قراءة
بين المطلق والمحدود
المدينة الجاهلية، هي التي لم يعرف أهلها السعادة، وكل ما عرفوه هو مجرد غايات جسمانية ولذات حسية، وعليه فإنّ تحقيق هذه اللذات هو السعادة، والحرمان منها هو الشقاء. وهذا ما يبرر قول ابن سينا: "ولهذا يجب أن لا يتوهم العاقل أنّ كل لذة فهي كما للحمار في بطنه وفرجه"
ابن سينا: الشفاء - الإليهات، ص 424
المدينة الجاهلية، هي التي لم يعرف أهلها السعادة، وكل ما عرفوه هو مجرد غايات جسمانية ولذات حسية، وعليه فإنّ تحقيق هذه اللذات هو السعادة، والحرمان منها هو الشقاء. وهذا ما يبرر قول ابن سينا: "ولهذا يجب أن لا يتوهم العاقل أنّ كل لذة فهي كما للحمار في بطنه وفرجه"
ابن سينا: الشفاء - الإليهات، ص 424
فجوهر الرؤية تكمن فى بداية النص أو أفتتاحيته وهى الصورة المثالية للعاشق والمعشوق .. للثائر والثورة
فلقطر الندا قصتان واحده شعبيه تغنى كتراث شعبي اقتنص من الأسطورة التى كلفت الشعب دم قلبه ما يرضيه ويرضى عنه ومن الموال حنته ،
أما الثانية فرسمية تدون غلاظة السلطه وسفهها وسحق كل جميل تحت أقدام صناعة النفوذ والمحاصصة ، فخطاب قطر الندى المنادى عليها على الحقيقة خطاب لصاحبة وجيعة بين حب "الألفة والإيلاف" والزواج الطقوسي
إلفانِ يا قَطرَ الندى شَأني وشَأنَكِ
لَمْ يكونا يُدركانِ من الهوى مَن منهما الثاني
ويَقْطُرُ منهما عَرَقٌ على نَحرَيهِما
إذْ تُصبِحُ الدنيا انتِشاءً كُلُّها
بالضبط
بعد هذا المقطع يشرع تميم في بناء برزخ بين عالمين وزمنين قبل أن يطلق على المشهد ياجوج وماجوج الوجود
المستلب
لتكون كلمة السر للهجوم هى يتزوجان
يَتَزَوّجانْ
فَيَكسُوانِ العِشقَ بالأختَامِ
مِثلَ وثيقةٍ مّرَّت على كلِّ الدوائرِ والحكومةُ شاهدٌ عّدْلٌ
وتاريخ الزواج فى المخيلة العربية يحتاج الى مراجعة فعلى سبيل المثال بالنسبة لهذا الجيل الستيني الذى يسيطر على مفاصل الدول العربيه في جانب من مخيلته تنتهى (جل) الافلام العربية الدرامية وغيرها بمشهد الزواج كختام وتتويج لنهاية كل اشكال الصراع وحل عقدة الدراما وأسعاد المشاهد ما يضمن نجاح الفيلم وغلق الباب على العروسان كمسك الختام ونهاية ابدية للشقاء
وهنا بالضبط يبدأ النص حيث ينقب هناك عن هذا المسكوت عنه والقابع فى تلافيف المخيلة المترهلة بزحام الوهم والتوهيم يسترسل النص في تفاصيل تدقق بكل عمق في بنية الزيف المقيم ومظهرية الأقنعة وتعليب وتصنيع وتغليف الفرح وتلفيفه برقائق الزهو و لزوجة المظهريات المتهالكة التى تمسرح البهجة خلف قناع الادعاء والتزيف والمفاخرة ،
وسورٌ مُستديرٌ من عيونِ المُخبرينَ وراءَ صَفحاتِ الجرائدِ
ينظرون من الثقوبِ الَتَفَّ حولَهُما
ويَأتي الدينُ والدُّنيا
رِجالُ الأمنِ والوُجَهاءُ
