكن للصراع المحلي أو الخاص الذي يخوضه ان يحمل معه تأثيرات ومقتضيات ليست فقط مهيمنة أو قطاعية . إنه يؤدي وظيفته أو يصارع على المستوى العام لهذا النظام للحقيقة الذي هو شيء أساسى بالنسبة للبنيات ولاشتغال مجتمعنا. هماك صراع من "أجل الحقيقة" أو على الأقل " حول الحقيقة " – ولا نعني مرة أخرى بحقيقة " مجموع الأشياء التي يتعين اكتشافها أو جغل الآخرين يتقبلونها "، " بل مجموع القواعد التي يمكن بمقتضاها أن نفرز ما هو حقيقي عما هو خاطىء وننسب إلى الحقيقي سلطة ذات تأثيرات خاصة"، هذا مع العلم أيضا بأن الأمر لا يتعلق بكفاح " لصالح " الحقيقة ، بل حول مكانة وفيمة الحقيقة وحول الدور الإقتصادي – السياسي الذي تلعبه . يجب أن نفكر في المشاكل السياسية للمثقفين لا من خلال ألفاظ "علم/إيديولوجيا" بل من خلال ألفاظ "حقيقة /سلطة" وهناك يمكن إعادة النظر من جديد في مسالة التأهيل المهني للمثقف ،ومن تقسيم العمل اليدوي/الذهني.
كل ذلك يتعين أن يبدوا مختلطا وغير أكيد. نعم ، وما أقوله بهذا الصدد هو مجرد فرضية . ومن أجل أن يكون ذلك أقل التباس أود أن أقدم بعض "القضايا"،- لا بمعنى أشياء مقبوله بل فقط مقدمة كمحاولات أو اختبارات مقبلة.
نعني بـ "الحقيقة" مجموعة من الطرائق المنظمة من أجل الإنتاج والقانون والتوزيع،والتداول،واشتغال المنطوقات،إن الحقيقة مرتبطة دائريا بأنساق السلطة التي" تنتجها" وتدعمها وبالأثار التي تولدها والتي تسوسها. وهو ما يدعى "نظام" الحقيقة. ليس هذا النظام فقط إيدولوجيا أو من البنية الفوقية، بل كان شرطا لتكون وتطور الرأسمالية. وهو الذى يشتغل في معظم البلدان الإشتراكية،مع بعض التعديلات(أترك مسألة الصين مفتوحة لأني لا أعرفها) إن المشكل السياسي الأساسي، بالنسبة للمثقف، ليس هو أن ينتقد المضامين الإيديولوجية التي قد تكون مرتبطة بالعلم، أوأن يعمل بحيث تكون ممارسته العلمية مصحوبة بايديولوجيا صائبة.بل هو أن يعرف ما إذا كان من الممكن إنشاء سياسة جديدة للحقيقة. أن المشكل ليس هو تغير " وعى" الناس أو ما يوجد في ذهنهم، بل تغيير النظام السياسي والإقصادي والمؤسسي لإنتاج الحقيقة لا يتعلق الأمر بتخليص الحقيقة من كل منظومة سلطة-إذ أن ذلك وهم، لأن الحقيقة ذاتها سلطة- بل بإبعاد سلطة الحقيقة عن أشكال الهيمنة(الإجتماعية والإقتصادية والثقافية) التي تشتغل داخلها لحد الآن
أن المسألة السياسية، إجمالا، ليست هي الخطأ، أو الوهم، أو الوعي المستلب،أو الإيديولوجيا، إنها الحقيقة ذاتها
----------- أنتهى
وهكذا قارئة
فقد-- أقول-- قد لا يكون* أمل دنقل بعيدا عن" الحقيقة" حينما قال
وليس ثم من مفر.
لا تحلموا بعالم سعيد
فخلف كل قيصر يموت : قيصر جديد
وخلف كل ثائر يموت : أحزان بلا جدوى..
