Sunday, April 08, 2007

العراق-- العراق -- العراق


من ديوان بوابة الوداع

بغداد


سفينة الميلاد فى طوفان أغنية
عباءة الخلافة المعلقة
صندوق سندباد فى طريق القافلة

بغــــــــــــــــــــــــــــــــــــداد

وحيدة أنت فى محيطﹴ أضاع
فيما أضــــــــــــــاع الذاكرة

بغــــــــــــــــــــــــــــــــــــداد

دقائق الحداد
تستحيل أمام أعتاب المقابر و الشواهد
دهوراً من تعب
تنقب الثكالى بين أحجار القبور والعظام
عن بقايا الأحجبة فوق الصدور
مهرجانات التآبين
أحجية التأبي و التخفى
دائرة و خط
عندما ﹸبترت أصابعه وﹸقطع لسانه
لم يدر كيف يخط بالصوت الذبيح
احتفاء العين بالرسوم و الأشكال
كان يريد بالنقش
ما يأباه من يجهل طلاوة الكلمات
حين تقول أكثر مما تحتويه شكولها
فعندما هجت النفوس أصولها
و أستحبت أن تكون
كيفما شاء ت عزائمها
ارتخت كل الوسائل
عن بلوغ مرامها
لم يبق الا المستحيل
يناطح مايستحيل بلوغه
الا لها

بغــــــــــــداد

بينك و بين الموت
ثارات طوال
لايدرى كيف تنزع غابات النخيل
من مخالبه
مكالب النسيان
كلما زحفت جحافله
عليك
يشتكيك الموت
و يختصم
و يعيد حجته
ويقدم الشهود
كيف هانت أمام أعتابك
مهابته وانكسر الوقار

بغــــــــــــــــداد
لم يجد الزمان
فيما وراء صبوته
رؤىﹰ تكفي ليفك
خيطاﹰ من عجب
يلتف بين يديه منعقداً
كلما زحزح حوادثه عليك

بغـــــــــداد

كلما واجهك يرفع كفه
لا يدرى أى المفرقين يدارى
اخترمت تمائمك القديمة
مقلته
ذوبت طلاسمك المقيمة
صبوته
يأتيك أبعاداً
فتبتدعي لكل بعد فى مواكبه
وتر
وتلحنين و توصلي

بغـــــــداد
ما القول
بعد أن تبسمت
فى وجه الزمان
لحظة الذبح البطيئة
غمزت بالعين
ثم التفت
تنفضي من فوق كتفيك
غباراً عالقاً
حدقت فى عين الزمان
و مارمشت
لم يبق شعراً أسوداً
فى مفرقيه

بغـــــداد

مازالوا يبحثون يفتشون
عن سر أسلحة الصلابة
عن سر مجزرة الصحابة
عن سر التأبى و النفور
من كل من يرجو
لواديك القبول
عن سر ترجيحﹴ
لخط المستحيل لديك

بغـــــــداد

مل الزمان
و مامللت
أكلما إ ْبتلىَ الزمان بعصبةﹴ
مرقت تعكر صفوه
بعتوها
أرخى حبائله لها
ليسوق مقودها اليك؟
تأتيك واثقةﹰ
تجر ذيولها
وكلما
َنفضَت ترابَ تربتك الأبية
صدها نهر من الأبطال
والشهداء
رافده إباءاً سرمدياً
تالداً
وجذور عزﹴ
خالدﹴ
لاينتهي الا اليك
لتنزعي من نفسها
وسواسها
وتكون توبتها لديك

بغــــــــــداد

ألفٌ وألف
ألاف السنين
ومسمارٌ يخط
ينحت الصخر
وينقش
فوق ألواح
من الفضة
و طين
هذا أنا
دائرة و خط
بين ابتداع المجد
فكراً
وانتصار العزم
دين
هل أنتم وكلبكم العقور
الا حثالات من الأقوام
نفايات السنين
وستكنسون
ما كنس الذين تصـــوروا
من قبلكم يوماً
أن العز ﹸيسلب
والرجولة تنتهي فى
الرافدين
بغـــداد

لا لم تكونى والسواد
بستاناً لإشراف القبيلة
من خلفهم صك الخلافة
وا ْنتفضت
ما غرهم؟
يتشدقون ويمهرونك حرية
خسئوا
ومسمار حكمتك القديمة
فى عين من أعمت بصيرته
جرابيع العرب و الحاقدين
ويحهم ألا يقرأون؟
ما كان للضيم فى أرضك
سبيل
مذ ﹸخط فى لوحﹴ
أن العين بالعين
حدود المنصفين
أولم يروا تلك المدافن
و القبور
إن كان للضيم فى أرضك مكان
فيما قضى الأبطال و الشبان؟
تباً لهم
وسيعلمون
ما كان فى ارض الفلوجة
و النجف
إلا بدايات الأتون
صبراً
لينفض مشهدك الجليل عباءته
من غبارات المجازر
و الحصار ويستبين
أولم يروا
كيف انكسارات الزمان
و صرفه
كلما هلت نوائبه عليك؟

بغـــــداد

لا يستقيم الوزن
حتى يفقد المعنى تضاريسه
معك
تتحول الكلمات أكفاناً
حين تنفجر المآثر التي نائت
باحتواء رموزها
متاحفك السليبة
لا لم يكن من بينها المصباح
لا
لم يسرقوا من ألف ليلة
أي سطر
لم يطمسوا
من دار حكمتك التى لمعت كوحى
ﹴ أي حرف
لا لم ينالوا إلا لصّـــــــــــــــــــــك
وحصارهم و الأربـــــــــــــــــعين
لا لن ينالوا إلا خزيهم و الخـــانعين

بغـــــــداد

ها أنت مرة أخرى
تمدى يد الصحو تنادي
والنبض يسرى
فى القـــلوب
ليضخ عبق وجوده
مدداً لدائرة التأبى
و العلا
هل مــــــــن
مجيب؟




2004

6 comments:

بعدك على بالى said...

أستاذى العزيز

جميلة أبياتك .. تثير دوما الشجون والتساؤلات أيضا.. وما أكثرها..فعذرا لوقتك الثمين..