عُمالُ الفنادِقِ, مُخرِجُ الحَفَلاتِ
والعماتُ والخالاتْ
والأعراس مِثلُ مَصانعِ الأصباغْ
شالاتٌ عليها أيُّ شَيءٍ لامِعٍ
ومُمَزَّقاتٌ بينَ رَغْبَتِهِنَّ في إظهار ما أبقى الزمانُ من المَلاحةِ
واحتِشامٍ من كلامِ الناسِ والشَيبِ الذي يَمتّدُّ الّا.. لَونُهُ
فَتَرى الملابِسَ كالضِمادِ على الكُسورِ
تَلُفُّ حولَ الجِسمِ أجمَعِهِ
لِيَبدو وهوَ لا يَبدو ويَخفى كَسرُهُ فيَبينُ أكثَرَ
والبَناتُ يَقِفْنَ أو يَرقُصْنَ مِثلَ حشائشٍ في حَقلِ صَمْغٍ
كَيْ يُرَيْنَ ولا يُرَيْنَ أَشّدَّ مما ينبغي
والكُلُّ يَجلِسُ للطعام
وكُلُّ مَدْعُوٍّ وزَوجتهُ هنا يَتَفاديانِ تَبادُلَ الأنظَارِ والتَفكيرَ فيما كانَ أو هوَ كائِنٌ
وَكَأنَّ أسراباً منَ الَبَيضِ المُلَوَّنِ جالِسون إلى الموائِدِ
كُلُّ شَيءٍ مُستَديرٌ أَملَسٌ
صَوَرٌ مِنَ المُستَقبَلِ المَنظورِ للإلْفَينْ
مِن كَرْشٍ وَمِن صَلَعٍ وَفَصِّ الخاتِمِ الوَهَّاجِ حَولَ البِنْصَرِ المَنفوخْ
لايترك الراوي من تفاصيل تغول عمليات الاحتفاء والاحتفال الصاخبة فوق ملائكية بداهة ورهافة وشفافية " الألفة والإيلاف " أى تفصيل لم يترك أى مظهر من مظاهر "التطبيع " لم يجرده من قناعه ويمسرحه فى ساحة العرس حتى الوصول الى تدوين دستور الزواج أوصك الشرعية
لتكون كلمة السر للهجوم هى يتزوجان
يَتَزَوّجانْ
فَيَكسُوانِ العِشقَ بالأختَامِ
مِثلَ وثيقةٍ مّرَّت على كلِّ الدوائرِ والحكومةُ شاهدٌ عّدْلٌ
وتاريخ الزواج فى المخيلة العربية يحتاج الى مراجعة فعلى سبيل المثال بالنسبة لهذا الجيل الستيني الذى يسيطر على مفاصل الدول العربيه في جانب من مخيلته تنتهى (جل) الافلام العربية الدرامية وغيرها بمشهد الزواج كختام وتتويج لنهاية كل اشكال الصراع وحل عقدة الدراما وأسعاد المشاهد ما يضمن نجاح الفيلم وغلق الباب على العروسان كمسك الختام ونهاية ابدية للشقاء
وهنا بالضبط يبدأ النص حيث ينقب هناك عن هذا المسكوت عنه والقابع فى تلافيف المخيلة المترهلة بزحام الوهم والتوهيم يسترسل النص في تفاصيل تدقق بكل عمق في بنية الزيف المقيم ومظهرية الأقنعة وتعليب وتصنيع وتغليف الفرح وتلفيفه برقائق الزهو و لزوجة المظهريات المتهالكة التى تمسرح البهجة خلف قناع الادعاء والتزيف والمفاخرة ،
وسورٌ مُستديرٌ من عيونِ المُخبرينَ وراءَ صَفحاتِ الجرائدِ
ينظرون من الثقوبِ الَتَفَّ حولَهُما
ويَأتي الدينُ والدُّنيا
رِجالُ الأمنِ والوُجَهاءُ
عُمالُ الفنادِقِ, مُخرِجُ الحَفَلاتِ
والعماتُ والخالاتْ
والأعراس مِثلُ مَصانعِ الأصباغْ
شالاتٌ عليها أيُّ شَيءٍ لامِعٍ
ومُمَزَّقاتٌ بينَ رَغْبَتِهِنَّ في إظهار ما أبقى الزمانُ من المَلاحةِ
واحتِشامٍ من كلامِ الناسِ والشَيبِ الذي يَمتّدُّ الّا.. لَونُهُ