ودمعة سدى
هذا إذا امكننا تعيين " حقيقة" الحلم داخل وعى أمل دنقل فيما تنطق وتسكت عنه نصوصه بين الوخز /الكتابه وبين الإنهمار/القراءة
وللحديث بقيه
كل الاحترام
--------------------
هوامش
(*)
ميشل فوكو
نظام الخطاب ترجمة د. محمد سبيلا-- دارالتنوير
ص75-83 عن حوار ملحق بعنوان الحقيقة والسلطة
حوار أجراه م.فونتانا مع ميشل فوكو نشر بمجلة القوس العدد 70 سنة1977
(*)
أمل دنقل
قصيدة : كلمات سبارتكوس الأخيرة
ابريل 1962
ديوان البكاء بين يدي زرقاء اليمامة
أخي علان
كل عام وانت بخير وأسرتك الكريمة بخير
لحديثك أشواق بين الضوء والظلال و وخيوط ممدودة منذ حين بيني وبين معاني واحاديث كما أسلفت سيدي لم تكتمل بعد....لم يمنعني سيدي علان من اكمالها معك الا تلك الظروف القاسية التي مررت بها خلال العام الفائت وان كانت لا تخلو من طيوف وخواطر اضافت الكثير للبال والخاطر وان كانت قد تركت بعض الجروح التي اراها لا و لن تندمل
وبعد...أخي علان
سطوع وأفول المفاهيم..... (لعلك تتذكر تلك الجملة المعنونة لتعليق قد تركته لدي منذ ما يقرب العام حول التنوير والدوجما.....ولعلها بداية جيدة ان أبدأ بعد الأستئذان بالطبع من نهاية تعليقك علي تعليق الفاضلة قارئة
وليس ثم من مفر.
لا تحلموا بعالم سعيد
فخلف كل قيصر يموت : قيصر جديد
وخلف كل ثائر يموت : أحزان بلا جدوى..
ودمعة سدى
أستبدال صغير اود ان ابدله لكلمة قيصر لأضع بها كلمة (خطاب) او كلمة (سلطة) بدلا من كلمة قيصر لتصير االقصيدة كما يلي
لا تحلموا بعالم سعيد
فخلف كل خطاب (سلطة)يموت خطاب(سلطة) جديد
لقد أوردت سيدي في معرض ردك علي تعليق قارئة لاجابة منظر يلازم بين المعرفة والسلطة داخل بنية الخطاب وهو ميشيل فوكو وهو ايضا كما اوضحت في ردك علي تساؤلي انه تياريهمش الذات فى مقابل النسق ويحول التاريخ لتعاقب أعتباطى....ذلك النسق الذي يعبر عنه فوكو بالنظام المعرفي الذي يحكم ثقافة وشعور ووعي الجماعة ليخلق ما يعرف بنظام الحقيقة...اي النظام الذي يضع الحقائق بداخل بنية مجتمع ما
"ان النقطة التى شهدت هذه القطيعة انما تقع –على وجه التحديد- يوم كشف لنا ليفى شتراوس بالنسبة الى المجتمعات ولاكان بالنسبة الى اللاشعور عن وجود احتمال كبير فى أن يكون "المعنى" مجرد تأثير سطحى وعندما بين لنا كل منهما أن ما قد وجد قبلنا. وأن ما يدعمنا قى المكان والزمان ان هو الا النسق أو النظام"
وقبل البدء في محاولة ترميم الاسئلة والاجابات بشأن ذلك التيار الما بعد حداثي اجد الطريق ممهد للرجوع لحديثنا عن عصر الأنوار والذي قد وصفته لي بأنه محطة من المحطات الكبرى فى تاريخ الفكر الفلسفى وسؤال الأنوار لو تخيلنا الفكر الفلسفى طريق له قطيبان ينطلق أحدهما من أقلاطون والأخر من أرسطو فأن محطة تاريخ الأنوار بالنسبة لقاطرة الفكر البشرى هى محطة كبرى بعد محطة الكجيتو الديكارتى