سيدى الفاضل

الماضى يصنع المستقبل وعليه لابد أن نعى جيدا لحظات السقوط .. كيف حدثت؟ ولماذا؟
بغداد ليست الأولى فى تاريخنا كعرب ولن تكون الأخيرة وإن كنت آمل ذلك، وفى رحلة البحث عن الأسباب كان على العودة للتاريخ، لا أدعى أننى قارئه جيدة له، ولكننى بحاجة الأن للارتماء بين طياته علنى أفهم و أعى كيف ولماذا نتساقط تباعا، بدءا بغرناطة إنتهاءا ببغداد مرورا بفلسطين.. هل هى الصدفة التى أسقطت دولة الخلافة الاسلاميه فى الأندلس، وفى بغداد رغم إختلاف الأزمنه؟ والقدس بكل قدسيتها وخصوصيتها؟؟؟
صحيح بغداد إبنة حرب الخليج، (نتيجة مقدمة، لاأعى تحديدا،) إلا أن هناك تشابها فى السقوط بين بغداد القديمة والحاليه، وبينهما وبين غرناطة كعواصم لمعت فيها الحضارة الإسلامية ولعبت دورا لايمكن تجاهله، الرؤى تتداخل والظروف تتشابة من تشرذم وضعف وتواطؤ و... لن أقول كيف، فالأجدى هنا هو لماذا نغيب عقولنا كعرب ونندفع فى جولات قتالية رغم يقيننا جميعا أننا "ملعوب بنا" تحديدا بالدين، ذلك الستار الذى إستخدم كثيرا(ولازال) لتحقيق مآربهم و أطماحهم..
تساؤل أخر يطل برأسه عن فلسطين، تلك التى كانت وستظل حاضرة فى الوجدان، ، ربما كغيرى لا نقدر ولا نحتمل أن نرى فلسطين فى غرناطة ولكنها حاضره تدخل النص فى صمت ودون وعى ونحن نتصفح تاريخ غرناطة... ، ترى ياسيدى هل هناك ربطا بين حركة تهويد القدس، و ما تعرض له العرب فى الأندلس على يد محاكم التفتيش من إضطهاد وقمع و طمس لكل ملامح الهوية دينيا وحضاريا..

يقول تعالى:
"سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَقْدُوراً" فهل فى ذلك إشارة فى كتاب الله ما يمنحنا بصيص من أمل..؟
سيدى
عذرا لإثارة كل هذه التساؤلات فالرؤى مختلطة، مرتبكه، ، ولكننى بحاجة فعلا للفهم ..
دمت لى نعم المعلم

خالص تقديرى ومودتى وقبلهما ومن بعدة الاحترام

adhm said...

مما تتكون المدن؟
بيوت وشوارع وناس
بما تتمايز المدن؟
بايام مجدها وعزها
مدن تغسل وجهها بدم
شهداء الكرامة والكبرياء
واخرى يسيل منها دم الحيض
بغداد تبنى الان مجدها بين السحاب ويخبو ضوء الشمس امام بهاء وجلال تضحياتها
على طريق بيروت والسويس وبورسعيد وبنت جبيل تسير الان بغداد لتكمل سلسلة النور لتهدينا فى الظلمة نحو
الانتصار

فعندما هجت النفوس أصولها و أستحبت أن تكون
كيفما شاء ت عزائمها
ارتخت كل الوسائل عن بلوغ مرامها
لم يبق الا المستحيل يناطح مايستحيل بلوغه الا لها


توقفت طويلا امام التكثيف الشديد فى هذة العبارة الثرية
ومن احداث الماضى اراة اقرب مايكون
ومن اخبار الحاضر

ابتسم واعرف انة اقرب مما يتخيلون
تحياتى لمن بكلماتة اضاء الطريق

علان العلانى said...

الصديقة العزيزة
بعدك على بالى

كعادتك تنسجى لسؤلك نسجا فريدا ينحاذ للمتروك تعمدا عن رغبة فى التفاكر ، أعرف انك غيبت القصد في القصيد كموقف ينحاذ للنظم كخلاصة للقول، فالقول كان عن صعود العراق رغم كل سنريوهات المتروك حينها "2004" واعتقد انه ليس كالفنان فى التواصل مع المعنى قيد ولا لانكشاف المبنى معه حجاب يقول الشاعر الكبير سميح القاسم فى قصيدة بعنوان
" أصوات من مدن بعيدة"

قفوا جميعا.. جميعا.. واستعيدونى
فقد خطفت.. وأبواب الردى دونى
قفواجميعا.. فرغم النصل قى رئتى
لا انحل قلبى، ولا جفت شرينى
دمى عليكم، إذا مامت مغتربا
أقول :ناديت ..لكن لم يلبونى

