المأزق مقلوب
.
فالإخوان يدفعون ثمن عدم إدراكهم لجوهر الثورة وغربة مصطلحها عن قاموسهم المعرفي فضلا عن خصوصية وفرادة ثورة شعب آخر عهده بالثورات الشعبية كان فى بداية القرن الماضي. لقد داهمت الثورة الإخوان كما داهمت العالمين وعندما انتبهوا لفعلها المتجاوز تخيلوها مطية للركوب وهرولوا إلى السلطة وتخطوا فى هرولتهم أجساد الشهداء. والثورة الآن وليس بعد دهور تأدبهم وهاهم يخروا لها ساجدين لإنها قدر الله ومنته للمستضعفين وقد علموا يقيناً كبيرهم وصغيرهم أن لامهرب منها إلا إليها ، ولم يفعل تعجل العسكر وشرههم للسلطة الا أن أعادهم الى صوابهم ونزع عن أعينهم الغشاوة فالثورة أخذتهم من السجون ووضعتهم على كرسى الحكم فتوهموه عرش الفرعون ولم يدركوا أن الشعب دمر بنية الفرعنة ونسفها وبدد هيبتها فلا فرعون بعد اليوم . فالثورة اجماع شعب ويد الله مع الجماعة .. وقد ملكهم العسكر بطيشهم وبانقلاب مكتمل الأركان ذريعة مكتملة الاركان لن تسلب منهم إن صمدوا مدى الدهر ولو كون العسكر مئة حكومة وأباد مئة ألف فمن جاء بانتخاب الناس وأصواتهم لن يعزل ببيان عسكري هذا عن الإخوان.
أما العسكر فهم بين نخبه تملك كل شىء وتأمر فتطاع وجنود هم بين عبد مأمور يلقى له بعض الفتات ويطيع الأمر بعقل مستلب وقلب أعمي ونفر سخرة يعمل بما يأكل ويشرب، وهو جيش أوكسه نفاق الناس وكذبهم على أنفسهم فعقيدته القتالية تكاد أن تكون نكته بعد اتفاقية الإذعان ولا يملك نظرية للأمن القومي بشهادة موثقة على عدة حلقات " مع هيكل "لمن يريد أن يتقصي وهو عراب الانقلاب وهى شهادة مبذوله في عدد من كتبه ومقالاته لمن يريد أن يستوثق، أما عن النخبة فقد أحصاها الشعب وعدها عدا ويعرفهم عميلا عميلا وحقيرا حقيرا وهم مبتدأ ومنتهى رجال المخلوع الذى أصطفاهم على عينه وأستأمنهم على عرش عمالته أما الجنود فهم من الشعب وإليه وإن خاض البعض منهم بالأمر فى دم الشعب فستزول الغشاوة حتماً عن خير جنود الأرض ولن يعدم الجيش رجال يفعلون بفراعينهم ما فعل الشعب مع فرعونه وأما النخبة التى تساند العسكر فمنهم العملاء ومنهم الغاون ومنهم كارهي للتيار الإسلامي والمستقبل فى نظرهم لن يكون إلا بإقصائه وإخراجه من الحياة السياسية فهم غارقون فى سفههم وهواهم وسقمهم المقيم وجهلهم المستعلي الذى ضحكت منه الأمم وقد شيطنوا هذا التيار متوهمين إخضاعه وتركيعه وإنتزاعه من خارطة الحياة السياسية بما يكاد أن يصنف كعنصرية سياسية ضد كل ما يمت لتيار الإسلام السياسي بصله وهذا فعل مستهتر وأحمق وكل من ساند العسكر فى انقلابه وصم وصمة الدهر وعلى يده دماء كل من قتلهم العسكر ومن قنصهم بلطجية نظام المخلوع.
لقد ألقى السيسي بيانه وأسفر عن وجهه وأصله الخسيس وأراد أن يستغفل الشعب ويسلبه ما ملكته له الثورة فالديمقراطية ليست منتهى الثورة إنها مجرد وسيلة لتداول السلطة ولكن خطرها على إمبراطورية العسكر عظيم فهى تسلب منه هيمنته على الحياة السياسية وهذه إدارة عسكرية تمت خصصتها بمعرفة قوى الهيمنه وهذا السيسي لم يخوض حرب الاتحت إمرة الإمريكان ووظيفته التى يأخذ عليها أجر هى حماية الكيان الصهيونى وتأمين ظهره والعض بالنواجز على إتفاقية الإذعان مع الصهاينه التى تضمنها أمريكا وتموله على أساس إخلاصه لها سراً وجهراً.