فَتَرى الملابِسَ كالضِمادِ على الكُسورِ
تَلُفُّ حولَ الجِسمِ أجمَعِهِ
لِيَبدو وهوَ لا يَبدو ويَخفى كَسرُهُ فيَبينُ أكثَرَ
والبَناتُ يَقِفْنَ أو يَرقُصْنَ مِثلَ حشائشٍ في حَقلِ صَمْغٍ
كَيْ يُرَيْنَ ولا يُرَيْنَ أَشّدَّ مما ينبغي
والكُلُّ يَجلِسُ للطعام
وكُلُّ مَدْعُوٍّ وزَوجتهُ هنا يَتَفاديانِ تَبادُلَ الأنظَارِ والتَفكيرَ فيما كانَ أو هوَ كائِنٌ
وَكَأنَّ أسراباً منَ الَبَيضِ المُلَوَّنِ جالِسون إلى الموائِدِ
كُلُّ شَيءٍ مُستَديرٌ أَملَسٌ
صَوَرٌ مِنَ المُستَقبَلِ المَنظورِ للإلْفَينْ
مِن كَرْشٍ وَمِن صَلَعٍ وَفَصِّ الخاتِمِ الوَهَّاجِ حَولَ البِنْصَرِ المَنفوخْ
لايترك الراوي من تفاصيل تغول عمليات الاحتفاء والاحتفال الصاخبة فوق ملائكية بداهة ورهافة وشفافية " الألفة والإيلاف " أى تفصيل لم يترك أى مظهر من مظاهر "التطبيع " لم يجرده من قناعه ويمسرحه فى ساحة العرس حتى الوصول الى تدوين دستور الزواج أوصك الشرعية
·
و يطوى الراوي النص ويختم( الفيلم) بالمشهد الخالد في مخيلة الجيل الستينى القابض
على الشرعية بيده الغليظة ورؤيته المكبلة القعيدة
ثُمَّ يُسَلِّمونَ عَريسَهُمْ رَسَنَاً
يَشُدُّ بِهِ إِلَيهِ عَروسَهُ لَوْ نَسَّقَتْ زَهرَاً على شُبَّاكِها . والرسن ..حبـلٌ يُوضع في أنف الدَّابَّة
وَيُسَلَّمونَ لَها لِجاماً مِثلَهُ
حتَّى تَشُدَّ بِهِ إِلَيْها لَوْ أَحَبَّ صَبِيَّةً أُخرَى
وَيُطْرَقُ بابُ غُرفَةِ فُندُقٍ
وَتَدُومُ خَلْفَ البَابِ تّعْزِيَةٌ عَلى قَتْلٍ تَواطَأَ ذلِكَ النّادي عَلَيْهِ
تَنَكَّرَتْ في شَكْلِ عُرْسِ باذِخٍ عَالِي المَقَامْ
حتَّى اذا اخْتَلَيَا مَعَاً فَوْقَ السَّرِيرِ
تَمَذَّدّ القانُونُ بَيْنَهُما, وَنامُوا .. بِانْسِجامْ !
اتساع الرؤية وضيق العبارة
وهكذا
من براح الألفة الى صك الملكية ينطلق النص ليحكى قصة أغتيال الخيال بكمين
الإجراءات ولينتبه من كان له قلب والقى السمع انه ثُمَّ يُسَلِّمونَ عَريسَهُمْ رَسَنَاً
يَشُدُّ بِهِ إِلَيهِ عَروسَهُ لَوْ نَسَّقَتْ زَهرَاً على شُبَّاكِها . والرسن ..حبـلٌ يُوضع في أنف الدَّابَّة
وَيُسَلَّمونَ لَها لِجاماً مِثلَهُ
حتَّى تَشُدَّ بِهِ إِلَيْها لَوْ أَحَبَّ صَبِيَّةً أُخرَى
وَيُطْرَقُ بابُ غُرفَةِ فُندُقٍ
وَتَدُومُ خَلْفَ البَابِ تّعْزِيَةٌ عَلى قَتْلٍ تَواطَأَ ذلِكَ النّادي عَلَيْهِ
تَنَكَّرَتْ في شَكْلِ عُرْسِ باذِخٍ عَالِي المَقَامْ
حتَّى اذا اخْتَلَيَا مَعَاً فَوْقَ السَّرِيرِ
تَمَذَّدّ القانُونُ بَيْنَهُما, وَنامُوا .. بِانْسِجامْ !
اتساع الرؤية وضيق العبارة
في الحب والثورة والإيمان التعريف واحد هو
بما وقر فى القلب وصدقه العمل