ولكن بغداد لم تنادي فهى عزيزة العماد وهى لمن يملكون ذاكرة-- قلب الإسلام موقع-- وخاصرة حضارته تاريخ، فى البداية يثير" حدث" الاعتداء على بغداد التأمل ، فهو يمتد بخيوطه الى عدت أزمنة وعدت مشاريع، وفى البداية، احب ان اوضح اننى لا احاول أن اتجنب كلمة السقوط أو الهزيمة فكما قلت للعزيز أدهم من قبل،لا توجد أمه فى التاريخ لم تتعرض لهزيمة عسكرية كبيرة حتى الأنبياء يمرون بالإخفاق العسكرى المرير، ولكن ليس السقوط قرينا لما حدث فى بغداد هذا من "المتروك" فلم يعد ومنذ أختلال موازين القوى الدولية بأنهيار حلم اليوتوبيا الشيوعى بكابوس فى قاعدته، لم تعد هناك حرب بالمفهوم التقليدى ليكون هناك منتصر ومهزوم وليس هناك حرب بالمعنى التقليدى هناك أشكال من الهيمنة يبتدع لها أشكال من المقاومة وهذا حديث له بقية وشجون،وسيكون له حينه فلكل ظرف تاريخى قوانين جدله مع واقعة ،ولكن فى عجالة لننظر فى قرأتان فيما يحدث "الآن"
، فهناك قراءة ترى فيما يحدث حرب إبادة منظمة بغرض تغير تركيبة العراق الدمغرافية والجيوسياسية لخلق واقع جديد يسمح بتغيرات جوهرية أستراتجيا و لعملية زراعة واعادة توزيع اعضاء جديدة واختراع دول جديدة على غرار الاردن داخل بنية المنطقة عضويا من خلال حقن جسدها الحى بمواد تحيد جهاز المناعة الطبيعيي والغريزي لهذه العملية المعقدة، وأن حالة الفشل المزعومة والمروج لها من خلال تضخيم اعمال المقاومة هى أحدى الوسائل فى تحيد أثر ما يدور فى العراق على باقى اجزاء الجسد المخدروهو تحت عملية أنتزاع واعادة تشكيل وان فضائية الجزيرة والفضائيات المخولجة الأخرى الى جانب مجموعة من المنظمات الجهادية المخترقة هى وسيله من وسائل متعدده فى ذلك ، وتفترض هذه القراءة أن المشروع الامريكى يسير فى خطواط مدروسة وبمنتهى الدقة ، بأفتراض أن هناك مشروع أمريكى للمنطقة فى الأساس مبنى على دراسة جدوى دقيقة ومعلومات سليمة تسمح بالتحكم الكامل وهنا للمتابع القدرة فى اختبار هذه القراءة بسهولة
وهناك قراءة أخرى تحدق فى خيط من الخيوط التى تمتد ليوم 9أبريل عام 2003 الا وهو حادث 11من سبتمبر 2001 وها نحن نتحاور الأن على صدى التفجيرات فى المغرب العربى، ومحاولات تفعيل حدوتة لإرهاب ومكافحة الارهاب هذه العلامة التى أصبحت الحبل الذى يجر منه العالم من رقبته جر الذبيحة تلك الكلمة المطاطة التى تمتد فى سماء السياسة من الصومال الى الصين وهنا أعود الى اول تدوينة كتبتها فى هذه المدونة "الواقع المتبدد" عن النص غيرالمكتوب والذى أصبح يلف المنطقة والعالم، ليمثل مرحلة معاكسة بعد أن اُستهلكت حدود فاعلية مابعد الحادي عشر من سبتمبر كحادث تأسيسي ناقص التكوين تلقفته إمبراطورية جاهزة للتدشين وصنعت منه الأسطورة المثلى للدفاع عن النفس ضد المجهول وتهيئة المناخ السياسي العالمي لسياسة حافة الهاوية والذي في سياقه تبنى المشرّع والسياسي الأمريكي مصطلح الإرهاب وأبقاه دون تحديد للاستفادة من سيولة التعريف بحيث يتشكل كما يريد مستخدمه، وهو مصطلح يعود تاريخ استخدامه الحديث إلى هتلر والنازيين في حربهم ضد مقاومي الاحتلال في أوروبا. إلا أن القوى الأمريكية الحاكمة قد أهدرت ما تبقى من زخم الحادى عشر من سبتمبر فى حرب العراق، وفى الوقت الذي تُستنزف فيه مصداقية كل ما هو أمريكى فى زحمة ألاف الأخطاء التكتيكية فى العراق على طريقة التضحية بالجنين والأم لإنجاح العملية والتي اعترفت بها كوندليزا رايس، تتكشف الحرب على الإرهاب كفعل قتل وإبادة واستحلال فى ظل تواطؤ إقليمي عريض، ويظهر للعيان جليا خبل استعمال كلمة حرب في العراق المتهالك على امتداد ربع قرن من الحروب والحصار أمام امريكا وإنجلترا وقوات التحالف. نعم نعرف أن الموضوع أقدم من هذا بكثير فقد حدد على سبيل المثال القائد الشهيد عبد المنعم رياض زمن أحتلال أمريكا للعراق محددا ثلاثين سنة وهى المدة التى توقع فيها نفاذ بترول أمريكا ، فى الحقيقة أن حسابات المادة فى ما يجرى تحيد كل الدراسات التى صاغتها مراكز الدرسات التابعة للولايات المتحدة داخل اجهزتها الحساسة وحول العالم فهناك خصائص وعناصر داخل هذه الامة عصية على مناهج وأدوات هذه المراكز، وكما علقت فى أحدى المرات قائلا أخشى ان مفاتيح هذه المنطقة ضائعة منذ أمد، أما عن النفوذ الأمريكى فهو قد كان موجودا منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية وسيظل موجودا بوجود مصالح له كما هو الحال لأى أمبراطورية فى التاريخ والخلاف" إن وجد" فهو عن شكل هذا الوجود


وأقول لك على هوامش أسئلتك هذه الأمة منزوعة القدرة على الفعل العالمى منذ مئات السنين قبل وجود أمريكا المتغولة على الساحة الدولية وبالطبع من قبل إنشاء دولة الكيان الصهيونى على أرض فلسطين والسؤال الذى يفرض نفسه ويشغل الباحثين بعيدا عن "المتروك" الإعلامى والخطابات الموظفة بالكامل كاستراتيجية لصناعة الموافقة و للتحكم والتخنيع والخولجة السؤال المباشر بدون رتوش كيف ظل الإسلام المحاط بكل هذه الحروب وكل هذه الهيمنة وكل هذا الإغواء والاغراء ،قادرا على الصمود بل والتمدد بحيث أن مجتمعات لها جذورها المدنية،وأيديولوجيتها المتجذرة فى مجتمعاتها المدنية تعتبره شاغلها الشاغل، لقد حضرت أحدى الندوات في جامعة بريطانية عريقه وكان هذا السؤال هو ما يشغل الباحثين بعيدا عن عقد الشعور بالنقص أو الخوف من القادم لقد تسائل أحدهم كيف أنزلقنا الى هذه الهستريا فى رد فعلنا على فعل قام به خمسة وعشرون فردا من أمة تتعدى المليار ليس لهم دولة تعترف بهم ولا كيان سياسى يرتبط بهم ولا يوافق على فعلهم الا أقلية قليلة رغم كل الخلافات والصرعات بينناوبين هذه الأمة ،