اعود للخلف مرة أخري وأستعرض قولة (أنطونيو جرامشى) الذى يقول فيه
"القديم يحتضر والجديد لا يستطيع أن يولد بعد، وفى هذا الفاصل تظهر أعراض مرضية كثيرة وعظيمة فى تنوعها
".....والتي ذكرت في فى معرض تحليلة لرواية 1984 لجورج اوريل وما تشير اليه اليه قرآة ميلان كونديلا التفكيكية حول ما خلف الدوجما او دوجما الدوجما حيث تتحول اللاقداسة لنوع من القداسة التي تأخذ الطابع الشمولي الدعائي النفعي
أخي علان
ليس لي الآن الا ان اترك لك طرف الخيط لأنني لا أعلم تحديداً من أين أبدأ
خالص تقديري واحترامي
أخلاقنا...اسلامنا
إيمانا منا بأن حال العالم ...لم ولن ينصلح... إلا بالاسلام
وإيمانا منا بأن اسلامنا...لم ولن ينصلح ...إلا باأخلاق
اتفقنا...أو وفق الله بيننا ...لتكوين أول حملة للأخلاق...لتحقيقها...والسمو بها...والعمل بها بإذن الله
...................
من نحن
مجموعة من الشباب ...أهمهم حال أمتنا...وعروبتنا...وأوطاننا
فوفق الله بينناعلى الإجتماع على هذه الحملة...ولنطلقها حتى تصل إلى عنان السماء...علها تشفع لنا يوم القيامة
وبإذن الله ... سوف نعلن في البوست القادم عن المدونات والمواقع التي تدعم هذه الحملة
...................
وقد تم بحمد الله إنشاء مجموعة أخلاقنا إسلامنا البريدية على
yahoo groups
وسننشر بها ان شاء الله ما يتم انزاله من مقالات وفعاليات الحملة
وللاشتراك في الحملة...اضغط على الرابط التالي
http://groups.yahoo.com/group/akhlakona/
Group Email Addresses
Related Link
http://groups.yahoo.com/group/akhlakona/www.ana-insan.blogspot.com
أخي واستاذي علان
ما تلك الغيبة؟....أرجو ان تكون خيراً
بأنتظارك قلمك
الأخ العزيز أيمن
لك الود كما ينبغي للمخلصين
الغياب والحضور له بيننا سياق ولعل هذا السياق يمتد" بطرف" ما لعلاقة المدون بعالم التدوين، رؤية المدون لعالم التدوين من جهة، ورؤيته للكتابة كفعل تواصل وشهادة له أو عليه، ولعل الغياب هناله علاقة بالحضورالأول فتعلم عزيزي بأنني اتخذت قرار التدوين في أعقاب أحداث محددة تزامنت مع عملية الوهم المتبدد فى فلسطين والوعد الصادق في لبنان وكانت التدوينة الأولي بعنوان الواقع المتبدد وجاء فيها-- بين الوهم المتبدد والوعد الصادق تشابه أكبر من أن تحجبه فظاعات المجازر، وأعمق من أن تحتويه معالجات التنظير، ليس لأن العدو فى الحالتين كيان واحد بل لأن الفعل فيهما قد خرج عن النص غيرالمكتوب والذى أصبح يلف المنطقة والعالم، ليمثل مرحلة معاكسة بعد أن اُستهلكت حدود فاعلية مابعد الحادي عشر من سبتمبر كحادث تأسيسي ناقص التكوين تلقفته إمبراطورية جاهزة للتدشين وصنعت منه الأسطورة المثلى للدفاع عن النفس ضد المجهول وتهيئة المناخ السياسي العالمي لسياسة حافة الهاوية والذي في سياقه تبنى المشرّع والسياسي الأمريكي مصطلح الإرهاب وأبقاه دون تحديد للاستفادة من سيولة التعريف بحيث يتشكل كما يريد مستخدمه، ثم كانت التدوينة التي تليها - متاهة السبيل وانتاج الأسئلة والتى جاء فيها-- هل ما جرى ويجري الأن فى لبنان وفلسطين هو اللحظة التاريخية الفارقة التى طال انتظارها ؟ إن دائرة السؤال عندما تكون بين خيارات محددة سلفا لواقع مصنوع ناتج عن قراءة خاطئة ولا يعبرعن حقيقة مكوناته لن يؤدي السؤال إلى إجابة أصيلة، مما يستدعى سؤالا عن الواقع نفسه قبل الشروع فى تحليله عما إذا كان الواقع ليس الا وهما يجب تبديده أولا؟ فواقع منطقة الشرق الأوسط الذى وصل لانسداد تام في آفاقه المختلفة يحتاج إلى إعادة التفكير فى جوهره ليتسنى لنا إدراك العلة فيه من أجل أن نتمكن من السؤال عن إمكانية التغييروالسبيل إليه. ومتى يكون التغييرحقيقيا سوف يصنع آلياته التى تنعتق من خلالها امكانات مهدرة قد يستعيد بها الواقع حيويته الجدلية ليتفاعل مع جيل بل أجيال مغيبة عنه وبه، وقد يكون هذا بالضبط ما تحاول تداركه القوى صاحبة مشاريع الهيمنة فى المنطقة بضرباتها الاستباقية، فواقع وجود فصيلين يعبران عن أكبر مذهبين من مذاهب الدين الإسلامى فى المنطقة يواجهان مشروعا معلنا للهيمنة فى الصفوف الأمامية بالسلاح يبدو مثيرا للتفكير والانتباه، التفكير لكونهما يشتركان فى أنهما نشئا تحت الاحتلال المباشرفي فلسطين /لبنان وليس تحت الاحتلال بالوكالة أوالكفالة كما هو الحال فى مجموع دول الشرق الأوسط
وهـــــكذا
أقول لازالت تلك "اللحظة التاريخية" تتواتر أحداثها فى شبكة من التفاعلات والتقاطعات المحلية والأقليمية والعالمية المتوالية،فكما تعلم عزيزى هناك أحداث في التاريخ رغم كونها محصلة لما قبلهاالا أنها تشكل بوجه غامض علامة أنفصال ولا أقول قطيعة تاريخية مع ما قبلها— فحادث - الحادى عشر من سبتمبر على سبيل المثال شكل علامة تاريخية مثلت تحدي من خلاله ترصد الاستجابات، التى تتحول هي ذاتها الي تحدي موازي، وأظن وليس كل الظن إثم أن الأحداث لم تبارح هاتان الاستجابتان "(الوهم المتبدد " و "الوعد الصادق" الى جانب (المقاومة فى العراق) على المستوى الأقليمى وأنهما الى الأن مركز دائرة هذا التواتر، واعتقد ان المنطقة فى هذه اللحظات بين فريقين أحدهما يتجمع تجمع المصفوع الذي يستشعر صفعة ثانية، والآخر"المغامر"المجازف الذى يستوي عنده الفوز بإحدى "الحسنيين" على الأرض أو فى السماء ،أقول ها هي المرحلة الثانية من الأحداث تتجاذب خيوطها مرتدة لبؤرة أنطلاقها - غزة وجنوب لبنان - لهذا فمتابعة" المتروك" من الأخبار المبذولة والشأن الجارى بأنتباه تساعد فى جلي عدسات الرؤية ومشاهدة هامش-- تآكل--- البنيات المشكلة للخطاب السياسي الذى يغطي السلطات النافذة و المهيمنة علي ما يسمي الشرق الأوسط، فهذا -- التآكل -- ظاهرة كونية يتفاعل بوتيرة خارج تحكم أى قوى سياسية متوهمة على الساحة وهو لذلك كما الكسوف يحتاج الى مناظير خاصة لرؤيته فى الأفق، وبالمجمل هناك حراك تاريخي بدون أى عدسة نظرية ترصد أو تستفيد من سيرورته أو حتى تتوقي رياحه ،لهذا فمجرد الأنتباه يشكل حضور إن لم يكن بين الكتابة والكلام ،فقد يكون فى تلك المساحة بين الحضور والغياب،
