عندما ﹸبترت أصابعه وﹸقطع لسانه
لم يدر كيف يخط بالصوت الذبيح
احتفاء العين بالرسوم و الأشكال
كان يريد بالنقش
ما يأباه من يجهل طلاوة الكلمات
حين تقول أكثر مما تحتويه شكولها
فعندما هجت النفوس أصولها
و أستحبت أن تكون
كيفما شاء ت عزائمها
ارتخت كل الوسائل
عن بلوغ مرامها
لم يبق الا المستحيل
يناطح مايستحيل بلوغه
الا لها
من ديوان بوابة الوداع
نص
الخطاب الذي يتشكل على هامش انتفاضات الشعوب العربية خطاب متماسك لا ينطلق من نظرية فلسفية ولكنه يقفز مباشرة إلى الواقع في صراع ملحمي يتلقف المراقبين نتائجه وعندما يلتقطوا خيوط التنظير له سيكون ذلك الواقع الموهوم المخلق قد تغير، وخطاب 25 يناير الشعبي الثوري الذى صنعه الشهداء حي فى ضمير الشعب يصارع الخطابات العقيمة، خطابات الإذعان من جهة وخطابات الفهلوة من كل الجهات، وفي صراعه يؤكد على الاستحقاقات والثوابت التى شكلت ردود الأفعال الطبيعية لأمة حقيقية لها عند الزمان حق ولكنها كانت تفتقد لوسائل زمانها. وها هو شباب هذه الأمة يبتدع بصحوته وسائل خارج الكتاب النظري للتاريخ . ويدخل بشهدائه عنصر
جديد سوف يقلب المعادلات السياسية فى العالم رأسا على عقب
.
"الشعب يريد" ليس مجرد شعار بل زلزال هائل يعيد للشعوب لعب دورها فى النظرية السياسية، ولايخلو شعب من ميادين ولكل ميدان شهدائه ، وعلى أسس جديدة سيفكك الشهداء تلك المنظومة المهيمنة التي تستخدم الدولة كأداة استباحة مقننة ومشرعنة حولتها منظومة تحالف الفساد مع الاستبداد شىئا فشيئا إلى أقفاص للشعوب وحقل تحكم شديد الجاذبية.
إن تحسّب قوى الهيمنة فى التعامل مع هذه الثورات ليس تحسّب الحكيم بل تحسّب العاجز وهذا ما لاتسطيع تخيله خطابات التبعية بوعيها الزائف ونخبها المنكوسة المستلبة خاوية الهمة والروح.
ان الحراك السياسي الذي صنعه شهداء 25 يناير يتدفق على مهل من أعماق وجدان الأمة وحتماً سيوسع دائرة الرؤية لما حدث فى تونس وتلاه من تخاطب الشعوب وتناديها واستجاباتها. إن جوهر وفائض القيمة الثورية الشعبية هو "تخاطب شعوب المنطقة كلها خطاب الخلاص الجماعي" لتزول كل الحواجز وتجتاح الشعوب حدود تكبيلها الوهمية، فالنظام الأقليمي الذى يقبض على السلطة فى المنطقة ويهيمن عليها نظام واحد متعدد الرؤوس تحركه " إرادة وإدارة" واحدة ... والصراع ليس مع التنظيم الإجرامى القابض على السلطة فى كل بلد على حدى من فلوله ونخبه وطبقاته المتنفذه بل مع هذا النظام الذي يحكم كل هذه النظم في إطار الهيمنة الصهيونية الأمريكية وبالرغم من أن تنادي النظم أسرع من تنادي الشعوب إلا أن تنادي الشعوب لاقبل لقوة في العالم على مواجهته عندما يكون هو الغاية والوسيلة.
الكل فى انتظار الشعب سيد الزمان.
عندما ﹸبترت أصابعه وﹸقطع لسانه
لم يدر كيف يخط بالصوت الذبيح
نص
جديد سوف يقلب المعادلات السياسية فى العالم رأسا على عقب
.