وبعد هل نجحت أن أعرض عن هذا الكيد لتبقى الأسئلة مفتوحة فيما يتعلق بالحدث وما يحدث ----- أتمنى ذلك، هناك حديث عن" الحدث" تحاور فيه جاك دريدا فى حوار* مع جيو فانا بورادوري عن معنى الحدث وان كان يقصد المعنى الذى نجده عند هيدجر؟ فأجاب دريدا :
نعم مما لاشك فيه وإن كان من الغريب أن أحيل ذلك إلى ما يشير في فكر الحدث عند هيدجر،ليس فقد إلي تملك الخصوصية بل إلي نزعها أو ما يسميه هيدجر بالمصادرة ،فالامتحان الذي يمر فيه الحدث، وما يكمن في هذا الامتحان من انفتاح على التجربة وما يجعله يصدها معا،فى تصوري،هو عدم القدرة في تملك ما يحدث. فالحدث هو الشىء الذى يحدث وهو في أثناء، حدوثه بمقدوره أن يفاجئنى وأن يفاجىء وأن يعلق الفهم نفسه. الحدث، قبل كل شىء، هو ما لا أفهم بشكل أولي.و أزيد على ذلك بقولي:إن الحدث يكمن قبل كل شىء في الا أفهم. فهويتألف من أنني لا أفهم، بمعنى أنني لا أفهم وأنني لا أفهم بشكل أولي،أي حقيقة أنني لا أفهم، أي عدم فهمي . هذه هي الحدود الخارجية والداخلية معا لما أود التأكيد عليه هنا، ورغم أن تجربة الحدث والطريقة التي يؤثر بها علينا قد تدفع بنا في اتجاه "أي نحو تفهمه والتعرف عليه، نحو التماثل معه والقدرة على وصفه وتحديده وتأويله، وذلك انطلاقا من آفاق ما هو متوقع ومن آفاق المعرفة وإمكانية خلع الأسماء على الأشياء، الخ" ورغم حتمية وضرورة هذا الميل إلي الاستيعاب، إلا أن الحدث الجدير بهذا الاسم لا يتواجدإلا حينما "تخور قوى" هذا الاستيعاب على حد من الحدود. لكنها حدود لا جبهة لها ولا مجابهة، حدود لا يصطدم عدم الفهم بها وجها لوجه، لانها حدود لا تتخذ شكل الجبهة المانعة،وذلك لآنها تفلت من حيث أنها تظل دائما منفتحة ومرواغة إلي جانب كونها غير محددة المعالم. ومن هنا تمنعها علي الاستيعاب واستحالة التنبؤ بها ومن هنا فهي تمثل المفاجأة المطلقة التي تمتنع علي الفهم، ومن هنا إمكاني التعرض للخطأ، والجدة التي لم يسبق لها مثيل، وتفردها الصافي النابع من غياب أي أفق للتأويل

لك التحية والتقدير وقبل ذلك وبعده الإحترام

* جاك دريد -- ما الذى حدث في "حدث" سبتمبر؟
حديث دار في 22 أكتوبر 2001 مع أستاذة الفلسفة الأمريكية من أصل أيطالي
جيوفانا بورادوري وهواول حديث لدريدا ينشر بالعربية قبل نشره بالفرنسية
ترجمة صفاء فتحي
المجلس الأعلى للثقافة القاهرة الطبعة الأولى 2003 ص 59/60

علان العلانى said...

العزيز أدهم

لا أدرى لماذا توقفت أنت أمام تلك الأبيات بالذات مثلما لم أكن أدرى كيف كنت أنا معبر لهم تم تجاوزه بالكامل، وعندما حاولت التفكير بعد أن قرأة مسودة المعنى الاولى أين يتناص هذا المعنى رؤية او أحساس أو ذكرى أو معنى أو حلم عجزت تماما، وظل المعنى رغم وضوحه فى الرؤية عصى على النطق أو التشكل وكأنه ضوء يلمع تحت الجفون وبعد عام كامل وأثناء مراجعتى لديوان المتنبي توقفت أمام قصيدته التى يرثى فيها جدته ومطلعها
ألا لا أري الأحداث مدحا ولا ذما
فما بطشها جهلا ولا كفها حلما
و يقول فيها
وما الجمع بين الماء والنار في يدي
بأصعب من أن أجمع الجد والفهما
إذا فل عزمي عن مدى خوف بعده
فأبعد شيء ممكن لم يجد عزما
و إنى من قوم كأن نفوسهم
بها أنف أن تسكن اللحم والعظما

فأنتبهت لبعض الأثر

العزيز أدهم

أفهم ما تقول وأعرف سر أبتسامتك بل أضيف هم الأن بالفعل خارج العراق تقريبا في مواقعهم المحيطة في قطر والسعودية والكويت وبقية" مجلس الولايات العربية المتحدة"

لك التحية والتقدير والاحترام

ayman_elgendy said...

أخي ومعلمي علان

الفاضلة بعدك علي بالي

العزيز أدهم

بين ضفاف النص وتماهي الرؤي والتعليقات تتناهي وتتكاثف الأسئلة التي تبحث عن أجوبتها....بين الشك واليقين

ألي اي مدي تتشابه ظروف سقوط بغداد علي يد هولاكو وسقوطها علي يد بوش الأبن؟؟.....أري فيما أراه ان التشابه فقط في اسم المدينة الساقطة....بغداد....فلكل حدث (وهنا أحالة لحديث دريدا وجيوفانا ) ظرفه الزمني الخاص المعقد المتلابس

وفي قرأة ثالثة لما حدث ويحدث في العراق أستاذي علان لهو مزيج من القرأتين من حرب تهدف لتغيير التركيبة الديموغرافية والجيوبوليتية تحت ستار ما بعد الحادي عشر من سبتمبر والتركيبة اللغوية الخادعة المصطنعة لكلمة أرهاب....فمن البديهيي حتي لغير الخبير ملاحظة التاريخ الحديث وقد شُُطر لنصفين ما قبل وما بعد الحادي عشر من سبتمبر....وشتان ما بين النصفين

وفي تلك القرأة التي أتحدث عنها نري من قلب صانعو الحدث ومعارضيه مصطلحات جديدة تخترق الوسط التحليلي للأحداث ....الفوضي الخلاقة.....مصطلح قد يذكر القاريء المطلع بالفيزياء الحديثة وما بعد الكوانتم وتأثير الفراشة و الهندسة الكسيرية ولكن الجديد هنا هو استخدام ذلك المصطلح في السياسة....فالبعض يري ان ما يدور في العالم الأن هو نتيجة التدخل لأحداث فوضي مقصودة داخل دائرة زمنية جيوغرافية أنسانية محددة وترك الأحداث تأخذ مجراها الطبيعي الجدلي التاريخي بدون تدخل فعال الا عندما يلزم ذلك

