Tuesday, November 25, 2014

قراءة في قصيدة تميم البرغوثي يا شعب مصر 9




" سدرة المنتهى" وصحبة الميدان

فى تيه الليل يسترشد بالنجوم فى السماء
وفى تيه النهار يسترشد بالنجوم فى سماء الإرادة
يا مصر حقك تملكى بدل السما اتنين
واحدة هدية و واحدة تانية صانعها مصريين


فالخيار السياسي لم يعد ضربة زهر وبوصلة الثائر ليست مكسب وخسارة خلف كرة السلطة أنها فيما فصل فيه الشهيد 


للمعراج في تاريخ هذه الأمة علامة

ليس في تأويل حقيقته وكيفية وتفاصيل الحدث ولكن فى مقام الصادق والصديق "أن قال فقد صدق " هكذا يلهم الصدقين صدقهم ، ولمقام الصداقة والصحبة والمؤخاة فى فجر هذه الأمه شامه وعلامة ، فما بين شفا الحفرة  من النار ونعمة التألف والايلاف سيرة و قرآن يتلى ومدد

قد لايكون من المبالغة القول أن حدث 25 يناير 2011 من أكثر االحوادث الثورية الشعبية توثيقً على الاطلاق

ليس فيما توفر من وسائل تقنية ووسائل التواصل ولكن فيما لامس الكيان والوعي للملاين المشاركه فيه ووشمه المنقوش فى  الذاكرة الذى قسم الزمان بين ما قبل وما بعد

لقد قام هذا الشعب بمعراجه الثوري على عين العالمين وأبدع محققاً مقام مازاغ الفؤاد وماغوي

يا مصر لو دققتى هتلاقى البراق بيجر عربية فواكه فى الحوارى الضيقة

شوفى الصحابة و الحواريين على القهوة بيتناقشوا بحرارة
و السما على مد ايدهم مستشارة
طيعة و رقيقة
القراءة فى حدث ثوري هى قراءة لنص يكتبه الشعب وعندما يكتب الشعب نصاً فهو ينقش على صفحة الزمان  إرادة فلم يسأل الشعب أحد ماذا يريد ؟ لكى يعلن إرادته إسقاط النظام ولكنه عندما أعلنها على العالمين هكذا أعلن فى ذات الوقت أعترافه بأنه لم يكن حراً وأنه كان مستعبد ومقهور ، الشاعر هاهنا يخاطب من ؟ ويطالب من بالتدقيق فى البدايات فى لحظة الفعل المنفلت من قبضة الفرعون وأوتاده (فالتدقيق ) كلمه مفتاح وليست حاشيه هل يحاول الشاعر  أعتقال لحظه نادره للأجماع ؟هل  يرفع بصمة شعبية من على سطح السماء الأرضية المتحققة تلك السماء المصقولة إرادة التى صنعها المصرين؟ فإذا كانت الجماهير هى الجسد فما الشعب فى تجليه إرادة الا روح هذه الجماهير مجتمعه فى مواجهة المصير ولكن ما هو ماصدق هذه الرؤية هنا يجر البراق عربة الفواكه والبراق دابه ووسيلة يركبها الأنبياء بالتحديد واسمه مشتق من البرق  هذا اللمع الخاطف الذي
هو عبارة عن الضوء الناشئ نتيجة تصادم سحابتين أحدهما تحمل الشحنة الكهربائية السالبة والأخرى تحمل الشحنة الكهربائية الموجبة وبذلك ينتج عن التصادم شرارة قوية تصدر على هيئة الضوء الذي نراه فجأة ثم يختفي 
والفواكه وعد بالآتى للفقراء ملح الأرض




 هي بالضبط المسافه بين الحوارى الضيقة ووسع الميدان فالحوارى فى المدن هامش يحوى فيما يحوى ما صدق خطابها فالتلاحم بين واجهة أى مدينه وحواريها لايكون الا بمدد من الصدق في مواجهة المصير أنه  أختراق  لمفهوم الطبقه وفى ذات الوقت لمحه من الانتباه لبنية شفرة الحدث أنه أجماع الناس على ما لايريدون ؛أنه اتفاقهم على ما يرفضوه هاهنا إرادة الشعب قبل وسع الاختلاف على ما يريدون