وبـــــعد
أما عن طرف الخيط الذى تركته قى نهاية التعليق فيذكرني بحكاية أو اسطورة تروي عن الأسكندر الأكبر تقول أنه عندما وصل بجيشه الي مشارف فارس التقى بعض العرافين وضعوا أمامه كتلة من الحبال شديدة التعقيد ملغزة البداية والنهاية وقالوا له ان هناك نبؤه تقول ان من يحل هذه العقدة سوف تخضع له هذه الأرض، فما كان منه الا ان وضع طرف السيف قي منصف كتلة الحبال وتكأها فأنفرطت وهكذا عزيزى أيمن طرف الخيط يمثل بداية ونهاية فى نفس الوقت حسب المنظور، فموقف الانسان من النهاية يحدد بشكل كبير تلك المساحة بين البداية والنهاية اى حياته هذا على مستوى الوجود ، أما ما يخص التعليق والنصوص وسياق المعنى فعلى سبيل المثال عندما تراجع كلمات أمل دنقل التي ذكرت فى التعليق على الفاضله قارءة-- فالمفتاح ستجده فى هامش المراجع فى نهاية التعليق وهو تاريخ القصيدة أبريل 1962 في حين الحوار الذي أجري مع فوكو فتاريخه سنة 1977 وهذا قد يمثل شكل من _ الأختلاف_ بين عوالم الفن من جهة و شروط "خطاب" الفكرالأكاديمي من حهة أخرى ، ولكن أن شئت الرؤية فطرف الخيط فى بداية التواصل الذى أنتقل الى مر الكلام زي الحسام وأن كنت قفدته فعندى نسخة منه هذا عن طرف الخيط ولنا فيه عودة وكره
ولا يفوتنى
في تلك العجالة أن اشير الى ما ورد في نهاية القراءة فى نص تعاريج من الا وعي 1
الا أن ما يتحنطر هنا هو تلك المساحة والفجوة سحيقة الغور بين الهذيان كحالة لها ما يبررها لايؤاخذ عليها المرء من هم أوغثيان و مرض على المستوى الذاتى أو هامش خطاب ونسق على المستوى الاجتماعي وبين التهاذي كحيلة على الراوي ان يجتاز بها حلمه القادم بما يلائم صحو حلم واعي داخل تعاريج لاواعيه
فقد كان الاجتياز في ( من تعاريج اللاوعي---2
منحاز الى الفن فى الصورة والعنوان والنص
فحفظ التوازن على قضبان القطار، ليس بعيدا عن المشي على الحبال المشدوده فوق الفجوات السحيقة ما يستوجب قراءة سوف يحين حينها
لك التحية والود
وقبل ذلك وبعده الاحترام
أنا إنسان
فى البداية وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
واعتذر عن تأخر الرد فلم يكن تجاهلا
أقدر حماسك أنت وأخوانك وأتفهم بواعثه، جميل أن تكون تلك المشاعروالأجمل أن تتحول إلى اجتهاد منفتح للرؤية والتدبر، فمباحث الأخلاق من أعقد المباحث الفلسفية في عالم الفكر وهي جوهر رسالة اللإسلام،فكما جاء فى حديث المصطفى
إنما بعثت للإتمم مكارم الأخلاق
وعلى أية حال مثل هذا التوجه يستحق الانتباه والتأمل
تحية وتقدير
Post a Comment