مصطلح أخر في داخل دوائر البتاجون والأستخبارات المركزية الأمريكية وهو

mapping of global future

أو ...رسم خريطة لمستقبل العالم

ومن أجل ذلك يجتمع ألاف الخبراء في شتي المجالات من أجل تحديد السيناريوهات القادمة وتحديد القوي الصاعدة والهابطة

أخي علان

يري بعض من يسطحون الأمور أن امريكا قد منيت بهزيمة مريرة في العراق وان بغداد الأبية الشجاعة ستعود منارة للأسلام وشعلة من أهم شعل الحضارة العربية المتقدة وغير ذلك من التضخيمات اللغوية المتهافتة ولكنني ما أراه ان ما يحدث وراء الكواليس الاعلامية لهو أضخم من ذلك بكثير....هو بالفعل فوضي خلاقة ومستقبليات مدروسة بدقة شديدة......من المنطقي جدا ان يخرج الأمريكان يوما ما ....وأظنه قريب....من العراق ولكن هل معني خروجهم ان العراق تخلصت من الغزو الامريكي الغاشم مثلما تخلصت بغداد القديمة من التتار علي يد قطز ومن تبعه....الأمر مختلف تماما.....سيخرج الامريكان يوما وسيتركون نظاما مواليا لهم وفتنة طائفية مشتعلة تحت الرماد وبركان علي وشك الانفجار..انه تخدير ثقافي جغرافي انساني لأمة بأكملها ولكن المخدر يحقن بالتدريج وبطريقة محددة مسبقاً.....ولأن امريكا بأصلها التنويري الغربي هي صانعة الديموقراطية وحرية التعبير لابد من وجود جبهات معارضة لها اعلامياً أمثال الجزيرة وغيرها....ولأن من الضروري وجود عدو لامريكا تطارده فلابد من وجود تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين وبلاد المغرب والسودان وليبيا وبلاد الماو ماو.....وليتوه التاريخ أكثر فأكثر.....فبينما أمريكا تحاربك بغير سلاح فهي تمد لك يدها بالعولمة والأنفتاح والاسواق الحرة ولا شيء يعلو فوق صوت المادة

عذراً للأطالة سيدي ولكن لحديثك وضيوفك شجون وشجون

خالص مودتي وتقديري

علان العلانى said...

الأخ العزيز أيمن

في البداية الشكر لك علي المتابعة رغم ظروف التجنيد وكل ما يحيط بها ، وارجو الا تعتذر من أطالة مرة أخرى فأعلم أنه لايوجد وقت لديك لأختصار، وهكذا الحال معى

بين" الحدث" والحديث جميل أن تتولى القراءات ليس بالطبع لتقديم أجابات ولكن-- فقد لمحاولت صياغة أسئلة وبعيدا عن الحديث عن" الحدث" وهو يغمرنا وينتزع قدرتنا على النظر اليه خارج أحتوائه لنا فلنحاول أن نتأمل في قراءات تحدق في الأمرقبل وبعد "الحدث" --11سبتمبر/أحتلال العراق-- من خلال بنية خطاباته المؤسسة من جهة ونستطيع أيضا ان نتأمل فى قراءات من مركز الخطاب المهيمن نفسه ممن يساهمون فى صياغته، من جهة أخرى
أما القراءات التي تمتلك الأدوات للقراءة من خلال بنية الخطابات المؤسسة، فأنظر على سبيل المثال لقراءة المفكر الكبير د أنور عبد الملك
لعالم تتبدل فيه موازين القوي،وتتفكك منظومات اليقين الإيديولوجي، بينما النظام العالمي يشهد تصاعد التناقضات في قلب مشروع العولمة، وكذا تأزم مشروع هيمنة القطب الواحد علي مصائر البشر، تناقضات وتأزم يواكبها توجه علي منظومة فكرية واجتماعية جديدة، علي تنوع أنظمتها الاقتصادية والسياسية المنبثقة من تنوع الأمم والثقافات وشعور عام بأن عصر صدارة الإيديولوجية أيام الحرب الباردة إلي أفول، بينما يتصاعد مفهوم وتوجه جديد في شتي أنحاء المعمورة ،صياغة العالم الجديد كما يري عبد الملك ( لن تقتصر علي تغيير الأنظمة الاقتصادية والسياسية وإنما سوف تتسم بتصاعد الاهتمام بالساحة التكوينية في الأعماق، ألا وهي ساحة الحضارات والثقافات وفعالية إعمال خصوصيتها في صياغة عالمنا الجديد بعد جحيم الحروب)!

في حوارمالك التريكي مع المفكر الكبير د أنور عبد الملك فى (مسارات 2005)
تحت عنوان -- فائض القيمة التاريخي والانغلاق الحضاري العربي