السيسي قام بانقلابه بزعم أنه يحقن به الدماء وها هو يسيلها وسيهدرها أنهارا إن لم يعد عن غيه . فهذا شعب لن يركع ويصبح أضحوكه وسخرية فى فم الزمان ويحمل عار الأبد كشعب خرج ليسقط نظام ثم خضع لكلابه وإذا امتد الأمر الى منتهاه بعد محاولتهم تكميم الأفواه وغلق منافذ الإعلام وإعادة ترميم و تفعيل أدوات المخلوع القمعية وحشد جيش البلطجية المدني وحرب الإشاعات والتهويل والتحريض وصناعة حرب تلفزيونية فى سيناء تهدر فيها حصراً دماء مصرية بين القاتل والمقتول إلى افتعال مناوشات بين المعتصمين والمتظاهرين المعترضين سلمياً على الانقلاب تتيح له ارتكاب مجازر بغرض سحب الجماهير من الشوارع وإذا اعتمد هذا النهج الفاشل ستيحول هذا السيسي ومن ورائه إلى مرتكبى جرائم ضد الإنسانية ويذهبوا الى أسفل سافلين كخونة وعملاء وستنقشع كل طبقة العمالة والنخاسة ويحاسب حينها قتلة الشهداء ويرتفع الحجاب عن الطرف الثالث الموهوم الذى يعرفه الجميع ويبتلعون معرفتهم تقيه وعجز فالقاتل متحصن بدبابة.
لقد تلقى تيار الإسلام السيياسي الضربه الأولى وبينه وبين الناس مرارات وعلى يده دم أهدره بتفاهمه مع العسكر ثم فاض الكيل بخفة أحلام قياداته وأستفزازهم للناس فهانوا عليهم..وتفنن فيهم خصومهم ومثلوا بهم وأعجزوهم فى كل شىء ونزعوا عنهم إنسانيتهم وحولوهم لخراف ليحل ذبحهم ويهون في أعين الناس واستعادوا كل ارشيف فزاعة المخلوع حذو النعل بالنعل وأنزلوا كل هذا على خطاب عالمى يتعمد الخلط بين كل ما هو إسلامي والإرهاب ونسجوا حولهم الأساطير وحملوهم تركة دولة فاسدة منهوبة .... ولكن لايكابر مكابر أن هذا التيار شارك فى الثورة وساهم فيها وأن رئيسه المنتخب فى عام حكمه خطيئته هى الفشل والعجز الملتبس بالتفشيل والتعجيز والتصيد والتلكيك وفى مواجهة ذلك كله لم يكن مرسي فرعونا ولاديكتاتورا ولاكان ينبغي له كان رجل من عامة الناس وفى هذا العام تحول لمزحه وبضاعة يتفكه بها الإعلام ويقال فيه ما لم يقله مالك فى الخمر وعكفت فضائيات تحصي عليه أنفاسه وكل شارده ووارده ويخوض فيه كل من هب ودب وذهب معه الإعلام مذهب وأستن أفانين وضعته فى حرج وصعبة عليه بنيوياً مهمة تلميع السيسي وتصنيعه بطل قومي تمهيداً لمحاولة فرعنته ليعود للأوتاد فرعونها
.