هنا تكتمل شروط الصحبه وجوهرها الصدق وهل بعد الصحبة فى مواجهة الموت صحبه؟

شوفى الصحابة و الحواريين على القهوة بيتناقشوا بحرارة
و السما على مد ايدهم مستشارة
طيعة و رقيقة

أجمع المشاركون فى الميدان بمختلف توجهاتهم الفكرية والسياسية وأنتمائتهم العقائديه والطبقية على شعور الانعتاق من الخوف الانفلات من القيد

 اجمع قادة العالم كله وهم صاغرون أمام إرادة هذا الشعب فى كل الدنيا ومازالت أصداء تعابير أنبهارهم وقد أخذهم الحدث على غفلة عالقه فى الاسماع بمختلف اللغات

اجمع المفكرون وقادة الفكر الحر فى العالم أن ما يشاهدوه بأعينهم يخرج عن توقاعتهم وتحسابتهم لهذا الموقع من العالم

لم يطلب الشعب شهادة أحد كانت مصر تتحدث عن عن نفسها بنفسها دون وكلاء فأسمعت وأبهرت وتتردد أصداء شاعر نيلها وقف الخلق ينظرون جميعاً كيف أبنى قواعد المجد وحدى وأصبح ميدان ثورتها قبلة للعالمين تضبط على ايقاع الشهادة فيه عواصم الهيمنه ساعتها وتتبدل في غرف صناعة القرار السياسي صياغة خرائط الطريق وتتعدل وقد هيمن على كل المعايير المحددة للسياسات عامل جديد لم يكن فى الحسبان ولايخطر على بال ويهيمن على كل المعايير هو عامل الشعب يريد وماذا يريد بلا سابقه ولاأنذار
شوفى المساجد كانت تشاور عالسما
صبحت تشاور عالبشر  و تقول اهما يا سما بصى و شوفى
و ابقى قولى لكل صوفى
و هو طالعلك طريق المعرفة اتغير
يوصل م السما للأرض لا يتوه و لا يحير

شهادة

هيمن على الميدان حالة لا يمكن أن يصفها حتى أقلنا التزاما إلا بأوصاف قدسية أو صوفية، عبقرية الفعل العفوى الجماعى جعلت القدر يستجيب. كيف تمكنا من اختراع آليات لاتخاذ القرار من لا شىء؟ كيف دافعنا عن أنفسنا يوم الجمل؟ من أول من بدأ بقرع الأسوار الحديدة لبث الرهبة فى نفوس أعدائنا؟ اكتشفنا قداسة فينا عندما وقفنا معا وكانت يد الله مع الجماعة.

اقرأ المزيد هنا:http://www.shorouknews.com/columns/view.aspx?cdate=24062011&id=cd2f555b-e375-479c-a878-1d40b05af52c




و شوفى الخلق وسط الموت تقابله و هى بتهزر
فيتلخبط و يتبعتر و سر الدنيا يتفسر
و نعدلها و نوزنها



وقف شباب أغلبهم تحت العشرين وحدهم بصدر عار فى مواجهة الرصاص أمام سفارة الصهاينة، هل ظنوا أنهم سيحرروا الأرض بفعلهم؟ لا.. بل كان استعراضا، حتى المطلب كان رمزيا: انزلوا العلم. لكنهم مثل بوعزيزى أدركوا ما لم ندرك، أن الثورة صراع على أفكار. جاءوا لينتصروا لفكرة أن السلطة للشعب، ولا تقرر أى قوة داخلية أو خارجية لنا، لا السياسات ولا الأولويات، حتى سياستنا الخارجية، حتى علاقاتنا بالقوى العظمى، وبالتأكيد علاقاتنا بأشقائنا.





بقول يا مصر قومى و بصى فى المرايات
فى سما الولاد هما اللى عاملينها


بيشوفوا بعض فى وش بعض كأنى أنا انت و هو أنا و احنا الكل

احنا فى مرايا بعض بنصبح صباح الفل
أفدى بروحى كل واحد فى المرايا طل

هذا والله أعلم