مالك التريكي: علق دكتور أنور عبد الملك أهمية على عصر الإكتشافات البحرية في القرن الخامس عشر والقرن السادس عشر وبداية صعود الغرب وهيمنته على بقيت أجزاء العالم وتلخص ذلك في مفهوم تحليلي مهم جدا تستعمله هو مفهوم فائض القيمة التاريخي.
أنور عبد الملك: طيب نبدأ بنهاية القصة لو سيادتك في سنة 1960 مثلا في إنجلترا في لندن أو في باريس أو في إحدى العواصم الغربية تدرس حالة الطبقة العاملة هتجد العامل المتخصص في الكيمياء أو غيره, العامل المتخصص يحظى بمرتب وظروف معيشية وعنده منزل ثانوي على البحر وعنده سيارة وبتاع, الله.. طيب ده الوزير عندك أنت ما كانش في السنوات دي عنده الكلام ده كله, من أين إذاً هذا؟ إذا كان العملية كلها أن الرأسمالية الغربية بتنهش لحم العمال الطبقة العاملة الأوروبية فائض القيمة, طيب الله رغم فائض القيمة ده كله موجود لسه.. من أين لك هذا؟ ثم تنظر إلى العالم الكبير المحيط في معظمه تجد أنه أحوال الطبقة العاملة والطبقة المتوسطة لا تصل إلى مستوى الطبقة المتوسطة توصل إلى مستوى الطبقة الدنيا من الطبقة العاملة, تقول الله.. من أين هذا إذاً؟ من أين هذه الظروف غير العادية لطبقة يقال أنها مضطهدة إن لم يكن من شيء موجود بيمّكن أصحاب رؤوس الأموال الطبقة العمالية أنها تمنح وتهادن وتريح؟ طيب من أين هذا الفائض من استغلال العمال دُوُلْ أو من حاجه ثانية, أنا في تقديري أنه الإكتشافات البحرية وغزو القارة الإفريقية وتهجير أكثر من عشرين مليون من شباب إفريقيا كعبيد إلى القارة الغربية ثم الغزوات الدينية التبشيرية الإسبانية البروتوكولية قبل ما يوصلوا مكِنِتْ مَن طلبها من استيعاب ثروات جبارة, معادن مواد خام منتجات نتيجة العمل العبودي استعباد الشعوب, فإفريقيا وأميركا يعني ضاعت بهذه الطريقة ثم جاء دور المنطقة بتعاتنا وبعد كده جاء الدور في القرن.. بدأ من القرن السابع عشر القطاع الجنوبي والجنوب شرقي من آسيا من السند حتى إندونيسيا ثم القرن الثامن عشر حاولوا غزو اليابان ما قدروش وغزوه في سنة 1958 فقط آخر دولة وفي بداية القرن الثامن عشر.. بداية القرن التاسع عشر ونهاية القرن الثامن عشر بدأ غزو المواني في الصين, فالصين واليابان وكوريا كان آخر من ألم بهم هذا.. إنما تجميع الثروات هو ده بنسميه فائض القيمة التاريخ, ده فائض قيمة سلب ونهب القارات اللي أصبحت القارات الثلاث علم الجنوب علم باندونغ هو دي.. هذه العملية التي مكنت الطبقة الرأسمالية في دول الغرب من هذه الثروة الهائلة التي مكنتها من تأمين سلطتها وشراء ولاء ورضاء جميع الرؤساء عن طريق الانتخابات.. النظام الديمقراطي الانتخابي, والتفوق حتى الآن ولو طبعا في ظروف مختلفة تماما على المجتمعات التابعة في الدائرة المركزية, لم يعد الأمر هكذا بالنسبة لا للصين ولا اليابان ولا كوريا ولا حتى الأميركتين انتهى الموضوع خلاص.. انتهى هذا الموضوع فائض القيمة التاريخي بدأ لا أقول يفنى يضعف في تأثيره.
مالك التريكي: لكن هو لتلخيصه ممكن أن نقول أن فائض التاريخ الغربي هو الوجه الآخر للبؤس والتخلف في دول الشرق؟
أنور عبد الملك: هو هكذا وبالتالي هذا المفهوم في بلادنا العربية الموقرة يكاد يكون مرفوض ما حدش يذكره إلا نادر جدا ونادرين جدا إنما نادر جدا من يذكره لأنه محرج, يعني هل أنت تريد أن تقول أن تفوق الغرب نتيجة السلب والنهب مما أصابنا وليس من تفوق الغرب نقول إزاي بالميلاد بالسليقة كده, أنا لا أقول التاريخ أنا أقول شيء.. يعني ضرب التوجهات الثورية في الحركة الوطنية التحريرية في الشرق العربي في الأربعينيات كان بحجة وتحت شعار كثرة التوجه إلى الشيوعية عن طريق الجبهات الوطنية المتحدة, تم هذا طيب اليوم ما أصبحتش دي.. سميناها إيه إرهاب إسلامي يعني بالتسمية التي تقال وهذا هنسميه إيه.. هنسميه ثورات عنصرية شرقية ما حدش عارف, يعني هي المسألة كيف تبعد هذا؟
مالك التريكي: من شروط صد هذه الهجمة وتحقيق النهضة ما تسميه بضرورة استقلالية القرار الوطني السياسي بانغلاق الدائرة السياسية نوع ما بحيث لا ينبع القرار السياسي إلا من إرادة الشعب بحيث يكون نوع من غلق مع الانفتاح الحضاري على الآخر بمطلقه يعني على آسيا وأميركا اللاتينية وإفريقيا وكل.. ألا تلاحظ دكتور أن المسألة معكوسة يعني الشرط الذي تضعه أنت حسب تصورك لشروط النهضة الحضارية معكوس عندنا الآن في الواقع العربي عندنا انغلاق حضاري نحن بالمعنى أنه ليس هناك اهتمام بالآخر، الآخر بالنسبة لنا هو من نعتبره متفوقا.
أنور عبد الملك: بدليل اجتماع سان باولو واجتماع باندونغ.
مالك التريكي: لم يحضره العرب, لكن عندنا في المقابل عندنا انغلاق أو بالأحرى انفتاح سياسي بمعنى تقديم التنازلات.
أنور عبد الملك: انفتاح يعني يبهر المتفرجين.. يعني لا يكاد يمر أسبوع حتى نرى البعثات وندوات وبتاع والمش عارف إيه ورجال.. أصبحت الحكاية يعني مش عادية بقى مش انبهار.. نسميه انحداف في أحضان شيء مش موجود, طيب كويس أنا لا أعارض هذا لأن ده شيء له إيجابياته وله مشروعية موقعية, طيب وبقية العالم لماذا هذا الموقف المخذي من أميركا الجنوبية كلها؟ لماذا تجاهل آسيا؟ أين أعراض.. مثلا لو أخذنا مصر أعراض مصر والهند المميزة كان يذكر أحد إخوانا.. كان بيذكر منذ أيام في الندوة أنه لم تتم زيارة واحدة رسمية مصرية للهند منذ عشر سنوات طيب إزاي الهند قريبة جدا لنا ثم نشكو أن إسرائيل تتعاون معها كيف نشكو أنا مش فاهم الموضوع..موضوع غريب جدا.
مالك التريكي: بالضبط.. وصلنا دكتور لسؤالي بالضبط هنا الصين والهند منذ مؤتمر باندونغ كانتا من الحلفاء الطبيعيين للعرب في كثير من القضايا وخاصة في القضية المركزية اللي هي القضية الفلسطينية فأبدعنا في التفريط في هذا الرصيد الهام بحيث أصبحت الصين والهند الآن من أهم شركاء إسرائيل فطبعا هنالك قضية التعاون العسكري بين إسرائيل والصين.
أنور عبد الملك: التعاون العسكري منذ الحرب الباردة لابد منه من أي قوة, تركيا ما هي علاقتنا بتركيا؟ حتى التقارب المحمود منذ شهور بين سوريا وتركيا, ما علاقتنا بتركيا؟ لماذا نرضى بأردوغان ونزوره؟ وقبل هذا كانت غير موجودة وتركيا دولة هامة جدا, أين علاقتنا بإيران؟ يعني أشياء غريبة جدا أشياء يعني بتثير ذهول.