المأزق مقلوب
إنه مأزق السيسي ومن يستخدمه و ليس مأزق من سلبه السيسي السلطة كل دقيقة تمر من اعتصام الناس في الميدان هي دهر فى حساب السيسي ومن ورائه كل دقيقة من اعتصام الناس فى الميدان هي سنوات تمر على الإقصائين كل شهيد يسقط في المواجهات هو جدار في بوابة الخروج الآمن لرجال المخلوع فى مجلس قواده كل يوم يمر على الناس معتصمين ومتظاهرين ومعترضين ومطالبين بعودة الرئيس المنتخب واستعادة الديمقراطية هو تبديد لكل رصيد النشطاء الثوري ووصمة عار في جبين كل من أيد الانقلاب وصوغ له ... إن من قامروا بالاصطفاف في طابور العسكر ساقطين فحجتهم على جرم الإخوان بتفاهمهم مع العسكر في بداية الثورة على حساب الشهداء ترتد عليهم في نحورهم عار بعد أن جرموا أفعال الإخوان وأتوا بأسوء منها، فما حدث من العسكر في كل مواقع الثورة من مجازر ومحاكمات عسكرية وانتهاكات أنسانية وجرائم فى حق هذا الشعب رجاله وشبابه ونسائه وأطفاله ومقدراته والتلاعب بقوته وأختلاق أزمات فى مقومات حياته بغرض تفشيل وتعجيز مسيرته نحو تثبيت استحقاقاته الثورية كان حرياً أن يزيد موقفهم ضد العسكر صلابه لا أن يبدلو موقفهم ويتعاموا عن ما أيقنوه وكانوا شهوده على ضحاياه وأثاره على أجسادهم وفى وجوههم ، وكأنهم ما شهدوه وما يقنوه ولكن شبه لهم فهذا ليس ضعف وخوف بل هو السقوط الإنساني والإخلاقى المبين ومنطق فهلوي رخيص بستخف بعقول الناس فالإخوان دفعوا وسيدفعوا ثمن خطئهم وخطيئتهم دم وأعتقال وتمييز ومحن طالت كل كيانهم ولن يقبل الناس بعد أن يتبينوا وسيتبينوا حتماً لن يغفر لمن تعاون مع العسكر وتآمر على الديمقراطية عطية الثورة للشعب
فكل من خاض مع العسكرفي دماء فصيل سياسي مدني منتخب بإراده حره هو معتدي على ثورة الشعب وليس ثائرا ولا يحزنون بل هو جائر و ويده فوق يد العسكر على الزناد... ومنهم من صرح بالقول أنه يتمنى أن يخوض فى دماء الإخوان وجاء من حقق له حلمه وأخرجه من سجنه ليشارك بالقول ويتاح له أن يشارك بالفعل ومنهم من حرض حد المشاركة فى الفعل وتسويغه. فمن تحرض على إقصائه فى هذا سياق فقد أردت قتله وهذا موقف فضلا عن كونه خسيس لايمت لثائر بصله فضلا عمن يدعي التبشير بالحرية وحق الإختلاف ولكنه فعل يليق بمكابر ومجرم لايحمل صاحبه مقدار ذره من ديمقراطية ولا ضمير. ولايستقيم هكذا تلبيس الا لساع لسلطة ونفوذ أو يحمل حقداً وخصومة حد الإبادة ولا يحمل مثقال خردلة من احترام لاختيار الناس الحر والمشروع ويصادر أصواتهم ويهدرها كما يهدر دم الشهداء فى نفس الوقت فبأى حق سوف يطالب من حالفه بدم الشهداء وقد اصطف معه ليرتكن لسلاحه ويشرعن له إطلاق النارعلى غريمه السياسي و هذا في حد ذاته صك براءة لايحتاج توثيق يإهدار دماء ثوار 25 يناير وبداية طريق تجريمهم أيضاً . إن للثورة كيدها في تعرية مدعي الإيمان بها وغرضه ركوبها الثورة. هي فى سيرها تلقى عنها أدران المدعين وتكشف بالعدو الظاهر العدو الباطن وتفرز وتصنف ولاتنخدع من مدعي ولاتصدق إلا الشهيد.. ولا تأخذ بالشبهة ولكن تدغم الدليل على مهل . وقد قدمت الدليل على هؤلاء الأوباش و عقليتهم الإقصائية المتعالية على الناس حد الوصاية عليهم وهنا بالضبط جوهر تلاقيهم مع ذهنية العسكر وأصل فاشيتهم الدفينة أن الثورة لاتواجه أشخاصا ولكنها تفضح خطاب وتفكك ذهنية وقد أجملت باستحقاقاتها وأرست بإرادة شعبها شروط يستحيل أن يحتويها خطاب الفهلوة أو يسوفها.