مالك التريكي: هل توافق دكتور على رأي معروف للأستاذ غسان التويدي الدبلوماسي اللبناني المعروف ومدير جريدة النهار العربي والدولي الذي يقول أن الدولتين الوحيدتين فيما يسمى بالشرق الأوسط اللتين لهما مشروع حضاري وجادتان في انتهاج نهج نحو التقدم هما إيران وتركيا.
أنور عبد الملك: هو صحيح وقبل هذا كان مصر الدولة الثالثة من محمد علي إلى حرب أكتوبر, اليوم اعتكفنا لأسباب كثيرة لكن دي دول أمم خاصة مصر, طيب أين العلاقة بينهم؟ والعلاقة موجودة مع الهند موجودة مع الصين, الصين في علاقة طيبة جدا إنما هي علاقة لا تؤدي إلى تغيير.. يعني علاقتنا مع الصين متميزة جدا من كل النواحي والزيارات, ده كل موجود لكن لا تبدو أو لا تعرض كأنها بديل أو إضافة لما هو قائم.

http://www.aljazeera.net/NR/exeres/2203EA68-AC85-4A63-AA38-2C5B0F93A00D.htm

مالك التريكي: ما هي مصادر القوة الروحية في الحضارة الصينية.

أنور عبد الملك: هناك في تاريخ الفكر الإنساني فيه دائرتين.. دائرتين فكريتين يعني دائرتين حوالين اثنين (كلمة غير مفهومة) اثنين إطار نظري إطار مفهومي نترجم الـ (كلمة غير مفهومة) بإطار مفهومي الإطار المفهومي اليوناني الذي أصبح غربيا بعد هذا هو إطار أرسطو اللي هو مبني على أساس مفهوم الهوية (أ) هي (أ) ما ليس (أ) ليس (أ)، الإطار المفهومي ده بيؤدي إلى في الترقي إلى جدلية أن ليس (أ) فعدو (أ) فالصراع يؤدي إلى تركيبة جديدة، الفكر الغربي.. حتى الآن في كل مراتبه يدور حول هذا الإطار المفهومي وبالتالي يقدم الصراع، التناقض، الخلاف، ثم هناك إطار مغاير لصياغة هنسميه إطار معرفي ثاني (كلمة غير مفهومة) ثاني إلى هو الشرق بالمعنى الواسع فالشرق مجتمعات زراعية ثابتة حول أنهار النيل، دجلة والفرات، المجتمعات دي هي اللي كان بيتغلب عليها الثراء الطبيعي وكثافة سكانية نشأ فيها تدريجيا فكرية وحدة، جماعة، توحد، ترابط، تسود على فكرة الصراع والفرقة اللي سميت بعد كده النظام الأبوي اللي سميت بعد كده قبل كده الاستبداد الشرقي، الظاهرة دي بلغت أوجهها في الفلسفة التاريخية الكنفوشية التي استمرت نرجع لحكاية الاستمرار التاريخي بتاعة الأمة والحضارة الصين أكثر منها في أي مكان ثاني بشكل معبّر عنه ومستمر يعني كتاب الموت كتاب الحياة اللي هو كتاب تكوين مصر اللي منه جت فكرة الحياة البعدية في الديانات التوحيدية الثلاثة كلها لم تتم في تايلاند والمكسيك تمت في إطار محدود في الدائرة دي..
مالك التريكي: محدود جدا
أنور عبد الملك: في سيناء وفلسطين بلغ فيها فكرة التوحد أو الوحدة أو الجماعة أو الاستمرارية أوجهها، الفكرة دي بلغت فكرة أصبحت إطار معرفي بمعنى الكلمة ليس الصراع الداخلي، ليس مبدأ الهوية الذي ينفي أي شيء لا ينطبق معاه بأن هو بالتالي يخش معاه في صراع وهذا بعد أجيال طويلة أصبح لُخص في رسالة الرئيس (كلمة غير مفهومة) بسببه في كتابه الذي ترجمناه كذا مرة هنا في مصر كتاب فيه تناقض في رسالة فيه غاية الأهمية وهي الفكرة الإلهية وهي فكرة التناقض جوهر الوجود، ماذا يعني التناقض جوهر الوجود؟ معناها أنه مهما فعلت هنخرج أي تكوين أي مجتمع أي وجود أي فكر من تناقض لن تحل التناقض، الله أومال إيه الهدف بقه التقدم الهدف بقه أنه التناقض بيأخذ أشكال مختلفة فمركز ثقل التناقض ممكن ينطلق مثلا من اليمين إلى اليسار يبقي التناقض موجود لكن الغلبة لمثلا قوة الجبهة الوطنية المتحدة (كلمة غير مفهومة) الأقلية متحكمة بالقوة لكن لا يعني هذا إنهاء التناقض اللي فاهم مثلا سياسة الصين الحالية الكثير في الغالب يتصورون أن التناقض بين منطقة ساحلية بشكل خرافي ومناطق في الغرب والوسط المتخلفة نسبيا سيؤدى إلى تمزيق، لا من قريب ولا من بعيد..
مالك التريكي: هذا من السائد في الأدبيات الغربية.
أنور عبد الملك: هذا من السائد اللي هيحدث أنه المركز الطليعي القائد فيه على سواحل المحيط الهادي الآن بيعدل دفة التنمية والاستثمارات إلى الوسط والغرب بشكل قاري، كل ما يأتي مثلا من تايوان وتايوان هي المستثمر الأول في الصين من 1970 لغاية النهارده كل ما يأتي يعفي من الجمارك ويعفي من جمارك (كلمة غير مفهومة) تصدير الأرباح بشرط أن يوظّف في الوسط، ليس في مناطق أصبحت طبعا إنما أساسا جوه طب ليه جوه؟
مالك التريكي: لتعديل الكفة.
أنور عبد الملك: وبالتالي الموقف الدولي أن هذا شيء محير جدا الموقف الدولي الآن أنت نشهد كلنا مع بعض الاستفزاز اليومي والهجوم المستمر على الصين بكل الطرق، مباشر غير مباشر، تايوان، الخليج، اللي مش عارف إيه، التسليح، بكل الطرق والصين تقابل هذا بأساليب تثير السخط والاستغراب، الله طب أين رد الفعل طب وأخرتها إيه؟ مأخرتهاش، التناقض جوهر وهيستمر كده (كلمة غير مفهومة) ممكن قوى ميكونش فيه حرب وهذا أنا في تقديري لكن يكون في حرب عالمية في الحتة دي لا يمكن لأنه الطرف الثاني لن يقبل الحرب.
مالك التريكي: لا يدخل في إطار اللعبة كما وضع قواعدها العدو.
أنور عبد الملك: لا لما يستوعب لعبة العدو في اللعبة بتاعته هوه.
مالك التريكي: نعم بهذا الإطار بالضبط..
أنور عبد الملك: ويتعب العدو لأن العدو غير مستعد للحياة في تناقض فترة طويلة.

التعامل العربي والصيني مع صدام الحضارات
مالك التريكي: في هذا الإطار بالضبط أظن مثال واضح على أن الصين لا تتعامل مع الخارج المعادي بمنطق المعادي بل لها قدرة على الامتصاص، ذكرت وأظن لم أقرأ تعليقا مشابها رغم كثرة ما كتب عن هذا الموضوع موضوع نظرية صدام الحضارات التي أتي بها صامويل هنتغتون، ذكرت نقطة مهمة جدا هو أن رغم أن هنتغتون يقول أن الدائرة الكونفوشوسية والدائرة الإسلامية هما الدائرتان المعاديتان للغرب واللتان ربما سيصدر منهما خطر يهدد الغرب إلا أن الدائرة العربية الإسلامية فقط هي التي ثارت واستنكرت، كيف تعامل الصينيون مع هذه النظرية؟
أنور عبد الملك: لم يتعاملوا معها..
مالك التريكي: تجاهلوها؟
أنور عبد الملك: تجاهلوها، لأنه الأخ هنتغتون أحياه الله قال كلام من وجهة نظر الغرب ليس فقط واقعي إنما هو بيان لسياسة حضارية، ده بيقول إحنا هنعمل كذا لأن إحنا أدي مصالحنا، الرجل لم يكذب لم ينافق، يعني الشيء الغريب أن معظم المثقفين أو قطاع واسع جدا منهم في البلاد العربية والإسلامية هرولوا إلى استنكار كلام هنتغتون وكأنه راجل بيتهمنا نحن بحرب حضارية، مقالش حاجة هو بيقول أن إحنا هنعمل عليكوا انتووا حرب حضارية مش انتووا اللي عاملينها لكن التنكر ده غريب جدا طب يعني أنت إيه اللي ماذا (كلمة غير مفهومة) حاجة غريبة جدا وفعلا شفنا قدامنا ما رأيناه يعني أديك فلسطين قدامك والعراق وأدي شايفين قدامنا الظروف كلها الصين في تقديري اللي حصل في الأدبيات اللي بأقرأها لم تعلق إلا قالت أنه في حد هنتغتون بيقول كده وده رأي بعيد عن الواقع ويعني بيثير تساؤلات كثيرة وبعيد عن الدقة يعني كلام معالج كأنه مثلا إيه نظرية في الأدبيات تعليق على هاملت وشكبير، مثلا أي حاجة راجل بيقول كده وبتاع لأنه يقول اللي يقوله لنفرض أنه في تناقض وأنه هنتغتون على صحة، طيب إحنا بنغير أرضية الواقع وبعدين الصحة دي تزلزل لكن دون الخوض في المعارك معاها.
مالك التريكي: وأيضا يعرفون أنه يقرر واقعا لأنه عندما يقول أن الدائرة الإسلامية والدائرة الكنفوشوسية ربما تكونان الأكثر خطرا على الغرب هو يقرر واقعا لأن الدائرة الكنفوشوسية في صعود حضاري مشهود فهذا حقيقة يعني..
أنور عبد الملك: هذا حقيقة هو اختار الدائرتين دي لأن الدائرتين دولا هما فيهم منظومة قيمية سُلّم قيمي مجموعة قيم يصعب اختراقها..

http://www.aljazeera.net/NR/exeres/2D2480C1-15BA-4A8B-9EEB-C8DF69E32A04.htm

أما بالنسبة للخطابات التى تنطلق فى قراءتها من داخل خطاب الهيمنة ذاته، فراجع في ذلك علي سبيل المثال
بريجنسكي وكتابه الجديد فرصة ثانية ، أنظر في ذلك تحليل صبحى الحديدى
http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=today\12e36.htm&storytitle=ffبريجنسكي%20وحال%20الإمبراطورية:%20خطيئة%20أصلية%20وقيادة%20كارثيةfff&storytitleb=صبحي%20حديدي&storytitlec=
ثم فلنحاول في ضوء هذه القراءات وغيرها "بالطبع" أن نعيد الانتباه في " الحدث" من زوايا خرى ما أمكن على ضفاف الشجون فقد بدت بشكل ما معالم " الخوارلقواه"-- الحدث-- ما قد يتيح بعض الإمكانية للتأويلات خارج تأليه قدرات هى في الحقيقة قدرات إنسانية بصورة مأساوية باعمق ما نتوهم ويتوهم عجزنا المقيم

لك التحية والتقدير
وقبل ذلك وبعده الإحترام